التفسير المطول - سورة الأعراف 007 - الدرس(53-60): تفسير الآيات 181 - 184، السلوك الإيجابي يعكس إيجابية صحيحة وصادقة وموضوعية
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2008-11-28
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
توزيع الكمالات البشرية بين خلق الله عز وجل :
أيها الأخوة الكرام ... مع الدرس الثالث والخمسين من دروس سورة الأعراف ، ومع الآية الواحدة والثمانين بعد المئة ، وهي قوله تعالى :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾
أيها الأخوة ، الله عز وجل قبل آيات عدة يقول :
﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ﴾
( سورة الأعراف الآية : 179 )
إذاً هناك كثيرون شردوا عن الله عز وجل فاستحقوا النار ، وهذا لا يعني أن كل البشر كذلك ،
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾
أما كلمة
﴿ أُمَّةٌ ﴾
الكمال البشري من شأنه أنه متعدد ، في شجاعة ، في كرم ، في حكمة ، في حلم ، في لطف ، في قوة ، في إباء ، في رحمة ، الكمال البشري متنوع ، ولحكمة بالغةٍ بالغة أن كل واحد من بني البشر ممن آمن بالله تفوق بكمال من هذه الكمالات ، يغلب على صفات إنسان أنه كريم ، إنسان آخر أنه شجاع ، إنسان آخر أنه حليم ، إنسان آخر أنه يحب خدمة الخلق ، فهذه الكمالات البشرية موزعة بين خلق الله عز وجل .
كمال النبي عليه الصلاة والسلام كمال شمولي :
لذلك
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ ﴾
الأمة تجتمع فيها كل الكمالات ، هذا شيء واقع ، بحياتنا أستاذ جامعي كبير ، داعية كبير ، مثلاً محسن كبير ، عالم كبير ، قائد كبير ، إنسان مكّنه الله من مقارعة الأعداء ، سيدنا صلاح الدين ، سيدنا خالد ، إنسان مكنه الله من إقامة العدل ، سيدنا عمر ، فكل إنسان له كمال تفوق به ، مجموع هذه الكمالات يشكل أمة ، إلا أن إبراهيم عليه السلام كان أمة وحده .
﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾
( سورة النحل الآية : 120 )
سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام أمة وحده ، فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بمفرده ، بينما أمته معصومة بمجموعها .
(( أُمَّتِي لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ ))
[أخرجه ابن ماجه عن أنس بن مالك ]
والنبي عليه الصلاة والسلام كماله شمولي .
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
( سورة القلم )
شجاعته ، وحلمه ، ورحمته ، ورقته ، ولطفه ، وهذه الصفات كلها مجتمعة في شخص النبي عليه الصلاة والسلام ، هو معصوم بمفرده ، وكل الكمالات البشرية محققة فيه بمفرده ، بينما أمته معصومة بمجموعها ، والكمالات موزعة فيها ، هذا شيء واقع ، طبيب ، مهندس ، محامي ، اختصاصات ، محسن كبير ، داعية كبير ، قائد شجاع ، فكل كمال في النبي موجود فيه ، وكل كمال في أمة محمد موجود فيه ، هذا معنى قوله تعالى :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا ﴾
﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ﴾
طبعاً نبهت وقتها أن
﴿ ذَرَأْنَا ﴾
لا تعني أننا خلقنا لجهنم ، هذه اللام لام المآل ، خلقنا خلقاً كثيرين ، منهم شردوا عن الله عز وجل فاستحقوا النار فاللام لام المآل ، ليست لام التعليل ، خلق كثير عرفوا الله عز وجل فاستحقوا الجنة .
الله عز وجل خلق الإنسان ليسعده :
إذاً :
﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾
( سورة الكهف الآية : 29 )
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾
( سورة الإنسان )
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾
( سورة البقرة الآية : 148 )
خلق الله الخلائق ، خلقها جميعها ليسعدها .
﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾
( سورة هود الآية : 119 )
الحكمة من المصائب :
قد تقول ما حكمة المصائب ؟ المصائب حكمتها تماماً كحكمة المكبح في السيارة ، السيارة صنعت من أجل أن تسير ، والمكبح عقدياً يتناقض مع علة صنعها ، لكنه أكبر ضمان لسلامتها .
﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
( سورة السجدة )
المتفوق داعية إلى الله بعمله لا بلسانه :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾
يعني الله عز وجل حينما أكرم المؤمنين بهذه الكمالات ، هذه الكمالات مشاعر داخلية تنعكس سلوكاً خارجياً ، فالقلب الرحيم رحيم ، لكن سلوكه رحيم ، قلب الحليم حليم لكن حركته فيها حلم ، فصار الكمالات البشرية قدوة وأسوة لمن حولهم .
أب ما سمع أولاده منه كلمة بذيئة ، أبلغ الظن أن أولاده ينضبطون في كلامهم ، أب كلما دخل وقت الظهر توضأ وصلى أمام أولاده ، فالأب أسوة في صدقه ، في حكمته ، في ضبط لسانه ، في عبادته ، في معاملته ، في كرمه ، في رحمته ، فهؤلاء المؤمنون الذين شرفهم الله عز وجل بكمال بشري هم في الحقيقة دعاة صامتون ، دون أن يشعروا ، فالمتفوق داعية لكن لا بلسانه بل بعمله .
والدليل أن في بعض الأحاديث الشريفة حديثاً يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام :
(( استقيموا يستقم بكم ))
[أخرجه الطبراني عن سمرة بن جندب ]
يكفي أن تكون أميناً فأمانتك دعوة إلى الأمانة ، يكفي أن تكون صادقاً صدقك دعوة إلى الصدق ، يكفي أن تكون مؤدياً لعباداتك ، أداؤك لعبادتك في المكان العام دعوة لأداء العبادات ، فأنت يمكن أن تكون داعية كبيراً بلسانك ، ويمكن أن تكون داعية كبيراً بعملك .
هؤلاء التجار التسعة الذين ذهبوا إلى إندونيسيا ، فيها ثلاث عشرة ألف جزيرة ، هؤلاء التجار التسعة أغلب الظن أنهم ما تكلموا كثيراً ، لكنهم فعلوا كثيراً ، فإذا بأكبر قطر إسلامي يعد 250 مليوناً كل مسلم عن طريق هؤلاء التجار .
لذلك حينما قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( التَّاجِرُ الأمينُ الصَّدُوقُ مع النَّبيِّينَ ))
[أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري ]
الصين فيها 80 مليون ، زرت مسجداً في بكين عمره 1200 عام ، والذي بنى المسجد مدفون في صحن المسجد ، قلت : إنسان دخل إلى الصين ، الآن دعوته شملت 80 مليون إنسان .
الأسوة الحسنة طريقة مذهلة في التعليم :
النقطة الدقيقة : أن كمال الإنسان كماله بأخلاقه ، بعفته ، باستقامته ، بأمانته ، بصدقه ، برحمته ، بإنصافه ، بحلمه ، هذه الأخلاق الراقية جعلت منه أسوة حسنة لمن حوله ، أنا أتصور أباً مؤمناً بلا جهد أولاده كذلك ، يرون أباهم ، يرون أدبه ، يرون حكمته ، يرون رحمته ، يرون سخاءه ، كرمه ، نحن عندنا طريقة للتعليم مذهلة الأسوة ، بلا كلام ، بلا إلقاء خطابات ، بلا توجيه نصائح ، بلا توجيه مواعظ ، بلا زجر ، لا ، كن كاملاً في البيت ، كمالك يعد أسوة لأولادك ، المعلم الكامل أسوة ، مدير المؤسسة الكامل عادل بين الموظفين ، متواضع لهم ، يحترمهم ، يسأل عن أحوالهم ، يلبي حاجاتهم ، يرحمهم ، لو أن أحد كبار الموظفين عُين رئيس دائرة في الأعم الأغلب سيقلد مديره العام ، برحمته ، وإنصافه .
كمال الإنسان يجعله قدوة أمام الآخرين :
لذلك هناك طريق سالك وسهل طريق الأسوة الحسنة ، سيدنا عمر كان إذا أراد إنفاذ أمر جمع أهله وخاصته وقال : إني قد أمرت الناس بكذا ، ونهيتهم عن كذا ، ونهيتهم عن كذا ، والناس كالطير إن رأوكم وقعتم وقعوا ، ويم الله لا أوتين بواحد وقع فيما نهيت الناس عنه ، إلا ضاعفت له العقوبة لمكانه مني ، فصارت القرابة من عمر مصيبة .
الآن أنت حينما تكون كاملاً ، زوج ناجح ، أب ناجح ، أب رحيم ، كلامك رحيم ، قلبك ممتلئ رحمة لأولادك ، لك أجران ، أجر أنك كنت كاملاً ، وأجر أن من حولك اقتدوا بك ، فأنت تثاب على كمالك ، وعلى كمال الذي قلدك ، ولا سمح الله ولا قدر أب مدخن ، أو معلم مدخن ، يتحمل إثم التدخين هو ، ومن قلده من طلابه ، بشكل أو بآخر أي خطأ من إنسان له منصب قيادي العقاب مضاعف ، عقاب خطئه ، وخطأ من قلده ، وأي موقف كامل لإنسان له منصب قيادي ، معنى منصب قيادي الأب منصبه قيادي بالبيت ، والأم ، والمعلم ، مدير الدائرة ، مدير المستشفى ، مدير الجامعة ، مدير المعمل ، أي إنسان مكنه الله من أن يدير جمع من الأشخاص منصبه قيادي ، فكمالاته لها أجر مضاعف ، وسيئاته عليه منها وزر مضاعف ، وزره ووزر من قلده .
الله عز وجل يقول :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ﴾
وهو صامت ، لذلك أنا أقول هناك الآن دعوة صامتة ، لا تحتاج إلى ضجيج ، ولا إلى رفع صوت ، ولا إلى زجر ، ولا إلى خطابة مفوهة ، كن مستقيماً استقامتك دعوة ، وكن أميناً أمانتك دعوة ، وكن صادقاً صدقك دعوة ، وكن حليماً حلمك دعوة ، وكن متفوقاً التفوق دعوة .
الحق الشيء الثابت والهادف والباطل الشيء الزائل والعابث :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ﴾
ما الحق ؟ كلمة ترد في القرآن كثيراً ، الله عز وجل هو الحق ، لكن ما معنى :
﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾
( سورة التغابن : 3 )
معنى
﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾
أي أن الحق لابس خلق السماوات والأرض ، الحق معناه الشيء الثابت والهادف ، يقابله الباطل الشيء الزائل والعابث ، مثلاً :
قد ينصب سيرك في بلد ما ، السيرك أسبوعي ، وفيه ألعاب بهلوانية ، فيه فيل ووحوش ، قضية تسلية ، أولاً مؤقت ، هذا المخيم الكبير لأسبوعين فقط ، وهذا السيرك لا يقدم علماً عميقاً ، ولا يقدم فكراً دقيقاً ، ولا يقدم علماً رائعاً ، يقدم ألعاب تسلي الإنسان فقط .
فالشيء الباطل الشيء الزائل ، والشيء الباطل الشيء العابث ، أحياناً تبنى جامعة هذه تبنى لتكون إلى مئات السنين ، هناك جامعة يقول لك من 1500 عمرها ، الآن 2000 ، من 500 عام ، هذه الجامعة بنيت لتبقى ، هذه الجامعة هدفها تزويد الأمة بقادة ، بأطباء بمهندسين ، بقضاة ، بعلماء ، بعلماء فلك ، علماء ذرة ، فالهدف كبير ، الهدف راقٍ ، الهدف نبيل ، فالحق الشيء الثابت والشيء الهادف ، والباطل الشيء الزائل ، الإلحاد باطل .
لذلك الدولة العملاقة التي قامت على الإلحاد بقيت سبعين عاماً ثم زالت ، أصبحت أفكارها في الوحل ، الباطل مهما يكن قوياً زائل ، لقول تعالى :
﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾
( سورة الإسراء )
مهما يكن متعدداً كم فرقة ضالة طرأت على التاريخ الإسلامي ، أين هي الآن ؟ الذي بقي هو الحق ، الذي بقي من تمسك بالقرآن ، وسنة النبي العدنان .
تناقض تأليه الأشخاص مع منهج الله عز وجل :
لذلك أيها الأخوة ، أريد أن أبين أن الفرق الضالة تجمعها خصائص ، من هذه الخصائص أنها تؤله الأشخاص ، تأليه الأشخاص يتناقض مع منهج الله .
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ﴾
( سورة الكهف الآية : 110 )
دخل أعرابي على مجلس النبي قال : أيكم محمد ؟ ما له مكان خاص ، ولا هيئة خاصة ، ولا حرفة خاصة ، أيكم محمد ؟ الفرق الضالة من شأنها أنها تؤله الأشخاص ، وتخفف التكاليف ، هذه الفرقة ألغت الصلاة ، هذه الفرقة ألغت الصيام ، هذه ألغت الزكاة ، تؤله الأشخاص ، وتخفف التكاليف ، وتعتمد على نصوص موضوعة لا أصل لها .
مرة أهدي إليّ كتاب ، فيه أحاديث مختارة ، أول حديث روى الديلمي عن ابن عباس أنه قال : ليس من مات فاستراح بميت ، إنما الميت ميت الأحياء ، قلت : هذا ليس حديثاً ، قلت له : هذا كلام المتنبي ، قال : لعل النبي أخذه منه ، قلت له : جاء بعد النبي .
اعتماد الفرق الضالة على الأحاديث الموضوعة و تخفيف التكاليف :
الفرق الضالة تعتمد على أحاديث موضوعة ، وعلى تأويلات ضالة ، وعلى قصص هزيلة ، تالفة ، والصفة الثانية أنها تخفف التكاليف ، الآن الانتماء سهل جداً ، الانتماء سهل أما تطبيق المنهج صعب ، يكفي أن تقول أنا مع فلان ، سهلة ، هل أنت مستقيم ؟ هل أنت صادق ؟ هل أنت أمين ؟ هل أنت وقاف عند حدود الله ؟ .
لذلك الديانات الأرضية في آسيا تعد 90 مليون ، ما فيها منهج ، تأليه بوذا فقط .
مرة زرت معبداً في أمريكا لديانة أرضية آسيوية ، وجدت صنماً من البرونز ، صدقوا أيها الأخوة أن صدره فيه حبات ألماس بمئات الملايين ، برونز أسود صدره كله حبات ألماس موشورية برلنت بالملايين ، رأيت بعض الأتباع ينبطحون بأجسادهم انبطاحاً كاملاً ، وهم مثقفون ، ورأيت كسارة جوز هند بمدخل المعبد ، سألت ؟ قال : الآلة تحب جوز الهند ، والله زيارة لا أنساها بأمريكا بلوس أنجلوس ، كيف يحب هذا الصنم من البرونز والألماس جوز الهند ؟ شيء غير معقول ؟ .
فكل شيء أرضي ، الانتماء سهل ، لأنه لا يوجد منهج ، لا يوجد افعل ولا تفعل ، يكفي أن تعلن انتماءك لهذا المنهج ، القضية سهلة جداً ، لكن الإسلام فيه منهج ، فيه أحكام ، فيه أوامر ، فيه نواهٍ ، فيه محرمات ، فيه عبادات ، فيه هدف ، فيه التزام .
من هنا الآية الكريمة :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ﴾
في حق
﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾
الفرق الضالة كلها تؤله الأشخاص ، وتخفف التكاليف ، وتعتمد على نصوص موضوعة ، وضعيفة ، وقصص تالفة وذات نزعة عدوانية ، هذه الصفات الأربع تتصف بها كل الفرق الضالة .
عظمة الدين الإسلامي :
أما الكتاب والسنة ، سيد الخلق وحبيب الحق قال :
﴿ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾
دقق لا أملك لكم نفعاً ولا ضراً ، سيد الخلق ، لا أملك لكم نفعاً ولا ضراً ، والأبلغ من ذلك :
﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً ﴾
( سورة الأعراف الآية : 188 )
الأبلغ من ذلك قل لا أعلم الغيب .
﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
( سورة الزمر )
هذا من ؟ سيد الخلق ، حبيب الحق ، سيد ولد آدم ، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، فلا أملك لكم نفعاً ولا ضراً ، لا أعلم الغيب ،
﴿ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
أيها الأخوة ، أرأيتم إلى عظمة هذا الدين ؟ .
كل شيء مبني على العدوان والكذب والدجل زاهق لا محالة :
إذاً
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾
الحق الشيء الثابت والهادف ، الدين حق ، أما هناك آلاف النشاطات العابثة والزائلة لا قيمة لها إطلاقاً ، هي الباطل ، الباطل زائل يعني جدار أنشأناه بلا شاقول مائل ، لأنه أنشئ بلا شاقول هذا مصيره إلى الوقوع ، أما الجدار الذي أنشئ وفق مبادئ صحيحة هذا من شأنه البقاء ، فالحق باقٍ والباطل زائل .
الذين رفعوا شعار لا إله ، عندهم قنابل ذرية ، قنابل نووية ، يحكمون تقريباً ثلث العالم ، كل هذه القوة ، وكل هذه الغطرسة ، وكل ، وكل ، تلاشت ، وانتهى الأمر
﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾
والقوة الثانية التي أرادت الهيمنة على العالم لا بالحق بل بالباطل أيضاً زائلة ، والذين احتلوا هذه البلاد الفرنجة بقوا فيها تسعين عاماً ، وبعدها خرجوا إذاً
﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾
كل شيء مبني على العدوان والكذب والدجل هذا زاهق لا محالة .
من كان متفوقاً تفوق من حوله :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾
التركيز اليوم على أنك إذا كنت متفوقاً تفوق من حولك ، إذا كنت صادقاً صدق من حولك ، إذا كنت أميناً كان أميناً من حولك ، فالكمال وحده دعوة إلى الله ، أنت لا تحتاج إلى قدرة على الخطابة ، والنصوص واضعها ، تجد أباً صالحاً ، أولاده صالحون .
هناك نقطة دقيقة : إنسان أُميّ لا يقرأ ولا يكتب ، اشترى مكيفاً ، فتح مفتاح التشغيل ، جاءه الهواء البارد ، تمتع به ، شخص معه دكتوراه بالتكييف من أرقى بلاد العالم ، اشترى مكيفاً ، وضعه بغرفته ، فتح التشغيل جاءه الهواء البارد ، فقال بعضهم : الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به ، يستطيع إنسان أُميّ أن ينتفع بالمكيف انتفاعاً تاماً ، كما ينتفع به من يحمل دكتوراه بالتكييف ، القصد من هذا المثل إنسان يصدق ، لا قرأ عن فلسفة الصدق ، ولا عن نتائج الصدق ، ولا عن الأدلة عن الصدق ، إنسان يلقي محاضرة عشر صفحات ، الأدلة ، الآيات ، الأحاديث ، القصص ، التحليل ، تحليل نفسي ، تحليل اجتماعي ، تحليل لغوي ، يزيدك علماً من أجل أن تكون صادقاً ، يأتي إنسان يصدق بالفطرة يقطف كل ثمار الصدق ، احفظوا هذه القاعدة الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به .
الموقف الكامل لا يحتاج إلى ثقافة عالية و تعمق وفلسفة يحتاج لقلب رحيم :
أجدادنا ، قد يكون ثقافتهم محدودة ، لكن الأب صالح ، يصلي صلواته الخمس ، صادق ، أمين ، رحيم ، الأب هذا انتفع من حوله وانتفع هو بكماله من دون تحليل إيديولوجي للصدق ، أنا لست مع الجهل معاذ الله ، هذا الدين لكل الخلق ، إنسان غير متعلم ، متعلم ، ثقافته عالية جداً ، ابن ريف ، ابن مدينة ، فقير ، غني ، ذكاؤه متقد ، محدود الذكاء ، هذا الدين لكل البشر ، أي إنسان طبق منهج الله قطف ثماره كاملة ، عن وعي أو عن غير وعي ، عن علم أو عن غير علم ، أي إنسان طبق منهج الله ، قطف ثماره كاملة .
قصة أرويها كثيراً لكن جاءتني الآن خاطرة أن أرويها لكم : إنسان يعمل خطيب وإمام مسجد رأى النبي عليه الصلاة والسلام ، قال له النبي في الرؤيا : قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة ، جاره بقال إنسان بسيط جداً ، فهذا الذي يخطب على المنبر ، وإمام تأثرَ تأثراً سلبياً جداً ، هذه الرؤيا كان من الممكن أن تكون لي ، لماذا لهذا البقال ؟ طرق بابه ، قال له : لك عندي بشارة ، لن أقولها لك إلا إذا أخبرتني ماذا فعلت مع ربك ؟ فامتنع ، فبعد إلحاح شديد قال له : تزوجت إنسانة ، بالشهر الخامس من زواجي كان حملها في الشهر التاسع ، واضح في خطأ مرتكب ، قال له : بإمكاني أن أسحقها ، وأن أفضحها ، وأن أطلقها ، والشرع معي ، وأهلها معي ، والمجتمع معي ، والقانون معي ، والمحكمة معي ، لكن أردت أن أعينها على التوبة ، جاء لها بمن يولدها ، ولدت ، وحمل الجنين المولود تحت عباءته ، وتوجه إلى جامع الورد في دمشق ، وبقي واقفاً أمام الباب حتى نوى الإمام الصلاة ، قال : الله أكبر ، دخل ووضعه إلى جانب الباب والتحق بالمصلين ، فلما انتهت الصلاة بكى هذا الصغير ، تحلق المصلون حوله ، وتأخر هو حتى يكتمل تحلق المصلين حوله ، ثم اقترب ، قال : ما القصة ؟ قال : تعال انظر ! جنين مولود لقيط ، قال : أنا أكفله ، فأخذه ، ودفعه إلى أمه من أجل أن تربيه ، فاستحق هذا الإنسان أن يبشره النبي الكريم أنه رفيقه في الجنة .
أحياناً الموقف الكامل لا يحتاج إلى ثقافة عالية ، وتعمق ، وفلسفة ، يحتاج لقلب رحيم ، هذه بإمكاني أن أحملها على التوبة لي فيها أجر كبير جداً .
فيا أيها الأخوة ، لمجرد أن تكون كاملاً فأنت داعية ، لا بلسانك ولكن بفعلك ، أنت أب معلم ، عندك محل تجاري ، عندك خمسة موظفين ، أنت الآن منصبك قيادي ، كلامك منضبط ، ما عندك كلمات بذيئة ، علمتهم الانضباط بالكلام ، امرأة متفلتة غضضت عنها البصر ، علمتها غضّ البصر .
لذلك الآية الكريمة :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾
من لم يعبأ بكلام الله و أفعاله و خلقه سيتعرض لعقاب الله و تأديبه حتى يعترف بذنبه :
﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
( سورة الأعراف )
هناك آيات كونية ، وهناك آيات قرآنية ، وهناك آيات تكوينية ، لم يعبأ لا بأفعال الله ، ولا بخلقه ، ولا بكلامه .
﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ ﴾
الآن درج تنتقل من طابق أول لطابق خامس ، درجة درجة ، وتنتقل من خامس لأول درجة درجة ، فالله عز وجل وصف استدراج من شرد عنه استدراج أنه يعترف بذنبه مرة تلوى مرة ، بالنهاية والله يا ربنا ما كنا بك مشركين ،
﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ ﴾
تجد الإنسان العاصي متعند ، متكبر ، متغطرس ، ضربة تلوى ضربة ، ضربة تلوى ضربة ، يقول لك أنا إنسان سيء جداً ، هذه متى قالها ؟ بعد أن عاقبه الله ، وأجرى عليه كل ألوان التأديب حتى اعترف بذنبه .
﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا ﴾
الكونية والتكوينية والقرآنية :
﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
إنسان مع إنسان قد تستدرجه يبقى صاحياً ، أي يفسد عليك استدراجك له ، يقول لك : انتبهت له ، يقول له : تغديت به قبل أن يتعشى بي ، إنسان مع إنسان يقدر ، أما الإنسان مع خالق الأكوان لا يقدر ،
﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾
( سورة الأعراف )
أي أمهلهم .
تأخير العقاب و المكافأة يعطي الإنسان الاختيار :
أخوانا الكرام فكرة دقيقة : لو شخص مع أول معصية الله قصمه ، الكل يستقيم لا عن محبة لله ، لو شخص مع أول عمل صالح الله كافأه ، الكل يعمل أعمالاً صالحة تصبح بعقلية تجارية ، لكن ممكن أن تطيعه لأمد طويل وأنت أنت ، لا يوجد شيء ، دخل محدود ، بيت متواضع ، صحة وسط ، وأنت صائم و تصلي ، ممكن شخص يعصي الله عز وجل بكل أنواع المعاصي وضغطه 8 ـ 12 نظامي ، ونبضه 80 نبضة ، وصحته عمل تحليلاً لكل شيء درجة أولى مثل البغل طبعاً ، ممكن تعصيه إلى أمد طويل وأنت بأعلى نوع قوة ، ممكن تطيعه ، تأخير العقاب ، والمكافأة تعطي اختيار ، صار في اختيار .
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ :
﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ ﴾
تجدهم يتغطرسون ، ويدمرون شعوباً ، ويقصفون مدناً ، ويتعالون على الله عز وجل ، وهم مرتاحون ،
﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ ﴾
لذلك :
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾
( سورة إبراهيم )
﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً ﴾
( سورة الطارق )
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
( سورة إبراهيم )
هذه معنى
﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ ﴾
بطولة الإنسان أن يبتغي الرفعة عند الله عز وجل :
لو شخص على أول غلطة الله عاقبه التغى الاختيار ، نظر فقد بصره ، الكل يغمضون أعينهم ، انتهى ، مثلاً دفع صدقة ليرة يأتيه عشرة ، الكل يدفعون صدقة ، لا ، ممكن تطيعه لأمد طويل ، لا يوجد شيء ، لأنك تريد الآخرة ، ممكن لا سمح الله تعصيه بكل أنواع المعاصي لا يوجد شيء ، بيت ، وسيارة ، ودخل ، وولائم ، وسفر ، و ذهاب و إياب ، لا يوجد شيء ، يقول له أين الله ؟ ، ممكن تطيعه لأمد طويل لا يوجد شيء أبداً ، في راحة نفسية فقط ، كم مؤمن صادق فقير ؟ موظف درجة عاشرة ، ضارب آلة كاتبة ، لكن من بيته لعمله مستقيم ، صادق ، أمين ، صلواته الخمس يؤديها ، يحب الله عز وجل ، له درس علم يحضره ، هذا قلامة ظفره تساوي مليون شخص ، لكن بالدنيا ليست مبينة الأمور ، يبين مواطن عادي ، لذلك :
(( رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بالأبواب لو أقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ ))
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]
ممكن أن يكون الشخص من الدرجة العاشرة اجتماعياً ، موظف ، حاجب ، وهناك مدير عام ، وسكرتير ، وبالنهاية الله لا يحبه ، وهذا الحاجب غالٍ على الله ، فأنت بطولتك أن تبتغي الرفعة عند الله :
(( رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بالأبواب لو أقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ ))
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]
كن ابن من شئت ، غني ، فقير ، من أرقى عوائل دمشق ، عائلة لا أحد يعرفها مغمورة ، أنت عبد لله عز وجل ، هذه كلها عنعنات جاهلية .
أنا والله لي كلمة يا أخوان لا يضاف على كلمة مسلم ولا كلمة ، مسلم ، انتهى ، تحبه غنياً متواضعاً ، تحبه فقيراً ، تحبه مثقفاً ثقافة عالية ، سخر ثقافته للدعوة ، تحبه غير متعلم ، لكن على الفطرة ، صادق ، أمين ، كريم ، تحب إنساناً أحياناً على الفطرة ، مادام مسلم الإسلام صبغوه بالكمال ، فأنا أقول لا يضاف على كلمة مسلم ولا كلمة .
بطولة الإنسان أن يكون متواضعاً لا تهمه المراتب الدنيوية :
أيها الأخوة ،
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
مع الله لا يوجد ذكي ، يؤتى الحذر من مأمنه .
﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾
المتانة صفة لمقاومة قوى الشد ، يعني عندنا أمتن شيء بالدنيا الفولاذ المضفور ، الجسور العملاقة تعلق بحبال فولاذية ، المصاعد بحبال فولاذية ، التل فريك بحبال فولاذية ، هذا أمتن شيء ، وأقسى شيء مقاومة قوى الضغط الألماس ، المتانة مقاومة قوى الشد ، والقساوة مقاومة قوى الضغط ، فهنا الإنسان مربوط بحبل مهما كان قوياً لا يستطيع أن يفلت منه ، مهما كان ذكياً في قبضة الله ، بثانية بأعلى درجة من القوة ، بثانية أصبح مشلولاً وهذه السنة الرابعة ، أو أكثر ، كم سنة صار له ؟ والله يمد بعمره .
﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾
بطولتك أن تعرف الله ، تصبح متواضعاً ، تصبح أديباً ، لا يهمك المراتب الدنيوية ، ساكن بأقل مستوى ، لكن لك عند الله مكانة كبيرة .
من آمن إيماناً حقيقياً تبدلت مقاييسه و له عند الله مكانة كبيرة :
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾
( سورة القمر )
كن إنساناً عادياً ، أقل من عادي لكن الله يحبك ، وإذا أحبك الله أحبك كل شيء ، إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ لا تهتم بالدنيا ، هذه عرض زائل ، يأكل منه البر والفاجر ، والآخرة وعد صادق يحكم فيه ملك عادل ، كن من أهل الآخرة ، اعمل عملاً صالحاً ، اطلب العلم ، ادعُ إلى الله ، أما بيتك خارج دمشق ، خير إن شاء الله !.
مرة دخلت لبيت انحرج صاحبه كثيراً ، صغير جداً ، قلت له هون عليك ، سيد الخلق وحبيب الحق كانت غرفته لا تتسع لصلاته ونوم زوجته .
(( لو كانت الدنيا تزن عند الله تبارك وتعالى جناح بعوضة ، ما أعطى كافراً منها شربة ماء ))
[أخرجه ابن أبي شيبة عن رجل من بني فهم ]
إذا آمنت إيماناً حقيقياً تتبدل كل مقاييسك ، مقياسك العمل الصالح ، مقياسك عبادتك ، مقياسك محبتك لله عز وجل ، مقياسك حبك للخير ، و خدمة الخلق .
إذاً آيات اليوم :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾
﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾
( سورة الأعراف )
علم ، وحكمة ، وأمانة ، وصدق ، وطلاقة لسان ، ودعوة ، وبيان ،
﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾
والحمد لله رب العالمين
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=1969&id=97&sid=101&ssid=253&sssid=254