السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل يوم نحاول أن نرضي ربنا بعمل من أحب الأعمال إليه، وعمل اليوم هو عبادة من أهم العبادات القلبية يرفع بها الله مكان الإنسان في الدنيا والآخرة ويقربه الله عز وجل بها منه، هى شعار الصالحين، تعرف بها صحة إيمانك وإسلامك، هى عبادة تقدير الخلق واحترام الإنسان. تلك العبادة نسيت في وسط زحمة الحياة ووسط الفروق الطبقية.
لماذا يحبك الله أن تقدر الخلق؟
تقدير الخلق أصل التوحيد فأصل أنك تقول أنه لا خالق إلا الله، فكل تلك المخلوقات تنسب إلى الله، فبالتالي يجب أن تعظم كل ما ينسب إلى الله، قال تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴿70﴾ سورة الإسراء. من حب الله لتلك العبادة أنه جعل أقرب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من يقوم بتلك العبادة، قال صلى الله عليه وسلم: " أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم خلقاً" رواه علي بن أبي طالب.
والصالحون هم أشد الناس أكثر الناس فهماً لتلك الشريعة يقول على بن أبي طالب رضي الله عنه: "أعلم الناس بالله أشدهم تعظيماً لأهل لا إله إلا الله". فأنت تكرم الخلق إذن أنت موحد بالله، أحبك ربي بتعظيم الخلق.
كيف تعظم الخلق؟
سر تكريم ربنا للإنسان النفخ في روحه، قال تعالى: " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿29﴾ سورة الحجر.كل الناس بهم نفخة من روح الله، فتعظيم الخلق هو تعظيم لله. وهناك شكلان لتعظيمك للخلق يُحب أن يراك الله عليهما:
1- أن تكون سلام مع كل الناس
تحية الإسلام السلام عليكم، إن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي، إيذاء الإنسان بدني ونفسي ومادي، إياك أن تؤذي إنسان في أي ناحية من تلك النواحي.
قال صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفر له"عمل بسيط لكن لأنك كُنت سلاماً وقدر الخلق قدر له الله موقفه وغفر له.
كل ما يؤذي المشاعر حرام، يحبك الله أن تكون سلام مع الخلق لأن ذلك من تقدير وإعلاء قدر الله في النفس، فمن التوحيد والعبادة تعظيم ما عظم الله.
2- المساواة لكل الناس
يجب أن تقدر الفقراء وتحترمهم. إذا أكرمك الله مادياً وثقافياً فلا تستعلي عليهم، ربنا لا يُحب أن يرى في قلبك الإستعلاء لأن ذلك إستعلاء على قدر الله. لا تجعل الفقير يسخط على قدر الله بسبب استعلائك عليه.
يجب أن تنظر نظرة مساواة لكل الناس الطائع والعاصي، إيّاك أن تنظر بفوقية للعاصي قال العلماء: لا يسخر صاحب الذنب المستور من صاحب الذنب المكشوف.
استغفر الله العظيم من كل لحظة أذيت فيها أي إنسان، توبنا إلى الله .. أحبك ربي بتقدير الخلق.