التفسير المطول - سورة الأعراف 007 - الدرس(27-60): تفسير الآيات 73 - 79 ، قصة سيدنا صالح مع قومه
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2007-11-30
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الإخوة الكرام ، مع الدرس السابع والعشرين من دروس سورة الأعراف ، ومع الآية الثالثة والسبعين ، وهي قوله تعالى :
﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا
أيها الإخوة ، قصص الأنبياء دروس لنا بليغة ، هم أهلكهم الله ، وانتهى أمرهم فلماذا ذُكروا في القرآن الكريم ؟ لتكون قصتهم عبرة لنا .
أيها الإخوة ،
﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ﴾
1 – أَخَاهُمْ صَالِحًا :
ما معنى( أخاهم )؟ ولمَ قال الله :
﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ﴾
أي : كما أرسل إلى عاد أخاهم هوداً ، أرسل إلى ثمود أخاهم صالحا ، أخاهم أي ؛ نشأ بينهم ، يعرفون صدقه ، يعرفون استقامته ، يعرفون نظافته ، يعرفون إخلاصه ، هو بينهم ، لو أن إنساناً غريباً جاءهم لشكُّوا فيه ، لكنه مِن جِلدتهم ، من بيئتهم ، من ظروفهم ، يعرف كل شأنهم .
لذلك لو أنه من الممكن أن يكون النبي ملِكاً لكان ملكاً ، ولكن لا بد من أن يكون النبي بشراً ، ولولا أن النبي بشر تجري عليه كل خصائص البشر ، لما كان سيد البشر ، والأنبياء قمم البشر ، ولأنهم انتصروا على بشريتهم كانوا أنبياء .
فيا أيها الإخوة ، كلمة
﴿ أَخَاهُمْ ﴾
أي أن الأنبياء من قومهم ، هم مستقيمون في قومهم ، صادقون في قومهم ، أمناء في قومهم ، أعفة في قومهم ، قومهم يعرفون أخلاقهم ، يعرفون استقامتهم ، يعرفون تميزهم ، يعرفون أنهم لا يبتغون شيئاً من الدنيا .
﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ﴾
2 – المعنى التطبيقي :
الآن المعنى التطبيقي لنا يعني أنه إياك ، ثم إياك ، ثم إياك أن تدعو إلى الله ولست نظيفاً ، ولست مستقيماً ، ولست صادقاً ، ولست أميناً ، لأن الناس لا يصدقونك ، ولو أتيتهم بالحقائق كفلق الصبح ، لأن الطريق الذي يمكن أن يكون سبباً لإصغاء الناس إليك هو أن تكون مستقيما .
هل يعقل أن النبي عليه الصلاة والسلام ، مع أنه جاء بدِين رفضوه ، أن يضعوا عنده أموالهم ! إنها ثقة في أمانته ! كان يسمى الأمين ، كان يسمى الصادق ، كان يسمى العفيف .
فلذلك كما أن الله سبحانه وتعالى يرسل إلى القوم إنساناً مصطفىً ، قمة في الاستقامة ، لتكون استقامته شفيعٌ له أن يصغي الناسُ إليه ، وهذا درس لنا جميعاً ، إن أردت أن تدعو إلى الله فاحرص على أن تكون مستقيماً .
لذلك قالوا : القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، والأصول قبل الفروع ، والمضامين لا العناوين ، والمبادئ لا الأشخاص ، والتربية لا التعرية ، والتدرج لا الطفرة ، وهكذا .
إذاً : إذا فكرت أن تنطق بالحق فيجب أن تَلفت نظر الناس إلى استقامتك ، إلى نزاهتك ، إلى حبك للخير .
﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ ﴾
خلاصة دعوة الأنبياء : اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
البلاغة في الإيجاز ، هل يمكن أن تضغط رسالات الأنبياء جميعاً بجملة واحدة ؟ هذه جملة :
﴿ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ ﴾
( سورة هود الآية : 61 )
قال تعالى :
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾
( سورة الأنبياء )
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ ﴾
هذه( مِن ) تفيد استغراق كل أفراد الأنبياء والرسل .
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾
لابد من التوحيد فكرا وعقيدة وتصورًا :
لذلك قالوا : نهاية العلم التوحيد ، ونهاية العمل التقوى ، إن وحدت واتقيت حققت الهدف من وجودك ، التوحيد هو الفكر ، والعقيدة ، والتصور ، والعبادة ، والسلوك .
﴿ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ﴾
( سورة الفتح الآية : 29 )
منطلق فكري ، سلوك يومي .
﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ ﴾
على الشبكية آلاف الآلهة ، فيتوهم الناس لضعف إيمانهم أن مصير المسلمين بيد فلان ، وأن هذه القوة الطاغية تريد أن تنهي الدعوة الإسلامية ، تريد أن تنهي العمل الخيري ، هذا الوهم من الشرك .
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾
( سورة الشعراء )
المؤمن الصادق لا يرى مع الله أحدا ، يؤمن بكل جوارحه ، بل بكل خلية من جسمه ، بل بكل قطرة في دمه أنه لا إله إلا الله ، ولا معطي ، ولا مانع ، ولا خافض ، ولا رافع ، ولا معز ، ولا مذل إلا الله .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ ))
[ ابن ماجه ]
(( اعمل لوجه واحد يكفِك الهموم كلها ))
[ أخرجه ابن عدي ، والديلمي ، عن أنس ]
كلُّ شيء بيد الله :
إذاً :
﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ ﴾
هناك قوى ، وهناك دول ، وجيوش ، وأناس أقوياء ، وهناك أناس بطاشون ، هناك أناس ظالمون ، لكن هناك رب عظيم .
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾
( سورة الزمر )
﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴾
( سورة الأعراف الآية : 54 )
مِن أبلغِ ما قاله أحد الأنبياء :
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ﴾
( سورة هود الآية : 55 )
يتحداهم .
﴿ ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾
( سورة هود الآية : 55 )
تصور وحوشا كاسرة مربوطة بأزمَّة محكمة ، بيد جهة ، قوية ، رحيمة ، عادلة ، علاقتك مع من ؟ هل مع الوحوش ؟ لا ، مع مَن يمسكها ، مع مَن إطلاقها بيده ، وحبسها عنك بيده ، كن مع الله يحبسها عنك ، لو نسيت الله ، وتجاوزت الحدود سلَطها عليك .
لذلك من أبلغ ما قيل : لا يخافن العبد إلا ذنبه ، ولا يرجون إلا ربه .
بالتعبير اليومي المألوف : لا إله إلا الله ، والله كبير ، هذا هو الإيمان ، وفي اللحظة التي تفكر هذا التفكير أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله تكون موحِّدًا :
﴿ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ ﴾
ذكرت من قبل أن من مئة عام تقريباً كان هناك جهة في الأرض ترفع شعار ( لا إله ) ، وهي قوية جداً ، بل إنها تملك من القنابل النووية ما يكفي لتدمير القارات الخمس ، ومع ذلك تداعت من الداخل ، وانتهت ، لأن :
﴿ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾
( سورة الإسراء )
زهوقا صيغة مبالغة ، فالباطل مهما كان باطلاً فهو زهوق ، ومهما كان متعدداً كان زهوقا .
﴿ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾
قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ
1 – النبي معه منهج :
النبي يأتي إلى قومه ، ويقول لهم : أنا رسول الله ، معه منهج ، افعل ولا تفعل ، في هذا المنهج حرام ومكروه كراهة تحريمية ، ومكروه كراهة تنزيهية ، ومباح ومستحب ، فيه سنة وواجب وفرض ، هذا منهج الله عز وجل .
لذلك المؤمن ميزته الأولى أنه منضبط بمنهج الله عز وجل ، والنبي يقول وكذلك الرسول : أنا رسول الله ، لأن معه منهجاً يُكذّب .
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً ﴾
( سورة الرعد الآية : 43 )
2 – معجزة النبي شهادة الله لرسوله بأحقية رسالته :
لا بد من أن يشهد الله له أنه رسوله ، كيف يشهد له ؟ من هنا كانت المعجزة معجزة سيدنا موسى :
سيدنا موسى ألقى عصاه :
﴿ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ ﴾
( سورة الأعراف )
﴿ فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا ﴾
( سورة طه الآية : 77 )
معجزة سيدنا إبراهيم :
سيدنا إبراهيم لم تحرقه النار ، فهذه هي المعجزات ، قال تعالى :
﴿ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾
معجزة سيدنا صالح ناقة تخرج من صخرة :
سيدنا صالح معه بينة ، ما هذه البينة ؟ البينة هي الدليل على صدق رسالة الرسول في إبلاغه عن الله عز وجل .
أحياناً يأتيك رجل يقول لك : أعطني مئة ألف ، أنا مبعوث من فلان ، تقول له : معك دليل ؟ فيعطيك كتابا منه بتوقيعه ، وفيه رقم هاتف ، فاتصل به ، فالكتاب والتوقيع والهاتف دليل على أن هذه الرسالة صادقة .
لذلك الله عز وجل ، حينما يرسل رسولاً يعطيه بينة ، ما البينة التي زود الله بها هذا النبي الكريم ؟ أثناء الحوار ، هم يعتزون بآلتهم ، وهو يقول : لا إله إلا الله .
﴿ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ ﴾
( سورة هود الآية : 56 )
بيده كل شيء ، فاتفقوا معه على أنهم يستنجدون بآلهتهم ، وهو يسأل ربه ، فأية جهة استجابت لهؤلاء أو له فمعنى ذلك أن الذي أجاب أتباعه هو الإله الحقيقي ، فدعوا آلهتهم فلم يستجيبوا لهم ، احبطوا ، قالوا له : إن كنت رسولاً حقاً ، وأنت صادق ، كانت أمامهم صخرة ، قالوا له : اجعل هذه الصخرة عن طريق ربك تنشق ، وأن تخرج منها ناقة ، هذا غير معقول ! جبل صخري أصم ينشق ، وتخرج ناقة ، فدعا ربه أن يا رب هكذا طلبوا ، وأنت على كل شيء قدير ، وهؤلاء علقوا إيمانهم بك على هذه المعجزة ، وأكدوا له إن خرجت الناقة من الجبل فنحن نؤمن بإلهك ، فدعا ربه ، وقال : يا رب ، هم يزعمون أنهم إن رأوا هذه الناقة خرجت من الجبل سوف يؤمنون ، فالذي حصل أن هذه الصخرة التي أمامهم انشقت ، وخرجت منها ناقة عظيمة عُشراء ، أي حامل في الشهر العاشر ، وبراء ، وَبَرُها كثيف ، وجنينها يتحرك في بطنها ، عُشراء ، وبراء أي كثيرة الوبر ، يتحرك جنينها بين جنبيها ، ثم أخذها المخاض فولدت فصيلاً ، وليدا مفطوما ، لا يحتاج إلى حليبها ، والفصيل الذي تم فطامه .
لذلك سمى الله هذه الناقة :
﴿ نَاقَةُ اللّهِ ﴾
بحجمها ، بخصائصها ، بوليدها ، بمخاضها ، بولادتها ، بوبرها ، بحملها ، لكن لا بد من امتحان .
من عظيم شأن هذه الناقة
هناك بعض الينابيع لهؤلاء القوم ، شرط أن هذه الناقة لها شِرب يوم ، ولكم شرب يوم ، تشرب كل الماء في يوم ، وتروي الكتب أن كل هذا الماء الذي تشربه يصبح لبناً تعطيهم إياه ، الآن إذا اشترط عليك أحدُهم بكل لتر من الماء لترٌ من الحليب لم يستطع ذلك ، لتر الحليب غالٍ ، كل الماء التي تشربه الناقة يغدو لبناً تعطيه لهؤلاء القوم ، فهي ناقة وغذاء ، وهي آية من لله ، وينتفعون بها .
هكذا كان جزاء هذه الناقة !!!
لذلك أيها الإخوة ، هذه الناقة كانت آية دالة على الله ، كانت تحدياً لهؤلاء الذين كفروا ، تروي الكتب : أنه كانت هناك امرأتان لهما نياق ، وناقة الله تغلب نياق المرأتين في المرعى ، فأحضرت المرأتان رجلاً يطلق عليه " أحيمر ثمود " ليقتلها ، فقتل الناقة .
استنباطٌ لطيفٌ :
الحقيقة أنه حين قتلها أقرّ بنو هذا النبي الكريم بقتلها ، من هنا يستنبط كما قال سيدنا عمر : أنه لو ائتمر أهل بلدة على قتل واحد لقتلتهم به جميعاً ، قال :
﴿ فَعَقَرُوهَا ﴾
( سورة الشعراء الآية : 157 )
الذي عقرها شخصٌ واحد ، لكن هذا الواحد مثلهم ، لكن هذا الواحد عبّر عنهم ، لكن هذا الواحد هو يعمل برضاهم .
الآن يقول لك : الشعب ما له علاقة ، الحكام الظالمون ، الآن انتخبوا انتخابات حرة ، والشعب حينما انتخبهم ، الدول الكبرى العظيمة الطاغية ، التي تتفنن بإذلال الشعوب هؤلاء انتخبوا انتخاباً ، لو أن الشعب ما أراد منهم هذه الأعمال لحجب عنهم الثقة .
لذلك المجتمعات التي فيها ديمقراطية هؤلاء الذي انتخبوا هؤلاء الظلام شركاء معهم في الجريمة ، أنتم انتخبتموهم ، هم يفعلون بقوتهم .
فرصةٌ لمن أراد التوبة :
أيها الإخوة ، من تفاصيل هذه القصة أن ابنها الفصيل طلع على جبل ، وخار بثلاثة أصوات ، كأن الله سبحانه وتعالى بعد ارتكاب جريمتهم ، وبعد فعلتهم النكراء ، وبعد إقرارهم بقتل الناقة ، وبعد اقتراحهم بأنك يا نبي الله إن أخرجت الناقة من الجبل فنحن نؤمن بك ، لكنهم نقضوا وعدهم ، ونقضوا عهدهم ، وتمنوا أن يعقروا الناقة ، وأرسلوا من يعقرها ، ومع كل ذلك فقد أتاح الله لهم فرصة ليتوبوا ، فابن هذه الناقة الفصيل صاح بهم صيحات ثلاثا ، فانتبه سيدنا صالح ، وقال : يا قوم أدركوا صيحات هذا الفصيل ، لعل الله بسبب إدراككم له يرفع عنكم العذاب ، لكنهم لم يفعلوا ، وكان التصور لو أنهم ندموا على فعلتهم ، وأسعفوا هذا الفصيل ، لعل الله يغفر لهم ، لكنهم أصروا على جريمتهم ، وأقروا عقر الناقة ، وقتلها واستراحوا منها ، ونقضوا عهودهم ، ومواثيقهم ، لذلك قال تعالى :
﴿ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾
( سورة الأعراف )
وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ
الآن الله عز وجل يذكرهم بنعمه :
﴿ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾
1 – حضارة عمرانية كبيرة :
كانوا يسكنون في السهول ، وكانت أعمارهم طويلة ، فحفروا الجبال ، هذا في الأردن ، في البتراء ، أنا ذهبت إلى هناك .
والله أيها الإخوة ، الذي يراه السائح يكاد لا يصدق ، قصر بأبعاد دقيقة جداً ، بخطوط مستقيمة ، بأبعاد متساوية ، كلها محفورة في جبل له مدخل ، وأعمدة ، وتيجان أعمدة ، أبواب مدينة بأكملها محفورة بالجبل ، بيت من عدة غرف ، كلها نُحتت من الصخر ، لذلك : ما أهلك الله قوماً إلا وذكّرهم أنه أهلك من هو أشد منهم قوة .
هؤلاء على أنهم في عصور سابقة ، أما أن تملك قدرة على حفر الجبال فهذا شيء كبير ، فهذا جبل قاسيون تفضل واحفر صالة كبيرة كهذا المسجد تماماً ، بأبعاد بالميليمتر ، وبخطوط مستقيمة ، واجعل له مدخلا كبيرا ، كله من الصخر من دون أن تضع عليه شيئاً ، وإذا أتيح لأحدٍ أن يذهب إلى البتراء لرأى العجب العجاب ، وما أهلك الله قوماً إلا وذكّرهم أنه أهلك من هو أشد منهم قوة ، يقول الله عز وجل :
﴿ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ﴾
( سورة الأعراف الآية : 61 )
2 – العبرة بقوم نوح :
هم رأوا تجربة نوح ، كيف أن الله أهلكهم ، وإن كانت هذه التجربة بعيدة ، هم رأوا ما حل بعاد بعد أن كفروا ربهم ، نوح ، عاد ، ثمود ، بالتسلسل ، واليوم نرى نحن بلاداً انحرفت انحرافاً شديداً فأصابتها جائحة ، من زلزال ، أو من مشكلة ، أو من اجتياح ، أو من عدوان ، والبلاد الأخرى غارقة في المعاصي والآثام ، ولا تتعظ بما يجري في الأرض .
أيها الإخوة ، لذلك :
﴿ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾
( سورة الأعراف )
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ
1 ـ المستكبر المترَف كافرٌ بنصِّ القرآن :
عندنا مستكبرون ، وعندنا مستضعفون ، والمترفون مستكبرون ، والمترفون في آيات ثمانٍ في القرآن الكريم كفّار ، وحينما يُلغي الإنسان الآخرة فليس بين يديه إلا الدنيا يعبدها من دون الله ، يعبد الدرهم والدينا ، يعبر المرأة من دون الله ، يعبد شهوته ، يتخذ من شهواته آلهة ، هذا شيء طبيعي جداً ، وهذه نماذج متعددة متكررة .
دولة جبارة قوية ، تتحكم فيها مصالحها ، لا تتخذ قيمة ، ولا مبدأ ، ولا رحمة ولا إنصافاً ، ولا عدلاً ، تبني مجدها على أنقاض الشعوب ، تبني عزها على إذلالهم ، تبني غناها على إفقارهم ، تبني ثقافتها على محو ثقافتهم ، تبني قوتها على إضعافهم ، هذه الدول الطاغية تركب رأسها ، وترتكب حماقات تلو حماقات ، إلى أن يأتي أجلها .
﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ﴾
( سورة الأعراف الآية : 34 )
فلذلك قال تعالى :
﴿ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ ﴾
2– المؤمن الفقير خير من كل مستكبر :
سبحان الله !!! أحيانا يكون الإنسان فقيرا ، أو بوظيفة متواضعة جداً ، لكنه مؤمن يعرف الله ، ويخافه ، ويتقرب إليه ، ويؤدي العبادات ، وواثق من الله عز وجل ، هذا عند أهل الناس مستضعف ، بل فقير ، وقد تلتقي بإنسان مستكبر ، حجمه المالي كبير ، يده طولى تراه لا يعبأ بكل هذه القيم والمبادئ ، ثم يفاجأ أن الذي على صواب هو هذا المستضعف .
فهؤلاء الذين استكبروا من استكبارهم وغطرستهم وكبرهم :
﴿ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾
النجاح أن تعرف الله قبل فوات الأوان ، أن تعرف الله والمؤمنون ضعفاء .
لآن مع الامتحان الصعب ، الطرف الآخر قوي جداً ، غارق في الرذائل ، في كل أنواع الشذوذ ، في زنا المحارم ، في تبادل الزوجات ، في المساكنة غير الشرعية ، وما من شيء في حياتهم محرَّم ، وما من شيء في كسب أموالهم محرَّم ، وبلادهم جميلة وغنية ، ويتحكمون بالعالم ، ويتصدرون الشاشات ، ويصرحون ، ويكذبون ، ويقتلون ، ويقصفون الضعاف ، فيحسون بالإحباط .
﴿ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ﴾
3– المؤمن يصدِّق كل ما أخبر الله به :
بكل جرأة ، وبكل يقين :
﴿ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾
﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴾
( سورة الأعراف )
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
إخواننا الكرام ، أن تخرج ناقة من جبل صخري ، وأن تشرب ماء البلدة في يوم ، وأن تعطي كل هذا الماء لبناً لهم ، هذه ناقة استثنائية ، هذه معجزة ، هذه ناقة الله ، ومعها وليد جنين في الشهر العاشر ، ويأتيها المخاض ، وتلد هذا الفصيل .
لذلك الشيء الذي يلفت النظر أن الله عز وجل حينما يقول :
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾
( سورة البقرة )
يا رب نحن نؤمن بالآية ، أنت في هذه الآية عكست المعنى ، أنت تؤمن بهذا إن كنت في الأصل مؤمناً ، معنى هذه الآية أن الإنسان حينما يتخذ قراراً بالإيمان فإن كل شيء يدله على الله .
﴿ فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾
( سورة الأعراف )
فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ
1 – من دأبِ الكفار تحدِّي العذاب :
عصوا أمر ربهم :
﴿ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾
أي : إن كنت رسولاً صادقاً فأتنا بما تعدنا ، ولا أجد في الأرض من هو أغبى مما يتحدى الله عز وجل ، الإنسان في قبضة الله .
﴿ فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ ﴾
2 – المشارك في القتل بالإقرار كالقاتل :
عقروا بواو الجماعة ، معنى ذلك أنهم جميعاً أقروا قتلها ، وما حاسبوا قاتلها ، ولا أرضوا فصيلها ، ولا ندموا ، ولا اعتذروا ، ولا تابوا ، بل تحدوا ،
﴿ فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ ﴾
أي أقروا قتلها .
﴿ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ ﴾
بوقاحة ما بعدها وقاحة :
﴿ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾
الردُّ الإلهي : فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ
جاء الرد الإلهي :
﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾
( سورة الأعراف )
1 – معنى : جَاثِمِينَ :
الواقف بقي واقفا ، والنائم بقي نائما ، حالتهم جمدت ، معنى جاثمين أن كل واحد بقي على الحالة التي جاء فيها بلاء الله عز وجل .
عبرةٌ لمَن يعتبر !!!
في إيطالية جبل فيه جوف ، هذا الجبل بركاني ، خرج منه حمم ، ورماد بركاني غطى بلدة كانت غارقة في المعاصي والآثام ، غطاها ثمانية أمتار ، ومع مضي السنوات والحقب هذا الرماد أصبح صخراً ، ونسي الناس من تحت الرماد ، في العصور الحديثة في أثناء التنقيب وجدوا صخرا ، لما نقروا رأوا جوفًا ، حقنوا تجويف الصخر بالجبصين السائل ، ثم كسروا هذا الصخر ، فإذا امرأة تجمع حليها من الخزانة ، وإذا أناس يأكلون على المائدة ، وإذا كلب أصابه الهلع ، لما حقنوا الفراغات بالجبصين السائل ثم أزاحوا القالب عن شكله الذي حقنوه بالجبصين ظهرت حالة البلدة ، كان الوقت بعد الظهر في أثناء الغداء ، كل إنسان كما هو ، حتى فزع الرجال ، وفزع النساء ، قسم منهم في القصور ، وقسم في البيوت ، وقسم في الطرقات ، هناك من يأكل ، هناك يجمع الأموال :
﴿ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾
هناك بحوث وفي صور ، وتحقيقات مطولة عن هذا البركان ، هذا قذف بالرماد البركاني حتى غطى هذه المدينة مقدار ثمانية أمتار ، ومع مضي الأيام أصبح صخراً ، فغطى الرماد الإنسان حتى ذاب ، وهو مِن لحم ودم ، بقي الفراغ ، حقن هذا الفراغ ، والله في هذه صور ظهرت ملامح الرجل وهو مذعور ، مع ملامح كلب إلى جانبه ، هذا معنى قوله تعالى :
﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾
2 – هذا مصير كلِّ ظالمٍ :
هذا المصير ، والذي أقوله لكم : تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ، ويأتي أخي عيسى فيملؤها قسطاً عدلاً .
والله بلغ الظلم في الأرض أن البشر بالمئات ، بل بالألوف ، بل بالملايين يُقتلون ، ولا تهتز لواحد من الأقوياء شعرة أبدا ، مليون قتيل ، مليون معاق ، أربعة ملايين مشرد .
قتل امرئ في بلدة جريمة لا تغتفر وقتل شعب مسلم مسألة فيها نظر
يقول لك : أزمة الشرق الأوسط ، أيها الإخوة ، هذه قصص للموعظة .
وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِين
﴿ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴾
( سورة الأعراف )
ارجعْ قبل أن فوات الأوان :
أذكر مرة كنت في العمرة ، لي صديق ذكر لي هذه القصة الواقعية ، بدوي من أطراف جُدّة ، لما توسعت جُدّة اقتربت من أرضه ، فارتفع سعرها ، باعها بثمن بخس دون أن يعلم ، اشتراها مكتب عقاري خبيث جداً منه بأبخس الأثمان ، أنشأ فوقها بناء من عشرة طوابق ، وأصحاب هذا المشروع شركاء ثلاثة ، فالأول وقع من فوق الطابق العاشر إلى الأرض فنزل ميتاً ، والثاني دُهس بسيارة ، انتبه الثالث ، فبحث عن صاحب الأرض ستة أشهر حتى عثر عليه ، أعطاه ثلاثة أمثال حصته ، أعطاه الثمن الحقيقي ، فقال له هذا البدوي : أنت لحقت نفسك .
ما دام القلب ينبض فلنلحق بأنفسنا ، الذي عنده مخالفة ، الذي عنده تقصير ، الذي عنده بدخله حرام ، الذي عنده ظلم لإنسان ، أكل حق إنسان ، ما دام القلب ينبض فهو في بحبوحة .
لذلك :
﴿ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴾
﴿ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ﴾
( سورة النحل )
هذا التفلت ، والمرأة التي هي كاسية عارية ، هذا الفساد إن لم يوضع حد له فهناك مشكلة كبيرة جداً مع الله ، نسأل الله أن يردنا إليه رداً جميلاً .
والحمد لله رب العالمين
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=1903&id=97&sid=101&ssid=253&sssid=254