أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرّحيم إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله
أمّا بعد :
فأهلاً و مرحباً بكم في هذا اللّقاء المبارك وأسأل الله عزّ و جل أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا أجمعين مع الحلقة التّاسعة والعشرين من حلقات خطّ الزّمن و ما زلنا مع قصّة فلسطين
في الحلقة الفائتة شفنا التطهير الكامل لأرض فلسطين من الصليبيين بعد أكثر من 200 سنة احتلال شفنا الجهاد العظيم الذي قام به المماليك سواء في زمن قطز رحمه الله أو في زمن الظاهر بيبرس أو سيف الدين قلوون أو الأشرف خليل رحمهم الله جميعاً و كيف طهروا البلاد الإسلامية من آخر جنود الصليبيين في العالم الإسلامي و شفنا في نفس الوقت أنه تحولت فلسطين بعد دخول المماليك إليها و إلى الشام إلى إمارة مملوكيّة ظلت إمارة مملوكيّة حوالي 263 سنة متصلة في طول هذه الفترات الطويلة لم تتعرض فلسطين إلى مشاكل تذكر و كانت الأمور في غاية الاستقرار في عهد المماليك , في أواخر أيام المماليك حصلت بعض المشاكل في أرض فلسطين نتيجة ظهور الدولة العثمانية بقوة و ده خلانا نتكلم في المرّة التّي فاتت على الدولة العثمانية .
الدولة العثمانية دولة من أعظم الدول في تاريخ الأمة الإسلاميّة ظهرت في سنة 699 هـ يعني في زمن أو في أوائل زمن دولة الممليك و ما كانش في بينها و بين دولة المماليك أي نوع من التعارض لأنّ واحدة في آسية الصغرى و الأخرى موجودة في منطقة الشام و مصر يعني نقاط التقاطع و التماس كانت محدودة جدّاً و قليلة , تكلمنا عن الدولة العثمانية و قلنا أنها دولة جهاديّة من الدّرجة الأولى أسسها عثمان بن ألطغرل رحمه الله من أعظم المجددين في تاريخ الأمة الإسلاميّة و استطاعت هذه الدولة أن تتوسع في أوربا خلقت لها مجالات جديدة في الفتح الإسلامي بعيد تماماً عن المجالات السابقة وطأت أراضي لم تطأها أقدام المسلمين منذ وُجد الإسلام و منذ بعث الرّسول صلّى الله عليه و سلّم و إلى هذا الزمن زمن الدولة العثمانية و مرينا على عدد من أمراء الدولة العثمانية و كان من أشهر أمراء الدولة العثمانية مراد الأول اللي عمل فتوحات كثيرة جداً داخل أوربا و وصلنا لحكم بيازيد ابن مراد الأول و بايزيد هذا يطلق عليه في التاريخ الصاعقة اسمه بايزيد الصاعقة لسرعة انقضاضه على أعدائه رحمه الله الرجل هذا فتح نصف بلغاريا و في آخر حياته تعرض لكارثة و هي ظهور جديد للتتار على يد تيمور لنك لكن يعني بدون الدخول في تفصيلات كثيرة ظهر من بعده مراد الثاني ليعيد من جديد السطوة للدولة العثمانية .
مراد الثاني هذا شخصية من أعظم الشخصيات أيضاً تولى الحكم و عنده 18 سنة بس لكن ما شاء الله كان من المجاهدين الكبار تولى الحكم سنة 824 هـ إلى 855 هـ يعني حكم تقريباً حوالي 31 سنة , في أيامه فتح ألبانيا بكاملها فتح المجر بكاملها أعاد توحيد الأناضول بعد أن مزّقه التتار و ترك لنا عند وفاته أعظم هدية تركها للمسلمين و هي هديّة محمد الفاتح بن مراد الثّاني رحمهم الله جميعاً .
محمد الفاتح لعله أشهر سلاطين الدولة العثمانية مطلقاً تولى الحكم سنة855 هـ إلى سنة 886 هـ الموافق 1451 م لسنة 1481 م يعني 30 سنة أو 31 سنة متصلة , تولى الحكم و عنده 22 لكنه ما شاء الله كان يمتلك خبرة الشّيوخ و الأكابر رحمه الله .
بعد أقل من 3 سنوات من ولايته استطاع أن يحقق حلم المسلمين و أن يحقق صدق نبؤة الحبيب صلّى الله عليه و سلّم و أن يفتح القسطنطينيّة في سنة 857 هـ 1453 م ليحقق بذلك الحديث النبوي العظيم :
“ لَتُفْتَحَنَّ القسطنطينية فَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا ، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ “
جيش الدولة العثمانيةالتي تعرّضت للكثير و الكثير من التشويهات في تاريخنا ده كلام الحبيب صلّى اللله عليه و سلّم من أكثر من 800 سنة على ظهور هذه الدولة يصف هذا الجيش و يصف محمد الفاتح رحمه الله لم يكتفي هذا البطل العظيم الشاب بهذا النّصر العظيم المهيب على الدّولة البيزنطيّة و إسقاط القسطنطينيّة و تحويل القسطنطينيّة إلى مدينة إسلامية سمّاها إسلامبول بعد ذلك تحوّلت إلى استانبول بعد ذلك بل أكمل الطريق و فتح الطّريق أمام كل بلاد الصرب باستثناء بلغراد فقط و استطاع أن يفتح أيضاً رومانيا وفتح بلاد البوسنة و دخل في زمانه أهل البوسنة في دين الله أفواجاً بل إن في زمان محمد الفاتح انضم للجيش العثماني30 ألف شاب بوسني يجاهدون في سبيل الله و أصولهم لكها كانت نصرانيّة فتح اليونان بكاملها رحمه الله فتح كرواتيا بكاملها فتح الجبل الأسود و أجزاء أخرى من دولة عجيبة جدّاً أجزاء من إيطاليا و صلت الجيوش الإسلامية إلى إيطاليا في عهد محمّد الفاتح فتح مدينة اسمها أوترانت و كان يجهّز العدّة لفتح روما ليحقق الحديث النبوي العظيم الّذي بشّر فيه بفتح القسطنطسنيّة و فتح روما لكن وافاه الأجل و مات رحمه الله قبل أن يحقق هذا الحلم ليترك للأجيال الّتي تأتي من بعده تحقيق هذا الحلم العظيم و هذه النبؤة الكبيرة من رسولنا و حبيبنا صلّى الله عليه و سلّم .
تولى من بعده ابنه يزيد بايزيد الثاني و ده حكم 32 سنة كان يميل إلى السلم و حصل في عهد بايزيد الثّاني خلاف شديد مع دولة المماليك و أول مرة نشوف مشاكل تظهر بين دولة المماليك و بين الدّولة العثمانيّة و كان الكلام ده في عهد السّلطان قيدباي المملوكي و هيبدأ من جديد تظهر كلمة فلسطين في قصتنا , دولة المماليك دولة قويّة جدّاً تحت السّلطان قيدباي و الدّولة العثمانيّة دولة قويّة جدّاً و تمتلك نصف أوربا و كانت في ذلك الوقت تحت قيادة بايزيد الثّاني و هيحصل للأسف الشّديد مع كلّ محاولات الإصلاح بين الدّولتين هيحصل خلاف و بالتالي يجهّز قيدباي جيشاً لغزو الدولة العثمانية و بالتالي يبدأ في استنفار الجنود من هنا و هناك و تبدأ ظهور قصّة فلسطين من جديد حيث يجند المماليك أهل فلسطين و طبعاً فلسطين ولاية مملوكيّة في ذلك الوقت يجند أهل فلسطين لحرب الدولة العثمانية و يفرض عليهم ضرائب كثيرة جدّاً مرهقة لتساعده في الحرب و في تجهيز الجيش و طبعاً شعور أهل فلسطين أنهم سيحاربون الدولة العثمانية اللّي هيّ فتحت القسطنطينيّة و فتحت نصف أوربا نتكلّم عن رومانيا و بلغاريا و اليونان و البانيا و الصّرب و الجبل الأسود و اليونان و كرواتيا و توصلنا إلى إيطاليا يعني دولة فعلاً عملاقة دولة رهيبة و مع ذلك ترفع راية الإسلام و كلّ قوّادها ملتزمين تمام الالتزام بالشّريعة الإسلاميّة و..و... طبعاً ده كان يمثّل شعوراً بالأسى الكبير عند أهل فلسطين خلاهم معندهمش رغبةفي نصرة المماليك في هذه الموقعة أضف إلى كلّ ذلك أنّه في عهد بايزيد الثاني و في عهد السّلطان قيدباي المملوكي سقطت بلاد الأندلس و كانت كارثة كبيرة جدّاً على العالم الإسلامي الكلام ده كان في سنة 897 هـ الموافق 1492 م حدث هزّ العالم الإسلامي كله و طبعاً و كانت مشكلة كبيرة .
في سنة 918 هـ الموافق1512 م حصل تغيّر محوري في قيادة الدولة العثمانية أو السلطنة العثمانية و هي عندما تولّى سليم الأول الحكم بن بايزيد الثاني الحكم و سليم الأول شخصية عسكرية من الطّراز الأول كان عندو طموح عالي جدّاً أول ما مسك الحكم واجهته مشاكل كبيرة بدأ ينظر إلى هذه المشاكل و هو طبعاً بيحكم دولة تحكم نصف أوربا و بالإضافة إلى ذلك آسيا الصّغرى و كان في الجنوب دولة المماليك تحكم الشام بكاملها بما فيها فلسطين و دولة مصر و لكن تزامن مع ظهور سليم الأول و الّذي كان زي ما قلنا شخصيّة عسكريّة كبيرة عدة تطورات في العالم في ذلك الوقت من أوائل هذه التّطورات و أهم هذه التّطورات ظهور الصفويين في إيران و الصفويين دولة شيعية اثنا عشرية ظهرت في إيران و كان عندها توجه للمد الشيعي إلى بلاد العالم الإسلامي السنّي و بدأت بالفعل توجه الجيوش بناحية العراق و بدأت بتشييع أهل العراق بالقوّة و أهل العراق بدأوا يستنجدوا بأقوى القوّاد المسلمين أقوى القواد المسلمين في ذلك الوقت قوّاد السّنّة و هو السلطان سليم الأول في اسطنبول و بالتالي بدأ يحصل نوع من الاحتكاك بين سليم الأول و بين دولة الصفويين .
في نفس الوقت نشط جدّاً البرتغاليون و كانوا من أقوى الأساطيل الصّليبيّة في ذلك الوقت و اكتشف فاسكوديكاما رأس الرجاء الصالح وبدأ يهاجم الخليج العربي من الجنوب و يهاجم عمان و يهاجم اليمن و غيرها من البلاد و للأسف الشّديد حصل تعاون مباشر صريح بين البرتغاليين و بين الصفويين في إيران و اتّحد الطرفان على حرب السّنّة في الدّولة العثمانيّة و كانت طبعاً أزمة كبيرة جدّاً , برده للأسف الشّديد حصل وقوف للمماليك على الحياد يعني المماليك بعث لهم سليم الأوّل و قال لهم نحن دي الوقت في مشكلة خطيرة نحن الآن نحارب البرتغاليين و نحارب الصفويين الّذين يشيّعون العالم الإسلامي فلا بدّ من وضع يد دولة المماليك في يد الدّولة العثمانية لمواجهة هذا الخطر و لكن قنصول غوري الّذي كان زعيم دولة المماليك في ذلك الوقت رفض أن يضع يده في يد الدّولة العثمانية و من ثمّ اعتبرت الدّولة العثمانية ذلك الأمر تعدّياُ على حقوق المسلمين و بالتالي بدأت تحصل احتكاكات أكبر و أشد بين الدّولة العثمانية و بين دولة المماليك يا ترى إيه اللي هيعملو سليم الأول مع الصفويين يا ترى هيعمل إيه مع البرتغاليين يا ترى هيعمل إيه مع المماليك ده اللّي هنعرفه إن شاء الله بعد الفاصل فابقوا معنا .
* * *
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
شفنا قبل الفاصل انتشار الدولة العثمانية في شرق أوربا و شفنا المشاكل التي بدأت تظهر بينها و بين دولة المماليك الّتي تحكم الشّام بما فيها فلسطين طبعاً و مصر في ذلك الوقت و شفنا التحديات التي ظهرت أمام السّلطان سليم الأول و هو شخصيّة عسكريّة من الطّراز الأوّل كما ذكرنا من أوّل ما تولّى الحكم أمامه تحدّيات كبرى كان منها ظهور الدّولة الصّفويّة في إيران و بداية التّشيّع في العراق بالقوّة عن طريق الدّولة الصّفويّة و الاتّحادّ الصّريح السّافر مع البرتغاليين أعداء الدولة العثمانية في ذلك الوقت و أعداء المماليك و اتحاد البرتغاليين مع الصّفويين و كانت النّيّة و الهدف أن يغزو العالم الإسلامي من اليمن من جنوبه عن طريق رأس الرّجاء الصّالح و احتلال المدينة المنورة بعد ذلك و نبش قبر الرّسول صلّى الله عليه و سلّم و من ثمّ التّوجه إلى مدينة القدس بعد ذلك و احتلال مدينة القدس من جنوبها طبعاً و المخطط ده كان معلن و كان معروف و كان في مشاكل كبيرة جدّاً في العالم الإسلامي لأنّ دولة المماليك كانت في أواخر أيّامها و ما عندها القوّة لدفع البرتغاليين و طبعاً دولة المماليك في أيّام قوتها حاربت البرتغاليين حروباً كثيرة لكن في أيّام ضعفها الأخيرة طبعاً لم يكن عندها القوّة السّلطان سليم الأوّل عرض على المماليك أن يعاونوه في حرب الشيعة الصفويين و في حرب البرتغاليين المتعاونين مع الشيعة الصفويين لكن السّلطان قنصول غوري رفض ذلك و بدأ بتجهيز بعض الجيوش لحرب الدّولة العثمانيّة في سوريا تجاهل السّلطان سليم الأوّل كل هذه التحرّشات من دولة المماليك و اتجه بجيشه لحرب الدولة الصفوية في العراق لأن الجيش الصّفوي احتل بغداد احتلال عسكري واضح كما ذكرنا و هو في طريقه إلى بغداد مر بمملكة أو بإمارة إسلامية موجودة في منطقة الأناضول كان اسمها ذي القادر و هذه المملكة كانت تابعة للماليك و أمير هذه المملكة كان اسمه علي دولات قام بحرب الجيش العثماني فاعتبر السلطان سليم ذلك حرباً مباشرة من المماليك الدولة العثمانية لكن مع ذلك أجّل الملف إلى أن وصل إلى العراق و استطاع أن يلتقي في موقعة فاصلة في أرض فارس تجاوز العراق و وصل إلى فارس مع الجيش الصّفوي الصفوي في موقعة اسمها تشلديران و هي من أكبر المواقع في تاريخ الأمةالإسلامية كانت في سنة920 هـ الموافق1514 م و انتصر انتصاراً ساحقاً على الصفويين بل و دخل إلى عاصمتهم تبريز في إيران و استطاع أن يرسّخ أقدام الدّولة العثمانيّة في العراق بكاملها و في شرق إيران و ده كان من أكبر الانتصارات في حياة السّلطان سليم الأوّل .
ثم عاد بعد ذلك إلى اسطنبولو بدأ يدرس الملف المملوكي من جديد و قنصول غوري حس أنه في تدبير واضح لحرب دولة المماليك فجهز جيشه و انطلق إلى شمال غرب حلب ليلتقي مع الجيش العثماني في موقعة مرج دابق الشهيرة سنة 922 هـ الموافق 1516 م و كانت موقعة ضخمة جدّاً انتصر فيها سليم الأول و سحق الجيش المملوكي و قتل قنصول غوري في هذه الموقعة و بالتالي انساح سليم الأوّل في كلّ بلاد الشّام و ضم في شهور معدودات كل من سوريا و لبنان و فلسطين و الأردن إلى الدّولة العثمانيّة ثمّ توجه بعد ذلك إلى مصر المعقل الأخير للدولة المملوكيّة و التقى في موقعة الريدانية خارج أسوار القاهرة مع طومان باي آخر المماليك الحكام لمصر و استطاع أن ينتصر عليه انتصاراً واضحاً و قتل طومان باي و علق على باب الزويلة كما هو معروف و بدأ عهد جديد للمسلمين في هذه المنطقة و هو عهد الدولة العثمانية أو قل عهد الخلافة العثمانية أول مرة تعلن الدولة العثمانية أنها خلافة في الأرض و خلافة المسلمين لأنها وصلت ما شاء الله إلى مساحات ضخمة جدّاً وصلت نصف أوربا و الشام بكامله و مصر بكاملها و العراق بكامله كلها دولة واحدة طبعاً أعلنوا الخلافة العثمانية .
نقدر تقسّم أعلنوا الخلافة العثمانية لفترتين الفترة الأولى فترة الدولة العثمانيةالتي كانت موجودة زمن المماليك و دي حوالي 224 سنة و الفترة التي بعدها نسميها فترة الخلافة العثمانية و دامت 419 سنة تخيلوا أي من ساعة سقوط المماليك في 923 هـ لحد سقوط الدولة العثمانية 1342 هـ الموافق 1920 م أي حوالي 419 خلافة عثمانية , يعني لو جمعت هذا مع الدولةالعثمانية -الفترة الأولى- يعطيك 643 سنة هو عمر الدولة العثمانية في الأرض 643 سنة أطول دولة إسلامية في تاريخ المسلمين و مع ذلك أكثر الدّول التي تعرّضت للتشويه , كيف لا و هي تحارب أوربا في كل المحاور أوربا للأسف الشديد هي التي كتبت تاريخ المسلمين في عصرنا الحاضر و نحتاج لإعادة كاتبة تاريخ الإسلام .
طبعاً بهذا الموقف تحولت فلسطين من إمارة مملوكية إلى إمارة عثمانية من سنة 922 عندما دخلها سليم الأول إلى آخر عهدها حتى دخول الاحتلال الانكليزي .
تحولت إلى إمارة عثمانية و الأمور كانت مستقرة في أوائل فترة الدولة العثمانية بعد سليم الأول جاء ابنه سليمان الأول المعروف في التّاريخ بسليمان القانوني و كان من أعظم ملوك الولة العثمانية و استطاع أن ينشر الإسلام أكثر و أكثر بذلك وصلنا إلى عهد القوة المفرطة للخلافة العثمانيّة من أعظم الفترات في تاريخ المسلمين حوال 340 سنة أصبحت الدولة العثمانية بلا منازع أقوى دولة في العالم فكانت تحكم في وقت واحد أكثر من 20 مليون كيلو متر مربّع تضمّ بين طياتها أكثر من 30 دولة من دولنا في هذا العصر .
في عهد سليمان القانوني بن سليم الأول ضم الجزائر و ضم ليبيا و ضم تونس و رجعت ثانية للفرنسيين ثم ضمّها من جديد ضم كل رومانيا ضم بلغراد اللي ما عرفش يفتحها محمد الفاتح فتحها سليمان القانوني فتح المجر بكاملها دخل عاصمة المجر بودابست احتل شرق النمسا بكاملها وصل إلى أسوار فيينا ضم ّ الجزيرة العربية بكاملها ضمّ اليمن بكاملها منطفة الخليج بكاملها وصل إلى سواحل الهند لنجدة المسلمين الّذين استقذوه هناك من سطوة البرتغاليين , دولة من أعظم الدول في تاريخ الإنسانية الدولة العثمانية , طبعاً اهتموا اهتمام كبير جدّاً بقضيّة فلسطين و ملف فلسطين و بنى أسوار القدس و رمم الصخرة و استمرّ فيما بدأ به سليم الأول من قانون القانون ده كان عجيب جدّاً و يبين عمق النظرة عند سليم الأول و عمق النظرة عند سليمان القانوني ابنه و هو منع اليهود منعاً باتاً من السكن في فلسطين كلّها يعني من هذه الأيّم و الدولة العثمانية ترى الأطماع اليهودية في دولة فلسطين و الكلام ده قاله لماذا و لماذا طلع مثل هذا القانون لأن زي ما قلنا سقطت الأندلس و بسقوط الأندلس أخرج الصليبيون الأسبان المسلمين و اليهود من أرض الأندلس طبعاً المسلمين كانوا يأووا اليهودفي أرض الأندلس في معيشة متسامحة جدّاً و عندما تمكن الصّليبيّون من الأندلس أخرجوا المسلمين و اليهود و بالتالي ساح اليهود في الأرض يريدون مكاناً يأويهم فلم يجدوا إلا الخلافة العثمانيّة الوحيدة التي اسقبلتهم في الأرض أوروبا طبعاً كلّها طردتهم قلنا قبل كده ادوارد الأول طردهم من انكلترا و فيليب الأول طردهم من فرنسا و الإسبان طردوهم من إسبانيا من الأندلس ما عاد لهم ماكن إلا في بلاد المسلمين استقبلهم السلطان بايزيد الثاني و السلطان سليمان الأول و السلطان سليم الأول استقبلوهم في داخل الدولة العثمانية لكن أصدروا قرار بأن يعيشوا في أي مكان في الدولة العثمانية إلا في فلسطين لأنهم يعلمون أطماع اليهود في فلسطين و استمر على هذا القانون سليمان الأول رحمه الله و بالتالي لم يسكن في عهده إلا عدد قليل جداً جدّاً من اليهود في داخل أرض فلسطين بكاملها .
ما عدا التفوق الظاهر جداً في حياة سليمان الأول اللي هو سليمان القانوني إلا أنه كانت عنده أخطاء للأسف الشديد لم تؤثر في حياته إنما أثرت بعد وفاته على الدولة العثمانية و على حالة المسلمين بصفة عامة , من أخطائه هذه أنه تزوج من روكسلن و روكسلن هذه إمرأة روسية يهوديّة طبعاً ليس المشكلة أنه تزوّج من امرأة يهوديّة يجوز الزواج من أهل الكتاب لكن المشكلة أنه بدأ يسمع لها في أمور كثيرة و من أخطر هذه الأمور أنها حجبت ولاية العهد عن ابنه مصطفى و مصطفى هذا كان من المجاهدين الكبار و أعطتها لابنها هي منه و هو سليم الثاني و الّذي كان بعيد كل البعد عن آليات الحكم و أدبيات القيادة التي كانت عند مصطفى بن سليمان الأول و بالتالي اتخذت بعد ذلك الدولة العثمانية بعد ذلك منحى جديد في عهد سليم الثاني بن سليمان الأول .
برده مشكلة ثانية عملاه سليمان الأول أو سليمان القانوني في أواخر عمره أنه أعطى امتيازات كثيرة لفرنسا في داخل الدولة العثمانية , و هذه الامتيازات لم يكن لها الأثر الكبير خلال حياته لأنّه كان قويّاً جدّاً لكن كان لها أثر بعد ذلك طيب لماذا قدّم فترة امتيازات لفرنسا لأنّ فرنسا في بعض فترات حياته كانت تشترك في حرب دولة النمسا لأن دولة النمسا كانت عدوة للطرفين عدوّة للدولة العثمانية و في نفس الوقت عدوّة لفرنسا فاتحدت فرنسا مع الدولة العثمانية في بعض فترات حرب الدّولة النّمساويّة و نظير ذلك أعطاهم امتياوات داخل الدّولة العثمانية و هذه الامتيازات كانت بداية تدخّل الأوربيين في داخل الدولة العثمانية و الكلام ده لم يظهر إلا بعد وفاة سليمان الأول أو سليمان القانوني .
يا ترى إيه هيحصل بعد وفاة سليمان القانوني هو مات سنة 974 هـ يا ترى أولاده هيعملوا إيه بعد وفاته , يا ترى وضع اليهود شكله إيه داخل الدّولة العثمانيّة , يا ترى أوربا كيف ستتصرّف مع الدّولة العثمانيّة التي طهرت نصف أوربا تقريباً و ده اللي هنعرفه إن شاء الله في الحلقة القادمة , أسأل الله عزّ و جلّ أن يفقّهنا في سننه و أن يعلّمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا إنه و لي ذلك و القادر عليه .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .