الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
يا أخوة الإيمان سلام الله عليكم ورحمته وبركاته , وبعد .
يحدثنا أبو هريرة الصحابي رضي الله عنه وأرضاه بوصية من أحب الناس إليه , ومن أقرب الناس إلى قلبه , من إمامه ورسوله محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
يقول : أوصاني خليلي بثلاث .
وقضية أوصاني يعني نصحني , وخصني بها , وأكدها لي .
وخليلي هي غاية الحب وأعلاه , وأبو هريرة يقول انه أحب الناس إلى قلبي , وانه أغلى الجميع .
وهذا هو واجب على كل مسلم , لا يعفى مسلم ولا مسلمة من مسألة أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
لا تقدم في البشر أحد قبل محمد صلى الله عليه وسلم , حرام عليك لا الأم , لا الأب , لا الابن , لا الحبيب , لا الصفي , أبداً يحرم عليك بإجماع العلماء , والعقلاء أن تقدم أحد في المحبة من البشر فوق الرسول عليه الصلاة والسلام .
وفوق ذلك ربنا سبحانه وتعالى .
عمر بن الخطاب يقول : يا رسول الله إنك أحب إلي من أهل ومالي إلا من نفسي .
قال : لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك .
قال : والله الذي لا اله إلا هو أنك أحب إلي من نفسي .
قال : الأن يا عمر .
" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله و والده والناس أجمعين " .
فيقول أبو هريرة : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث .
اسمع الوصايا الجميلة التي يستطيعها كل المسلمين رجالاً , ونساءً , اسمع إلى هذا الهدي الصحيح , اسمع إلى ما يقربك إلى الله عز وجل .
وصايا عملية سهلة , ميسرة , تفتح لك باب الخير , وتسهل لك العبادة , اسمعها .
قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن حتى أموت :
ركعتي الضحى , وأن أوتر قبل أن أنام , وصيام ثلاثة أيام من كل شهر .
ما أجملها ,. ما أحسنها , ما أبهاها , ما أفضلها .
انتبهوا أيها المسلمون أنا أدعوكم بنفسي إلى أن نفعل هذا في حياتنا , ركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنم , وصيام ثلاثة أيام من كل شهر .
هذه ترى هي حد أدنى في النوافل لجميع الناس ولذلك هي ميسرة يسرها صلى الله عليه وسلم حتى يستطيعها الموظف , والكبير , والرجل , والمرأة .
ركعتي الضحى لا تأخذ منك إلا دقائق معدودة , ثلاث دقائق أو أربع دقائق تتوضأ إذا ارتفع النهار , الساعة العاشرة , الحادية عشر نحو ذلك وتصلي ركعتين خيرٌ من الدنيا وما فيها .
حتى لو كنت في مكتب , لو كنت أستاذ , لأنك تخرج في فسح , ولك يعني استراحة , ولك جلسة اجعلها في طريقك توضأ وصلي ركعتين .
وأن أوتر قبل أن أنام , طبعاً الصلاة في أخر الليل أفضل , لكن الحزم أنك تغلب قبل أن تنام أن توتر بثلاث ركعات , بخمس , أو ما يسر الله عز وجل , لو ركعة .
المهم أنك توتر قبل النوم .
ويقول أن أبا بكر في الأثر كان يوتر قبل أن ينام , وأما عمر فكان يترك الوتر إلى أخر الليل فأخبره صلى الله عليه وسلم نبهه قال : هذا أحزم .
وذاك , قال : هذا أعزم , يعني من العزيمة ما فعله عمر , ومن الحزم ما فعله أبو بكر .
فأنت إذا أوترت قبل أن تنام ثم فتح الله عليك فقمت من الليل فيكفيك الوتر الأول صلي ركعتين , صلي أربع , صلي ست .
وبعض العلماء يقول : صلي ركعة إذا قمت من الليل تشفع لك الوتر , ثم صلي ثم أوتر , والرأي الأول أحسن وأقرب .
ثم الثالث قال : صيام ثلاثة أيام من كل شهر , هذه نافلة من كل شهر تصوم ثلاثة أيام سواءً تجمعها ,والأحسنية بالبيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .
وان فرقتها فلا عليك , في أول الشهر , في وسطه , من أخره , المهم أن لا يخرج عليك الشهر إلا وقد صمت .
أنا أعرف بعض الصالحين أثابهم الله يصوموا الاثنين والخميس من كل أسبوع , وبعضهم يصوم الاثنين هذا أرفق, يعني لو صمت الاثنين فقط .
لأنه صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين قال : ذلك يومٌ ولدت فيه , ويم بعثت فيه يعني نزّل عليه الوحي صلى الله عليه وسلم فيه .
فهذا يوم الاثنين فاضل , ومن قاربه بيوم الخميس فهذا من عنده عزيمة .
فمقصودي من هذا وصاياه صلى الله عليه وسلم كانت سهلة ميسرة , وربما هذا الصحابي الجليل لما امتثل الأمر لا أدعهن حتى أموت .
وكان صلى الله عليه وسلم ينظر لأحوال الناس أنت إذا أردت أن تنصح إنسان أو أن تنظر إلى قدراته , إلى ما يناسبه , إلى ما يرتاح له .
مثلاً أتى رجلٌ إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهو شيخٌ كبير يتوكأ على عصا , فقال : يا رسول الله ان شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث بها , يعني أتمسك به .
شيخٌ كبير, منحني , محدودب الظهر , .
قال : لا يزال لسانك رطبٌ من ذكرا لله .
هذا الشيء المناسب , هذا الشيء السهل الذي يناسب من هذا .
قال : لا يزال لسانك رطبٌ من ذكر الله .
يأتيه صلى الله عليه وسلم غليان الثقفي فإذا هو قوي عنده عضلات في جسمه , قال : ما أحسن العمل ؟ .
قال : الجهاد في سبيل الله .
لأن هذا يناسب هذه البنية , وهذا ما يكون إلا له صلى الله عليه وسلم لأن الله يطلعه على نفسيات الناس واستعداد الناس ومواهب الناس فيقول بشيء يناسبهم عليه الصلاة والسلام .
مثلاً يرى أبا امامة , أبا امامة عنده تحمل .
قال : عليك بالصيام .
وكان يوصي الرجل بما يناسبه , وهذا مما فتح الله عليه صلى الله عليه وسلم .
فنعود إلى هذا الحديث وأوصي به إخواننا المسلمين جميعاً ونقول كما أوصى به صلى الله عليه وسلم : " يا أيها المؤمنون , يا أيها المسلمون أنتم في نعيم اشكروا الله , وحدكم الأدنى من النوافل ركعتي الضحى , والوتر قبل النوم , وصيام ثلاثة أيام من كل شهر .
عسى الله أن يتقبل منا ومنكم وأن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
والى اللقاء , وبارك الله فيكم .
http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=324&sec_id=4394