الحلقة الثامنة من قصة عماد، لقد عانى العالم الإسلامي من عدة أزمات منها العسكرية والأخلاقية والدينية والشرعية، ومع دخول الصليبيين إلى البلاد الإسلاميةلم تتحرك الجيوش الإسلامية من أي بقعة لنجدة إخوانهم المسلمين الموجودين هناك، واعتبر الجميع أن القضية قضية قومية محلية، وعلى أهلها من السلاجقة الرومان المسلمين تحمل همها، مما أدى إلى سقوط المسلمين قتلى تحت أقدام الصليبيين بمئات الآلاف، ونعيش في هذه الحلقة مع فضيلة الدكتور راغب السرجاني ليحدثنا عن بعض أزمات المسلمين بعد دخول الحملات الصليبية إلى العالم الإسلامي.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده وستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سئيات أعمالنا انه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله إما بعد
فآهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء المبارك وأسال الله عز وجل أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين مع الحلقة الثامنة من قصه عماد الدين زنكي
وذكرنا في الحلقة السابقة ان الجيوش الصليبية نزلت الي أسيا الصغرى واستطاعت ان تسقط مدينه نيقيه عاصمه أسيا الصغرى وتسلم الإمبراطور البيزنطي أليكسوس كومنين هذه المدينة وتسلم غيرها من المدن الموجودة في غرب أسيا الصغرى وتجاوزت الجيوش الصليبية هذه المنطقة بكاملها واتجهت إلى بلاد الشام أو إلي أول محطات الشام في مدينه انطاكيا طبعا للأسف الشديد العالم الإسلامي سمع بنزول هذه الأعداد الهائلة من الجيوش العسكرية اكتر من 300 ألف مقاتل نزلوا الي أسيا الصغرى ومع ذلك لم تتحرك قوات المسلمين من أي مكان في العالم لنجده إخوانهم المسلمين الموجودين في أسيا الصغرى وكل اعتبر ان هذه القضية قضيه قوميه قضيه محليه قضيه أسيا الصغرى يشيل همها السلاجقة الرومان
الذين يعيشون هناك طبعا سلاجقة الروم كلهم من المسلمين أطلق عليهم هذا الاسم لأنهم يعيشون في مناطق أملاك رومانية قديمة وهي أسيا الصغرى لكن كلهم من المسلمين نسبه الإسلام في هذه المنطقة مائه بالمئة لماذا لم يتحرك ا لمسلمون كانت هناك عنصريه كانت هناك قوميه القبلية سميها ما شئت إن تسميها لكن الوضع كان مخزي بدرجه كبيرة جدا وذكرنا ووضعنا أيدينا علي بعض المشاكل وأيضا أن المسلمين كانوا في صراع داخلي ذكرنا إن ألب ارسلان في وقت نزول الجيوش الصليبية كان يصارع احد إخوانه المسلمين في شرق أسيا الصغرى بالتالي تخلي عن نصره مدينته حتى سقطت في أيدي الصليبيين وكان هناك بعد كبير عن الدين ولم تكن الرؤية واضحة بأي حال من الأحوال مع أننا ذكرنا أن الجيوش الصليبية خرجت لوجهه معينه أو هدف معين وهو هدف معلن ولكن لم يكن حقيقيا إلا أنهم مع هذا الاختلاف الهدفين الرئيسيين ومع هذا البعد عن دينهم الحقيقي إلا أنهم انتصروا علي المسلمين لا لقوه جيوشهم وكثره أعدادهم ولكن لضعف المسلمين وقله حيله المسلمين وبعدهم عن الدين ويقول ربنا العزيز في كتابه الكريم إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
ونصر الله يكون بتطبيق شريعته فالذي يطبق شريعته سبحان وتعالي يتحقق له النصر والذي لا يطبق الشريعة ولا يهتم بأمور الدين لا يحقق له النصر وان كان كبيرا وان كان كثيرا وان كان قويا
تحركت الجيوش الصليبية لأول محطات الشام لكن هنا وقفه مهمة جدا عشان نعرف إن هذه الجيوش ما تحركت لوجهتها التي أعلنتها حصل خلاف كبير جدا بين القادة الصليبين الغربيين حول المناطق التي يفتحونها ووصل هذا الخلاف لدرجه إن بولدن اخو جودفريروه اللي كان بيقود الجيش الأول انفصل بجيشه عن الجيوش الصليبية وتوجه الي منطقه في شرق انطاكيا منطقه كبيرة جدا اسمها الرها وهي الآن موجودة في جنوب تركيا ودخل علي هذه المنطقة واحتلها وأسس فيها أماره صليبيه ورفض أن ينزل بجيشه مع الجيوش الصليبية لتحرير بيت المقدس من أيدي المسلمين كما كانت الوجهة الأولي للجيوش في هذا الوقت يبقي في قطاع ضخم من الجيش الصليبي انفصل عن الجيوش الصليبية وانطق الي أماره الرها ليؤسس أول أماره صليبيه في المشرق وهي أماره الرها الكلام ده كان في 491 سنه 491 هـ وده يتزامن مع سنه 1089 م_ وبذلك انفصل بلدوين ونسي قضيه بيت المقدس وقضيه فلسطين وقضيه النصارى الارثوزكس وكل هذه القضايا التي تكلم عنها البابا
هنقف وقفه حولين انطاكيا وقفه مهمة جدا جدا هنفهم فيها طبيعة الجيش الصليبي الذي جاء الي هذه المنطقة وطبيعة المسلمين اللي كانوا يعيشون في هذا الوقت كان علي حكم مدينه انطاكيا احد الأتراك التركمان كان اسمه
ياغسيان وكان قائدا نفعيا لا ينظر إلا لمصلحته الخاصة الذاتية وتاريخه الحقيقة تاريخ فيه كثير من المغالطات وكثير من التناقضات كان كثيرا ما يصادق بعض الأمراء ثم يحارب هؤلاء الأمراء في مرحله أخري من حياته لم يكن ينظر الي مصلحته الشخصية وطبيعي جدا انه كان قائد علي هذه الصورة لن يتحقق له نصر في حرب حتى لو كان يحارب مجموعه من النفعين الآخرين زي الجيوش الصليبية الغربية . الجيوش الصليبية حاصرت مدينه انطاكيه ومدينه انطاكيا تعتبر من أهم المدن قاطبة في الشام بل لا أبالغ أن قلت أنها في هذا الزمن كانت مدينه من أهم المدن الموجودة في العالم اجمع لان هذه المدينة كانت لها مكانه كبيرة جدا في قلوب النصارى وجاء ذكر هذه المدينة في الإنجيل وفيها تلاميذ المسيح الأوائل المسيح عليه السلام الأوائل كانوا في هذه المدينة والكنيسة التي هي في انطاكيا كانت لها مكانه محفوظة جدا جدا في قلوب النصارى بشكل عام ولذلك كانت السيطرة علي هذه المدينة كانت تراود أحلام الأوربيين بشكل كبير . في نفس الوقت هذه المدينة مدينه إسلامية كبيرة جدا دخلها الإسلام في سنه 15 من الهجرة بنتكلم علي قرابة 500 سنه تقريبا أو 460 سنه تحديدا منذ دخل الإسلام وحتى هذه اللحظة دخل الإسلام علي يد القائد الإسلامي الفاذ ابو عبيده العبيد بن الجراح أمين هذه الأمة ومنذ هذا الزمن انطاكيا مدينه إسلامية ومدينه هامه جدا ومدينه حصينة جدا ومدينه تجاريه علي اعلي مستوي يعني كانت بتجذب أنظار العالم بكل إمكانياتها وكانت تقارن في حصانتها بالقسطنطينية وكانت معروف أن القسطنطينية كانت من أحصن مدن العالم في هذا الزمن فهي مدينه لها اهتمام كبير جدا في قلوب المسلمين وحدث إن سقطت هذه المدينة سنه 996 هـــ في أيدي البيزنطيين وحكموها حوالي 120 سنه الي أن استردها سليمان بن قطلمش للمسلمين قبل هذه الأحداث بحوالي 20 سنه وبالتالي عادت الي حوذة المسلمين يعني لما جت الجيوش الصليبية كان الحكم إسلاميا وان كان في خلال 100 سنه سابقه حكمها البيزنطيون إذن المدينة هذه المسلمون يريدونها لأنها مدينه إسلامية دخلها الإسلام منذ قديم والبيزنطيون يريدونها لأنها كانت حكما بيزنطيا حوالي 100 سنه وهي قريبه جدا من أسيا الصغرى المنطقة التي يطمع أليكسوس كومنين إمبراطور بيظنطا في امتلاكها وهي مدينه مهمة كذلك للأوربيين لأنهم يريدون هذه المدينة لأهميتها الدينية وذكرها في الإنجيل فوق الأهمية ألاستراتيجيه والاقتصادية والعسكرية التي نعرفها لهذه المدينة المهمة . طبعا أهم الأوربيين الذي كان ينظر لهذه المدينة كان القائد النروماندي بهمن قائد الجيش الخامس
الاوربي لانه حاول قبل ذلك بعشرسنوات ان يسقط هذه المدينه لكنه سقط في هذا الاسقاط والان تكررت له الفرصه مره ثانيه ويريد ان ياخذ هذه المدينه لنفسه .
يبقي قلنا بولدن اخو جولدن ديبروا ساب هذه الجيوش الصليبيه واتجه الي تاسيس مدينه الرها او اماه الرها بعيدا عن الارض بكاملها او بعيدا عن ارض فلسطين بعيدا عن المعارك المقدسه والان بوهمن يريد ايضا ان ينفصل بجيشه ويبقي في انطاكيا وينسي قصه فلسطين وقصه بيت المقدس ونجده الحجاج وكل هذه الاهداف الساميه التي دعوا اليها وهذا الكلام لم يعجب ريمون الرابع لم يعجبه ليس لانه رجل ديني كما كان يدعي وانه يذهب الي بيت المقدس تلبيا لرغبه المسيح عليه السلام ولكنه كان يريد انطاكيا له شخصيا فهكذا تنازع الامراء الصليبيون حول انطاكيا وتنازع معهم الامبراطور البيزنطي حول انطاكيا وكلا يطمع في امتلاك هذه المدينه المهمه لكن اين المسلمون هذه الصراعات صليبيه حول المدينه صراعات صليبيه ارثوزكسيه كاثولكيه لكن اين المسلمون ؟المسلمون المحبسون في داخل انطاكيا كان علي راسهم ياغسيان وكان كما ذكرنا انه كان حاكما نفعيا لا ينظر الا لمصلحته الذاتيه النفعيه ولذلك كان في اعداده لاهم ما ينظر اليه كيف يمكن ان يؤمن نفسه يؤمن عائلته يؤمن القاده والوزراء والحكام الذين هم سطوته وهيئته لكن لم يكن ينظر للشعب النظره التي يجب ان ينظر بها الي شعب يحكمه او الي شعب مسلم راسل ياغسيان بعض الزعماء الذين فيالمنطقه كان للأسف الشديد علي خلاف شديد جدا مع رضوان بن توتش حاكم حلب وعلي فكره المسافة بين حلب انطاكيه حوالي 50 كيلو متر يعني كانت أهم المدن التي يمكن ان تنقذ انطاكيا كانت مدينه حلب وكانت قوه عسكريه حصينة وكانت مدينه حصينة وامكانتها ألاقتصاديه هائلة يعني لو تحركت حلب لنجده انطاكيا لعل كان هناك فرصه كبيره لنجده انطاكيا لكن للأسف الشديد لم يتحرك رضوان ابن تتش لنجده إخوانه المسلمين في انطاكيا لأنه كان علي خلاف كبير مع ياغسيان قائد انطاكيه و ياغسيان أيضا لم يرسل له ليستجده لأنه يعلم من سابق الخلاف أن رضوان سيرفض وعلي فكره رضوان هذا كانت له توجهات اسماعليه كبيرة باطنية ولم يكن علي مذهب السنة وكان ذلك طبعا يحدث بينه وبين عامه المسلمين شقاقا كبيرا مع انه من أصول إسلامية سنيه أصيله وهو حفيد ألب ارسلان القائد الإسلامي الفذ الورع راسل ياغسيان دقاق ابن تتش حاكم دمشق اللي هو كان اخو رضوان بن تتش وكان علي خلاف مع رضوان بن تتش وقبل دقاق أن يأتي بجيشه لنصره ياغسيان فجاء بجيش بسيط ممثل لدمشق وحدثت له هزيمة سريعة من الصليبين فعاد مره ثانيه مسرعا الي دمشق وجهز جيشا اكبر ليحاول نصره يا غسيان لان هذه المنطقة لو سقطت مدينه انطاكيا ستفتح الطريق الي دمشق ولكن أرسل له الصليبيون رسالة قالوا له فيها أنهم لم يأتوا الي هذه البلاد إلا لتحرير أسيا الصغرى من المسلمين وتحرير المناطق الشمالية من الشام من المسلمين وضم هذه المناطق الي أليكسوس كومنين او الي الإمبراطورية البيزنطية ثم يعودون بعد ذلك الي بلاد اوروبا عندما قرأ دقاق هذه الرسالة امسك جيشه وكف عن مساعده المسلمين نذكر هذه القضايا المأساوية لنعلم طبيعة القادة في هذا الزمن طبيعة الجيوش طبيعة الشعوب تخلي دقاق بن تتش عن هذه المهمة النبيلة نصره إخوانه المسلمين لأنه اعتقد إن القضية ستقف عند انطاكيا ولن تستمر الي دمشق وكان من الطبيعي جدا إن يهزم المسلمون في مثل هذه الظروف
ماذا حدث بعد ذلك هذا ما شوف نعرفه
راينا المشكلة الأخلاقية والدينية الكبيرة التي كان يعاني منها المسلمون عندما حصرت انطاكيا لم تتحرك لها الجيوش الإسلامية بالقدر المطلوب تحرك دقاق بن تتش لفترة وجيزة ثم بعد ذلك هدد من الصليبيين أو علي الاحرى لم يهدد ولكنهم قالوا له إنهم لم يأتوا لغزو بلاد دمشق فترك الأمر وترد ياغسيان يلقي مصيره وكذلك الشعب المسلم في ارض انطاكيا ورضوان بن تتش_نظر الي الأمور وكان أميرا لحلب نظر الي الأمور نظره غير المكترث لأنه كان علي خلاف مع ياغسيان لعده سنوات سابقه جناح الدولة كان أمير حمص تحرك بجيش بسيط ثم بعد ذلك اراد ان لا يغضب رضوان بن تتش لأنه كان بينه وبين رضوان بن تتش علاقات هكذا تخلي الجميع عن مدينه انطاكيا وحصرت مدينه انطاكيه حصار ا شديدا محكما من الصليبيين
يا تري الحصار ده قعد قد أية ؟ قعد يوم قعد أتنين قعد أسبوع قعد 7 شهور متصلة , 7 شهور متصلة من الحصار ولم تتحرك جيوش الشام القريبة جدا جدا من انطاكيه و التي كانت تصرف عليها أموال ضخمه والتي كانت تعد لها ميزانيات كبيرة خزائن السلاح مليئة به ولكن لم يرفع هذا السلاح في هذا الوقت إلا في أوجه المسلمين للأسف الشديد كان من نتيجة هذا الأمر أن ضعفت بشكل كبير جدا معنويات المسلمين في داخل انطاكيا وارتفعت معنويات الصليبيين في أول الأمر لكن طال عليا لصليبيين أنفسهم إحنا قولنا المدينة في منتهي الحصانة ومدينه اقتصاديه كبيرة في داخلها مؤن كبيرة جدا وزاد ومتاع وأشجار وثمار وانهار يعني المدينة تستطيع هذه المدينة أن تصبر علي الحصار فترات طويلة جدا من الزمن فهذا اثر علي الصليبيين أنفسهم ولا ننسي ان الصليبيين نقصوا في العدد لان في قطاع كبير من الجيش خرج مع بلدوين لتأسيس أماره الرها بعيدا عن انطاكيه وان هناك أعداد كبيرة من الصليبيين قتلت في المعارك التي دارت حول انطاكيه وهناك أعداد ماتت من الجوع في طريقها من نيقيه الي انطاكيا وكان ممكن للمسلمين أن صابروا وان تجمعوا وان اجتمعوا إن يكون لهم الدولة علي الصليبيين ولكن للآسف الشديد الوضع كان مخزي بشكل كبير بعض الصليبيون فر من هذا الحصار , الصليبيون الذين حاصروا انطاكيا هم الذين فروا ورءوا أنهم ينتظرون بلا طائل ومن هؤلاء الصليبيين الذين فروا اسمع هذا الاسم بطرس الناسك الذي كان يحفز ويحرك الأوربيون جميعا لهذه الحرب من أوائل الذين فروا فذهب إليه احد القادة وأرجعه الي ارض انطاكيا بعد ان فر مسافة اكتر من 100 كيلو متر أرجعه مره ثانيه وقال ان هروب بطرس الناسك هذا قد يؤدي الي هروب عدد كبير جدا من البشر الذين جاءوا علي يده الي ارض المسلمين او الي ارض انطاكيه تحديدا في هذا الوقت
المهم إن بعد فتره طويلة بعد سبع شهور من هذا الحصار تحرك الي ارض انطاكيا جيش إسلامي كبير جاء من الموصل , جاء من شمال العراق هذا لجيش كان علي رأسه رجل تركماني اسمه كربوغا وهذا الجيش جاء بأمر الأمير السلجوقي الكبير يرقيا بركياروق ابن ملك شاه الذي كان يحكم دوله السلاجقة العظام والذي كانت تسيطر في هذا الوقت علي منطقه العراق وعلي منطقه فارس في أسيا وهو في طريقه الي هناك بدا يراسل الفرق الإسلامية المختلفة للتجمع معه للقتال ضد الصليبيين فراسل الدقاق بن تتش ووافق الدقاق مرغما لان هذا بركياروق هذا عمه وكان رجل له سطوه وله هيبة في المسلمين فاضطر إن يوافق كربوغا فجاء بجيشه وجاء جناح المسلمين وانضم إليه ولكن رفض رضوان بن تتش أن ينضم إليه بعد أن علم أن الدقاق أخاه قد انضم الي الجيش انظر يعني لكون الدقاق بن تتش موجود في الجيش رفض الدقاق بن تتش ان يذهب الي نفس الجيش المهم جاء كربوغا الي مدينه انطاكيه لينقذ المسلمين لكن للأسف الشديد قبل أن يصل كربوغا الي مدينه انطاكيه بعده أيام سقطت مدينه انطاكيه في أيدي الصليبيين طبعا تفاصيل السقوط لا يهمنا الحديث عنها المهم أنهم دخلوا الي المدينة وفي اللحظة الأولي التي دخلوا المدينة أصدروا قرارا مباشرا باستباحة المدينة بكاملها قام الصليبيون بمجزره من أبشع المجازر في تاريخ بلاد الشام ومن أبشع المجازر الإنسانية قتلوا كل من واجوه من الرجال ومن النساء ومن الأطفال كانت وصمه عار كبيرة جدا في تاريخ الصليبيين لم يراعوا حرمه شيخ ولا حرمه أمراه ولا حرمه طفل وكانت كإرثه عمت علي المسلمين وسيطروا علي المدينة بكاملها وجاء في ذلك الوقت كربوغا ووجد أن الصليبيون قد دخلوا بكاملهم الي مدينه إنطاكية بعد أن سقطت وقتل كل من فيها من المسلمين ماذا يفعل كربوغا حاصر انطاكيا خلي بالنا ان حصار انطاكيه يؤدي الي صعوبة كبيرة جدا للمحاصر الذي في داخل انطاكيه فأصبح كابوغا الآن هو الذي يحاصر الجيش الصليبي في داخل انطاكيه وانقلبت الآية بدلا من أن يحاصر الصليبيون المسلمين أصبح المسلمون الآن يحاصرون الصليبيين في داخل انطاكيه وكان يرجى من هذا الحصار ابادة للجيش الصليبي تقريبا لأنه كله محصور في مدينه حصينة والمسلمون حولهم ومن خلفهم الشعوب الكثيرة هذا في عقر دار المسلمين في وسط دار المسلمين لكن المشكلة الكبيرة يا إخواني إن كربوغا وان كان رجلا حكيما إسلاميا وكانت له وجهه نظر في هذه المعركة وكان مرسل من بركيايوك الرجل الذي كانت له أفضل الأيادي علي المسلمين في ذلك الوقت لم يكن علي شاكلة أبيه الملك شاه ولا شاكلة ألب ارسلان ولكنه كان أفضل الموجودين مع كل ذلك إلا أن النجاح لم يكتب لجيشه لماذا؟ للمشاكل الكثيرة التي دارت في داخل جيشه بعد قليل وجد كربوغا انه لا يستطيع أن يقتحم هذه الحصون الكبيرة لنطاقيه فطلب المعونة من رضوان . رضوان اللي هو كان أمير حلب في هذا الوقت فعندما طلب هذه المعونة غضب دقاق بن تتش لان كربوغا يطلب المعونة من أخيه فغضب دقاق وأعلن عن رغبته في ترك الجيش وسحب فواته والعودة الي دمشق وكانت هذه كإرثه أدت الي هزه في داخل الجيش الإسلامي الذي يقوده كربوغا الحاجة التانيه المشكلة التانيه جناح الدولة كان موجود في الجيش أمير حمص لنفس المشكلة وخوفه علي غضب رضوان أيضا شعر بشئ من الحرج في وجوده في الجيش فأراد هو الأخر أن يعود بجيشه الي حمص هذه التقلبات الموجودة في داخل الجيش وهذه الانقسامات الكبيرة ثم ذكر بعد ذلك رضوان بعده رسائل أرسلها زكي حرب تقوم بين أفراد الجيش المسلم علي أساس العنصرية والقبلية هذا تركي وهذا عربي قائد الجيش كان تركي اللي هو كربوغا تركماني أصله سلجوقي وكان احد قواد العرب اسمه وثاب بن محمود ثارت بينهم النزعة التركية العرقية العربية ومن ثم بدأت تحدث النزاعات في داخل الجيش الإسلامي انظر لهذه التقلبات وهم يحاصرون الصليبيين في هذه الظروف خرج الصليبيون وإمامهم عده جيوش إسلامية تحت قياده كربوغا لكن هذه الجيوش مفرقه ومشتته وليست لها وجهه واحده ولم تخرج لهذه المنطقة باستثناء كربوغا ومن كان معه من أهل الموصل لم تخرج من هذه المنطقة بغيه نصره دين الله رب العالمين سبحانه وتعالي أو نصره الشريعة الإسلامية أو نجده المسلمين إنما قل أنها خرجت لذر الرماد في العيون أو طاعة لبيكيايوك ولم يكن لها الهدف الحقيقي في الحرب فضلا عن المشاكل العرقية التي دارت بين أفراد الجيش الإسلامي نتيجة هذه التقلبات الكثيرة استطاعت القوات الصليبية للأسف الشديد أن تهزم المسلمين في معركة يوم واحد وإذا بالجيوش الاسلاميه تفر في كل مكان جيش دقاق يعود مسرعا الي دمشق وجيش حمص يعود مسرعا إليها وجيش كربوغا هو في النهاية فر الي الموصل وتمزق المسلمون وكانت كإرثه كبيرة جدا عمت علي الأمة الاسلاميه لأنها قفلت تقريبا باب الجهاد عده سنوات نتيجة هذه الأزمة الطاحنة التي مرت بيها الجيوش الصليبية
تعرفوا يا إخواني وأخواتي هذه المعركة أشبهها بشكل كبير جدا بحرب 1948 عندما تجمعت الجيوش العربية من مصر ومن الأردن ومن سوريا ومن لبنان ومن العراق خمس جيوش عربيه تماما كالجيوش الاسلاميه التي تجمعت حول انطاكيه ولكن لم يكن لها الوجهة الاسلاميه الحقيقية لم يكن فيها من هو صاحب همه اسلاميه ونصره لدين الله عز وجل ونصره إخوانهم من الفلسطينيين كما كانت عند هذه الجيوش تماما نفس الطبيعية نفس الوسيلة نفس الطريقة وهي سنه الله الغالبة أن غلب علي الجيش هذا التوجهه وهذا البعد عن الدين وهذه الرغبة في إذكاء القومية والعنصرية والقبلية وحب الدنيا وإيثار المال علي النفس وكل هذه الأشياء فان هذه الجيوش تهزم ولا يمكن أبدا إن تنصر راينا اليهود بعددهم القليل وعدتهم القليلة وهم يحاربون خمسه جيوش عربيه مجتمعه وجدناهم ينتصرون في موقعه تولي الاخري وأفضي ذلك في النهاية الي إعلان دوله الكيان الصهيوني في ارض فلسطين نفس المشكلة حصلت في انطاكيا قام الصليبيون بعد هذه الموقعة بإعلان دوله انطاكيه الصليبية في داخل الأراضي الاسلاميه أسست بذلك أماره انطاكيه 490 هــــــــ يوافق تقريبا سنه 1089 أو 1099 ميلادية أسست هذه الاماره لتستمر شوكه في حلق المسلمين اكتر من 190 سنه متصلة انظر الي الأخطاء التي جيل من الأجيال المسلمة كيف يمكن أن يدفع ثمنه عده أجيال بعد ذلك هذه المشكلة التي تعرض لها المسلمون في هذه الاونه ولم تلقي اهتمام ذا بال من المسلمين في الشام أو من المسلمين في عموم العالم الإسلامي دفعت أثمانها أجيال وأجيال وأسست بذلك هذه الاماره التي عاني منها المسلمون معاناة كبيرة جدا ولقوا منها متاعب جامدة حصلت بعد ذلك عده صرا عات نصرانية حول هذه الاماره يا تري مين هيا خذها ؟ انتهي الموضوع دون تفصيلات كثيره بزعامة بوهمند اللي هو كان الأمر النورماندي الأمير الإيطالي علي مدينه انطاكيه وبذلك انفصل بوهمد بجيشه الي انطاكيه ولم يستمر معه في حربهم في تحرير بيت المقدس كما كان معلن لنعرف في النهاية أن كل أمير وكل ملك من هؤلاء ما خرج إلا لتحقيق مصلحته الذاتية
هناك لقطات ثانيه سنأخذها بأذن الله عن الحروب الصليبية في الحلقة القادمة اسأل الله عز وجل أن يفقهنا في سننه وان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه السلام عليكم ورحمه الله وبركاته