السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
من أهم المواضيع التي ينبغي أن نتحدث عنها اليوم خاصة مع اتساع رقعة الإسلام وسفر المسلمين من بلد إلى بلد , انتقال الثقافات، سهولة التواصل بين الناس سواء عبر السفر أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر وغيرها ، أو الدخول أحيانا في غرف البالتوك والنقاشات عبر الشات وغيره ، يدخل أحيانا أعداد من المسلمين المجتهدين أو أحيانا المخطئين ولا يعطون صورة مشرقة عن الإسلام ، هل الإسلام أمر أصلا بحفظ سمعة الإسلام ؟ هل كل واحد منا يعتبر على ثغر من ثغور الإسلام؟ أم أن الذي مسؤول عن سمعة الإسلام هم فقط المشايخ والعلماء والناس الوجهاء الذين ربما يكون اللوم عليهم أكثر من غيرهم ، بعض أبنائنا اليوم الذين يسافرون إلى بعض البلدان ثم تستحي أحيانا أن يشار إليه ويقال أن هذا مسلما مع نظرك إلى كيفية لبسه أو عدم التزامه بالأنظمة أحيانا و أحيانا عدم أدبه وعدم أخلاقه الحسنة أو صدور كلمات سيئة منه ، يقع والله يا جماعة مواقف كثيرة في مثل هذه الأحوال ، ولما تنظر في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، تجد أنه كان حريصا على أن يحفظ سمعة الإسلام يعني لا تكثروا الكلام عن الإسلام ولا تعطوا صورة سيئة عن الإسلام، هل نحن مسؤولون عن سمعة الإسلام اليوم أم لا ؟
هذا مهم جدا أن نتحدث عنه اليوم في مسافرون ، يسعدني والله أن تكونوا معنا .
السلام عليكم يا شباب ، يا مرحبا بكم والله عساكم طيبون ، طبعا اليوم يا شباب اليوم الموضوع يعتبر من المواضيع الفكرية لكن يمكن إنزاله على الواقع ، كثير من الناس يحكمون على الإسلام من خلال تعاملهم مع أفراد من المسلمين ، وأنت الآن فرضا لو كان عندك بقالة ووظفت عامل صيني مثلا أو هندي أو باكستاني أو من أي بلد ، ثم هذا العامل تفاجئت به أنه بعد شهر سرقك وسرق البقالة ولعب بالأموال وهرب وبقيت البقالة مغلقة مدة أسبوعين أو ثلاثة ، وبعدين وجدت لك عامل أخر صيني من نفس البلد وعينته عندك وحرصت أنه يكون ذكي وجيد ثم جلس عندك شهرين أو ثلاث وسرقك وهرب ، وبعدين بقيت البقالة مغلقة ستة أشهر ثم اضطريت وعينت عامل أخر من نفس البلد صيني ثم سرقك ، لو جاءك صيني رابع راح تقول له كلكم حرامية ، كل الصينيين حرامية ،ولو جاءك واحد وقالك عندي شركة كبيرة وأتيت مائة فيزا للعمال من وين تقترح علي أجيب عمال من أي بلد ،تقول انتبه من الصين ، قال يا أخي لماذا الصين بها أكثر من مليار خمس العالم في الصين كيف ما أجيب من الصين مهندسين وأطباء ، لا لا يا أخي كلهم حرامية ، إن من طبيعة الإنسان أن يحكم على الكل من خلال تجربة البعض وهذا واقع أنت الآن تأتي مثلا تشتري مثلا مائة قطعة من شيء معين لن تنظر إلى المائة بل تنظر إلى نموذج وتحكم على الباقي من خلاله ، سواء من الطعام أو الشراب أو اللباس ،أو غير ذلك، مشكلتنا اليوم يا جماعة أن بعض الناس يحكم على الإسلام من خلال تعامله مع أفراد معينين وربما كان هؤلاء الأفراد كذابين أو كانوا سراقين أو كانوا ربما مغتصبين أو غير ذلك فيحكم على المسلمين كلهم من خلال هؤلاء الأفراد.
والله يا جماعة لا أنسى قبل 15 عاما كنت بأوروبا بأحد البلدان ، فأقبلت لأقدم نصيحة لأدعو للإسلام ، واحد غير مسلم فكنت جئت أتكلم معه عن الإسلام ، فالتفت لي وقال لي أنت من أين ، فقلت انا من السعودية العربية ،ولم يكن يعرف السعودية العربية ،فقال إذن أنت عربي قلت نعم ، فقال اذهب وانظر للعرب إلى الخمارات وأنصحهم بدل ما تنصحني أنا ، فكأنه طعنني بطعنة فهو حكم على العرب كلهم من خلال تعامله مع أربعة أو خمسة رآهم يترددون على خمارات وربما أيضا يفسدون ويعملون مشاكل ومضاربات ، فحكم على كل المسلمين من خلاله .
لذلك يا جماعة الصحابة كانوا يعتبرون أنفسهم وكل واحد يعتبر نفسه على ثغر من ثغور الإسلام، لا يرضى أن يؤتى الإسلام من قبله ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على ما يتحدث الناس عن الإسلام ؟ ما نظرة الناس عن الإسلام ؟ أنا ماذا قدمت للناس عن الإسلام ؟
وهذا واقع لذلك لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم ذهيبة بين أصحابه قسم مالا ،جيء إليه عليه الصلاة والسلام بغنيمة من مال فقسمها عليه الصلاة والسلام على من يرى أنه يستحق آن يأخذ من هذا المال ، فاقبل رجل للنبي غليه الصلاة والسلام وجعل يصرخ إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله ، أعوذ بالله أنت تتهم الرسول في نيته أجل من الذي سليمة نيته ،إذا النبي لا يخاف الله ويوزع المال حسب هواه ،أجل فمن يخاف الله، فغضب النبي صلى الله عليه وقال : ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء، الله يأمنني على القران لأبلغه ولا أغيره ولا أبدله، وأنتم لا تأمنونني على شوية فلوس أنا ما أخذته لنفسي وزعته، ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء، فقام أحد الصحابة وقال يا رسول الله : دعني اضرب عنق هذا المنافق، أنه غير مؤدب معك ويتهمك ، هذا يضرب عنقه حتى يتأدب ، فقال رسول الله : لا ، ما الذي منعه ، لم يمنعه آن هذا الرجل لا يستحق القتل ، لا وإلا فإن من الردة عن الإسلام إهانة القران ،أو سب الله تعالى ،أو سب النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن يسب النبي صلى الله عليه وسلم ارتد عن الإسلام ، فهدا الرجل أصلا النبي صلى الله عليه وسلم يرى في نفسه أنه يستحق القتل ، لكن ما الذي منعه من قتله ؟ سمعة الإسلام ، حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ، لأن الناس البعيدين لن يقولوا أوه قتله ، لن تصلهم الواقعة بالتفاصيل بل فقط الحادثة ، أوه محمد قتل واحد من أصحابه ، فيقولون أوه بدا الخلاف بين المسلمين ، أوه إذن هذا الرجل ما عنده وفاء لأصحابه ما عنده حب لهم ، غضب منه فقتله ،فالنبي عليه الصلاة والسلام كأنه يقول : ما يهمني الرجل يا عمر تقتله أم لا ، ما يهمني سمعة الإسلام هذا هو المهم .
لما الإنسان عندما يتعامل بهذه المسائل ،مثل مثلا لما واحد فرضا زوجته أو ابنته أو فرضا له خادمة بالبيت غير مسلمة وتخرج بصورة غير محتشمة وجاء أحد ونصحه ، لا يليق الخادمة أن تخرج بهذه الصورة غير المحتشمة ، فقال غير مهم هذه مجرد شغالة وليست مسلمة، قال ليست القضية كذلك أنت سمعتك والناس لا يدرون هل هذه شغالة أو زوجتك أو ابنتك ، و الذين يمرون لا يدققون هل هي خادمة ومن أي بلد ، ليست خادمة بل مرتدية ملابس فاضحة وخارجة ،أنا أخشى على سمعتك لا أخشى على سمعة هده الخادمة بالذات إنما أخشى على سمعتك والكلام عليك والانتباه، لهذا الأمر مهم فنحن لا نتكلم عن سمعتنا الشخصية ،فنحن نتكلم عن سمعة الإسلام عموما، لذلك حتى في مواقف أخرى كان النبي عليه السلام أحيانا يرسل رسائل إلى أقوام آخرين، يريد أن يوصل لهم سمعة عن الإسلام معينة ،يعني مثلا لما انتهت غزوة حنين والطائف جُمع بين يديه غنائم لم تجمع بين يديه طوال الغزوات التي وقعت في تاريخ الإسلام، غنائم من الذهب والفضة والبقر والغنم ، أشياء الصحابة لم يروها من قبل ووقف النبي صلى الله عليه وسلم ووزع ووزع وبعدها وقف ينظر إلى مجموعة غنم بين جبلين وادي ، فجاء وقف إلى جانبه صفوان بن أمية وكان وقتها لم يكن قد أسلم بعد ، ومع ذلك خرج معهم المعركة لأنه كان سلف المسلمين مائة درع والدرع قميص حديدي ورافقهم فقط لحراسة ذروعه والاطمئنان عليها ، فلما رأى الأغنام وأعجبته فقال: يا محمد ما أحسن هذا، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا رأس من كبار قريش وهناك مجموعة من الناس يرون صفوان ماذا يفعل ويقومون بمثله ويسمعون كلامه أكثر ما يسمعون لمحمد وأن هذا وكالة أنباء متنقلة ويمكن استعماله لخدمة ومدح الإسلام في كل مكان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له عندما قال ما أحسن هذا المال ، قال: أعجبك قال: نعم ، فقال : هو لك وأن الإسلام لا يقوم على مجموعة غنم أو ابل فالإسلام أعظم من ذلك هو لك، ماذا فعل : قالوا رجع إلى قومه وقال : يا قوم أسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، ليس شخص خائف ويمكن أن الله يعطيه أو لا يعطيه ، بل شخص واثق أن الله يعطيه وسينصره أنه يأوي إلى ركن شديد وبالتالي فإن الله سينصره ويعطيه .
أحمد: المشكلة الآن أنه يا أبو عبد الرحمن أصبحت نظرة البعض للإسلام في رموز معينة ، وهذا للأسف أصبح عند بعض الشباب للأسف يرى الإسلام أنه موضة قديمة، الآن إذا تريد تتطور وتصبح جديد تتبع الغرب أو غير المسلمين في طريقة حياتهم طريقة معيشتهم ، لأجل أن تبتعد عن التخلف المزعوم عن الإسلام .
د . محمد العريفي : وهذا المشكلة لذلك أقول لازم كل واحد يعطي صورة طيبة عن الإسلام ، يعني فرضا شابا ذهب ليدرس بالخارج ، ويمكن هو المسلم الوحيد بالقاعة والباقي غير مسلمين ، أعطي صورة طيبة عن المسلمين يا أخي ، لأجعلهم يتحدثون بشكل جيد عن الإسلام ، والله مرة كنت في بريطانيا أو غيرها من أجل أخذ دورة في اللغة ، فيحدثني أحد الطلاب المبتعثين سعودي يقول اتصل علي أحد زملائي فطلب مني ابحث له عن عائلة مناسبة للإقامة عندها أسبوعين أو ثلاثة ، لأنه لما تذهب للعائلة مباشرة يكون أرخص أما المعهد فيأخذ نسبة ، فذهبت لعائلة وقلت أنتم تستقبلون طلاب قالوا نعم ، وقلت طيب في واحد يأتي وقالوا طيب مرحبا وهذه الغرفة ونأخذ كذا بالأسبوع ، ثم سألوني من أين فقلت سعودي ، قالت العجوز مباشرة لا شكراً شكراَ يوجد شخص صيني سيأتينا شكرا ونعتذر ، ثم توجهت إلى بيت ثاني بالحي نفسه لعجوز أخرى ورحبوا وقال نأخذ كذا في الاسبوع وقالوا من أين قلت سعودي فاعتذروا مرة أخرى ، طبعاً قال لي هذا الكلام في اجتماع لي مع الطلبة المبتعثين ألقي عليهم محاضرة حوالي مئة طالب فسألني وقال يا شيخ أريدك تلقي كلمة بهذا الموضوع , يقول يا شيخ مررت على بيت ثالث ونفس الشيء ، فقلت أكيد في سر وقررت أن أعرفه ، فرجعت للبيت الأول وتكلمت مع العجوز بلطف ، فقالت السبب أن البيت الأول بالحي أنت لم تمر به كان عندهم السنة الماضية طالب سعودي وكان يأتي متأخر ويزعجهم بإغلاق وصفق الأبواب ، لما يخرج لا يطفئ الأنوار في غرفته والحمام ما ينظفه ويأتي بالليل ويأكل ويترك الخبر وغيره ، غير منضبط غير نظيف غير كذا .. ، أشياء بسيطة لكنه أعطى صورة سيئة وحذرونا من استقبال طلاب سعوديين ، فانظر كيف نشر سمعة بلد كامل عن طريق شخص واحد، نحن لا نتكلم عن تعطي صورة عن سعوديين أو مصريين أو سودانيين أو سوريين نحن لا نتكلم عن بلد نحن نتكلم لا تعطي صورة سيئة عن الإسلام ، دع الناس عندما ينظرون إلى المسلم يشمون رائحة حلوة ، ينظرون إلى شكله والله معتني بمظهره طيب ، بعض الناس يكون في بعض البلدان وشكله مو مرتب بمظهر سيء يقول والله ما أحد يعرفني ، ليست القضية أحد يعرفك أو ما يعرفك ، أنت الآن سفير للمسلمين الناس ينظرون إليك كما جاء في الحديث : ينظرون إليك نظرة الطير إلى الحم , يدققون عليك .
سامي : أطال الله في عمرك على حسب ما سمعت عن بعض الزملاء الذين ذهبوا لإكمال دراستهم خارج المملكة ، واجهوا بعض الشباب السعوديين الذين نقلوا صورة سيئة عن الإسلام ، فكان هناك شاب سعودي بأحد الحانات ممن فقدوا الأمل بإتمام دراسته وكان معلق أكبر صليب بصدره ، ولما سألوه قال أنا أواكب العصر ، أنت تواكب العصر وما فكرت من أين أنت قادم وكيف أخذت الفرصة التي يتمناها ألاف الشباب ، وجالس تنقل صورة سيئة عن دينك وبلدك .
د . محمد العريفي : أحسنت وهذه مشكلة ، فنحن لا نتحدث فقط مع السعوديين فنحن نتحدث مع العالم فيكون كلامنا بشكل أوسع نتحدث مع مليار ونصف وليس خمسة وعشرين أو ثلاثين مليون ، لأن كل واحد منا مسؤول أن لا يؤتى الإسلام من قبله ، يا أخي يقولون أن معاوية رضي الله عنه أنه بينه وبين الروم عهد أن لا أقاتلكم ولا تقاتلوني .. لمدة كذا ، مثل الرسول لما أقام عهدا مع قريش عشر سنوات لا نقاتل بعض ، أقام معاوية معاهدة مع الروم ، يقولون فلما كاد العهد آن ينتهي مثلا خمس سنوات وفاضل منه أسبوعين ،فذهب معاوية وارتحل بالجيش بجانب حدود الروم منتظرا انتهاء الأسبوعين ليهجم ، إذا هجم انتهى العهد نحن متفقون على كذا وأنتم لم تستعدوا ، فلما عسكر و علم به عمرو ابن عبسة رضي الله عليه صحابي جليل ، أقبل على فرس وجعل يصرخ : الغدر الغدر ، الوفاء الوفاء الغدر الغدر ، الوفاء الوفاء حتى وصل معاوية و دخل عليه فقال معاوية لما تصرخ، قال لا تغدر ، قال والله لا أغدر أنا بحدود الإسلام ، ما دخلت بلادهم ولا قاتلتهم بوقت العهد أنا انتظر ينتهي العهد فأقاتلهم وأغزوهم ، فقال : لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من كان بينه وبين قوم عهد فلا يفاجئهم بقتال حتى ينذرهم ، ويقول يا ناس انتهى العهد الذي بيننا ، فما السر في ذلك كما قال رسول الله ، السبب ليس لأن النبي ضد الجهاد أو لا يريد الناس أن تجاهد لا، لكن ليس كل الناس بذلك البلد يعلمون أن العهد انتهى وليس كلهم سيتفقون معك أن العقد فعلا انتهى صح ونحن لم ننتبه ، احفظ سمعة الإسلام ، الإسلام رحيم بكم ، صحيح بينا وبينكم عهد وأنتم أعداء ونرغب بقتالكم ،لكن نحن رحيمون بكم و بيننا وبينكم رفق حتى يا أخي ترسل رسالة عن الإسلام مشرقة ليست سيئة .
عبد العزيز : المشكلة يا أبو عبد الرحمن إن بعض المسلمين في بلاد غير المسلمين ،إذا كان هناك خلافات فقهية أو عقدية يشهرونها عند غير المسلمين .
د . محمد العريفي : حسناً يا عبد العزيز أعطينا مثلا توضيحي .
عبد العزيز : يعني مثلا مسألة دخول رمضان ، يشهرون هذا عند غير المسلمين أن من عادة المسلمين يختلفون في دخول رمضان فيبدأ النصراني واليهودي أو الملحد يرى أن المسلمين دائما مختلفين والمراكز الإسلامية دائمة مختلفة أي ينشرون غسيلهم عند الآخرين .
أحمد : فيه نقطة اختلاف بيضاء إتماما لكلام عبد العزيز ، الآن هم ينظرون إلى الإسلام أنه متفرق سنة وشيعة ويقولون اتفقوا وبعدها نحن نصدق.
د . محمد العريفي : أحسنت وهذه مشكلة ، وجود الخلافات بالمناسبة هي ليست خاصة بالإسلام ، حتى النصارى عندهم خلافات عقدية بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت ، خلافات في العقيدة هل الاقاليم الثلاث ، سواء الله عيسى روح القدس أم الله ثم عيسى مع روح القدس ، أم الله وعيسى وروح القدس ، هذه مسالة في روح العقيدة بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت، وكانت بينهم حروب عندما كانوا متمسكين بنصرانيتهم ، أما هم الآن فأكثرهم أصلاً نصارى بالاسم ، فلو مسكت أحدهم وطلبت منه يعطيك سورة من الإنجيل ما يحفظ ، أو تسأله كيف تصلي وما يعرف ، ومتى أخر مرة دخلت الكنيسة يقول مند ولدت ما دخلتها ، وهدا أمر أصبح مشهورا عندهم أي عندهم خلافات ، ولأن المسلمين أكثرهم متمسكا بدينهم ومتحمس له ويرى انه على صواب ويقع بينهم خلافات ، فأقول لإخواني بالخارج وأرسلها رسالة لهم يعني يحاولون دائما أن يتفقون على شيء وأنا كنت اسأل كثيرا من قبلهم ما رأيك في الموضوع كيف نتفق وهؤلاء يصومون مع مصر وهؤلاء مع السعودية وهؤلاء مع المجلس الأوروبي و أولئك برؤية خاصة ، فكنت أقول لهم إذا اختلفتم فعودوا إلى البلد التي سماها الله أم القرى في قوله تعالى ، { لتنذر أم القرى ومن حولها }، أم القرى التي هي مكة والقرى كلها بنات لها والبنات يتبعن أمهم وهذا معروف يتبعن رأيها ومشورتها ، مادام الله سماها أم القرى{ لتنذر أم القرى ومن حولها } ، وانتم اختلفتم إذا اتبعوا أم القرى مكة يصومون اليوم إذا صوموا معهم ، المهم أن لا يظهر هذا الخلاف ، أو مثلا يبدأ بعضهم يسب بعضهم في المنابر.
سامي : طيب يا أبو عبد الرحمن الآن في عكس صورة الإسلام عند الآخرين غير المسلمين ، هل من الأولوية أترك فرضيات مثل أمور جاء بها الإسلام كالجهاد وغيره أشياء فرضها الإسلام لمحاربة الكفار هل الأولوية أترك هذه الأشياء كي أعكس صورة جميلة كي يهتدي بها اُناس و لا أشوه الإسلام ، أم ابدأ بها واشوه صورة الإسلام عند ملايين ليهتدي عدد قليل.
د . محمد العريفي : أحسنت ، بعض الأشياء يحتاج الإنسان إلى وقت كي يستوعبها مثلا حكمة الإسلام في مسألة إباحة الإسلام للرق ، فلو وقعت معركة بين المسلمين والكفار وناس من الكفار خرجوا للقتال وتقاتلنا والمسلمين أسروا بعض الكفار فما نفعل بهم هل نسجنه طيلة حياته نتركه يعود لبلده وغدا يعود ليحاربك ، نقتله ، ما في حل! ماذا نفعل به ! إلا أنه يصبح رقيق، عبد مملوك لك لكن تكرمه وتطعمه وتسقيه وتسكنه وتعامله تعاملا حسن، أحيانا شرح هذا المفهوم للمسلم الجديد لا يستوعبه وبالتالي يأخذ نظرة سيئة عن الإسلام، فيقول الإسلام أباح الرق، الإسلام أباح تعدد الزوجات، الإسلام يحرم.... فنأخر هذه المسائل لوقت آخر , فمثلا امرأة جاءت وأسلمت فلا تقول لها زوجك نصراني ؟ بما أنك أسلمتِ وزوجك نصراني نفرق بينكم ، مع أن المسالة فيها خلافات كثيرة هل يفرق بينهم مباشرة أو بعد انتهاء العدة ، ابن القيم ذكر في أحكامه إن في المسالة تسعة أقوال فرجح بعضها ، فأحيانا بعض الأمور التي لا يستطيع استيعابها لا تذكرها كي لا تترك صورة عنده سيئة عن الإسلام إلى أن يتمكن الإيمان من قلبه ويكون عنده طواعية للدين واستجابة له بعد ذلك تأتي بهدوء وتقول له المسألة كذا وكذا .
أنا قابلت بعض الأشخاص عندهم صورة سيئة عن الإسلام، بسبب تعامل أنهم اشتغلوا عمال عند بغد المسلمين فلبيني أو هندوسي، ويؤخرون راتبه أو ما يعطونه مدة تسعة أشهر بالأخير يقولون له نعطيك حق ستة اشهر وتسافر أو تقعد تتابعنا بالمحاكم ، بالله أي نظرة سيعود بها عن الإسلام و المسلمين ، هل تصدق يقول لي الإخوة بمكتب الدعوة ، ولله الحمد بالرياض الآن الإحصائيات تقول أنه خلال كل نصف ساعة يدخل شخص جديد للإسلام ، ويقولون أن 30 بالمائة من هؤلاء من اسلموا ، اسلموا بسبب حسن تعامل مكفوليهم أما عامل أو سائق أو خادم .....
أحمد: بالنسبة للتفقه في الدين ,مثلا شخص أجنبي أو امرأة كبيرة في السن عندما كنت خارج البلاد سألوني عن الإسلام! عن تعدد الزوجات! عن الختان! كيف أفيدهم ؟! بالمعلومات التي تكون غائبة عني .
د . محمد العريفي : طبعا في مثل هذه الحالة يجب أن تهيئه لقبول الكلام ، مثلا شخص مات أبوه لا تقل له مباشرة أبوك مات، أكيد سيموت ، قل له تعرف الحياة والموت ولا احد مستمر بالحياة والواحد سبحان الله يموت صغير قليلاً قليلاً إلى أن تخبره بالخبر ، فكذلك هؤلاء إذا علمت أن أشياء تسبب له مشكله مثلا الختان ، فمن البداية هيئه فالإسلام يشرع بعض الأشياء لمصلحة الإنسان وليست في مضرته والله ليس بيننا وبينه عداوة فيقول اقطعوا منكم كذا أول ما تولدون أو عددوا الزوجات ، إنما الله سبحانه وتعالى يريد بنا الرحمة ، وبالتالي شرع الله كذا وكذا ، وهذه رحمه ، في بعض القبائل قبل أيام كنا في تنزانيا أنا وعبد العزيز وبعض الشباب فكان ملك قبائل الماساي يتزوج 15 , فالمقصود أنه يتمنى أحياناً يقول لا أرجع إلى الإسلام أربع نساء أفضل من خمسة عشر , فهذه الأشياء تحتاج أحيانا إلى نوع من التهيئة حتى يتقبلها .
أحمد : الآن في ظل التطورات الجديدة الآن تجد من بأمريكا يعرف عن الإسلام من خلال المواقع أو الانترنت ، إذن كيف أنا اقدر أوصل الرسالة ؟
د . محمد العريفي : جميل أنك أثرت النقطة ، أول شيء لا تتكلم عن شيء عن الإسلام إلا وأنت متأكد من صحة المعلومة ، لا تبدأ تضح أحاديث ومعلومات كلها خطأ، الأمر الثاني تعامل الإنسان خاصة بالغرف الصوتية البالتوك أو غيره يحرص الإنسان أنه يحفظ الأخلاق الإسلامية في تعامله في دعوته في مقابلة السيئة بالحسنة بحيث يعطي صورة حسنة عن الإسلام ، الإخوة المقيمين بالخارج المقيمين الآن عدد المسلمين المقيمين بالخارج من العرب لا أقول مسلمين عامة بل من العرب يصل عددهم أكثر من خمسين مليون عدد كبير جدا من المسلمين المقيمين بالخارج كثير منهم عرب وغير العرب مثل الأتراك والصوماليين والبسناويين والعراقيين وغيرهم ، المقصود أنهم يمثلون قوة عندهم في البلد حتى أن عدد من الرؤساء يحاولون كسبهم حتى يكسبون أصواتهم في الانتخابات ، فهؤلاء مطالبون في تعاملهم بالمال يعطون صورة طيبة عن الإسلام ، لا يتحدث الناس أن المسلمين يسرقون ، في مظاهرهم يعطون صورة طيبة عن الإسلام ، لا يتحدث الناس أن المسلمين متبذرين في ملابسهم أو غير نظيفين ، في روائحهم لا يتحدث الناس بأن المسلمين سيئو الرائحة ، في وظائفهم يعطون صورة طيبة عن الإسلام ، لا يتحدث الناس أن المسلمين مفرطين في وظائفهم ، في دراستهم يعطون صورة طيبة عن الإسلام ، لا يتحدث الناس أن المسلمين أغبياء في الدراسة أريدك يا أخي الأول بالدراسة ، والأول بانضباطك وتحضر الأول بالدوام وتخرج على الوقت وتعاملهم بشكل جيد ، وهذا بالعكس يا جماعة كل هذا يبعث لهم رسائل تجعلهم يبحثون في الإسلام أحيانا من دون أن تدري أنت لذلك حتى الشعائر الواجبة أن تقام في أوقاتها مثل الصلاة ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( جعلت الأرض لي مسجدا وطهورا ، فايمنا رجل أدركته الصلاة فليصلي ) فأنا عندما أصلي في المطعم أو المقهى أو الطائرة أو غيره أنا في الحقيقة أرسل رسالة للناس أنه في دين اسمه الإسلام ،أنت من تراني أقوم بهذه الحركات ترى هذه ليست حركات رياضية بل هذه حركات دين ، إذا أنت متعجب من هذه الحركات اذهب وابحث عنها ، هذه السمعة التي أنت ترسلها رسائل من غير ما تشعر ربما دخل أقوام للإسلام بسببك .
أحمد : أنا أريدك ترسل رسالة عندما يمر بك موقف سيء عن الإسلام ، ربما غدا يقولون العريفي يحسن صورة الإسلام ، فالبعض الآن يخلط بين العادات والتقاليد والأمور الشخصية الفردية وأن الإسلام يأمرهم بهذا الشيء ، ويقولون العريفي يحسن الصورة وهي أصلا سيئة .
د . محمد العريفي : أحسنت ، صحيح أنا سأتكلم عن نقطتين بناء عن كلامك ، الأولى : أقول لكل من يتكلم عن الإسلام وأطالبه أن لا يتكلم عن الإسلام بناء على تعاملات أهله ، فإذا تريد تعرف ما الإسلام ، اذهب إلى أمهات الكتب وأصول الإسلام وتعاملات الناس الملتزمون بالإسلام ، ولا تنظر إلى تعاملات عامة الناس الذين ربما هم جهلة ، فبعض الناس يقوم ببعض الشعائر التي ليست من الإسلام و يظن أنها من الإسلام ، أعطيك مثال قبل فترة سُئلت عن شخص رأى في منامه أنه يذبح ولده ، ولما أصبح قال لولده إني أرى أني أذبحك فانظر ما ذا ترى والولد صغير وأخذه وذبحه ، فلما سُئل عن ذلك وأنكر عليه فقال هذا نص القران إبراهيم عليه السلام رأى في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل ، قال فلما اسلم وتله للجبين ففداه الله بكبش ، أنا الله ما فدا ابني بكبش ، يا أخي هل أنت نبي أو رأياك وحي اسأل علماء وهذه واقعة في أحد البلدان سُئلت عنها ، من أين نغطي هذه السوءة ، أو بعض الناس اللي يتعاملون مع زوجاتهم بشكل سيء بعض العرب أو بعض المسلمين المقيمين في الخارج ويضرب زوجته وأبنائه وجيرانه من غير المسلمين يسمعون وتبدأ النساء تقول الحمد لله أننا لم نتزوج مسلما لأن المسلم يضرب زوجته ، لا يا أخي لا يؤتى الإسلام من قبلك .
هذا الموضوع يا جماعة مهم في الحقيقة أن الإنسان يحاول دائما أن يعطي صورة طيبة عن الإسلام في كل تعاملاته حتى على الأقل يؤاخذك الله يوم القيامة على خطأ وقعت فيه
اسأل الله أن يجعلنا جميعا بإذن الله ممن يدعون إلى الإسلام بأفعالهم وأقوالهم ، الله يجازيكم خير يا شباب
أنتم أيضا أيها الأحبة أشكر لكم إنصاتكم ، واسأل الله أن نكون بإذن الله استطعنا أن نوصل الرسالة لكم بصورة واضحة إليكم ، وأنا واثق من قدراتكم وثقافتكم بإذن الله تعالى ، وأن الذين يشاهدون هذا البرنامج هم من المميزين والمميزات الذين بإذن الله يعطون صورة مميزة عن الإسلام
والى لقاء أخر من برنامجنا مسافرون
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .