ذكر الله:-
يوم جديد وعمل جديد من أحب الأعمال إلى الله، واليوم سنتحدث عن أحب عمل لقلوب الصالحين لعلمهم بحب الله لهذا العمل، من حب الله لهذا العمل أنه سبحانه وتعالى جعل الكون كله يقوم به طوال الليل والنهار، هذا العمل هو الذكر. من حب الله للذكر أنه جعل كل ما تنظر إليه يجعلك تسبحه وكل شيء يسبحه عز وجل، يقول تعالى: " سَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴿الإسراء: 44﴾.
لماذا يحب الله الذكر؟
يقول العلماء أن الله خلق للإنسان آلة تعرفه بالله وهى القلب، والقلب دائماً مُستهدف بالشهوات ولذلك يجب أن يُغذي هذا القلب دائماً كي يقاوم الفتن، قال صلى الله عليه وسلم: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه ومثل البيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت" رواه أبو موسى الأشعري، فالحل والعلاج في خير الأعمال.. الذكر. فالذكر يجعلك تستمتع بعبادة ربنا ويوصلك دائما بالله. أُحبك ربي بذكرك يارب العالمين.
كيف نذكر الله؟
يقول أهل العلم، يحب الله في الذكر:
-1- الذكر كثيراً، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا" ﴿الأحزاب: 41﴾. الذكر الكثير هو سر الثبات. يقول تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"﴿الأنفال: 45﴾. كلنا نمر بمحن كثيرة فنحن دائماً في جهاد مع النفس ضد الشهوات والذنوب وما يُعيننا على هذا الجهاد هو الذكر الكثير. يقول تعالى: "سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى" ﴿طه: 130﴾. اذكر ربنا في كل حال كي يثبتك الله ويعينك في المحن. أحبك ربي بكثرة ذكرك.
-2- أن تذكر الله وأنت مطمئن، يجب أن تعلم أن الذكر دواء وإصلاح للقلوب، يجب أن تكون على يقين بعظمة الذكر وسره في سكينة القلوب، يقول تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"﴿الرعد: 28﴾ ، إذا لم يكن عندك اليقين في سر الذكر وفضله فلن تتأثر بالذكر.
ولتعلم أن لكل ذكر فضله، فاللإستغفار فضل في توسيع الرزق وتفريج الكروب والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تكفيك همك، ولا إله الا الله سر من أسرار تجديد الإيمان، فللذكر سر في سكينة القلب وراحة البال.
-3- المداومة على أذكار الحال، كان للرسول صلى الله عليه وسلم في كل حال ذكر، عندما يلبس وعندما يستيقظ وعندما يرى الهلال، فتلك الأذكار تجعلك عبد لله على كل أحوالك، على سبيل المثال قولك عند لبس الجديد: "الحمد الذي كساني هذا ورزقنيه" يغفر الله لك كل ذنوبك، تلك الأذكار تجعلك في حضور دائم مع الله.
شعارنا اليوم الذكر قوت القلوب.. وقل لله أُحبك ربي كما تحب.
فواجب علينا جميعاً تعلم جميع الأذكار كي نذكر الله على كل حال.. أحبك ربي بذكرك يا حبيبي.