تثير الحلقة الثالثة والعشرين من صناعة العلماء ظاهرة منتشرة بين العلماء، و هي زواج العلماء في الخارج، حيث يوضح لنا أصحاب الفضيلة الدكتور راغب السرجاني والدكتور صلاح سلطان ضوابط هذا الزواج في الفقه الإسلامي، مع بيان أهمية الزواج في حياة الإنسان، وضرورة مساعدة النابغين من طلاب العلم على الزواج المبكر .
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا و حبيبنا رسول الله اللهم صلي و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه و من والاه .
ثم أما بعد :
فالحديث ذو شجون نحن نتحدث عن صناعة العلماء فدخلنا في قضية زواج هؤلاء العلماء الّذين يذهبون للدراسة في الغرب من غير المسلمات و هذه لا يمكن أن نقول أنها حالات لكنها فعﻻً ظاهرة و أكثر من 95% من الّّذين يتزوجون بزيجات من غير بلادهم لا يعودون أبداً إلى بلادهم و إن عادوا فهي زيارات خفيفة و لطيفة متباعدة لا يوجد فيها هذا التواصل بين اﻷرحام و لا يوجد فيها أبداً هذ الشعور بالولاء إلى هذا البلد يتحول ولاؤه إلى البلد اﻵخر الّذي عاش فيه و يصبح ولاء اﻷولاد للبلد الجديد و لا علاقة لهم بالبلد اﻷصلي نحن لما طرحن القضية في المجلس اﻷوربي لﻹفتاء و البحوث فكانت الفتوى كالتالي :
1- لا بد من التأكد أنها كتابية و لا تحمل فقط اسم الكتابية و هي لا تؤمن بدين و هو أمر كثير جداً نحن قابلنا هؤلاء قالوا أبي و أمي مسيحيين و أمي و أبي يهوديين و نحن لا نذهب إلى الكنيسة و لا وقت لدينا لمثل هذا و لا نؤمن بدين و لا نؤمن بإله هؤلاء ليسوا عدداً قليﻻً فلا بد من التأكد بداية أنها ليس شيوعية أو ملحدة أنها بالفعل كتابية اﻷمر .
2- الثاني قلنا لا يجوز ان يتزوج هذه المرأة إلا إذا كانت محصنة ﻷن ، اﻹحصان معناه انها عفيفة ، الله سبحانه و تعالى ذكر اﻹحصان قبل اﻹيمان :
(( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))
( المائدة / 5 )
فذكر اﻹحصان قبل اﻹيمان و ذكر اﻹحصان قبل أن تكون من أهل الكتاب فلو أن امرأة من أهل اﻹسﻻم و هي غير محصنة :
(( عن ابن عباس أن رجلا قال يا رسول الله إن تحتي امرأة جميلة لا ترد يد لامس ! قال طلقها قال إني لا أصبر عنها قال فأمسكها ))
الراوي: عبدالله بن عبيدالله بن عمير المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم: 11/280
خلاصة حكم المحدث: في غاية الصحة
. . . هذه لا يمكن أن تكون حتى لو كانت تحمل اسم اﻹسلام
(( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))
( المائدة / 5 )
فقدّم الله اﻹحصان قبل الديانة
قلنا أنه لا بد الا يكون هناك ضرر على الزوج في القوامة و نحن نلحظ قضية 50% في القرارات و المصاريف و كل شيء أحالت كثيراً من الرجال إلى أنصاف الرجال . . . و هذا أحسنهم طريقة إلا من رحم الله هذه طبعاً هناك حالات استثنائية و لا تزال تسير بشكل جيد ، تؤثر على اﻷولاد و على صلة اﻷرحام ذكرنا عدداً من المؤثرات ثم أيضاً الزوج و اﻷولاد و العائلة الكبيرة هنا و هناك ثم ذكرنا أمراً آخر و هو قضية ان هذا الزوج قد يكون فيه فتنة للمؤمنات و هنّ كثير نحن لدينا حالات عنوسة بالجملة كبيرة جداً و سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى حذيفة بن اليمان تزوج امرأة كتابية أرسل له و قال عزمت عليك إذا جاءك كتابي هذا غلا طلقتها تكون فتنة لسائر المؤمنين خرج مجاهداً فعاد لها " بنتيجة "الجهاد هذه الزوجة أوربية صفراء و شقراء . . . فتفتن المرأة .
ثانياً أنت تترك ملايين النساء مصر فيها 5 مليون امرأة لم تتزوج و تجاوزت 25 سنة ، المغرب فيها نسبة عنوسة عالية جداً دول الخليج مليئة بنسبة تزيد عن 40 % في المائة لذلك نحن لا يمكن أن يكون جائزاً أن تذهب تتزوج من هؤلاء ، الحقيقة نوصي اﻵباء و اﻷمهات أن أبناءكم النبغاء زوجوهم مبكراً .
هناك فكرة تقول بأن الزواج المبكر لطلاب العلم الذين يقولون أن الزواج مشغلة فﻷجهز شقة و , . . . لا بد أن أعمل لذلك أقوال أؤجل الزوج إلى أن أنهي شهادة الدكتوراه
د. راغب: هذا الكلام ليس منطقياً فيقول أؤجل اﻷمر ، ليس ظاهرة عامة لكنها حالات
د. صلاح : بعض الشباب يقول أنهي دراساتي كلها
د. راغب: أعتقد هذا لنقص المادة فلو وفر و نريد العالم أن يستقر و العالم ليستقر لا بد له كما ذكرنا أن يكون له دخل من المال ميسور و في نفس الوقت أن يكون عقله مستريح من قضايا المعاش المختلفة و من أهمها قضايا الزوج و الزواج فطرة فاﻹنسان مجرد أن يبلغ و يريد أن يتزوج فإن قال سأؤجل . . . فهذه لظروف معينة لكن إن تيسر له هذا الزواج دون أن يعيق مسيرته ، ﻷنه إنه إن كان لديه أعباء مادية فإن لم توجد لا عائق .
فأنا أهيب بالمؤسسات التي نطمح ﻹنشائها و التي ترعى العلماء ، ما شاء الله البلاد اﻹسلامية لا تقل في المال و الثروة و لا تقل في أهل الخير أن توضع هذه في مجال اﻹنفاق في سبيل الله اﻹنفاق في أعمال الخير حتى من الممكن ان تكون من أبواب الزكاة و سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله لما فضل المال في بيت المال من أموال الزكاة من أموال زكاة المسلمين و لم يجد الفقراء زوج العزّاب في الدولة اﻹسلامية هذا مطلب من مطالب الدولة اﻹسلامية أن تعف هؤلاء الشباب فإن وجدت مثل هذه الحالات ، لكن يجب أن يكون اﻹنفاق على العالم و كفالة هذا العالم تكون بإعطائه الرواتب التي تكفل حياته و المنح الدراسية التي تكفل له مستوى علمي راقي توفير المصادر العلمية و في نفس الوقت تزويج العالم بذلك نستثمر هذه اﻷموال فهي لا تضيع على البلد أو اﻷمة أو المسلمين أنا لما أستثمر أموالي في صناعة عالم فهو عالم سيقود اﻷمة و يغير من حركة التاريخ كلها .
د. صلاح : أنا في قلبي أسى من هؤلاء الّذين يستجيبون بأسرع ما يمكن اﻹنفاق في المال في إطفاء الحرائق لكنهم لا يستثمرون أموالهم و يستجيببون لﻹنفاق في الرؤية المستقبلية و الوقاية من الحرائق في دم ينزف في حرائق ادفع تجد الكل يدفع بحماس و بحمية إنما نريد أن نبني بعد عشرين عاماً عدداً من العلماء من نوابغ المتميزين ليعودوا لعمل المصانع و يعيدوا بنية البلد بشكل متميز هذه قصة ﻻ تشغل الكثير .
د. راغب: قصة الرسول عليه الصلاة و السلام و هو قدوة عليه الصلاة و السلام معجزة حقيقة لا قضية من القضايا التي طرحناها إلا و له رأي و إسهام فيها مباشر يحل القضية من أولها و هذا ﻷنه :
(( إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ))
(النجم / 4 )
الرسول صلى الله عليه و سلم رأى أن ربيع بن كعب اﻷسلمي من أهل الصفة فقير معدم و ما تجاوز بعد عمره 16 أو 17 سنة رأى منه الخير و لم يجد منه التعب و رأى منه التجرد للدين و العلم و لخدمة الحبيب صلى الله عليه و سلم لكن رسول الله عليه الصلاة و السلام يقول له :
عن ربيعة الأسلمي رضي الله عنه قال :
كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (( يا ربيعة ألا تزوج ))
قال قلت : والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة وما أحب ان يشغلنى عنك شيء .
فأعرض عنى فخدمته ما خدمته ثم قال لي : الثانية (( يا ربيعة ألا تزوج ))
فقلت :ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء
فأعرض عني ، ثم رجعت إلى نفسي فقلت والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما يصلحنى في الدنيا والآخرة أعلم منى والله لئن قال تزوج لأقولن نعم يا رسول الله مرني بما شئت
قال فقال : (( يا ربيعة ألا تزوج ))
فقلت : بلى مرني بما شئت
قال (( انطلق إلى آل فلان حي من الأنصار )) وكان فيهم تراخ عن النبي صلى الله عليه وسلم (( فقل لهم إن رسول الله أرسلني إليكم يأمركم ان تزوجوني فلانة )) لامرأة منهم
فذهبت فقلت لهم ان رسول الله أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة
فقالوا مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله والله لا يرجع رسول رسول الله إلا بحاجته فزوجوني وألطفوني وما سألوني البينة
فرجعت إلى رسول الله حزينا
فقال : لي (( مالك يا ربيعة ))
فقلت : يا رسول الله أتيت قوما كراما فزوجوني وأكرموني وألطفوني وما سألوني بينة وليس عندي صداق
فقال رسول الله (( يا بريدة الأسلمي اجمعوا له وزن نواه من ذهب ))
قال فجمعوا لي وزن نواة من ذهب فأخذت ما جمعوا لي فأتيت به النبي فقال (( اذهب بهذا إليهم فقل هذا صداقها ))
فأتيتهم فقلت : هذا صداقها فرضوه وقبلوه
وقالوا كثير طيب
قال ثم رجعت إلى النبي حزينا فقال : (( يا ربيعة مالك حزين ))
فقلت : يا رسول الله ما رأيت قوما أكرم منهم رضوا بما أتيتهم وأحسنوا وقالوا كثيرا طيبا وليس عندي ما أولم
قال : (( يا بريدة اجمعوا له شاة ))
قال فجمعوا لي كبشا عظيما سمينا
فقال لي رسول الله : (( اذهب إلى عائشة فقل لها فلتبعث بالمكتل الذي فيه الطعام ))
قال فأتيتها فقلت لها ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت : هذا المكتل فيه تسع أصع شعير لا والله ان أصبح لنا طعام غيره خذه
فآخذته فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما قالت عائشة
فقال : (( اذهب بهذا إليهم فقل ليصبح هذا عندكم خبزا ))
فذهبت إليهم وذهبت بالكبش ومعي أناس من أسلم فقال ليصبح هذا عندكم خبزا وهذا طبيخا فقالوا أما الخبز فسنكفيكموه وأما الكبش فاكفونا أنتم فأخذنا الكبش أنا وأناس من أسلم فذبحناه وسلخناه وطبخناه فأصبح عندنا خبز ولحم فأولمت ودعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رواه أحمد والطبراني وفيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن وبقية رجال أحمد رجال الصحيح
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد- لعلي بن أبي بكر الهيثمي : 7334
شيء مبهر و الله هذه منظومة نريد أن نكررها منظومة عملية جداً و واضحة
د. صلاح : هذا يقابله :
عن عكاف بن وداعة الهلالي أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عكاف ألك امرأة؟ قال: لا قال فجارية؟ قال: لا قال: وأنت صحيح موسر؟ قال: نعم قال: فأنت إذا من إخوان الشياطين إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم وإن كنت منا فإن من سنتنا النكاح يا ابن وداعة إن شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم يا ابن وداعة إن المتزوجين المبرءون من الخنا أبالشيطان تمرسون والذي نفسي بيده ما للشيطان من سلاح أبلغ وقال بعضهم: أنفذ في الصالحين من الرجال والنساء من ترك النكاح يا ابن وداعة إنهن صواحب أيوب وداود ويوسف وكرسف قال: بأبي وأمي يا رسول الله وما كرسف؟ قال: رجل عبد الله على ساحل البحرخمسمائة عام وقال بعضهم: ثلاثمائة عام يقوم الليل ويصوم النهار فمرت به امرأة فأعجبته فتنها وترك عبادة ربه وكفر بالله وتدارك الله عز وجل بما سلف فتاب عليه قال: بأبي وأمي يا رسول الله زوجني قال: زوجتك باسم الله والبركة زينب بنت كلثوم الحميرية
الراوي: عكاف بن وداعة الهلالي المحدث: العقيلي - المصدر: الضعفاء الكبير - الصفحة أو الرقم: 3/356
خلاصة حكم المحدث: [فيه] عطية بن بسر لا يتابع عليه قال البخاري لم يقم حديثه
كان عليه الصلاة و السلام كان مشغوﻻً بهذه القضية بعض اﻵباء و اﻷمهات يغفلون عن هذه القضية و يعتقدون أن البنت لا بد أن تنهي الدراسة الكثير من هذه الحالات ﻷنه سيأخذها و لن تكمل دراستها :
(( - إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه ؛ فأنكحوه ؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض ، وفساد كبير ، قالوا يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟ ! قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه – ثلاث مرات ))
الراوي: أبو حاتم المزني المحدث: الألباني - المصدر: التعليقات الرضية - الصفحة أو الرقم: 143/2
خلاصة حكم المحدث: حسن
ﻻ بد أن ننبه اﻵباء و اﻷمهات الّّذين يعيشون الفساد و هم جزء منه ، هذا الفساد الحقيقي
الحقيقة انا لابدّ أن أقول تجربة متواضعة بالنسبة لي أن أولادي بمجرد أن يصلوا إلى سنّ البلوغ بعضهم أول في اﻷول ثانوي أقول له إذا لم تستطع و إذا أردت أن تتزوج و اشتدت الفتن حولك لا تنظر إلى الحرام نظرة أنا أفتح لك باب الزواج أبيع ملابسي و أزوجك و لا أتنظر إلى الحرام نظرة واحدة و أنا متأكد أنك تستطيع أن تدرس و أنت تتزوج و أنا أصرف عليك أو تعمل مساءاً لكن لا تفكر لحظة في الحرام أو أنّ ظروف أهلي سيمنعوني فأجرب الحرام إلى أن تنتهي الظروف فيبتعد عن الدراسة و اﻹيمان
((. . . وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ))
البقرة/282
فأضيع ابني إيمانياً و من كل النواحي و لم أعطه الفرصة و جاء ابني فعﻻً من السنة اﻷولى في الكلية قال أريد أن أتزوج صحيح أن اﻷمور لم تتم لكن لا أجد في ذلك حرجاً بل أستحثّ كل أب و أم أن أبناءهم النوابغ أن يفهمه ان الاستقرار بذلك . . .
د. راغب: من الممكن أن يبذل جهوده كي يتزوج
د. صلاح :
و تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالرجال فلاح
فنقول أنك إن شعرت أن ابنك فعﻻً ممكن أن يكون شيئاً كبيراً لﻷمة زوجه مبكراً و لما تزوجه مبكراً من مسلمة فهل تأمن لو خرج إلى الخارج فعﻻً هذه مربط الفرس كما يقولون . . . فعﻻً الشخص يرتبط ببلد أهله و لو كانت من بلاد عربية هي من بلد عربية و هو من مصر و الجزائر من الخليج و ليببيا أو غيرها المسائل تمشي إذاً يكون هناك ضمان بنسبة عالية أن يرجع الحقيقة أن هذا الملف . . .
د. راغب: أنا أقول لو انه لدي عالم يريد الزواج و توجد مؤسسة سواء اﻷب أو اﻷم أو الاقتصاديين أو أي من يكفل هذا الموضوع أو هو يبحث عن زوجة فليحرص هذا العالم على الزواج ممن تعينه على أمر علمه هذا و على أمر إكمال المسيرة ﻷنه لديه مهمة نبيلة للغاية مهمة إصلاح الجيل و مهمة حركة أمة و مهمة نصر الدّين .
فلا بدّ أن يكون على هذا المستوى و حياته في بيته تساعده من هذا المنطلق
أذكر سعيد بن المسيب رحمه الله شيخ التابعين و كبيرهم رحمه الله و هو عُرض على ابنته الزواج من ابن عبد الملك بن مروان الوليد بن عبد الملك و كان عبد الملك بن مروان خليفة المسلمين حينها و ابنه كان أمير المؤمنين بعد فترة من الزمن ﻷنه ولي العهد .
و سعيد بن المسيب وجد أن الحياة العلمية لابنته و كانت ابنته من علماء أو عالمات المسلمين وجد أنها لن تكون في هذه الصورة و تعيش في الدنيا و ما إلى ذلك هو كان لا يريد لها هذا اﻷمر مع أنه كان يقدر عبد الملك بن مروان و كان من التابعين و من الفقهاء و فقهاء المدينة اﻷربعة معروف لكنه يريد لابنته حياة علمية معينة
انتقى من تلامذته و طلابه طالباً فقيراً معدما و قال له تعال ﻷزوجك . . . فزوّجه و انظر إلى من يعرض أب العروسة دون حرج هو من يعرض ﻷنه رأى المناسب فيعرض عليه لا حرج بالعكس فذهب و كمله بالفعل و الرجل سعيد بن المسيب ما شاء الله كان غنياً و الشاب فقير معدم و هذا سيد المدينة و الشاب طالب علم لديه لا مقارنة فقال له تعال أنت مناسب فزوجه ابنته و حتى لم ير الفتاة قبل أن يتزوج . . . فوجدها ماشاء الله من أجمل النساء .
و أول يوم بعد الزواج و هو طبعاً عالم و طالب علم ففي ثاني يوم ذهب إلى مجلس العلم لسعيد بن المسيب فقالت له إلى أين فقال ﻷتعلم فقالت له اجلس أعلمك علم سعيد فأخذت تعلمه كانت فقيهة رحمها الله فالحركة العلمية استمرت و اﻷولاد نشؤوا في هذه البيئة
د. صلاح : و كان يقول أهي أعلم أم أبوها .
د. صلاح : طرفة نحب أن نذكرها أحدهم كان في أمريكا و عاد بعد 10 سنوات كاملة لم يعد فيها و أبوه رجل فلاح بسيط
و هم يأكلون على اﻷرض يقول يا بني لك 10 سنوات قال له يا أبي كنت أنهي الدكتوراه
قال له يابني أنا لو مرضت اتعالجني و لو وقعت أمك أتعالجها
قال له انا لم آخذ دكتوراه في الطب بل في الفلسفة
قال له يابني لا دكتوراه إﻻ في الطب
قال له لا هذه دكتوراه في الفلسسفة
قال ما معنى الفلسفة كانوا يأكلون الرز و الدجاج
قال له نحن أمانا ماذا
قال له أرز و دجاج
قال له أنا في الدكتوراه التي نلتها في الفلسفة في أمريكا أستطيع أثبت لك أن ما أمامنا ليس دجاجة واحدة بل اثنتين
قال له 10 سنوات و أنت في الخارج و تأتي لتثبت لي أن هذه الدجاجة الواحدة اثنتين
قال له نعم
قال إذاً فسنأكل أنا و أمك و أخوتك الدجاجة اﻷولى و أنت كل دجاجة الفلسفة التي أتيت بها
قضية السفر للخارج ليست كلها خيراً نفسي أن يكون اﻷخ مراقباً قلبه و رأيت فعﻻً أن دراسة الماجستير و الدكتوراه في الخارج ستفتنك لا تستطيع أن تحتمل الفتنة فتنة المجتمع هو ضاغط يا أخي ارجع حتى لو عدت نصف عالم و تحافظ على قلبك
(( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ))
( البقرة / 191 )
أفضل من أن تكون عالماً بالاسم لكنك مفتون بالنساء و بالخمر و الفساد الموجود و السهرات .
د. راغب: و الناس من طلبةا لعلم ليزوجوا ليأخذ الجنسية اﻷمريكية و هو يعيش في هذا الوهم أنه يريد التعلم و كذا ﻷنني مررت بتجربة الحياة في أمريكا أيام الدكتوراه . . . و وجدت تقديم وظائف العمل في مستشفى ما و أنت من بلد غير أمريكي فرصة في قبول العمل صعبة جداً لو أنت معك جواز سفر أمريكي فستتضاعف بشكل كبير جداً فبعض طلبة العلم ليتعلم و يدخل في جامعة و يتحول من طالب علم إلى أستاذ فلا بد من أن يأخذ جواز سفر فيتزوج فقط ﻷجل الزواج و هو يقول لدي قضية علمية و كذا نقول لهؤلاء أن هذه قضية خطيرة
د. صلاح : أرى هذا الزوج مقيتاً جداً و الكثير منه أدى إلى مفاسد ضخمة احد اﻷمريكيات قالت لي يادكتور أرجوكم عالجوا هذه القضية قالت أنا أسلمت و أسلم في نفس التوقيت معنا ستة الستة تزوجوا بهذه الطرية اثنين أكرمهم الله بأزوج صالحين و اﻷربعة الباقين يوم ان أخذوا الجنسية بعضهم اختفى تماماً عنا و تركها بأولاد فارتدت المرأة و أولاده عن اﻹسلام هذا رأيناه بأعيننا و اﻷخت تقول أننا كنا 6 أسلمنا بسبب سلوك سيء للمسلمين عوضاً أن يكون :
(( رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))
( الممتحنة / 5 )
أو أن يكون هو دعوة للخير و يسبب دخولهم لﻹسلام أصبح فتنة لهؤلاء فقالت أنا في ذهول ﻷن أربعة منا ارتدوا عن اﻹسلام و أولادهم الّّين من صلب أناس مسلمين و أصبحوا صليبين ساخطين على اﻹسلام و المسلمين .
ففي مفاسد ضخمة و في نفسي الكثير جداً من هذا الزواج للحصول على الجنسية و تسهيل أمر الدراسة أو المال أو الوظيفة و ما إلى ذلك .
أيضاً لدينا فتاوى تخرج علماء لطلاب العلم الّّين سافروا في الخارج قالوا تزوج بنية الطلاق و أنا أقول لهم هذا لا يختلف أبداً عن زواج المتعة أقولضد كل مقاصد الشريعة اﻹسلامية من الزواج هل هذا اﻷب أن يأتي أحدهم يتزوج ابنته مؤقتاً حتى ينتهي من العمل في البلد التي هو فيها سنة أو سنتين أو عشرة و يطلقها ، زواج على نية الطلاق لا أجده أبداً إلا زنا و لا أجده إلا نوعاً من زواج المتعة الذي قال فيه سيدنا عمر بن الخطاب (( لا أوتى برجل تزوج متعة إلا غيبته تحت الرماض )) يقول لك نحن نسهل على طلاب العلم الّذين يدرسون في الخارج هل من الممكن أن يكون من العماء الربانيين يخون امرأة حتى و لو كانت كتابية أو غير مسلمة هل يليق أن أرتبط بامراة و أوقل لها أنني أتزوجك إلى أن يشاء الله و أنا أضمر أن أطلقها هذه خيانة
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ))
( اﻷنفال / 27 )
د. راغب: و أعتقد انه و لو أظهر و لو لم يضمر فهذا حرام أيضاً ﻷنه زواج متعة و لو قبلت هذه المرأة ﻷنها تعيش في الظروف الموجودة في الغرب حتى لم ساذجاً و لا مشكلة لدي ﻷنها قد تجده ساذجاً ﻷنها من اممكن ان تعيش معه من غير زواج أصﻻً إن كانت غير مسلمة أصﻻً هذا الوضع حتى لو صرّح هذا بكلّ المقاييس غير مقبول ﻷنه زواج متعة .
د. صلاح : عقود الزواج في اﻹسﻻم يشترط لها التنجيز و التأبيد
- التنجيز : أي لا يقول زوجتك ابنتي بعد أن تنتهي من الدراسة من اﻵن زوجتك ابنتي قبلت فالععقد تحقق من اللحظة التي تم فيها اﻹيجاب و القبول
- التأبيد : لا يجوز لعقد شرعي إسلامي في الزواج أن يؤقت بزمن و إنما هذا عقد ممتد إلى يوم القيامة إلى أن يموت أحد الزوجين إلا أن يحدث سبب وجيه يؤدي إلى الطلاق أو إلى الخلع إنما بدون إضمار نية أو حتى إظهارها من أجل الدراسة أو ما إلى ذلك .
بالتالي نحن نحب فعﻻً نغيّر قليﻻً في العقلية الاجتماعية للمجتمع طلاب العلم نريد ان نريحهم لا حرج أن ننفق من الزكاة على تزويجهم ليرتاح و لاتكون لديه ضغوط من الفتن أبناءنا بالذات المعيدين في الجامعات أنا أعيش في الجامعة منذ أكثر قرابة 30 عاماً و أرى أن هؤلاء الشباب من أكثر من الشباب الّذين يتعرضون للفتتن الضخمة ﻷن البنات الكثيرات أمامهم يكونون في الجامعة لا لتحصيل الشهادة بل لتحصيل العريس قبل الشهادة و ممكن ان تكون معجبين بشكل فطري و لو لم يكن الغرض الحصول على عريس وجيه في المحتمع أستاذ في الجامعة أو ما إلى ذلك أقول أن طلاب العلم هؤلاء يجب ان نسارع إلى تزويجهم
1- رقم واحد في جانب البحث العلمي
2- إذا خرجوا إلى بعثات في الخارج نضمن إن شاء الله بنسبة أكبر أن يعودوا
3- نضمن استقراراً أٍسرياً ﻷولادهم ان يكونوا على نهج اﻵباء في الحفاظ على الدين
د. راغب: نشير لموضوع مهم في موضوع عودة العقول تكلمنا عن عدة بنود و نريد أن نجمع هذا الكلام و نرتبه و ننسقه إن شاء الله من هذه اﻷشياء التي أعتقد انها في غاية اﻷمية إقامة مؤسسات علمية حقيقية و أدعوا إن لم تتكفل الدولة بمثل هذه اﻷمور أن يتقدم الاقتصاديون ليقيم لهم مصنع على مستوى علمي راقي أو هيئة بحوث علمية على مستوى علمي راقي أو بمعنى أنا كاقتصادي لا بد أن أوفر بيئة علمية طيبة و أعتبر أن هذا من أفضل أبواب الخير التي من الممكن أن أنفق فيها أموالي .
د. صلاح : الحقيقة أن هذا الكلام النفيس الّذي يفوق أن يوزن بماء الذهب من ادلكتور راغب السرجاني نشكرك كثيراً و ندعو بالفعل إلى عمل ليات و مؤسسات تساهم في استعادة هؤلاء رعايتهم اجتماعياً و اقتصادياً و إيجاد معامل لهم علمية بحيث يعود هؤلاء و هم متأكدون أنهم سيواصلون مسيرتهم البحثية و العلمية لنهضة اﻷمة اﻹسلامية و تحقيق الحضارة اﻹسلامية بمفاهيمها المدنية و اﻹنسانية و الإيمانية نحن بحاجة بالفعل أن نغير عقولنا كآباء أو أمهات و مجتمع أن نزوج أبناءنا العلماء أو طلاب العلم النبغاء أن نزوجهم و هم صغار فيستقرون و لا يتحول إلى إنسان في حالة ارتباك و في حالة الانبهار ببنات الناس هنا أو على النت و ما إلى ذلك فيضبع إيمانه و معه العلم
((. . . وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ))
البقرة/282
نحتاج بالفعل أن يقوم الاقتصاديون بعمل منح دراسية لهؤلاء تكفل لهم أن يستمروا في دراساتهم البحثية و العلمية و استعادتهم إلى بلادنا اﻹسلامية .
جزاكم الله خيراً و شكر الله لكم
و تقبل الله منا و منكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* * *