السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في حلقة اليوم عمل جديد من أحب الأعمال إلى الله، هو روح أمة النبي صلى الله عليه وسلم، قد يعتقد البعض إنه عمل عملي وحياتي جداً، لكنه في الحقيقة عمل عقائدي وهو دليل على صحة الإيمان، هذا العمل هو التعاون وروح الجماعة.
نقرأ في الصلاة يومياً "إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"﴿5﴾ سورة الفاتحة فنقول إياك نعبد وليس إياك أعبد. يقول لنا أن الإنسان سمته النقصان، أي لا أنه لا يمكن أن يعيش لوحده. معنى التعاون في اللغة الظهار أي أن تقف في ظهر أخيك كي تعينه على الحياة.
لماذا يحب الله التعاون؟
أن تكون متعاون هذا يعني أنك فهمت دورك كإنسان وفهمت سر هذه الحياة، فقد جعلك الله خليفة، ونجاح دورك في الحياة يتوقف على التعاون، لا يمكن تنجح وانت وحدك. وهذا سر حب الله للتعاون. لعبة الكرة رمز للنجاح بسبب التعاون الفرق التي تكسب هى التي تعتمد على التعاون وليس المهارات الفردية. فلتعين وتستيعن وقل أُحبك ربي بالتعاون وروح الجماعة.
كيف يحب الله التعاون؟
أولاً: روح الجماعة والفريق. يحب الله أن يسيطر عليك روح الفريق وليس حب الظهور والتفرد بالنجاح الشخصي، يقول العلماء: "حب الظهور قصم الظهور"، عند العمل في مشروع تخرج على سبيل المثال ينقسم الناس لأكثر من مستوى في التعاون، البعض يتعاون لإنجاح الفريق ككل ولا يهمه أن يتميز بفكرته، والبعض عنده حب الظهور يحب أن ينسب الفكرة لنفسه، يقول تعالى:
إنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴿92﴾ سورة الأنبياء
ربط روح التعاون بالعبادة
يقول صلى الله عليه وسلم: "صبح على كل سلامى ابن آدم صدقة، فإماطة الأذى عن الطريق صدقة، والتسليم على من لقيت صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة. رواه أبو ذر الغفاري.
ثانياً: الإيثار: يحب الله أن يراك تفضل غيرك على نفسك وتلك مرتبة عالية أن تسعد بتفضيل غيرك. هناك ولد بعد التخرج بدأ يشتغل وأخذ يعطي والداه نصف مرتبه لكي ينفقوا على أخوته الأصغر منه. في حين أن البعض يتثاقل على أهله بالمطالب المالية رغم ما تمر به أسرته من ظروف مالية صعبة. الله يحب الإيثار لأنك عندما ثؤثر تنفذ مراد الله وتفضل الله، يقول تعالى: " وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ" (9) سورة الحشر. لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في الإيثار فقد كان يساعد زوجته يحلب شاته ويرقع ثوبه.
إذا أردت أن يحبك الله كن في بيتك متعاوناً وفضل منافع غيرك على نفسك.
يحبك الله عند الخلاف أن تحافظ على روح التعاون، في الثورات الأخيرة حدث انقسام في آراءنا وسبب ذلك إفساد روح الجماعة دافع عن رأيك لكن لا تتسبب في إفساد روح الجماعة وهذا قمة الصدق في حب الله.
يقول الرسول مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد. إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". أخرجه النعمان بن بشير. أنت من تحتاج للتعاون إذا كنت وحدك ستسلب البركة. وأخيراً أحبك ربي يارب العالمين بتغليب إياك نعبد وإياك نستعين.