السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بسم الله .. والحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد:
فمرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحبًا بكم مرة أخرى مع "مسك الختام".
النهاردة الحلقة رقم 25 يعني خلاص فاضل لنا الحلقة دي وخمس حلقات أخرى وكل سنة وأنتم طيبين، والأيام كلها جريت، والأيام بتجري بسرعة وربنا يجمعنا تاني في رمضان ثاني وثالث ورابع وعاشر ويحسن ختامنا جميعا ويجمعنا في الفردوس الأعلى إنه ولي ذلك وقادر عليه.
الحقيقة لقاءنا النهاردة مع حلقة خاصة عن شهداء القرآن، عن الناس أهل القرآن اللي ربنا أحسن ختامهم، ولو حبينا نحصيهم طبعا ما نقدرش نحصي عددهم من أيام النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، لكن أنا انتقيت بعض النماذج القليلة، فانتقيت ستة نماذج ها نعيش معها بقلوبنا النهاردة، ونشوف ازاي إن ربنا سبحانه وتعالى رزقهم حسن الخاتمة.
أهل القرآن يا جماعة هم أهل الله وخاصته، بس مش أي واحد ختم القرآن يكون من أهل الله، وليس كل إنسان قرأ القرآن خلاص، يعني المسألة محتاجة إخلاص نية لله سبحانه وتعالى قبل أي حاجة، فكم من إنسان قرأ القرآن وكان القرآن حجة عليه، فالقرآن حجة لك أو عليك، أسأل الله عز وجل أن يجعل القرآن حجة لنا لا علينا، لذلك كان من أول ثلاثة تصعر بهم نار جهنم يا جماعة ربنا يعفينا ويعفيكم، كما في الصحيحين أول واحد في الثلاثة قارئ القرآن، يؤتى به بين يدي المولى عز وجل ويسأله الحق جل وعلا بعد أن يعرفه نعمه عليه فيعترف بها ويقر، فيقول ماذا عملت بتلك النعم؟ فيقول يا رب تعلمت القرآن وعلمته وقرأت القرآن وأقرأته فيك، يعني من أجلك، لكن المولى عز وجل مطلع على نية هذا الرجل، فهذا الرجل لم تكن نيته خالصة لله، فيقول له جل وعلا: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، فيقول جل وعلا إنك ما تعلمت العلم وتعلمته وقرأت القرآن وأقرأته إلا من أجل أن يقال عالم أو قارئ، وقد قيل، أخذت حظك من الدنيا، فيأمر الملائكة فتلقيه على وجهه في نار جهنم والعياذ بالله، وكذلك يفعل بالمتصدق الذي لا يريد يصدقته وجه الله، والمجاهد الذي خرج رياء وسمعة، ربنا يا رب يعفينا ويعفيكم ويرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أول نموذج اليوم وأول مثال جميل نلتقي معه اليوم "سالم مولى أبي حذيفة"، سالم مولى أبي حذيفة أقول لك منقبة واحدة في حقه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عنه، الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله، مثل هذا الرجل، طيب لو كنت أنت مكان سالم رضي الله عنه وأرضاه يا ترى النبي ها يقول الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله، ولا كان يقول حاجة تانية، يا ريت نراجع نفسنا، يا ريت نضع نموذج أمامنا عالي جدًا، النبي صلى الله عليه وسلم ، الصورة العظمى، أعظم صورة، رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال سفيان بن عيينه، هو الميزان الأكبر الذي تقاس عليه الأعمال، عايز تعرف أنت صح ولا لأ .. شوف أنت فين من أعمال النبي، لما النبي ذكر الفرق التي ستدخل النار والفرقة التي ستدخل الجنة فقال كما في الحديث الصحيح، "افترقت اليهود على أحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وافترقت النصارى على ثنتي وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، والذي نفسي بيده، ستفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هم يا رسول الله؟ قال: الذين هم على ما مثل ما أنا عليه اليوم .. يعني في عهد النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم على ما مثل ما أنا عليه أنا وأصحابي.
لذلك فنحن محتاجين نقتدي ونتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، لو كنت أنت مكان سالم مولى أبي حذيفة، يا ترى كان النبي ها يقول الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا الرجل، ولا كان ها يقول خسارة أنه يبقى في أمتي واحد زي ده، نشوف أنفسنا وأحوالنا، { بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)}، مهما قلت من أعذار ومهما عملت أنت عارف نفسك، وأنت عارف قدراتك، وعارف هل أنت متبع للنبي ولا لأ، عارف أنت بتنافق ولا لأ عارف أنت بتراءي ولا لأ، ولا أنت مخلص وتريد بهذا العمل وجه الله ولا ينفعك إنسان، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، ورب الكعبة ما حد ها ينفعك، واحفظ مني هذه الجملة، ما فيش حد في الدنيا وصلت غلاوته في قلوبنا إلى أن احنا نخش النار عشان خاطرة، أنا أخش النار ليه؟ عشان أسمع من الناس كلمتين حلوين في حقي، عشان يقولوا ما شاء الله ده ما فيش زيه اتنين، أو قارئ قرآن ما فيش من صوته، طيب وليه ها نستفيد إيه، لو كل إنسان سمع كلمة من عاجل بشرى المؤمن، لكن لا يغتر ولا يلتفت لهذا الكلام أبدا، هم يقولون أنت أحسن واحد في الدنيا، يقول لهم أنا أدرى بذنوبي ربنا يبارك فيكم ويغفر لي ما لا تعلمون، ربنا يحفظني وإياكم ويسترنا وإياكم دنيا وآخرة.
المهم أن ربنا يرضى عننا مش مهم أن الدنيا كلها ترضى عنك المهم أن ربنا يرضى عنك سبحانه وتعالى، فليتك تحلو والأنام غضاب ..
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين .. وكل الذي فوق التراب تراب.
أنا ما يهمنيش إن كل الناس ترضى عني، إنما المهم أن ربنا يرضى عني، لأنه لو ربنا رضي عنك، ورب الكعبة أرضى عنك الدنيا كلها .
سالم مولى أبي حذيفة، وده النموذج الأول، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله، سالم ده من القراء الأربعة الذين أمر النبي أصحابه أن يتعلموا القرآن على أيديهم، قال كما عند مسلم: "خذوا القرآن من أربعة" كان من بين هؤلاء الأربعة سالم مولى أبي حذيفة، كان له موقف عجيب جدا، عجيب عجيب في معركة اليمامة ضد المرتدين ضد مسيلمة الكذاب، في معركة اليمامة قالوا له خذ الراية يا سالم ونخشى أن نؤتى من قبلك أنت، قال: لو حدث ذلك فبئس حامل القرآن أنا، معقولة حامل قرآن ويؤتى الناس من قبله، هذا لن يحدث أبدًا.
وأخذ الراية ودخل وجاهد في معركة اليمامة، أخذ الراية بيمنه، فقطعت، فأخذت بشماله فقطعت، فاحتضن الراية، فقتلوه، وهو يتلو قول المولى عز وجل {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}. (آل عمران: من الآية144) ومات عند هذه الآية رضي الله عنه وأرضاه، وهذا الموقف يذكرنا بجعفر بن أبي طالب الذي استشهد في سرية مؤتة، أخذ الراية بيمينه فقطعت، بشماله فقطعت، احتضن الراية فقسموه نصفين، فأبدله الله بدلا من يديه بجناحين يطير بهما في الجنة مع جبريل وميكائيل كما أخبر سيد الأولين والآخرين بأبي هو وأمي ونفسي وروحي صلى الله عليه وسلم .. ونفس الموقف حصل أيضا مع مصعب بن عمير، أخذ الراية بيمينه في يوم أحد فقطعت، وأخذها بشماله فقطعت، فأخذها بين عضديه ثم قتل بعد ذلك مصعب بن عمير رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين ..
ده كان أول موقف لشهداء القرآن، سالم مولى أبي حذيفة.
الموقف الثاني: للتابعي الجليل علي بن الفضيل بن عياض، أبوه كان من خيرة الناس، كان من أئمة التابعين فضلا وعدلا وزهدا وإمامة وحفظًا وعلما يعني كان رجل علم من أعلام السلف الصالح، الفضيل بن عياض، ابنه علي كان في غاية الخشية، كان أبوه يحبه جدا، كان يقول بعد موته رحمه الله لقد كان يعينني على كثرة البكاء من خشية الله، الابن كان أحيانا يخرج في الدار بالليل ويصرخ ويقول النار، اللهم أغثني من النار، اللهم أغثني من النار، علي بن الفضيل بن عياض كان حساس جدا وكان عنده خشوع كبير جدا، لدرجة أنه أمه كانت تقول لأبيه الفضيل بن عياض لا تقرأ القرآن أمام ابنك، كان الفضيل قراءته مؤثرة جدا وكان ابنه بيتأثر جدا بقراءة أبيه، في يوم من الأيام قرأ القرآن ودخل خلفه علي بن الفضيل فسمع القرآن بصوت أبيه فأغشي عليه، مرة واثنين وثلاثة، فحذرت الأم زوجها لا تقرأ أمام ولدك، هو طبعا الأصل أن الوالد يعلم ابنه ويقرأ أمامه وكل حاجة، لكن علي بن الفضيل كان حالة خاصة، كان حالة استثنائية، كان يتأثر لدرجة أنه كان يغشى عليه.
في يوم من الأيام دخل الفضيل بن عياض يصلي ولم يرى ابنه في هذه اللحظة، فدخل علي بن الفضيل يصلي وراء أبيه دون أن يدري أبوه، فدخل ابنه وصلى ووصل إلى قوله عز وجل: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الأنعام:27)، فسقط علي بن الفضيل بن عياض سقط ميتا خلف أبيه، فلما أكمل أبوه الصلاة، وسلم بيلتفت وراء ظهره وجد ابنه علي بن الفضيل بن عياض قد سقط ميتا، حصل موقف يومها عجيب جدا جدا لم يخطر على عقل بشر، الابن ده ختم القرآن ودارس فقه ودارس كل حاجة ويعني كان علم من الأعلام لأنه كان يتعلم من أبوه، يقدر ربنا سبحانه وتعالى لما ابنه مات، دخل البيت ووضع العطر والطيب واغتسل ولبس أحلى الثياب وخرج إلى الناس وهو يبتسم، فقالوا وتعجبوا، فقالوا: أفي مثل هذا يا فضيل، أنت رجل من أهل العلم وأهل الفضل تفعل هذا في مثل هذا اليوم، ابنك حبيبك مات تخرج وتبتسم وتفعل كل هذا، قال: أردت أن أرغم أنف الشيطان، أراد الشيطان مني أن أعترض على قدر الله، وأن أعترض على قضاء الله وأن أقول ليه يا رب أخذت ابني فأردت أن أرغم أنف الشيطان فبالغت في إظهار الفرح والسرور بقضاء الله سبحانه وتعالى ..
طبعا هذا الأمر أشكل على بعض طلبة العلم، فذكروا ذلك في بعد للإمام بن تيمية رحمه الله رحمة واسعة، ليه؟ أشكل عليهم في إيه يا جماعة؟ أشكل عليهم في جزئية مهمة جدًا، أن الفضيل بن عياض لما ابنه مات طلع وهو يبتسم، والنبي صلى الله عليه وسلم والحديث رواه البخاري لما مات ابنه إبراهيم بكى، وقال عبد الرحمن بن عوف يا رسول الله وأنت تبكي، قال: أجل يا عبد الرحمن تلك رحمة يجعلها الله في قلب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا .. فقال طلبة العلم للإمام بن تيمية هل معقول يكون الفضيل بن عياض أرضى بقضاء الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ده ضحك لما ابنه مات، والنبي لما مات ابنه بكى، فقال: لا .. حاشة لله، قال: ولكن لله عز وجل على العبد في كل وقت وفي كل موقف وموطن عبودية، فعبودية هذا الوقت لما الواحد ابنه يموت مطلوب منه نوعين من العبودية، الرضا والرحمة، الرضا بقضاء الله، والرحمة بهذا الولد، فلم يستطع الفضيل بن عياض أن يجمع العبوديتين في وقت واحد في قلبه، فجمع عبودية واحدة وهي الرضا، فخرج وهو في قمة الرضا عن قضاء الله ولذلك ابتسم، أما النبي فاتسع قلبه لعبوديتني في وقت واحد، عبودية الرضا وعبودية الرحمة، عبودية الرحمة امتثلت في قول النبي صلى الله عليه وسلم إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون، كل هذا رضا ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
فالإمام بن تيمية وضح هذا لتلاميذه، قال لهم لن تجتمع العبودية في قلب أحد إلا في قلب النبي صلى الله عليه وسلم . لأنه في هذا الموقف كان لابد من العبوديتين، الرضا والرحمة.
الشاهد في الموضوع ان علي بن الفضيل بن عياض من شهداء القرآن، مات عند سماع تلك الآية المباركة.
الثالث هو شيخ الإسلام يحيى بن سعيد القطان، في يوم من الأيام جالس وسمع رجل يقرأ من سورة الدخان، فوصل إلى قوله جل وعلى {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} (الدخان:40)، يوم الفصل هو يوم القيامة، لأن يوم القيامة من كثرة أهمية ذلك اليوم وعظمة ذلك اليوم له أسماء كثيرة جدا لا تخطر على البال، جمعتها كلها في كتاب رحلة إلى الدار الآخرة، يوم القيامة، من ضمن أسماءه يوم الفصل، إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين، فصعق الرجل يحيى بن سعيد القطان شيخ الإسلام، صعق عند سماع هذه الآية وظل هكذا عدة أيام حتى مات لكثرة تأثره بهذه الآية التي كأنه يسمعها لأول مرة.
أحيانا يا جماعة وأنت تقرأ القرآن وعايزك كده وأنت بتعيش مع القرآن ما يبقاش همك كله وأنت بتقرأ في أول الجزء أن تصل لآخره، لا يكون همك كله وأنت بتقرأ في أول المصحف أن تصل لآخره، لا اجعل همك أنت تشعر وتتلذذ وتذوق طعم وحلاوة كل آية، ويمكن ذكرنا قبل ذلك، ذلك الرجل التابعي اللي عرف أن تلميذه يختم القرآن كل ليلة ولم يفرح، لم يقل له ما شاء الله إيه العبادة دي كلها إيه الجمال ده كله، لا ده زعل منه، فقال له لعلك يا بني تقرأه بلا تدبر، فإذا قرأته في الليلة القادمة فتخيل أنك تراجعه بين يدي، جاءه الليلة اللي بعدها قال له يا سيدي يا شيخي ما استطعت أن أقرأ إلا نصف القرآن، ليه؟ قال له لأني تخيلت أنك تدقق معي في كل حرف، قال له طيب الليلة القادمة تخيل أن تقرأه أمام بن مسعود، تلميذ النبي صلى الله عليه وسلم فقال له لم أستطع أن أقرأ إلا ثلاثة أجزاء، لأني تخيلت أن بن مسعود هو اللي يصحح لي، قال له الليلة القادمة تخيل أنك تقرأ القرآن بين يدي من أُنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم .. راح ورجع قال له ما قرأت إلا جزءًا واحدًا لأني تخيلت أن النبي هو من أراجع أمامه القرآن، قال فإذا جئت في الليلة القادمة فتخيل أن تقرأ القرآن بين يدي الرحمن جل جلاله، فذهب وعاد وقال والله ما استطعت أن أقرأ سوى ثلاثة آيات في كتاب الله، قلت الحمد لله رب العالمين شعرت أن الكون كله قد امتلأ حمدًا لله، قلت الرحمن الرحيم، تذكرت يوم القيامة وما تفيض به من رحمات المولى عز وجل الذي قال ورحمتي وسعت كل شيء، قلت مالك يوم الدين، تذكرت أن الملك كله لله جل وعلا، الملك يومئذ الحق للرحمن جل وعلا، فلما أردت أن أقول إياك نعبد وإياك نستعين، شل لساني فلم أستطع أن أكذب على الله وأنا بين يديه فأنا لم أحقق العبودية كما يحب الله عز وجل ويرضى، فقال له شيخه هكذا فاقرأ، عايزك تقرأ القرآن بهذه الطريقة، تخيل وأنت تقرأ القرآن أخي وحبيبي وحسن بالمعنى الجميل الذي أريد أن أصله إليك، وأنت تقرأ القرآن تقرأ رسائل آتية لك من ربك، حبيبك، حس بالمعنى ده، وعيش مع القرآن بهذا الشكل.
يحيى بن سعيد القطان ما تستغربش لما تسمع أنه هو صعق لما سمع هذه الآية، عمر بن الخطاب يكون ماشي ويسمع رجل أعرابي يقرأ سورة الطور حتى وصل إلى قول الله عز وجل {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} (الطور:8)، فيسقط عمر بن الخطابة من على دابته، عمر بن الخطاب العملاق يسقط من على الدابة ويقول: قسم حق ورب الكعبة، قسم حق ورب الكعبة، ويعوده الناس أياما، شهرًا كاملا ما يدرون الذي حدث لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه وأرضاه.
الرابع: المثال الرابع الجميل، عبد الله بن إدريس رحمه الله رحمة واسعة، عند موته صاحت ابنته وبكت، فقال يا بنيتي لا تبكي فوالله لقد ختمت القرآن في هذا البيت 4 آلاف مرة، والله وأنا باسمع الكلمة دي حاسس بنشوة في القلب عجيبة، واحد ختم القرآن 4 آلاف مرة، وبيقرأه قراءة بتأني وتدبر وخشوع لله سبحانه وتعالى 4 آلاف مرة ختم القرآن، وفيه منا ناس للأسف وسامحوني لا يقرأ القرآن إلا من رمضان إلى رمضان, والله العظيم قد يكون هناك من بيننا نحن المسلمين قد يكون هناك من بيننا من لم يقرأ القرآن من رمضان الماضي حتى الآن ولم يختمه ولا مرة، وقد يكون هناك ناس ما شاء الله يختمه كل ثلاثة أيام، واللي بيختم كل سبعة أيام، واللي بيختم كل 15 يوم واللي بيختم كل شهر، ما شاء الله ربنا يا رب يبارك ويحفظكم، لكن أنا أقول أقل القليل أنه يكون لك كل 15 يوم خاتمة، يعني تقرأ كل يوم جزئين جميل قوي، جزء الصبح وجزء بالليل وده مش ها يتعب، أنا أعرف واحد بيختم القرآن كل ثلاثة أيام، فبسأله ازاي؟ بتلاقي وقت ازاي، لأنه برضه عشرة أجزاء في اليوم مش سهلة، حتى نكون واقعيين مع الشغل في الحياة وشغلك وحياتك ومشاويرك وزوجتك وأولادك وأمك وأبوك وجيرانك، فعشرة أجزاء تحتاج وقت، فقال لي أنا باعملها في وقت جميل جدا جدا، ولا أتكلف أن أخصص وقت معين في العشرة أجزاء مرة واحدة، ولكن باعملها بشكل كويس، قالت له كيف؟ قال: كل اللي باعمله أني باروح المسجد قبل كل فرض ب ثلث ساعة، وأجلس بعد كل فرض ثلث ساعة، أقرأ قبل الفرض جزء، وبعد الفرض جزء، جزئين في 5 فروض بعشرة أجزاء، فبختم القرآن كل 3 أيام بفضل الله سبحانه وتعالى .. عبد الله بن أدريس ختم القرآن 4 آلاف مرة في بيته رحمه الله رحمة واسعة.
من ضمن النماذج الجميلة شيخ القراء الشيخ عامر السيد عثمان، وده من العصر الحالي، مش ها نقول ده من عهد الصحابة أو التابعين، لا ده من عصرنا الحالي ففد أحباله الصوتية، فقد صوته لمدة 7 سنوات، وقبل ما يموت بحوالي 3 أيام أو أربعة أيام فجأة وجده الناس، كان بيدرس لتلاميذه عن طريق الشهيق والإشارات فقط، ما كانش بيقدر يدرس لهم غير بهذه الطريقة، وفجأة قبل ما يموت بأيام بسيطة ربنا قدر له سبحانه وتعالى أنه يبتدي يرفع صوته بصوت جيل جدا ويدندن بالقرآن، بدأ من سورة البقرة وانتهى حتى سورة الناس، ومات بعدما أكمل القرآن بصوته العذب رحمه الله رحمة واسعة ..
وآخر ما أستطيع ما أستطيع أن أنساه أبدًا، شيخي الذي تعلمت على إيده القرآن وأنا طفل صغير وكان عندنا في منطقة مصر القديمة ربنا يرحمه رحمة واسعة، الشيخ عيد، الشيخ عيد كان رجل شبه كفيف، كان لا يرى سوى خيالات، وكان ربنا أعطاه موهبة عجيبة الشكل ما رأيتها على إنسان على وجه الأرض، كان بيسمع علينا أنا وثلاثة من الشباب آخرين كان بيسمع الأربعة في وقت واحد، ورب الكعبة كان يسمع لنا كل واحد بيقرأ من سورة، أنا أسمع من سورة الروم، وده من سورة العنكبوت وده من سورة البقرة وده من سورة النساء ويخلينا نسمع في وقت واحد ويصحح لنا احنا الأربعة في وقت واحد، فهذه كرامة ما رأيت المولى عز وجل أكرم بها أحدًا إلا هذا الرجل، ممكن يكون فيه غيره كتير، لكن أول مرة كنت أشوفها في حياتي.
طيب تعالوا كده بسرعة وفي عجالة، وأسأل الله عز وجل أن يرحم هذا الرجل رحمة واسعة لأني تعلمت على يديه الخير الكثير، ربنا يرحمه، تعالوا نشوف بعض فضائل القرآن بسرعة كده ما دمنا نتكلم عن شهداء القرآن، واحنا شعار الحلقات بتاعتنا زي ما أنتم فاكرين (وماذا أعدت لها) إياك أن تنسى، عشان ربنا يرزقني وإياكم مسك الختام، تخيل واحد بيغني وختم له وهو بيغني مثلا (خدني في حنانك خدني) وتخيل في المقابل واحد وهو بيقرأ {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)} فهو مستمر يقرأ آية في كتاب الله وهو بيقرأ الآية فاضت روحه إلى بارئها جل وعلا ومن مات على شيء بعث عليه، يقول جل وعلا {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} (فاطر:29) يتلون كتاب الله، فعل مضارع فهم مستمرون، ويقول صلى الله عليه وسلم : "تعلم القرآن وعمله" يقول صلى الله عليه وسلم : "إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن فهم أهل القرآن وخاصته" يقول صلى الله عليه وسلم : "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة"، والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق فله أجران بفضل الله سبحانه وتعالى"، يقول صلى الله عليه وسلم : "من قرأ حرفًا من كتاب الله كتبت له به حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، لا أقول ألف لام ميم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف، يقول صلى الله عليه وسلم "لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار" يقول صلى الله عليه وسلم : "سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر"، يقول صلى الله عليه وسلم : "سورة من القرآن ما هي إلا 30 آية نافحت (أي دافعت) عن صاحبها حتى أدخلته الجنة، وهي تبارك الذي بيده الملك، يقول صلى الله عليه وسلم : "القرآن شافع مشفع، يعني ها يشفع لك، وحام مصدق (أي محامي مصدق) من جعله أمامه ساقه إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، ويقول صلى الله عليه وسلم : "يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارتقي ورتل في درجات الجنة فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها".
ما رأيك؟ شفت فضائل القرآن شفت نعمة القرآن، يكفي في كل ده أخويا وحبيبي وأختي الفاضلة أن تعلم أن القرآن هو كلام الله، حبيبنا اللي بنحبه، من أحب من أراد أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
حبيبي في الله وأختي في الله، شهر رمضان شهر القرآن، يا ترى احنا النهاردة واليوم 25 ختمنا كم مرة، أنا أذكر في سنة من السنين اتصلت بي أخت من دبي والله ما أنسى، وقالت لي أنا ختمت القرآن في رمضان 26 مرة بفضل الله سبحانه وتعالى.
ربنا يجمعني معكم على خير دائمًا ويجمعني وإياكم في الفردوس الأعلى، مع أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، ربنا يجازيكم عنا كل خير، وشدوا حيلكم في القرآن في رمضان، وبعد رمضان لا نهجر القرآن، كمل ولو حتى كل يوم جزء، وربنا يكرمنا ويكرمكم يا رب العالمين، ويحفظنا وإياكم بحفظه سبحانه وتعالى ..
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم .. أحبكم في الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=2058_0_2_0