بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
مقدمة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج إلى عدد من الحروب والقتال في سبيل الله، بعضها كان يقع من جراء خروجه قتال، وبعضها كان لا يقع قتال، بل يرجع عليه الصلاة والسلام كما حدث في غزوة تبوك، لماذا شرع الحرب أصلا في الإسلام؟ هل الإسلام يتشوف ويتشوق لإسالة الدماء؟ كيف كان عليه الصلاة والسلام يتعامل مع الأسرى الذين يؤسرون من هذه الحروب؟ كيف كان يتعامل أصلا مع الأقوام الذين جاءوا لأجل قتاله، وقتال المسلمين؟ما هي أقسام الكافرين اليوم الذين نتعامل معهم؟ هل كلهم نقيم معهم حروبا؟ ما هي الوصايا التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بها أصحابه إذا خرجوا إلى القتال؟وأيضا أصحابه من بعده أبو بكر وعمرو عثمان وعلي رضي الله عنهم، الذين تولوا كيف كانوا يوصون أمراء الجهاد والقتال إذا خرجوا إلى القتال؟ هذا كله سنحاول أن نتحدث عنه اليوم، لأن بعض أبنائنا وبناتنا من المثقفين يدخلون أحيانا في نقاشات من خلال شبكة الانترنت أو غيرها، فيحتاجون إلى عدد من المعلومات مما يُلقى أحيانا عليهم أحيانا على شكل شبهة، فيحتاجون إلى الإجابة عنه، نحن لا نزال مسافرين في برنامجنا، نتحدث معكم اليوم عن الحرب في الإسلام يسعدني أن تشاركوني في ذلك فمرحبا بكم .
الحرب في الإسلام
اليوم بصراحة أنا ألاحظ أن عدد من وسائل الاتصال لما تطورت أصبح إلقاء الشبهات على أبنائنا وبناتنا أسهل من ذي قبل، يعني في السابق كان غالبا الذي يناظر ويحاور ويناقش هم يعني ربما علماء ودعاة ،وبالتالي هي أربع خمس شبهات يعني تفهمها وتحفظ الرد عليها وتستطيع أن تجيب عليها، لكن القضية يا جماعة إننا اليوم أصبح أبنائنا وبناتنا يدخلون في هذه المنتديات، وغرف البالتوك، والمحادثات الصوتية والكتابية، وبالتالي أصبح كل واحد منهم الآن داعية، وفي الغالب أنهم يدخلون أحيانا فيناقشون النصارى المسيحيون، يناقشون اليهود ربما ناقشوا ملحدين، وبالتالي يحصل أحيانا أنواع من ذلك ويصبح أبناءنا إما ليس عنده رد على الشبهات، أو أحيانا ربما استقرت الشبهة في نفسه، وأصبح لا يستطيع أصلا أن يخرجها من نفسه، فضلا عن أن يرد رد عليه لذلك أنا كنت أقول لهم دائما، أقول لهم يا شباب لا تدخل في نقاش إلا وأنت عندك معلومات، لا تورط نفسك مثل الطبيب الذي يفتح بطن المريض ويتورط ويقول والله كنت أظن الألم في الكبد صار في القلب ، والله أنا لست جراح قلب، طيب لماذا لم تتأكد قبل فتح بطن الرجل؟ فكذلك نحن أحيانا يعني أنت عندما تريد أن تدخل في حوار، ادخل في الحوار إذا أنت على قدر الحوار من البداية قل له أنا لن أدخل في الحوار ،ليس لأني غير مقتنع بديني ،لا أنا مقتنع مائة بالمائة ولكنني لا أدخل بالحوار لأنه ليس عندي معلومات أستطيع أن أرد بها، لذلك سأتكلم اليوم عن الحرب وطبيعة الحرب في الإسلام ومشروعيتها ،وكيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحارب وكيف كانت الوصايا التي يلقيها على المحاربين لما يذهبون .
أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين كما قال الله تعالى:'' وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾ سورة الأنبياء، لم يقل إلا عقوبة أو إلا قتال ،لم يقل للمؤمنين قال للعالمين أنت رحمة حتى لليهودي والنصراني، أنت رحمة لكل الناس التي تراهم أمامك، أنت يا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنت رحمة بهم أنت تخفيف عليهم تنقذهم تخرجهم من الظلمات إلى النور، تنقلهم من الظلم إلى العدل، أنت رحمة للعالمين، كما قال الصحابي (جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام)
هو عليه الصلاة والسلام أُرسل رحمة للعالمين، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بُعث وكان يتعامل مع الناس بناء على هذه الرحمة، لذلك لم يكن عليه الصلاة والسلام يبتدئ بالحرب إنما يبتدئ بالدعوة واللطف واللين ،ويسكت عن أشياء كثيرة تجنبا لسفك الدماء مثلا اليهود يمرون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقولون السام عليكم يا محمد ،السام يعني الموت ، النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يقول ما هدا السام يدعون علينا بالموت يا عمر أقرب سيف واقطع رأسه حتى يتأدب هو وأشكاله مرة ثانية ،ما يتكلم علينا ، كان يقول بكل هدوء وعليكم، أنتم تقولون الموت عليكم أنا أقول وعليكم ،من كلنا نموت.
وكان يتجنب في موقف أخر أقبل إليه الطفيل بن عمرو رضي عليه جاء ودخل في الإسلام ثم دخل الإسلام ورجع إلى قومه ودعاهم إلى الإسلام فأبوا و سبوا النبي عليه الصلاة والسلام وأعرضوا عن ذلك، جاء الطفيل قال يا رسول الله: إن دوسا قد عصت وأبت، ترسل لهم جيش، تدعوا عليهم،ولو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنده جيش كامل ربما يقول له الطفيل ابعث إليهم جيش فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يفرح بحدوث قتال ولم يكن يقول حسنا أوس تجار والله حسنا نرسل إليهم جيش وغنائم، لا ،رفع عليه السلام يديه يقول الطفيل فلما رفع يديه قلت في نفسي هلكت دوس، هلكوا انتهوا دوس انتهت، والله يدعوا عليهم الآن دعوة كما دعا نوح على قومه أو دعا غيره من الأنبياء، والله يأتي بأسفلهم أو أعلاهم، فإذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ""اللهم اهدي دوسا وأتي بهم اللهم اهدي دوسا"" ،لم يكن يتشوف ويتشوق يعمل قتال، بل الرفق بهم، أنا على طول سيفي معي من الإسلام دعوني اقتله ، لا ، لم يكن عليه السلام يتعامل معهم بهذا التعامل، بل الله تعالى أمره فقال عز وجل : '' ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ '' ويقول الله تعالى : ""وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ '' أبدا باللين والرفق وغير ذلك ، والعجيب أنه اليوم عدد ممن ينكرون الإسلام ويحاربونه سواء من خلال القتال الحقيقي، أو من خلال ربما بعض أنواع النقاشات وغيره.
كما قال الله تعالى: '' وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ '' ، أذكر اتصل بي أحدهم وهو ملحد يعني وقع في الإلحاد يعني كان على دين ووقع في الإلحاد ،فالشاهد وجرى بيني وبينه نقاش قلت له طيب: الآن ما ترى عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال : أنا أرى أن محمد رجل عادي لكن كان شجاع وعنده ناس ساعدوه وعمل قتال ، وطيب والقرآن قال: القرآن هو من ألفه ، من الذي ألفه – ألفه محمد فيما يزعم قلت طيب لما محمد ألفه لماذا خلال ألف وأربعمائة سنة لماذا لم يأتي أحد يألف مثل هذا القرآن؟!! فقال - هو أمي – وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا يجيد الشعر – فقال والله يمكن لم يصر عندهم همة لهذا قلت: أين الشعراء الذين قبل ومعروفين، معلقة قريش قال : والله يعني قلت طيب والإعجاز العلمي الذي بالقرآن قال هذه أتت صدفة قلت يعني عندما يقول الجبال أوتادا ويثبت أن الجبل له وتد داخل الأرض والثياب خضر سندس ويثبت علميا اللون الأخضر أكثر الألوان راحة للعين، وعندما يتكلم عن الأجنة في بطون الأمهات '' نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴿١٦﴾ سورة العلق، ومركز التفكير في الناصية هذا كله صدفة ! قال: هذه أشياء مختلف فيها علميا وبدأ يبحث عن مخرج .
أيقنت حقيقة أن الله تعالى لما شرع الجهاد قبلها علم الله جل وعلا أنه لا ينكر الآيات إلا كل خوان كفور ، لا ينكر الإسلام إلا رجل مكابر إذا كان حتى فرعون قال الله تعالى:'' وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ '' فرعون يدري في داخله أنه هناك الله لذلك لما موسى قال له: إني أدعوك إلى الله رب السماوات والأرض لم يسأل فرعون موسى أين الله؟ فيقول موسى في السماء وإنما فرعون يعلم في قلبه أن الله في السماء، لذلك التفت على هامان قال يا هامان ابني صرحا لعلي اطلع إلى إله موسى، موسى لم يقل لك إن الله في السماء لماذا لم تقل ابحث في الأرض أو البحر ،المقصود أن الحجة قامت على الكافرين فلما يشرع الجهاد كأنه يقول: نحن نُعَبِدكم لله نحن نساعدكم على أنفسكم ما دام نفسك لم تستطع أن تقودها إلى الإسلام، نحن نعينك على قيادها، لذلك انظر حتى وصايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بأحد المعارك بامرأة قتيل فقال عليه السلام: "" من قتل هذه المرأة؟ ما كانت هذه لتقاتل من قتلها ؟""وغضب لما رأى امرأة مقتولة . لا يريد عليه السلام سفك الدماء، ولما كان في بعض المعارك أيضا وأحد الصحابة تعرف معركة وبالتالي بعض الجيوش التي تأتي بنسائها وأطفالها فلماذا تأتي بنساءك وأطفالك دعهم بالبيت؟ ، فلما وفيه قتل وكذا جيء بالنساء والأطفال الصحابة أخذوهم ليدخلوهم إلى بيت ليطعموهم ويشربوهم فمر بهم الصحابي على مجموعة قتلى، فهي معركة يا أخي يريد أن يجلسون 10 ساعات ليدفنون القتلى، فمر بهم على مجموعة من القتلى فصاحت امرأة منهم لما رأت الموتى وصاحت، فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: لما مررت بها عليهم ،انظر رحمته ولا ندري زوجها مقتول أو حي أو أنها ابنة مقاتل أليس في قلبك رحمة تمر بها على موتاها، انظر يقاتلهم وهو عليه الصلاة والسلام رحيم بهم ،لذلك انظر أبو بكر لما أرسل يزيد بن أبي سفيان أرسله في جيوش إلى الشام قال له إني موصيك في عشر قال : لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا ،ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا، إلا لمأكلة، لا تذبح من شياههم وإبلهم شيئا إلا شيء تأكله أنت وأصحابك مضطرين إليه، ولا تبدأ تقول اقتلوا الإبل اقتلوا الشياه، افعلوا، دمروا كل شيء، لا لا يوجد هذا في الإسلام، انظر الوصايا يقول: ولا تخربن عامرا لا تهدم البيوت ولا تقتلن ولا تعكرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة ولا تحرقن نخلا وتغلل ولا تأخذ منهم إلا ما أبيح لك، انظر سبحان الله الأشياء التي وجهوا بها – هذا ضد كفار ؟!! نعم الآن نحن نقاتلهم ونحن رحيمون بهم يعني والإسلام يدعوا إلى الأسر أكثر مما يدعوا إلى القتل .
عبد العزيز: إذا تكلمنا عن الجهاد يأتي الكلام عن الأسير، ما هي نظرة الإسلام للأسير؟ وكيف نعامل معه ؟
سماحة الدكتور محمد العريفي : جميل هو طبعا الأسرى في الإسلام لهم حقوق بمعنى أن لما نحن نأتي ونغزوا بلدا ،بلد أردنا أن ندخل في الدعوة فأبوا وقالوا لا نريد ، طيب هناك أطفال يموتون على الشرك، لا ،لا نسمح لكم تبنون مساجد لا نسمح لكم أن تُدخلوا الإسلام فهم لم يرضوا أن يُدخلوا فكرة الإسلام من الدخول، أو رضوا أقوامهم تدخل بالإسلام، أبوا كل شيء فقاتلناهم غزوناهم، في هذا الحال إذا انتصرنا لا يكون الناس أسري عندنا، وبالتالي يكونوا عبيد مماليك، إنما يفرض عليهم جزية أو خراج ، إنما متى يؤخذ الأسرى؟ الأسرى لما يأتي جيش ويخرج من البلد ويخرج الشخص الجندي الكافر ويخرج باختياره ويترك بلده وأهله باختياره ويأتي ويواجهنا في معركة وهو حريص على قتلنا، فلما ننتصر ونقتل من نقتل منهم وننتصر عليهم، ونأسر الأسرى هؤلاء الأسرى الذين خرجوا وترك أهله وماله ووطنه وبيته وباختياره، وكان خارجا لقتلنا وسفك دمائنا ومكننا الله تعالى من أسره، ماذا نفعل به؟ نقتله ما الفائدة من قتله؟!! نسجنه إلى أن يموت ونقيد حركته وننفق عليه علاج وفلوس ومسجون ما الفائدة إنك تسجنه؟!! الحل الثالث ترجعه لأهله حتى يعود يقاتلنا بالغد، ليس هناك من حل إلا إنك تتخذه عبدا رقيقا، تقول أنت تُسلب منك الحرية الشخصية وتكون تحت كفالة ووكالة و سيادة أحد المسلمين وهذا المسلم مسئول عنك يؤكلك ويسكنك ويعالجك مقابل أنك تخدمه، ويمكن يعتقك لوجه الله، هذا التعامل مع الأسرى ،والله تعالى يقول : '' وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿٨﴾ سورة الانسان، بل زد على ذلك النبي لما كان يموت ما هي وصيته التي كان يوصي بها: '' الصلاة، الصلاة ،وما ملكت إيمانكم'' كفار بعضهم ليسوا كلهم مسلمين ويقول مع ذلك ''ما ملكت إيمانكم '' بدليل أبو لؤلؤة المجوسي كان عبدا للمغيرة بن شعبة وهو مجوسي وعبد مملوك والنبي يوصي بالعبيد المماليك حتى لو كانوا كفارا يقول: أحسن إليهم وليطعمهم مما يطعم ويلبسهم مما يلبس هذا يدلك على الرحمة .
تعال انظر ما يفعل الكفار الآن بالأسرى انظر الأسرى بأبو غريب في العراق – هو العكس تماما - أنواع الإهانة يا أخي لو حيوانات ما تسجنها بهده الطريقة، مجاري تجري تصل إلى ركبهم بول وغائط، انظر ماذا فعلوا بالأسرى في جوانتانامو، انظر ماذا تفعل اليهود بالأسرى في فلسطين وقديما في القدس أيضا بل حتى الأسرى الذين كانوا، لما قيصر أسر مجموعة من المسلمين وجيء بهم، وقال يا عبد الله بن حذافة أريدك أن تكفر، قال لا ما أكفر فقال هرقل ائتوا بعشرة أسرى من المسلمين فجاءوا بهم، فقال القوهم في هذا الزيت المغلي، انظر للعب بالأرواح والقوا في الزيت المغلي أوادم أحياء فإذا عظامهم تطفوا ، وقال ماذا أتكفر أم نفعل بك مثلهم ، النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يتعامل بهذا التعامل، كان يتعامل أحسن التعامل حتى أسرى المسلمين في معركة أُحد، كفار بين أيديهم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ""أحسنوا إلى أسراكم "" ،فيقول مصعب بن عمير فكان يُؤتى إلينا بالخبز اليابس والتمر والماء طعام لنا وللأسرى بنفس الوقت التموين لنا ولهم نفس النوع، يقول فكنا نعطيهم التمر ونأكل الخبز اليابس إكراما لهم لأن النبي قال: أحسنوا إليهم.
عبد العزيز: هذا يدل على أن سماحة الدين الإسلامي ،وأن الغزوات من أجل الدعوة إلى الله، و سماحة الدين الإسلامي وليس أنه مطامع في المال أو في الأرض مثل ما يحدث العكس مع المسلمين ؟
سماحة الدكتور محمد العريفي : أحسنت ،قصدك يا عبد العزيز إن الغاية من الحرب في الإسلام ليست تكثير الغنائم عندنا أو الاستيلاء على النفط مثل ما فعلت أمريكا في العراق، لماذا أمريكا جاءت إلى العراق ؟هل تريد أن تقتل جنودها لو لم يمكن العراق منطقة نفط، يعني لماذا أمريكا لم تهجم ألان على الصومال وتحل المشاكل التي بها ؟والصومال ماذا تأخذ منها هل البترول أو الغاز؟ ليس بها شيء يحرص عليه وبالتالي دعهم يموتون ما دخلنا بهم ،وأيضا لأن الصومال من قديم لما دخل بها الأمريكان قتل فيها الأمريكان وسحبوهم الصوماليون الأبطال سحبوا الأمريكان على التراب حتى نُشرت الصور وانسحبت أمريكا من الصومال، ترى الصومال أبطال ورجال ليسوا بلعب ، لكن يحرص الكفار على غزو البلدان لأجل أن يستفيدوا مما فيها من أموال، انظر الآن في فصلهم لجنوب السودان عن شماله لما فيه من ثروات، فأنا أعني بهذا بأن الإسلام لا يهجم لأجل ثروات البلد ،بدليل أنه إذا أسلم أهل البلد أقر أموالهم لأنفسهم، قال لا نأخذ منكم شيء لكن إذا بقوا على كفرهم أُخذ منهم ما يسمى بالخراج يعني قريب من الجزية.
أحمد : سبحان الله لو تأمل اليهود والنصارى في عظم القرآن وهو المُنزل من عند رب العالمين، لوجدوا أنه يوصي بالإسلام وأنه خاتم الأديان وأنه هو الصحيح ،ومع هذا يعترف بوجود اليهود والنصارى ويوصي عليهم بأن نتعامل معهم بتعامل حسن وأسماهم أهل الكتاب، ونأكل مما يأكلون يعني ما أوصى بقتلهم أو تعذيبهم كما يفعلون هم الآن مع المسلمين.
سماحة الدكتور محمد العريفي :أحسنت يعني نوع من التعايش معهم، فإذا كان الإنسان يستطيع أن يتعايش معهم تعايش إنما الذي أعني أنا أنه لا يقال بأن الإسلام هو دين إنما يتشوق إلى الدماء وإلى الحرب ،وإنه يلزم الناس بالدخول في الإسلام ،لا ن لو جاء بلد وقال نحن لا تقاتلوننا يا مسلمين لكنكم تريدون الدخول لدعوة الناس إلى الإسلام وتبنون المساجد تمكنون للدعوة ليس عندنا مشكلة لكن فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ،لا تقولوا للناس أسلموا غصب لا تدخل عليهم بالسيف وتقاتلهم ،لكن لو قالوا لكم لا نسمح لكم بالدخول للإسلام، أو كما فعل هرقل لما أرسل النبي إليه رسولا وقتل الرسول الذي جاء إليه ، فضلا عن إنك تمنعهم من دخول الإسلام ودعوة الناس المساكين الذين أنت تحكمهم وتمنعهم من دخول الإسلام، أنت أيضا تقتل الرسول الذي جاءك يدعوك للإسلام وبالتالي هذا يستحق القتال.
أهل العلم بالمناسبة قسموا الكفار إلى أنواع نوع يسمون أهل عهد وهؤلاء مثل أهل الذمة، أهل الذمة الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى الآن مثلا في مصر يحكمها حكومة إسلامية لكن عندهم أقباط هؤلاء الأقباط يعتبرون أهل ذمة لأنهم أهل بلد أصليون وبقوا على دينهم، فهؤلاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بحسن التعامل معهم وقال : '' من آذى ذميا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله '' فأمر الله تعالى بالتعامل الحسن مع أهل الذمة، واليهود في عهد النبي عليه الصلاة السلام كانوا أهل ذمة وعمر لما مر يوما وإذا رجل كبير يهودي في المدينة يسأل الناس فقال له عمر أما عندك مال ، قال له والله أنا فقير وبالتالي أنا مضطر أني أشحت من الناس فقال عمر اصرفوا له من بيت المال، يصرفون له راتب من أموال المسلمين لاحظ ،المسلمون يدعون زكواتهم لبيت المال ويقول أعطوا لليهودي الذي يقول عزير ابن الله ويد الله مغلولة، عدلا معه لأنه من أهل الذمة ساكن عندنا بالبلد له حق المواطنة، هذا نوع من الكفار.
النوع الثاني قالوا هم المستأمنون الذي يدخل ويُعطى الأمان جاء ليشتغل عندنا هذا مستأمن جاء وقال صحيح أنا بلدي محاربة لكم ،لكن أنا تاجر أستأمنكم شهر أبيع بضاعتي واطلع هؤلاء هم المستأمنون، النوع الثالث هم أهل الصلح والهدنة، المعاهد، مثلا وقع بيننا وبين قوم حرب، وبعد ذلك طلبوا أن ندخل وإياهم في صلح هدنة معاهدة لمدة سنة سنتين ثلات أربع فهؤلاء ليسوا كفار محاربين الذين يصح غزوهم بأي لحظة، وأيضا ليسوا أقواما مسلمين بحيث أتعامل معهم كما أتعامل مع المسلمين إنما اسمهم المعاهدون بيننا وبينكم عهد أن لا نقاتلهم ولا يقاتلونا، هناك أنواع أخرى من الكفار وهم الذين لا عهد لهم وهم الكفار المحاربون بيننا وبينهم حرب فكلما خرج أحد المسلمين مشى كذا كيلو من بلده ولقيه واحد منهم قتله ،أصلا هم يتصيدون علينا، فنحن أيضا نتصيد عليهم مثل ما كان النبي مع قريش، قريش كان عند النبي في المدينة يهود أهل الذمة لكن كانت قريش في مكة بينها وبين المدينة450 كيلو او500 كيلوا لكنهم أهل حرب كلما طلع أحد المسلمين إلى أي مشوار قبض عليه كفار قريش فصار النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلما جاءت قافلة للكفار من الشام تمر بالمدينة ،يخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليها من يقبض عليها ويأخذ الأموال التي معها، لماذا؟ لأنه بيننا وبينكم حرب، أنتم قوم محاربون لنا، وكذلك المرتدون عن الدين المرتد عن الدين، لو ارتد في نفسه شخص فرضا- الله يعافينا وإياكم - ارتد عن الدين وقال خلاص لا أريد الإسلام وترك الصلاة والصوم ، وألحد لكن بينه وبين نفسه دون أن يجهر بذلك لم يجهر بذلك، هذا لم يأمر الإسلام أن نأتي إليه ونقبض عليه ونقول مرتد ونقتله، هذا بينك وبين نفسك لا أحد يعلم به، إنما إذا وصل إلى حد المحاربة بحيث أنه جهر بذلك وبدأ يشجع الناس على ترك الدين، صار خطرا على الإسلام، كأنه يقول للناس البسطاء أنا كنت لا أشرب خمر، وارتديت وأصبحت أشرب خمر، كأنه يقول افعلوا مثلي أنا كنت لا أزني وألان أنا أعيش عيشة أخرى أصبحت أفعل ما أشاء من الفواحش، كأنه يقول افعلوا مثلي، أنا كنت كل مرة أُخرج الزكاة، الآن فلوسي لا أحد يملك منها شيء، كأنه يقول افعلوا مثلي، في مثل هذا إذا لم يكفى شره بهدايته وإيمانه، ونأتي نقول تعال لماذا تركت الإسلام؟ عندك شبهات عندك شك في الإسلام نجيبك عليها، عندك كذا ... ،يسجن فإذا لم يُكفى إلا بالقتل، كما قال النبي:''من بدل دينه فاقتلوه'' الحديث في السنة فالمقصود من هذا أنا أريد أن أرسل رسالة إلى كل من يسمعنا وربما يسمعنا أقوام من أصدقائنا الذين هم غير مسلمين، يعني نحن لنا صدقات في النصارى وهندوس أحيانا يكون عامل ربما يكون زميلك في الدراسة وهو صديقك كما كان النبي عنده غلام يهودي يشتغل عنده، هل تتوقع النبي كان يظلم هذا الغلام؟ أو يضربه؟ أكيد كان يبتسم له ويتلطف معه فهو عليه الصلاة والسلام يعامله كما يعامل عليه الصلاة والسلام غيره من الأطفال، اليهودي الذي دعا النبي إلى طعام ذهب وأكل، بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبينه حق الجوار وصداقة، فكذلك أنت عندما يكون عندك صديق نصراني لك صديق مثلا يهودي غير محارب لكن بخلاف ما يكون إسرائيلي محارب ونحو ذلك إقامة الصداقة معه ليس بها بأس، أنا أريد أرسل رسالة إليهم أعلم ربما بعضهم يتابع حلقتنا سواء من خلال الفضائيات أو من خلال الانترنت،بعد ذلك، يعني أن الإسلام لا يتشوف إلى القتال لا يتشوف إلى الحرب إنما الإسلام يتشوف ويتشوق إلى نشر الدين، نشر التوحيد يعني كسر الحواجز التي تحول بين الناس وبين التوحيد والدين، إذا وجد حاجز الإسلام يكسره، لكن لا يبدأ الإسلام بكسر حاجز غير موجود.
عبد العزيز: رأيت من يقول إن الإسلام انتشر بالسيف .
سماحة الدكتور محمد العريفي :هو طبعا عبارة الإسلام انتشر بالسيف أو لم ينتشر بالسيف،هي عبارة مجملة فالإسلام انتشر بالسيف وانتشر بغيره، فلو قلنا أن الإسلام انتشر بالقوة وبالسيف مطلقا،لقيل لك طيب أجل أو لو قال أحد لنا إن الإسلام انتشر بالسيف فقط، إذا نقول له البلدان التي انتشر فيها بالسيف لما رُفع عنها السيف لماذا لم تعد إلى دينها الأول هذا شيء، الشيء الثاني أكثر البلدان التي أسلم فيها يعني أكبر بلد إسلامي اليوم اندونيسيا فيها قريب من 300 مليون ومع ذلك الإسلام دخل عن طريق التجارة والدعوة لم يدخلها بالسيف في الصين وغيرها.
أحمد : بعضهم الآن يتساءل ويقول ما سبب حرص المسلم على دعوة هذا أو محاربته من اجل الدخول في الإسلام، وهو لو يعلم حقيقة أنك جالس تحاول تنقذه من الشرك الذي فيه ويدخل الجنة وأنا بالنهاية أقول الحمد لله أنا مسلم وأنا ضامن إن شاء الله أني أدخل الجنة، لو أريدها بنذالة أقول سلامتك ادخل أنت النار بكيفك لكن أنا حريص عليك إنك أنت تدخل الجنة معي وتصير أنت في راحة ونعمة حتى تدخل الجنة يوم القيامة.
سماحة الدكتور محمد العريفي : أحسنت وترى أحمد أنت في الحقيقة يعني تدعوه إلى الإسلام أنت لا تدعوه إلى ترك دينه والدخول في دين أخر أنت تدعوه إلى الرجوع إلى الدائرة التي خرج منها هو أصلا، لأن الله تعالى قال عن الإسلام والتوحيد : '' فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا '' والنبي عليه السلام يقول: '' كل مولود، يولد على الفطرة - على التوحيد- فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه '' فأنت عندما تقول له ادخل في الإسلام فأنت في الحقيقة تقول له ارجع إلى العبودية التي خُلقت لها، ارجع إلى أصلك، هذا مثل الشايب عندنا شيبت لحيته أصبحت بيضاء وبدأ يصبغها أسود أقول له يا أبو فلان تغير خلق الله ، يقول يا شيخ أنا أرجعها لخلق الله، الله خلقها سوداء أنا أرجعها لخلق الله هده حيلة من الحيل، لكن أنا أعني أنه أنت عندما تقول له ادخل في الإسلام، فأنت في الحقيقة تطالبه بالرجوع إلى الدين الذي خلق له، لكن أبواك هما اللذان هوداك ونصراك .
أحمد : وثيقة عمر ابن الخطاب لما فتح بيت المقدس ينبغي لكل شخص أن يقرأها لكي يعرفها ويترجمها كي يعرف كيف يتعامل مع غير المسلمين.
سماحة الدكتور محمد العريفي : الله يجزيكم خير يا شباب ويحفظكم أنتم أيضا أيها الأحبة اسأل الله أن يجعلنا جميعا هداة مهتدين، وأنا أوجه حقيقة إخوتي وأخواتي الذين لهم نشاط بالدعوة من خلال الانترنت أو من خلال غيره أيضا ،أن يحاولوا أن يتقنوا الرد على الشبهات التي تثار على الإسلام، وأن لا يدخلوا في شبه أو حوار ما إلا وقد ملأوا أيديهم فعلا من النقاش فيه اسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير، وأن يتقبل منا ومنكم يا رب العالمين، والى لقاء أخر إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .