بعد أن استعرضنا في الحلقات الماضية خطورة استنزاف العقول على الأمة الإسلامية، نعيش في هذه الحلقة مع أصحاب الفضيلة الدكتور راغب السرجاني والدكتور صلاح سلطان ليقدما لنا مجموعة من الحلول العملية لتلك المشكلة، منها: معرفة العالم الغاية من الخلق، وهو عبادة الله وحده، كذلك فهم القضية وأنه سيرجع لبلده مناضلا من أجل إصلاحها وتحسين حالها، مع تعليم الأبناء على حب الأوطان وأنها من الإيمان
د. صلاح : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و أفضل الصلاة و التسليم على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و نشهد ان سيدنا و نبينا و عظيمنا محمداً عبد الله و رسوله اللهم صلي و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و التابعين و من تبعهم إلى يوم الدين ثم أما بعد :
أحبابنا في كل مكان من أرض الله تعالى نحن معاً في برنامج صناعة العلماء نحن بإذن الله نصنع الحياة من خلال صناعة العلماء
كنا في الفقرات الأخيرة نتحدث عن استنزاف العقول أو ما يسمى تجملا ً هجرة العقول و بينا الأسباب التي تدفع بهم للخروج و البقاء في الخارج و يصبح لدينا نوعين من المتقابلات :
- تدمير للمنطقة العربية و الإسلامية
- و تعمير للحضارة الغربية بهذه العقول المتميزة
هذا الأمر يتم بشكل دائم و نحن لا بد أن نضع حلاً لهذه العقول التي تضطر إلى الهجرة أو إلى الخروج أو تستجلب للهجرة بإغراءات ضخمة و كبيرة جداً ، نحن نريد ان نعالج هذه القضية و يسعدني جداً أن يكون دائماً معي في هذا البرنامج أخي و حبي في الله فضيلة الدكتور العالم المؤرخ المربي الدكتور راغب السرجاني فمرحبا بك و نحن سعداء لهذه الصحبة الطيبة في الله و لله تبارك و تعالى .
الحقيقة نحن ذكرنا أرقاماً و إحصاءات و أسباب و علل و مواقف في قضية استنزاف العقول و الناس في الخارج تقول أنا أعود فأجد الشوارع مثقبة و لا أحد يحترم إشارات المرور ، رجل بريطاني بقي 35 سنة في الدول العربية و كتب مقالاً بعد أن عاد و قال أنا أريد ان أقول لكم شواهد رأيتها في الشرق و ذكر 35 ظاهرة من الظواهر المرضية جداً في الطريق و القمامة و الطوابير ،
فهناك نظام و في بلادنا اللانظام
و هناك توجد المعامل و هنا توجد السجون و المعتقلات
هناك تكريم العلماء و هنا تجريم للعلماء و بين التكريم هناك و التجريم هنا يقول مالذي يأتي بي فأنا لست حراً هنا بنتائج الأبحاث و القضايا العلمية التي إن أثرت على شركة من الشركات إلى حد كبير من الممكن الهاتف المحمول أو نوع من المحمول الناس في الغرب تعترف أن سياراتهم فيها مشكلة و تجمع السيارات و تكلف عشرات المليارات و ليس الملايين لكن بشجاعة يقول ذلك و يعترف به أما نحن لو سيارة يصنعها شخص كبير و تبين أن السيارة كما العبارة . . .
د. راغب : أنت فتحت كل الملفات . . .
د. صلاح : لم يعودون إذاً فهم مستقرون في الخارج و الرواتب جيدة و في مساكن محترمة لم يعود أليشتري شقة أو . . .
د. راغب : بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
(( لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ ))
( النجم / 58 )
الذي يجعله يعود ان يفهم لماذا خرج و هو لا يفهم لم خرج إلا ان يربى بشكل صحيح فهي مشكلة تربية في المقام الأول لم يعيش ؟
فهي قضية الحياة من أولها إلى آخرها المهمة التي يجب على المسلم هل خلق الله عز و جل الإنسان ليعيش مستريحاً في الدنيا ليحقق ما يستطيع من ترف العيش و من رغدها و القصور و السيارات الفارهة و الحياة المنتظمة و ما إلى ذلك ؟
نحن لم نخلق لهذا الأمر و إن كنا نفعل هذه الأمور لنصل إلى الأمر الذي خلقنا من أجله لنعبد الله عز و جل و نعبده بالقرآن و السنة بالمنهج الذي ارتضاه ربنا عز و جل و ربنا امر ان نعز شان هذه الأمة و ان نقوي من امرها و الأيام دول نحن نعرف أن الأمة الإسلامية لن تستطيع مهما كان الجيل الذي تعيش يفه ان يستمر قوياً أبد الدهر لا بد من لحظات ضعف و قوة و علو و سقوط هذه سنة لا تتغير
(( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلا ))
( الإسراء / 77 )
فإن وجد إنسان في زمن الضعف فأنا أرى أن هذا الإنسان يوكل له أدوار و إن وجد في زمن القوة فله ادوار في كل الأحوال له أدوار لتغيير واقع الأمة إما للحفاظ على التمكين إن كانت الأمة ممكنة أو تمكينهاا إن كانت غير ممكنة هذه المعاني لا تزرع في يوم و ليلة .
د. صلاح : الإام الجويني له عبارة جميلة في هذا الخصوص فهو يقول :
حفظ ما حصل و تحصيل مالم يحصل
د. راغب : تماماً حفظ ما حصل من تمكين و تحصيل مالم يحصل من تطوير و تنمية لو كان لدي هذا المعنى و هو لا يأتي في يوم و ليلة بل هو يزرع على مدار مراحل تربوية مختلفة سواء مرحلة الطفولة الصغيرة قبل المدرسة أو مرحلة المدرسة أو الجامعة أو مراحل الاستماع إلى شيخ أو عالم أو مربي أو داعية هذا فكر منظومة كاملة .
هل العلماء يزرعون هذه المعاني لديك قضية في حياتك هي أن تعبد الله عز وجل و ربنا الذي أمرك ان تعبده أمرك أن تعز شأن هذه الأمة و ان تصل بها إلى أعلى المراتب ، هذه مهمة المسلم أمرنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، هذا دوري : فهمه ربعي بن عامر و أقره الصحابة ظاهر من واقع امر الدين .
فإن تبينت لي هذه الحقيقة و هذه لا تتبين لأحد من الناس بشكل عشوائي أو عابر إنما تحتاج إلى زرع تربويات بجهد جهيد و عمر طويل و بذل طاقات متجمعة من المؤسسات المختلفة العلماء و لحكام و المربين و الآباء و الأمهات منظومة متكاملة .
إن زرع في هذا المعنى أصبح لدي آليات التغيير أصبحت شاباً لا تبدأ من سن الكهولة تبدأ من سن الشباب في سن التكليف له دور أن يغير أصبح له دور لا بد أن يكون كل في مكانه ربنا يسر له ان يخرج إلى بلاد اخرى ليحصل أمراً ما هو يحصله سواء كان هذا الشيئ هو العلم او المال أو المنصب أو كذا أو كذا ليعةد لمهمته الأصلية لا يذهب إلى هناك ليعيش لدنيا
د. صلاح : يقول ممكن ان أعود
د. راغب : بل لا بد ان يعود ليمارس هذا الدور فلو كانت الأمور مستقرة قد لا نحتاج إلى عودته و ليمارس حينها دعوته في الخارج
د. صلاح : الآن يعود هنا باحث و مناضل بينما هناك باحث فقط .
د. راغب : الذي يوجد في هذا الزمن يعظم الله عز و جل من اجره ربنا يقول في القرآن الكريم :
(( وَمَا لَكُمْ أَلا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ))
( الحديد / 10 )
هذا الّذي عادفي ظروف علمية صعبة للغاية فاجتهد و ناضل لإقامة مؤسسة علمية صغيرة بشئ من التطوير ، معظم المشاهدين يقولون هذا حلمٌ و وهم و البلد ليس فيها هذه البيئة
أقول لا ! هذا كلام له أمثلة إيجابية كثرة جداً أعرف أحد الأخوة الأفاضل عمل فترة من الفترات و حالته المادية فقيرة للغاية جمع من هنا و هناك ربنا منّ عليه بفكرة استصلاح الأراضي و زراعة أشجار الزيتون في سيوة و زرع الزيتون لكي ينتج زيت الزيتون في مصر ، و بالفعل أنتج و بدأ يتعامل مع المحلات و يبيع لهم من هذا و أخذ يستورد بعض الزيت و بعدها بدا يفكر و هو مهندس و معه مجموعة من المهندسين من أصحابه فقال بدل أن نشتري الآلات التي نصنع بها الزيت لم لا لانصنع هذه الآلات ؟
ذهلت لما سمعت الموضوع و أخذ يصنع الآليات مع كل ظروف مصر بكل المشاكل التي نعيشها مع كل الفساد الذي نعترف بوجوده و المشاكل مع كل كذا و كذا و وصل إلى التصنيع و لدرجة أنه يقول أن المكنات التي صنعوها تصل إلى درجة من التكرير أعلى من درجة التكرير التي تقوم بها المكنات المستوردة من الخارج .
أقول أول أمر في قضية الإصلاح و العقول قضية فهم
لم خرجت
ربنا خلقني لم
و أنا ربني وضعني في هذا المكان لماذا
لما أعود إلى البلد لا بد أن أعود و كلي يقين أنني لا أعود إلى الجنة و لا إلى الظروف التي انا فيها لأنني عشت و تربيت فيها و أعرف ظروفها بالكامل و لدي مهمة شريفة و نبيلة هي مهمة إصلاح هذا البلد .
فإم كل إنسان صالح ترك هذه البلد فمن يصلح هذه الأحوال و انا لا أتكلم عن مصر بل أيضاً المغرب و الجزائر و سورية و اليمن والسودان اليمن ما أكثر البلاد التي تحتاج المسلمن و أنا آسف لهذه الجزئية أكملها و هي مسألة التكامل بين بلاد العالم الإسلامي فأنا لا مانع إن رأيت أن الظروف صعبة في مصر أن تذهب إلى الجزائر متفوقة فيها الجزائر عن مصر أو متميزة ماليزيا أو باكستان أو تركيا عن مصر يحدث تبادل يأتي أحدهم من هناك في قضية مصر متميزة فيها عن غيرها و أنا يكون لدي شعور المة اواحدة بداية الطريق فهم و تطبيق و أعرف أنني سأتعب و أعاني لكن أنا أكمل .
د. صلاح : رؤية الإنسان الذي نصنعه كعالم المستقبل أو صناعة العلماء الربانيين دوره في الحياة يتحول هذا العلم إلى وسيلة للاسترخاء برغد العيش
(( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ))
( الأحقاف / 20 )
الحقيقة دور العلماء المسافرين للخارج الأصل ان يعود و أشبه هذه الحالة بالاستصحاب و ربما القياس يكون ضعيفاً و البعض قد يحتج بحديث
(( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح : ( لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا ) . ))
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2825
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
لكن في فترة بناء الدولة الإسلامية الأولى كانت الهجرة واجبة على كل مسلمٍ في أي مكان من أرض الله عز و جل أحد هذه الأهداف هو تقوية هذه الدولة الوليدة بطاقات متميزة من العلماء و من المجاهدين و من الناس ذوي النبوغ الاجتماعي و الإصلاح الاجتماعي هذا المجتمع يقوى و دولة المدينة تقوى و مجرد أن حدث الفتح الرسول صلى الله عليه و سم قال :
(( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح : ( لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا ) . ))
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2825
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
استقرت الدولة هنا من الممكن ان نعود للمعنى الّذي طرح أول حلقة :
(( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ))
( آل عمران / 110 )
الحلقة الاولى بناء وحدة دولة مكان الأمة العربية الأمة الإسلامية أننا نحن فعلاً نحتاج ان نغرز قليلاً في هذه الأرض و إن كانت تميد و تتكفأ و هي ليست ثابتة و القوانين تتغير و القوانين تتعدل بأهواء معينة لكن هذا جهاد لا بد ان نخوضه لأن هذه بلادنا ، و كما قال الشاعر :
بلادي و إن جارت علي عزيزةٌ
و أهلي و إن ضنوا علي كرام
و أنا أتمنى فعلاً أن يدرس للناس حب الوطن و حب البلد
د. راغب : فهذا من صلب الدين الناس تظن أن الدين ينفي قضية حب الوطن
د. صلاح : لا أبداً أنا لدي كتاب كامل في المواطنة في الشريعة الإسلامية و ألوم على كثير من الإسلاميين أنهم لا يطرحون قضية المواطنة و الولاء للوطن كجزء من الدين بشكل أساسي و ترك الأمر للعلمانين يعتبرون أن الولاء لهم و هم الوحيدين الذين لديهم ولاء و يضحكون على الأنظمة و يقولون أن الإسلاميين إنما ولاءهم للإسلام من مكة أو من الباكستان و إسلام أفغانستان إنما نحن ولاءنا للبلد ، حتى أن رجلاً لبنانياً يريد ان ينفي أي ولاء سوى للدين أو لغيره يقول :
بلادك قدمها على كل ملةٍ
و من أجلها أفطر و من أجلها صمِ
سلام على كفر يوحد بيننا
و أهلاً و سهلاً بعده بجهنم
و العياذ بالله ؛ يعني الحقيقة لا فجور أكثر من ذلك انا أقول أن الإسلاميين لا بد أن يتعلموا الولاء و يعلموا الناس الولاء للبلد فأنا مسافر أتعلم فأنا من العلماء الذين يصنعون الحياة صناعة العلماء مما يعني أن أعود فأعمر في بلدي بشكل أساسي و بعد ان يستقر الأمر في بلدي لا مانع ان أذهب و أعمر في بلاد أخرى بلدي لا بد ان يكون لها هذا السبق
د. راغب : هذا المعنى يزرع بجهد جهيد يعني من أجل أنا أرى في الكثير من الشباب أختلط بهم و أسمع منهم لديهم إحباط و كراهية حقيقية للبلد للأسف نتيجة المعاناة التي يمرون بها في العمل و بطالة و تأخر سن الزواج و إباحية مطلقة و فساد و تزوير الانتخابات الكثير من المشاكل تجعله يكره البلد لا يعرف ما يقول و مايتصرف ، و كل هذه الأمور لا تسوغ أبداً لمسلم ان يقصّر في مهمته التي من اجلها خلقه ربنا عز و جل .
د. صلاح : نقطة من الناحية الشرعية هناك إثم شرعي و انا جاءني عدد ليس بالقليل من شبابنا فالآن الحكومة المريكية مثلاً صارت وزارة الدفاع باعتبار أن ميزانيتها 700 مليار دولار هذه الميزانية ظاهرة في ميزانيات أخرى أصبحت جميع الأبحاث و الجامعات العلمية لا أبالغ إن قلت هذا فالكلام من الداخل 80% من الأبحاث أصبحت related أو لها علاقة بمسألة التسليح و هذه المسألة فيها نظر فقهي لكن هناك بعض الأمور كمسألة الصواريخ الذكية أشياء تأخذها إسرائيل مباشرة و تصنعها هناك تاخذ براءة الاختراع التي قام بها مسلم و تأخذها للكيان الصهيوني و يصنع بها صاروخ يضرب أخانا في فلسطين و يقوى عظم الدولة المستغلة المغتصبة على حساب أخواننا و ببراءات اختراع من بعض أخواننا هذه المسألة .
د. راغب : و إن كنا نعمم القضية فمن الممكن ان يقول انا أعمل هناك في مجال الأدوية هو في النهاية كما تقول هو بناء و تعمير في البلاد الأخرى و تدمير في بلاد المسلمين و نحن لا يوجد لدينا مانع من حب الخير في كل مكان في الدنيا لكن لا تضيّع أولوياتك ، نحن في زمان حضارتنا الإسلامية لم يكن لدينا مانع أن يأتي إلينا العلماء الغربين من كل البلاد و يعودا بهذا العلم إلى بلادهم
لا مانع ان تنهض بلادهم و تتقدم في الأمور الحضارية العلمية
نساهم و نساعد لكن لا يكون هذا بحال من الأحوال لا يقبله دين و لا منطق و لا عقل و لا عرف من أعراف الدنيا أن أبني في بلاد الآخرين و يتسبب هذا البناء في تدمير بلادي فهذا امر
غير مقبول ارى انه هناك أحد الوسائل العملية التي أتمنى ان نفلح في تكوينها و لعل البرنامج يكون نواة مثل هذا الأمر أن يكون هناك عمل مؤسسي لإعادة هؤلاء المهاجرين أو هؤلاء العلماء الّذين هاجروا في بلاد العالم المختلفة فالأمر طالما هو فردي و طالما القضية موكلة إلى راحته النفسية أو فكرته او ظروفه فلربما ربنا يبعث له عالماً في طريقه يفهمه الأمر فالقضية لن تحل ، أتمنى أن نفلح في تكوين مؤسسة معينة هذه المؤسسة تكون قاعدتها في أي بلد إسلامي مصر مالييا السعودية يكون دورها التواصل مع هذه العقول المهاجرة بشكل مؤسسي أرتبط بهم ارتباطاً واضح وثيقاً
ما وصلوا إليه يصل إلى هذه المؤسسة
و ماوقعوا فيه من مشاكل يرسل إلى هذه المؤسسة و تساعد في حل هذه المشاكل سواء كانت مشاكل مادية او علمية و اجتماعية او أي نوع من المشاكل
مؤسسة كاملة بموقام وزارة من الوزارات تراعي مثل هذه العقول التي هاجرت هذا النوع من الاتصال سيضمن في يوم من الأيام أن يعود إلى الأمة إلى البلد الأم التي خرج منها أما هذا الانقطاع الّذي يحدث يجعله بعد مرور سنة و اثنين و ثلاثة ينسى القضية حتى أنه من الممكن و لا مانع لديه ان يبدل وظيفته و يبدل مجاله العلمي و ينقطع و لا يعود إلى بلده و انا التقيت و رأيت طبيعة الجالية المسلمة في أمريكا تحديداً و حتى في أوربا كذلك في فرنسا و إيطاليا الجالية كثيرٌ منها يكون ما شاء الله لا قوة إلا بالله يخرج من هنا لديه الطموحات العالمية جداً ، طب ، هندسة ، تجارة ، اقتصاد شيء طموحات علمية ليحصل على الماجستير و لظروف الحياة الصعبة يضطر ان يعمل هناك سائقاً في تكسي أو في مطعم و هذا ليس فيه أي مشكلة إن كان يصرف من هذا العمل على مهمتي العلمية ، لكن كثيرٌ منهم و هذه أيضاً ظاهرة وليست حالات فردية الكثير منهم تعوق الطرق العلمية له فلا يعود بعد ذلك إلى بلاده ليعمل في تخصصه الّذي لم يوفق فيه في بلاد الغرب إنما يكمل حياته في هذه المهمة التي كان دخلها للوصول إلى العلم .
د. صلاح : تحولت الوسيلة إلى الهدف .
د. راغب : تماماً تحول تماماً حتى أصبح الهدف الرئيسي هو المكوث في البلاد الغربية و ليس الهدف الرئيسي الوصول إلى كذا أو غيره فقط المكوث و عدد كبير جداً من الجالية يعمل في هذه الأعمال القليلة خرج بعد أن صرفنا عليه جهوداً و وقتاً و علماً و أموالاً في بلادنا ليصل إلى المرحلة الجامعية و ينهيها فإذا به يذهب هناك ليقود سيارات الأمريكان لمدة 30 و 40 سنة من عمره و لا يعود إلى بلاده هذا أمر مؤلم للغاية و انا قابلت أناساً مثلاً أحدهم من cab drivers هناك في أمريكا هذا خريج تجارة و ذاك خريج طب و هندسة
د. صلاح : مرة ركبت مع احدهم خريج كلية الشريعة يقود السيارات و ترك الجوامع .
د. راغب : و هذا أمر يحتاج المتابعة قد تكون لديه مشكلة اجتماعية أو اقتصادية وجود مؤسسة ترعى امثالهم و أنا أهيب بالاقتصاديين و العلماء الّذين يسمعون هذا الكلام أن يسعوا في تأسيس هذه المؤسسة
تمشي على أسس لها آليات و إدارة
و لها ميزانية كبيرة
و أن يكون لها موقع على الانترنت حيوي و قوي يتابع مثل هؤلاء الناس و يراسلها يقدم الخدمات فمن الممكن للبعض ألا يتواصل إلا إذا قدم لهم الخدمات و في نفس الوقت يفعّلهم من الممكن انا أنسافر إلى أمريكا آخذ شهادة علمية سأبقى هناك 5 أو 6 سنوات مالمانع انا و أنت هناك تساعد أخوانك المبتعثين في ظروف صعبة هذه حلقات اتصال الإنسان في الأطرف بالبلد الأم التي خرج منها في بلاد المسلمين .
د. صلاح : أريد ان اقول أمراً مهماً في هذا الإطار ان كل أب و أم قبل أن يدرس في الخارج من المهم جداً أن يتزوج لأنه يفيد في عدد من الأمور :
1- رقم واحد يضمن أن ابنه سيعود لأن الزوجة لما تكون لها أهل هناك ستميل للعودة ينظر ثم يعود يعني يحرص أن يزوجه قبل ان يذذهب قل انا موافق لكن زوجه .
2- ثانياً يضمن أنه لن يفتن أو أولاده على الأقل و نحن رأينا مآس لا حصر لها في هؤلاء الّذين ذهبوا و ذابوا في المجتمع بسبب هذه الزوجة من الغرب التي تزوجها فهي شدته إلى عادات و تقاليد الغرب منعت أولاده من أن يعودوا إلى البلاد و أمه و أبيه و أخته و أي أحد في المجتمع
د. راغب : لم لا تعتطنا فتوى في الموضوع
د. صلاح : أريد مجمع فقهي
د. راغب : أنت في المجمع الفقهي . . . نحن ضيقنا جداً
قضية زواج المسلم من غير المسلمة في بلاد الغرب أعرف أن الموجود مسموح بالزواج من أهل الكاب لكن أطرح قضيتيين في الفقه :
1- القضية الأولى الصغيرة من الممكن نناقشها وقت الحلقة القادمة قضية : فهل هي أهل كتاب أم لا ؟ لأننها من الممكن أن تكون تركت الدين في الظاهر أنها نصرانية أو يهودية
2- و الجزئية الثانية قضية تربية الأولاد في مثل هذه الظروف البيئية كيف ستكون مع أم غير مسلمة
د. صلاح : الوقت داهمنا ننوي ختام هذه القضية لكن يبدو أنه للحديث بقية و بخاصة قضية زواج الشباب و الفتيات العلماء الّذين نريد أن يعيدوا إلى بلادنا ليعمروها و لا يتحول وجودهم في الغرب إلى تعمير في الغرب و تدمير في الشرق نسأل الله تبارك و تعالى أن يستعملنا و إياكم لما يرضيه و شكر الله لكم .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
* * *