[ أنا أولى الناس بعيسى بن مريم الأنبياء أخوة لعلات وليس بيني وبينه نبي] الراوي: - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/217 خلاصة حكم المحدث: صحيح
,هكذا قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ " ," وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا{157} بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ " ," وإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ " إنه علم من أعلام الساعة إنه آية من آياته الكبرى إنه نبي اختاره الله تعالى من آلاف الأنبياء لأجل أن ينزله على أمتنا في آخر الزمان سأل أبو ذر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله كم عدد الرسل فقال: صلى الله عليه وعلى آله وسلم [هم كذا وكذا ] ,وذكر أنهم آلاف من الرسل, اختار الله تعالى من بين كل هؤلاء رسولاً ليرفعه إليه ويضل في السماء ما شاء الله ثم إذا شاء الله تعالى نزل وقتل الدجال ثم صار هو حاكم المؤمنين ذكر الله تعالى عيسى بن مريم عليه السلام في القرآن باسمه عيسى في عشرين موضعا وذكره بإسم المسيح في عشرين موضعا أخرى ..
نحن نتكلم اليوم عن نبي لنا به صلة "لا نفرق بين أحد من رسله" كما نؤمن بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام أنه صادق كذلك نؤمن بعيسى وبغيره من الأنبياء " كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ " عيسى بن مريم اختار الله تعالى له أن يولد من غير أب من أم فقط وجعل الله تعالى ذلك آية في الناس أمه مريم كانت امرأة طاهرة عفيفة وكانت وهي من إسرة صالحة طيبة " إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا "" أم مريم نذرت مافي بطنها لما حملت بها أنها تكون خادمة للمعبد المسجد الذي كان يصلون فيه يحتاج إلى خدمة عباده يحتاجون إلى خدمة فكان من صلاحهم إذا حملت المرأة نذرت مافي بطنها ألا يكون لها نفعاً منه أبداً إنما يكون لله فلما ولدت فإذا هي قد وضعت أنثى وقد جرت عادتهم أن الذي ينذر للمعبد ذكور لقدرتهم أكثر على التعب والنصب والعمل لكن " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى " وأنا قد نذرت ثم أُخذت مريم وهي في مهدها ووضعت في المعبد اختلف فيها العباد كلهم يريد أن يرعى هذه الصغيره التي في مهدها يقول الله تعالى " وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ " اختلفوا فأحضروا ماء في إناء و اجتمع العباد من بينهم زكريا وهو زوج خالة مريم وكان لا ينبه ومريم قريبة له وأمها زوجته فأراد أن يرعاها فأخذوا أقلامهم وهي من خشب ثم اجتمعوا فألقوا الأقلام في الماء فآخر من يبقى قلمه طافياً هو الذي يكفل مريم " وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ " فبقي قلم زكريا فكفل زكريا مريم منذ أن كانت في مهدها كفل زكريا مريم وأخذت مريم تشب في صلاح وفي طاعة لم تعرف منكراً ولا معصية فهي مابين عباد صالحين تسمع التلاوة وترى الصلاة كبرت مريم وصارت تجلس في المحراب " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا " يجد عندها فاكهة الصيف في فصل الشتاء وفاكهة الشتاء في فصل الصيف فعجب " قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ " كان زكريا لا يولد له وقد بلغ من الكبر عتيا قد شاب رأسه, و رقَ عظمه فلما رأى أن الله تعالى يخرق لها العادة بمعنى أن الله تعالى يأتيها خلاف ما جرت عليه عادة الناس فهو يرى فاكهة الصيف في فصل الشتاء وفاكهة الشتاء في فصل الصيف "هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء*فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ" ظلت مريم على عبادتها خرجت في يوم من الأيام وقد قضى الله تعالى وقدر أن يبعث إلى أهل فلسطين الناصرة وما حولها أن يبعث إليهم نبياً ,كان فيها يهود وكان فيها أقوام من بقايا دين موسى عليه السلام وكان فيها وثنيون ورومان أراد الله تعالى أن يبعث إليهم نبياً وأن يكون هذا النبي آية معجزة والله تعالى قادراً على كل خلق إن شاء الله تعالى خلق من غير أب وأم كما خلق آدم عليه السلام وإن شاء خلق من ذكر دون أنثى كما خلق حواء من ضلع آدم فهي خلقت من ذكر من غير أنثى وإن شاء خلق من أنثى دون ذكر كما خلق عيسى عليه السلام من مريم من غير أب " وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ "
-عيسى عليه السلام قضى الله تعالى أن يحمل به مريم قال الله " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ( خرجت لحاجة) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا "
لا إعتراض لك أبداً " وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا " خرجت كعادتها لتقضي حاجتها وتعود إلى معبدها وإذا بها لما إنعزلت عن الناس يكون أمامها بشر ليس من البشر من بني آدم لا بل هو ملك في صورة بشر نظرت إليه مريم " قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً " إذا أنت عندك تقوى وعندك خوف من الله فأنا قد استعذت بالله ولجأت إليه من شرك من أن تضرني فتول عني إذهب إذا أنت تقي إقبل استعاذتي بربي وأذهب وهي قد خافت وارتعدت من هذا فإذا به يبين أنه ليس من البشر أنا ملك نزلت من السماء " إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا " "قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا " كيف أحمل لست ذات زوج ولم يمسسني بشر ولم أكن بغياً لست امرأة بغي أرضى بأن يقع علي احد ليس وزج لا " وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا " فأجابها جبريل عليه السلام بما طمأن عليها قلبها وركد عليها حالها ,قال جبريل عليه السلام لمريم " إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ " لنجعله دلالة على أن الله قادر على كل شيء ,إن شاء خلق من غير ذكر وأنثى كآدم ,وإن شاء خلق من ذكر دون أنثى كحواء ,وإن شاء الآن يخلق من أنثى دون ذكر" ولنجعله آية للناس ورحمة منا ", فالرسل رحمة للخلق ورحمة منا ولا يحق لك الإعتراض " وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا " قال الله " والَتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا( مريم ) فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا" في آية " فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا " جعله الله تعالى آي للناس نفخ جبريل في جيب درعها نفخ وإذا بها يكون فيها بداية الحمل " فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا " حملت وجعل بطنها يكبر وهي تختفي عن الناس لا تريد أن يراها أحد خوفاً من أن تسأل فلا تستطيع الإجابة وقد سألتها زوجة زكريا خالتها رأتها يوماً قالت يامريم أيوجد زرع من غير زارع ؟ يامريم أيوجد صنعة من غير صانع ؟ يا مريم أيوجد بذر من غير باذر ؟ وكأنها تعرض لها أنكِ لست ذات زوج وأنت امرأة صالحة فكيف نرى بطنك على مثل هذه الحال؟! مضت عليها تسعة أشهر وهي تتقصى عن الناس وتبتعد قال الله " فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ (بدأت معها آلام المخاض والولادة ) " فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ " خرجت وجلست تحت نخلة واتكأت على جذعها وحيدة ليس معها قابلة تولدها ولا أم تعتني بها " قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا " ياليتني قبل هذا الألم الجسدي والمعنوي فهي تلد من غير زوج والناس سيسألونها من أبوه كيف حملتِ به من هذا الذي تحملينه بين يديك " قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا " والله كأني أرى مريم الآن تحت نخلة في بلدة الناصرة في فلسطين وقد اتكأت على هذه النخلة وهي تفكر كيف ستتعامل مع الناس, ماذا ستقول لهم سيسألونها من أبوه ؟ ليس له أب, إذن كيف حملتِ به إن لم تكوني أمه فمن أمه يا الله يا الله.. كيف ستجيب على اسئلتهم؟! " يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا " وجعلت تعاني آلام الولادة حتى ولدت فلما ولدته قال الله " فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا "نهر نبع من الماء " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ( الجذع هزيه ) تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا "