تستكمل هذه الحلقة ظاهرة العلماء والتجارة بالعلم، وتوضيح مدى خطورتها على أخلاقيات العالم الرباني، وإن أخطر ما في الظاهرة أنها أصبحت شائعة حتى في الرموز الدعوية على شاشات التلفاز والمؤتمرات الدولية، كما تتناول الحلقة خطورة قتل طموحات العلماء، وضرورة أن يكون للعالم الرباني أهداف واضحة يسعى إليها .
د. صلاح :بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الأولين و الآخرين ، سيدنا محمد اللهم صلّي و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين ثم أمّا بعد :
أحبابنا و أخواننا و أخواتنا المشاهدين و المشاهدات حي الله حلقاتنا و حلقاتكم معنا نحن نعتبر أننا في ضيافة عليكم و أنتم في ضيافة علينا و نحن جميعاً في ضيافة الرحمن بإذن الله لصناعة العلماء الربانيين هذه الأوقات نعتبرها أشرف الأوقات أن نلتقي لله تبارك و تعالى لصناعة المستقبل من خلال صناعة العلماء .
الحقيقة كما ذكرنا في المرة الماضية نحن نتحدث عن أزمات يعيشها العلماء و من الأزمات الموجودة بالفعل في كيان أمتنا الإسلامية هو قضية التجارة بالعلم .
في مآسي الآن الحقيقة ينشأ الطفل يحفظ القرآن و يبدأ أبوه يلف به على مسابقات تحفيظ القرآن فتبدأ من الطفولة أن حفظ القرآن ليس ليتحمّل أمانة التكليف بالقرآن و أن يكون التشريف فيه تكليف بحمل هذه الأمانة فهما مرتبطان بعضهما ببعض و أن هذا التشريف أنه حمل راية الإسلام و راية القرآن و أنه حافظ لكتاب الله عز و جل تبدأ من الصغر و أحياناً من الأسر أنها هي بالفعل تأخذ هذا على أنه نوع من التكسب ، من الممكن أن تكون جائزة لرفع المعنويات عند هذا الولد و الأب لو كان فعلاً يريد أن يربي إبنه يقول له تصدق بهذه و أنا آت لك بخير منها يربي فيه أن هذا الذي أتى هو رمز للتشريف لكن تصدق بهذا على فقير أو يتيم أو مسكين و أعط الفقير بنفسك إلا ن كان في حاجة شديدة لكن الحديث :
(( ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة، إلا زاده الله تعالى بها كثرة، و ما فتح رجل باب مسألة، يريد بها كثرة، إلا زاده الله تعالى بها قلة ))
الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 7950
خلاصة حكم المحدث: حسن
يعني المسألة فيها ذل يعني و التعفف فيه عزّة
فنحن لدينا أمثلة حقيقة مؤلمة و كثيرة جدّاً تمثّل ظاهرة و ليست حالة أو حالات يعني تفيض علينا ببعض مما تراه في واقعنا المر أو الشواهد التاريخية
د. راغب : بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم نذكر أخواننا و أخواتنا أننا تكلمنا عن أن علاقة العالم بقضية المال هي علاقة إما في قمته و إما في أسفله في قمته العالم يفتن بكثرة المال
و في أسفله العالم يفتن بقلة المال
و الصواب أن يكون بين ذلك متوازناً فكثرة المال لا تطغيه و قلة المال لا تيئسه و تحبّطه من و تؤدي إلى تغيير مبادئه هو يكون في وسطيّة بين هذا و ذاك بل بالعكس يكون قدوة لغيره .
الحقيقة هذا فيه مشاهد مؤلمة و هذا له مشاه مؤلمة من المشاهد المؤلمة مثلاً في موضوع كثرة المال هذا و الفتنة بالدنيا أنا رأيت موقف حكاه لي أحد الأخوة و أنا ذهلت لما سمعت هذا الموقف و هو لاسم أحد العلماء اسم عالم و لديه علم غزير يقول أنّ بعض كبار رجال الأعمال يعمل في بيته لقاء يدعو فيه عالم يعطي كلمة للناس و يجمع فيه أصحابه و أحبابه و جزاه الله كل خير يجمع الناس ليسمعوا كلمة من كلمات الدين و الإسلام فيأتي بعالم و يعطي هذا العالم قدراً من المال ، حقيقة لم أقبلها أن يأتي البيت و يأخذ نقوداً ليعطي كلمة في البيت صعبة لكن قلت لا بأس . . .
الرجل يريد أن يقوم أيضاً بعرض أكبر ليجذب أكثر من أصحابه يأتوا لحضور اللقاء في بيته فجزاه الله خيراً أيضاً أحضر مقرئ جيّد مشهور كي يصلي بهم صلاة المغرب و صلاة العشاء و اللقاء بين المغرب و العشاء في قصره يعطيه قدراً من المال قارئ مشهور يأخذ أموال على صلاة المغرب و على صلاة العشاء لأنه سيصليها في مكان معين قلنا لا بأس . . .
المهم ذهب يصلي في هذا البيت و ذهب الشيخ إلى هذا البيت كل منهم أخذ مبلغ ليس بالقليل بالألفات المهم : ذهب الشيخ الذي يعطي الكلمة لسبب أو لآخر اعتذر الذي سيصلي بالناس فانتظرنا المغرب أذّن و دخل الوقت ، ظروف منعته ، سنصلي و نأخذ الكلمة و نصلي العشاء و نذهب من سيعطي الكلمة هو شيخ عالم صلى بالناس الغرب و أعطى الكلمة و لما يريد أن يذهب قال أعطني الحساب أعطاه أجر الكلمة
قال لا أنا صليت بكم المغرب و العشاء و بدأ في فصام ستأخذ كل ما كان سيأخذه أنت هكذا عملت صوتك ليس كصوته حتى نحن في مكان و سنصلي فيه في أي حال كان المفروض لو حصل و لم يدفع تصلي مأموماً و أنت أعلم الناس و أنت أقرؤهم للقرآن الكريم ؟؟!!!
ما هذا هذه صورة أنا سمعتها بأسمائها و أنا أعلم القصة ممن قام بالدعوة شيء طبعاً أذهله و لا شكّ أن هذه القصة انتقلت إلى كل الحضور و انتقلت إلى الكثير أنا خارج الموضوع و بعيد سمعت القصة و كذلك سمعها الكثيرون و الكثيرون فماذا يقول الانس عند سماع مثل هذا الحديث شيء طبعاً يكون فاضح و يسقط تماماً مكانة العلم مهما قال من كلمات
د. صلاح : أعتقد حقيقة أننا أمام أزمة حقيقية هي أن يتحول العلم إلى وسيلة للتكسب سواء في قضية الكتب برفع الأسعار بطريقة جنونية جداً بحيث أن لا تناسب عموم الناس أن يقرؤوا و بحيث أن بعض الناس في البرامج الفضائية تشترط أمور فعلاً أكثر من خيالية يعني شيء هذه المسائل الحقيقة جعلت بعض المسؤولين في القنوات الفضئية يقول الشيخ فلان هذا سعره كذا و الشيخ فلان سعره كذا و يحدثني أحد الإخوة و يقسم على هذا من القنوات العادية ذهبوا لأحد كبار العلماء و قالوا له مدير القناة أو صاحب القناة و مدير البرنامج يقول له نحن سنعطي للشيخ في الحلقة كذا من المال قال له لا هذا رجل لغة و اسم كبير في البلد فالمفروض أن نرفعه آخر أمر أعطونا رقم فذهبوا للشيخ قالوا يا مولانا كم تأخذ في الحلقة فقال لهم رقم و هو يعني هذا الرقم هم كانوا يعتبروه لا يمكن أسجل بأقل من كذا هذا كان أقل رقم هم وضعوه لا حول و لاقوة إلا بالله فأخذ يفاصلهم به . . .
د. راغب : تجارة
د. صلاح : فعلاً أصبحت تجارة و بعدها في النهاية وصلوا إلى رقم يريده على انهم منوا عليه بانهم رضوا بهذا الكلام
أريد أن أقول صور أخرى
د. راغب : كانوا في بداية الأمر مقدرين له و معظمين له
د. صلاح : و نزلوا و هم يحتقرون الشيخ و العلم و العلماء و ما إلى ذلك
تذهب بعض الأماكن تجد المكان يعني فقير و الناس تحتاج أن تعطيها فتأتي و أنت تمشي كان معي أحد الأساتذة يعني يجهز ظرف صغير مكافأة بسيطة جداً قلت لهم و الله هذا المكان فيه أيتام و . . . كان مكان للعلم و فيه طلاب أيتام اجعلوا هذا في أيتام هذا المعهد العلمي فغضب الأستاذ الّذي قال معي قال أنت أحرجتني حرجاً شديداً جداً أن لن أذهب معك في أيمكان مرة أخرى قلت له يا شيخ نحن جئنا لله سبحانه و تعالى أجراً هل نظرت في عيون الطلاب و رأيت إقبالهم و الأساتذة الذين كانوا يحضرون معهم هذه نعمة كبيرة جداً أن أغنى من الدنيا و ما فيها قال أقسم بالله لا أذهب معك في أي ندوة بعدها أبداً ، قال أنت أحرجتني
د. راغب : هو يأخذ
د. صلاح : هو أخذ و أنا لم آخذ ، فالمهم كل منا رأى مآسي و بالذات شيوخنا التي فيها يسافرون للخارج مدعوين لبعض المؤتمرات يعني نسمع فضائح الحقيقة من اللائق أن يُدفع له ثمن التذكرة و يدفع له إنما أن يشترط مبالغ خيالية على كل خاطرة و كلمة و محاضرة و نحسبها بالورقة و المسطرة و القلم نحن أصحاب رسالة !
رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول :
(( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يعود رجلا من الأنصار فلما دخل عليه وضع يده على جبينه فقال: كيف تجدك؟ فلم يحر إليه شيئا فقيل: يا رسول الله إنه عنك مشغول فقال: خلوا بيني وبينه فخرج الناس من عنده وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فأشار المريض أن أعد يدك حيث كانت ثم ناداه يا فلان ما تجد قال: أجدني بخير وقد حضرني اثنان أحدهما أسود والآخر أبيض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيهما أقرب منك؟ قال الأسود قال: إن الخير قليل وإن الشر كثير قال: فمتعني منك يا رسول الله بدعوة فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر الكثير وأنم القليل ثم قال: ما ترى؟ قال: خيرا بأبي أنت وأمي أرى الخير ينمى وأرى الشر يضمحل وقد استأخر عني الأسود قال: أي عملك أملك بك؟ قال: كنت أسقي الماء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمع يا سلمان هل تنكر مني شيئا؟ قال: نعم بأبي وأمي قد رأيتك في مواطن ما رأيتك على مثل حالك اليوم قال: إني أعلم ما يلقى ما منه عرق إلا وهو يألم الموت على حدته ))
الراوي: سلمان المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 2/325
خلاصة حكم المحدث: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
الأصل في العالم لو وجد سبيلاً ليخلي الناس بينه و بين الناس هذا هو الأصل الحقيقة لكن أن تتحول إلى تجارة مرة و حارة و شديدة هذه مسألة الحقيقة مؤلمة جداً .
كنت أعطي دورة في إحدى الوزارات في علم أصول الفقه للأمة كلهم بعمائم و بعدها الحقيقة تألمت جداً أن كل قليل يستأذن أتسمح لي امولانا أريد أن أدخن سيجارة و أعود الشيوخ و علماء الأئمة
و أنا منهمك في التدريس رد علي أحدهم لماذا تصعب علينا نحن أتينا لنأخذ دورة لأننا نأخذ علاوة 2 جنيه لماذ تتعب و تقف و تشرح و ترهق نفسك و اقرؤوا و لخصوا و انظر إلى علاج المشكلة كيف نطبق هذا الكلام على الواقع ، قال أحدهم 2 جنيه .
الحقيقة بالفعل هناك خلل اجتماعي و سياسي في إنهاك العلماء و جعلهم في أدنى سلم الدخل المادي هذا لا يجوز شرعاً و أنا أقول فليتقدم الأغنياء ليقول كل منهم أنا سأتكفل حسبةً لله تعالى بكفاية و ليس بالكفاف بعض العلماء ليتفرغ للدعوة
يقدم منحة وقفية لكفالة عالم يعني لا يحتاج إلى أحد أبداً و لا يبسط يده إلى أحد طالما أن قضية الأوقاف داخل بلاد الإسلام تتعرض إلى هذا المستوى من السلب و النهب و التخبيص و الإهمال و من يقول كلمة ترضي الحكومة يأخذ و يترقى و من لم يقل تخسف به الأرض و هذا يسافر و ذاك لا يسافر ، هذه مسألة مهمة جداً .
د. راغب : لدي من سألني سؤتال أسألك إياه بالتبعية تعطينا رأيك فيه :
شيخ أحسبه على خير من دولة مسلمة ظروف مادية ليس عالية في هذه الدولة و يريد أن ينتقل إلى دولة أخرى للعمل دولة من دول المال ليعمل هناك الشيخ معه ماجستير و كان لديه طموحات دكتوراه و أتت لديه وظيفة مؤذن في مسجد و لا يسمح له بالتدريس و لا يسمح له بإلقاء الخواطر و لا الكلمات مجرد مؤذن و ليس مقيم شعائر لن يصلي بالناس لكن هو فقط للأذان و بذلك ستحجم بقوة مسيرته في العلم و قد لا يكمل الدكتوراه و في نفس الوقت لديه أسرة و يعاني من هذه المشكلة التي تتكلم عنها أنه أحياناً يبحث عن 2 و 10 و 5 جنيه و لا يستطيع ان يعيش ماذا يفعل ؟
أيترك الدكتوراه و أحلام العلماء و بناء الأمةو هذه القضايا و ينتقل إلى مكان آخر يبحث فيه عن المال هو في الحلال في مسجد لكن قتلت طموحاته كان يريد أن يكون عالماً و مفتياً و محركاً لأمل الأمة فإذا به سيقتصر على خمس مرات يصعد فيها يؤذن الأذان ثم يعود إلى مكانه و ليس عليه أعمال أخرى هذا هو المتاح طبعاً الراتب المؤذن في هذه البلد يقرب من 60 او 70 ضعف راتبه في بلده ماذا ؟
د. صلاح : مالذي يجعله هذا العالم أن يتحول إلى مؤذن لا يملك حتى ان يصلي إماماً و لا أن يقول كلمة الله سبحانه و تعالى أفضل في مثل هذه المسألة أن أعاني و أعيش المعاناة
فالصحابة و أولهم عبد الله بن مسعود من علماء الأمة الكبار عاش سنوات يأكل أوراق الشجر و لا أظن أن عالماً الآن أو من يتدرح في طلب العلم أن يعيش على أوراق الشجر و الله نحن مرت علينا ايام كنا لا نستطيع إلا أن نأكل إلا وجبة واحدة في الأربع و عشرين ساعة و كنا نبيت في المكتبات و نبر صبراً جميلاً الله سبحانه و تعالى أكرمنا بفضله الواسع و الكثير جداً عندما سافرنا للخارج كانت تعرض أعمال أخرى جانبية تأخذ الإنسان عن أن يقرا و يتعلم و يعلم فالإنسان يقول الموجود الراتب الأساسي يكفي و لا يمكن أبداً للإنسان أن يترك هذه الأبواب المفتوحة لدعوة الله سبحانه و تعالى و يشعر بالرضا عن هذا أنا لا أرضى عن عالم حصل على الماجستير أو الباكلوريوس أن يعمل مؤذن في مكان و لا يسمح له ان يماؤس الدعوة إلى الله آفة العلم الترك و الطموح الموجود لديه بأن يحصل على الدكتوراه و ينحت في الصخر و سيجعل الله بعد عسر يسراً لو اتخذ عملاً خارجياً خارج راتب الأوقاف أو غيرها ان عمل آخر أنت ذكرت لأول مرة انك كنت تدرس الدكتوراه و في نفس الوقت كنت تشتري و تبيع سيارات عمل شريف و كريم يضطرك أن تسوق في اليوم 15 ساعة و تذهب إلى الدراسات العلمية في الطب و تتفوق هذه الصورة من المعاناة تصنع الرجال و الأبطال و أصحاب المروءات
أريد لإخواننا العلماء أن يقرؤوا عن الظروف الصعبة التي عاش بها الصحابة كثير من قبل نحن لدينا النبيين الذي كان لديهم أموال كثيرة قليلون جداً سيدنا داوود و سليمان و الباقون كانوا عاديين جداً و سيدنا يوسف في النهاية فقط فأريد ان أقول هذا منهج الربانيين من العلماء و الإمام الشافعي عاش ظروف صعبة و سألته ابنته عن الدقيق تقول له أمي تسأل عن الدقيق فطارت منه أربعون مسألة لأنه ذكرته أن البيت لا دقيق فيه ليأكلوا الخبز فقط و ليس . . . صحيح
د. راغب : يبدوا أنني أفتيته فتوى غلط أنا أشفقت عليه قلت له أنا أفضل ألا تذهب لكن طبعاً لا أعرف ظروفك المالية أنت تسكن أين و ما أولادك أخذت بعض المعلومات ممكن أن أتجاوز لكن أرى أن تبقى و تكمل مسيرة العلم
لكن من الممكن أن أقول أن تذهب إلى هذا المكان بسقفٍ معلوم أنا أذهب و أبقى سنة أو سنتين أحدد مدة معينة و أحد أموال معينة سأحصلها في هذه المدة و أذهب هناك للحصول على رقم معين أضعه مقدم شقة أحضر به أو أعالج به قضية معينة من قضايا حياتي المعطلة حتى لو كانت هذه القضية أني سأدخره ليساعدني لإتمام الدكتوراه لكن أجد شيء من الصعوبة أنت سهل عليك أن تعطي الفتوى و أنت لديك العشاء و الفطور موجود و بعد سنتين كلها موجودة و العيادة و . . . فأنت سهل عليك الفتوى في هذا المجال نحن نعيش ظروف صعبة جداً
أنا حقيقة تألمت للغاية و تمنيت من قلبي أن هذه لقضية تحملها الأمة أن أغناء و حكام الأمة و مؤسسات الأمة تتولى رعاية مثل هذه القضايا و ليست هذه قضايا استثنائية عابرة إنما هي أصل من الأصول و هي من الكثرة بمكان و معظم المساجد أذهب إلى اي مسجد أياً كان كبرى المساجد و صغراها في العالم الإسلامي و ادخل إلى الإمام و إلى خطيب الجمعة و إلى المؤذن و إلى الطاقم العامل على أهم مؤسسة في الدولة الإسلامية مؤسسة المسجد و انظر إلى رواتبهم و أحوالهم و أخرج من جيبك شيئاً الكثير سيأخذ للأسف الشديد لأن ظروفه صعبة لكن هذه الظروف غير مستقيمة كيف يمكن لهذا الخطيب و الإمام و العالم أن يغير مسار الأمة و أن يربي الحضور هذا يتصدق عليه بشي و هذا بشيء آخر و هذا يعطي ابنه درساً في البيت في القرآن الكريم و يفاصله في 5 أو 10 أو 20 جنيه و الآخر . . . أمر نحتاج مراجعة كبيرة جداً إصلاح منظومة ، ﻻ أتكلم عن العالم لوحده و لا الحاكم لوحده و لا الغني لوحده للأسف نحتاج إصلاح منظومة كاملة
د. صلاح : أتمنى كل من يسمع هذه الحلقات أن يستشعر المسؤولية عن نفسه العالم يتحمل قليلاً لا يفتح على أبواب الاستهلاك قبل أن يوفر باب لنفسه الاستثمار يقول قبل أن آخذ الشقة أفتح دكاناً أو أي مشروع صغير لما أعود يكون لدي ما يعزني عن أنني آخذ الراتب الرسمي معه شيء من هذا المشروع و يعتبر أنه في السنوات الأولى إلى أن يوفر هذا الأمر كأنه لم يسافر لكن يؤسفني هذه التجارة يعني يذهب شيخ إلى دول الخليج مثلاً أو غيرها يريد أن يركب سيارة جديدة مكيفة فخمة ياتي بها بالديون على راتب لمدة 3 أو 4 سنوات
د. راغب : نسي الهدف الذي جاء من أجله
د. صلاح : فإن كان لديه ماجستير أو دكتوراه ، فأصبح طاحونة لخدمة السيارة او الخلاط أو الغسالة فهو يعمل ليدير الميكانات و لا يدير عقله و لا يدير قلبه لكي يوجهه إلى ربه و إلى إصلاح أمته فأصبح فعلاً يعمل ليدفع فتورة الكهرباء و الثلاجة و كلها مستهلكات يدفع قسط الأرض . . . الحقيقة لما أرى أخواني العلماء يقومون بذلك أقول ما لهذا خلقنا لحظة موت نلقى الله و الأمة منكوبة بهذا الشكل الإنسان يعيش بأبسط الأشياء :
(( قال : أما بعد فاتزروا ، وارتدوا ، وألقوا الخفاف والسراويلات ، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل ، وإياكم والتنعم وزي الأعاجم ، وعليكم بالشمس فإنها حمام العرب ، وتمعددوا واخشوشنوا ، واقطعوا الركب ، وابرزوا ، وارموا الأغراض ))
الراوي: - المحدث: النووي - المصدر: شرح مسلم - الصفحة أو الرقم: 14/45
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
لكن ﻻ يدخل في هذه التفيات قبل أن يوفر شيئاً يساعده في الإنفاق
د. راغب : يجب أن يعمل لحياته خطة
ياترى المال الذي كسبته ماهو هدفي فالهدف أنني ذاهب كما قلت للأخ الذي سألني لماذا تذهب لتعيش على هذه الوتيرة إذاً أنت ذاهب للسيارة و الشقة و الترف
أم أنك ذاهب سنتين تحضر قدر من المال
و أنا راجع من امريكا أول زيارة إلى البعثة التي أخذت بها دكتوراه المسالك و كنت أعمل في تجارة السيارات في السنة الثالثة كان ميدان السيارات بدأ يفتح و يكون لك اسم في سوق السيارات و تكثر لك الأموال قال لي بعض الإخوة في المسجد الذي كنت أصلي فيه و كانوا لي ناصحون ينصحونني في الله لماذا لا تبقى لأن هذا باب واسع هذا شيء يدر أمولاً طائلة و تعود تعمل دكتور في بلدك ماذا ستعمل بالطب في بلدك إن أخذت الدكتوراه تعلق الشهادة في البيت شهادة جيدة و اعمل تاجر سيارات على أعلى مستوى في امريكا
قلت ما لهذا خلقت
ليس هناك مانع فالتجارة 9/10 الرزق لكن ربنا سخرني في مجال آخر الناس و بعض الأخوة المقربين جداً يرونني مجنوناً أنني فتحت الأبواب بهذه الصورة ثم تغلق كل هذه الأبواب و اسمك الذي عملته عملت سنة واحدة في السيارات لكن ماشاء الله ﻻ قوة إﻻ بالله ربنا فتح لي من أبواب الخير مالا أتخيله اول ما دخلت الميدان كنت ﻻ أعرف هل كورلا من تويوتا أو نيسان داخل السوق ثم ربنا سبحانه و تعالى في غضون لا أقول شهور لكن في غضون اسابيع صرت متقناً و محترفاً و بدأت الأموال تكثر و تكثر كفيت أسرتي و ادخرت أموالاً و سددت بعض الديون و أنت خرجت من الأزمة و من عنق الزجاجة كما يقولون أمامك أصبح الهدف أو المهمة ما ذهبت من الذهن عندها عدت و لو كانت ذهبت لضاع هذا المعنى لكنت إلى الآن تاجر سيارات كبير في أمريكا بلا طب و لا دعوة و لا غيره
د. صلاح : ذكرتني بقصة اضطريت للسفر لأنه لم يكن هناك مكان قبل أن أعمل بعد التخرج من الجامعة سنة 1981 و عندما خرجت إلى الخارج مضطراً عملت مدرس و قلت عندما أنتهي من التدريس أذهب للمكتبة لأبني نفسي علماياً و لم اقبل أي اعمال خارجية جاءني رئيس الجامعة لا أعرفه في مكتبة الجامعة و جلس بجواري
و قال هل ممكن أطلب منك با بني أن تعطي لأولادي درساص و أنا سألت هو أنت فأنا أرجوك أن تقبل أن تأتي و إن كان المدرس العادي يأخذ مبلغاً أنت ستأخذ 5 أضعاف ستأتي سيارة إلى البيت تأخذك
قلت له أنا أشكرك جداً و يمكن أبحث لك عن مدرس آخر ليس لديه الهم الّذي عندي أنا لدي هم البحث و القراءة بهذا الشكل
الرجل قال لي إن أردت أن نعلي السعر لا مانع
قلت له إن رفعته ألف ضعف فالمسألة لدي ليست أرقاماً إنما لدي قضية لدري راتب يكفيني و ليس لدي ادخار لكن يكفيني أعيش معيشة كريمة و أهلي في بلدي أرجوك
قلت له سأسلك سؤالاً لو أن لك ولداً يجلس و أمامه 20 كتاب فطريقتي أن أقرأ القضية الواحدة في 20 كتاب و أكون رؤيتي ثم أكتب لو أنت الآن ابنك مكاني و و يعني جالس بهذا اشكل ثم جاءه من يترك هذه الكتب و يعمل في أعمال جانبية يحول الحياة البسيطة إلى أحسن بماذا تنصح ولدك
قال لا يدع هذه الكتب أبداً
قلت إذاً قد بالغت في النصح لي اعتبرني ولدك و أنا أخذت بنصيحتك حقيقة و الله إلى غاية أيام كنت في تركيا هذا الرجل و هو رجل من الأشراف و هو فعلاً في مقام و كان رئيساً للجامعة و الله إن لم أنزع يدي منه يقبل يدي و هو أكبر مني بسنوات كثيرة جداً يقول أنا أحبيتك في هذا اليوم حباً لا يعلمه إلا الله و ما شككت أن الله سيفتح لك أبواب الخير من كل أنواعها .
فالإنسان يتصبر و من يتصرب يصبره الله و لا يستعجل
(( خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ ))
( الأنبياء / 37 )
لا يتسعجل الإنسان الدنيا فستأتي و تبسط تحت أرجلنا كراماً بدل أن نزحف وراءها نفقد العلم و العمل معاً هذا الشرف .
الحقيقة الأوقات الطيبة تمضي سريعاً و كما ذكرنا من قبل
يطول اليوم فيه لا أراكم
و يومي عند رؤيتكم قصير
أشعر الأوقات مع أخواني المشاهدين و المشاهدات و أخي الفضيلة الدكتو راغب السرجاني تمضي كلمحة سريعة لكن انتظرونا بهذه اللمحات في حلقة أخرى بإذن الله تعالى حول صناعة العلماء .
جزاكم الله خيراً و شكر الله لكم و تقبل الله منا و منكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
* * *