لم يكن التراجع العلمي الذي تعيشه الأمة الآن شيئا عرضيا، بل كان نتيجة لمجموعة من الأسباب الجوهرية، نعيش مع أصحاب الفضيلة الدكتور راغب السرجاني والدكتور صلاح سلطان حول بعض هذه الأسباب وتقديم الحلول العملية لتلك المشاكل، من خلال تشجيع الاقتصاديين المسلمين بالعلم ورعاية الموهوبين وبناء المعامل العلمية
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله أما بعد فأهلاً و مرحباً بكم في هذ اللقاء المبارك و أسأل الله عز و جل أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين . حلقة جديدة من برنامج صناعة العلماء ,
د. راغب : تحدثنا في الحلقة الماضية عن بعض الأرقام المفزعة و صور الواقع الأليم الذي تعيشه الأمة الإسلامية رأينا كيف أن الغرب سبق بأسباب و وصل إلى ما وصل إليه من تقدم و رقي و حضارة عن طريق علوم معينة و طريق معين سار فيه و هو طريق مفتوح لكل العالم يسلك فيه من يسلك و يتخلف فيه من يتخلف .
ذكرنا أرقام براءات الاختراع المقدمة من أمريكا و ايابان و من العالم و من العالم و ذكرنا من الكيان الصهيوني المزروع في أرض فلسطين الحبيبة نسأل الله عز و جل أن يحررها و ذكرنا أيضاً طرفاً من الأرقام التي أتت من العالم الإسلامي و ذكرنا أن الكيان الصهيوني اخترع في العام الواحد ما هو اكثر من مجموع الاختراعات في العالم الإسلامي كله و هذا يفسر البون الشاسع بين الإمكانيات الصهيونية العسكرية و العلمية و في كل المجالات حقيقةً و الإمكانيات الإسلامية و هذا موقف لا يمكن بحال من الأحوال ان يقبله مسلم غيور على دينه حريص على أمته .
بحثنا مع أستاذي الفاضل فضيلة الدكتور صلاح سلطان في الحلقة الماضية هذه القضايا و نستكمل بعض هذه الأرقام المفزعة و هذه الحقائق الحقيقية ما فيها نوع من التزوير أو التدليس على المشاهدين و لا المشاهدات و لا على المسلمين و لكنها للأسف الشديد واقع نراه و نلمسه في المؤسسات العلمية الإسلامية و المؤسسات العلمية الغربية و كلنا سافر و شاهد و يعلم ان هذا للأسف واقع نعيشه أذكر أخواننا و أخواتنا أننا لا نذكر هذه الأرقام ليدخل اليأس إلى قلوب المسلمين و لكن نبحث عن الحل و نريد ان نعرف كيف يمكن أن نخرج من هذه الأزمة و قلنا في حلقةٍ ماضية أنّ القضية قضية فهم و أنا أذكر لكم قصة مررت بها سريعاً و أنت تعلق عليها و نترك لحضرتكم مجال الخروج من هذه الأزمة كنت في أمريكا و أذكر محاضرة عن قضية العلم و أهمية العلم في بناء الأمم و ذكرت قضية الاختراعات و التقدم العلمي و الفارق الكبير بين العالم الغربي و العالم الإسلامي و كان حاضر مجموعة كبيرة من الطلبة و كنت في مدينة نيوأورلينز و كان فيها جامعة كبيرة او عدة جامعات كبرى لذلك كان عدد كبير من الطلبة المسلمين في هذه الجامعة ياتون من بلاد العالم المختلفة ليدرسوا في هذه الجامعة بعد المحاضرة اختلى بي أحد الطلاب و كان من أصحاب المال كان رجلاً ميسوراً من دولة ميسورة
و قال لي : أنا لي وجهة نظر في قضية العلم و الاختراعات و التقدم العلمي في مجال العلوم الحياتية فقلت :تفضل
فقال : أنه يرى أنّ الله عز و جل قد سخر هؤلاء الغربيين و هؤلاء الشرقيين من المخترعين إلى العالم الإسلامي العالم الإسلامي ربنا أعطاه المال و أعطى هؤلاء العلم ليخترعوا للعالم الإسلامي يخترع في هدوء و سكينة . . . يدفع أموال و الآخرين يخترعون و نحن نشتري جاهزاً من غير أي ألم أو مشاكل أو تعب هذه نعمة كبيرة جداً أنعم الله عز و جل بها على المسلمين ما رأيكم في هذا الفكرة على فكرة الرجل عندما قال هذا الكلام أيده عددٌ من أصدقائه لم يكن فكراً منفرداً إنما كانت ظاهرة عندهم .
د. صلاح : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله الحقيقة أخي الدكتور راغب ينكأ جرحاً عميقاً المسألة .
هذا يا سيدي أتى من عقلية إمام على المنبر سمع عقلية إمام على المنبر و يقول
(( الحمد لله و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون ))
نحن هنا في بلادنا الله سبحانه و تعالى أكرمنا بنعمة البترول و المال و الغرب يتعب و يكدح و يخترع و يبتكر و يصنّع و تأتينا السلع جاهزة نستطيع أن نشتريها
فالحقيقة و إن كانت مرة جداً لما ذهبت إلى الهند علمت الحقيقة في فجوة هائلة بعض العلماء يفتون في الولايات الهندية بأنه لا يجوز أن تصرف الزكاة في جانب طلاب العلم إلا على طلاب العلوم الشرعية علوم القرآن و الحديث و السيرة و ما إلى ذلك و بالتالي تراجع المسلمون تراجعاً كبيراً جداً على سبيل المثال لما خرج الانجليز من الهند كان نسبة التعليم في المسلمين كانت نسبتها 40% و نسبة الوظائف للمسلمين في الحكومة و القطاع العام في الحكومة الهندية كانت 36% !!
د. راغب : نسبة متقدمة جداً فعدد المسلمين كان قليل بالقياس إلى عدد الهندوس و السيخ فيعتبر نسبة متقدمة جداً
د. صلاح : لكن انظر إلى الحال المؤسف الآن المسلمن نسبة التعليم في تقرير هيئة الأمم المتحدة للتنمية عام 2008 كلها 4% ضمن 200 مليون مسلم و نسبة الوظائف للمسلمين في الحكومة الهندية لا تزيد عن 2% ، هذا التراجع الرهيب جداً أدى إلى حالة فراغ لأنه ليس لديك متخصصين و علماء و صارت الأموال تنفق في دائرة محدودة جداً و أنا لا أجد أي فارق علمي شرعي بين أن يكفل الإنسان الغني طالبَ علمٍ يحفظ القرىن الكريم و يتخصص في العلوم الفقهية أو علوم التفسير و الحديث أو علوم السيرة أو علوم الحضارة و ان يتكفل بطالب علم متميز و نابغة في الطب أو الهندسة أو الفلك أو أي مجال متميز لا أجد فارقاً من ناحية الجر و الثواب لأن الأمة كلها فروض كفايات يجب أن تصل بها إلى مستوى متميز جداً .
د. راغب : يمكن الإنفاق من الزّكاة في هذا المجال
د. صلاح : أرى ان علماء الأمة يجب أن يفتوا في هذه القضايا بشكلٍ واضح يجب الآن أن تخرج من زكوات الموال و نحن لدينا فجوة في الأمة الإسلامية بين الفقراء و فيهم نبغاء و أغنياء لدينا أكثر من 200 ملياردير عربي لو ان هؤلاء الأثرياء العرب و بخاصة و أكثرهم من المسلمين لو خصصوا من زكوات أموالهم في سبيل الله لمنح دراسية لطلاب العلوم الشرعية إذا تخلت الأنظمة كلها لا قدّر الله فهذا لا يعفي الأغنياء من الأمة الإسلامية فرادى و جماعات أن يتبنوا من خلال مؤسساتهم و شركاتهم منحاً دراسية للنبغاء في كل التخصصات الشرعية و الحياتية فهذا يحدث صحوة ، و انا أذكر الإمام الجويني في كتابه (( غياث الأمم في التياف الظلم )) الّذي حققه العالم الربّاني الأستاذ عبد العظيم الديب رحمه الله و قد خسره العالم الإسلامي هذا العام أسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة في هذا الكتاب الإمام الجويني يتخيل لو أن يوم من الأيام أن الأمة الإسلامية لم يعد لها خليفة و لا أمير للمؤمنين فماذا على آحاد و جماعات و قبائلالأمةأن يفعلوا فيلقي بالمسؤولية التي كانت على الدولة في بعض الأمور على العشائر و الأفراد و الجماعات فنحن نريد . . .
د. راغب : ممكن أن نقسم طبعاً هذه قضية دولة و هذا هو الأصل أن الدولة المسلمة يصبح من المفترض أنه من أولى أولوياتها أن تصر ف في مجال العلم و لو كانت هذه الدولة إسلامية فمن باب أولى أن تهتم بهذا الجانب لأن دستور الأمة الإسلامية يبدأ بإقرأ و يهتم بقضية العلم و أكثر لفظات القرآن الكريم شيوعاً بعد (( الله )) الهدى - الدليل - البينة - الحجة - فقيمة العلم لا تنكر أبداً في ميزان الشرع الإسلامي و عيون الحبيب صلى الله عليه و سلم في أكثر من حديث و موقف دور الدولة المسلمة أن تهتم بقضية العلم فإن وجد زمانٌ عجزت فيه الدولة الإسلامية و اهتمت بقضايا أخرى و غيرت من الأولويات التي يجب أن تنشغل بها الدولة الصالحة فلا يجب أن تسقط الأمة مع هذا الوضع لا يجوز لها أن تسقط لكن الغيورون على هذه اللأة من الاقتصاديين و من العلماء و من القبائل و العشائر و العائلات الكبرى من عوام الناس من الرجال و النساء و كل الطوائف عليهم ألا يدعوا هذه الأمة تسقط و لكن كل يدلي بدلوه حسب إمكانياته و حسب الدوائر .
د. صلاح : أحدهم يقول أنا سمعت هذا بنفسي ممكن ان أخرج داخل الدولة و الأمة الإسلامية أعطيه 200 أو 300 دولار في الشهر فيتعلم العلوم الشرعية و يصير خطيباً و آخذ ثواباً كبيراً جداً فهل أبعث أحدهم إلى الخارج فيأخذ في الشهر ألف و ألفين دولار حتى أعمل 5 أئمة
فأنا أستطيع أن أقول هذا الكلام بحكم تخصصي و دراساتي الفقهية و الأصولية أنا أقول ان كل لو انه لديك ولد ينفق مائة دولار في لشهر في حالة صحية صحيحة و سليمة و آخر ألف دولار حتى تنفق عليه في حالته الصحية المتردية لن تقول أن أنا هذا كيف يأخذ ألف و ذاك 100
نحن يجب أن نسير بالتوازي بين العلوم الشرعية و الحياتية و أن ننفق على الاثنين معاً و لو كلفنا مبالغ خيالية بشرط أن يعودوا ليكون إنتاجهم العلم و الفكري و براءات الاختراع للأمة اﻹٍسلامية .
د. راغب : هذا منبر نخاطب فيه كل حكام المسلمين و الدول الإسلامية من الشرق إلى الغرب هذه مسؤولية رئيسية من مسؤوليات الحاكم المسلم و أن يتبنى الموهوبين و أن يكثر من البرامج التي تنتج هذه الوسائل المحفّزة و المقدّمة للأمة الإسلامية و الواضعة في المكانة التي أرادها لله لنا ربنا عز و جل و إن تركوا هذه المهمة الجليلة فأنادي جميع الاقتصاديين و كبار رجال الأعمال و هم بفضل الله كثر و نسأل الله أن يبارك لهم في أموالهم ندعوهم أن يفتحوا المجال إلى هذا الباب من أبواب الخير باب الإنفاق على العلم باب كفالة طلاب العلم باب رعاية الموهوبين باب تسجيل براءات الاختراع المختلفة في مجالات كثيرة جداً الصناعة الطب و الهندسة و الزراعة و الفلك و الكيمياء ننفع أنفسنا و ننفع العالم أجمع بهذا العلم و ينسب كل ذلك إلى المسلمن و تكون دعوة إسلامية على أعلى مستوى .
د. صلاح : أتمنى أن نصل بين أخواننا الأغنياء إلى أن بناء المعامل لا يقل أجراً عن بناء المساجد نحن جعلت لنا الأرض مسجداً و طهوراً لو لم نجد مبناً للمساجد نصلي فيه الله جعل لنا لأرض مسجداًو طهوراً مع كل الثواب الّذي نعرفه في حديث البخاري و مسلم عثمان بن عفان :
(( من بنى لله مسجداًو لو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاًفي الجنة ))
لكن بناء معمل لهذا العالم يستطيع أن يبتكر فيه هذه المعامل صارت قليلة جداً في بلادنا الإسلامية و صارت كبيرة و واسعة و متطورة و لها ميزانيات ضخمة في البلاد الغربية و على فكرة نحن عشنا معاً في الغرب فالكثير من هذه المعامل لا تنفق عليها الدولة و إنما تنفق عليها المؤسسات الاقتصادية لتطوير الآلة أو المنتج الذي تصنعه فهي تنفق على طلاب علم نبغاء و يخصم هذا من الضرائب و الدولة هنا تساعد بخصم هذا المبلغ من الضرائب فهذا نظام كامل معاً
كان هناك الكثير من التطوير الّذي حدث في التوأمة بين الشركات و الجامعات فنحن ندعو الأمة الإسلامية إلى هذه التوأمة بين الشركات و الجامعات لالتقاط الموهوبين و إعطاؤهم تفرغاً لا يذهب ليعمل في المطاعم و يذهب ليعمل في المصانع كعامل و إنما نجعل هذا مفوّض و مخصص من المصنع ان يدرس ليلاً نهاراً ليكون يوماً ما مخترعاً جزءاً في هذا المصنع نحن نريد فعلاً من خلال هذا البرنامج أن نرفع حالة النضج لدى الأمة الإسلامية أن تقو بهذه التوأمة بين الجامعات و الشركات و المصانع و أن ينفق الأغنياء و هم مستريحون على بناء المعامل كما ينفقون على بناء المساجد .
د. راغب : أعطي لأخواننا الذين يشاهدونا من الأمراء و الوزراء و الأغنياء مثالاً من التاريخ ، و الأغنياء لهم مثال ، آخر نريد ان نقسم ما واجب الحكومة و الشعب و لو أحد تخلف عن دوره لا يتأخر الثاني عن قضية أمة و كلنا مسؤولين عنها
فلو أحد الوزراء الّذي يتحرك قلبه لهذه الأمةو فعل مثلما فعل نظام الملك الطوسي لتغيرت اوضاع العالم الإسلامي :
نظام الملك الطوسي أحد أكبر و أهم الوزراء في تاريخ الأمةالإسلامية و هو رجل لو استثنينا تاريخ الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم و الصدر الأول من الإسلام لقلنا انه كان أعظم وزير في تاريخ الدولة الإسلامية هذا الرجل كان عالماً و تقياً و ورعاً مجاهداً في سبيل الله و إدارياً و اسع المهارة في هذا المجال و ورؤيته شاملة للأمة الإسلامية كان وزير دولة السلاجقة و كان وزير ألب أرسلان القائد الإسلامي المشهور ثم وزير ابنه ملك شاه و ملك شاه كان من أعظم حكام العالم الإسلامي و كان يحكم دولة من الصين إلى الشام دولة هائلة فيها أكثر من 20 دولة من دول زماننا الآن
نظام الملك الطوسي ذهب إلى ملك شاه و قال له كلمة جميلة جداً قال إن أعطاك الله عز و جل هذا الملك الكبير و تحكم هذه البلاد الواسعة فهل تضنّ عليّ ب300 ألف دينار تعطيها لطلبة العلم في هذه البلاد الواسعة و هم في النهاية يدرسون العلم الّذي أمر يه ربنا الّذي أعطاك الملك
انظر طريقة الطرح . . .
يقول له ربنا أعطاك و كذلك نقول لكل الحكام فنحن لا نريدكم ان تتركوا هذه الكراسي و لكن أسهموا في بناء هذه الأمة التي تحكموها و هذا البناء له الأسس المعروفة في الشرع و الدين و هي معروفة في أعراف الدول في العالم تقدّم بما يجب أن تقوم به في مقامك الّذي أنت فيه الآن
د. صلاح : ابن خلدون يجب أن يحسن الحاكم ديانة أو سياسة أو بهما معاً فإذا لم توجد الديانة توجد السياسة
د. راغب : على الأقل أنت لما تحكم دولة ضعيفة متخلفة تابعة لغيرها فوضعك في العالم أقل لو كنت تحكم دولة قوية رائدة سابقة في الحالتين ابق حاكم دولة محترمة متقدمة و ليس حاكم دولة متخلفة
المهم أن نظام الملك بهذا الطرح الجميل دخل إلى قلب ملك شاه 300 ألف دينار ذهب هذا رقم ميزانية ضخمة جداً لكن طريقة العرض يقول ربنا أعطاك
فهل أخذت كل ذلك عن علمٍ عندك
هل استطعت حكم هذه البلاد أنك تتميز عن غيرك بعقل غير متوفر في أفراد الشعب إنما هو ملك أعطاه الله عز و جل لك و بوأ لك هذا الملك الكبير ، فمن شكر هذه النعمة أن تنفق على طلبة العلم و خاصة العلم الذي تبنى به الأمم و الّذي تحرك به العقول و تعرف به ربها عز و جل و تقود بها الدنيا فالرجل دخلت الكلمات في قلبه فأعطاه 300 ألف دينار و كان نظام الملك الدين الطوسي من الأغنياء فأخرج من جيبه -هذه رسالة للحكام و الأغنياء - و بذل في هذه الميزانية الضخمة فأنشأ ما عرف في التاريخ المدارس النظامية نسبة إلى نظام الملك الطوسي بدأ يؤسس هذه المدارس من منتصف القرن الخامس الهجري 455 هـ مدارس في كل بلاد العالم الإسلامي المحكومة من الدولة السلجوقية في العراق و إيران و الشام و غيرها و في هذه المدارس استقدم لها كبار العلماء أبو حامد الغزالي من طوس و من غيرها و الإمام الجويني الّذي تكلمنا عنه منذ قليل درّس في هذه المدارس النظامية علماء من شتى المجالات حتى جاء العلماء في علوم الشريعة و الاحياء الطب و الهندسة و الكيمياء و الجغرافية مع علماء الشريعة المتخصصين في كافة فروع الدنيا فحدثت ثورة علمية في العالم الإسلامي .
بعد 30 او 40 في الشام و فلسطين من الحروب الصليبية دخل الصليبيون و احتلوا وتوطنوا في هذه الأمامكن و عندما جاء التحرير جاء من البلاد التي حكمت بنظام ملك حتى بعد وفاته و بعد وفاة ملكشاه هذه البلاد التي شهدت النهضة العلمية هي الّتي خرج منها من حرر فلسطين و حرر الشام
الشام كانت تحت الحكم العبيدي المسمى الفاطمي و كان شيعياً إسماعيلياً فاجراً يبعد الناس عن كل البعد عن أسباب العلم لذلك تخلفت هذه البلاد و لم تخرج منها نهضة جهادية تحرر البلاد
ففي النهاية الأمة كلها تستفيد علماء الشرع و علماء الحياة يستفيدون و الأمة تستفيد و البلاد تحرر من عدوها هذا الوضع ، فهذه التجربة الحية ألا تحرك شيئاً في قلوب الحكام و الأغنياء و أصحاب الهمم أنهم يعيدوا ثورة علمية في العالم الإسلامي هذه الثورة تكفل لنا تحرير فلسطين و العراق و أفغانستان و الشيشان و كشمير و تكفل لنا طعام الجوعى و إصلاح البنية التحتية في العالم الإسلامي و تكفل لنا مكانة مرموقة في العالم و تكفل لنا في الناهية دعة إسلامية نصل بها إلى العالم و وفق ذلك رضى الله سبحانه و تعالى
د. صلاح : الوزارات في العالم العربي و الإسلامي فيها وزراء من أصحاب الفكر و تعلموا في الغرب و رأوا تقدّم هذا الغرب مرهون بنهضة و حركة علمية كبيرة جداً ، فأنا أدعوا هؤلاء أن يتقدموا بهذا المنطق الطيب الّذي بدأت به و هو خدمة للبلد ككل و نهضة بالبلد و أن يكون الحاكم فعلاً حاكماً لقومٍ متنورين مفكرين متميزين متقدمين ليس حاكماً لمتخلفين
فهذا الوضع أتمنى حقيقةً كل ووزير يسعى بأقصى ما يستطيع أن يطور وزارته استثماراً في الجانب العلمي جانب التعليم و التدريب و رفع الكفاءات المتميزة بحيث نعمل مسابقات و ترقيات لا بناء على المحسوبيات و إنما بناء على الاختراعات و الصمود العلمي المتميز و الحقيقة الّتي لا بدّ أن نتحرك فيها أيضا قضية الأغنياء أنا الحقيقة . . .
د. راغب : نفضت يديك من الحكومات
د. صلاح : لا لدي أمل مازال
د. راغب : خاصة و إن كانت هناك بطانة صالحة تدعوا هؤﻻء إلى الخير
د. صلاح : لا يوجد نظام إلا و هناك من هؤلاء الصالحين لديه غيرة على دينه و وطنه
د. راغب : في عجالة الوقت اقترب أن ينتهي . . . الوقت يمر سريعاً مع سيادتكم .
د. صلاح : مازلت أقول أن أخواننا الأغنياء أنه لا بد أن تكون لهؤلاء رجال الأعمال و رجال الأعمال لا بد أن ينشؤوا وقفاً وقفيّات للمبتكرين و المخترعين و الحقيقة هناك وقفية ظهرت في المملكة العربية السعودية لهذا الغرض لكن تحت دائرة الضغط العالمي أن تفتح لأي مخترع في العالم أصبحت كالنسب التي تتحدث عنها أصبح تسعة أعشار الجوائز لناس غير مسلمين في بلاد المسلمين يأتون ليأخذوا الجوائز
نقول لهم الجوائز الأخرى كثيرة في أماكن عديدة فخصصوها بداية للمسلمين لإحداث هذه النهضة أدعوا دول الخليج بشكل خاص و فيهم علماء و فيهم من الّذين درسوا في الغرب الكثير أن يتبنّوا هذه الصناديق للإنفاق على النوابغ خاصة في المجالات الحياتية العلمية .
د. راغب : مشروع الصناديق يحتاج إلى تفصيل نبدأ به الحلقة القادمة إن شاء الله و قضية الوقف من القضايا المحورية لا أريد أن أرفع من أكتاف عامة الناس ليس فقط الأغنياء و كل منا له دوره و في الحلقة القادمة نتباحث في هذه القضية الامة و نضع بعض الحلول و المشاكل الأخرى التي تتعرض لها الأمة .
جزاكم الله خيراً و جزى الله خيراً المشاهدين و المشاهدات على متابعتهم و إلى حلقة قادمة
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
* * *