ترتبط الصحوة الإسلامية ارتباطا وثيقا بالتفوق العلمي، إذ من أخطر الظواهر التي أصابت أبنائها وخاصة في مرحلة الجامعة، هي ظاهرة الفشل العلمي، والتي يعد مشكلة واضحة أساسها خلل في فهم الطلاب، كون التفوق العلمي جزء م من الدين، نعيش في هذه الحلقة حول هذه المشكلة والطريق نحو الحل الأمثل لها
د. صلاح : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله و نشهد أن لا إله لا وحده لا شريك له سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إلا أنت إنك أنت العليم الحكيم و نصلي و نسلم على خير الخلق و حبيب الحق سيدنا محمد اللهم صلي و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ثم اما بعد :
أخواني و أخواتي أحبابنا في الله تبارك و تعالى مع برنامج صناعة العلماء و قد تحدثنا عن العلماء الشرعيين في الحلقات الأخيرة لكن كما نبهنا في البداية أننا أبداً لا نقصد في هذا البرنامج أن نصنع العلماء الشرعيين فقط و إنما نريد أن نصنع العلماء في كل التخصصات الحياتية و الشرعية نحن نعيش مع كتاب الله تبارك و تعالى و مع أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم و هي كلها تؤكد على أن يكون مجال العلم مفتوحاً في كل علم نافع و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يستعيذ من :
(( أعوذ بك من عين لا تدمع ، ونفس لا تشبع ، وقلب لا يخشع ))
الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 11/143
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و بدليل المخالفة كل علم نافعٍ هو علم واجب التعلم و أن يكون المسلمون فيه ليسوا فقط يتلقون العلم عن الآخر و لا مانع أن نتلقى العلم عن الآخر لكن يصححون و يطورون و يبتكرون و يضيفون هذا هو ما نتمناه في حياتنا بصناعة العلماء و بالتالي لا أريد لأب أن يكره ولده على أن يدخل كلية شرعية و هو يصلح ليذهب إلى الطب و هو أن يريد أن يدرس الهندسة او الإعلام أو الحاسب أو ما إلى ذلك نحن نريد نبغاء في التخصص الّّي يحبه الطالب و الطالبة و يستطيع أن ينبغ فيه و يسعدني كثيراً أن يكون حديثنا في هذا الموضوع بشكل خاص مع هذا العالم الّذي جمع بين العلم في الطب و العلم في التاريخ و الحضارة الإسلامية نعتقد أننا نحن لا نتحدث فقط من مفردات المعلومات في رأس الدكتور راغب السرجاني و إنما نتحدث عن نموذج استطاع أن يشق طريقه في المجالين معاً و ان يجمع بين هذا العلم الحياتي و العلم في التاريخ و الحضارة الإسلامية دكتور راغب حبذا لو تعطينا قراءة في واقع الصحوة الإسلامية الموجودة الآن و موقفها من هذا العلم الحياتي الموجود الآن
د. راغب : بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و نسأل الله أن يتقبل منا و منك و أن يجعلك من العلماء الربانيين و المجددين لهذه الأمة ، قضية العلم كما أشرت هي قضية مطلقة أي علم نافع هو علم مندوب و مطلوب و مؤكد عليه في القرآن و في السنة و في سيرة الأمة الإسلامية من أول نشأتها و إلى زماننا الآن هذه القضية لا يختلف عليها اثنان من علماء الأمة الإسلامية لكن للأسف الشديد هي غير واضحة في أذهان عامة المسلمين ما السبب ندرس مالمشكلة لماذا يغيب هذا الوضوح هذا له ظواهر أنا أرى بعض الظواهر ان الصحوة الإسلامية ماشاء الله تنمو في غضون العشرين أو الثلاثين أو الأربعين سنة من السبعينيات و في نهضة للصحوة بشكل واضح و بارز في كل بلاد العالم الإسلامي و في كل المجالات من أندنوسيا إلى المغرب حتى صحوة إسلامية في البلاد الغربية للمسلمين هناك كما بينا في الحلقات الماضية في أكر من موقف لكن إن رصدت هذه الصحوة الإسلامية ستجد فيها خللاً واضحا.ً بارزاً ما هو هذا الخلل لما تأتي و تأخذ شريحة المتزمين و المتمسكين بهذ االدين و الحاملين للواء لواء الإسلامة في جامعة من الجامعات الحياتية كجامعة أوكلية الطب أو الهندسة أو الفلك الكيمياء الفيزياء الإعلام و أي فرع من علوم الأخرى غير العلوم الشرعية ستجد ظاهرة الظاهرة هذه أنّ الأوائل على هذه الكلية ليسوا من هؤلاء المتزمين المتمسكين بدينهم ستجد هذه ظاهرة و ليست حالة فردية
د. صلاح : هل لأن هؤلاء يقرؤون الكتب الشرعية و ...
د. راغب : عشت في هذا الوضع و شاهدت و عاصرتا فانا خريج كلية طب سنة 1988 م و الفترة التي عشتها كانت فترة عودة صحوة إنسانية من 1985 بدأت الضحوة تعود من جديد للجامعة و المشكلة في الأساس مشكلة فكر مشكلة فهم فهو لا يفهم ان مذاكرته و تفوقه و نبوغه في هذا المجال جزء من الدين و جزء من الدعوة و جزء من نهضة المة و جزء من حكة الإسلام هو لا ينظر إلى هذا الجانب بل ينظر إلى أنه هو لما يذهب للمنزل يجتهد ساعة أو ساعتين أو 3 في تحضير كلمة سيقولها في المدرج جزاه الله خيراً على هذه الكلمة ينصح بها الناس في أمر من أمور الدين و يدجو الناس إلى الحجاب ويدعو الشباب أو المجموع كله للصلاة و يدعو الانس إل كذا و كذا هذا طيب و جميل لكن هذه الساعات لا يقابلهم 3 ساعات مذاكرة إذاً لديه اهتمام شديد بالمقرأة و هذا شيء طيب ما قلنا في ذلك شيء لكن لا اهتمام لديه أن يحضر محاضرة جداً في مجاله و كليته لدينا الكثير من الأساتذة كانت تفرغ الأوقات لتعطي المحاضرات للطلبة من أول إلى آخر الممنهج حتى بعض المحاضرات التوطعية فالنالس لا تجد فيها الطموح و لا الحماسة للذهاب إلى تلك المحاضرة و يقول أنه يحمل هموم الدعوة أليس اجتهادك في مذاكرتك دعوة و ينتج عن ذلك أن الأوائل على الكلية من الممكن أن يكونوا من غير المسلمين أو غير الملتزمين من الممكن أن يكونوا علمانيين و من البعيدين عن هذا المنهج تماماً و الأوائل هم من يصبحون الأساتذة في الكلية و هم من يقودون بعد ذلك حركة العلم أذكر أستاذ لما كنت في سنة رابعة أو خامسة تقرياً الأستاذ كان على الكرسي كان رجلاً مسناً كبيراً 70 سنة لكن علماني للأسف الشديد لا ينظر للدين لا من قريب و لا من بعيد و نحن طلبة في السنة الرابعة و أنت تعرف الأستاذ بالنسبة للطالب و بالذات في كلية الطب و الهندسة يرى نفسه أمراً كبيراً و الطلاب ينظرون إليه و يقول و الله أنا لا أعرف لم تتعبون أنفسكم و تصومون في رمضان إلى هذه الدرجة يتكلم عن شهر رمضان لم تتعبون لم تصومون ألا تصومون لتشعروا بالفقير أنا اعطي الفقير المال و أنا لم أصم و الصوم يفقدك التركيز و الغلوكوز في الدم و علمياً و طبياً . . . لكن كلنا يعلم الصيام صحة لكن بعيداً عن ذلك هذ أمرلا من ربنا هذا أمر باني لا ينظر إل هذه الأمور لكن الشاهد أن هذا مكن من هذا الكرسي فصارت كلمته بدل ان تكون لواحد و 2 و 10 و 20 أصبحت لألف و ألفين و ثلاثة و أجيال و أجيال لم لا تجلس أنت في كرسيه مالذي جعله يجلس في كرسيه تفوقه كان يدرس و يذاكر و يكدح ليصل للمعلومة و وصل و تفوق و كان الأول من الممكن ان يقول أحدهم هناك واسطة و محاباة و . . لكن مازال المتفوق يفرض وجوده في أي مكان من وسط كل عدد ستجد أعداداً كبيرة جداً بالواسطة لكن انت مالذي فعلته لتصل هل بذلت ما عليك و لم تمكن هذه ظاهرة
د. صلاح : لا أنسى في هذه المسألة جلست بين مجموعة طلاب دعوني لألقي كلمة في أوائل التسعينات فقلت أتعرف عليهم قبل أن أبدا المحاضرة و أسأل كل منهم في أي كلية و ماذا يدرس و الله سمعت هذه الكلمة آذتني أذاً شديداً كلياً الأخ فلان يقول أنا فلان في كلية كذا دفعة كذا يقول آخر هذا الأخ يقوم بأنشطة و بسبب هذه الأنشطة يرسب في سبيل الله !!! . . . هل يمكن للإنسان ليصوم ألا يصلي هذه فرائض كلها هو مختل هذا خلل في الفهم و الموازين مختلة تماماً خلل في الفهم .
في المقابل أذر صورة مضيئة صليت في أحد مساجد الجامعة و نحن كنا طلبة كان الملتحين نادرين و ليسوا قليلين فصلى و جاء ملتحي تعرفت على الّذي يميني غير ملتحي و على من يساري كان ملتحياً انا أتعرف على من حمولي بصرف النظر قال أنا سنة أولى ما تقديرك قالنجحت بمادتين قلت له ألم تستحي من الله و هي وسيل للدعوة إلى الله و التمسك بدين الله ثم تسيء إلى الإسلام و أنت تحمل هذه الهيئة الإسلامية هو اهتز قلت له فلنأخذ عهداً و ميثاقاً أن تتفوق و أن تنحت في الصخر حتى تتفوق و ان تسهر الليالي أنا أول مرة أعرف لكن أسعدني جداً أنه كان الأول و صار معيداً في الجامعة و صار يذكر هذا لكثير من الزملاء و يقول لولا فلان ماكان أبداً أن أستمر ممكن أرسب و لا كانت كان هو لديه فصل لديه بين ما تحمله من رسالةو ما يجب أن يكون عليه من علم تخصصي في العلوم الحياتية .
د. راغب : اتصل بي أحدهم من أربع أو خمس سنين و قال أنه سنة 3 من أحد الأقاليم و قال لي هو يريد أن يفرغ حياته في السنة الثلاثة طب يريد ان يفرغ جزء كبير من حياته لدراسة العلوم الشرعية و يريد ان يتخصص و متأثر بالأشرطة و المحاضرات فقلت له انظر أنت اتصل بي بعد 5 سنوات و أنت تقول لي أنا متفوق في كليتي لديك من الآن إلى أن تنهي البكلوريوس هناك جهد كبير تبذله لأمتك و اتصل بي بعد أربع أو خمس سنوات بعد أن انتهى قال لي الآن أنا أنهيت البكلوريوس من أوائل الدفعة و أقول لك أريد دراسة العلوم الشرعية قلت له انظر . . .إلى الآن ممتاز و كلمني بعد 5 سنوات و خذ الماجستير و ابدأ بالدكتوراه . . . نحن كنا نقرأ إلى جوار الطب من أول ان دخلنا كلية الطب أقرا التاريخ من السنة الرابعة أعطي ساعة أو ساعتين لقراءة التاريخ لكن مع الدراسة الطبية بعد أن أنهيت الدكتوراه بعد أن تخصصت و أصبحت و عرفت طريقك و أبدعت فيه و تفوقت و برزت فيه من الممكن أن تحكم أمورك و تستطيع أن توظف بعض الأوقات هنا و هناك لكن إلى هذه المرحلة لا بد ان تنهي الماجستير بتفوق و في مجالنا مجال الطب الدكتور الّذي ليس لديه الماجستير أو الدكتوراه لا يفقه في الطب شيئاً بشكل كبير جداً لو لم تبدع في مجالك و تكون . . . فلا بد من التخصص الرجل هذه نماذج طيبة لكن أقول لك ان هذه الظاهرة منتشرة ما أصلها مالمشكلة المشكلة ان من علمهم لعلها هي مشكلة العلماء و في النهاية مشكلة المشايخ الّذين علموا هؤلاء الناس الالتزام لم يقولوا لهم ان دراستك هذه في ميزان حسناتك و تفوقك هذا هو إضافة للأمة الإسلامية .
د. صلاح : هناك ما هو أسوأ صحيح أنه لا بد من الأمل لكن هناك الكثير من جوانب الألم كنت أصلي في أحد مساجد الدول العربية و صلى أمامي شاب لما تراه ماشاء الله على النور في وجهه و فيه وداعة غير عادية قلت له ما تعمل قال جزّار قلت جزار !
هذا لا يشبه الجزارين فالجزار لدينا يفتح صدره و شعره و واضح أثر اللحمة الهبر و . . . إنما الشاب شكله وديع جداً و ليس شكله أن يذبح دجاجة أريد أن أفهم هل أنت فعلاً جزار فذكرت نكتة قال لهم جزار فقال له هذا جزار فظنوا أنه كل قليل يكون لديه الأموال و اللحوم و . . . و انتظروا أن يحضروا لهم حتى الكوارع لم يحضرها قالوا له لم أنت تقول لنا أنك جزار قال أنا أبيع الجزر ، فقلت له هل تساعد الوالد أم ماهو الموضوع أحمد الله تبارك الله و تعالى وصلت إلى السنة الرابعة و بقي لي سنة واحدة لكن الله بصرني و هداني على يد أحدهم قال أنا علمني أن دراسة الطب حرام و أن أي مريض يمرض بسبب ذنب فإذا استغفر الله و تاب و أناب يبرأ بأمر الله قلت له هل بهتين الكلمتين تركت الطب و الصيدلة و كل المستشفيات و وزارة الصحة و النقابة . . . فقلت له ليس معقولاً قال هذا هو دين الله عز و جل
قلت له اسمع يا أخي هل تعتقد عصمة النبي أم لا
قال نعم
قلت له إن النبي صلى الله عليه و سلم و مات مريضاً بالحمى و قال و هو مريض :
(( إني لأوعك مثل رجلين منكما ))
و هو الّذي قال :
(( إن الله أنزل الداء والدواء ، وجعل لكل داء دواء ، فتداووا ، ولا تداووا بمحرم ))
الراوي: أبو الدرداء المحدث: محمد ابن عبدالهادي - المصدر: المحرر - الصفحة أو الرقم: 439
خلاصة حكم المحدث: [فيه] إسماعيل فيه كلام، وثعلبة ليس بذاك المشهور. وقد وثقه ابن حبان. أبو عمران صالح الحديث، قاله أبو حاتم
((ما أنزل الله من داء, إلا أنزل معه دواء, علمه من علمه, وجهله من جهله, إلا السام ؛ قيل يا رسول الله : وما السام ؟ قال : الموت ))
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 5/283
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الذي هو الموت فالرسول أوجب علينا أن نتداوى أخذ بأسباب الدواء و كانت يضع يداه في الماء و يبلل رأسه و يقول :
(( لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات ))
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7175
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و هو معصوم من الغلط
من الّذي علمك هذا من الّذي جعلك تنحو هذا المنحى أنا ألاحظ انه هناك سباب كثيرين في الكيات العلمية يذهب ليتعمق في فروع الفقه الإسلامي .
سمعت ساعتين و صبرت نفسي . . . شاب في كلية علمية جلس ساعتين يقرأمن زاد المعاد في هدي خير العباد هل النزول في الصلاة على الركبة أو على اليدين و الآراء و ترجيحها و أقوالها في النهاية قلت له ينزل على أسنانه فقط يكون خاشعاً لله عز و جل و أنت بدل أن تتفوق في تخصصك هل من الممكن ان يقبل أن الطلاب ينصرفون لو انك أنهيت دراستك بشكل قوي تعمق إلى حد ما في الدراسات الشرعية لكن أنت لم تصل إلى درجة الإفتاء هذه لها دراسة بالتالي يكون إنسناً متعمقاً في الدراسات الشرعية و آخر في الداراسات الكونية و يتكاملان
النّاس للناس من حضر وبادية
بعض لبعض وإن لم يشعروا خدمُ
لا أعرف ما نفعل مع هؤلاء .
د. راغب : في الحقيقة أرى أننا نحتاج ان العلماء يجب أن يبصر هؤلاء الشباب بالتوازن في حياتهم أريده في الآخر أن يعرف دينه و يقرا القرآن بشكل صحيح و ما يصلح حياته من الحلال و الحرام و كيف يصلي و يصوم يأخذ من هذه او هذا قسط و يرتبط بكتب الدين لكن لا ينفق كل وقته و هو متخصص الآن في هندسة أو في كيمياء او جغرافيا و يسد ثغرة من الثغرات المهمة و أمتنا تحتاج ذلك كله لا يصرف كل الوقت في العلوم و يترك لاتفوق و لا في نفس الوقت انه يعيش حياه كاملة لدراسة هذا الفرع من العلم دون ان يعرف كيف يصلي و يصوم و يعتمر و يحج و أساسيات الدين و العقيدة و الفقه و المبادئ الرئيسية يعني يجمع بين هذا و ذاك لكن قضية العلم و التفوق فيه الّذي هو مجاله تكون واضحة في ذهنه و أن العلماء دورهم و نحن نتكلم في هذا البرنامح و نخاطب الأباء و الأمهات و نخاطب المدرسين و المدرسات في المدارس الابتدائية فهموهم أن دراستكم جزء من دينكم لأن الوقت الّذي تصرفه في قراءة كتاب في الحساب أو العلوم أو الكيمياء هذا وقت في ميزان الحسنات إن أخذت به النية لتغير به حركة التارخ كله و أمتنا الرائدة كان لها مكان في الدنيا و وضعية و سبق و ريادة علمية عندما تفوقت في هذه العلوم عن غيرها كل هذه منظومة متكاملة كان لدينا البخاري و النسائي و الترمذي و علماء الفقه و التفسير و . . . و لدينا الرازي و الاصطخري و الإدريسي و العلماء الكبار الّذين غيروا ، الّذي ينظر إلى الأمة بهذا التكامل يقدر هذه الأمة و هذا من أبلغ انواع الدعوة ان ترى الأمة رائدة و أن هذه الأمة سابقة لكن الموضوع كبير و الهم ثقيل و نحتاج فيه إلى إفراد حلقات و حلقات و نحتاج المشاركات القوية من كل الآباء و الأمهات و المدرسين و المدسات و كل من يهتم بهذه الأمة .
د. صلاح : نعم بودي ان نجد في واقعنا امعاصر كما أقرأ في كتب طبقات اشافعية و طبقات المفسرين و طبقات الأطباء لابن أصيبعة الّذي يتكلم عن العلماء الّذين نبغوا في الطب و نبغوا في طبقات و الكتاب 4 مجلدات ضخمة لو تجعله في الكتب الموجودة الآن يكون في 10 أجزاء فيه الجغرافيين و . . . إلى أن الإنسان يتعبد لله عز و جل طالما وجد نفسه في هذا التخصص يعتبر أنه فرض عين عليه التفوق في هذا التخصص و أن ينبغ فيه و ان يعتبر أنه هذا هو الأمر الّذي تعين عليه و يأخذ م الدين كما ذكرت ما لا يسع المسلم جهله في العلوم الشرعية و إن احتاج إلى شيء
(( اسألوا أهل الذكر ))
إنما الشيخ إن آلمه ضرسه و أوجعه يذهب لطبب الأسنان و ليس غيره و لا إلى شيخ آخر . . . فلا بدّ ان نوقن كما يذكر الإمام الغزالي في مقدمة كتاب الإحياء أن العلوم النافعة كلها هي من علوم الدين و لذلك الحقيقة أنا لا أحب تسمية مادة التربية الدينية و مادة الدراسات الإسلاميةة أحب أسميها لاعلوم الشرعية هذا شرع
(( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ))
( الشورى / 13 )
و الطب من العلوم الإسلامية و من العلوم الدينيةو لهندسة و لافلك كل هذه علوم دينية و على هذا يذمر حجة الإسلام الغزالي و آخرون من العلماء و لذلك آية
(( وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ))
( فاطر / 28 )
في إطار السياق
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْـزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ))
( فاطر /27 - 28 )
أنت في وسط علماء الجيلوجيا و علماء الحيوان و . . .
د. راغب : كلها علوم تجريبية و طبيعية
د. صلاح : نعم ليست خاصة و إن كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب أو السياق إنما يبقى السياق مفسر رقم واحد مع أسباب النزول للأية فهنا الآية تتكلم عن العلماء ليسوا علماء الفقه الشرعي فقط لا ، العالم الموسوعي و نتعجب أنّه أول ما ذهبت استنبول و رأيت منبر مسجد السلطان أحمد رأيت منظر عالي جداً طبعاً السنة على غير هذا من الناحية الفقهية لكن :
سألت : كيف هل كل مرة يستطيع الإمام أن يصعد كل هذا
قال انظر : الشيخ الّذي كان إماماً لمسجد سلطان أحمد كان يشترط فيه عدد من الشروط واحد ان يكون حافظ للقرآن بالقراءات المتواترة و الشاذة (14) قراءة
رقم اثنين أن يكون وصل في الفقه إلى رتبة الاجتهاد
رقم ثلاثة ان يكون دارساً متفوقاً في الرياضيات و العلوم و حاصلاً فيها على درجات متميزة و ليست درجات عادة
4- لا بد أن يكون رياضياً حاصلاً على تفوق في لعبة من الألعاب
رقم خمسة أنه لا بد ان يكون لديه ثلاث لغات يتكلم ثلاث لغات على الأقل هذا جزء من الشروط كان لديهم اﻷئمة أيام الخلافة كان لديهم الأئمة و هذا الشخص بمجرد أن يعينه الخليفة تسقط ولايته عليه و يصبح هذا الرجل الوحيد بقانون الخلافة العثمانية هو الّذي له حق عزل الخليفة هو الوحيد بهذه الصفات لا بد ان يكون لديه القدرة على قيادةا لأمة و لذلك كمال أتاتورك أوعز إلى آخر أئمة مسجد السلطان أحمد هو الّذي أسقط الخليفة العثماني الأخير و أعلن سقوط ولايته لكن بعدها علم انها كانت حيلة ليس ليأتي بالأفضل إذ لم يمكن ان يأت بالأفضل منه لكن كان المقصود إنهاء الخلافة و الوحدة الإسلامية فيكى و ندم جداً وأتى و عاش في مصر و ربما مات هذا العالم في مصر هذا الأمر يقول لنا أنه كان هناك هذا الامتزاج بين العلوم الكونية و الدينية و ا لشرعية حتى لو حصل الانفصال الآن نريد لعالم العلوم الشرعية أن يأخذ شيئاً من الأمور و لعالم العلوم الكونية أن يأخذ ما لا يسع المسلم جهله لكن لا بد أن يعرف كله أنه يجب أن يتفوق تفوقاً فردياً في تخصصه
د. راغب : و يعلم أنه على ثغرة فستأتى أمة من قبله و لعلنا في الحلقات القادمة نتعرف على بعض المشاكل الضخمة اليت تعيشها الأمة لأنها عالة على غيرها لأنها تحتاج و تمد يدها للأخرين و تتسول منهم المخترعات و المبتكرات الحديثة .
د. صلاح : لكن لا بد ان نذكر الحسنات أعتقد خلال الـ 70 أو 80 سنة اماضية أن أول من تحرك بدعوة الله و حركها في العالم كله ليسوا هم الشيوخ بشكل أساسي و إنما هم طلاب و أساتذة الطب و الهندسة و الفلك و الأحياء و العلوم فأراها في كل مكان من أرض الله كنا نراها لما ذهبنا للجامعة قياداة العمل الإسلامي لطلاب من كليات الطب و الهندسة و العلوم و غيرها كانت هناك مشاركات من الكليات الشرعية و الإنسانية لكن حتى هؤلاء بما تخرجوا للجامعات أنشؤوا المراكز الإسلامية و حافظوا على الهوية صاروا دعاة و رؤساء مجالس إدارة مساجد و رؤساء مراكز و مدارس و مؤسسات إسلامية و في عمل البر و الخير .
د. راغب : إذاً لا بد أن ترد القضية إلى قضية فهم في البداية
د. صلاح : على كلٍّ نحن في هذه الحلقة أردنا أن نقول أن العلم الّذي يجب ان ننبغ فيه و نصنع به صناعة العلماء لا نقصد فقط صناعة العالم الشرعي فقط و إنما نقصد عالماً مبتكراً مخترعاً في كل العلوم الحياتية المفيدة بإذن الله تبارك و تعالى وصيتي لكل أب و أم لا تكره ولدك على تخصص لا يحبه و إنما ساعده أن ينبغ و يفوق و أن يكون مبتكراً فيما أعده الله له و فيما يتوافق مع ملكاته و قدراته لكن فلنصنع المستقبل من خلال صناعة العلماء المبتكرين المتميزين جزاكم الله خيراً .
شكر الله لكم و تقبل الله منا و منكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
* * *