يستعرض الدكتور راغب السرجاني بصحبة العالم الدكتور صلاح سلطان ظاهرة بل كارثة من كوارث العالم الإسلامي وهي كارثة الأمية، ليوضحا خطورة الأمية على النهضة الحضارية للمسلمين، والمفاسد المترتبة على الأمة من الأمية، مع بيان الخطوات العملية لمواجهة هذه الكارثة
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرّحيم إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله
أمّا بعد :
فأهلاً و مرحباً بكم في هذا اللّقاء المبارك و أسأل الله عزّ و جل أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين
د.راغب : حلقة جديدة من برنامجنا صناعة العلماء , تحدثنا في الحلقة الفائتة عن قضية خطيرة تعاني منها الأمة الإسلامية و الأمة الإسلامية تعاني في كل بلدانها حقيقة و هي قضية هجرة العقول الإسلامية إلى بلاد الغرب أو قل استنزاف العقول الإسلامية إلى بلاد الغرب تحدثا عن هذه الظاهرة و تحدثنا عن قضية مكوث العلماء هناك في هذه البلاد لسنوات طويلة و قد يكملون بقية العمر و هذا يؤدي إلى تدمير للبلاد الإسلامية و تعمير للبلاد الغربية و ذكرنا في هذه الحلقات الماضية طرفاً من الحل و طبعاً الحل يا أخواني ليس قضيةً سهلة القضايا التي تأثرت منها الأمة على مدار عقود و عقود لا يمكن أن تحل في يوم و ليلة و لكننا طرحنا بعض الحلول مثل زرع الانتماء في عقول و قلوب هؤلاء المهاجرين قبل أن يذهبوا إلى البعثات العلمية في الخارج قضية الزواج قبل أن يسافروا إلى هذه البلاد
قضية إنشاء مؤسسات علمية قوية في بلداننا تستطيع أن تستقبل هؤلاء مرة ثنية عندما يعودوا إلى البلاد
قضية الكفالة المالية و الاجتماعية و العلمية لهؤلاء من كبار الاقتصاديين و رجال الأعمال المسلمين يعني
قضية تتحول إلى قضية أمة و هذا بإذن الله يكون سبباً من أسباب الحل و قد يؤدي إلى عودة هؤلاء المهاجرين إلى نهضة علمية حقيقية في داخل البلدان الإسلامية اليوم بإذن الله .
مع أستاذنا الفاضل الدكتور صلاح سلطان :
أهلاً و سهلاً دكتور صلاح نناقش قضية جديدة لعلها من القضايا الماسة جداً في أمتنا و التي أعتقد أننا إن كنا سنتحدث عنها قد يقول الكثيرون من المشاهدين و المشاهدات لعلنا بدأنا بهذه القضية نحن نبحث الآن عن صناعة العلماء و مع ذلك بلادنا في كل أقطار العالم الإسلامي إلا ما رحم اله عز و جل تعاني من مشكلة الأمية عدم القراءة و الكتابة عدم القدرة على القراءة و الكتابة في القرن
هذه المشكلة في هذه الضخامة حجمها كبير هي ليست حالات إنما هي ظاهرة و يكفي أن أشير إلى أخواننا و أخواتنا اللّذين يشاهدوننا الآن أن نسبة الأمية في مصر إذا يعني اعتبرنا فوق سن 15 سنة ألناس فوق 15 سنة تصل إلى 29.3% أي ثلث المجتمع المصري الذي تجاوز سن 15 سنة لا يقرأ و لا يكتب
و لو أخذنا الشريحة العمرية ما بين 15 و 24 يعني سن مرحلة الشباب ستجد أن الأمية تصل إلى 15% في هذه المرحلة من مراحل الشباب التي هي مرحلة إنتاج و عمل و حركة و إبداع .
لو قارنت هذه الأرقام بالكيان الصهيوني المسمى بإسرائيل المزروع في داخل وطننا الحبيب فلسطين ستجد أن نسبة الأمية في من هم فوق سن 15 هي 2.9% التي هي لدينا 29% أي أقل عشر مرات من النسبة في مصر و نسبة الأمية في الشباب اللذين هم بين سن 15 إلى 24 تكون حوالي 0.2 أو 0.3% في شباب اليهود اللذين يعيشون في فلسطين
هذه المقارنة البشعة و هذه الأرقام المفزعة توضح لنا مدى اﻷزمة التي نعيش فيها و هناك أرقام كثيرة و لعل الدكتور صلاح في كتابه مخاطر الأمية تعرض لمثل هذه الإحصائيات نريد أن نعرف منك يا دكتور حجم هذه الظاهرة و مدى خطورة هذه الظاهرة على الأمة الإسلامية
د.صلاح : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد
الحقيقة المقدمة التي طرحها الداكتور راغب تمثل ناقوس الخطر الكبير جداً في أمتنا الإسلامية لأنه لا يعقل أن تكون أمة إقرأ لا تقرأ
الأمية لغاية سنة 2000 كانت أمية القراءة و الكتابة لجملة بسيطة و ليست فقط لاسمه و جملة بسيطة يستفيد منها الإنسان يعرف اسم الشارع يكتب اسمه يعرف حساب بنكي هذا كان تعريف هيئة الأمم المحدة قبل سنة 2000 و بعدها أصبح تعريفها هي أمية الكمبيوتر فالآن نحن في أمية القرن الماضي العالم العربي فيه 99 مليون عربي لا يقرأ و لا يكتب من أصل 300 مليون فعلاً الثلث قريب من الثلث حوالي 31 أو 32% مصر كما ذكرت نسبة الأمية 29.3% أي 17 مليون أمي لا يقرأ و لا يكتب 19 مليون إنسان لا يقرأ أية جملة و لا يعرف أن يكتب اسمه هذه تسمى كارثة بكل المعاني تزيد عن الزلزال الّذي حصل في مصر يزيد في نسبته الحرب التي حصلت بين العراق و الكويت التي أنفق فيها مالا يزيد الفاتورة الأولى لحرب العراق كي للجيوش الأجنبية تأتي تحت لواء المجد العذراء شوارسكوف و الجيوش العربية تدخل تحت إمرته كان صدام ظالماً . . . الأمية هذه تحتاج إلى 6 مليارات لإنهائها تستطيع أمة واحدةأن تنهيها لكن الأمة العربية لديها استعداد لأكثر من ذلك أول فاتورة لرد ظلم صدام حسين و كان ظلماً بيناً دفعت أول فاتورة 671 مليار دولار إلى الحكومة الأمريكية نحن نفرط جداً في الإنفاق العسكري و نقصّر جداً في الإنفاق العلمي على الأساس
د.راغب : العسكري ليس موجهاً لليهود
د.صلاح : بالطبع طبعاً
أسد علي و في الحروب نعامة
فتخاء تنفر من صفير الصافير
هذا بلاء مستطير فعلاً
إنما لما يكون الأمية بهذا الحجم و بهذا الشكل في حين أن هناك بلاد كثيرة يعني كما ذكرت في كتاب مخاطر الأمية على الأمن الاجتماعي و دور الأئمة و المساجد في علاجها أنت لديك بلاد بالكامل غير مسلمة و نسبة الأمية فيها وصلت إلى 1% منها الاتحاد السوفيتي الملحد الّذي لا يؤمن أفراده بأي دين على الإطلاق نسبة 1% نيوزلندا انكلترا السويد كوبا رفعوا شعار الثورة هي التربية و التربية هي الثورة و عطلوا الدراسة كاملة كل المدرسين يعملون في محو الأمية فقط و كل الناس تنتظم في دراسات محو الأمية فانتهت الأمية و صارت صفراً في كوبا
د.راغب : ظاهرة في أمريكا الجنوبية تحتاج الدراسة حقيقة لأن دول أمريكا الجنوبية بالكامل تقريباً نسبة اﻷمية فيها أقل من 2% بالكامل تقريباً يشمل ذلك البرازيل و الأرجنتين و شيلي و بوليفيا و حتى كولمبيا التي هي مملوءة بالمخدرات و المشاكل و الأزمات السياسية نسبة الأمية فيها أقل من 2% على عموم الشعب كله
د.صلاح : المعروف أن الأمية تؤدي إلى مخاطر عديدة جداً من نواحي شتى هذا الموضوع له علاقة بقضية صناعة العلماء لأن هؤلاء لم يتح لهم فرصة أن يتعلموا ممكن أن يكون أذكى من مخترع في أي مكان في العلم إهدار طاقة الأمة لكن أنت لم تتح له فرصة التعليم فأنت إذاً تقلل فرص ثلث الأمة لا يقرأ و لا يكتب هؤلاء لو في فرص التعليم ربما يخرج منهم نبغاء و يخرج منهم مخترعون و متميزون و مبدعون أنت تقلل شريحة الإنتاج لصناعة العلماء .
د.راغب : ندخل في هذه النقطة و أقول للجمهور ممن يشاهدنا أن الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم كانوا أميين قبل الإسلام كان جل الصحابة من الأميين لا يقرؤون و لا يكتبون و لا يعرفون شيئاً
د.صلاح : و الرسول صلى الله عليه و سلم جعل فداء كل أسير أن يعلم 10
د.راغب : لكن هؤلاء الأميين أصبحوا أئمة للعالم أجمع لا أقول للجزيرة أو لمكة بل أئمة للدنيا بكاملها فعلاً كما تقول يمكن أن يكون هناك طاقات هدرة في هذا الثلث الّذي لا يقرأ ولا يكتب يمكن أن يكون هناك عباقرة يغيروا مسار التاريخ كلهو ليس الأمة فقط لكن لا يعلمهم أحد
د.صلاح : هنا أنت تظلم فئة ظلماً بيناً و تظلما المجتمع معهم لأن كل الدراسات الغربية و غير الغربية على فكرة أمريكا فيها 23 مليون شخص لا يقرأ و لا يكتب و هذا شيء مستغرب على المجتمع الأمريكي .
البلوة الأساسية في هذا الأمر أن الأمي هو أكثر الناس استهلاكاً للمال بطريقة غير صحيحة لأنه لا يعرف كيف من الممكن أن يوظف طاقاته المالية و أكثر الناس عرضة أن يكون مجرماً فهذا فيه خطر على أمن البلد خطر على أمن الأفراد خطر في كل الجوانب خطر على زوجته و أولاده لأنّ الأمي الّذي يتزوج أمية مثله في الغالب لا يهتم بتربية أولاده و لا يعرف أهمية العلم فيضيع أجيالاً تالية و يستمر مسلسل الأمية بهذا الشكل .
د.راغب : أيضاً ستجعلها الأمية في مشاكل اقتصادية لأن فرص العمل له ليست كما تلك المتاحة للمتعلم .
د.صلاح : حتى لو دخل له دخل سيسيء التصرف بالدخل
في أزمات كثيرة في المجتمع تساهم في صناعة التخلف أنت بدل أن تصنع التحضر أنت تصنع تخلف بيديك فهذا الوضع المؤلم الموجود في العالم العربي و الإسلامي يوجب
و أنا من حقي أن ألوم الحقيقة التيارات الإسلامية بأنواعها كلها اللّذين جلسوا ساعات يتنابذون حول قضايا من الفروع لا أستطيع أن أسميها أكثر من الفروع و ليست من الأولويات و لم يتحالفوا على قضايا مصيرية مثل علاج الفقر و الجهل والمرض هذا الأخطبوط أو السرطان الثلاثي كما يسميه الباحثون سرطان العالم العربي الأمية و الجهل الفقر و المرض يعني هذا الأخطبوط الفقر و الجهل و المرض فالجهل هو الأمية
نحن أمام مخاطر كبيرة جداً على المجتمع حالاً و مستقبلاً بسبب قضية امية
الجماعات الإسلامية لو أنهم قالوا نحن وضعنا مشروع لمحو الأمية أظن أنه سيكون في عداد الجانب الأمني قد يفتح لهم الأبواب و لدينا تجارب ناجحة مثل التجربة المغربية سنة 2005 قالوا سنبدأ بألف مسجد يعلمون الأمية نذهب إلى مدارس تعليم الأمية يذهب يتعلم قليلاً و يترك و النساء لا تذهب و على فكرة ثلثين الأمية في العالم العربي في النساء فالأم الأمية هذه لا تحسن تربية أولادها إن اليتيم الّذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولاً فأنت تضمن أيتام و إن كان أبوه موجود و أضرب أحد الأمثلة أحد الأمراء جلس يعطي كان لديه يوم يعطي الناس المحتاجين فذهب إليه أحدهم و قال له أعطني
قال نعطيك لماذا ما هي حالتك هل أنت محتاج
قال نعم انا من الخوالف
قال ويحك إن الخوالف هن النساء اللواتي قعدن عن الجهاد
قال إذاً أنا من القواعد إن القواعد هن النساء اللواتي لا يرجون نكاحاً
قال اكتبني عندك في أي شيء اعتبرني فقيراً بأي شكل
قال فيم
قال اكتبني في العميان
قال اكتبوه في العميان فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور !!
هذا شخص جاهل يريد المال فقط ففرح الرجل أنه سيأخذ راتباً لأنه من العميان
قال و اكتب ابني
قالوا فيم نكتبه
قال اكتبوه في الأيتام
فقال الأمير نعم اكتبوا ابنه في الأيتام فمن كان هذا أبوه فهو يتيم
فهناك فعلاً أيتام كثر لأن ثلثي الأميين في العالم العربي من النساء
ففي يتم حقيقي لهذه الفئة الكبيرة من الأطفال في 10 مليون طفل في العالم العربي فقط لا يقرؤون و لا يكتبون فأنت لديك مرض عضال حقيقةً لما يكبر يكبر بجراح كبيرة و عميقة جداً فالمفروض أن التيارات الإسلامية و الجماعات الإسلامية و غيرها تأخذ تجربة المغرب بدؤوا سنة 2005 بألف مسجد و قالوا سنصل في 2010 و وصلوا بالفعل إلى 2500 مسجد يعلموا الأميين بدأ الأمة يدربوا على كيف يعلمون الأميين بدؤوا يستدعون بعض المدرسين النساء تذهبن في وقت الصباح و الرجال في المساء
حبّ الناس للمساجد طبيعي يذهب للجامع فهو يذهب إلى الجامع يأخذ بالمرة دروس محو الأمية
فعلاً نسبة النجاح في هذه المعاهد من خلال المساجد أكبر بكثير جداً من أي نسبة في أماكن أخرى
نسبة فلسطين المنكوبين اللّذين إسرائيل قفلت لهم الكثير من المدارس و قتلت خلال أعوام عشرات الطلاب بل مئات الطلاب و إغلاق المدارس عندهم دأب مستمر و مع ذلك يدرسون تحت الأشجار و يدرسون فوق الأحجار و نسبة الأمية لديهم لا تزيد عن 3% عارٌ على بلاد كبرى عربية و إسلاميةأن تكون فيها نسبة الأمية 29.3% و فلسطين المحتلة المضطهدة المحاصرة التي تتعرض إلى القتل البطيء القتل صبراً و نسبة الأمية فيها 3% و نسبة العنوسة فيها 1% على فكرة نحن لدينا ما شاء الله نسبة العنوسة تزيد عن 40% الآن و أقول أمراض التخلف عن الجهاد تجعل الناس انظر ارتباط محو الأمية مع غزوة بدر في ارتباط حقيقةً المجتمع الواحد الناهض لا يقبل أن يكون جاهلاً و لا يقبل أن يكون عالة على الأمة .
د.راغب : أيضاً أريد أن أوسع الدائرة و أقول أن قضية حل مشكلة الأمية ليست مهمة الجماعات و التيارات الإسلامية يجب أن نجعلها مهمة شعبية نجعل كل من يشاهد هذه الحلقات من عموم المسلمين و المسلمات لديه القدرة على حل هذه المشكلة
أنا لي أحد الأصدقاء قام بعد أن سمع في محاضرة عن الأمية و مخاطر الأمية و ما إلى ذلك الرجل جاءت له الحمية أن يعلم 2 من البوابين الموجودين في منطقته
بقي معهم كما يقول 8 لقاءات خلال شهر مرتين كل أسبوع و كل مرة ساعتين
و قال لي في آخر الشهر أتقنوا القراءة و الكتابة أو قل محسنين للقراءة و الكتابة القضية أصبحت أنه هو يستطيع أن يقرأ و يكتب بعد جهد شهر ليس مكثفاً و من علمه ليس مدرس و لا متتخصص بل هو إنسان عادي في القراءة و التابة فنقل القراءة و الكتابة إلى هذا الإنسان أقول أنه من مخاطر الأمية كبيرة جداً
هذا الأمي لا يمسك المصحف تخيل لو أنا علمته فقط القراءة و الكتابة بنية أن يقرأ القرآن فله في كل حرف حسنة و الحسنة بعشر أمثالها تخيل مدى الحسنات التي جاءت لك نتيجة أنك علمته القراءة و الكتابة هذا الأمي لا يقرأ حديثاً للحبيب صلى الله عليه و سلم لا يفتح كتاباً في الشريعة أًصبح معزولاً عن الدين و لا يمسك الجرائد و لا يعرف أخبار الدنيا لو ذهب للانتخابات يقولون له العصفور الجمل الحصان . . . هذا في القرن 21 . . .
د.صلاح : الحقيقة واحد من الشباب جميل ركب القطار تعرف القطار يكون ستة في وجه بعض 3×3 فوجد نفسه في وسط بنات يريد أن يعاكسهم فهو جاهل فاشترى جريدة و مسكها بالمقلوب فبدل أن يجذب البنات إليه أخذوا يضحكون فقالوا له انت طالب تدرس أين قال أنا طالب في جامعة القاهرة . . .
فقالوا له في أي كلية
قال في كلية الآداب
قالوا في أي قسم من كلية الآداب قال لهم في قسم الميكانيكا . . .و القطار كله يضحك عليه و كل ما قابله أحد أنت كلية الآداب - قسم الميكانيكا
هذه قصة أعرف صاحبها جيداً نجح واحد أمي لا يقرأ و لا يكتب رغم أن القانون يمنع أن يترشح واحد لمجلس النواب و هو لا يقرأ و لا يكتب فنجح رجل . . . و جاءه رجل بعد ان نجح بطلب فأمسك الطلب بالمقلوب و عمل نفسه يقرأ
و من ثم قال له أنت ماذا تريد في النهاية
قال أنا كنت أعمل في مصنع هنا جانب البيت و كنت أخرج من المصنع أعمل في الغيط قليلاً لأعيش المدير قال أن المصنع نقل إلى القاهرة فأصبحت لا أستطيع أن أذهب إلى ارضي و لا أن نعيش لأن دخلي بسيط
قال له باختصار ماذا تريد
قال له أريد أن أنقل
قال انتهى الأمر أكلم لك وزير النقل لينقلك . . . عقلية جاهل . . . أمية فكرية . . . هذا يعرض إذا كان ينتمي لحزب يعرض الحزب كله إلى سخرية الجميع و يقولون معقول أن تصل المسائل إلى هذا الحد فنحن لا نريد أبداً لأبنائنا و بناتنا أن يكونوا موضع سخرية من الآخرين موضع فراغ من العقل و الذّهن و القلب ينتمي لأي اتجاه أو أي مكان فيعيبه و يزري به .
د.راغب : بهذا دكتور ممكن ندعو الاقتصاديين و أصحاب الخير و رجال الأعمال إلى الإنفاق في مثل هذا الوجه و اعتباره من باب في سبيل الله حتى أقول من الزكاة و ليس فقط من الصدقة و أن يتبنوا مشروعات كبرى تنتشر في القرى و المحافظات و في كل مكان لتعليم الأمية mission مهمة تأخذها الأمة لتعليم كل الأميين القراءة و الكتابة نأخذها بقوة
د.صلاح : فعلاً نحن أمة منكوبة لا نستطيع أن نعمل مثل كوبا . . . من غير المعقول فعلاً يجب أن تتغير عقليتنا اعتبر أنها كارثة
د.راغب : هل يجوز الصرف على ذلك من الزكاة
د.صلاح : لا حرج في ذلك خاصة إن كان أكثرهم من الفقراء و طبيعي أن أكثر هؤلاء الجهلاء أن يكونوا من الفقراء
د.راغب : أقترح أيضاً على الإخوة الّذين أكرمهم الله سبحانه و تعالى بالمال و هو ليس لديه الوقت الكافي للتعليم
أن يأتي بمدرس و يكون مدرس محترف و يعطيه و يجزل له العطاء لأن المدرس يبحث أيضاً عن حاله و ظروفه . . . أقول له علم هؤلاء العشرة من أهل الحي و أعطيك راتب شهري قدره 500 أو 1000 أو غيره . . . و تذهب مرتين أو 3 في الأسبوع في مكان ما و كلها جهود ذاتية لا مدرسة و لا أي مكان في بيت أحدهم و هذه المهمة بعد أن تنهي هؤلاء تأخذ 10 غيرهم و غيرهم لو هذه الحركة في المجتمع تحققت أتوقع أن الأمية تندثر لسنا أقل من كوبا أو بوليفيا او كولمبيا و لا أقل من أي دولة في العلم نحن أعلم من الجميع بإسلامنا
د.صلاح : لو وجدت الإدارة القوية و الإرادة السوية و الانطلاقة الفتية سنتغير الحقيقة المشكلة ليس الإرادة الناس قد تشعر أنها أزمة يجب أن تتغير و نحن يجب أن نهي هذه الأزمة أدعو فعلاً كل إنسان في العمل التطوعي نحن قل و تراجع جداً العمل التطوعي نحن لدينا صيف يعني شباب الأمة الصغير في الثانوي يستطيعون أن يكونوا مدرسين لمحو أمية الشباب الأصغر منهم أو للكبار فنغذي قضية العمل التطوعي
د.راغب : القضية فعلاً شعبيةو الناس تتحرك فيها في آخر دقيقتين . . . نريد تعليق سريع على قول الحبيب صلى الله عليه و سلم
(( إنا أمة أمية ، لا نكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا وهكذا . يعني مرة تسعة وعشرين ، ومرة ثلاثين . ))
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1913
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
د.صلاح : كان في بداية الأمر لكن نزل عليه و أمر في الكتاب ثم نزلت مادة العلم وحدها 165 مرة التدبر و التفكر و السؤال إلى آخره و صار أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
د.راغب : أي أنه يقرر حالة و لا يصف صفة لازمة
د.صلاح : هذه تحتاج مني و لدي أمل و كاتب هذا في خطتي العشرية لأبحاثي ((النصوص الشرعية بين الوصفية و المعيارية )) البعض أخذ النص الوصفي و جعله نص معياري نحن امة أمية هذا وصف إنما
(( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ))
( العلق / 1 )
هذا معيار يجب أن تصل إليه فليس من الممكن أن يصبح الوصف معياراً
(( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))
( البقرة /217 )
لا يمكن أن أحاربهم ليكونوا مسلمين بالغصب
(( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))
( البقرة /256 )
المعيار
(( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))
( البقرة /256 )
لكن
(( إنا أمة أمية ، لا نكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا وهكذا . يعني مرة تسعة وعشرين ، ومرة ثلاثين . ))
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1913
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
هو وصف بأنهم يحاربوننا حتى يردوننا عن ديننا
نحن أمة أمية هذا وصف للواقع و حالة كانت مكوجوة و بعدين هم كانوا أميين في القراءة و الكتابة لكن كانوا بلغاء في الفصاحة و البيان نحن لدينا لا قراءة و لا كتابة و لا يعرف لغة عربية و لا بيت شعر و لاغيره بالعكس هناك ناس في مواقع مسؤولية كبيرة جداً و لا يعرف أن يقول كلمة عربية صحيحة هناك أمية حقيقية في قراءة اللغة العربية في أمية حقيقية و في فهم الأساسيات الإسلامية
د.راغب : عامة طبعاً الوقت للأسف معكم يمر بسرعة و نسأل الله أن يجمعنا على الخير دائما
كما رأيتم القضية خطيرة و أنا أقول أن الأمة إذا ارتفعت بهمتها تستطيع أن تخرج من أزمتها مهما صعبت الظروف و ضاقت عليها السبل
و أنا أذكر يا أخواني قبل الختام بأن الأمة الإسلامية في زمان دولة الأندلس أيام عبد الرحمن الناصر و الحكم بن عبد الرحمن الناصر الّذيم حكموا من سنة 350 إلى 366 هـ يتكلم عن 1000 سنة ماضية كان في كل بلاد الأندلس ليس هناك أمي واحد لا من الرجال و لا من النساء من ألف سنة بإمكانيات الزمن القديم
نحن لا عذر لنا في هذا الموضوع في زماننا الآن .
نسأل الله أن يعز الإسلام و المسلمين ، نتكلم عن غير هذه القضية في الحلقات القادمة .
جزاكم الله خيراً كثيراً و السلام عليكم و بركاته .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
* * *