الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه .
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ,اعازكم الله من الجوع ,فانه بئس الضجيع .كما يقول صلى اله عليه وسلم :" أعوذ بك من الجوع فانه بئس الضجيع".
قصة أبو هريرة و الجوع, لم يكن عندهم مخازن, ولا ثلاجات, ولا سخانات, ولا برادات, ولا زاد تطعمه.
بعثوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للعالم على شغف من العيش, على خبز الشعير, على التمر.
يقول أبو هريرة يروي ليلة من لياليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, ليلة فيها جوع, فيها مشقة.
يقول رضي الله عنه : صليت المغرب ماعلمت ما قرأ بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة ما أجد من الجوع ,يقول أحيانا اصرع من الجوع ,أصاب بالصرع يعني يغمى علي .
قال: فلما صلى صلى الله عليه وسلم المغرب, خرجت لعلي أتعرض لأحد يضيفني, يعني أريد مسرب, أريد مدخل من أجل أن يقول لي الرجل تفضل تعشى معانا.
قال :فلقيت عمر بن الخطاب فسألته عن أيات ,فأفتاني وذهب .
فلقيت أبا بكر فسألته عن أيات (قصده يعني هو أراد أن يقول له تفضل تعشى معانا ,واقصده يعني الجواب ) .
قال :فلما رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
قال : والذي بعثنه بالحق نبي عرف قبل أن أساله فتبسم .
فقال : تعال ياأبا هر ( كان يسميه أبا هر ) فأتيت معه ,ولم يستغرب أبا هريرة ,لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف المقصد ,عرف أنه جائع ,وانه يريد الضيافة .
قال:فذهبت معه في بيته, في غرفة من غرفه صلى الله عليه وسلم, غرفة من طين, إذا مددت يدك وصلت السقف.
قال :فجلست ,فسأل أحد زوجاته ,سأل خلف الستار .
قال صلى الله عليه وسلم: عندكم شيء من طعام .
قالت:لا والله يا رسول الله, والله إلا شيء من اللبن بعثه لنا جيراننا من أنصار, لم يكن عندهم لا طعام في البيت, لا لحم, ولا خبز, ولا تمر, شيء من اللبن في قدر.
قال أبو هريرة في نفسه : فقلت في نفسي لعل الرسول صلى الله عليه وسلم يعطيني من هذا اللبن ,أسد رمقي ,أشرف على الموت من الجوع .
قال :ياأبا هر .
قلت :نعم لبيك وسعديك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال: اذهب إلى المسجد, في المسجد فقراء مجموعة من الفقراء, تعال بهم نادي بهم, قول لهم عندنا لبن.
قال :فقلت في نفسي ,ياالله أنا جائع ,ومحتاج ,ومشرف على الموت ,وأنا أولى باللبن ,والآن أذهب تي بالفقراء يسببسيب وأتي بالفقراء ,من المسجد ,ويشربون اللبن معي ,وماذا يبقى لي ,لكن لابد أن أنفذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فذهبت إليهم فناديت الفقراء في المسجد ,فأتوا فملؤا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وغرفته .
قال :قم ياأبا هر ناولهم اللبن .
قال:فكنت أخذ الإناء, واغرف لهم, وأعطيهم, قال فيشرب كل واحد منهم حتى يروى, فلما انتهيت والكوب بيدي.
قلت :يا رسول الله اشرب .
قال :اشرب أنت .
قلت :يارسول الله اشرب .
قال :اشرب أنت .
قال :فشربت ثم شربت .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:زد .
قال :فشربت .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :زد .
قال :فشربت .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :زد .
قات :يارسول الله , والله لأجد له مسلكا ,امتلئ بطنه لبن .
وكان قليل اللبن, لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم دع فيه بالبركة.
قال:ثم أخذ صلى الله عليه وسلم, الإناء فسم وشرب صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا عظيم خلقه صلى الله عليه وسلم, وعظيم بره بالأمة.
يعني هذا الفضل الكبير ,وهذا السخاء الذي مايشبه مثله ,فرسول الله صلى الله عليه وسلم جائع ,وضيفه جائع ,وليس عندهم إلا اللبن ,وهو بحاجة إلى هذا اللبن ,ومع ذلك يتذكر الفقراء في المسجد ,فيناديهم في بيته ولم يرسل لهم اللبن ,ويشرب في أخرهم صلى الله عليه وسلم ,ويدعوا بالبركة ,ويكفيهم اللبن جميعا .
ولذلك ترى الأثر عندنا قليل الآن ,يعني مثلا أن نؤثر غيرنا قليل في العالم أصبح عندنا في المجتمع المسلم أنانية .
بالله عليكم أليس من الأنانية أن عندنا الآن أناس يملكون قصورا ,ودور, وفلل ,وبجانبهم أناس فقراء في بيوت الصفيح والخيم ,وفي العشش.
عندنا الأن أناس يصابون بالتخمة ,يصابون بأمراض لكثرة الأغذية التي يتناولونها من السكريات ,والحلويات ,ونحوها .....
وفي فقراء في المجتمع نفسه لا يجدون خبز الشعير.
عندنا أناس عندهم ناطحات السحاب ,من الثراء الفاحش ,والسيارات الفارهة ,والموائد الشهية والبهية من كل مالذ وطاب ,وأناس يعجز الواحد منهم أن يجد لحما في الشهر ولو مرة .
فأين خلق النبي عليه الصلاة والسلام ,بأخي حاتم الطائي في الجاهلية نظم قصيدة في هذه النفس الكبيرة التي معه يقول لي لزوجته انتبهي اسمها مأوية بنت عبد الله ( إذا ماصنعت الزاد فالتمسي له أكيلا فاني لست أكله وحدي ) .
يقول أرجوك إذا أتيت بالطعام ,فاني لا أكل وحدي لابد أن تأتي بواحد من الجيران ,أو واحد مسكين ,أو واحد فقير ,لله هذه النفس الكبيرة .
حتى تقول سفانة عندما أتت عند الرسول صلى الله عليه وسلم :(يا رسول الله إن أبي كان يطعم الجائع ,ويكرم الضيف ,ويحمل الكل ,ويعين على الناس بالحق ).
قال صلى الله عليه وسلم:لو كان أباك مسلما لترحمنا عليه, خلوا عنها فان أباها كان يحب مكارم الأخلاق.
هذه مكارم الأخلاق الكبيرة التي نفتقده الأن في مجتمعنا.
الأصل في المجتمع المسلم, أنه مجتمع تراحم ,مجتمع تضافر ,مجتمع تضامن ,مجتمع ألفة .
ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم : "لايؤمن من بات شبعان وجاره جائع " .
هل تذكرت أنت الغني وعندك الخير ,وقد بسطت الصفرة ,أنت وأطفالك على مالذ وطاب من اللحوم ,ومن الفواكه ,ومن الخطر وات ,ومن المرطبات ,ومن الحلويات ,ومن الحواضر ,ومن الحلو ,ومن الحار ,ومن البارد .
هل تذكرت أنه في أسر ليجدون الخبز, يعني الخبز الجاف, هل تذكرت إخوانك في غزة, في العراق, أو في أفغانستان, أو في الصومال, أو في البوادي, أو في القرى النائية الذين يفترسون الغبراء ويلتحفون السماء.
كيف يعني يسعى الإنسان فقط في تسمين هذا الجسم الذي سوف ينتهي به إلى الدود ,ياخي الذي تأكله سوف يذهب لكن الذي تتصدق يبقى .
الله وحده سبحانه أن يهدينا وان يعيدنا إلى إن نكون مجتمع تراحم ,وتعارف ,وتآخي .
وصلى الله على محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليما.
http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=324&sec_id=4103