|
|
|
| مصطفى حسني |
--------------------------------------------------------------
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. نُكمل السير على طريق الله مع قاعدة جديدة وهي حُسن الظن بالله. في كل الأوقات يكون لدى العبد ضعف بسبب ذنب ما ولكن يكون هناك أمل أن يغفر الله له، فكُن دائم الأمل في رب العالمين؛ لأنه هو الكريم الوهّاب الذي يغفر ويعفو.
الأمل في الله عند الطاعة: الله لا يُخيّب عَشم أي إنسان ونُسمي العشم في الله في الشريعة "حُسن الظن في الله"، وطلب الله منا - بني البشر- أن نرمي حمولنا ونتوكل عليه، قال تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} (النمل: 59)، فـ الله يرزق النبات والحيوان فما بالك بعبده الذي نفخ فيه من روحه؟ لا يمكن أن يضيق بك باب الله، فكل أبواب الناس يُضاق بها إلا باب الله عزَّ وجلَّ، ونتعلم من سيدنا محمد الذي انتصر في فتح مكة وكيف كان متواضعًا لله، يقول تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} (الفرقان: 85)، فاليد تعمل والقلب يتوكل.
الأمل في الله عند المعصية: السائر على طريق الله وقوده أنه لديه أمل في الله ويرجو منه العفو والثواب مهما كان هناك تقصير منه. كما يجب أن نتعلم الأمل في الله عندما نجد عبدًا يقع كثيرًا في نفس المعصية، وهنا يجب الحذر من أفكار اليأس التي قد تُسيطر على القلب، فمن يعتقد أن الله لا يستطيع أن يُنقذه من معصيته فقد استعجز قدرة الله وهذا خطأ في حق الله، وقد يقول عبد أن الله قادر ولكن الله لا يريد، وهنا نذكر قول الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (النساء: 26)، اسعتذ بالله من الشيطان الرجيم إذا رمى في قلبك فكرة اليأس.
الأمل في الله عند الكربات: يقول الله تعالى {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ} (النمل: 62)؛ لذا ادعُ الله وأنت مُوقن بالإجابة، وتقول الحكمة الأجنبية "لو دفعتك الدنيا على الأرض فاعلم أنه أفضل وقت للسجود". عند شدتك تذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الطائف وهو يمشي وأهل الطائف يضربونه بالحجارة، فيأتيه ملك الجبال ويقول: "لو شئت يا محمد أُطبقُ عليهم الأخشبين"، فيرفض النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: (عسى الله أن يُخرج من أصلابهم من يعبد الله).
الأمل في الله عند الموت: لحظة الوفاة يزيد شعوران عند الإنسان، شعور شيطاني وهو شعور أن الله لن يقبل طاعتك وأن الموت مؤلم، كما يُخيفك الشيطان من رؤية ملك الموت، والشعور الثاني هو شعور رباني وهو أن يكون عندك أمل في لحظة خروج الروح، ففي الدنيا يرحم الناس بعضهم بعضا، فما بالك برب الناس؟ وتذكر أن من عاش على شيء مات عليه، لذا عِش على الأمل والطاعة وعندما تحين لحظة الموت ستجد الله قريبًا منك.
العائدون إلى الله
اسمي محمد وليم من كينيا أسلمت منذ أكثر من خمس سنوات. أحيانا عندما تسير الأمور على غير رغبتي أشعر أن الله تركني ولكن بطريقة ما الله يخبرني أنه مازال معي، فمنذ أربع سنوات وأنا في مصر مات أخي في كينيا دون أن أكون معه. حينها شعرت أن الله تركني وحيدًا وبعدما تم دفن أخي حدثني أخي الآخر عن أن الأمور سارت على ما يرام، حينها توجهت إلى الله وسألته أن يجعلني أشعر بالسلام والسكينة. أتذكر أبو بكر الصديق والرسول عليه الصلاة والسلام عندما كانا في الكهف وحدهما إلا أن الله كان معهما ولم يتكرهمها؛ لنتعلم أنه مهما كان الموقف الذي تمر به فإن الله الحكيم لن يتركك أبدًا، فالأمل هو كل شيء، ويجب أن نتسلح به وسيرشدنا الله إلى طريقه.
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2872