التفسير المطول - سورة الأعراف 007 - الدرس(11-60): تفسير الآية 26 ، أنواع السوءات وأنواع اللباس
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2007-03-09
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الإخوة الكرام ، مع الدرس الحادي عشر من دروس سورة الأعراف ، ومع الآية السادسة والعشرين ، وهي قوله تعالى :
﴿ يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾
نداءٌ عامٌّ إلى البشرية : يَا بَنِي آدَمَ
درسٌ بليغ لآدم عليه السلام وذريته : عداوة إبليس :
أيها الإخوة ،
﴿ يَا بَنِي آدَمَ ﴾
كأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يذكرنا بالدرس البليغ الذي تلقاه آدم ، أراد أنه يذكرنا بدرس سيدنا آدم مع الشيطان ، وكيف أن هذا الدرس أراده الله لآدم ولذريته من بعده .
﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾
( سورة فاطر الآية : 6 )
كيف أن هذا الدرس أشار إلى أن معركة الحق والباطل معركة أزلية أبدية قال :
﴿ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾
( سورة الأعراف الآية : 24 )
درس بليغ في الأرض حق وباطل ، خير وشر ، جمال وقبح ، عدل وجور إحسان وإساءة ، أهل الدنيا القبابلة مع القوة ، والإساءة ، والدنيا ، وكفروا بالآخرة ، وأهل الإيمان مع الكمال ، والإحسان وآمنوا بالآخرة .
الله عز وجل في قوله تعالى :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ ﴾
يذكرنا بالدرس البليغ الذي تلقاه آدم من ربه ، لأن آدم عليه السلام كان في جنة برأي معظم العلماء في الدنيا ، لأن جنة الآخرة تأتي بعد التكليف ، بينما جنة الدنيا الذي كان فيها آدم كانت قبل التكليف ، لأن جنة الدنيا يمكن أن يخرج منها المرء ، لكن جنة الآخرة :
﴿ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾
( سورة الحجر )
إذاً : قوله تعالى :
﴿ يَابَنِي آدَمَ ﴾
أي أراد الله عز وجل منا من خلال الخطاب :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ ﴾
أن يذكرنا بالدرس البليغ الذي تلقاه قبل أن يأتي به إلى الدنيا ، ليكون في الدنيا هذه الاثنينية ، الحق والبطل ، الخير والشر ، الإحسان والإساءة ، الصدق والكذب .
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ
1 – معنى : أَنزَلْنَا
أنزلنا أي ؛ أنزلنا المطر من السماء ، وهذا المطر الذي نزل من السماء ، ومن بعض أنواع النباتات ما صنعت منه الخيوط ، ومن الخيوط ما صنعت به النسج ، ومن النسج كان لباسنا .
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا ﴾
2 – أولُ معصية كانت بنزع الثياب :
أول معصية عُصيت في عالم البشر هو نزع الثياب .
﴿ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا﴾
( سورة الأعراف الآية : 27 )
3 – إبليس يسعى دائما إلى كشف العورات ، والمنهج الإلهي يدعو إلى الستر :
إذاً : عندنا شيء اسمه ستر للعورات ، وكشف للعورات ، إبليس ومن لفّ لفّه وأتباعه إلى يوم القيامة مع كشف العورات ، والوحي الإلهي ، والإرادة الإلهية ، والمنهج الإلهي ، مع ستر العورة .
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ﴾
لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ
1 – ما هي السوءة ؟
أيها الإخوة ، الحقيقة السوءة هي العورة المغلظة ، واللباس يواري السوءة ، وهذا اللباس أراده الله عز وجل ، لأنه صنع من مواد هي من خَلق الله عز وجل .
2 – أشياء خلقها الله للإنسان خاصة :
أحياناً تدرك يقيناً أنّ هذا الشيء خُلق من أجل هذا الشيء ، أحياناً تجد نباتا أخضر ، لا يزهر ولا يثمر ، هو فقط من أجل أن ترى منظراً أخضر اللون ، هناك شجرة من أجل أن تكون ظلاً ، أوراق دائمة ، أوراق منمنمة ، كثيفة ، مطبقة ، على شكل دائرة ، والجذع مستقيم ، تدرك أنه هذه الشجرة إنما صممت من أجل أن تكون ظلاً للإنسان ، لو جُلت جولة فكرية في خَلق الله عز وجل لوجدت أن الشيء قد تفهمه بوظيفته ، وهناك أشياء خلقها الله خصيصى للإنسان ، هذا باب كبير في التفكر .
الماء :
لماذا هذا الماء فيه خاصة يتميز بها ، أنك إذا بردته إلى درجة زائد أربع يزداد حجمه فتقلّ كثافته ، فيطفو ، لولا هذه الخاصة لما كان هذا الدرس ، ولما كانت حياة على سطح الأرض .
مادة مضادة لتجمد العين :
لماذا في ماء العين مادة مضادة للتجمد ؟ لولا هذه الخاصة كل إنسان دخل في جو تحت الصفر يفقد بصره .
أنت تشعر أحياناً أن هذا الشيء خُلق خصيصى لهذا الشيء ، لذلك النباتات التي تحاك منها الخيطان ، القطن ، الكتان ، هذه النباتات مصممة كي تصنع قماشاً نرتديه ، اللؤلؤ من أجل أن يكون زينة للنساء ، اللحم من أجل أن يأكله الإنسان طرياً .
حينما تجول بفكرك في هذا الكون الواسع ترى أن كل شيء له سبب ، وله غاية ، وأن العقل يرفض التناقض ، وهذا هو التفكير الصحيح .
إذاً : حينما قال الله عز وجل :
﴿ يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ ﴾
المطر من السماء ، فأنبت نباتاً ، من أنواع النبات القطن ، والكتان ، وما شاكل ذلك ، هذا النبات تصنع منه الخيوط ، والخيوط تكون نسيجاً ، والنسيج يصبح ثياباً نرتديها ، فنستر به سوآتنا .
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ﴾
لكن إبليس كما وصفه الله عز وجل :
﴿ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾
البشر بين التعرّي والستر :
لذلك العالم الآن عالم مقسوم قسمين ، عالم التعري وعالم الحجاب ، المسلم المرأة محجبة الرجل ثيابه فيها ستر ، فيها حشمة لا يظهر فخذه للناس ، قد تزور بلد أوربي تلتقي مع مدير عام يرتدي بنطال قصير إلى أعلى الفخذ ، طبيعي جداً ، النمط الغربي نمط تعرية ، والمنهج الإلهي منهج ستر ، لأن في التعرية إثارة ، ومع الإثارة فاحشة ، ومع الفاحشة فساد ، ومع الفساد ضياع ، ومع الضياع شقاء ، وبعد الموت جهنم ، وقد بدأتْ أول معصية عُصي بها الله في الأرض بكشف العورة .
لذلك الآباء المربون الذين يحرصون على سلامة أخلاق أولادهم قد لا يخلع أحدُهم ثيابه أمام ابنه ، وهذا الأصح ، والأولى ، والأوجب ، لا يمكن لأب مؤمن طاهر أن ينزع ثيابه أمام أولاده أبداً ، الله أمرنا بالستر ، المرأة المسلمة مستورة ، مفاتنها لزوجها ، ولمحارمها لا لكل الناس .
ورأيتم كم من الفساد استشرى في الأرض حينما تعرت المرأة ، كم محطة فضائية بُنيت على عرض المرأة عارية ؟ كم موقع في الانترنيت إباحي ؟ أساسه عرض المرأة عارية ؟ كم في الطريق من فساد من فتاة تبرز كل مفاتنها للناس ؟ لذلك الستر والتعري صفتان تخصان المؤمنين الستر ، والتعري لغير المؤمنين .
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ﴾
صدقوا أيها الإخوة أنّ المرأة التي ترتدي ثياباً محشومة واللهِ كأنها ملكة ، وأنت حينما ترى امرأة ترتدي ثياباً محتشمة كأنها أختك لا تفكر بشيء آخر ، أما حينما تبرز المرأة مفاتنها تنتقل من أنها امرأة إلى أنها متعة ، وفي هذا امتهان للمرأة
الآن هناك مسيرات في العالم الغربي أساس المسيرة احتجاج واعتراض واستنكار ، أن أي سلعة مهما كانت قليلة الشأن تروَّج عن طريق امرأة شبه عارية ، هذا من فعل إبليس ، التعري أول معصية ارتكبت في الأرض ، والمؤمن أبرز ما فيه الستر ، والصون والاحتشام .
فائدة في قوله : أَنْزَلْنَا
لكن هناك من قال : كلمة أنزلنا أي شيء نزل من السماء هو الخير ، وقد يكون في الإنسان دافع نحو السماء ، ودافع نحو الأرض ، الشرور تتأتى من أن يستجيب الإنسان لنداء الشهوة ، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ، لذلك الثياب تستر العورات قال تعالى :
﴿ يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ﴾
وَرِيشًا
الريش هو ما يكسو جلد الطائر ، والريش جميل ، وكان بعض الملوك يضعون ريشة على تاجهم ، والعوام استنبطوا من هذا أنه فلان ( مرَيّش ) ، يعني أنه يملك أن يشتري التحسينات ، الترف ، الأشياء الجميلة ، التي لا يحتاجها الفقراء ، فالريش معناه زينة ، والله عز وجل حينما قال :
﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
( سورة النحل ، )
فكأن الزينة حاجة في الإنسان ، الإنسان يسكن في بيت ، لكن يستمتع في بيت مطلي بطلاء لطيف ، فيه ألوان جميلة .
هناك إنسان يرتدي ثيابا تستر عورته ، لكنه فوق ذلك يحبها ثياباً جميلة ، بألوان أنيقة ، وبألوان متناسبة ، فكأن الله سبحانه وتعالى أودع فينا حب الشيء الجميل ، وقد قالوا : الإنسان فطر على حب الجمال ، والكمال ، والنوال ، النوال ، وهو العطاء ، فكلّ واحد منا دون استثناء يحب الشيء الجميل ، يحب البيت الجميل ، يحب الثياب الجميلة ، يحب الأداة الجميلة ، يحب الآلة إذا كانت جميلة ، لذلك الآن قضية الجمال واضحة جداً في العالم ، فأيّ شيء له مظهر جميل ، هذا شيء ليس منافياً للفطرة ، لكن العالَم الغربي بالغ بتجميل الحياة ، حتى أصبحت حياته مهوى للقلوب ، ونحن قصرنا كثيراً ، فلم نعبأ بتجميل بلادنا حتى نفر منها أبناءنا ، والجمال لا يحتاج إلى أموال طائلة ، بل يحتاج إلى ذوق ، وجنة المؤمن داره ، وأحياناً يكون الطلاء بسيطا ، ورخيصا جداً ، لكنه طلاء بلون زاهٍ ، والأثاث متناسب مع لون الطلاء ، وكل شيء في الغرفة مشتق من لون موحد .
مرة دخلت إلى صالة للأفراح وللتعزية ، لفت نظري تناسق ألوان عجيب ، فالإنسان يرتاح .
من قال لك : إن الإنسان ينبغي ألا تكون حياته جميلة ؟ كن متأنقاً في ثيابك ، اختر ألواناً تناسبك ، اختر أدوات فيها مسحة جمالية ، هذه حاجة أساسية ، لا تنتقد الآخرين إذا أرادوا أن يكون الشيء جميلاً ، هذه فطرة ، لكن ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة ، الجمال في البيت ، في المدخل ، في غرفة الضيوف ، في التناسق ، في الأزهار ، لكن أن تصل إلى الجمال عن طريق المعاصي والآثام فهذا لا يجوز .
المرأة جميلة ، لكن الله سبحانه وتعالى جعل لك لهذا الجمال طريقاً شرعياً ، أن تتزوج فقط ، والبيت جميل ، لكن جعل لك لهذا البيت الجميل طريقاً واحداً ؛ أن تعمل عملاً شريفاً ، وأن تكسب رزقاً حلالاً ، وأن تشتري بيتاً جميلاً ، أما أن تكون متعتك بالجمال على حساب دينك ، وعلى حساب مبادئك ، فهنا الخطأ ، وقد رسب من يفعل هذا بالامتحان .
إذاً :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ﴾
كل شيء خلقه لنا يحقق هدفاً وظيفياً وهدفاً جمالياً :
إذاً : الحاجات التي خلقها الله عز وجل تحقق هدفا وظيفيا ، وهدفا جماليا ، وأيُّ شيء الله عز وجل خلقه ، فالتفاحة فضلاً على أنها مغذية ، وفيها مواد سكرية ، وفيها معادن ، وفيها فيتامينات ، فضلاً على كل خصائصها ، وفضلاً على رائحتها الطيبة ، وطعمها الطيب ، ومنظرها الجميل ، أحياناً هناك لوحات فنية فيها فواكه ، تفاحة جميلة جداً ، الموز جميل ، الأجاص جميل ، العنب جميل ، الله عز وجل علمنا أن كل شيء خلقه لنا يحقق هدفاً وظيفياً وهدفاً جمالياً .
فلذلك الجمال مطلوب ، والمؤمن جميل ، ويحب الجمال ، لكن يحب وفق منهج الله ، ولا يحيد عن منهج الله قيد أنملة .
كان عليه الصلاة والسلام إذا مشى يُعرف بطيب الرائحة .
كان عليه الصلاة والسلام يرتدي أجمل ثيابه في المناسبات والأعياد .
كان عليه الصلاة والسلام له ثياب يرتديها إذا لقي الوفود ، وفي خطبة الجمعة .
أنا أتمنى ، وهذه مناسبة ألاّ نبتعد عن الجمال ، ألا نجعل بلادنا ليست جميلة ، تجد الطرقات ليست جميلة ، لأن الانتماء فردي ، البيوت جميلة جداً ، أما الطرقات فغير جميلة ، ليس هناك انتماء جماعي ، أن هذا الشيء يخرش منظره ، قد يضع أشياء لا يحتاجها في الشرفة ، ومنظر الشرفة فيها أشياء قديمة مكسورة ، معطوبة ، لا يهمه ذلك ، البيت جميل من الداخل ، فيه أناقة ، وجمال ، لكن الشرفة هذه للناس ، يضع فيها أشياء ليست مقبولة ذوقاً .
إذاً :
﴿ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ﴾
إنسان بلمسات خفيفة يجعل بيته جنة بلمسات خفيفة ، مسمار عليه شريط ، منظره غير لائق ، يقلع المسمار ، ويضع مكان الثقب معجون فصار المنظر جميلا ، والأشياء الدقيقة يمكن أن تطفي على الإنسان شعوراً بالجمال .
أنا لست مع أن نكون أتقياء ، وبلادنا غير جميلة ، بيوتنا غير جميلة ، تدخل إلى صيدلية أحياناً فيها أناقة ، وفيها نظافة ، وفيها نظام يلفت النظر ، وصيدلية أخرى الأدوية فوق بعضها ، الغبار ، يا لطيف شيء لا يحتمل ، فالنظافة من الإيمان ، والأناقة من الإيمان والأشياء الجميلة من الإيمان ، وهذه آية قرآنية :
﴿ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ﴾
المعنى الواسع للسوءات : السوءات الأخلاقية :
لكن هناك سوءات أخرى ، هناك سوءات فكرية ، إنسان جاهل ، هناك سوءات أخلاقية ، كالكاذب ، والمخادع ، والمنافق ، والمستكبر .
صدقوا أيها الإخوة كما أنك تتقزز من منظر قبيح ، من ثياب قذرة ، من ثياب متنافرة في ألوانها ، كما أنك تتقزز من مركبة لم يفكر صاحبها أن يغسلها من سَنة ، كما أنك تتقزز من بيت فيه حاجات غير منسقة غير مرتبة ، قبيحة المنظر ، فوضى ، ليس هناك نظام ، ولا ترتيب ، المؤمن يتقزز من كلمة بذيئة ، من مزاح رخيص ، من مزاح جنسي ، من كِبر ، من استعلاء ، من نفاق ، من إنسان ذي وجهين ، هذه سوءات ثانية ، والله لا أبالغ لعل السوءات الثانية أشد إيلاماً للنفس من السوآت الأولى .
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ﴾
والإنسان أيها الإخوة من دون ثياب منظره يدعو للتقزز ، ولحكمة بالغةٍ بالغة قد أنزل الله علينا هذه الثياب ، بالتعبير العامي الدارج : " الإنسان نصفه عروق ، ونصفه خروق " ، كلام يقوله عوام الناس ، فالله عز وجل قال :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ﴾
هناك أشياء جمالية ، البيت بيت ، والبيت دافئ ، لكن ما فيه جمال ، فيه مدفأة غير منظفة ، مثلاً ، فيه صحن يؤدي الوظيفة ، لكن أكل عليه الدهر وشرب ، منظره مقزز ،
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ﴾
لكن الكذب سوءة ، النفاق سوءة ، الكبر سوءة ، المزاح الرخيص سوءة ، المزاح الجنسي سوءة ، الوقاحة سوءة ، هذه سوءات النفس ، لباس التقوى يواري سوءات النفس ، وسوءات الجسد تسترها الثياب ، وسوءات النفس تسترها التقوى ، تجد المؤمن بأدبه ، بتواضعه ، بطريقة جلوسه ، بطريقة حركته ، بطرقة كلامه ، بحركاته ، بسكناته ، مؤدب ، يمشي بأدب خافض الطرف ، لا يستعلي على الناس ، لا يحرج من حوله ، لا يحمِّر الوجوه ، لا يصطاد في الماء العكر ، ليس قناصاً ، هذا جمال الأخلاق ، كما أن المؤمن قد يكون حسن الصورة وأفعاله أيضاً جميلة ، لذلك :
جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس
***
كما أن هناك جسما جميلا ، هناك فعل جميل ، كما أن هناك بيتا جميلا هناك بطولة جميلة .
والله أيها الإخوة ، البطولات التي نقرأ عنها في التاريخ القديم والحديث تبقى طرباً من قراءتها أسابيع ، لذلك قالوا : إن في الإنشاد إرشاداً ، وإن في الإرشاد إنشاداً ، أحياناً تطرب لفكرة جميلة ، لتحليل جميل ، لعقيدة صحيحة ، تطرب لتفسير آية رائع فالجمال جمال النفوس أحياناً .
لذلك :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ﴾
كل فعل الله عز وجل فيه أداء لوظيفة أساسية ، وأداء لوظيفة جمالية .
أنت ما مهمتك أيها الإنسان ؟ إذا قدمت شيئاً قدمه بغلاف جميل ، إذا أردت أن تنصح إنساناً فانصحه بكلام جميل ، بكلام لطيف ، بكلام متواضع .
اللباس الحسن ليس من الكِبر :
يجب أن يكون الجمال منهجاً في حياتنا ، جمال الشكل والنظافة ، والأناقة ، والانسجام ، وجمال الأفعال ، والمؤمن جميل ، لأن الله جميل يحب الجمال .
يا رسول الله ، إن أحدنا يحب اللباس الحسنة ، هل هذا من الكبر ؟ قال :
(( لا ، الكبر : من بطر الحق وغمط الناس ))
[ أخرجه أبو داود والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة ]
الكبر أن ترفض الحق ، وأن تبخس الناس أشيائهم هذا كبر ، أما أن يكون بيتك جميلا ، مرة ثالثة ، ورابعة ، وخامسة : أنا لا أقصد بالجمال الذي يحتاج إلى ملايين مملينة .
والله مرة دخلت بيتا في الغوطة ، لفت نظري جمال بسيط جداً ، كل أصص النباتات بحجم واحد ، مطلية باللون الأخضر ، بقياس واحد ، هذا شيء جمالي ، طلاء بسيط جداً ، لكن بلون لطيف ، ما مِن حاجة غير مهمة في البيت كل شيء أساسي .
أحيانا ستار لطيف ، ألوان الستار تنسجم مع الأثاث ، وأحيانا السجادة ، الطقم أخضر ، والسجادة خمري ، فلا تناسب ، وأحيانا السجادة من لون الطقم تقريباً تعطي جمالا ، الجمال مطلوب ، مطلوب عند كل الناس ، وأنت بإمكانك أن تتنامى أذواقك ، حتى يكون البيت جميلا ، قد يكون خمسين مترا ، لكن فيه جمال ، قد يكون مركبة قديمة جداً ، لكن فيها جمال فيها أناقة ، هذا من قوله تعالى :
﴿ وَرِيشًا ﴾
والنقلة الثانية : كما أن هناك سوءة في الجسد عورة مغلظة ، منظرها قبيح ، هناك سوءة في النفس ، سوءة الجسد تسترها الثياب ، وسوءة النفس تسترها التقوى ، الاتصال بالله ، وطاعة الله ، واقتباس الكمال الإلهي ، أن تكون رحيماً ، أن تكون متواضعاً ، أن تكون حليماً ، أن تكون لطيفاً ، أن تكون شفوقاً ، أن تكون منصفاً أن تكون عدلاً ، والبطولات لا تنسى .
ذَلِكَ خَيْرٌ : كلُّ شيء أنزله الله من السماء فيه خير :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾
كل شيء نزل من السماء هو الخير ، مثلاً الله عز وجل يقول :
﴿ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾
( سورة الزمر الآية : 6 )
أيضاً المطر نزل من السماء ، والأرض أنبتت ذلك العشب ، والحيوان أكل هذا العشب ، فنمَا جسمه وتكاثر ، فكأن هذه الأنعام أنزلت علينا من السماء ، هذا المعنى الثاني :
﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾
( سورة الحديد الآية : 25 )
إذاً : الكتاب ميزان ، الكتاب منهج ، الكتاب فيه افعل ولا تفعل ، افعل الخير ، ولا تفعل الشر ، افعل العدل ولا تفعل الظلم ، وهذا الكتاب نزل من السماء .
﴿ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾
( سورة الحديد الآية : 25 )
المنافع بأس الحديد ، لأنه ينفع الناس في صون القيم ، والسيف من الحديد ، والأسلحة كلها الآن من الحديد ، لكن شتان بين أن يكون السلاح لصون القيم ، أو أن يكون السلاح لصون الكفر والعدوان ، الآن نحن في عصر استثنائي ، كما قال عليه الصلاة والسلام :
(( كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف ، ولم تنهوا عن المنكر ؟ قالوا : أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم والذي نفسي بيده ، وأشد منه سيكون ، قالوا : وما أشد منه يا رسول الله ؟ قال : كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكرا ورأيتم المنكر معروفا ؟ قالوا وكائن يا رسول الله ؟ قال : نعم وأشد منه سيكون ، قال : كيف بكم إذا أصبح المعروف ))
[ رواه أبو أمامه عن النبي عليه الصلاة والسلام ]
السلاح في تاريخ البشرية يدعم الحق ، يدعم الهدى ، الآن السلاح يدعم الكفر ، يدعم الفساد ، يدعم الإباحية ، موت كعقاص الغنم لا يدري القاتل لمَ يقتل ، ولا المقتول فيما قتل ، يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى ولا يستطيع أن يغير ، إن تكلم قتلوه ، وإن سكت استباحوه .
لذلك :
﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾
بالعدل ، لينفذ أمر الله ، ودعماً لهذا الأمر الإلهي ، ودعماً لهذا الوحي السماوي ، ودعماً لهذا الحق الذي هو من عند الله ،
﴿ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾
البأس أن يكون سلاحاً ، تدافع به عن الحق ، وعن نفسك .
أيها الإخوة الكرام ، لا زلنا في :
﴿ أَنْزَلْنَا ﴾
كل شيء نزل من السماء فيه خير كبير ، فيه نعمة كبيرة ، وكل شيء جاءنا من البشر فيه شر كبير ، لذلك قال تعالى :
﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾
( سورة الروم )
سوءات الحس تواريها الثياب ، وسوءات القيم تواريها التقوى ، ولعل سوءات القيم أشد قبحاً من سوآت الحس .
تربية الأولاد على جمال الظاهر والباطنِ :
أيها الإخوة ، الله عز وجل يقول :
﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾
( سورة الأعراف الآية : 32 )
هذه الأشياء الجميلة مِن نِعم الله الكبرى ، والله مرة دخلت مدرسة شرعية ، والله فيها لمسات جمالية ، شيء يحير العقول ، الدخول للمدرسة شيء محبب .
حدثني أخ مقيم ببلاد بعيدة ، من شدة أناقة المدرسة وجمال أبهائها ، وتأمين الحاجات التي ترضي الطلاب ، الطفل في يوم العيد يبكي ، تطوق نفسه للذهاب إلى المدرسة يجب أن تكون هكذا مدارسنا ، وهكذا مساجدنا ، وهكذا بيوتنا ، العنصر الجمالي نحن مقصرون جداً فيه .
تجد قرية أنيقة ، شوارعها ، حدائقها ، الأشجار تحف بها ، لأن أهل هذه البلدة يوم الجمعة جميعاً يعملون في تنظيفها ، وفي تجميلها ، وفي تزينها .
المساحات الجمالية ، شيء يلفت النظر ، قد تدخل إلى مسجد ، والله في قرية دخلت من يومين مسجدها رأيتُ شيئا جميلا جداً ، الأناقة ، والسجاد ، والثريات والتدفئة ، شيء جميل جداً ، المكان الجميل يستهوي ، الآن ماذا فعل أهل الدنيا ؟ أنشؤوا فنادق بخمس نجوم ، جميلة جداً ، لكن فيها الخمور ، وفيها الزنا ، وفيها المعاصي والآثام ، وفيها الحفلات الراقصة ، وفيها النوادي الليلية ، من ربط الجمال بالكفر والمعصية ؟ هم نحن لما نربطه بالإيمان والطاعة ؟ ماذا ينقصنا ؟ من هذا الذي ربط الجمال بالكفر والمعصية ؟ نحن يجب أن نربطه بالإيمان والطاعة ، والبوادر طيبة جداً .
قد تدخل معهدا فيه نظام ، فيه أناقة ، فيه لوحات .
دخلت مرة إلى ثانوية في تركيا أقسم لكم بالله كأنها فندق خمس نجوم ، شيء محبب ، اللوحات الفنية ، النظافة ، الأناقة ، النبتات .
أنا أتمنى أن نقيم مسحة جمالية في بيوتنا ، لأن البيت الجميل يستهوي الأولاد ، والبيت غير جميل ، ما فيه نظام ، فيه فوضى ، فيه تنازع بين الأم والأب ، الأولاد يهربون منه إلى الطريق ، إلى أصدقائهم ، فقدتَ ابنك بهذه الطريقة ، اجعل البيت شيء يجذب الأولاد إليه .
خاتمة :
أيها الإخوة ، الأشياء الجميلة والأنيقة هي من الإيمان ، وأيضاً من الحضارة أن تجد حديقة ببلد متطور نظيفة بشكل غير معقول ، وما مِن إنسان يمكن أن يؤذي الحديقة ، تجد حديقة ببلد متخلف ، حينما أُنشأت رائعة جداً ، بعد حين أصبحت مكانا للقمامة ، هذا شيء غير معقول إطلاقاً ، فنحن يجب أن نربي أبناءنا أنه يعتني بالأشياء العامة بالحديقة يعتني بالمركبة العامة ، ما يكتب ، أيام تجد خط مكتوب على الحيطان ، يكون الحائط حجر ما عاد له حل ، يريد نحت مرة ثانية ، ففي تصرف غير جمالي ، غير مقبول إطلاقاً بسبب ضعف التربية ، وضعف القيم والوازع .
لذلك أنا ركزت في هذه الآية على كلمة :
﴿ وَرِيشًا ﴾
نحن إذا كانت بيوتنا جميلة جمال الانسجام ، لا جمال الفخامة والغلاء ، بل جمال انسجام ، أحيانا طلاء البيت رخيص ، لكن بلون زاهٍ ، يحدث راحة نفسية ، الأثاث المتناسب يحدث راحة نفسية ، ولما تكون بيوتنا غير جميلة إطلاقاً ، وفيها خصومات ، يهرب الطفل من البيت ، ويجد الطريق أجمل ، فقعد مع رفاقه ، ودخل المطعم ، فخسرناه ، فاترك ابنك عندك ، خصِّص له غرفة خاصة ، خصِّص له مساحات جمالية ، خصِّص له منظرا طبيعيا صغيرا ، لوحة ، آية قرآنية مثلاً ، أنا أتمنى أن نربط الإيمان بالجمال الإيمان جميل ، الإيمان أجمل شيء بحياتك أنك مؤمن ، صادق ، أمين ، متواضع ، وأَضِف لإيمانك ، ورحمتك ، وإنصافك ، وعدلك ، وفصاحتك أَضِف مكانا جميلا ، عندك محل تجاري اتركه جميلا ، اترك مكتبك جميلا ، اترك الصيدلية جميلة ، الجمال يجذب الغرب ، انتبه لهذه الناحية ، أي مكان تذهب إليه ، تجد طريقا عاما ما له لون أبداً ، كان في الشتاء ففي أيام مطر ، ومسّ الطينُ الحيطانَ ، تجد منظرا لا يحتمل ، هذا من المفروض أن نكافحه .
لذلك أنا ألحّ في هذا الدرس أن نعتني بالجمال ، حتى نجذب الناس إلينا ، حتى نري الناس أن الإسلام جميل ، وأهله عندهم أذواق رفيعة جداً .
إذاً :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾
هناك سوءة جسمية سترها بالثياب ، وسوءة نفسية سترها بالتقوى .
تكلم أحدُهم كلاما بذيئًا جداً ، ويرتدي ثيابا أنيقة جداً ، قال له شخص ، إمّا أن تتكلّم مثل لباسك ، أو تلبس مثل كلامِك ، إما أن تنطق بكلام جميل كهذه الثياب ، أو أن ترتدي ثيابا كهذا الكلام ، الانسجام مطلوب بهذه الحياة .
الآية دقيقة جداً ، فيها أنواع السوءات ، وأنواع اللباس ، وفيها إشارة إلى أن الريش له هدف جمالي فقط ، الآن كل شيء تراه عينك من خَلق الله جميل ، الفواكه كلها جميلة ، الأشجار جميلة ، الجمال جزء من خَلق الله عز وجل .
انظر إلى السماء قبل الغروب فيها الشفق الأحمر ، انظر إلى البحر كيف ألوانه متدرجة ، انظر إلى الأخضر ، لماذا خلق الله أشياء جميلة جداً ؟ كي تكون مرتكزاً لأوصاف الجنة ، هناك أماكن فيها غابات ، فيها إطلالة على بحر ، فيها أشجار جميلة .
كم نوعا من الأزهار ؟ والله هناك مئات ألوف من أنواع النباتات هدفها فقط إمتاع العين فقط ، ألوف مؤلفة من النباتات الجميلة من أجل أن تستمتع بها .
إنّ الجمال في الإسلام منضبط بمنهج الله ، ما في مثلاً نريد أن نعلم طلاب الفنون الجميلة يرسموا امرأة عارية ، هذا مرفوض في ديننا ، لأن المرأة لها أحكام خاصة ، المرأة زوجة مقدسة ، المرأة نبت مقدسة ، لا يصح أن تكون المرأة سلعة رخيصة ، أو مظهر جمالي فقط ، المرأة يجب أن تصن بالثياب ، أما جمالها لزوجها ، لمحارمها ، وليس لكل الناس .
والحمد لله رب العالمين
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=1757&id=97&sid=101&ssid=253&sssid=254