الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله و صحبه ومن والاه .
أيها الأخوة المشاهدون سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته .
نحييكم مع هذه الحلقات و هذا البرنامج , أولئك آبائي .
أولئك آبائي في الشريعة و المجد و الإيمان .
أولئك آبائي في الإسلام و الديانه و الهداية .
أولئك آبائي في المجد و الهمم و الشرف و الكرم .
إنه على رأس هذه القائمة من الآباء , أبونا الروحاني الرباني الشرعي , محمد ابن عبد الله صلى الله عليه و سلم , ليس هو صلى الله عليه و سلم والدنا من النسب , بل ذكر الحافظ ابن تيمية أن أبية ابن كعب قرأ في قوله سبحانه وتعالى : و أزواجهم و أمهاتهم في الأحزاب , قال وهو أب لهم .
فابن تيمية يقول : إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أب لنا , في الشريعة والهداية , ليس في النسب , فليس صلى الله عليه وسلم أب من رجال المؤمنين عليه الصلاة و السلام .
لكنه بمبعثه و هدايته صار هو الأب الروحاني لنا , أما أبونا الجسماني هو الذي ولدنا من صلبه .
و آباؤنا , هم أولئك الصحابة الأجلاء والتابعون الكرماء و علماء الإسلام والفاتحون و المصلحون .
آباؤنا , في الفتوح و الإصلاح و الحق والعدل .
أبو بكر و عمر و عثمان و علي و أمثالهم .
آباؤنا , خالد ابن الوليد و سعد بن أبي وقاص و أبو عبيد عامر بن الجراح ومن سار على منهجهم , في تفسيخ هذا الدين العظيم .
وفي نصرة الحق المبين .
آباؤنا , الذين نتشرف بهم أهل العلم الذين نشروا معالم الشريعة وشرحوا معاني الحديث و نصروا السنة وقاوموا البدعة .
أبو حنيفة مالك الشافعي أحمد .
ابن تيمية وابن القيم وأمثالهم من الأخيار الأبرار على مدا التاريخ .
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا مجارير المجامع .
من مثلنا تاريخاُ , من مثلنا شرفاً بالآباء .
نحن لا نتشرف بعنصر القبيلة لأنها قبيلة .
أو بالآباء من أجل ألوانهم أو من أجل ذواتهم .
لكننا نحن نعوذ بالشرف الوحيد شرف الإسلام .
بطاقتنا الشخصية : لا إلاه إلا الله محمد رسول الله .
فمن نصرها و أحبها و خدمها , فهو من آبائنا الكبار .
و آبائنا هؤلاء العظماء هم الذين أثروا التاريخ , و أسسوا أعظم حضارة , و أكبر رسالة عرفها التاريخ .
فنحن نتشرف في أن نتحدث عنهم بهذا البرنامج الذي لأول وهلة آتي به بهذا السياق , بهذا المجرا من الحديث , صحيح أن بعض قصصه قد تناولناها بعض جزئياته في بعض الدروس أو الحلقات لكن أن نأتي بهذا السياق في قصص قصير و نرطه بواقع الناس , إن أول وهلة نتحدث عن الآباء بهذه الكيفية و بهذه الطرية راجين من الله أن يأجرنا , راجين من الله أن يثيبنا و أخوى المشاهدين , لماذا .
لأننا أحببنا آباءنا الشرعيين آباء الهداية , آباء النور , آباء الفلاح .
ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم المرء يحشر مع من أحب لأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يخطب الناس على المنبر .
فقام رجل فقال متى الساعة , فمضى الرسول صلى الله عليه و سلم في حديثه و انطلق في كلامه , لم يلاتفت إلى الرجل لأن حقوق المشاهدين الحضور أعظم من حق هذا الرجل الواحد .
فلما انتها قال أين أُراه السائل عن الساعة أين هو قال أنا يا رسول الله .
قال ما اعدت لها .
قال ما أعدت لها كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة , ولكني أحب الله ورسوله .
قال المرء يحشر مع من أحب .
اسأل قلبك الذي بين جنبيك , من أحب الناس إليك .
إن كان من البشر بعد محمد بن عبد الله صلى اله عليه و سلم ثم أصحابه ثم التابعون , ومن تبعهم بإحسان , فقل أبشر , ثم أبشر هنياً لك , طوبى لك , قرة عين لك .
لك أيها المسلم , لك أيتها المسلمة لقد أخترتم الآباء الشرعيين آباء الهداية , آباء الحق , آباء النو الذين نتحدث عنهم .
إن سيرتهم هي أعظم ما نقدمه من تحف للعالم إذا سألنا العالم عن مجتمع أو رعيل أو صفّة أو واقع عشناه في أحسن فترات تاريخنا , و في أعظم مراحل أيامنا , قلنا الصحابة , أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
إذا سأل العالم من أعدل الناس ومن أوفى الناس ومن أكرم الناس , قلنا أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم .
لأنهم كما قال أبن مسعود أبر الأمة قلوبا , و أقلها تكلفا , وأعمقها إيمانا .
فاغلمنهج السديد عند الصحابة , والرحمة و التآلف عند الصحابة , و الجهاد و الفدا و التضحية عند الًصحابة , و البر و الصلة و الثواب عند الصحابة , و الكرم و العطاء والسخاء عند الصحابة , والهمم و الشمم و الكرم عند الصحابة .
فالله قد اختارهم كما اختار رسول الله صلى الله عليه و سلم للرسالة اختارهم لصحبة النبي صلى الله عليه و سلم فصدقوا ما عاهدا الله عليه , ووفوا , و بذلوا , و ضحوا .
أولئك آبائي.
العالم إذا سألنا عن رموز و عن نجوم قدمنا لهم .
بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم .
وقدمنا التابعين , بعد أبي بكر و عمر .
الحسن البصري , سعيد بن المسيب , مالك , ابن تيمية , و أمثالهم من الكبار الذين عرفهم التاريخ .
ثم لا نلتفت اللون للآباء نقدم بلال بسواده لأنه عظيم عند الله .
كما قال عمر رضي الله عنه , أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا يقصد بلال .
عمر الفاروق يقول هذا الكلام للأمة أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا .
فبلال هو سيد لنا سيد للأمة الإسلامية بلونه و بشرته لأنه يحمل الإيمان و اليقين .
هؤلاء الآباء نترضى عليهم كل وقت وآن .
نقرأ سيرهم عسانا , نزداد حباً لهم , و نحشر معهم بإذن الله .
و إلى لقاء , بارك الله فيكم مع دروس متتابعة من هذا الفيض الغمر من أولئك آبائي .
http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=324&sec_id=4083