السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسير في خطوات تعلُم ما هى أحب الأعمال إلى الله، ونتمنى من الله أن يُبلغنا ماهى أحب الأعمال إليه حتى نفعلها، اليوم مع عمل يرفع شأنك عند الله، عمل ليس هناك أشرف مكانه للإنسان يصل إليها إلى الله بعده، وهذا المكان لم يأخذه إلا الانبياء، هذا العمل هو الدعوة إلى الله.
نرى قول الله في آياته عن الدعاة إليه عندما يقول: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"فصلت﴿33﴾.
اليوم نأتي حتى نقول إلى الله أُحبك ربي بالدعوة إليه، ونتخيل أنفسنا كسفينة تحمل الناس من مكان إلى أخر، سفينة النجاة التي تأخذ الناس من الظلمات إلى النور، إلى معرفة الله، اليوم نأتي حتى نكون خلفاء لله في الأرض، نأتي لنعمل عمل الأنبياء حتى يُحبنا الله ويفرح لنا، وهذا لأنك لو دعيت الناس إلى الله ستكون أول إنسان مؤمن بالله وبالعقيدة وستكون أكبر واحد عند الله مقاماً. ونرى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه، فقال: يا قوم، إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا فانطلقوا على مهلتهم، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق" رواه مُسلم.
ماذا يُحب أن يرى الله في دعوتك للناس؟
-1- الحكمة: أي تعرف ماذا تقول ولمن تقوله ومتى تقوله، الداعي إلى الله مثل الطبيب الذي يعرف ما الدواء المناسب للمريض المناسب، والله يُحب أن يرى الحكمة عند الأنسان الداعي إلى الله لأن هذا دليل على صدقه بالله، وهناك نيتيين في أخذك للحكمة:
1- أن تأخذ حسنات، وهذه وحدها لا تكفي؛ لأنك بذلك ممُكن أن تأمر الناس بالمعروف وتنهاهم عن المنكر في الوقت غير المناسب لهم أو بالطريقة غير المناسبة لهم، فينفروا من الدين وهذا خطأ كبير، ولذلك نجد أن تحريم الخمر نزل بعد غزوة أحد وهذا بعد نزول القرآن بــ 16 عام.
2- نية أن الناس تُحب الله، أي أن ندعوهم بالمناسب لهم وبحسهم أن الله يُحبهم حتى ينجزبوا إلى الله ثم أمرهم بالمعروف وإنهاهم عن المنكر.
-2- أن تدعو الناس بحالك، تدعو الناس بأخلاقك وليس فقط بكلامك، فقد نجد كثير ممن يدعون إلى الله لايهتمون بأخلاقهم ولا بأنفسهم ولا بحالهم مع الله، ونرى قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يقول :"خذ العفو وأمر بالعرف" صحيح البخاري.
-3- ادعو الناس بالمعلومة الصحيحة التي ليس فيها تشدُد ولا تسيُّب حتى لايأخذها الناس ويتشددون بها ولا يموعوها.
قرر الأن أن تدعو إنسان ما في حياتك إلى الله بالحكمة ولأخلاقك الحسنة وبالدعوة بالمعلومة الصحيحة، بلغوا عن الرسول ولو آيه، وقل لله أُحبك ربي بالدعوة الصحيحة إليك التي تُقرب الناس إلى الله ولا تُنفرهم من الدين. أحبك ربي بدعوة الناس إليك وتأثيري فيهم بخلقي.
http://forum.mustafahosny.com/showthread.php?t=151172&page=2