الحمد لله ......و الصلاة و السلام ........على رسول الله و على آله وصحبه ومن والاه , سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
ننتقل بكم الى مصر في عهد عمر بن الخطاب و واليها تلك الفترة عمرو بن العاص داهية العرب يسمى أرطبون العرب و هو يتولى مصر أميراً و ابنه محمد ابن أمير ,أمير بن أمير يقوم بمسابقة للخيالة وللخيول و للفرسان كما يفعل ابن الأمراء .
ويشارك في المسابقة رجل مسكين قبطي من أقباط مصر فتنطلق الخيول و ينطلق محمد ابن عمر و ينطلق القبطي على فرسه و فرس القبطي أجود من فرس محمد بن عمر بن العاص الأمير ابن الأمير فيسبقه القبطي على فرسه فينزل هذ ا محمد كان شاباً و يأتي الى القبطي و يضربه أمام الناس .
قال: أتسبقني و أنا الأمير ابن الأمير ( يقول أما تستحي , ليس عندك زوق تأتي أنت نكرة , بمعنى الكلام ,قبطي من الأقباط تسبقني , قبطي ليس بمسلم ) .
لكن يسكن في مصر , له حق الانسانية ,وحق المواطنة , فأتى هذا المصري يعلم القبطي أن هناك في المدينة إمام ,أن هناك فاروق ,أن هناك رجل ,هو مضرب المثل في العدل في العالم , هو " عمر بن الخطاب " ابو حفص .
فذاك قال : والله لأشكوك الى عمر ,وأخذ راحلته ,وسافر الى المدينة ,وأخبره الخبر .
كان عمر كل سنة يجمع الأمراء ,كان يحكم الدولة الاسلامية ,يأتي أمير اليمن ,أمير العراق ,أمير الشام ,أمير فلسطين ,أمير مصر ,الأمراء في أطراف الجزيرة يأتون ,ويحاضرون عند عمر ,ويسأل الرعية ,كيف هذا الأمير ,ماذا فعل ,فيحاكمه على الرعية ,هذا يؤادبه ,وهذا يعزله عزلاً ,وهذا يكرمه ,ويدعوا له ,وهكذا .....
عمر ابن الخطاب إمام العدل ,ويأتي عمر بن العاص ,وابن محمد , يحضّرون مع الامراء تحضير لمناقشة ,والمحاسبة عند الامام الاعظم عمر بن الخطاب أمير المؤمنين .
واذا بالمصري جالس ,فيقول عمر : يامحمد ,أنت سبقت المصري , القبطي .,يقول يابن الأكرمين ,فكأنه اعترف ,وشهد عليه شهود .
فقام عمر بالدرأ ,بالعصى , كان عمر عنده عصا , يقوم بها ,يؤدب بها , يعذب بها ,لا يستطيع أحد أن يقف امامه .
وقال للصحابة : والله لا يحول بيني ,وبينه احد .
فأخذ عمر هذا الأمير ابن الأمير , أمام الناس ,ليعلم من ؟ .
ليعلم رسالة الاسلام , رسالة الاسلام سواس {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }.
لالون أسود ,ولا أحمر ,ولا اصفر ,ولا شيء ,التقوى ,الايمان .
فيأتيه ,ويبطحه ,ويؤدبه ,ويقول : متى استعبدتم الناس ( وفي بعض الروايات أنه اعطا عمر بن العاص على صلعته عصا ) ,قال كأنك رضيت أو سكت .
وقال عمر :وهو يستحي من وجهه ,ويقول كلمة هي مفردة ,شاردة ,مثل .
قال :)( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احراراً) .
أصل الانسان يولد حر , ليس لأحد عليه رق ,ولا ولاية , وهو كامل الحرية , بغض البصر عن أسرته ,وعن نسبه ,وعن فصيلته , ليس عندنا ألوان في الاسلام ,لون أزرق ,دم ازرق ,دم أحمر ,كلنا دمائنا حمراء ,كلنا عبيد الله ,أفضلنا اتقانا لربنا .
فأدبه عمر ,وقال : متى استعبدتم الناس ,وقد ولدتهم امهاتهم احراراً .
خير ان شاء الله ؟ , يعني ان ولينا أباك ولاية مصر ,تستعبد العباد , تحولهم رقيق عندك , يعني لأننا كرمنا اباك ,وحملناه مسؤولية , مسؤولية العدل ,يعني تجلد الناس ,وتعذب الناس ,وتقتل الناس ,وتؤذي الناس ,لأنك امير ابن الأمير ,ثم ,ماذا , يعني خير ان شاء الله ؟
تريد ان تعطّل هذه الشريعة ,هذه الشريعة جاءت لإنقاذ الضعفاء ,هذه الشريعة رحمة , هذا السلام جاء لاسعاد البشرية , جاء لرفع الظلم عن الناس ,كما يقول أحدهم المثل الشعبي السديري :
(لعل قصر ما يجيله أظلالي///ينهد من عالي مبانيه للساس
لا صار ما هو مدهلٍ للرجالي///وملجا لمن هو يشكي الظيم والباس
بحسناك يا منشى حقوق الخيالى /// يا خالق اجناس و يامفنـى اجنـاس
فنجال يغدي ما تصور ببالى /// وروابع تضرب بها اخمـاس وأسـداس
البوم في تالي هدامه يلالي /// جزاك يـا وكـر الخنـا وكـر الادنـاس )
انما كان هناك مرجعية للأمة ينصف فيها المظلوم ,ويردع فيها الظالم ,ويقوف مع المسكين الفقير ,و يطعم فيها الجائع ,وتنتهي الفوارق الا بفارق الايمان ,والتقوى .
ويؤخذ على أيدي هؤلاء المستبدين , الظلماء , العتاه , فأين من مردود الرسالة التي لا يعمل بها في الأرض .
ان شريعة الاسلامية جاءت بالاخاء الاسلامي, جاءت للمستضعفين , جاءت للمعذبين في الأرض , جاءت للفقراء ,والمساكين , وجاءت تنصف الجميع , تعطي كل انسان منزلته ووحقه .
أما الانسان يطغى , ويستبد على عباد الله , فهذا لا يوافق عليه , ولا يسمح له أبداً , لأن للانسان كرامة , هذا حقوق الانسان في الاسلام .
نحن نقول للذين يخاطبون المسلمين بحقوق الانسلن , نحن سبقنا العالم بحقوق الانسان , نحن أتينا بقرون ,نحن اتينا بهذه الرسالة رحمة للعالمين , بل وعندنا الله يعزكم ,وأبشركم حقوق الحيوان .
نحن في الاسلام سبقناكم ,بحقوق الحيوان عندنا أفضل من حقوق الانسان عندكم , وهذا في اسلامنا ليس في واقعنا نحن كمسلمين , يعني في الكتاب ,والسنة .
ألم يخبر صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أن الله سبحانه وتعالى يعني عذب الله امرأة في هرة , لأن هذه الهرة ,القطة حبستها هذه المرأة في الدنيا ,لأنه لم تطعمها ,ولم تسقيها ,ولم تتركها تأكل من خشاش الارض .
فديننا دين رحمة ,ودين مساواة ,ودين عدل , ونكلم من هذه الجملة للناس المستبدين ,الطغاة , الظلمة ( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم احياناً ).
رضي الله عن عمر ,وجمعنا به في الفردوس الاعلى , والى اللقاء .
http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=324&sec_id=4135