التفسير المطول - سورة الأعراف 007 - الدرس(49-60): تفسيرالآيات 172 - 174، الأمانة نفسك التي بين جنبيك ـ والإنسان قبِل حملها في عالم الذر
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2008-10-31
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
الله سبحانه وتعالى خلق الخلائق كلها قبل عالم الصور :
أيها الأخوة الكرام ... مع الدرس التاسع والأربعين من دروس سورة الأعراف ، ومع الآية الثانية والسبعين بعد المئة ، وهي قوله تعالى :
﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ * وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
أيها الأخوة الكرام ، هذه قصة الإنسان ، الله سبحانه وتعالى خلق الخلائق كلها قبل عالم الصور ، خلقها في عالم الذر ، والآية التي توضح هذه الحقيقة هي قوله تعالى :
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
( سورة الأحزاب )
هذه الآية ، والآية التي هي موضوع الدرس تتكاملان لتكونا قصة هذا الإنسان .
القضايا ثلاثة أنواع ؛ إخبارية عقلية و حسية :
1 – دائرة المحسوسات أداة اليقين بها الحواس الخمس :
بادئ ذي بدء : بنص الآية التي تلوتها قبل قليل
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ﴾
السماوات ، والأرض ، والجبال تعبير عن كل الخلائق ، الخلائق خلقت قبل عالم الصور ، أنت لك صورة ، وأنا لي صورة ، والحصان له صورة ، والشمس لها صورة ، هذا العالم اسمه عالم الصور ، وكنا قبل هذا العالم في عالم الذر .
ولكن القضايا الإخبارية ، لابد من أن يكون واضح لديكم أن هناك قضايا عقلية ، وأن هناك قضايا حسية ، وأن هناك قضايا إخبارية ، كل أمور الدين ، كل حقائق الدين ، كل أفكار الدين لابدّ من أن تتوزع بين دائرة المحسوسات ، ودائرة المعقولات ، ودائرة الإخباريات ، فأنا بحواسي الخمس أرى أن هذا كأس ماء ، وبحواسي الخمس أرى أن هذا مكبر للصوت ، وأن هذا الضوء متألق ، وأن هذه طاولة ، هذه معرفة حسية ، أدواتها الحواس الخمس ، أو استطالته ، الميكروسكوب استطالة للعين ، ترى بالميكروسكوب دقائق الأشياء ، والتليسكوب استطالة أيضاً للعين ترى به الكواكب البعيدة ، فكل شيء يُرى ، أو يُسمع ، أو يُلمس ، أو يُشم ، هذه أشياء مادية أداة اليقين بها الحواس الخمس ، هذه قضية سهلة ، الحواس الخمس أو استطالتها .
لكن هناك قضايا عقلية ، القضايا الأولى الحسية شيء ظهرت عينه ، أداة اليقين به الحواس الخمس ، هذا الكأس أمامي له وزن ، من بلور صافٍ ، فيها ماء ، هذه معرفة حسية أداتها الحواس ، المس أو استطالتها وهذه ليست موضع خلاف إطلاقاً .
لكن الموضوعات الثانية موضوعات حسية ، يا ترى في أسلاك الكهرباء في هذا المسجد هل تسري فيها الكهرباء ؟ الجواب نعم ، قطعاً ، والدليل : هذه آثار الكهرباء ، تألق المصابيح ، تكبير الصوت ، عمل المكيفات ، هذه كلها من آثار الكهرباء ، فالكهرباء غابت عنا ذاتها بقيت آثارها ، هذه معرفة عقلية ، أيضاً هذه المعرفة ليست موضع خلاف إطلاقاً ، هناك عقل يستدل بالأثر على المؤثر ، وبالنظام على المنظم ، وبالخلق على الخالق ، وبالحكمة على الحكيم ، وبالجمال على الجميل ، وبالقوة على القوي .
فالشيء إذا غابت عينه وبقيت آثاره دليل اليقين به العقل ، لذلك العقل أصل من أصول المعرفة ، هذا الكون كله مظهر لأسماء الله الحسنى ، وصفاته الفضلى ، ذات الله لا نراها .
﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾
( سورة الأنعام الآية : 103 )
2 – دائرة المعقولات أداة اليقين بها العقل :
لكن كل هذا الكون أثر من آثار خالق السماوات والأرض ، فنحن نتعرف إلى الخالق من خلال خلقه ، وإلى الصانع من خلال صنعته ، وإلى المسير من خلال تسييره ، وإلى الحكيم من خلال حكمته ، وإلى الجميل من خلال جمال الكون ، هذه المعرفة الثانية المعرفة العقلية ذات الشيء غابت عنا بقيت آثاره ، البعرة تدل على البعير ، والأقدام تدل على المسير ، والماء يدل على الغدير ، أفسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ألا تدلان على الحكيم الخبير ؟ هذه المعرفة العقلية ، أداتها العقل ، طريقها التفكر .
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
( سورة آل عمران )
هذه المعرفة العقلية ، المعرفة العقلية لابدّ من شيء مادي ، من هذا الشيء المادي أنثقل إلى صانعه ، هل صنعته متقنة ؟ هل صنعته جميلة ؟ هل صنعته محكمة ؟ وهكذا .
وهذا الموضوع الثاني أيضاً ليس موضع خلاف إطلاقاً .
3 – دائرة الإخباريات أداة اليقين بها الخبر الصادق :
إلا أن الموضوع الثالث ؛ الدائرة الثالثة التي نحن بصددها ، هذه دائرة لا تخضع للعقل أبداً ، العقل يحتاج إلى شيء مادي يدرسه ، يلاحظه ، يحلله ، يفحصه ، يختبره ، ثم يحكم على صانعه ، هذا العقل ، أما الموضوع الثالث ، الدائرة الثالثة موضوع آخر ، العقل لا دور به إطلاقاً ، والحواس الخمس لا دور لها إطلاقاً ، الموضوع الثالث جهة أخبرتنا ، نسميه موضوع إخباري ، أو سمعي فقط .
لذلك هذا الموضوع الثالث تنطلق قيمته من المُخبر ، من هو المُخبر ؟ إذا الله عز وجل أحد أكبر مصادر المعرفة إخبار الله لنا ، الله أخبرنا أنه خلقنا لجنة عرضها السماوات والأرض ، أخبرنا أن بعد الموت إما في جنة يدوم نعيمها ، أو في نار لا ينفذ عذابها ، أخبرنا أنه لابدّ من أن نتصل به كي نسعد بقربه ، أمرنا بالصلاة ، والصيام ، والحج ، والزكاة ، نحن في الدين عندنا جانب كبير ، جانب إخباري ، هذا لا يخضع للعقل أبداً ، وأنصح أخوتنا الشباب ألا تحاوروا أحداً في الموضوع الثالث ، إلا إذا كان مؤمناً بالله ، إن كان ليس مؤمناً تقول له : الملائكة ، يقول لك : أين هي ؟ ما الدليل ؟ لا يوجد دليل معك ، دليل ، معك دليل لك ، كمؤمن ، الله أخبرك ، بل إن الذي أخبرك الله به ينبغي أن تأخذه وكأنك تراه .
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾
( سورة الفيل )
من منكم رأى هذه الحادثة ؟ ولا واحد ، وأنا معكم ، لكن من المخبر ؟ هو الله عز وجل ، نحن في هذه الآيات لا تخضع للعقل أبداً ، ولا أتمنى عليكم أن تطرحوا أسئلة حولها موضوع إخباري لا يخضع للعقل أبداً ، لا للتحليل ، ولا للدرس ، ولا للسؤال .
قبول الإنسان حمل الأمانة و رفض جميع الخلائق ذلك :
أخبرنا ربنا أنه خلقنا في عالم قبل عالم الصور ، وأنه عرض علينا ، وأن معظم المخلوقات أشفقن منها ، وأن الإنسان قال أنا لها ، وحملها ، وأنه إذا أدى الأمانة ، لم يكن ظلوماً جهولاً ، أما إذا خان الأمانة :
﴿ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
( سورة الأحزاب )
موضوع إخباري ، خلقنا الله عز وجل في عالم الذر ، قبل أن نكون في عالم الصور وعرض علينا الأمانة ، وجميع الخلائق أبى أن يحملها ، وخاف منها ، وحملها الإنسان .
من حمل الأمانة و أدى ما له و ما عليه دخل الجنة :
الآن لأنك إنسان بحسب هذه الآيات أنت خُلقت في عالم الذر مع بقية المخلوقات ، فلما عرض الله الأمانة على هذه المخلوقات
﴿ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾
ولأنك إنسان إذاً أنت قبلت حمل الأمانة ، يجب أن تعرف نفسك ، الإنسان أعلى المخلوقات إطلاقاً .
للتقريب : أب عنده عشرة أولاد ، غني كبير ، قال : كل واحد منكم له راتب شهري ، ومركبة ، وبيت ، وزوجة ، أما الذي يقبل أن يذهب إلى بلاد بعيدة ، ويأتي بالدكتوراه في إدارة الأعمال أمنحه هذا المعمل كله ، هناك عرض ، تسع أخوة خافوا ، أريح أن يبقى في بلده ، وله راتب شهري خمسين ألفاً ، وله زوجة وأولاد ، وسيارة ، أما هذا الأخ العاشر كان طموحاً ، قال أنا لها ، أرسله أبوه ، إن أتى بالدكتوراه تَمَلّك المعمل كله ، وإن لم يأتِ بها كل أخوته أفضل منه لذلك :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾
( سورة البينة )
أعلى من الملائكة .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾
( سورة البينة )
من هنا قال الإمام علي رضي الله عنه : رُكب الملك من عقل بلا شهوة ، ورُكب الحيوان من شهوة بلا عقل ، و رُكب الإنسان من كليهما ، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة ، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان .
خيروه بين أن يكون طياراً ، تأخذ بالشهر خمسمئة ألف مثلاً ، و بين أن تكون سائق سيارة على الأرض ، على الأرض القضية سهلة تعطلت تبلغ صاحبها ، تذهب إلى بيتك ، لكن بالطائرة ما في تبلغ صاحبها ، وقد مات جميع ركابها ، خمسمئة ألف مقابل احتمال الموت ، أما على الأرض الاحتمال أقل .
دائرة المرئيات و دائرة المسموعات و دائرة الخواطر :
لذلك الإنسان حينما قبل حمل الأمانة ، فإن لم يحملها أمامه النار ، خالداً فيها أبداً وإن حملها أمامه الجنة .
(( ما لا عين رأتْ ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]
ما لا عين رأت ، هذه دائمة ، ولا أذن سمعت ، أوسع بكثير ، أنت زرت القاهرة ، وعمان ، وبيروت ، وباريس ، فقط ، يوجد هنولولو ، هذه أنت ما زرتها ، لكن تسمع عنها ، يوجد موزنبيق ، هناك دول ، دائرة المرئيات أقل دائرة ، المسموعات أكبر بكثير ، أما الخواطر لا تنتهي ، قد تقول تصور إنساناً طوله للقمر ، خاطر هذا ، ما له أي ضابط ، فهناك دائرة اسمها دائرة المرئيات .
(( أعْدَدْتُ لعباديَ الصالحين ما لا عين رأتْ ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]
وهناك دائرة أكبر اسمها دائرة المسموعات ، ولا أذن سمعت ، و دائرة لا تنتهي دائرة الخواطر ، ولا خطر على قلب بشر ، فإذا الإنسان حمل الأمانة ، وأداها كما أراد الله ، كان فوق الملائكة ، فوق بكثير ، من هنا يُعد الإنسان أكبر مغامر ، إما إلى جنة يدوم نعيمها ، أو إلى نار لا ينفذ عذابها ، فلذلك رأى النبي عليه الصلاة والسلام جنازة فقال :
(( مستريح ، أو مُسْتَراح منه ، فقالوا : يا رسول الله ما المستريحُ ، وما المستَراح منه ؟ فقال : العبد المؤمنُ يستريح من نَصَب الدنيا ، والعبد الفاجرُ يستريح منه العبادُ ، والبلادُ ، والشجر ، والدواب ))
[أخرجه البخاري ومسلم والنسائي ومالك عن أبي قتادة ]
الآن العالم كله ينتظر بفارغ الصبر نهاية ولاية بوش .
(( يستريح منه العبادُ والبلادُ ، والشجر والدواب ))
هذه المشكلة .
الأمانة التي قبلت حملها هي نفسك التي بين جنبيك :
أيها الأخوة ، لأنك من بني البشر أنت في عالم الذر ، قبلت حمل الأمانة ، لأنك من بني البشر ، ولأنك من بني البشر أنت مهيأ أن تكون فوق الملائكة ، كلام دقيق هذا كلام في صميم العقيدة ، لأنك إنسان أنت مهيأ أن تكون أعلى مخلوق .
الآن ما هي الأمانة ؟
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ ﴾
ما هي الأمانة ؟ إياكم أن تفهموا الأمانة فهم محدود جداً ، إنسان أودع معك شيء كأمانة ، ثم طلبه منك ، لا ، القضية عميقة جداً الأمانة في إجماع العلماء نفسك التي بين جنبيك ، سلمها الله لك ، أودع فيها الشهوات ، تشتهي المال ، هذه جماد ، لم تقبل حمل الأمانة ، هذه الطاولة لا تشتهي ، طاولة أنثى ، لا تشتهي تأكل ، اتركها مئة سنة تبقى بمحلها ، ما في حركة ، أما أنت تشتهي أنثى ، تشتهي مالاً ، تشتهي أن تكون كبيراً في نظر الناس ، بمنصب رفيع ، تشتهي زوجة جميلة ، تشتهي بيتاً مريحاً ، تشتهي أموالاً طائلة ، أموالاً منقولة وغير منقولة ، تشتهي المتعة ، أودع فيك الشهوات ، إله .
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ والبنيين وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
( سورة آل عمران الآية : 14 )
العقل ميزان الإنسان ليرقى إلى رب السماوات و الأرض :
أودع فيك الشهوات ، أعطاك عقلاً ، هذا العقل ميزان دقيق .
﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾
( سورة الرحمن )
معك ميزان ، عامل الناس كما تحب أن يعاملوك ، أودع فيك الشهوات لترقى فيها إلى رب الأرض والسماوات ، تشتهي المرأة ، وقد أمرك الله أن تغض البصر عنها فتغض البصر عنها وتقول : يا رب احفظني من أن أُفتن .
﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ ﴾
( سورة يوسف الآية : 33 )
أودع فيك شهوة المال ، وهناك دخل حرام ، و دخل حلال ، امتحنك الله .
﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾
( سورة المؤمنين )
بالشهوات ترقى إلى الله صابراً و شاكراً :
أنت ترقى مرتين ، ترقى مرة حينما تقول إن أخاف الله رب العالمين ، ترقى صابراً وترقى شاكراً ، تزوجت الله هيأ لك زوجة صالحة جميلة ، فإذا ملأت عينيك من محاسنها ، لك أجر ، هذه هدية من الله ، ترقى إلى الله هنا شاكراً ، وإذا مرت امرأة لا تحل لك ترقى إلى الله صابراً ، ترقى بالشهوة مرتين ، لك معاش محدود ، اشتريت الطعام ، والشراب ، أكلت أنت وأولادك ، يا رب لك الحمد ، وهناك طريق غير مشروع ممكن تهرب مخدرات ، تربح ألف ضعف ، من مكان زراعتها إلى مكان بيعها يوجد ألف ضعف ، يقول لك : أغنى الأغنياء في العالم تجار مخدرات ، امتحنك ، المال محبب ، إما أن تكسبه حلالاً لكن لا يكون كثيراً جداً هناك جهد ، أو أن تكسبه حراماً ترقى مرتين ، إن قلت هذه الصفقة مشبوهة ، إني أخاف الله رب العالمين ترقى إلى الله صابراً ، وإذا كان صفقة مشروعة وربحت منها ربحاً معقولاً ، وأنفقت هذا المال على نفسك وأهلك ترقى إلى الله شاكراً ، أودع فيك حب المال وحب النساء ،
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ والبنيين ﴾
الأولاد ،
﴿ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ﴾
والسيارة ،
﴿ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ ﴾
وقتها ، الآن يقابلها سيارة ،
﴿ وَالْأَنْعَامِ ﴾
مزرعة
﴿ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
أودع فينا الشهوات .
الله عز وجل زود الإنسان بمجموعة من المقومات لمعرفة الطريق الصحيح منها :
1 ـ الفطرة :
أعطاك عقلاً ، ميزاناً
﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾
أعطاك فطرة عظيمة برمجك برمجة ، جبلك جبلة بطريقة أنك تكتشف خطأك بذاتك ، آتي بمثل دقيق :
دخلت إلى البيت الساعة الواحدة ، قالت لك والدتك : ماما أنا رأسي يؤلمني أريد أسبرين ، تقول لها : الساعة الواحدة كله مغلق ، قالت : خير إن شاء الله ، لكنك تعلم علم اليقين أن الصيدليات مناوبة ، هي لم تحرجك سكتت ، تريد أن تنام لا تستطيع ، أمك يؤلمها رأسها أنت صرفتها عن هذا الطلب ، لم تتكلم شيئاً ، بعدها شعرت أن الوالدة غالية ، نهضت ، فرضاً ليس أسبرين دواء ثانٍِ ، أول صيدلية ، الثانية ، الثالثة ، درت عليهم كلهم لا يوجد هذا الدواء ، الوالدة بالمرتين الدواء لم تستخدمه ، لكن أول مرة تنام غير مرتاح ، المرة الثانية بعد جولة ساعة تنام مرتاحاً ، أنت أديت الذي عليك ، واضح تمام ؟.
الفطرة دقيقة جداً ، شخص دهس طفلاً الساعة الثانية بالليل ، وتابع سيره ، والضبط كُتب ضد مجهول ، يقول لي قريبه : أكثر من أربعين يوماً ما تمكن من النوم .
برمجك برمجة إذا أخطأت تشعر بكآبة ، تشعر بالذنب ، تشعر بالخطأ ، تشعر أنك صغير ، لو لم يعلم أحد بهذا الخطأ ، برمجة داخلية هذه فطرة ، أعطاك عقلاً ، مقياس مادي ، أعطاك فطرة ، مقياس نفسي ، أعطاك شهوات قوة دافعة ، وأعطاك حرية اختيار .
﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾
( سورة الكهف الآية : 29 )
2 ـ الشهوة :
أعطاك شهوة ، عقل ، فطرة ، حرية ، أعطاك منهجاً (شرع) في حلال ، في حرام ، الزواج له طريقة في الإسلام ، المال له طريقة في الكسب ، خالفوا الناس ربهم بالأرض كلها ، خالفوه فخسروا أموالهم كلها ، والله درس الأزمة المالية بالعالم والله درس بليغ من الله ، الله عز وجل أظهر آياته .
﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾
( سورة البقرة الآية : 286 )
3 ـ العقل :
أعطاك منهجاً ، معك منهج ، ومعك عقل ، ومعك فطرة ، ومعك شهوة ، الشهوة كالمحرك قوة دافعة ، مُسرع يريد أن يأكل جوعان ، يريد أن يشتري بيتاً ويتزوج ، أعطاك شهوات ، قوة دافعة ، أعطاك عقلاً ميزان دقيق ، أعطاك فطرة ميزان نفسي آخر ، معك ميزانين العقل والفطرة ، معك شهوة .
4 ـ حرية الاختيار :
أعطاك حرية ، قيمة عملك أنك حر ،
﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾
( سورة الإنسان )
5 ـ الشرع :
أعطاك شرعاً ، للتقريب :
هذه السيارة فيها محرك هو الشهوة ، قوة اندفاع ، وفيها مقود هو العقل ، وفيها طريق هو الشرع ، مهمة العقل أن يستخدم هذا المقود ليبقي المركبة وهي مندفعة على الطريق ، الطريق هو الشرع ، والمحرك هو الشهوة ، والطريق هو الشرع .
مثل آخر : يوجد بالجيب اليمين جهاز كشف العملات المزورة ، هذا يتحسس بالمعادن ، العملات فيها معدن ، تضعه على الجهاز يظهر لون برتقالي ، معناها عملة صحيحة ، إذا ورق فقط من دون معجونة خاصة يظهر لون آخر ، فمعك جهاز كشف العملات المزيفة ، معك بالجيب الثاني قائمة بأرقام العملات المزيفة ، هذا الشرع ، باليسار في شرع ، باليمين في عقل ، فأنت بعت بيتك بعملة صعبة ، لا استخدمت الجهاز ، ولا قرأت أرقام العملات ، ظهر المبلغ كله مزور الخطأ خطأك ، معل عقل ، ومعك شرع ، واضح تمام ؟.
فلما قال لك احمل الأمانة ، الأمانة نفسك التي بين جنبيك ، أعطاك عقلاً ، أعطاك فطرة ، أعطاك شهوة ، أعطاك إرادة ، أعطاك شرعاً ، الحسن ما حسنه الشرع ، والقبيح ما قبحه الشرع .
الإنسان الظلوم الجهول من خان حمل الأمانة :
أيها الأخوة الكرام ،
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾
الآية الآن دقيقة :
﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
إذا ابن كان طموحاً هل يقال له ظلوم جهول ؟ لا ، بالعكس ، لذلك يمكن أن تقرأ الآية بصيغة الاستفهام ،
﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
؟ ما كان ظلوماً جهولاً ، كان طموحاً ، فلما قبل حملها وخانها ،
﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
هذه الآية تُقرأ لمن أدى الأمانة بطريقة استفهامية ، وتقرأ لمن خان الأمانة بطريقة تقريبية
﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
؟ لا ما كان ظلوماً جهولاً لما قبل حملها ، لكن إذا خان الأمانة
﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
لذلك ورد في الجامع الصغير حديث لا يرتقي إلى مستوى الصحاح يقول :
(( إن العار ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول يا رب لإرسالك بي إلى النار أيسر علي مما ألقى وأنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب ))
[ أخرجه الحاكم عن جابر بن عبد الله ]
من عرّف نفسه بربها و حملها على طاعته سلم و سعد في الدنيا و الآخرة :
والله أيها الأخوة ، هؤلاء البشر الذين يقتلون ، يسفكون الدماء ، هؤلاء الطغاة ، الذين يقهرون الشعوب ، يقتلون بالمئات ، بالآلاف ، الذين ألقوا على هيروشيما قنبلة ذرية قتلت ثلاثمئة ألف بأربع ثوان ، هؤلاء المجرمون في العالم ، لو رأيتهم يوم القيامة ، وقد أصابهم ألم لا سبيل إلى وصفهم ، قال تعالى :
﴿ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾
( سورة البقرة )
فلذلك لأنك إنسان أنت المخلوق الأول ، ولأنك مخلوق أول أودع الله فيك الشهوات لترقى بها صابراً ، أو شاكراً ، إلى رب الأرض والسماوات ، ولأنك إنسان أُعطيت حرية الاختيار ،
﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾
ولأنك إنسان أُعطيت فطرة تكشف لك فطرتك ، ولأنك إنسان أُعطيت شرعاً ضابطاً لميزاني العقل والفطرة ، معك ميزانين ، لكن الميزانان قد يلعب بهما ، عندنا ميزان مضبوط جداً هو ميزان الشرع ، الحسن ما حسنه الشرع ، والقبيح ما قبحه الشرع .
فلذلك :
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
من هنا الأمانة هي نفسك التي بين جنبيك .
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
( سورة الشمس )
أفلح بالقرآن وردت أربع مرات ، نجح نجاحاً عظيماً ، قلت أفلح يعني نجح ، وتفوق وسلم ، وسعد ،
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾
يعني أكبر هدف لك أن تزكي نفسك من أمراض تعد سبب هلاك الإنسان في الآخرة ،
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾
لا يوجد عنده حقد ، لا يوجد عنده ظلم ، لا يوجد عنده أكل حقوق ، لا يوجد اعتداء على الأعراض ،
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
الذي أبقاها جاهلة ، وسمح لها أن تفعل المعاصي والآثام ، ولم يردعها
﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
أما إذا عرفها بربها ، وحملها على طاعته ، وحملها على اِتباع منهج نبيه ، فسمت نفسه على الله ،
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
الله سبحانه وتعالى أخذ من سيدنا آدم ذريته كلها في عالم الذر :
آية اليوم :
﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾
أودع الله في سيدنا آدم نفوس الخلائق كلها إلى يوم القيامة ، كل البشر أودعت نفوسهم في سيدنا آدم ، فالله عز وجل أخذ ، المأخوذ منه سيدنا آدم ، المأخوذ نفوس البشر من آدم إلى يوم القيامة ، الآن كل إنسان آخذ ومأخوذ ، في ظهره أولاده ، هو يؤخذ منه أولاده ، وأولاده يأخذون من أبيهم ، يأخذ ويؤخذ .
﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾
بادئ ذي بدء أودع الله في ظهر سيدنا آدم الخلائق
(البشرية كلها)
من آدم إلى يوم القيامة ، لكن هناك صنفان من المخلوقات سيدنا آدم أُخذ منه ، ولم يؤخذ من أحد ، وآخر إنسان قبل يوم القيامة لم يؤخذ منه بل أخذ من أبيه فقط ، هناك إنسان أخذ من أبيه ولم يؤخذ منه ، هذا آخر واحد ، أول واحد أُخذ منه ولم يؤخذ من أحد ، أما بقية البشر آخذ ومأخوذ ، يعني الملخص أن الله سبحانه وتعالى أخذ من سيدنا آدم ذريته كلها ، في عالم الذر .
تسخير ما في السماوات و ما في الأرض لمن قبل حمل الأمانة :
وقال :
﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾
يعني أودع في فطرنا الإيمان بالله ، كل واحد مودع في فطرته الإيمان بالله ، هذا الإيمان الفطري أعظم إيمان ، وعقله مبرمج على مبدأ السببية والغائية وعدم التناقض ، قوانين عقله تدعوه أن يؤمن بالله ، وقوانين فطرته تدعوه أن يؤمن بالله ، هذا الميثاق .
﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾
أخذهم دفعة واحدة
﴿ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾
أنتم قبلتم حمل الأمانة ، ولأنكم قبلتم حمل الأمانة سخر الله لهذا الإنسان :
﴿ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾
( سورة الجاثية الآية : 13 )
ولأنه قبل حمل الأمانة أعطاه عقلاً ، وفطرة ، وشهوة ، وحرية ، وشرعاً .
﴿ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾
أنتم قبلتم حمل الأمانة ، ولأنكم قبلتم حمل الأمانة سخرت لكم
﴿ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾
لكم ، ولأنكم قبلتم حمل الأمانة ، أودعت فيكم الشهوات ، ولأنكم قبلتم حمل الأمانة أعطيتكم العقل وهو أداة معرفة الله ، ولأنكم قبلتم حمل الأمانة أعطيتكم الشهوات ، أعطيتكم الاختيار ، أعطيتكم الفطرة ، أعطيتكم الشرع .
﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾
قد يقول واحد منكم : أنا لا أتذكر ، لأنك أنت مجبول على الإيمان بالله ، هذه الأمانة ، الله منحك إياها ، أنت مجبول في فطرتك على أن تؤمن بالله ، ولأن عقلك مبرمج على الإيمان بالله ، يعني العقل والفطرة هما الميثاق الذي منحك الله إياه فيما بينك وبينه .
العقل و الفطرة كافيان لمعرفة الله واتباع أوامره :
﴿ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ﴾
هذه الشهادة لئلا
﴿ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾
قال تعالى ، يوم القيامة يقول هذا الكافر :
﴿ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ *انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ﴾
( سورة الأنعام )
﴿ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾
تقليد لا يوجد ، أودع الله فيك عقلاً و فطرة كافيان لمعرفة الله ، لو كان الأب منحرفاً ، لو كان الأب كافراً .
﴿ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾
التقليد مرفوض ، الله منحك عقلاً ومنحك فطرة .
﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
هذه الآية ، مع آية :
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾
هاتان الآيتان تتكاملان ، وتتحدث الآية الأولى والثانية عن قصة الإنسان حينما خلقه الله في عالم الذر ، وعرض عليه الأمانة ، وقبل حملها ، ولذلك استحق أن يكون فوق الملائكة إذا أداها ، واستحق أن يكون دون الحيوان إذا خانها .
والحمد لله رب العالمين
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=1944&id=97&sid=101&ssid=253&sssid=254