الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
أخوة الإيمان في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصل لها لأول وهلة , أو أول يوم يقف في السوق صلى الله عليه وسلم داعيةً متكلماً في السوق , فانجفل الناس لما سمعوه ينادي صلى الله عليه وسلم .
يقول : لا اله الا الله بصوتٍ قوي وجوهري , وهو أخطب الناس , وكان من ضمن من أتى , ومن ضمن من اجتمع مع الناس وحشد عبد الله ابن سلام وهو يهودي من اليهود , من أهل الكتاب .
قال فانجفل الناس فانجفلت معهم يعني اجتمعت معهم , حشدت معهم وأتى , قال فنظرت إلى وجه الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا هو ليس بوجه كذاب .
يعني هذا أول يهودي عنده علم الكتاب , عالم من علماء اليهود , قرأ في التوراة وصف الرسول عليه الصلاة والسلام فلما نظر إلى وجه الرسول صلى الله عليه وسلم رأى النور , رأى الجلالة , رأى الصدق , رأى الإيمان , رأى الوضوح , رأى العدل .
قال : فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس بوجه بكذاب .
حتى يقول ابن رواحة شاعراً من شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم , يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
لو لم تكن فيه آيات مبينة لكان منبئه مبيتاً بالخبر .
يقول يكفي انك تناظر فقط في هذا الوجه النير , هذا الوجه الجلال , وجه الكرم , وجه البشر , وجه البركة , وجه الخير , وجه الطيب , وجه الجلال والكمال , يكفي فقط .
فقال ابن سلام اليهودي : فلما سمعت كلامه , قال صلى الله عليه وسلم اسمعوا الكلام , يقول يخطب في السوق يقول : أيها الناس أطعموا الطعام , وأصلوا الإحرام , وصلوا بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام .
صلى الله وسلم عليك , أي كلام , وأي جمل , وأي عبارات .
فأتى عبد الله بن سلام قال : أسألك مسائل يا رسول الله فان أجبتني أسلمت .
قال : سل .
فسأله عن مسائل , ماهو أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوا الجنة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : زيادة كبد الحوت , الله أوحى إليه وإلا الرسول صلى الله عليه وسلم أمي لم يقرأ ولم يكتب , قال زيادة كبد الحوت .
قال : صدقت , قال : لماذا يشبه الرجل أباه ولا يشبه أمه ؟ .
قال : ماء الرجل غليظٌ أبيض , وماء المرأة رقيقٌ أصفر فأيهما على الأخر يشبه أباه أمه .
قال : صدقت .
ثم سأله عن مسألة ثالثة قال : أول ما يحشر الناس ؟ .
قال : نارٌ تأتي من المشرق , أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
قال : صدقت , أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أنك رسول الله .
وهو أول يهودي من علمائهم يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم .
فقال : يا رسول الله لكن اليهود قومٌ بهت , يعني يبهتون الإنسان , أهل فجور , لا تخبرهم إني أسلمت , أدخلني في هذه المشربة , والمشربة غرفة يعني داخلية يعني مثل غرفة النوم داخل المجلس , واتركني هناك واسألهم عني قبل أن تخبرهم أني أسلمت .
فجمع صلى الله عليه وسلم أحبار اليهود عنده قال : كيف ابن سلام فيكم , يعني عبد الله بن سلام ؟ .
قالوا : عالمنا وابن عالمنا , وحبرنا وابن حبرنا , وسيدنا وابن سيدنا , يقول من أحسننا أباً وجداً .
قال صلى الله عليه وسلم : أفرأيتم ان أسلم , يعني صدقني .
قالوا : معاذ الله من ذلك , أعوذ بالله .
فقال صلى الله عليه وسلم : اخرج .
فخرج فقال : أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أنك رسول الله .
قالوا : شرنا وابن شرنا , وسيئنا وابن سئينا , فما قبلت شهادتهم لأن هذا بهت , قبل قليل اعترفوا ولكن لما عرفوا أنه أسلم { فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ } .
بعد ما عرفوا البينات بل قروءا في التوراة أوصافه صلى الله عليه وسلم , وعلاماته البارزة , والآيات البينة {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } .
هذا الشاهد هو عبد الله بن سلام , وهو من أهل الجنة رضي الله عنه وأرضاه من شهد له صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة , وهو من العلماء الكبار الذين اتبعوا الرسول عليه الصلاة والسلام , وأمنوا بهداه .
وهنيئاً له على هذا الموقف العظيم الذي صدّق به موسى عليه السلام , وصدّق رسولنا صلى الله عليه وسلم .
فنقول يا أهل الكتاب صدقوا بنبينا فقد صدقنا بموسى وعيسى عليهما السلام , فصدقوا بنبينا كما صدقنا بأنبيائكم , واتبعوا نبينا فإنه الخاتم ودينه الناسخ , ان الدين عند الله الإسلام .
قال تعالى : {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى , زاد الله وإياكم توفيقاً , وهدايتاً ,ورشداً , والى اللقاء .
http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=324&sec_id=4375