أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده و رسوله
أما بعد :
فأهلاً و مرحباً بكم في هذا اللقاء المبارك و نسأل الله عز و جل أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين :
مع الحلقة التاسعة من حلقات خط الزمن و ما زلنا مع قصة فلسطين
تحدثنا في الحلقة السابقة عن بعثة الحبيب صلى الله عليه و سلم و توجه الرسول صلى الله عليه و سلم و المؤمنون إلى المسجد الأقصى في فلسطين بالصلاة مدة 15 سنة متصلة :
13 سنة متصلة في أرض مكة المكرمة و 17 شهر في أرض المدينة المنورة بعد الهجرة يعني توجه فترة طويلة جداً الّّذي يمثل 65% من فترة البعثة النبوية يعني 15 سنة من أصل 23 سنة يعني معظم حياة رسول صلى الله عليه و سلم أو الجانب الأكبر كان متوجهاً بالصلاة للمسجد الأقصى و هذا فيه دلالات كثيرة لعل من أهمها كما ذكرنا في الحلقة السابقة :
- تعظيم قدر فلسطين في قلوب المؤمنين هذا ليس خاصاً بالجيل الّّي صلى ناحية بيت المقدس بل إلى الآن و إلى يوم القيامة و لا زلنا نقول أولى القبلتين و هذه لا ننساها أبداً و هذا كان جزء مهم جداً من ديننا و كما قلنا كانت 15 سنة متتالية في عمر بعثة حبيبنا صلى الله عليه و سلم .
و رسولنا صلى الله عليه و سلم لم يكن يعظم المسجد الأقصى فقط بل أيضاً ما حول المسجد الأقصى أيضاً ربنا الّذي يقول :
(( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ))
( اﻹسراء / 1 )
سيدتنا ميمونة بنت سعد رضي الله عنها كانت تسأل رسولنا صلى الله عليه و سلم و كانت تقول له :
(( يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس ؟
قال : أرض المحشر والمنشر . ائتوه فصلوا فيه, فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره
قلت : أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه ؟
قال : فتهدي له زيتا يسرج فيه, فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه . ))
الراوي: ميمونة بنت سعد مولاة النبي المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1662
خلاصة حكم المحدث: صحيح
طبعاً يقصد كل القدس و ما حولها من ارض الشام (( أرض المحشر و المنشر ))تخيل أن بركة و قيمة هذه الأرض ستظل إلى يوم القيامة ، ربنا سبحانه وتعالى عندما يحشر الناس يوم القيامة لا يحشرهم في البيت الحرام لا يحشرهم في مكة المكرمة لا يحشرهم في المدينة المنورة إنما يحشرهم في بيت المقدس في أرض الشام هذه دلالات في غاية اﻷهمية على عظم قدر هذه الأرض
و لم يعظم رسولنا صلى الله عليه و سلم فقط الأرض التي هناك و إنما عظّم البشر الّذين يعيشون هناك قال رسولنا صلى الله عليه و سلم في أحد الأحاديث العظيمة التي تنبأ بالمستقبل الّذي سنأتي عليه :
(( إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين .
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله ))
الراوي: ثوبان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2229
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ستظل يا أخواني و أخواتي هناك طائفة من المؤمنين تحمل الراية لن تسقط راية الإسلام أبداً هذا وعد من رب العالمين سبحانه و تعالى و بشر به حبيبنا صلى الله عليه و سلم في أكثر من رواية دائماً تكون هناك أناس تحمل اللواء و تكمل إلى يوم القيامة
أحد الصحابة في أحد الروايات اسمه مسلم بن أحمد بن حنبل قال أين هم يارسول الله :
(( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ))
الراوي: أبو أمامة المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/823
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
في أرض فلسطين و القدس و ما حول القدس
ما حول القدس أرض رباط يا أخواني و أخواتني و لعل من يراجع اتاريخ يلاحظ هذه الملحوظة و لعلنا من خلال سيرنا في قصة فلسطين نرى الملاحم الكبرى التي عاشها أنبياء الله عز و جل في أرض فلسطين الصدام بين الحق و الباطل المستمر في كل عهود الأنبياء كما في عهد نبينا صلى الله عليه و سلم ثم في عهد الفتوحات الإسلامي و سنمر في مراحل كبيرة جداً إلى يوم القيامة هذه نقطة صدام دائمة بين الحق و الباطل في أرض فلسطين لذلك زرع ربنا فيها من يحملون اللواء و لا يتركونه أبداً في أرض فلسطين
(( ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ))
بل عمت بركة المسجد الأقصى و بيت المقدس كل بلاد الشام الرسول صلى الله عليه و سلم في أحد الأيام يقول :
(( يا طوبى للشام يا طوبى للشام يا طوبى للشام ،
قالوا يا رسول وبم ذلك قال : تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام ))
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: فضائل الشام ودمشق - الصفحة أو الرقم: 1
خلاصة حكم المحدث: صحيح
انظر هذا المكان تظلله ملائكة الرحمن الشام كله و مركزه في بيت المقدس في القدس الشريف في المسجد الأقصى طبعاً الأحاديث أكثر من ذلك بكثير نآخذ بعض الشواهد من بعض أحاديث رسولنا صلى الله عليه و سلم و في كتب ألفت في فضل البيت المقدس المسجد الحرام و في فضل المسجد الأقصى و أرض فلسطين في مؤلفات ضخمة فليرجع إليها عند رغبة الاستزادة .
و كأن الكلام ليس كافياً كأن كلام الرسول صلى الله عليه و سلم بوصف الأحوال و القيمة العظيمة لأرض فلسطين و وصف درجة الناس هناك و وصف قيمة أرض الشام كأنه ليس كافياً فبعث ربنا رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم إلى أرض فلسطين بنفسه لتزدادتشريفاً و تعظيماً و بركة بزيارة الحبيب صلى الله عليه و سلم إلى هذه البلاد و أرسله سبحانه و تعالى إلى هذه البلاد بمعجزة خارقة تلك هي معجزة الإسراء و المعراج .
وكلنا يعرف الإسراء و المعراج و الدلالات فيها أكثر من أن تحصى و طبعاً الناس تختلف في تحديد زمان اﻹسراء و المعراج لكنه يقيناً كان في فترة مكة المكرمة يختلفون في السنة العاشرة أو الحادية او الثانية عشرة بين بيعة العقبة الولى و بيعة العقبة الثانية و هذه من أصح الأقوال و على فكرة رواية ان الإسراء و المعراج كان في 27 رجب هذه من أضعف الروايات و ليس مؤكداً و ليس أي على الأغلب أنه ليس في هذا اليوم مع شهرة هذا اليوم لدى المسلمين .
الشاهد من القصة أن الإسراء كان بالروح و الجسد الرسول صلى الله عليه و سلم انتقل بجسده هكذا و كما وصف صلى الله عليه و سلم انتقل بجسده و ترك فراشه دافئاًو و ذهب إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السماوات العلى و من ثم عاد إلى فراشه و ما زال فراشه دافئاً هذا ليس أحلاماً أو في الرؤى الناس تقول أن الإسراء كان بالروح فقط و ليس بالجسد مهزومة نفسياً أمام ما يوقله الغرب و الشرق لأنه من غير الممكن أن ينتقل الرسول صلى الله عليه و سلم في لحظات أو جزء من الليل نحن نقول من أسرى به
(( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ))
( اﻹسراء / 1 )
عندما تتفكر في قدرة رب العالمين كل هذه الأشياء تهون و كما قال الصديق عليه رضوان الله قال :
(( أصدقه في خبر السماء في لحظة ))
جبريل ثم يعود إلى رب العالميين في لحظات فريدة ثانية أو أقل من ثانية و مع ذلك نصدقه
(( أفلا نصدقه في هذا الخبر ))
فهذا هو يقين المؤمنين .
ذهب صلى الله عليه و سلم إلى المسجد الأقصى في الإسراء نسأل لماذ الإسراء إذا كان الغرض أن يرى الجنة و النار و يتعرف على أحوال الغيب و يقابل الأنبياء في السماوات العلى و في النهاية يصل إلى سدرة المنتهى و يلتقي مع رب العزة سبحانه و تعالى في هذا اللقاء الفريد الّذي لم يحصل مع بشر و ﻻ خلقٍ قط كيف أو لماذا هذه الانتقالة لماذا لا يصعد مباشرة من الكعبة المشرفة من مكة المكرمة إلى السماوات العلى
بعض المفسرين يقول ليقابل الأنبياء ؛ ربنا يأتي بالأنبياء إلى مكة المكرمة التي هي أعظم قدراً من القدس و الكعبة المشرفة أعظم قدراً من المسجد الأقصى لماذا هذه الانتقالة ، فيها حكم كثيرة و أركز هنا على حكمة أو حكمتين:
الحكمة الأولى :
هو تسلم مقاليد أو مفاتيح قيادة البشرية البشرية دينياً كانت تقاد من فلسطين أنبياء بني إسرائيل و نبي النصارى عيسى عليه السلام و كان دينياً و توحيد ربنا سبحانه و تعالى يبدأمن هذا المكتن من أرض فلسطين اﻵن ستنتقل القيادة إلى أمة الإسلام الأمة الخاتمة التي بعث فيها النبي الخاتم صلى الله عليه و سلم و كتابنا القرآن الكريم آخر الكتب السماوية آخر منهج تشريعي أوحى به ربنا إلى العباد و هو الّذي ارتضاه لهم ليكون حاكماً لهم إلى يوم القيامة و لذلك ذهب صلى اله عليه و سلم ليستلم مفاتيح قيادة الدنيا بكاملها و إلى يوم القيامة من المكان الّذي كان يقود الدنيا سنوات و سنوات و مئات السنوات كما نعلم جميعاً هذا هدف
الهدف الثاني :
في غاية الأهمية هو تعظيم قيمة فلسطين في عيون المسلمين و المؤمنين إلى يوم القيامة القبلة إلى المسجد الأقصى
الصلاة فيه بـ 500 صلاة
لا تشد الرحال إلا إليه
الإسراء إلى هذا المكان يصبح مسرى رسولنا صلى الله عليه و سلم يصبح هذا المكان مكرماً و معظماً عند عامة المسلمين و نتوق إليه و نتذكره في كل عام مرة على اﻷقل عندما نتحدث عن هذا المكان لا يمكن أبداً أن يخلو الحديث عن حديثنا عن فلسطين كل هذا القدر لهذا المكان العظيم المسجد الأقصى و القدس و ارض فلسطين لأن ربنا سبحانه و تعالى بسابق علمه يعلم أن هذا المكان سيظل بؤرة صراع سيطع فيه الفرس و الرومان و الصليبييون و يطمع فيه التتار و يطمع في و اﻹنكليز و اليهود و غيرهم و غيرهمم و ممن عرفنا و ممن لم نعرف بعد و لذلك وضع ربنا سبحانه و تعالى كل هذه المقومات لتحميس المسلمين للدفاع عن هذا البيت العظيم و عن هذا المكان العظيم و ليست هذه فقط فضائل فلسطين أو بيت المقدس نعرف طرفاً آخر منها بإذن الله
و هذا ما سنعرفه بعد الفاصل فابقوا معنا
* * *
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
نعود ثانية كنا نتكلم قبل الفاصل على وضع فلسطين في عين الحبيب صلى الله عليه و سلم و تكلمنا عن اﻹسراء و المعراج و تكلمنا عن قضية ان يسرى بالحبيب صلى الله عليه و سلم من مكة المكرمة إلى المسجد اﻷقصى و من ثم يعرج به إلى السماوات العلا و لماذا لم يجعل ربنا سبحانهو تعالى المعراج من مكة المكرمة إلى السماوات العلا .
آخر أمر نعلق عليه بالنسبة لحدث الإسراء و المعراج هي السورة من يقرأها يجد في أول السورة آية تتحدث عن الإسراء و المعراج و من ثم متبوعة بعدة آيات مباشرة إلى آخر السورة و تتكرر مرة الثانية الحديث عن إفساد بني إسرائيل و ﻻ شك أن العلاقة بينهما واضحة الإسراء و المعراج و انتماء المسلمين و المؤمنين إلى هذا المكان المسجد الأقصى و الأرض التي بارك ربنا سبحانه و تعالى فيها حول المسجد الأقصى و قضية الحديث عن بني إسرائيل و إفساد اليهود في الأرض هذه قضية واضحة الربط تماماً و رينا سبحانه و تعالى يقول لنا بشكل واضح أن الصراع على هذه المنطقة سيظل طويلاً إلى يوم اقيامة بين المسلمين و اليهود نعم قد يحصل صدامات بين المسلمين و أعداء أخر كثيرين بين الرومان بين الصليبيين بين كذا أو كذا لكن ستظل الكلمة أو صراع اليهود مع المسلمين حول هذا المكان سيظل هذا الصراع دائراً إلى يوم القيامة.
و لعل من يشهد الأحداث يفهم جيداً هذا الربط الّذي في سورة الإسراء .
هم طبعاً يدعون الهيكل مكان المسجد الأقصى أو تحت المسجد الأقصى هذه عقيدتهم المحرفة كما يقولون و نحن عقديتنا أن المسجد الأقصى هو الّّذي أسري برسول الله صلى الله عليه و سلم إليه و هو المكان المشرف المعظم الّّي تحدثنا عنه هذه عقيدتهم و هذه عقيدتنا فهي عقيدة في مواجهة عقيدة
يقولون هيكلهم و نحن نقول مسسجدنا
الاهتمام بالمسجد الأقصى أو فلسطين لم يكن مجرد اهتمام بالمكان و البشر الّذين يعيشون هناك او بتطلعات للمستقبل الّّذي سيكون عليه و لكن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى في زمن مكة المكرمة يهتم بالقوى المتصارعة على هذا المكان من القوى العالمية .
كما قلنا قبلها أن الفرس و الرومان كانوا يتصارعون على المسجد الأقصى و القدس و أرض فلسطين هذا الصراع الّذي كان يدور بين هذه القوى العظمى كان يشغل الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة معه مع أنه صلى الله عليه و سلم يعيش في لك الوقت في مكة المكرمة و معه قلة قليلة جداً من المؤمينين و أين قوة فارس و الرومان هذه قوى لا يمكن بحال من الأحوال أن تقارن بقوة المؤمنين في ذلك الوقت ، و مع ذلك رسولنا صلى الله عليه و سلم مشغول بصراع القوى العالمية حول هذا البيت العظيم و حول هذا المكان المبارك أرض فلسطين .
و لما انتصرت الفرس على الرومان في أرض فلسطين ماذا حدث الرسول صلى الله عليه و سلم حزن حزناً شديدياً و كذلك حزن الصحابة و فرح المشركون لماذا فرح المشركون و حزن الرسول صلى الله عليه و سلم لأن الذين هزموا أهل كتاب أي النصارى في ذلك الوقت الّّذين كانوا يحكمون فلسطين ( الرومان ) مع التحريف الّذي كان عندهم و مع الخلاف الشديد الّذي كان بينهم و بين ما يجب أن يكون عليه الاعتقاد اسليم إﻻ ان الرسول صلى الله عليه و سلم لأنهم أقرب إلى المؤمنين من الّذين اللّذين يعبدون النار من دون الله عز و جل و فرح المشركون لأن الفرس وثنيون كالمشركين فاعتبروا أن ذلك بشارة خير للمشكرين لكن نزل قول ربنا سبحانه و تعالى :
((غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ))
( الروم 2-3-4 )
بشارة للمسلمين أنّ الرومان سينتصرون على الفرس تخيّل لما ربنا سبحانه و تعالى سبير المؤمنين أن النصارى سينتصرون على عبدة النار من دون الله عز و جل و حمل المسلمون و آمنوا بها بكل يقين حتى ان الصديق كما هو معروف راهن أحد المشركين على هذا النصر الّذي سيحدث من قبل الرومان على الفرس طبعاً في ذلك الوقت لم يكن الرهان حراماً راهن هذا الرهان و كان على عدد كبير جداً من الإبل و سبحان الله كان الرهان هذا لمدة 5 سنوات و مرت الخمس سنوات و لم يحدث انتصار للرومان على الفرس ففرح المشركون و قالوا أن القرآن لم يتنبأ بالحقيقة السليمة فهذا طعن في القرآن الكريم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ماذا تقولن للبضع ربنا يقولون فقال
((غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ))
( الروم 2-3-4 )
قالوا هو ما دون العشرة فكما قال زد الرهان أي الرقم الّذي تراهون و سبحان الله في 7 أو 9 سنوات تم نصر الرومان على افرس في أرض فلسطين و عادت الأرض الفلسطينية تحكم بالنصارى الرومان إلى أن يتسلم بعد ذلك حكمها المسلمين كما هو معروف
(( لما نزلت { الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين } فكانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم لأنهم وإياهم أهل كتاب وفي ذلك قول الله تعالى ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وكانت قريش تحب ظهور فارس لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث فلما أنزل الله هذه الآية خرج أبو بكر الصديق يصيح في نواحي مكة الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين قال ناس من قريش لأبي بكر فذلك بيننا وبينكم زعم صاحبك أن الروم ستغلب فارس في بضع سنين أفلا نراهنك على ذلك قال بلى وذلك قبل تحريم الرهان فارتهن أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان وقالوا لأبي بكر كم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين فسم بيننا وبينك وسطا تنتهي إليه قال فسموا بينهم ست سنين قال فمضت الست سنين قبل أن يظهروا فأخذ المشركون رهن أبي بكر فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبي بكر تسمية ست سنين قال لأن الله تعالى قال في بضع سنين قال : وأسلم عند ذلك ناس كثير . ))
الراوي: نيار بن مكرم الأسلمي المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3194
خلاصة حكم المحدث: صحيح حسن غريب
لكن الشاهد أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يتابع الأحداث في أ{ض فلسطين و هو في مكة المكرمة لكن كلنا نعرف أن النصارى حرفوا و بدلوا كثيراً لذلك حرص صلى الله عليه و سلم أن يزرع في قلوب المسلمين أن هذه الأرض المباركة لن تظل طويلاً في أيدي النصارى المبدلين في ذلك الوقت اللّذين غيروا شريعتهم و لم يتبعوا أقوال نبيهم عيسى عليه السلام و لم يتبعوا البشارة التي جاء بها عيسى عليه الصلاة و السلام أن الرسول صلى اله عليه و سلم حق و لا بد لكم أن تتبعوه ، حتى أنه في يوم الأحزاب بشر الصحابة رضي الله عنهم و رضاهم أن الشاك بكاملها ستفتح بالإسلام و عندما اعترض الصحابة صخرة شديدة و ذهبوا للرسول صلى الله عليه و سلم أتى بمعول و قال باسم الله الله أكبر تطاير الشرر من الصخرة
((لما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحفر الخندق عرض لنا حجر لا تأخذ فيه المعاول ، فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فألقى ثوبه وأخذ المعول ، وقال : بسم الله ، فضرب ضربة فكسر ثلث الصخرة ، ثم قال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر إلى قصورها الحمراء الآن من مكاني هذا ، قال : ثم ضرب أخرى وقال : بسم الله وكسر ثلثا آخر ، وقال : الله أكبر ، أعطيت مفاتيح فارس ، والله إني لأبصر قصر المداين الأبيض ، ثم ضرب الثالثة ، وقال : بسم الله فقطع الحجر ، وقال : الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر باب صنعاء ))
الراوي: البراء بن عازب المحدث: عبد الحق الإشبيلي - المصدر: الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم: 510
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]
يبشر الصحابة و هم محصورون في الأحزاب في المدينة المنورة سياتي زمان يفتح فيه الله عز و جل للمسلمين المؤمنين أتباع النبي الختم صلى الله عليه و سلم أرض فلسطين فيحكمونها بحكم الإسلام كما بشر رسولنا صلى الله عليه و سلم يريد أن يزرع فيهم المعنى الدقيق أن فلسطين هدية للمؤمنين.
الّذي يتبع شرع ربنا سبحانه و تعالى يعطى هذه البلاد و الّذي يفرط تضيع منه هذه البلاد و إذا فرط و خالف النصارى و بدلوا فلا بد أن تنزع من الرومان حتى و لو انتصروا على الفرس أعظم قوتين في اﻷرض تنزع من يد الرومان و تعطى للمؤمنين و لو كانوا قلة و لو كان عددهم قليلاً و قوتهم ضعيفة في إشارة سريعة في كلمة لطيفة جداً على كلمة أدنى الأرض
((غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ))
( الروم 2-3-4 )
و سبحان الله العلماء يثبتون الآن أن أدنى الأرض أكثر النقاط انخفاضاً عن سطح البحر في الدنيا هي هذا المكان الّذي هزم فيه الرومان 400 متر تقريباً تحت مستوى سطح البحر في أدنى الأرض أي في أقل نقطة في المستوى في العالم اجمع و هي من معجزات القرآن الكريم .
بعد صلح الحديبية الّذي كان في أواخر العام السادس من الهجرة بدأ الرسول صلى الله عليه و سلم يراسل ملوك و أمراء و قادة العالم .
و كان ممن أرسل إلى القادة اللّذين يحكمون فلسطين و ما حولها من أرض الشام فلسطين كانت تحت الحكم الروماني و كان يتولى قيادة الأرض الفلسطينية الغساسنة النصارى التابعين بعد ذلك للدولة الرومانية فممن أرسل لهم الرسول صلى الله عليه و سلم الرسائل أرسل إلى هرقل الّذي كان قيصر الروم في زمن بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم
و أرسل كذلك إلى شرحبيل بن عمرو الغساني الّذي كان ملك الغساسنة يحكم دمشق و ماحولها من أرض فلسطين و أرض الشام .
فرسل إليهم رسائل يدعوهم للإسلام و كلنا يعرف الرسائل المشهورة التي أرسل بها الرسول صلى الله عليه و سلم إلى هرقل و إلى عامة القادة في العلم .
هرقل لما جاءته رسالة الرسول صلى الله عليه و سلم أراد أن يستوثق من طبيعة الرسول صلى الله عليه و سلم و هو يذكر أنه نبي و مبعوث من رب العالمين سبحانه و تعالى ، فسأل عن بعض العرب و كان أبو سفيان في تجارة في منطقة الشام فأتو به إلى هرقل للحوار معه حول قضية بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم و كلنا نعرف الحوار و هو حوار مشهور في صحيح البخاري و فيه يسأل هرقل أبو جهل أسئلة معينة ، و هذه دﻻلة واضحة موجودة على أنه هناك صفات واضحة في كتب التوراة و الإنجيل تصف رسولنا صلى الله عليه و سلم و تحدد صفات معينة للنبي الذي يبعث في آخر الزمان و أخذ يسأل عن اشياء معينة في نسبه و صفته و أتباعه و طريقة حياته و أشياء معينة في اتباع الناس له أو إنكارهم عليه
سبحان الله أسئلة أسئلة و أبو سفيان يجيب على أسئلة هرقل
في آخر الكلمات أعلن هرقل أنه لو كان عند هذا النبي لغسل عنه قدميه و الحديث في البخاري
لغسل عنه قدميه و لتجشم المصاعب حتى يلقاه لكن سبحان الله مع مرور الوقت هرقل حسبها فوجد الملك سيضيع و أن الناس ستقتله في أرض الرومان و وجد القساوسة كلهم أو معظهم يهاجمون النبي صلى الله عليه و سلم فخاف و ضن به و كفر بمحمد صلى الله عليه و سلم مع يقينه التام أن مبعوث من رب العالمين سبحانه و تعالى هذا كان موقف هرقل لكنه حمّل الرسول بالهاديا و أرجعه للرسول صلى الله عليه و سلم و رفض أن يدخل بالإيمان خوفاً من أتباعه و خوفاً من سلطانهم ماذا فعل شرحبيل بن عمرو الغساني الّذي كان يحكم دمشق في ذلك الوقت و ما هو رد فعل الرسول صلى الله عليه و سلم على ما فعله شرحبيل بن عمرو الغساني هذا يطول و هو ما نؤجله للحلقة القادمة .
أسأل الله أن يفقهنا في سننه و ان يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك و القادر عليه
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* * *