السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يزال كلامنا أيها الأحبة الكرام حول العمل التطوعي ، { فمن تطوع خيرا فهو خير له } ،بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل هذا العمل التطوعي وحث عليه وقام هو عليه الصلاة والسلام بنفسه أيضاً بعدد من الأعمال التي يرجوا منها وجه الله تعالى والدار الآخرة فهي أعمال تطوعية لم تكن واجبة أصلا عليه.
ذكرنا في الحلقة الماضية أنواعاً من أنواع العمل التطوعي، كيف يستطيع الإنسان أن يبذل في المجتمع؟،من الذي يخدم الأخر أكثر؟ هل أنا اخدم المجتمع ؟أم المجتمع يخدمني؟،من الذي يستعمل الأخر أكثر؟ هل أنا استعمل الناس؟ أم هم يستعملونني؟ من الذي يقدم أكثر من الأخر؟ ، ذكرنا عددا من المجالات ،تكلمنا عن العمل التطوعي في المجال التعليمي في المجال الخيري في المجال الإغاثي في المجال العلمي في المجال الإصلاحي ، ذكرنا أعدادا كبيرة بما نحن بصدد الحديث عنه بإذن الله اليوم لا يزال الكلام حول أنواع من العمل التطوعي ببرنامجكم مسافرون فمرحبا بكم ويسعدني تواصلكم معنا وبقائكم معنا أمر سار بلا شك فأهلا وسهلا بكم .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، طبعا نحن كنا قدمنا في الحلقة الماضية مقدمات عامة حول العمل التطوعي وذكرنا كيف أن الإنسان إذا ميزه الله سبحانه وتعالى بشيء من القدرات فالأصل أن يستثمرها قدر المستطاع في خدمة ونفع الناس كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان عنده فضل مال فليجد به على من لا مال له ،ومن كان عنده فضل ظهر ..) أي دابة لا يحتاجها فليعطيها لمن يحتاجها ليسافر عليها (.. فليجد به على من لا ظهر له ) . وذكرنا شيئاً من ذلك وكيف أنه ربما كان السبب لدخول الإنسان الجنة عمل تطوعي واحد قام به وقوله صلى الله عليه وسلم : ( رأيت رجلا يتقلب في الجنة بغصن شوك أزاحه عن طريق المسلمين ، وامرأة بغي من بني إسرائيل غفر الله تعالى لها لما أسقت كلبا،و امرأة دخلت النار لما حبست هرة )،فالمقصود أن العمل التطوعي سواء كان للإنسان أو حيوان أو كان اغاثيا أو تعليميا على أي سبيل الإنسان بإذن الله يؤجر عليه.
جاء رجل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وسأله عن أبواب الخير فقال عليه الصلاة والسلام ( على كل مسلم صدقة ) فقال الصحابة عليهم السلام يا رسول الله فمن لم يجد مال ليتصدق , لم يجد مال ليعمل عمل تطوعي فقال صلى الله عليه واله وسلم ( يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق ) إذا لم يكن عندك مال أعمل واشتغل أذهب واحتطب ثم قم ببيع هذا الحطب أو خيّط ثياباَ وبِعها يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق , فقالوا يا رسول الله وإن لم يجد فقال( يعين ذا الحاجة الملهوف ) واحد مسكين قال لك بسرعة ساعدني لدي في منزلي حريق فذهبت وساعدته , ومثلاً قال بسرعة ممكن تساعدني لدي ضيوف ولم استطع طبخ الطعام لا يوجد عندي حطب أعطني من حطبك أو تعال معي وساعدني لنحتطب تعين ذا الحاجة الملهوف , قالوا فإن لم يجد قال : ( فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها صدقة منه على نفسه ) رواه البخاري ، إذا أنت لا تقدر على عمل معروف على الأقل لا تعمل معروفاً كفّ خيرك وشرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك , ويقول صلى الله عليه وسلم (صنائع المعروف تقي مصارع السوء ) ، مصرع السوء إن الإنسان يموت ميتة سيئة يموت أعوذ بالله وهو سكران أو على فجور أو بمخدرات أو كذا ....،فلكي تكون ميتة الإنسان حسنة فليكثر من صنائع المعروف يقول صنائع المعروف تقي مصارع السوء ،وقال صلى الله عليه وسلم ( و صدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر ) ، لاحظوا كلها هذه أعمال تطوعية يحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم،الأنبياء كان عندهم تطوع كما ذكرنا سابقا موسى عليه السلام لما سقى للمرأتين فكافئه الله تعالى ، الخضر لما أقام جدارا للفقراء ونحو ذلك كانوا يقومون بمثل هذه الأعمال التطوعية ، والنبي صلى الله عليه الصلاة والسلام كان له أعمال تطوعية كثيرة ، والصحابة كانوا أيضا كذلك ، كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يحفظ الصحابة القران وكان هناك 70 من الصحابة يسمون بالقّراء يجلسون بالمسجد وكانوا هؤلاء القّراء يحتطبون بالنهار ويبيعون وينفقون على أنفسهم ويتصدقون على بيوت الفقراء بالمدينة من أرامل ومن مات أهلهم بالمعارك كأحد وبدر وغيرها وبقوا أيتام , امرأة كبيرة في السن ليس عندها أولاد ينفقون عليها ، فكانوا هؤلاء القّراء يشتغلون بالنهار ولم يقعدوا بالمسجد وقالوا نحن نحفظ القران وكثر الله خيري بل يشتغلون ويحتطبون بالنهار ويبيعونه ثم يأخذون هذا المال ويتصدقون منه وينفقون على أنفسهم وإذا جاء الليل كبروا وصلوا فانظر إلى العمل التطوعي جمعوا ما بين الصلاة و ما بين غيره .
بل ذكروا في التاريخ عام 488 ﮬ الوزير محمد بن الحسين الروذبالي هذا الرجل كان وزيرا عند المقتدي بالله فأقاله المقتدي بالله وهو وزير وعنده قصر وخدم فقال له لا تشتغل عندي اذهب ، فذهب وجاور المسجد النبوي مسجد النبي عليه الصلاة والسلام وهو وزير ويقولون كان في وقت فراغه يكنس المسجد ويفرش الحصر إذا جاء وقت الصلاة يأخذ الحصر ويفرشها وإذا جاء الليل يسرج المصابيح حتى مات وهو على هذا الحال وهو وزير ، فانظروا كيف التقاعد نفعه عكس من يتقاعدون وتسود الدنيا بوجهه ،ويبدأ بالمشاكل والتدقيق بكل شيء يبدأ يفتح الثلاجة و لماذا الخبر ما عملتوه ولماذا .. ويدقق على أولاده ولماذا اللمبات مفتوحة ولماذا المكيف مفتوح وطبعاً من حقه أن يسأل لكن القضية الفراغ الذي عنده وكونه كان مشغولاً ويشعر بأهميته سابقاً ثم الآن ذهبت تللك الأهمية من ناحية الوظيفة فلماذا لا تشغل نفسك هذا الرجل كان وزير لكن انظر إليه كان يذهب ويعمل يكنس المسجد ويوزع الحصر , أقول لو أن بعض هؤلاء المتقاعدين أصبح من المتصدقين في المسجد الحرام وممن يفرشون السفر لإطعام الصائمين يومياً ويأتي بالتمر ويوزعه ويخدمهم بنفسه والله سيشعر بسعادة لا يشعر بها ربما غيره الذين لا يقومون بمثل هذا العمل هذا أيضاً عمل تطوعي ، من الأعمال التطوعية العناية بالمطلقات والأيتام كم نعرف من الأيتام الذين لا يلتفت إليهم أحد ، العناية بدعوة غير المسلمين للإسلام ، كفالة عوائل المساجين كم من شخص مسجون بسبب دين وإلا بغيره ومع ذلك من يكفل عائلته ومن يقوم عليهم , هاه يا ناصر .
ناصر : تتحدث عن التطوع وعندما تساعد بعض العوائل فإنهم يقولو أكيد هذا وقف لأجل أن يعاكس أو أكيد أنه لا يعمل لوجه الله ..
د . محمد العريفي : طبعاً ناصر العمل الذي تقوم به لابد أن يتناسب معك يعني مثلا أنت شباب وتقول هناك عائلة من امرأة ولها بنتان عمرهما 17 و 18سنة وأبوهما بالسجن و آنا أتولى الإنفاق عليهم لم تجد إلا هذه العائلة ؟ فلما لا تنفق على عجوز وشايب فلابد أن يتناسب العمل معك ، أو رجل عمره 50 سنة يريد زوجة ثانية فيقول أنه سمع واحدة مطلقة وعمرها 20 سنة وعندها بنت وقال هذه أولى من غيرها وأنا سأنفق عليها , يجب أن تقوم بعمل تطوعي مناسب لك مثلا الإنفاق على عمال ، كنس المسجد ...
أحمد : حضرت قبل فترة معرض اسمه معرض فديكس بالرياض للشباب الناجحين في حياتهم وكان به عدد من الشباب المتطوعين وكان فيه مجموعات كثيرة وألان الرياض وجدة تزخر بالشباب المتطوعين وألاحظ من سنة لأخرى مستويات نجاحهم تزداد وهم لا يملكون ريالا واحدا وكلها عن طريق التعاون والتطوع ومساعدة الأسر الفقيرة .
د . محمد العريفي : بلا شك يا أحمد المسالة لا تعتمد على وجود مال عندك ، والمسالة تعتمد على أنك تحمل الهم وتقدر تجتهد وتكون أمين فيه فهم بذلك يفيدهم .
فيصل: يا شيخ قبل قليل ذكرت المتقاعدين مثلا لو كل شخص له جاه وله موقع بالمجتمع يفتح بيته ويستقبل الناس ويشفع لهم ويعمل معهم خير.
د . محمد العريفي : أحسنت ،هذا أيضا عمل تطوعي نافع ،أهم شيء العمل التطوعي الذي تقوم به يكون متناسبا معك ومع ميولك ، ولا يقول أحدهم مثلا أقوم بتحفيظ القران نقول هذا بلا شك عمل مشرف لكن هل تقدر تجلس ساعتين بالمسجد يومياً و لديك 20 طفل تحفظهم؟ يقول: والله ما أتحمل إخواني بالبيت ، إذا هذا عمل غير مناسب لك، إذا ما تحب؟ قال الدوران بالشوارع ،إذا لماذا لا تتوجه لجمعية خيرية وتأخذ الأكل وتوزعه على الفقراء أهم شيء العمل التطوعي اللي تقوم به يكون مناسب معك , هاه يا ناصر .
ناصر: وفي مسألة التطوع وبذل الجهد والاحتساب قد تجد شخصا تتطوع وتساعده فتجد منه بذل السب والإهانة واللوم بدلاً من الشكر .
د . محمد العريفي : نضرتك سوداوية يا ناصر ،وليس دائما لكن لو أظهرت الجزء السلبي بهذه الطريقة ، أكيد المستمعين سيقولون بأنفسهم شكلنا سيكون غير مناسب واجلس ببيتك واكفي خيرك وشرك ، وقليل من الناس من تعمل له عمل تطوعي ويقول الله لا يجزيك خير الله لا يكثر خيرك الله لا .. , قليل من يفعل ذلك من الناس ، خصوصا إذا قمت به بالشكل المناسب ،
ناصر : لكن لا يكون العمل متقن 100% لابد من أن فيه هفوات .
د . محمد العريفي : ما على المحسنين من سبيل , إذا أنت محسن
فيصل : يا شيخ بالنسبة لمداخلة ناصر اصنع المعروف وأرميه في البحر لا تريد الأجر إلا من الله
د . محمد العريفي : أحسنت , لا ترجو من ورائه شيء لا ترجو أن يشكرونك ، ولابد بالأعمال التطوعية لابد آن تشعر من يعملون معك بالمكافئة ، مثلا عندما يكون عندي تفطير صائم بالمسجد في رمضان وكان هناك شباب أمثالكم حريصين وقالوا يا شيخ بدل ما تستأجر عمال وتعطيهم مال نحن نريد الأجر ونقوم بفرش الفرش ونفك كراتين العصير ونوزع الصحون ونضع الطعام ،نحن نشتغل معك ، وهؤلاء من اشتغلوا معك لوجه الله لابد آن يشكروا وجميل بأخر ليلة برمضان أعمل بعد صلاة التراويح حفل بسيط ، نسلمهم دروع ،أكرمهم أمام الناس والدعاء لهم الله لا يحرمهم الأجر والله يبارك في أنفسهم ولم يقصروا والقول للمحسن أحسنت يدفعه إلى أن يعمل عمل تطوعي أكثر وتحفزه ومن طبيعة الإنسان يحتاج إلى مثل هذا .
والعمل التطوعي له فائدة في حياتك إضافة الأجر المترتب عن العمل التطوعي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ) ،أنا عندما أكون في حاجة الفقير أو المريض أو حاجة المسكين ،أنا أيضا إذا افتقرت أو مرضت كان الله تعالى في حاجتي فيقضي عني .
ومن أهم وأعظم فوائد الأعمال التطوعية زيادة الخبرات بالحياة : مثلا أنا جئت وقمت بعمل تطوعي في التوفيق بين زكوات الأغنياء وأدلهم على بيوت الفقراء ،ستزداد خبراتي في أمور الزكاة وتزداد علاقاتي حيث أصبحت أعرف مدير الشركة الفلانية وأصبحت أعرف التاجر الفلاني ومدير الجمعية الخيرية الفلانية وإمام المسجد الفلاني وجوالي ملئ بأرقام هؤلاء و طبيب بالمستشفى لأنه يقول لو تعرف أحد ما يقدر يدفع ويحتاج إلى علاج أنا أداويه ، وأعرف صاحب صيدلية كذا ، ونسأل كيف تعرفت عليه يقول في مرة من المرات كان عندنا مشروع خيري للمرضى الفقراء وقابلته وأقنعته بالمساعدةفكّون علاقات , و تكوين العلاقات هو باب من أبواب الرزق لا يقارنه باب آخر .
وأيضاً تطوير من أسلوبك وخبراتك وكذلك إشغال وقت الفراغ ،
شعور الشخص بقيمته ، أحس أني مهم بالمجتمع وجوالي يرن معك مدير المستشفى الفلاني الفقراء الدين جئتم بهم اثنان ناقصة أوراقهم فتحس أنك مهم ، أو سيدة اتصلت تقول نحن العائلة التي انتم متعودون على إعطائها أرز من الجمعية الخيرية وبالأمس لم يحضروا لنا فتحس أنك مهم ،مما يشعرك بأنك مهم فهذه العائلة تحتاجني ومدير المستشفى يتصل بي ومدير الشرطة اتصل علي , أحس بقيمتي بالحياة عكس لو فقط رسائل زوجتك هات خبز وحليب , يا أخي أي أهمية هذه لما أرى الجوال إلا والله يوجد رسائل فتشعر أنك مهم في الحياة هذه ترى لها لذة , هاه يا أحمد .
أحمد : الفترة القادمة الآن بالسعودية والعالم العربي راح تشهد فترة المتطوعين الشباب ولكن مشكلتهم أحيانا العشوائية وثانيا إهمال الجهات الحكومية وعدم التعاون معهم ،والشباب يسعون للتطور ، فمن جهة نشهد التطور وفي نفس الوقت إهمال من الجهات الحكومية.
د . محمد العريفي : أحسنت ،بل هل تصدق على ذكر الجهات الحكومية في أمريكا النظام عندهم إن الذي يتطوع بجمعية خيرية تُسقط عنه الضريبة التي تفرض على الإنسان براتبه فاذا أنت تشتغل بجمعية خيرية فالدولة لا تسحب 10 بالمائة تبع الضريبة ، وعندهم بأمريكا يفرض 5 بالمائة من أرباح الشركات لفائدة الجمعيات الخيرية .
أحمد : مثل الزكاة عندنا .
د . محمد العريفي: عندنا 2.5 بالمائة ويطلعها بالقوة ،
أحمد : هناك فرضياً
د . محمد العريفي: فرضياً , هل تصدق لو أن تجار العرب ليس المسلمين العرب دفعوا زكواتهم سيكون عندنا 100 مليار دولار أي ميزانية عدة دول ،في أمريكا 5 بالمائة للجمعيات الخيرية، لذلك تجد سبحان الله العمل التطوعي والخيري عندهم بشكل واسع ، عندنا بالبلدان الإسلامية بعد أحداث 11 سبتمبر ،لو تجمع تبرع لفقراء أو مساكين أو طباعة أو توزيع مصاحف أو بناء مساجد وشراء فرش المساجد ،تقبض عليك المباحث وتوقف حساباتك وتدخل في مسائلات، وهناك يجمعوا كيفما شاءوا ، تخيل لو أديت بكم صلاة الجمعة ببريطانيا وبعد الصلاة الجمعيات الخيرية ماسكة كراتين والناس تتبرع لهم بالفلوس ولا احد يكلمهم لأنهم جمعيات مرخص لهم ،عندنا لو تأتي عند تاجر نريد شراء مصاحف باللغة السواحلية ونرسلها لكينيا وتنزانييا ونجيريا ، نرجوك آن تعطينا 1000 أو 2000 قال والله حساباتي مراقبة ويمسكوني وغيره وكل هذا بضغط من أمريكا ومن غيرها مع الآسف ، أوقف عدد كبير من الجمعيات الخيرية لذلك، بينما إذا جئت إلى ما يبدلونه هم لأجل العمل الخيري الذي أول شيء يعطي الوجاهة للبلد عندهم لان كل المساعدات عليها شعار usaو علم أمريكا إضافة إلى أنهم يعطونه الخبز بيد والإنجيل بيد أخرى والمقصود أنهم يشجعونه ثم يحاربون الجمعيات الخيرية مع الأسف ، لذلك أنا أقول يجب على كل مسؤول متولي على شيء أن يشجع الشباب الدين عندهم أعمال تطوعية .شباب وفتيات إذا هم بالضوابط الشرعية شجعهم على مثل هذا واجعلهم يتعودون على ذلك , هاه يا ناصر .
ناصر: أكبر دليل وشاهد أحداث جدة والرياض الذي به شباب متطوعون.
أحمد :هناك الحج أيضا، حيث إن وزارة التعليم العالي ووزارة التنمية ووزارة التربية التعليم والكشافة والجوالة حيث يأخذون متطوعين بأجر رمزي لا يصل قيمة العمل حيث يرافقون الحجاج لمدة أسبوع بمنى وعرفة ووقت الصعود يرتبون الناس ويوجهون التائهين و يأخذونهم للهلال الأحمر .
د . محمد العريفي : بلا شك الذي يتيسر له العمل التطوعي . وهل تصدق بالصين يصل عدد المتطوعين 80 مليون أي 7 بالمائة من السكان أي حوالي عدد سكان السعودية أربع مرات هذا عدد المسجلين بالجمعيات الخيرية بعضهم يشتغل دائماَ ،فسبحان الله كيف هم تعاملهم مع العمل التطوعي بشكل منقطع النظير ، وعندهم أي كارثة تقع سواء فيضانات أو سيول أو مجاعة أو أي أمر فقط أرسل رسائل التجمع في مكان ما ونحتاج إلى عمل تطوعي ويأتون ويتطوعون ويعملون والدولة تشجعهم ولا تحارب ، وبالمناسبة يا جماعة العمل التطوعي من أقوى الأسباب التي تزيل الشعور بالاكتئاب لدلك حتى الأطباء يساعدونه في التمشي مع اكتئابه يحاولون أن يربطون المكتئب بأي عمل تطوعي لمساعدته ليشعر أنه مع الناس وقدم وفعل شيء ،لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر : ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك قال : نعم يا رسول الله ،قال ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الإمام احمد ، لاحظ عمل تطوعي يؤثر في قلبك وتدرك حاجتك ،أنا من حاجتي أني أتزوج ، من حاجتي ابني بيت ،من حاجتي أني أسدد ديني ، إذا أردت أن يلين قلبك وتشعر براحة وطمأنينة وتدرك حاجتك أفعل مثل هذا الفعل هذا بلا شك عمل تطوعي ، طبعا كل السلف كان لهم أعمال تطوعية بشكل كبير ،عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه , عثمان ، قال رسول الله من يشتري بئر روم هو رفيقي بالجنة فقال عبد الرحمن بن عوف أنا يا رسول الله وذهب و اشتراه حتى يكون وقفا بعد ما كان ملكا لشخص يدفع الناس مقابل للشرب منه،طلحة بن عبيد الله عندما نزل قوله تعالى { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } ، قال طلحة يا رسول الله إن أحب مالي إلي بير حاء ، وهي مزرعة مقابلة للمسجد النبوي ، يا رسول الله وأنا أتبرع بها لله ، وصار الناس يأتون ويشربون الماء مجانا ويدخلون المزرعة و يأكلون الثمر مجاناً وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إني أرى أن تجعلها في الأقربين ) أي تعطيها الأقربين ،هذا الشعور بأنه لازم أن يكون لي عمل تطوعي عملته لازم كل واحد يشعر به ،التجار الآن والوجهاء ما هو العمل التطوعي الذي تنفع به الناس .
أحمد : هل يجوز اخذ عن التطوع مادة مبلغ أو عندها ما يسمى تطوع.
د . محمد العريفي :إذا كنت تأخذ مقابل موازي للعمل الذي تقوم به فما هو تطوع ، افرض يا أحمد إنك متخرج من الجامعة وقلت أنا اعمل عمل تطوعي لأبناء الفقراء أيام الامتحانات حيث لا يستطيعون الإتيان بمدرس بـ 50 أو 100 ريال وأنت تقدم الدرس بـ 10 ريال ،هذا عمل تطوع لأنك لم تأخذ كما يأخذ غيرك ولو قلت لا أريد شيء أعملها لوجه الله فهذا عمل تطوعي خالص وتؤجر عليه.
ناصر :أي عمل تطوعي ويكون به مبلغ رمزي يسمى عمل تطوعي .
د . محمد العريفي : سواء صدقة أو غير صدقة ، أنا لا أتحدث عن المال ، أي شيء تعليمي ، أنا كنت بمنطقة جيزان قبل فترة فحدثني أحد طلاب الشيخ عبد الله القرعاوي الذي كان داعية بمنطقة جيزان رحمه الله وحدثني شيخ في السبعينات أو الثمانينات، وقال : يا شيخ نحن كنا رعاة غنم وكنا نجتمع عند بئر أخر النهار نأخذ ماء ونعود إلى بيوتنا ، فنحن كل واحد راكب على حمار وكل حمار به قربتين يمين وشمال ، فيأتي شخص مسؤول عن البئر يأخذ الدواب ويرتبها ويعبأ القِرب ونعطيه مقابل ونبدأ بالحديث ، فجاء الشيخ عبد الله القرعاوي عندما رأى أننا عشرة أو خمسة عشر شخصا ، وقال ألا تحفظون الفاتحة فقلنا لا يا شيخ قال تعالوا أحفظكم الفاتحة ، فلم نهتم أو نلتفت إليه ، وفي اليوم التالي جاء ومعه فراش وصحن وكيس وفرش الفراش ووضع الصحن فإذا الكيس فيه تمر وألقي التمر بالصحن وقال تعالوا تأكلوا تمرا وتتعلموا الفاتحة وتردد عليهم ثلاثة أيام إلى أن حفظوا الفاتحة جميعهم عمل تطوعي ، يعني ابتكارك أعمال تطوعية تؤجر عليه
أيضا امرأة عجوز في إحدى القرى لاحظت أن النساء العجائز في حيهم صباحا لهم وقت فراغ فأصبحت كل يوم تعزمهم ،فإذا تجمعوا عندها شغلت لهم شريط نصف ساعة وإذا انتهى الشريط، تقول لهم الان تحدثوا وافطروا ، وتعلمت النساء تعرف كيف تصلي وأحكام الطهارة وأصبحن النساء أعلم من أزواجهم بهذا الدرس اليومي ،جائتني قبل كم يوم رسالة من فتاة تقول : نحن بإحدى القرى النائية عن الرياض وظننت انك بالمسجد عندنا ، فإذا هو إمام المسجد جزاه الله خير ،بين المغرب والعشاء شغل شريط محاضرة للعريفي ، ووضعها عند المكروفون ، والناس حول المسجد فتحوا النوافذ والنساء جلسوا بالغرف يستمعن ظنا منهم انك بالمسجد تلقي محاضرة ، فإذا هو إمام المسجد جزاه الله خير كان همه إشغال الناس بالخير وكان همه استغلال المنارة بالخير ليستمع الناس من خلالها ، وقالت استفدنا فائدة عظيمة والهدوء الذي كان قاتلا لم نشعر به يومها ، ومن يريد أن يعمل العمل التطوعي بلا شك يؤجر ، أبو سعيد الصيرافي المتوفي 368 ﮬ ، لبث أزيد من عشرين سنة يقضي حاجة الناس ،يقول أصلح بين الناس بالمجان .
فانا أعني بهذا يا شباب ختاما كل واحد يبحث و يسال نفسه : ما العمل التطوعي الذي قمت أنا به ، سواء اغاثي أو تعليمي أو نفعي أو شفاعة أو نحو دلك حتى لا تعيش هكذا فارغا ما لك أي تأثير بالحياة ، جزاكم الله خير ، وأنتم أيضا أيها الأحبة الكرام اسأل الله أن يجزاكم خير الجزاء على حسن إنصاتكم
إلى لقاء آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .