أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله و من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده ﻻ شيرك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله .
أما بعد :
فأهلاً و مرحباً بكم في هذا اللقاء المبارك و نسأل الله عز و جل أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين
مع الحلقة السادسة و مازلنا مع قصة فلسطين :
مع الحلقة السادسة و ما زلنا مع قصة فلسطين الحبيبة التي نسأل الله عز وجل أن يحررها كاملا وقفنا مع مملكة اليهود التي أسسها دوود عليه السلام ثم سليمان عليه السلام و هذه المملكة كما ذكرنا حكمت اليهود و أرض فلسطين حوالي 80 سنة متصلة من 1004ق.م إلى 923ق.م و هذه هي فترة الحكم الإيماني الوحيدة في تاريخ اليهود بكامله
قبل ذلك رأينا الفساد كبير جداً أيام سيدنا موسى كان هناك فساد و أيام سيدنا يوشع بن نون مع أنه كان هناك انتصار كبير لكن كان هناك فساد كبير ، أيام صوائيل كما يقال في كتبهم اسمه النبي الّذي بعث فيهم بعد 150 سنة من وفاة يوشع بن نون ، معظم القوم أفسدوا و لم يتبعوا جيش طالوت عليه رحمة الله إلى أن تم النصر لطالوت عليه رحمه الله و كان سبباً في نصر جعله الله عز و جل في الفتى الصغير داوود عليه السلام ثم بعث داوود و كانت المملكة التي ذكرنا .
قلنا أن هذه المملكة كانت 74% فقط من أرض فلسطين لم تكن تشمل أرض فلسطين بكاملها و بوفاة سيدنا سليمان سنة 923ق.م ظهرت النوايا الخبيثة لهؤلاء القوم الّذين حكموا طول هذه الفترة بقوة سليمان عليه السلام و بقوةو داوود عليه السلام قبل ذلك و لم يكن الإيمان مترسّخاً في قلوبهم إلى درجة أنه بمجرد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام انقسم الناس على أنفسهم و بدأ الفساد و البغي و البعد عن كل فضيلة و كل خلق حميد
انقسم اليهود على أنفسهم إلى قسمين قسم طبعاً أنتم تعرفون ان اليهود 12 سبط أي 12 عائلة و هم تفرع منهم اولاد سيدنا يعقوب و من تفرع منهم بعد ذلك فانقسموا على أنفسهم 10 اتفقوا على قيادة معينة و 2 اتفقوا على قيادة أخرى
أما العشرة الّذين اتفقوا على قيادة معينة كونوا مملكة اسمها مملكة إسرائيل و هذه المملكة كانت في شمال فلسطين و بدأت مباشرة بعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام
و المملكة الثانية كانت في الجنوب و هي مملكة يهوذا و كونها سبطين فقط و هم سبط يهوذا و سبط بنيامين ، طبعاً هم من أولاد سيدنا يعقوب أيضاً .
نفس المشكلة الأخلاقية نفس الفساد نفس الوثنية تخيلوا بمجرد وفاة سيدنا سليمان عبدوا الأصنام من دون الله و قربوا اﻵلهة التي كان يعبدها الكتعانيون و اﻵلهة التي كان يعبدها الفينيقيون في سورية و لبنان وما حولها
و استمر حكم دولة إسرائيل في شمال فلسطين مدة 202 سنة كلها فساد و بغي و ظلم و عدوان إلى أن سلط الله عز و جل عليهم اﻵشوريين و هم من أهل العراق فجاؤوا في سنة 721 ق.م و أفنوا مملكة إسرائيل و أخذوا معظم شعب إسرائيل الّذي كان في هذه المملكة من اليهود أخذوه و بعثروه في العالم ، باعوه هنا و هناك و بذلك انتهى تماماً تماماً من الدنيا بكاملها كل نسل هؤلاء الأسباط العشرة لم يعد في التاريخ أي شيء اسمه يهودي من نسل هؤلاء الأسباط العشرة و ظلت مملكة يهوذا في الجنوب التي كانت مكونة من يهوذا و من بنيامين فرعين فقط من فروع سيدنا يعقوب هم الّذين أكملوا بعد ذلك المملكة و كان يهوذا هذا الّذي كان فيه الملك كما ذكرنا في قصة طالوت و لذلك اختار هؤلاء الأتباع أو بنو إسرائيل أن يسموا أنفسهم باليهود ، نسبةً إلى يهوذا الّذي هو أحد أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام و من هنا جاء اسم اليهود إطلاقاً على بني إسرائيل و لم يكن هذا الاسم معروفاً أيام سيدنا موسى عليه السلام و لم يكن معروفاً أيام الأنبياء السابقين سيدنا سليمان أو سيدنا داوود عليهم جميعاً و على نبينا أفضل الصلاة و التسليم .
مملكة يهوذا استمرت فترة أطول من مملكة إسرائيل عاشت بعدهم حوالي 150 سنةو بالتحديد و ظلت موجودة إلى سنة 586 ق.م و في سنة 586ق.م أرسل الله عز و جل قوماً أبدوا هذه البلاد لكونها عصت الله سبحانه و تعالى فترات طويلة متلاحقة من الزمان
قبل هذه القصة ب11 سنة و تحديداً في 597 ق.م أرسل ربنا سبحانه وتعالى عليهم قوماً من العراق فجاسوا خلال الديار و حصل نوع من التهديد بالإفناء لهؤلاء و حصل تدمير لعدد كبير من القرى و أخذوا السبي من هذه المملكة إلى بابل طبعاً بابل كانت في العراق و السبي كان حوالي 10 آلاف من اليهود لكن مع هذا السبي و مع هذه الإهانة التي تعرض لها اليهود و مع هذا التذكير ببعدهم عن ربنا سبحانه و تعالى إلا أنهم استمروا في عصيانهم و طغيانهم فسلط الله عز و جل عليهم التسليط الثاني و الأخير في سنة 586 ق.م و كان قائد هذا التسليط الأخير هو النبوخذ نصر أو بختنصر كما في بعض الروايات و كان قائد البابليين في العراق و هذا الّذي جاء و مسح كل شيء موجود في أرض فلسطين و دمر مملكة يهوذا بكاملها و دمّر المسجد الأقصى الّذي يقولون أنه هو الهيكل لدى اليهود دمر كل ماهو موجود و خرج بعد ذلك من البلدة و معه 40 ألف من اليهود و هذا ما يسمى في التاريخ بالسبي البابلي الثاني أخذهم إلى العراق و بذلك سقطت مملكة اليهود سقوطاً كاملاً في هذه الفترة .
نقف و ننظر إلى هذا الوضع بعد هذا السقوط نقول ان هذا هو نهاية الحكم اليهودي تماماً لفلسطين في هذه الفترة التي بدأت من 1004 ق.م و انتهى كما رأينا في سنة 586 ق.م يعني الفترة كلها حوالي 418 سنة :
منهم 80 سنة حكم إيماني و حتى هذا الحكم كان حكم اضطراري بالنسبة لليهود كانوا يسمعون لقوة داوود عليه السلام القوي و لقوة سليمان عليه السلام القوي أيضاً بجيوشه و جنوده الكثيرة لكن لم يكن الإيمان في قلوبهم لكن حفظ الله عز و جل هذه البلاد بتقوى و صلاح الأنبياء الكرام الّذين حكموا هذه المملكة و بعد هذه المملكة تولى اليهود حكم البلاد 330 سنة من الإفساد و البغي و الظلم و الطغيان بل و الوثنية في ظل بعض الأنبياء لهم بل و كانوا يقتلون بعض أنبيائهم كما هو ثابت في كتاب ربنا سبحانه و تعالى و في سنة حبيبنا صلى الله عليه و سلم لكن لما جاء نبوخذ نصر أو بختنصر أنهى تماما َ الوجود اليهودي لكنهم عادوا كما سنرى بعد فترات لكن لم يعودوا حاكمين لأرض فلسطين يعني فترة حكمهم لفلسطين حكماً إيمانياً حقيقياً لم تكن إﻻ 50 سنة ، هذه هي ال80 سنة التي يعتمدون عليها في أحقيتهم و ملكيتهم لأرض فلسطين و حقهم التاريخي كما يزعمون ثم انظروا عما قالوا عن أنبيائهم الذين حكموا الفترة الإيمانية و تعرضنا لذلك في حلقة سابقة .
الّذي بقي من بني إسرائيل في أرض فلسطين هرب إلى مصر و معظم الناس كما قلنا توجهت إلى بابل عن طريق السبي حوالي 50 ألف يهودي توجهوا إلى بابل عن طريق السبي 10 آلاف عن طريق السبي الأول و 40 ألف عن طريق السبي الثاني .
من الأمور المهمة التي نقولها أن اليهود لما ذهبوا إلى أرض العراق بدؤوا يسجلوا في التوراة !!!
تخيل نريد أن نحسب الفترة التي بدؤوا فيها التوراة من ساعةنزولها على سيدنا موسى عليه السلام إلى هذه اللحظة تجد أن هذه الفترة 700 سنة تخيل ! بداية تسجيل التوراة لم تكن إلا بعد 700 سنة من نزولها على سيدنا موسى عليه السلام طول هذه الفترة لا توجد توراة موجودة بين أيدي اليهود لسرقة التابوت و سرقة الألواح و لم يعد لديهم أي شيء مجرد ذكريات . . . تخيل التحريف الّذي حدث في التوراة و بالذات أنها أعطيت إلى هؤلاء الكذابين الأفاقين على مدار 700 سنة بدؤوا أن يكتبوا في التورراة :
لم يكتبوها في سنة أو 2 لم يقوموا بمؤتمر و جمعوا أنفسهم .... كتبوها على مدار 400 سنة متصلة تتكلم عن كتاب مستحيل أبداً بالعقل أو بالبرهان أو بالحجة أن يحفظ و بالذات أن كل ما رأيناه من أنواع كثيرة جداً من البعد عن الفطرة السليمة و الطعن في أنبياء الله عز و جل و من التضاد بين آياته و مواقفه الكثيرة المختلفة و الاختلاف البين بين أوله عن آخره و الركاكة في الأسلوب و أشياء كثيرة جداً داخل هذا الكتاب المحرف ربنا سبحانه و تعالى ذكر في كتابه الكريم آية تصف هذه الأحداث :
(( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا ))
( الإسراء / 4-5 )
غالب المفسرين يقولون ان هذه اﻵية تذكر هذا الإفساد الأول و العلو الكبير الّّذي كان لبني إسرائيل بعد سيدنا سليمان عليه السلام و ان هذا الإفساد هو الّذي بسببه سلط الله عليهم عباده الّذين هم قوم نبوخذ نصر أو بختنصر فقاموا بإهلاك بني إسرائيل و ما حدث من تضييع لقوتهم و إزالة لملكهم .
طبعاً في بعض الأخوة من المفسرين أو الدعاة يقولون أنه ليس هؤلاء ليس هذا هو التسليط لنبوخذ نصر لأن الله عز وجل وصفه أنهم عباد لله عز و جل و نبوخذنصر كان وثنياً و لم يكن من عباد الله عز و جل ، أقول ليس معنى أنه ظالم رفض عبوديته لله أن ينفي عنه العبودية فهو من عباد الله شاء أم أبى كلنا من عباد الله سواء العصاة أم الطائعين الكفار أم المؤمنين ثم إنه يقول عباد و ليس عبّاد لله عز و جل هو مجرد عبد من عباد الله و كلمة عباد جمع كلمة عبد و كلنا لا ينكر أننا عباد لله عز و جل ثم إشارة لطيفة جداً في كلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه و هو من الملهمين عندما قال :
(( و لا تعملوا بمعاصي الله و أنتم في سبيل الله )) كان يخاطب جيش من الجيوش الإسلامية المسافرة للعراق للجهاد في سبيل الله قال لهم :
(( و لا تعملوا بمعاصي الله و أنتم في سبيل الله و لا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط عللينا فقد سلط الله عز و جل المجوس و هم كفرة على بني إسرائيل و هم من عباد الله لما أفسدوا في الأرض فجاسوا خلال الديار و كان وعداً مفعولاً ))
انظر إليه يستخدم نفس الألفاظ التي جاءت في اﻵية دلالة انه يعلم ان نبوخذ نصر أو بختنصر هو من أرسله الله سبحانه و تعالى لإهلاك بني إسرائل و هذا هو العلو الأول لبني إسرائيل و الإهلاك الذي حدث لهم ترى ما هو العلو الثاني هذا ما سنعرفه بعد الفاصل فابقوا معنا .
* * *
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
نتكلم على قصة بني إسرائيل في أرض فلسطين و رأينا في الجزء الفائت الموقف بعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام الإفساد الكبير و بعد تسليط ربنا سبحانه و تعالىلا لنبوخذ نصر أو بختنصر على مملكة يهوذا و إفنائها بعد ان فعل اليهود الأفاعيل في دينهم و في عقيدتهم و أخلاقهم و ابتعدوا كل البعد كما رأينا عن الصواب طبعاً هذا هو العلو الأول كما ذكرنا و العلو الأول الّذي عقبه هذا الإفساد و في علو ثانيو لعل العلو الثاني كما نشاهد جميعاً هو ما يحدث اﻵن في أرض فلسطين هذا العلو الّذي استطاع فيه اليهود أن يسيطروا على أرض فلسطين و أن تمتد أيديهم بعد ذلك إلى أماكن كثيرة احتلوا بقاع من مصر و لبنان و مازالوا و أجزاء من سوريا و مازالوا يحتلون و يريدون التوسع أكثر في إسرائيل و لهم اتصالات اقتصادية على أعلى مستوى في معظم بلاد العالم و لهم هيبة سياسية و لهم وضع اجتماعي معين و لهم قرارات كلنا يعلم أن دول كبرى في العلم تقف إلى جوار هذه الدولة الصغيرة المزروعة داخل فلسطين الحبيبة كل هذا علو و نحن نطمع في الرؤياأو في البشارة التي جاءت في كتاب ربنا سبحانه و تعالى أنه سيرسل عليهم عباداً له سبحانه و تعالى فيعيدوا الكرة و يعيدوا إهلاك اليهود كما أهلكهم قبل ذلك نظراً لذنوبهم الكثيرة أريد أن أذكر لكم تفسير اليهود نفسهم فيالتلمود و في توراتهم لهذا الإهلاك الّذي حدث على يد نبوخذنصر أو بختنصر لنعرف أنهم يفهمون القضية يعرفون بوجود المخالفة و البعد عن الطريق لكنهم اختاروا طريق الضلال بإرادتهم لذلك علق ربنا سبحانه و تعالى في كتابه الكريم في أكثر من موضع باللعنة عليهم :
(( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))
( المائدة / 13 )
هكذا وصفهم ربنا سبحانه و تعالى و في آيات كثيرة يصف قتلهم الأنبياء و أخذهم الربا ظلماً و ما إلى ذلك من أمور يقول التلمود و من الكتب المقدسة المفسرة للتوراة عند اليهود :
حدث هذا الّذي هو إهلاك نبوخذنصر لدولة يهوذا أو مملكة يهوذا- حدث هذا عندما بلغت ذنوب بني إسرائيل مبلغها و فاقت حدود ما يطيقه الإله العظيم -بتعبيرهم- و عندما رفضوا أن ينصتوا لكلمات و تحذيرات إرمياه -أحد أنبياء اليهود المذكورين في التوراة- و يخاطب في التوراة أيضاً إرمياه نبوخذنصر و يقول له تخيل هذا نبي يخاطب نبوخذنصر و يفسر له ما سبب المشكلةيقول :
لا تظن أنك بقوتك وحدها استطعت أن تتغلب على شعب الله المختار إنها ذنوبهم الفاجرة التي ساقتهم إلى هذا العذاب تخيل هذا في التلمود الكتاب المقدس عند اليهود ، و كلام أشعيا و هو احد أنبياء اليهود في سفر أشعيا في التوراة يقول ويل للأمة الخاطئة يتكلم عن بني إسرائيل يتلكم في كتابهم المقدس عندما يصلون يقرؤون هذه الكلمات تصفهم سبحان الله :
ويل للأمة الخاطئة ويل الشعب الثقيل الآثم نسل فاعلي الشر أولاد مفسدين تركوا الرب استهانوا بقدوس إسرائيل ارتدوا إلى وراء . هذا في التوراة ثم أيضاً و الأرض تدنست تحت سكانها لأنهم تعدوا الشرائع غيروا الفريضة نكثوا العهد الأبدي .
هذا في كتبهم تخيل واقع الأمر ما شكله إذا كان في كتبهم يصفون أحوالهم بهذه السورة مع أن كتبهم شديدة التحريف ما بالك بالواقع الّذي كانوا عليه كانوا على وثنية و ضلالة الدين لا يتخيله عقل و لا يمكن أيداً أن تصفه أقلام و يكفب ما ذكره ربنا سبحانه و تعالى في حقهم في سيرة أنبيائهم بدءاً من سيرة سيدنا موسى عليه السلام و مروراً بكل أنبيائه
بهذا الوضع و دخول نبوخذنصر و إهلاك مملكة يهوذا بدأ عصر جديد في أرض فلسطين المباركة بدا الحكم البابلي الّذي استمر من سنة 586 ق.م إلى سنة 539 ق.م يعني 47 سنة فقط تخيل دخل نبوخذ نصر و اقام دولة في أرض فلسطين لمدة 47 سنة فقط و كأنه لم يدخل إلا لإهلاك بني إسرائيل لم يدخل إلا لإفناء مملكة يهوذا المملكة الظالمة التي ابتعدت عن شرع ربنا سبحانه و تعالى
سنة 539ق.م انتهى الحكم البابلي لأرض فلسطين ودخل حكم جديد الّذي هو الحكم الفارسي طبعاً الحكم البابلي كان من أرض العراق و الحكم الفارسي كان من أرض إيران و الصراع كان تقليدياً و مازال بين أرض إيران و العراق في شتى مراحل التاريخ الإنساني سواء قبل الدولة الإسلامية أو حتى بعد الدولة الإسلامية كان دائماً هناك نزاع و صراع بين البلدين سواء فارس أو العراق حصل نوع من الصدام بين الفرس و بين البابليين و انتصر الفرس و كان زعيم الفرس في ذلك الوقت اسمه قورش و انتصر الفرس على البابليين بمساعدة اليهود اليهود كانوا يعيشون في بابل نتيجة السبي الّذي فعله نبوخذنصر أو بختنصر أخذ 50 ألف 10 آلاف ثم 40 ألف إلى أرض العراق عاشوا عبيداً يخدمون البابليين كما عاشوا قبلها عبيداً يخدمون الفراعنة في مصر و بعد ذلك ساعدوا قورش زعيم فارس في الانتصار على البابليين و فتح بعد ذلك فلسطين و ضم فلسطين للحكم الفارسي هذا الكلام استمر فترة من الزمن الّذي هو الحكم الفارسي كما قلنا 207 سنة انتهى في سنة 382 ق.م عندما دخل القائد الروماني الشهير جداً الاسكندر المقدوني دخل إلى أرض فلسطين ليغير الحكم و يزيل الحكم الفارسي و يضع مكانه الحكم الإغريقي و طبعاً كان أيضاً حكماً وثنياً كما كان الحكم في أيام الحكم الفارسي طبعاً اليهود عاشوا في حكم الاسكندر المقدوني لم يمس اليهود طبعاً الاسكندر المقدوني كان فاتح كبير جداً فتح بلاد كثيرة جدا في هذه الرحلة التي فتح فيها فلسطين فتح مصر و فتح العراق و فتح كذلك الهند وصل إلى مسافة ضخمة جداً في أعماق آسيا وسع المملكة جداً و استطاع أن يسيطر على الأوضاع بسهولة داخل فلسطين .
طبعاً ليس هناك داعي هذه إشارة سريعة ان يسمي الناس الاسكندر المقدوني بذي القرنين الناس تقارن بين قصته و بين ذي القرنين التي في القرآن الكريم و يصفون أحياناً الاسكندر المقدوني أنه ذي القرنين و نقول أن ذي القرنين كان موحداً لله عزّ و جل عبداً صالحاً و كان الاسكندر المقدوني وثنياً يعبد اﻵلهة التي يعبدها الإغريق و لم يكن موحداً لله عز و جل .
هذه الفترة التي دخل فيها الاسكندر المقدوني و بدأ يحكم فلسطين هو و أتباعه بعد ذلك استمرت 269 سنة من سنة 332 ق.م إلى سنة 63 ق.م 296 سنةمتصلة من الحكم الإغريقي و طبعاً الإغريق كان لديهم حضارة كبيرة و ازدهار و ما إلى ذلك من أمور انبهر اليهود الذين عاشوا في أرض فلسطين بهذا الأمر و بدؤوا يتعلمون لغة الإغريق و بدؤوا يتعلمون الحياة الإغريقية و انقسم اليهود القلة الموجودين داخل أرض فلسطين إلى طائفتين طائفة سمت نفسها بالمتأغرقة أي الّذين يقلدون الإغريق و هؤلاء عاشوا بأخلاق الإغريق و بآلهة الإغريق و وثنية الإغريق و غيروا كثيراً جداً في التوراة المحرفة أصلاً و الموجودة في أيديهم تبعاً لما عندهم في التراث الإغريقي و لذلك نرى و نفهم كيف اليهود يتكلمون عن الرب ، الرب لديهم غير مقدس مكن أن يغلب ممكن ألا يعلم و ممكن أن يجهل أشياء كثير و يمكن ان تكون أخلاقهم غير سوية هذا نتيجة الفكر الإغريقي الّذي تسلل لداخل الديانة اليهودية
و في مجموعة قليلة بقت على اليهودية المحرفة و لم تتأغرق كما تأغرق اﻵخرون و هؤلاء كانوا يتبعون رجلاً ظهر فيهم اسمه يهودا الموكابي و مكابي يعني المطرقة و هو معظم عند اليهود و عملوا شيء من الثورة و احترم الإغريق هذه الثورة و قبلوا بدخول يهودا الموكابي للقدس و هذا الدخول كان في 25 يناير سنة 116 ق.م و هو احد الأعياد عند اليهود و اسمه عيد الأنوار أو حانوكا و هو أحدد اﻷعياد المشهورة عند اليهود بسبب أنه في أحد اليهود حافظ على التوراة المحرفة أصلاً في داخل أرض فلسطين التي كل أرض فلسطين في ذلك الوققت من اليهود اتبعوا ما يقوله الإغريق من خرافات حول العقيدة و حول الأخلاقيات .
هذا كان الوضع في فلسطين إلى هذه السنة 63 ق.م و في سنة 63 ق.م تغيرت الأوضاع تماماً يدخول دولة جديدة تسيطر على الأوضاع في فلسطين و استمرت هذه السيطرة 700 سنةمتصلة ترى ماهي هذه الدولة و ما هي الأحداث التي حدثت في زمانهاو ما هي قصة المسيح عليه السلام في أرض فلسطين هذا ما سنعرفه بإذن الله في الحلقة القادمة أسأل اللله عز و جل أن يفقهنا في سننه و ان يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا إنه و لي ذلك و القادر عليه .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
* * *