الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
ذكر الله عبادة ليست جانبية إنما هى عبادة مستديمة، فدوام الذكر هو وقود السير إلى الله ، قال تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" ، فالذكر يقوى القلب ضد الفتن ويمتع القلب بالطاعة وهو حياة القلب فالذاكر سائر على طريق الله

-----------------------------------------------

ما زلنا نسير على الطريق ونحن سائرون نتعرف على السائر الأول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي سار ووصل ثم عاد فأخبر القوم بما استفاد؛ لنتعرف على قواعد السير على طريق الله؛ لنسير ونحنُ في معية الله نستلهمُ من حياة النبي، فالسير على طريق الله يحتاج إلى اطمئنان ولا يكونُ الاطمئنان إلا بذكر الله، فهذه هي معية الذكر قال تعالى {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب 35)، فالذكر هو وقود السير على طريق الله.

أصل وفوائد ذكر الإنسان لربهِ:

هو ذكر الإنسان باللسان والقلب والجوارح، وفوائد الذكر هي: تقوية القلب ضد الفتن، ويُمتع القلب بالطاعة، ويصل بالإنسان إلى مرتبة الإحسان.

1- قوة القلب على الفتن: وهو ما يجعل الإنسان قوي الإرادة أمام فتن الدنيا لأنه كثير الذكر، قال تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت 45)، قال علماء التفسير أن الصلاةُ لها مواعيد أما الذكر فيجعلك في معية الله ويحفظك من الذنوب.

2- استمتاع القلب بالطاعة: قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد 28)، قال العلماء فتطمئن النفسُ بذكر الله من الشك إلى اليقين فيكن وقتها قلبك في حضور مع الله ودائم الذكر إليه سبحانه وتعالى.

3- دائم المشاهدة لأفعال ربه في حياته: فهو الإنسان الذي من كثرة ذنوبه يخجل من الله ويرى نِعَم الله في تفاصيل حياته، فهو الذاكر الذي عاش بقلبهِ مع الله فبات في معيته، والذكر أعلى المراتب لأنه يُعلمك الإحسان، والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فتُصبح في معية الله.

حاله صلى الله عليه وسلم في ذكرهِ:

كان عليه الصلاة والسلام يذكر ربه في كل حال، فعند الاستيقاظ له ذكر، ودخول الخلاء له ذكر، وفي لبسه له ذكر، فهذه حياة النجم الذي به نهتدي، وهذا سلوكه يُعلمنا إياه الله وأنه عزّ وجلّ معي في حياتي كلها. في ذكر الاستيقاظ كان يقول "الحمد لله الذي عافني في جسدي ورد عليّ روحي وأذن لي بذكره"، وفي لبسه "الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير لا حول مني ولا قوة، اللهم إني أسألك خيره وخير ما صُنع من أجله، وأعوذ بك من شره وشر ما صُنع من أجله".

العائدون إلى الله:-

اسمي محمد أكبر من نيجريا تخرجتُ من كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، من نِعَم الله عليّ أن جعلني من الذاكرين، فحينما أذكره أُدرك أنه يذكرني، قال تعالى {فَاذْكُرُ‌ونِي أَذْكُرْ‌كُمْ} وعندما أذكره أرتاح بذكرهِ وأشعر بالسعادة وأطمئن، وأحب الذكر إلى قلبي هو الاستغفارـ فالإنسان منا يُذنب والذي يُطهره هو الاستغفار، وذكر الله ليس مُرتبط بالبلاء فحسب، هذا خطأ كبير، فالمؤمن دائمًا في تواصل دائم مع ربهِ ولا ينقطع لأن ذكر الله هو روح الحياة.

فضل بعض الأذكار:

1- قال صلى الله عليه وسلم "لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، كنزٌ من كُنوزِ الجنةِ" رواه أبو موسى الأشعري، حديث صحيح.

2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيعجَزُ أحدُكُم أن يَكْسِبَ ألفَ حسنةٍ ؟ فسألَهُ سائلٌ من جُلَسائِهِ : كيفَ يَكْسِبُ أحدُنا ألفَ حسنةٍ؟ قالَ: يسبِّحُ أحدُكُم مائةَ تسبيحةٍ تُكْتبُ لَهُ ألفُ حسنةٍ، وتحطُّ عنهُ ألفُ سيِّئةٍ". حديث صحيح.

3- قال صلى الله عليه وسلم "كلمتانِ حبيبتانِ إلى الرحمنِ، خفيفتانِ على الِّلسانِ، ثقيلتانِ في الميزانِ: سبحان اللهِ وبحمدِه، سبحان اللهِ العظيمِ". حديث صحيح.

4- قال صلى الله عليه وسلم "ألا أدلّك على سيّدِ الاستِغْفَارِ اللهم أنتَ ربي لا إله إلا أنتَ خلقتنِي وأنا عبدُكَ وأنا على عهْدك ووعدكَ ما استطعتُ أعوذُ بكَ من شرّ ما صنعتُ وأبُوءُ لكَ بنعمتكَ عليّ وأعترفُ بذنوبِي فاغفرْ لي ذنوبي إنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ لا يقولها أحدكُم حينَ يمسِي فيأتِي عليهِ قدرٌ قبلَ أن يُصبِح إلاوجبتْ لهُ الجنةُ ولا يقولها حين يُصبحَ فيأتي عليهِ قَدرٌ قبل أن يُمْسي إلا وجبتْ له الجنةُ"، رواه الترمذي.

5- قال صلى الله عليه وسلم "ألا أخبرُك بأحبِّ الكلامِ إلى اللهِ؟ قلتُ: يا رسولَ اللهِ أخبرني بأحبِّ الكلامِإلى الله فقال: إن أحبَّ الكلامِ إلى اللهِ ، سبحانَ اللهِ وبحمدِه". رواه مسلم.

http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2833