الحقوق محفوظة لأصحابها

عائض القرني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله و صحبه ومن والاه .

أيها الأخوة المشاهدون سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته .

نحييكم مع هذه الحلقات و هذا البرنامج , أولئك آبائي .

أولئك آبائي في الشريعة و المجد و الإيمان .

أولئك آبائي في الإسلام و الديانه و الهداية .

أولئك آبائي في المجد و الهمم و الشرف و الكرم .

إنه على رأس هذه القائمة من الآباء , أبونا الروحاني الرباني الشرعي , محمد ابن عبد الله صلى الله عليه و سلم , ليس هو صلى الله عليه و سلم والدنا من النسب , بل ذكر الحافظ ابن تيمية أن أبية ابن كعب قرأ في قوله سبحانه وتعالى : و أزواجهم و أمهاتهم في الأحزاب , قال وهو أب لهم .

فابن تيمية يقول : إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أب لنا , في الشريعة والهداية , ليس في النسب , فليس صلى الله عليه وسلم أب من رجال المؤمنين عليه الصلاة و السلام .

لكنه بمبعثه و هدايته صار هو الأب الروحاني لنا , أما أبونا الجسماني هو الذي ولدنا من صلبه .

و آباؤنا , هم أولئك الصحابة الأجلاء والتابعون الكرماء و علماء الإسلام والفاتحون و المصلحون .

آباؤنا , في الفتوح و الإصلاح و الحق والعدل .

أبو بكر و عمر و عثمان و علي و أمثالهم .

آباؤنا , خالد ابن الوليد و سعد بن أبي وقاص و أبو عبيد عامر بن الجراح ومن سار على منهجهم , في تفسيخ هذا الدين العظيم .

وفي نصرة الحق المبين .

آباؤنا , الذين نتشرف بهم أهل العلم الذين نشروا معالم الشريعة وشرحوا معاني الحديث و نصروا السنة وقاوموا البدعة .

أبو حنيفة مالك الشافعي أحمد .

ابن تيمية وابن القيم وأمثالهم من الأخيار الأبرار على مدا التاريخ .

أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا مجارير المجامع .

من مثلنا تاريخاُ , من مثلنا شرفاً بالآباء .

نحن لا نتشرف بعنصر القبيلة لأنها قبيلة .

أو بالآباء من أجل ألوانهم أو من أجل ذواتهم .

لكننا نحن نعوذ بالشرف الوحيد شرف الإسلام .

بطاقتنا الشخصية : لا إلاه إلا الله محمد رسول الله .

فمن نصرها و أحبها و خدمها , فهو من آبائنا الكبار .

و آبائنا هؤلاء العظماء هم الذين أثروا التاريخ , و أسسوا أعظم حضارة , و أكبر رسالة عرفها التاريخ .

فنحن نتشرف في أن نتحدث عنهم بهذا البرنامج الذي لأول وهلة آتي به بهذا السياق , بهذا المجرا من الحديث , صحيح أن بعض قصصه قد تناولناها بعض جزئياته في بعض الدروس أو الحلقات لكن أن نأتي بهذا السياق في قصص قصير و نرطه بواقع الناس , إن أول وهلة نتحدث عن الآباء بهذه الكيفية و بهذه الطرية راجين من الله أن يأجرنا , راجين من الله أن يثيبنا و أخوى المشاهدين , لماذا .

لأننا أحببنا آباءنا الشرعيين آباء الهداية , آباء النور , آباء الفلاح .

ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم المرء يحشر مع من أحب لأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يخطب الناس على المنبر .

فقام رجل فقال متى الساعة , فمضى الرسول صلى الله عليه و سلم في حديثه و انطلق في كلامه , لم يلاتفت إلى الرجل لأن حقوق المشاهدين الحضور أعظم من حق هذا الرجل الواحد .

فلما انتها قال أين أُراه السائل عن الساعة أين هو قال أنا يا رسول الله .

قال ما اعدت لها .

قال ما أعدت لها كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة , ولكني أحب الله ورسوله .

قال المرء يحشر مع من أحب .

اسأل قلبك الذي بين جنبيك , من أحب الناس إليك .

إن كان من البشر بعد محمد بن عبد الله صلى اله عليه و سلم ثم أصحابه ثم التابعون , ومن تبعهم بإحسان , فقل أبشر , ثم أبشر هنياً لك , طوبى لك , قرة عين لك .

لك أيها المسلم , لك أيتها المسلمة لقد أخترتم الآباء الشرعيين آباء الهداية , آباء الحق , آباء النو الذين نتحدث عنهم .

إن سيرتهم هي أعظم ما نقدمه من تحف للعالم إذا سألنا العالم عن مجتمع أو رعيل أو صفّة أو واقع عشناه في أحسن فترات تاريخنا , و في أعظم مراحل أيامنا , قلنا الصحابة , أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

إذا سأل العالم من أعدل الناس ومن أوفى الناس ومن أكرم الناس , قلنا أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم .

لأنهم كما قال أبن مسعود أبر الأمة قلوبا , و أقلها تكلفا , وأعمقها إيمانا .

فاغلمنهج السديد عند الصحابة , والرحمة و التآلف عند الصحابة , و الجهاد و الفدا و التضحية عند الًصحابة , و البر و الصلة و الثواب عند الصحابة , و الكرم و العطاء والسخاء عند الصحابة , والهمم و الشمم و الكرم عند الصحابة .

فالله قد اختارهم كما اختار رسول الله صلى الله عليه و سلم للرسالة اختارهم لصحبة النبي صلى الله عليه و سلم فصدقوا ما عاهدا الله عليه , ووفوا , و بذلوا , و ضحوا .

أولئك آبائي.

العالم إذا سألنا عن رموز و عن نجوم قدمنا لهم .

بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم .

وقدمنا التابعين , بعد أبي بكر و عمر .

الحسن البصري , سعيد بن المسيب , مالك , ابن تيمية , و أمثالهم من الكبار الذين عرفهم التاريخ .

ثم لا نلتفت اللون للآباء نقدم بلال بسواده لأنه عظيم عند الله .

كما قال عمر رضي الله عنه , أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا يقصد بلال .

عمر الفاروق يقول هذا الكلام للأمة أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا .

فبلال هو سيد لنا سيد للأمة الإسلامية بلونه و بشرته لأنه يحمل الإيمان و اليقين .

هؤلاء الآباء نترضى عليهم كل وقت وآن .

نقرأ سيرهم عسانا , نزداد حباً لهم , و نحشر معهم بإذن الله .

و إلى لقاء , بارك الله فيكم مع دروس متتابعة من هذا الفيض الغمر من أولئك آبائي .

http://www.alresalah.net/#textsdetail.jsp?pid=324&sec_id=4083