الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه ومن والاه .
سلام الله عليكم ورحمته و بركاته .
انتصر و الحمد لله رسول الهدى في بدر و حقق أكبر نصر في التاريخ و قتل سبعين من أعداءه الذين وقفوا ضد الإسلام و أذو ا نبي الإسلام , وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل وسعوا في المكيدة , و أسر منهم سبعون أسرى و سبعون قتلى .
و أخذ القهر يعمل في قلوب الذين انهزموا من المشركين في بدر و ذهبوا إلى مكة و منهم شاب قوي شجاع مقاتل فدائي اسمه عمير بن وهب , جلس مع أحد الأغنياء في مكة الذي قتل أبوه في بدر و هو صفوان بن ميث بن خلف و صفوان كان غنيا و ثريا و وجيها
فقال عمير بن وهب : ودت لو أن أحدا يقوم بأهلي وأولادي و أذهب إلى محمد عليه الصلاة والسلام .
فما يحصل هو تدبير لقتل الرسول عليه الصلاة والسلام فقال صفوان أنا اكفيك في أهلك فدمهم دمي و أنا سأتولى أمور رعايتهم فقال عمير أكتم علي أي لا تخبر أحد حتى يرتكب أكبر جريمة في التاريخ و أكبر حدث في عمر الدنيا , وذهب عمير بن وهب مختفيا ومعه سيف مسموم يريد به أن يقتل سيد الخلق , كان يمشي في الليل وينام في النهار و أقترب من المدينة ودخل وهو متوحش ومقدم على عمل أجرامي لاغتيال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام .
فوصل إلى المسجد ورأه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عمر مهابا قويا شجاعا و إذا بعمير يريد دخول المدينة والمسجد النبوي والرسول عليه الصلاة والسلام كان مع أصحابه ليس له حراسة ولا جنود ولا عسكر ولا قوة ولا سلاح ,
أمسكه عمر وجمع بيديه وأخذ سيفه وراح يقوده إلى المسجد ويجره جرا , فقال له النبي عليه الصلاة والسلام دعه يا عمر قال يا رسول الله معه سيف وهو مشرك فقال عليه الصلاة والسلام دعه يا عمر فتركه فقال تعالى يا عمير فجلس فجلس ولم يستطع أن يسل سيفه ولم يستطع المقاومة وهو مرتعب خائف أمام الرسول عليه الصلاة والسلام ولما جلس قال ما جاء بك يا عمير قال يا رسول الله جئت أفدي الأسرة الذين عندك لأن عند الرسول سبعون من كفار قريش مأسورين ,
وهو يكذب لأنه لم يكن يفكر في الأسرى و إنما جاء يقتل النبي عليه الصلاة والسلام , فقال عليه الصلاة والسلام لا إنك قد كذبت فقال ولما , قال بل أنت جئت بهذه الرواية وهذا الزمان والمكان والرواية كذا وكذا وما كان الله ليسلطك علي قال فمن أخبرك , قال عليه الصلاة والسلام قد نبأني العليم الخبير , قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ,
فالأن دخل نور الإيمان في قلبه الأن قد عرف الطريق , فأمر النبي أن يذهب ليغتسل فاغتسل وأتى فتحول في ساعة إلى مؤمن بالله ومهاجر ومجاهد وصادق وصالح بعلامة واحدة فارقة وهي أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبره بالكلام الذي جرى بينه وبين صفوان بن أمية في تلك الساعة وتلك الجلسة و أخبره أن اللطيف الخبير جل في علاه هو الذي أخبر رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا الخبر لا يكون إلا من الله سبحانه وتعالى ,
لا يدري بشر بما دار بين صفوان و عمير ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أخبره بالتفاصيل فعلم أن هذا لا يكون إلا من نبي , فقالها قوية وقالها مزلزلة وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ,
بعدها تحول عمير بن وهب إلى رجل صالح يبني مع الأمة الإسلامية التي جاءت برسالة أبني ليأخذ دوره في الحياة ودوره في صناعة الحضارة الإسلامية وفي رفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام
وأخذ مكانه الطبيعي وصار عضوا صالحا في المجتمع المسلم , ولو بقي على ضلاله وشركه لمات وصار صفرا وبقي مع أهل اللات والعزة , لكنه ينتقل بعد هذه السفرة والرحلة التي أراد بها شيء ولكن الله كتب له بها شيء أخر فأسلم و أمن حتى صارت أجمل رحلة في حياته ,
أتى ليغتال الحق فعاد إلى صفوت الحق و أصبح من المهديين بهداية الخالق جل في علاه , فصار رضي الله عنه وأرضاه من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام الأبرار و الأخيار وبارك الله بكم جميعا .
والسلام عليكم إلى لقاء أخر .
http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=324&sec_id=4184