السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بكم ومرحبا مع علمني التاريخ، هذا الأستاذ العظيم الذي حثنا القرآن الكريم على التعلم منه: {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }، { أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ } وغيرها من الآيات { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} النظر في قصص السابقين نستنتج منه الدروس، والمعاني فتتحول منه لقوانين.. نفهم منها أسباب النصر، ونفهم منها أسباب الهزيمة.. فنتجنب أسباب الهزيمة، ونتمسك بأسباب النصر فننتصر.. كما انتصر المنتصرون من قبل، ونبتعد عن الأسباب التي أدت إلى انهيار الدول، والجماعات، والأمم، وقد حصرت، وأنا أختار هذه الدروس أن يكون فيها تنويع..
فمنها حديث عن سقوط بعض الدول العظيمة.. حدثتكم عن سقوط الأندلس.. حدثتكم عن سقوط الخلافة العباسية في بغداد، واخترت منها كذلك الحديث عن ثورات.. حدثتكم عن المقاومة المسلحة للاحتلال الأسباني عندما سيطروا على أسبانيا.. فكان الموسكيين المسلمين الذين عاشوا في الأندلس بعد سقوط الأندلس كيف واجهوا محاولات طمس الهوية، وإلغاء الدين؟
وكيف ثاروا، وحققوا ثورة عظيمة تسمى ثورة جبال البشرات؟
حدثتكم عن هذه الثورة.. كيف انتصرت؟ وكيف انهزمت؟
واليوم حديثنا مستمر حول ثورة الحسين -عليه السلام- ثورة الحسين نوع آخر من الثورات.. هي ليست ثورة بسبب أن هناك احتلال أو أن هناك ظلم شخصي وقع على الحسين.. حاشاه.. هي ثورة لأجل الأمة.. هي ثورة لأجل المبادئ.. ثورة لأجل الدين.. هكذا ثار الحسين.
حدثتكم كيف أنهم في حكم معاوية كان الأمر مستقر، والكل قد بايع بما فيهم الحسين.. لكن عند الأيام الأخيرة من حكم معاوية (رضي الله عنه) حاول معاوية أن يروج للبيعة لابنه يزيد.. فطاوعه معظم الناس.. لكن أربعة من الكبار رفضوا.. الحسين بن عليّ، عبد الله بن الزبير، عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عباس.
ولذلك قلت لكم، وأكرر هذه ليس قضية سنة، وشيعة.. هؤلاء الأربعة كلهم ثاروا؛ لأن هناك مبدأ من مبادئ الإسلام قد انتقص مبدأ الشورى { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}، { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} كيف يفرض على الأمة مرشح واحد؟ كيف يفرض على الأمة؟
لا بد أن تبايعوا هذا الشخص.. ما عاد الأمر شورى بين الناس، وهذا انتقاص لجزء من الدين.. ألغي جزء من الدين.. فكان لابد لهؤلاء العلماء أن يقفوا موقف صارم لحماية هذا الدين.
هذا أصل الموضوع.. هذا أصل القضية، واستطاع معاوية أن يكسب بيعة معظم الناس.. لكنه كان قلق تجاه هؤلاء الأربعة.. أرسل إلى واليه في المدينة أن يضغط عليهم أن يبايعوا.. لكن كلهم رفضوا، واستمر الأمر إلى وفاة معاوية (رضي الله عنه) ماذا حدث بعد وفاة معاوية لهؤلاء الأربعة الكبار؟ هذا ما سنعرفه بعد الفاصل إن شاء الله .
فاصل.
*************************************************
أرحب بكم مع علمني التاريخ.. نحن نتحدث عن ثورة الحسين بن عليّ (رضي الله عنه) عليه السلام تحدثنا كيف أنه لما مات معاوية (رضي الله عنه) كان قد فرض على الأمة يزيد بن معاوية مرشح واحد بايعته معظم الأمة ترغيب، وترهيب.. لكن الأربعة الكبار لم يبايعوا.. فلما وصلت الأخبار بموت معاوية، واستقرار الحكم ليزيد.. هنا عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس رغم أنهم يرون أن هذا تصرف غير صحيح، وأنه يجب ألا يستمر.. لكن ما البديل؟
البديل هو فتنة، وثورة، ودماء.. فخشوا على الأمة من التمزق، ومن الدماء فقرروا أن يؤثروا السلام.. فبايع عبد الله بن عباس، وبايع عبد الله بن عمر، وبقي اثنان فقط عبد الله بن الزبير بن العوام، والحسين بن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنهم أجمعين).
عبد الله بن الزبير كان يرى أن الحسين أحق منه بالخلافة.. فمرة أخرى هي ليست قضية شيعة، وسنة.. هي قضية من الأولى بالخلافة؟ من المرشح الأفضل للأمة؟ الأعلم، والأقدر، والأكفأ من؟
فكان عبد الله بن الزبير يرى أن الحسين أحق منه بالخلافة؛ ولذلك لم يرشح نفسه، وأيد ترشيح الحسين، ولم يبايع عبد الله بن الزبير لم يبايع.. لكنه كان يرى في نفس الوقت أن من الناحية السياسية، وليس من الناحية الشرعية أو المبدئية من الناحية السياسية أن أهل العراق الذين سيذهب الحسين لا يوثق بهم هم الذين باعوا عليّ بن أبي طالب من قبل، ولم يقوموا معه.. بل ثاروا عليه في النهاية، وخرجوا عليه، وتشكلت ثورة تسمى بالخوارج أدت في النهاية إلى مقتل عليّ من أهل العراق.. فكان يرى أن الاعتماد على أهل العراق في الثورة سياسيا ليس بأمر سليم.
ولذلك هو لم يخرج إلى العراق؛ لأن لم يرى سياسيا أن هذا الأمر خطأ، وكان يفضل أن الحسين يبقى في الحجاز أو يذهب إلى اليمن.. لكن الحسين (رضي الله عنه) بمجرد وفاة معاوية سارع زعماء الكوفة بالذات اللي كان طبعا الكوفة عاصمة عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) فكان فيها أنصار عليّ (رضي الله عنه) فزعماء الكوفة سارعوا بالكتابة إلى الحسين -عليه السلام-
طلبوا منه السير إليهم على وجه السرعة.. تعالى إلينا، ونحن سنقوم معك.. نعم لم نبايع، ولن نبايع غيرك.. فكان هذا اللي حرك الحسين نحوا التحرك.. نحو العراق.
طبعا هناك مجموعة من الأسباب الحقيقة التي أدت إلى خروج الحسين -عليه السلام- ورضي الله عنه.
أولا: طبعا إرادة الله -عز وجل- وأن قدره سيكون وإن أجمع الناس كلهم على رد هذا القدر فسينفذه الله -سبحانه وتعالى- لا راد لحكمه، ولا لقضائه -سبحانه وتعالى- لكن من الأسباب الدنيوية التي ذكرناها..
أولا: عدم التزام معاوية بشرط الحسن في الصلح..
أنا ذكرت لكم أن الحسن بن عليّ (رضي الله عنهما) لما بايع معاوية من أجل الصلح بين المسلمين، وتوحيد الأمة اشترط شرط، ونص الشرط كالتالي..
في ضمن الصلح.. بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين..
إذن ما في تعيين، وطبعا حتى الحسن لم يعين، وإنما كان واضح أن المرشح الرئيسي الحسن (رضي الله عنه) لكن كما ذكرت لكم قد مات قبل وفاة معاوية فبقي الأمر فارغ.
الأمر الثالث: الذي جعل الحسين يثور أن الحسين -عليه السلام- في محاولة معاوية توريث الحكم من بعده لابنه يزيد مخالفة واضحة لمنهج الإسلام في الحكم، وفي الشورى، ومع ذلك فإنه ما خرج على معاوية؛ لأنه مبايع لمعاوية بالخلافة.. فظل على عهده، والتزامه.. لم يخن عهدا، ولم ينقض بيعة، وهذا شأن المسلم.... فالحسين، والحسن قد بايعا، ولم يخونا العهد، ولم ينقضاه، ولم يعترضا على بيعة معاوية ما دام حي.. لكن بعد وفاة معاوية تغير الموقف.
فالحسين لم يعد في عنقه بيعة توجب عليه السمع، والطاعة.. طبعا يدل على ذلك لما حاول، وإلى المدينة الوليد بن عتبة أخذ البيعة من الحسين بن عليّ، وعبد الله بن الزبير خرجا من مكة، ولم يبايعا، ولم يستطع أن يجبرهما على أخذ البيعة منهما.. فالحسن موقفه كان واضح جدا.. موقف الحسين، وفتواه هو ضد الحكم الوراثي.. ضد الحكم بالتعين.. ضد الحكم الأموي، ومر اعتراضه بمرحلتين.. المرحلة الأولى: هي مرحلة عدم البيعة ليزيد.. في البداية لم يخن.. أعلن أنه لن يبايع يزيد، وأن هذا خروج على منهج الإسلام، وغادر المدينة رغم ضغط الوليد بن عتبة واليها عليه؛ ليبايع.. لم يبايع، ولم يبقى في المدينة، وذهب إلى مكة.. في هذه المرحلة كان الحسين -عليه السلام- قد أسس موقفه السياسي من حكم يزيد بناء على نظرة شرعية لحكم بني أمية.. فهو يرى عدم جواز البيعة ليزيد لسببين.. أولا: على الصعيد الشخصي؛ لأن يزيد لا يصبح خليفة للمسلمين نظرا لانعدام توفر شروط العدالة فيه، وشرط الكفاءة.
هناك في المسلمين من هو أعلم، وأكفأ بدرجات من يزيد.. فكيف يرشح يزيد؟
فهذا الأمر الأول.
فالأمر الأول يزيد شخصيا لا يصلح.
الأمر الثاني: أن الحسين، وغير الحسين أفضل من يزيد، وأحق منه بمنصب الخلافة.. فهم مجموعة من المسلمين.. منهم الحسين، ومنهم عبد الله بن عمر، ومنهم عبد الله بن الزبير، ومنهم عبد الله بن عباس.. أكثر من يزيد علما، وأكثر صلاحا، وأكثر كفاءة، وأكثر قبول لدى الناس أيضا من يزيد..
فكل هذا جعل الحسين لا يقبل ببيعة يزيد، وأما على الصعيد السياسي.. فكانت وهذا السبب الرئيسي كما كررت عدة مرات لانعدام شرط الشورى لاستئثار السلطة بالحكم للمرشح الواحد الذي يخالف المنهج الإسلامي في الحكم.. فعدم مبايعة الحسين ليزيد كانت تعني عدم إعطاء الشرعية للحكم الأموي، وهو أمر كان الأمويين حريصون عليه أشد الحرص، وفي نفس الوقت كان الحسين حريص ألا يعطيه هذا الحكم الشرعي، وقد خالفوا منهج الإسلام في الشورى.. تطور موقف الحسين، وتحوله إلى ثورة مسلحة بعد الفاصل إن شاء الله.
فاصل.
*************************************************
أرحب بكم مرة أخرى مع علمني التاريخ، ونحن مازلنا نروي قصة ثورة الحسين ابن عليّ عليه السلام (ورضي الله عنه) على يزيد بن معاوية.. لما فيها من معاني، ودروس، وقوانين رئيسية.
من هذه القوانين..
1/ التمسك بمنهج الإسلام الصحيح.. هذا مبدأ أساسي للنصر.. إذا تخلت الأمة بأسباب سياسية.. بأسباب اقتصادية عن منهج الإسلام الصحيح { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} ما معنى هذا؟
معناها إن تنصروا دين الله.. إن تنصروا منهج الله.. الله -سبحانه وتعالى- لا يحتاج إلى نصر، وهو القويّ العزيز.. لكن إذا نصرتم دين الله.. إذا نصرتم منهج الله.. فالله -سبحانه وتعالى- ينصركم.
قد يقول قائلك.. لكن الحسين لم ينتصر.. نعم لم ينتصر.. لكني ذكرت لكم في المقدمات أنه أحيانا صاحب المبدأ قد يقتل، ويستشهد، ولا يستقيم الأمر، ولا يستمر للذين قتلوا..
كما قال السري الإمام العظيم يقول: ما يمر قرن مائة سنة إلا ويأتي من يثأر له، ويأخذ بحقه، وهذا اللي حصل.. ما مرت ستين سنة بعد مقتل الحسين إلا وسقطت الدولة الأموية.. فإذا نعم ضحى بنفسه.. لكن أدى هذا في النهاية إلى تثبيت مبدأ رئيسي وهو أن اختيار الحاكم حق للأمة.. لا يستأثر به أحد، وبالتالي أعلن الحسين -عليه السلام- (ورضي الله عنه) أعلن رفضه للبيعة.
طبعا الأمر ليس في عنقه.. بيعته باب الاختيارات السياسية مفتوح أمامه تماما.. فعندها انتقل من رفض البيعة هذه المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة العمل على مقاومة الحكم الأموي، وطرح نفسه بديل للسلطة الأموية في دمشق فيعبر هنا..
هذا طبعا يعبر الفقهاء يقولون: الخروج على الإمام.. هو في الحقيقة ليس بخروج على الإمام..
خلينا بس نفهم هذه المسألة..
الخروج على الإمام لما يكون إمام قد تمت بيعته، واستقرت.. ثم يثور عليه أحد.. الحسين لم يقبله.. كبار العلماء في الأمة لم يقبلوا يزيد.. فكيف يكون خروج على الإمام؟
هذا لم يكن إمام حتى الآن لو ثاروا الناس على معاوية بعد بيعته يكون خروج على الإمام.. لكن يزيد ما بايعه الحسين.. فكيف يعتبر خروج عليه؟
يزيد فرض على الأمة.. فطرح الحسين نفسه مرشح منافس.. هل يجوز قتل المنافس؟ هل يجوز منع المنافس من المنافسة؟ مرة أخرى اقرءوا ما بين السطور.. اقرءوا التاريخ.. انظروا في أحوال أمتنا اليوم.. انظروا في الانتخابات المزيفة هذه يأتي مرشح فيوضع في سجن يأتي مرشح فتدبر له تهمة.. أنور إبراهيم في ماليزيا تهمة لواط (أجلكم الله).. يعني شيء مهزلة لما يحدث في الأمة شيء من هذا، والدول العربية طبعا أشطر، وأشطر في هذا.
على كل حال فنعود فنقول: أن الحسين قبل أن يثور مكث في مكة بضعة أشهر قبل خروجه للعراق هو وصل إلى مكة في الثالث من شعبان سنة 60 للهجرة، وخرج للعراق في الثامن من ذي الحجة في نفس السنة.. فنحن نتكلم عن حوالي أربع شهور ما أعلن فيها ثورة.. لكنه لما يبايع فإذا حتى الآن لم تستقر الأمة على خليفة، وهناك في الأمة من يرشح في ترشيح أنفسهم، وهذا حقهم، ولا يجوز منعهم، ولا يجوز القول بأن هناك إمام وخليفة مبايع، وهؤلاء خرجوا عليه لم يخرجوا عليه؛ لأنهم لم يبايع من قبلهم أصلا في هذه الفترة الأربع شهور هذه كان (رضي الله عنه) يجمع أنصاره، وهذا حقه..
من حق الأمة أن يحدث فيها انتخابات.. من حق الأمة أن يحدث فيها تنافس.. من حق الأمة أن يكون لها أكثر من مرشح، ومن حق المرشح أن يجمع أنصاره.. فبدأ يرسل أهل العراق فجاءته الوفود حتى رأى أنه لا بد له من ترشيح نفسه، ومقاومة الظلم، وإزالة هذا المنكر.. منكر عظيم الذي هو إلغاء الشورى.
الشورى واجبة شرعا.. الشورى واجبة.. ألغيت الشورى فهذا أمر واجب عليه، وكانت شيعته..
كلمة شيعة.. يعني أنصار مؤيدين، وليس بما تحتويه من معاني اليوم.. طائفة، وطائفة لا ما كان هناك اختلاف فقهي أو عقائدي بين الناس.. كلهم على عقيدة واحدة.. على فقه واحد.. لكن الاختلاف كان اختلاف سياسي في القرآن، { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ } يعني من أنصاره، والذين على طريقته، ومؤيد له لنوح -عليه السلام- هو إبراهيم -عليه السلام-
فهنا شيعة عليّ بن أبي طالب أنصار عليّ، وأنصار الحسين بالعراق كانوا على اتصال به، وتمت بينهم المراسلات.. طبعا كان الحسين (رضي الله عنه) حريص (رضي الله عنه) أن تكون كل تحركاته.. كل فتاويه في مقاومة الحكم الأموي متماشية تماما مع قوانين الإسلام، وقواعد الإسلام.
ولذلك لماذا لم يعلن الثورة في مكة؟
هذه مسألة يجب النظر إليها هو قرر الامتناع عن البقاء في مكة، وعزم على مقاومة يزيد خارجها.. لماذا؟
حتى لا تستحل حرمة مكة.. فتكون مسرح للقتال، وسفك الدماء.
ابن عباس قال: ابق هنا لا تذهب للعراق.. العراق لا يؤتمنون.. نكثوا بأبيك قد ينكثوا بك.. فماذا قال؟
قال هذا كلام الحسين؛ لأن أقتل بمكان كذا، وكذا أحب إليّ أن أقتل بمكة، وتستحل بي.. فإذا من أجل الحفاظ على حرمة مكة بعض الناس الآن يتجرءون.. هؤلاء الإرهابيين قاتلهم الله يتجرءون فيسفكوا الدماء في مكة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله حرم مكة حتى على النبي -صلى الله عليه وسلم- مرحمة" ويقول: "ولم تحل لي إلا ساعة من نهار[ يوم فتح مكة فقط]، ولعن رسول الله كل من يحمل السلاح في مكة يقاتل الناس.
أما حمل السلاح للدفاع عن الناس كما يفعل الحرس، والجنود فهذا جائز.. فهناك لعن لمن يحمل السلاح؛ ليقتل الناس في مكة..
إذا هذا الذي جعل الحسين طبعا لا يستطيع أن يذهب إلى المدينة؛ لأن فيها استقرار للحكم الأموي، وفيها والي أموي مبايع ليزيد، ولا يستطيع أن يبقى بمكة؛ لأنها ستستحل، وتسفك فيها الدماء، وهو لا يريد شرعا أن يحدث ذلك بسببه.. فإذا المكان المرشح الرئيسي بالنسبة إليه كان العراق لكثرة أنصاره هناك.. هذه الأحداث، وتطوراتها التي أدت إلى ثورة الحسين، واستشهاد الحسين أكملها لكم في لقائنا القادم إن شاء الله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=2015_0_2_0