|
|
|
| مصطفى حسني |
--------------------------------------
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. نُكمل سويًا السير على طريق الله، وفي حلقة اليوم نرد على أكبر قدر من الأسئلة التي نستقبلها منكم.
لا أستطيع الخروج من المنزل وعُرض عليّ الشهادة الجامعية أكثر من مرة من غير دخولي للجامعة؟
الحقيقة لا أعلم سبب منع خروجك من المنزل ولكن في هذه الحالة هذا يُسمى غش، والنبي علمنا ألا نغش أبدًا وهو لم يغش قط، وهذا اختبار في حياتك فلا تستعن بالشهادة التي تأتي بالمال لأنها في تلك الحالة تُسمى رشوة، والرشوة حرام، لهذا أقترح على صاحب السؤال ألا يقبل هذا، وتذكر {..وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} (سورة الطلاق: 2).
حيران بين أمرين مصيريَّين، ماذا أفعل؟
علمنا النبي الاستخارة وكان الصحابة يفعلون ذلك أيضًا، والاستخارة تكون في الصلاة أو قول دعاء الاستخارة من دون صلاة، ويمكن أيضًا أن تطلُب من الله أن يساعدك إذا لم تكن حافظًا للدعاء، ثم انظر إلى العلامات التي يُظهرها الله لك في أي الأمرين تأخذ.
متى يُصبح الإنسان خلوقًا؟
عندما يتحمل الأذى من الناس، ويبقى على مبادئه ويرى الخير في الجميع مهما كان سيئًا لأن قلب العبد مهما كان بعيد عن الله أكيد فيه خير. وعندما ترى الخيرات في قلوب العباد لا تستطيع أن تُصنّف الناس، وعندها يكون لديك سلام مع الناس ومع الله.
والدي وإخوته في خلاف، ماذا أفعل؟
ادعُ الله أن يُصلح بينهم ولكن لا تقطع علاقتك بهم حتى لو قال والدك لك هذا، وبذلك تمنع أن يقع ذنب على والدك، وعندما سُئِل أحد الفُقهاء الأزهرين الوسطين مثل هذا السؤال قال: اعمل على الصلح بينهم ولكن لا تقاطع أحد من أعمامك حتى وإن أجبرك والدك على قطع صلتك به، لأن كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" وصلة الرحم من الأمور التى أوصانا بها الله.
معي مال ولا أعرف هل أتزوج أم أقم مشروعي؟
هذا يعتمد على الاحتياج للسائل ولكن الأوْلى للزواج، لذلك أقترح أن تتزوج أولًا ومن ثمَّ تعمل وتبدأ مشروعك وادعُ الله أن يفتح عليك بعد الزواج بالتيسير، ولكن أنت تعلم أكثر، فإذا كنت تريد المشروع أولًا فتوكل على الله.
أتمنى أن يرضى الله عني، ماذا أفعل؟
الصلوات الخمس؛ لأنها أول ما تُسأل عليه.
رضا الوالدين؛ لأن بر الوالدين فرض علينا.
لا تظلم أحد؛ لأن من كان عليه حق عند أحد، يرده الله إلى المظلوم يوم القيامة.
قلقان وخائف من كل شيء ولا أنتظم في الصلاة، ماذا أفعل؟
علماء النفس يقولون أن هناك ما يُسمى بالتفكير الخرافي، أي أن يتخيل الإنسان شيء غير موجود يجعله قلقًا على الرغم من عدم وجود سبب لذلك القلق، لذلك استشر واستعن بالله واعزم وتوكل على الله، فـ اليد تعمل والقلب يتوكل، واستعن بكثرة لا إله إلا الله حتى يطمئن قلبك، لأن الذكر له مفعول سحري في نزع القلق من القلوب.
ما هو عمل الخير الذي يمكن أن يفعله الفرد في بيته ويأخذ نفس أجر الذي يتطوع خارجه؟
سؤال راقي، يمكن أن تدعُ الله إلى الخير عن طريق الإنترنت ورسائل الموبايل وبهذا تصبح داعٍ إلى الله من بيتك، قال صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح: " مَن دَلَّ على خيرٍ، فلَهُ مِثلُ أجْرِ فاعِلِهِ".
أخاف من الموت، فماذا أفعل؟
عندما يخاف الشخص من شيء إما يهرب منه أو يتعامل معه، ولكن من يخاف من الشيء يجب أن يستعد له، ومعرفة السبب، هل بسبب ترك الأهل، هل بسبب ترك زوجة وأولاد وراءه، أم خوف من الموت نفسه والرجوع إلى الله؟ لذا أعرف السبب وعالجه.
خطيبي بخيل وأخوته مدخنين، ماذا أفعل؟
التدخين ليس مقياس لقبول العريس أو رفضه، ولكن البخل هو الشيء الأكبر الذي يؤدي إلى إغلاق البيوت سواء في بخل المشاعر أو الماديات أو المسئوليات. ولكن يجب أن نعرف تعريف البخيل، لأن قد يكون الشخص يريد ادخار المال من أجل شراء شيء أهم أو ضروريات في الحياة، لكن إذا كان بخيلًا فعلًا فيجب أن تواجهيه أولًا، ولا تتركيه بدون مناقشة.
زملائي في العمل يتحدثون في أشياء لا أريد سماعها وأنا أعمل في المكتب، ماذا أفعل؟
علمنا النبي أن من يرى مُنكرًا يغيره بيده وفي هذا الموقف أنت لا تستطيع، وإن لم يكن باليد فـ باللسان وإن لم تستطع باللسان لأنهم في وضع لا يسمح لهم بتقبل النصيحة، فليكن بالقلب، أي أن ترفضه بقلبك ويمكن أن تشغل أذنيك وقلبك عن طريق سماع القرآن وذكر الله، وفيما بعد حاول أن تنصحهم بالموعظة الحسنة.
العائدون إلى الله
مغنية "راب" أروبية تركت الأضواء والشهرة والصحافة ووجدت طريق الله، تقول: ما لم يعلمه الكثير أنني كُنت محطمة تمامًا، وأتناول الكثير من أقراص الدواء وكنت قد خرجت للتوِّ من مستشفى الأمراض النفسية، وكنت أغني لأن هذا ما يجب عليّ فعله. كنت أقف على المسرح والجميع يقف للتصفيق، كنت أريد أن أصرخ في الناس توقفوا، أنتم لا تعرفون أن كل ما ترونه خارجيًا، هذا مجرد غلاف وفي الداخل لا يوجد شيء سوى الفراغ.
طوال هذا الوقت من العام الذي كنت أعاني فيه ما بين المهدئات ومستشفى الأمراض النفسية ومحاولتي للانتحار، كنت دومًا مؤمنة ولكن كان صعبًا علىّ أن أتمسك بالله، لم يكن ذلك أمر محوري في حياتي، ولكن من وقت لآخر كنت أقول حقًا أنه يجب أن أتحدث مع الله، وكانت الفكرة تظهر في ذهني وبعدها تختفي وأترك الأمر.
فجأة صديقة لي تقول لي "أنا سأصلي"، فقلت لها "أنا أيضًا أريد أن أصلي، أريد التحدث مع الله"، فقالت لي تعالي واختبرت شيء. سجدت لأول مرة في حياتي، وضعت جبيني على الأرض، وهذا أمر لا تفعله لأحد سوى الله. بالنسبة لي شعرت أن جبلين اثنين سقطا من فوق أكتافي، وذهبت في رحلة مع القرآن الكريم وفتحته بكل بساطة بدون أن أدرك ما الذي سأقرأه، كان ذلك الوحي والدليل القاطع على وجود الله.
أنا سعيدة جدًا، توجد سعادة في قلبي لا يستطيع أحد أن يسرقها مني، لا بتصوير من قِبَل الصحافة ولا بمهاجمتي، لأني أحمل في قلبي الإيمان.
http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2846