السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، الناس يتنوعون في إقبالهم وإدبارهم، { إذا لقيتم الذين كفرو زحفاً فلا تولوهم الأدبار } إنه الجبن والخوف والهلع ، يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه وهو يمدح صحابة النبي عليه الصلاة والسلام ويمدح قوتهم وشجاعتهم
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تسكب الدما
يقول لسنا قوما نكون هاربون من القتال لجبننا وخورنا ، وتدمى كلومنا تبدأ دمائنا تسيل على أعقابنا من الخلف لا ولكن على أقدامنا تسكب الدماء ،نحن نقبل ودماء القوم تسكب على أقدامنا ، لن أتكلم اليوم عن الشجاعة في الجهاد في سبيل الله مع أنها هي أعلى مقامات الشجاعة ، مع أنها هي أعلى مقامات الشجاعة، هناك شجاعة اتخاذ القرارات، شجاعة النصح للناس، شجاعة في الإلقاء، شجاعة في المطالبة بحقك لما يؤخذ حقك منك، شجاعة التعامل مع مشاكل الحياة ، شجاعة التعامل مع المصائب التي تقع على الإنسان في حياته هل أنت قوي؟ هل أنت شجاع عندما تتعامل معها ؟
كثير من الناس مع الأسف عندهم جبن وخور في مثل هذه المواطن، وبالتالي يتعاملون بهذا الأسلوب ويفقدون الشجاعة، فيفقدون صداقات، يفقدون تربية يفقدون أموالا، يفقدون وظائف، يفقدون أحيانا فرص في الحياة ، لأنه ما عندهم شجاعة لاتخاذ القرار
ما رأيكم اليوم في برنامجنا مسافرون أن نتكلم عن الشجاعة هذا هو موضوعنا بإذن الله عز وجل.
سلام الله عليكم يا شباب الله يحفظكم، أهلا يا عبد العزيز، أهلا يا سامي الله يحفظكم ويجازيكم خير على مشاركتي وأنا أعلم أحيانا أن المشاركة بمثل هذه البرامج متعبة ، لأنها تأخذ وقت وجهد وأنتم أهلاً لذلك
طبعا الطبائع التي بين الناس تتنوع بعض الأشياء يجبن عليها الإنسان نفسه أصلا ، يعني تجد بعض الناس نكتي واسع الصدر وإذا نضرت فإذا أبوه وإخوانه أكثرهم بهذا الوصف فتقول هذه في الغالب أنها فطرة فُطر عليها ، يعني أنه من فطرتهم العائلة كلهم بهذا الشكل ، وهذا واقع والآن إذا جئت إلى بعض الشعوب مثلا المصريون تجد بينهم النكتة باستمرار والذي يشتغل بالمطعم والذي يشتغل بالمخبز والذي يشتغل بسيارات الأجرة كل واحد يعطيك بهذه النكت طبيعة الشعب هكذا فُطر على مثل هذه الطريقة , بعض الشعوب تجد أنهم منغلقون على أنفسهم في تعاملهم مثلا التعامل مع الألمان هكذا طبيعة الشعب لكن هناك بعض الأخلاق لم يفطر عليها الإنسان و يستطيع أن يكتسبها مثل مثلا لو شخص يريد أن يصبح رقيبا في التعامل لينًا وهو في أصله سيء يستطيع أن يغير ذلك ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنما الصبر بالتصبر إنما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى الخ ) لما مدح النبي عليه الصلاة والسلام أشجع بن قيس رضي الله تعالى عنه مدحه بخصلتين أو خذ القصة من البداية، أقبل قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدخلوا إلى الإسلام ، أول ما وصلوا وتعلمون أن منهم من يمشي على قدميه ومنهم من يكون راكبا حصانا أو جملا أو كذا فيصيبهم مشقة في أثناء الطريق في أثناء سيرهم وإقبالهم فلما جاءوا نزلوا مباشرة وهم بلباس السفر ورائحة العرق وذهبوا مباشرة إلى المسجد ليسلموا على النبي عليه الصلاة والسلام ، وأشجع بن قيس كان متأنيا، وقف ونزل الرواحل وعقل الإبل والآخرون ذهبوا ، وذهب واغتسل وغير لباسه ولبس لباس أحسن وتطيب وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، صحيح أنه تأخر عنهم وقتا يسيرا لم يتأخر عنهم أربع ساعات لكن غالبا هذا العمل يأخذ من الواحد ربما نصف ساعة أو نحو ذلك فلما وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رائحة حسنة وإذا لبس حسن وإذا مغتسل متنظف فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا أشجع بن قيس إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله، قال ما هما يا رسول الله : قال الحلم – يعني عدم الغضب - والأناة –عدم العجلة - أنت ما شاء الله عليه راكد وأمورك كلها تأتي بالترتيب بالحلم والأناة ، فسأل النبي عليه الصلاة والسلام سؤالا هو منطلق حلقتنا : قال يا رسول الله أخصلتان أنا تخلقت بهما أم جبلني الله عليهما - هل هي ولدت معي أنا منذ إن كنت صغير وأنا حليم لا أغضب ومتأني أم أني أنا بنفسي الذي حاولت أن أكون كذلك فأصبحت - قال هل جبلني الله عليهما أم تخلقت بهما فقال له عليه الصلاة و السلام : بل جبلك الله عليهما – هذه من نعمة من الله أنه لما خلقك وجعل طول يدك كذا وطول قدمك ولون عينك كذا وجعل من الأمور التي خلقت معك الحلم والأناة – فقال أشجع ابن قيس الحمد لله أنه جبلني على أمر يحبه الله ورسوله.
حسناً تعالوا نتكلم يا جماعة عن خلق من الأخلاق التي قد يُجبن عليها الإنسان وقد يستطيع الإنسان بممارسات معينة أن يحصل عليها هذا الخلق مدح الله تعالى به المؤمنين و مدح الله تعالى به الأنبياء ، حيث قال تعالى جل وعلا : { الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله } لاحظ هؤلاء يبلغون الدين، يقولون الزنا حرام شرب الخمر حرام ، يجب أن تصلي يجب أن تصوم يبلغون رسالات الله بكل شجاعة لا يقولون والله أخاف أقول الزنا حرام ويصرفون علي وأخاف أقول الخمر حرام ويرسل صاحب الخمارة ثم يضربني أخاف أقول الربا حرام والتاجر الفلاني ببعث عبيده يضربونني ،لا أن لا أبلغ رسالة ربي بكل شجاعة ، قال تعالى : { الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله } والنبي عليه الصلاة والسلام كان هو وجميع الأنبياء فيهم شجاعة وقوة ، يقول بعض الصحابة الذين قاتلوا مع النبي عليه الصلاة والسلام كنا إذا حمي الوطيس نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم يا أخي في معركة حنين ، الله تعالى يقول { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم } أكبر جيش قاتل مع النبي عليه الصلاة والسلام في حياته ، قاتل ليس ذهب معه إنما قاتل ، هو الجيش الذي قاتل معه في معركة حنين ،اثني عشر ألفا ، وصحيح في معركة تبوك خرج معه 30 ألفا لكن ما قاتلوا ذهبوا ورجعوا كان هرقل سيرسل الجيش فلم يرسل وما قاتلوا لكن الذي دخل المعركة أكبر جيش اثني عشر ألفا كثرة يقول الله تعالى { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين }
يقولون إنهم أقبلوا ، وكان مالك بن عوف الموصلي وهو رئيس الهوازل ، كان قد سبق المسلمين إلى نصف الطريق ، والمسلمون يمشون ويقولون في أنفسهم بقي لنا يوم أو يومان حتى نصل إلى مكان المعركة فالرجل سبقهم وجاء إلى وادي بين جبلين وكمن و اختبئ هو وقومه في الجبلين خلف الصخور ، فلما دخل المسلمين بين الجبلين جعل يرميهم بالسهام ويلقي عليهم الصخور فالخيول والجمال التي معهم اضطربوا وجعل بعضهم يضرب بعض وقال الله:{ ثم وليتم } ولم يقل ولى بعضكم ،{ وليتم مدبرين } تدري كم عدد الذين هربوا ثم رجعوا بعد ذلك : كم تتوقع ممكن خمسة ألاف أو ستة ألاف في حنين ، عدد الذين تولوا وهربوا من المقتله إحدى عشر ألف وتسعمائة وواحد وتسعين كم يعني ؟
بقي تسعة و على رأسهم النبي عليه الصلاة والسلام، أليست هذه شجاعة عندما ترى الذين حولك يصرخون اقتله اقتله وما إلى ذلك... وأنت تثبت هذه شجاعة يا أخي لذلك يقول نتقي إذا احتمي الوطيس برسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي نجعل الرسول بالمقدمة ومع السيف يقول أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ويقدم لا كذب أنا ابن عبد المطلب فكان عليه الصلاة والسلام شجاعا طبعا نحن لا نتكلم عن الشجاعة اليوم فيفهم الناس أن الشجاعة فقط أنها القتال لا يا أخي الشجاعة يا أخي حتى في اتخاذ القرارات .
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا
أحيانا يعرض على الإنسان مثلا يشتري أرضا معينة وتكون عنده مائتي آلف أو ثلاثة ألاف ويقول اشتريها وإلا يا أخي أخاف ما أوفق دعوني أشاور ثم يأتي بعد يومين أو شهر ويقول وافقت اشتري ويقرر ، قالوا وين الأرض بيعت بمائتي آلف والآن تسوى ألفين وخمسمائة ،قال يا أخي سبحان الله لما لم تبلغونني ، قلنا يا أخي بلغناك واتصلنا بك مرار أنت جبان لا تستطيع اتخاذ القرار ، شجاعة اتخاذ القرارات يا أخي الواحد حتى وهو يقود السيارة يأتي أمام المخرج ويتردد ربما يحصل له حادث أو ربما يدخل بالرصيف اتخذ قرارك أو واحد يريد الزواج اتخذ قرارك وتكون عندك شجاعة وإذا اتخذت القرار تحمل التبعات التي تأتي عليه، لذلك شُرع لنا عند اتخاذ القرارات عبادة معينة في الدين ما هي ؟!
الاستخارة , عن حديث جابر في صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا هم أحدكم بالأمر يريد أن يفعله– ماذا يفعل – قال فليركع ركعتين من دون الفريضة ثم ليقل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فإنك تقدر ولا أقدر و تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب .. ) يا رب أريد اتخاذ القرار ، ( .. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .. ) أنا أريد أن أتزوج ، أريد أن أسافر ، أريد بيع بيتي ، أريد أن أجري عملية جراحية ... ، إن كنت تعلم أن زواجي من فلان أو سفري إلى كذا أو بيعي وشرائي لكذا، قرارات مصيرية، وليس شخص يريد أن يشرب عصير برتقال أو تفاح ويقول لحظة أصلي ركعتين استخارة ،صدق لكي تشرب كوب عصير تصلي استخارة . هذا الأمر ربما يكون فيه نوع من الاستخفاف من صلاة الاستخارة ، النبي عليه الصلاة والسلام يعني الأمور والقرارات في حياتك، ( .. إن كنت تعلم إن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبتي فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه وإن كنت تعلم هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي.....الخ ..) و انظر كيف يعينك النبي صلى الله عليه وسلم كي تتخذ القرار بشجاعة بعدها لا تندم , ولماذا لا تندم ؟ لأنك ستقول والله يا أخي أنا استخرت ربي واستشرته وربي الذي اختار لي ذلك ماذا أفعل .
هاه يا سامي أنت أشرت لي مرارا وأنا لم استمع لك .
سامي : في نفس الموضوع، أنه فعلا إذا كنت شجاع بما يكفي، مثلا أنك تتخذ قرارك في تحديد مصيرك ،مثلا أنك تخرجت من الجامعة، اختر تخصصك الذي تريده. الشيء الثاني بعض الأحيان اتخذ قرارك بكل شجاعة لمخاطبة مديرك حتى تحصل على علاوة أو تحصل على شيء .
د . محمد العريفي : أحسنت ، يعني المطالبة بحقك ، لأن بعض الناس يكون أحيانا له بعض الأمور ممنوع منها مثلا يرى الناس كلها طلعت انتدابات طيب لماذا أنا لماذا لا اطلع انتداب ، وتقول له لماذا لا تذهب وتطلب من المدير ، يقول لك يا أخي صراحة أنا محرج دعها لله ، لا أنت في الحقيقة لم تدعها لله لأن المال لم يذهب في مسجد أو في إطعام مساكين، أنت تركتها جبنا وخورا ، قاتل الله الجبن ، مثلا تجد أحيانا يذكرون معلومة معينة ، أنا كنت مرة في مجلس فكان واحد يقول يا أخي هل في حديث ورد في أسماء الملائكة التي تأتي الإنسان في قبره مشهور عند الناس أنهم منكر ونكير ، هل في حديث لا والله ما في حديث ، فقال واحد ليس هناك أي حديث ورد إنما قال فيأتيه ملكان ، خرجنا من المجلس فقال لي صاحبي الذي جاء معي تصدق يا أبو عبد الرحمن انه فيه حديث، حديث رواه البيهقي في سننه أن كان فيه منكر ونكير وإن كان فيه ضعف ،فقلت له لماذا يا أخي لم تقل هذا الكلام بالمجلس فقال والله يا أخي انحرجت في الحقيقة هو ما احرج هو جبان قاتل الله الجبن ،لماذا لم تصبح بطل وتكلمت؟! هو خائف وجبان ! هو ما عنده جرأة وخائف يقولون له أكيد البيهقي هل أنت متأكد وخائف من هذه اللخبطة هذه وآثر السلامة ، وقد يضع نفسه في دائرة من اللوم اتخذ قرار وكن شجاعاً .
سامي : ألا تلاحظ يا أبو عبد الرحمن أننا ندفن أحيانا شجاعة الأطفال في مجالس الرجال ، يعني يبدأ الطفل يتكلم مع الرجال وبعض الناس يقول له اسكت ولا تتكلم ، وإذا جاء عمرة ثمانية عشر أو عشرين وأراد أن يتكلم في محفل ما يقدر يتكلم كلمتين ،أصبح ما عنده القدرة لأنه من كان بالمجلس كانوا يسكتونه.
د . محمد العريفي : وهذا ترى بالمناسبة أطفالنا إذا أنت ربيت ابنك على الشجاعة وعرضته لمواقف وأنت موجود لكن لأجل اتخاذ قرارات معينة ويصنع أشياء معينة ويتحمل تبعاتها في هذا الحال أنت تربيه إذا كبر يصبح قيادي ، يا أخي ذكروا أن صفية ابنة عبد المطلب وهي عمة النبي عليه الصلاة والسلام وابنها الزبير بن العوام الذي هو ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم حواري الرسول عليه الصلاة والسلام ويقولون كان الزبير صغيرا لمن يتجاوز ثمان سنوات ، فكانت إذا أرادت أن تخرج إلى المتغوط ، المتغوط مكان منخفض تذهب إليه النساء في الليل وتقضي حاجتها ، التي تغتسل بمكان مظلم أو تقضي حاجة من بول أو غائط يقولون فكانت تأخذه معها وهو ابن سبع سنوات فإذا اقتربت تقول له قف هاهنا وأنا سأذهب لأقضي حاجتي فإذا قال يا أمي الظلام ، تقول له ألست رجلا أنت رجل وتخاف من الظلام أنت رجل ، وتذهب وتختبئ وراء الشجرة وتقضي حاجتها وهي تنظر إليه فتعّود , أول مرة يكون خائف مائة بالمائة المرة الثانية خائف تسعين بالمائة المرة الثالثة خائف ثمانين بالمائة ، المرة رقم عشرين خلاص تعود لم يعد خائف وهذا هو التربية على الشجاعة ولذلك الزبير نفسه يقولون لما كبر ورزق بابنه عبد الله ابن الزبير كان لما يدخل المعركة يأخذ معه ولده ابن ثلاثة عشر سنة إلى الآن ما يقبل بالقتال وكان يأخذه معه ويركبه معه على الخيل ويخليه يتمسك فيه ويدخل يقاتل والولد معه فيقولون لما كبر عبد الله ابن الزبير كان هو الوحيد الذي يقاتل بسيفين في وقت واحد كان يتمسك بالفرس برجليه ويقاتل بسيفين لماذا لأنه دُرب على الشجاعة مند الصغر، مثل أنت لما يأتي ابنك ويقول لك بابا أريد أن تشتري لي من كذا طيب قل له خد واذهب واشتري وحاسب ، يقول أستحي خائف زحمة يمكن أحد يسرقني لا تقبل منه هذه المسائل اجعله من البداية شجاعا وكن له أنت قدوة في مثل ذلك .
أحمد : أنا لو علمت أن هذه الشجاعة تذهب بي إلى أمور أخرى لا تحمد عقباها ،أتحمل زيادة عن اللزوم وهي شجاعة زائدة عن اللزوم ، وأنا عارف والله سواء لو تكلمت أو ما تكلمت لن أغير من الأمر شيء مثلا أتكلم عن سُلطة من هذا القبيل أو شخص كبير جدا ....
د . محمد العريفي : انظر هناك فرق بين الشجاعة و بين التهور ، كون الإنسان يكون شجاع تقول له أنت شجاع قال نعم شجاع ، طيب أتحداك تقفز من الدور 20 من العمارة وما تخاف أنت شجاع هيا اقفز هذا مجنون أو طيب أنت شجاع أرأيت هذا المسؤول الظالم نريدك تأتي أمام الناس وتضربه كف هيا أنت شجاع تلعب علي يا أخي هذا تهور ليس شجاعة .
النبي عليه الصلاة والسلام كان شجاعا وبطلا ومع ذلك كان يمر عليه الصلاة والسلام ببلال وبلال يعذب ويقول أحد أحد ،ومع ذلك مع شجاعة النبي عليه الصلاة والسلام ما أتى وقال قم يا بلال وقاتلهم لا الله تعالى يقول: { كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة } في مكة لا يوجد قتال لان قدرتكم ضعيفة الآن وعدتكم ،عددكم لا يسمح لكم بالقتال، كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة، لما جاء خباب يا رسول الله ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ، لم يقل النبي هيا كل واحد يحمل سيفه لكن لما زاد العدد عدد المسلمين خرج النبي صلى الله عليه وسلم، في صف، وعمر ،وخرج أمام قريش وجهر بالدعوة لماذا جهر بالدعوة بعد ثلاث سنوات، لأنه أحس خلال ثلاث سنوات أنه جمع أناس يمكن تجهر بالدعوة فالفرق يا أخي بين هذا وهذا الشخص الذي يكون شجاعا وبين الشخص الذي يكون عاقلا لكنه يكون ربما أحيانا متهورا في بعض المواقف ، من الأشياء التي تجعلك شجاع أن توقن بأن كل شيء مقدر ومكتوب يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطاك وما أخطاك لم يكن ليصيبك واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتب الله عليك جفت الأقلام ورفعت الصحف ) يقول علي رضي الله عليه : أي يومي من الموت أفر ، يوم لا قدر أم يوم قدر يوم لا قدر لا أرهبه ومن المقدور لا ينجو الحدث بمعنى أني أنا لما أفر من القتال طيب هل أنا خائف من الموت إن كان الموت مقدر علي فالأمر كما قال الله { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }
من الشجاعة يا جماعة، أيضا الثبات على المبادئ، واحد فرضا مبدئه ألا يكذب فقال له شخص فرضا أريدك إذا اتصل فلان وقال: أين أخوك؟ قل له غير موجود، لا والله أنا ما اكذب، وكيف ما تكذب انا أتورط، ما اكذب أنا شجاع أنا بطل عندي مبادئ اثبت عليها، الثبات على الدين شجاعة ، انظر سحرة فرعون لما جاءوا إلى فرعون يستجدونه لما فرعون جاءه موسى وألقى عصاه فإذا هي حية تسعى، وأخرج يده فهي بيضاء للناظرين، فرعون يتأمل في موسى عصى تحول لأفعى آه هذا سحر قال لمن حوله: إن هذا لساحر مبين ،فما الحل ؟ الحل { أرسل في المدائن يأتوك بكل سحار عليم } ، وجمع السحرة ، السحرة جاءوا وهم يستجدون فرعون ، وقالوا { أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين } جاءوا { قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما نكون نحن الملقين } ، { قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل لهم من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألقي ما في يمينك تلقف ما صنعوا إن ما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقي السحرة سجدا } امنوا، { قالوا أمنا برب هارون وموسى } انظر ألان الشجاعة ،بعد ما كانوا يستجدون فرعون يطلبون مالا إذا فزنا ،انظر الآن ماذا فعلوا قال فرعون { أمنتم له قبل أن أذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر } ولم يقل سأقتلكم، بدأ يفصل طريقة القتل { فلا أقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف و لأصلبنكم في جذوع النخل } أعلقكم ،وهذا ترى مخيف أكثر، انظر أنت مثلا إذا قلت لولدك مثلا ترى إذا رسبت بالامتحان أضربك أو تقول إذا رسبت بالامتحان والله أخد العصا وبعدين أقشرها تم ارفع يدي أكثر ما أستطيع وبعدين أضربك ولما تبدأ تفصل طريقة الضرب يخاف أكثر ، فرعون ما قال أقتلكم لا فصل طريقة القتل { و لأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا اشد عذابا وأبقى }، ماذا قالوا له : { قالوا لن نأثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقضي ما أنت قاض } ،افعل ما تريد يا فرعون { إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا أمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى } ، أنت تقول { ولا تعلمن أينا اشد عذابا وأبقى } الله خير وأبقى ، ثبات يا أخي هذه شجاعة ، بعض الناس الآن ما عنده شجاعة يثبت أمام امرأة حسناء، أمام اتصال بنت ،أمام كأس خمر ليس عنده شجاعة يثبت يا أخي ليس عنده شجاعة يثبت أمام إغراء مادي جاءوا إليه نريدك أن تمشي هذه المعاملة قال والله النظام ما يسمح و فيه فلان مقدم قبلك قالوا هذه عشرة ألاف ريال كم راتبك قال والله راتبي أنا خمسة آلاف أي في السنة أجمع 60 ألف لو ما أصرف شيء 60 ألف تطلع قالوا هذه نصف مليون راتب عشرة سنين قادمة ومرر لنا هذه المعاملة ،هل أنت عندك شجاعة تثبت أم أنك جبان وعندك خور كلما أقبلت إليك فتنة تشربتها نفسك ،هذا هو الفرق الشجاعة يا جماعة لا تعني الواحد يقاتل ونقول فلان شجاع والله ضربه و .. ، أحيانا الإنسان يكون قوي بالضرب بالقتال لكن لو تريده يتخذ قرار تريده يثبت أمام فتنة تريده أحيانا يقدم نصيحة لإنسان أحيانا تقول له فلان مقصر في الصلاة ، أو فلان زوجته تتبرج ، نريدك تقدم له نصيحة، ليس عنده شجاعة يقدم كلمتين على بعض .
أحمد : الشجاعة مع الوالدين ، أحيانا تجد أنه مثلا يخطئ أحد الوالدين ، وأحيانا يكون الأب كله رهبة وهيبة ، ما تستطيع تحدثه أو تقول له هذا غلط .
د . محمد العريفي : انظر أحيانا ترى الشجاعة تُنزل في كل مرة منزلتها وأحيانا في بعض الأنواع من الشجاعة يحتاج الإنسان إلى نوع من الصرامة ،وأحيانا من الشجاعة إنك طرح فكرتك حتى لو طرحتها بأسلوب هادئ أو ضعيف يعني مثلا اجلس مع أبي وأنصحه من بعيد لبعيد ، فرضا افرض انه لي أب مدخن مثلا وجئت لأبي وقلت مثلا والله يا أبي أمس المدرس كان عندنا محاضرة عن التدخين ، ماذا ممكن يحصل من الأب ممكن يصرخ بوجهه :ما قصدك أنا لست برجل .... ترى كثير من الأشياء يا جماعة التي نحن نتوقعها لا تحصل، مثلا أنا أسالك سؤال: الآن لو أنت تأخرت خارج البيت وأنت من العادة ترجع الساعة العاشرة ليلا وجاءت الساعة ثلاثة وما رجعت البيت وجوالك مقفل أمك أول شيء سيقع في بالها أنه صار لك شيء ، دائما الذي يهجم علينا الأفكار السيئة لا الأفكار الحسنة، لن تقول في نفسها والله يمكن فرضا ولدي يلعب الكرة مع زملائه ووقع هاتفه وانكسر مثلا ، أو خلص الشحن أو ابني مثلا فيه عمل تجاري حلو ودخل فيه، لا دائما يقال لا والله يمكن تضارب مع أحد، أو صار له حدث، أو أي أمر من الأمور التي فيها نوع من الخراب ، فكذلك نحن أحيانا لما نريد أن نكون شجعان في شيء معين، شخص يريد ينصح أباه، وبدل ما ينظر نظرة تفاؤلية ويعطي لنفسه رسائل متفائلة ، أبي سيتقبل مني، أبي سيشكرني، وبالتالي يقدم ويصبح شجاع ،يبدأ يرسل رسائل سلبية، أبي سيهزئني، سيتكلم علي ، أبي سيهينني أمام إخواني يمكن يطردني من البيت ، يا أخي لما ما يصير عندك شجاعة ، مدير ظالم مع الموظفين، أكون شجاع يا أخي و آتي سلام عليك كيف الحال يا فلان ، والله أنا أذكر مرة واحد عملنا معه في الجامعة في لجنة من اللجان ، والمشكلة في الجامعة لما تصير موظف مثلا دكتور في تخصص شرعي أي لجنة يدخلوك بها ووضعوني بلجنة معينة، كان رئيس اللجنة رجل مسؤول أصلا وله في الدولة وضعه وبينه وبين العائلة المالكة نسب وله يعني ضجة، فكان فظ التعامل، والكل يهابه ، وصار موقف بيني وبينه واستعمل هذا الأسلوب ، طيب أنا مطالب أني أنصحك ،فركبت السيارة أصلا وأرسلت له رسالة بين قوسين: { ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } ،فاتصل مباشرة ما قصدك؟ هل أنا سأكون شجاع وأكمل الطريق! أم أقول لا والله الرسالة وصلتك بالغلط أسف كان ممكن أطلع منها وأقول وصلتك بالغلط ، لكن أبقى شجاع فقلت والله قصدي تصرفك فظ وغليظ ونحن زملاء معك يا أخي دكاترة بالجامعة لسنا أطفال عندك تصرخ علينا فغضب وقال ما قصدك أنت قلت بما أن المسألة صراخ بصراخ فنحن أيضاً عندنا صراخ ، فسبحان الله قابلته من غد وسلم علي قال والله يا شيخ محمد أول واحد يقول لي إني غلطان أنت وفعلا نبهتني على شئ، أنا مشكلة كل اللي عندي ما ينبهوني – فعلا هذا واقع – ، اجعل عندك شجاعة ،عندك مسؤول أسلوبه غير مناسب عندك خطأ رايته على جارك .... ، لذلك حتى في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من رأى منكم منكرا فليغيره ) تغيير المنكر شجاعة، ما أقدر أغيره بيدي يجب أن يكون عندي شجاعة على الأقل أتكلم يا أخي ، لذلك لما قالوا التغيير بالقلب قال ( و ذلك اضعف الإيمان ) ،أنت ضعيف جبان، بل غير بلسانك وإن كان لك سلطة عليه غير بيدك ، نختم بسؤالك لأن الوقت انتهى .
أحمد : أطال الله في عمرك سأسأل سؤال : هل الشجاعة، مثلا أنا بطبيعتي جُبلت أن أكون جبان، وجالس أفكر أحيانا لازم إني أكون شجاع كي أنصح مثلا الوالد ، فهل تكون الشجاعة هنا طبع أو تطبع ؟
د . محمد العريفي: ممكن تكون تطبع في البداية ، تخلق بها مثل ما قال التصبر التعلم وفيما بعد تصبح هذه عادة من عاداتك ، وأنا إن شاء الله بعد الحلقة أعلمك الشجاعة ، الحميمية بالشجاعة.
أيها الأحبة الكرام أسال الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا وأن نكون أوصلنا رسالة بإذن الله في تربيتنا لأولادنا وتربيتنا أيضا لبناتنا، وفي تعاملنا مع زوجاتنا ، تعاملنا مع أهلنا ، تعاملنا مع أنفسنا، وأن نكون تخلقنا بهذا الخلق
إلى لقاء آخر
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .