بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أهلاً بكم لنكمل سويًا قصص القرآن.
مقدمة:
أسألك هنا: مع مرور أيام رمضان، هل تشعر بحلاوة الصوم؟ هل تشعر بحلاوة القرب من الله؟ أم اعتدت على الصوم وحسب؟
لذا أود أن أذكرك بحلاوة الصيام، وأستحضر في هذا الصدد حديثًا للنبي صلوات الله وسلامه عليه: "كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصيام فهو لي، وأنا أجزي به" والمقصود بقوله:"سبعمائة ضعف"، أي حسب إخلاصك ونيتك. والمقصود بقوله:"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" أي: هذه هي جائزة يوم القيامة، لا أحد يعلمها إلا الله. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن صيام التطوع، كصيام يومي الإثنين والخميس:"من صام يومًا لله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً."
أي: يباعد الله بينه وبين النار سبعين سنة بصيام يوم تطوع واحد. فما بالك بصيام رمضان ماجائزته؟! هذه الجائزة يعلمها فقط الصائمون بحق، يعلمونها يوم القيامة. وقد يكون حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- التالي جزءًا من الجائزة.
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:"إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد." سمى الريان؛ لأنه يروي من العطش، يروي الشهوات التي منعوا أنفسهم منها وهم صائمون.
فياترى ماذا يوجد خلف هذا الباب؟!
إنه باب لمن صام بإخلاص. تذكر في أول أيام رمضان قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر." وقال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر." وقال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر."
ونشدد على كلمتى إيمانًا واحتسابًا فمعناهما أني لا أصوم عادة، بل أنا صائم بنية وبهمة وأريد أن أنال الثواب، وأن يدخلني صيامي هذا الجنة، ويرفع درجاتي.
لذا سأجتنب المعاصي يارب، وسأصون نفسي، وسأغض من بصري، وسأحافظ على اتباع قواعد الإسلام في ارتدائي للحجاب الشرعي، وفي كل شيء. وبذلك يغفر له ما تقدم من ذنبه، أي كل ما مضى قد مُحِيَ مهما كثر. فكأن الله قد فتح لك صفحة جديدة، فمبارك عليك! قد غفر لك كل مافات.
ومن فاته صيام بعض أيام من رمضان سيعوضه له قيامه في صلاة التراويح. ومن فاتته صلاة التراويح بعض أيام رمضان، سيعوضه له قيام ليلة القدر. فاستعدوا لها في العشر الأواخر.
فمن يرد أن يُغفر له، فليعد نفسه من الآن، ويعقد النية والهمة، ويقبل على الله سبحانه وتعالى.
ونريد أن نختم القرآن مرة ومرتين، نريد ختمة خاصة بالعشر الأواخر وحدها. فمن منكم لم يختم القرآن بعد فليختمه، فتح الله لنا ولكم. وأدعو الله أن يكون شهر رمضان لهذا العام شهر عزة وكرم وفتح لنا. وأدعو الله للسيدات اللاتي يعانين من مشكلات أن يفرج الله همهن ببركة صيامهن، وأن تستجاب دعوتهن. وأدعو الله أن يحفظ العراق، وفلسطين، ولبنان، ودارفور، وبلادنا بعد رمضان، وأن تتنزل علينا البركات والخيرات بعد رمضان. حقًا لدينا آمال كبيرة وطموحات كبيرة في رمضان لهذا العام، فادعوا جميعًا، وأخلصوا في الدعاء، وكونوا على ثقة بالله ويقين به.
ثلاث قصص:
نبدأ معًا حلقة اليوم، وتتضمن ثلاث قصص وليست واحدة كعادتنا كل يوم.
فنحن نحرص على تقديم زوايا جديدة في كل قصة، فنجد القصص إما اجتماعية، أو للقيم والمبادىء، أو للإصلاح مثل قصة أهل الكهف، أو في حب القدس والأمل مثل قصة عزير.
اليوم نتناول زاوية جديدة، فنطرح السؤال التالي: هل أنت إيجابي؟ هل أنت متحرك أم ثابت؟
وبالمناسبة هذه الحلقة هامة جدًا للشباب، وخصوصًا من يعانون البطالة، وما أكثرهم في العالم العربي. يقال: إن عددهم 18 مليون، ويقال: إنه قد يصل إلى 30 مليون.
طبعًا أنت لست سبب هذه المشكلة، لكن هل ستتحرك وتحاول حل هذه المشكلة وتنحت في الصخر لتجد مخرجًا؟ هل أنت إيجابي أم مستسلم للظروف؟
أتدرون لماذا بعض منا سلبي؟ لأنهم يلقون باللوم على الظروف. فمثلًاً تقول لفلان: لماذا لا تذاكر؟ يجيب السلبي: وماذا جنى الذين ذاكروا؟! الامتحانات تتسرب، والمتخرجون من الجامعات لن يجدوا وظائف، ففي كل الأحوال لا فائدة، الظروف أقوى منا.
تقول لزوجة: لماذا لا تهتمين بنفسك ومظهرك؟ تجيب: لأنه لا فرق! ففي كل الأحوال زوجي زائغ العين، دائم النظر للنساء، فلا فائدة من اهتمامي بمظهري.
تقول لفلان: لماذا لا تجتهد في عملك؟ فيجيب: وهل هناك عمل أصلًا، هناك بطالة ومحسوبية، والذين اجتهدوا وبذلوا جهدهم آلت بهم الحال إلى الاصطفاف في طابور البطالة مع غيرهم، وفي النهاية جاء فرد من خارج الطابور أصلاً وفاز بكل شيء.
تقول لفلان: لماذا لا تصلح من حال بلدك؟ يجيب:لا فائدة.
الكل يلوم الظروف.
ولعلماء النفس رأي في هذا المجال، قد أتفق أو أختلف معهم، يقولون: إن هناك ثلاثة مؤثرات كبرى في حياة الإنسان هي التي تتحكم في كل قرارات حياته:
المؤثر الجيني(الجينات)، المؤثر التربوي (كيفية تربية والديه له)، والمؤثر البيئي ( البيئة من حوله).
فيما يختص بالمؤثر الجيني: فأحدهم مثلًا نذل؛ جيناته بها طبع النذالة، فجده كان نذلًا. وآخر بخيل كأبيه بالضبط.
أما المؤثر التربوي: فهذا الزوج مثلًا يداوم على ضرب زوجته؛ لأنه كان دائمًا يشاهد أباه وهو يضرب والدته، لذلك كان هذا الأمر خارجًا عن إرادته، فهو نتاج تربيته.
أما المؤثر الثالث فهو المؤثر البيئي: فلان كان إيجابيًا جدًا، لكن الشركة التي يعمل بها كلها خاملة، أو كلها تسرق مثلًا فأصبح مثلهم، لقد تغير، وهذا الطالب كان عفيف اللسان، ثم تغيرت أخلاقه فأصبح الآن يكثر من الألفاظ البذيئة؛ لأن أصدقاءه في المدرسة دائمو السباب. وعلماء النفس معهم حق فيما ذهبوا إليه، رغم أن ذلك يشير في حقيقته إلى أمر شديد الخطورة، فكيف يحاسبنا الله على أفعال خارجة عن إرادتنا فرضتها علينا الظروف؟!
الإيجابية:
ومن هنا تكمن أهمية هذه الحلقة، فهناك شيء اسمه الإيجابية.
صحيح أن هناك مؤثرات جينية، وتربوية، وبيئية، لكن أمام هذه المؤثرات الثلاثة خلق ربنا إمكانات روحية، وإمكانات نفسية، وإمكانات عقلية. فكأن الله -سبحانه وتعالى- يخبرك أنه حقًا هناك مؤثرات لكنها بمثابة اختبار الحياة، وبالمقابل لديك إمكانات تستطيع بالإيجابية أن تستخدمها، ويكون حسابك يوم القيامة على كيفية استخدامك لإمكاناتك هذه التي منحها الله لك في قهر المؤثرات الواقعة عليك.
فالإيجابية هي أن تستطيع أن تستخدم إمكاناتك.
وبهذه المناسبة دعوني أحكي لكم أني قابلت مرة شخصًا أسبانيًا في إنجلترا، ولم يكن يعرف أن المسلمين يصومون، فأخبرته أننا نصوم في رمضان، فسألني: كم من الوقت تصومون؟ فأخبرته أننا نصوم من الفجر إلى المغرب. فسألني: أيصوم كل المسلمين؟ فقلت له: نعم، الأطفال، والشباب، والشيوخ. فقال متعجبًا: أتستطيعون أن تتحملوا العطش والجوع رغم أن بلادكم حارة؟
قلت له: نعم، نتحمل.
فصمت قليلًا، ثم قال: إذن لماذا أنتم بلاد متخلفة؟ من المفترض أن تقودوا هذا العالم. فلو لدينا قانون في أسبانيا يمنحنا هذه القوة لأصبحت أسبانيا القوة العظمى في العالم.
فأحرجت حقًا.
فأنت لديك إمكانات روحية تجعلك قوة غير عادية، وأعظمها العقل، أليس العقل أعظم قوة خلقها الله؟ فأيهما أقوى: القوى المادية أم العقل؟ الصواريخ أم العقل؟
الأفكار هي التي تأتي بالمال، وليس المال هو الذي يأتي بالأفكار.
فأنت لديك من الطاقات الروحية والنفسية والإمكانات ما يمكنك من قهر المؤثرات الواقعة عليك، وهذا هو اختبار يوم القيامة، أما إذا استسلمت للظروف فستحاسب على تعطيلك إمكاناتك يوم القيامة.
صفات العقل البشري:
وفي هذا الصدد سأذكر لكم شيئًا يخص العقل البشري، فهو ينقسم إلى جزئين: عقل واعي يتردد، ويفكر، ويحلل، ويطرح التساؤلات، وعقل غير واعي لا يعرف التفرقة بين الخيال والحقيقة، فإن أقنعته بأي فكرة خيالية أنها حقيقية فسيصدقك، وسوف يُعْمِل تفكيره فيها كأنها حقيقية، ويتحرك على أساسها.
وهذا يعنى أنه إن كان أحد الشباب الآن جالسًا في مقهى عاطلًا عن العمل يستطيع أن يسأل نفسه: هل أستطيع أن أصبح رجل أعمال ناجح؟
الجواب: علميًا لو أن الفكرة التي في العقل الواعي انتقلت إلى اللاشعور وصدقها، لأصبحت واقعًا ملموسًا يعيشه الشخص.
بعدما حصل لاعب التنس العالمى أجاثى على بطولة ويمبلدون للمرة الأولى، سئل في أثناء المقابلة التليفزيونية التي تُجْرَى مع الفائز: ماهو شعورك بعد حصولك على كأس ويمبلدون؟ فأجاب: في الحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي أحصل فيها على بطولة ويمبلدون، بل هي المرة العاشرة! فضحك الجميع ظنًا منهم أنه يداعبهم. فقال:"أنا لا أمزح، فأنا أحلم بهذا الأمر منذ عشر سنوات، وكنت أستمع إلى تصفيق الجماهير يتردد في أذني، وأرى لون قميصي هذا رأي العين، حتى المضرب، حتى الطريقة التي سوف أحتفل بها، فهذا اليوم ليس جديدُا علي.
الإيجابي والسلبي..
إخوتي، تقع بلبنان قلعة تسمى قلعة موسى، اذهبوا إليها وزوروها، وسوف تعلمون قصة طويلة تعرفون من خلالها أن هناك شيئًا اسمه الإيجابية. وأن اللاشعور من صنع الله.
احلم وتحرك، وكيفما حلمت سوف يكون الواقع، وسوف يتحقق الحلم. فلا تعطل جزءًا من المخ خلقه الله لك. واعلم، أنك إما أن تحلم، وإما أن تصبح جزءًا من حلم شخص آخر.
إما أن تحلم بلادنا، وإما أن تصبح جزءًا من حلم بلاد أخرى.
تحرك، تحرك، تحرك، واعلم أن الفارق بين الإيجابي والسلبي - مع اعتذاري - مثل الفرق بينك وبين الكرسي الذي تجلس عليه، مثل الفرق بين الواحد الصحيح والصفر، مثل الفرق بين الكائن الحي والجماد.
ضرب الله في القرآن مثلًا للفرق بين الإيجابية والسلبية، فقال جل شأنه:" وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " (النحل: 76)
والمقصود بـ(الأبكم) في الآية: السلبي العاجز الذي هو حمل زائد على المجتمع. فإذا طلبت منه شيئًا لا يفعله. والمقصود بـ(من يأمر بالعدل): الذي يصلح في الأرض. أتحب أن تقف بين يدي الله يوم القيامة أبكم سلبيًا؟ كن إيجابيًا في حياتك العملية. كوني إيجابية مع زوجك وأولادك. كن إيجابيًا مع الله. كن إيجابيًا في إصلاح الناس.
ألا تذكرون حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله أمر جبريل أن يخسف بقرية في الأرض، فقال: يا رب إن فيها عبدك فلان الذي ما زال قائمًا يصلي، فقال له: فبه فابدأ، قال جبريل: كيف يا رب؟ فقال: "لأنه لم يتمعر وجهه من أجلي"، أي لم ينفعل من أجلي ولم يغضب من أجلي. لم يفكر يومًا في أن يفعل شيئًا، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
وتذكرون قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم"
لأنكم سلبيون.
وتذكرون الآية الكريمة:" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ... " (آل عمران: 110)
فمم أتت خيرية هذه الأمة ؟ أتت من إصلاحها في الأرض. وذكر الله -جل وعلا- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل الإيمان؛ لكي لايمتنع أحد عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مدعيًا أن إيمانه لا يرقى إلى أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بل كلاهما معًا.
والإصلاح في الأرض كما يبدو في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يبدو أيضًا في مساعدة الناس، وهي من الإيجابية.
يقول سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-:"من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة."
تخيل لو أناس أطعموا أسرة، وفرجوا عنهم، وعلموا أولادهم، وكفلوا لهم عملًا، ثم يأتون يوم القيامة حاملين على ظهورهم ذنبًا كبيراً فيغفره الله لهم، فيسألون يا رب: قد فعلنا كذا وكذا، فيجابون: إنها قد محيت ببركة تفريجكم لكربات المؤمنين. فطالما كنت إيجابيًا تساعد الناس، سيفرج الله عنك. ولله -سبحانه وتعالى- في كونه سنن، حيث توجد مراكز جاذبة تدور في فلكها مراكز أخرى، وهذه السنة الكونية تنطبق بدءًا من مستوى الذرة وحتى مستوى المجرة. فالذرة بروتون يدور في فلكه إلكترونات، فهو مركز القوة التي تجذب الإلكترونات التي تدور حوله. وكذا المجرة شمس يدور في فلكها كواكب.
وكذلك الناس، هناك أناس أقوياء، مراكز قوة، يدور في فلكهم أناس آخرون. فهناك الأشرار الذين رفعوا راية الشر، فدار في فلكهم أشرار آخرون. بينما الأخيار لم يرفعوا راية الحق والخير!
كوني مركز قوة، كن مركز قوة في مجموعة أصحابك، كن مركزًا للخير، كن إيجابيًا، تحرك. سامحوني، أعلم أن منكم الجالسون على المقهى- ولكم كل إحترامي، ولا ضير فى ذلك إن كان على الأكثر ساعة- أما أكثر من ذلك فماذا تفعل؟ ماذا تنتج؟ إن كان ذلك لتدرس مشروعًا فنعم، أما إن كنت تشرب الشيشة، وتلعب بالنرد، وتشرد بخيالك في لا شيء كل يوم لمدة ساعتين أو ثلاثة، فهذا لا يجوز.
إن كنت تعاني البطالة، فتحرك، فالعالم كله يتحرك، يقول سبحانه وتعالى:"وَالشَمسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍ لَها" (يـس:38) حتى المياه إن ظلت راكدة تصبح مسممة، وإن تحركت أصبحت مصدرًا للحياة. وكذلك الهواء، حتى نقطة الماء المالح في البحر لديها طموح دائم أن تتبخر وتصعد إلى السماء لتعود إلى الأرض عذبة، وخلايا وجهك تتغير كل ساعتين. كل الدنيا تتغير، وتتجدد من حولك وأنت ساكن، إذن أنت الغريب في هذا الكون. وستكون غربتك هذه كغربة الطالب الوحيد الذي لم يستذكر دروسه. ستستشعر غربتك في الكون. والمسلمون يستشعرون بغربة في الكون؛ لأنهم ساكنون.
فكلمة اليوم هي "تحرك"، اتعب قليلًا، اعملوا يا شباب، انحتوا في الصخر، تعلموا اللغات وعلوم الحاسب. قد تظن أنها ليس لها مجال، لكن تعلم كل يوم مهارة جديدة، كأن تتعلم حرفة، أو تتعلم قيادة السيارة. احتك بالناس، سافر، وتحرك في الدنيا.
قصة النملة:
ولنستمع للثلاث قصص القصيرة: قصة حشرة، وقصة طائر، وقصة إنسان، وكلها تتحدث عن الإيجابية. قصة نملة، وقصة هدهد، وقصة مؤمن.
أما النملة فوردت قصتها في سورة النمل، وقد سميت السورة باسمها، يقول جل وعلا:" وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ َ..." (النمل:17-19)
فقد نظم الجيش بقيادة سيدنا سليمان للسير إلى معركة. ويوزعون: نفهم منها أنهم كانوا في غاية الانضباط. والقصة على قصرها إلا أنها تضرب مثلًا لنملة إيجابية، نملة شجاعة، كان من الممكن أن تهرب وحدها وتدخل جحرها، لكنها أول نملة رأت الجيش قبل غيرها من النمل، فخشيت على أمتها، لم تعش لنفسها، رغم أنه كان من الممكن أن تموت تحت الأقدام وهي تنادي على النمل، لكنها تضحي من أجل الآخرين، ولهذا تبسم سيدنا سليمان.
أيكون الله سبحانه وتعالى قد ساق لنا قصة النملة هذه ليقول لنا: عار عليكم أيها الرجال، وأيتها النساء، أن تكون نملة صغيرة لديها من الإيجابية ما تفتقدونه أنتم؟!
وقد يكون هذا سبب تسمية السورة بالنمل، فيا لجمال الله، يعلمنا من الكائنات الأخرى بشكل قصصي جميل. عالم قصص القرآن الرائع.
ولقد كانت هذه النملة على درجة عالية من البلاغة، استمعوا معي لقولها تجدونه يتضمن التالي:
ياأيها النمل: نداء.
ادخلوا: أمر.
لايحطمنكم: نهي.
سليمان: خصصت.
جنوده: عممت.
وهم لا يشعرون: اعتذرت عنهم، أي عن غير قصد منهم؛ فهذه
ليست أخلاق جيش سليمان، فجيش الحق والخير لا يقتل حتى النمل، والمؤمن لا يؤذي حتى النمل.
ولهذا تبسم سليمان من قولها؛ لأنه تضمن إيجابية، والاعتذار عن الجيش. ثم شكر الله على أن وهبه القدرة على سماع ذبذبات صوت النمل.
قصة الهدهد:
القصة الثانية وردت في سورة النمل أيضًا بعد قصة النملة مباشرة، والمعنى واضح جدًا فهذه السورة تتحدث عن الإيجابية.
وهذه القصة قصة الهدهد. يقول سبحانه وتعالى:" وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ " (النمل:20-21)
فسيدنا سليمان يجمع كل صفات القائد العظيم:
يتفقد طابور الجيش كل يوم.
حينما لم يجد الهدهد لم يتسرع في اتهامه، بل سأل هل هو حاضر أم غائب؟ فربما كان موجودًا في مكان ما بين أفراد الجيش ولم يره سيدنا سليمان.
الحزم: فقد هدد بعقاب الهدهد.
العدل: فقد طلب أن يأتيه الهدهد بسبب غيابه؛ حتى لا يوقع به العقاب.
الإنصات: منح الفرصة للهدهد للدفاع عن نفسه.
وهناك قصة طريفة تروي كيف عرف سيدنا سليمان -عليه السلام- بغياب الهدهد، إذ كان مكان الهدهد يحجب الشمس عن سيدنا سليمان -عليه السلام-، فلما بدت الشمس لعين سيدنا سليمان -عليه السلام- أدرك غياب الهدهد. وهذه قصة لا يوجد أي دليل على صحتها، لكننا نذكرها لطرافتها.
وجاء الهدهد الإيجابي، وكان من الممكن أن يكون كأي موظف يلتزم بالوقوف في الطابور وكفى، يثبت حضوره، ويثبت انصرافه، مثل الملايين من الموظفين كل منهم يأكل ويشرب، ويحصل على أجره آخر الشهر، ولو كنت أنت هكذا فالهدهد ليس كذلك. وما حدث أن الهدهد سمع بأن قومًا يعبدون الشمس في اليمن، بمملكة سبأ، فجن جنونه وهو في فلسطين، أي على بعد مسافة كبيرة من اليمن، وسيفوته طابور الجيش، لكن هناك أولويات، وهو ليس موظفًا، بل صاحب رسالة، طار إلى اليمن يتفقدهم، حتى أنه ذهب إلى عرش الملكة وعاد بالأخبار، ليصبح سببًا في هداية أمة.
فور عودة الهدهد، أخبرته الطيور بعقاب سيدنا سليمان -عليه السلام-، فمكث غير بعيد عن سليمان؛ لأن الإيجابية تزرع الشجاعة، وثقة بالنفس.
ونكمل الآية:"... فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " (النمل:22-26)
فالهدهد بعدما رأى عرش الملكة وحد الله رب العرش العظيم، وهذا موضع سجدة في القرآن، فانظروا لإيجابيته وهو مجرد هدهد! فعار علينا نحن المسلمين أن نكون سلبيين. كن مركز إيجابية في مؤسستك، في ناديك، في كل مكان، قم بالإصلاح، وإياك والتعلل بالظروف، وأنه لا فائدة، بل استخدم الإمكانات في قهر المؤثرات.
قصة المؤمن:
القصة الثالثة وردت في سورة نحبها كثيرًا، قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-:”قلب القرآن”، وهي سورة يـس. والقصة في قلب السورة، حيث تدور أحداثها في قرية كانت مركزًا لما حولها من القرى، مثل موقع مكة المركزي المؤثر في الجزيرة العربية.
يقول الله -جل شأنه-:" وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ " (يـس:13-19)
والغريب أن يرسل الله ثلاثة رسل لبلدة واحدة؛ هذا لقوة مركزها، وأيضًا لصعوبة الدعوة فيها، وللمشاكل الاقتصادية والاجتماعية العديدة بها، وللمشاكل الدينية العقائدية؛ فهم غير مؤمنين أو موحدين، وقد كذبوا هؤلاء الرسل مدعين بأنهم بشر مثلهم. فالكثير منا يتخيل أن الإصلاح والهداية لا يجوز أن يأتي من أناس مثلنا، بل يجب أن يأتي من قوى خارقة، مثل الملائكة، فلا يتقبلون أن يصلح مشاكلهم شخص عادي مثلهم أو من أهلهم، وإنما قوى خارجية. بينما الحقيقة أن الإصلاح يبدأ من الداخل، فالبعض ينتظر حلًا لمشاكله بانتظار المهدي المنتظر، ولكن كن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم.
وهنا تكمن خطورة القصة في أن الهداية تأتي منك أنت.
ونكمل الآية:" وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ " (يـس:20-27)
ويأتي رجل ليس بنبي، بل رجل عادي. تخيلى معي أختاه، لو أن المدينة التي تعيشين فيها بها ثلاثة أنبياء، هل هناك حاجة إليك؟ بالطبع هناك حاجة إليك.
كان من الممكن جدًا أن لا يبالي هذا الرجل، ويقول: وما دخلي أنا؟ ولاحظوا أنه جاء من أقصى المدينة، أي ليس من أثرياء البلد، ولا من أصحاب النفوذ، فمن المحتمل أن يقتل ولن يعبئوا به، فلماذا يقدم على دعوة هؤلاء القوم؟
لم يستطع السكوت أو الجلوس في مكانه، بل دعا بكل إصرار وعزيمة، وانظروا معي، من أعلى مقامًا وأعلم وأتقى؟ الرجل أم الأنبياء الثلاثة؟ الأنبياء بالطبع، لكن القرآن ركز على الرجل، لماذا؟ لكي يخبرك بأنك عظيم وغالي عند الله إن كنت إيجابيًا، لا تنقص من قدر نفسك أمام الدعاة، بل ادعو إلى الله أنت أيضًا.
وانظروا لكلمة (يسعى) التي تذكرنا بعبادة السعي بين الصفا والمروة في الحج والعمرة؛ لنتعلم من السيدة هاجر التي لم تيأس وتجلس تبكي بجوار ابنها، بل كانت إيجابية، أحذت تسعى للبحث عن الماء.
فلفظة السعي ترتبط في الأذهان بالحركة: تسعي على رزقك، تسعى على أولادك، تسعى على إسلامك. لا يوجد في ديننا كلمة سلبية.وأنا أسألك: ماذا فعلت أنت للإسلام؟ وأسأل كل مسلم في الغرب: ماذا فعلت للإسلام؟ أنت ممثل للإسلام شئت أم أبيت، والغرب يرى فيك الإسلام، يعرفه من لون بشرتك، من اسمك، من ديانتك، فأين تهرب؟ أنت سفير للإسلام، فماذا فعلت؟ هل تحركت لأجله؟ هل أظهرته بصورة جيدة؟ هل جعلتهم يحترمون الإسلام بتصرفاتك؟ بنجاحك؟ بأخلاقك؟ هل أخذت شيئًا من هذه الحلقات المترجمة وأوصلتها لهم، لا ليسلموا، ولكن لكي يحترموا الإسلام في الغرب.
نعود للآية الكريمة، وانظروا معي للحماس في كلمات الرجل المؤمن وهو يدعو قومه للإيمان، ويحكي لهم عن تجربته الشخصية بقوله:" وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ "، وتأملوا لبذله قصارى جهده في دعوتهم. وقوله لأهل بلده "فاسمعون."
فماذا حدث؟ قتلوه. فجاءت الآية التالية فورًا:" قِيِلَ ادْخُلِ الجَنة " وتخيلوا ما أول كلمة يقولها بعد دخوله الجنة، هل سيطلب من الله أن ينتقم من قومه؟ لا، بل يتمنى أن يعلم قومه ما هو فيه من النعيم لكي يتوبوا إلى الله. هذا رغم أنهم قتلوه، لأنه يحب الناس، وهم في النهاية أهله.
فما أجمل إيجابيته وحبه للناس.
هناك أشخاص إيجابيون تدفعهم حماستهم إلى الأخذ على يد الناس بقسوة وغلظة.
وأنا أعرف إمامًا في بلدة من البلاد لم يعجبه حال الناس، وكان يخطب فيهم في صلاة الجمعة، فتأتي خطبته في كلمات معدودة:”قلنا لكم: صلوا، فلم تصلوا، قلنا لكم: زكوا، فلم تفعلوا، فأنتم لا فائدة منكم، أقم الصلاة".
كن إيجابيًا بحب، برحمة، بقلب جميل مثل مؤمن سورة يـس، فيغفر لك الله ويكرمك كما أكرمه بإيجابيته وحبه لدينه.
العبرة.. هل سنكون إيجابيين؟
فهل بعد هذه القصص الثلاثة سنكون إيجابيين؟ هل سنقدم شيئًا للإسلام؟ يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:"لقاب قوسين في الجنة خير من الدنيا وما فيها."
والمقصود أنه لو لم يكن لديك في الجنة إلا مساحة قاب قوسين لا تبارحها - أي كمساحة منضدة صغيرة - فهي أجمل من الدنيا وما فيها. الدنيا كلها بأنهارها، بممارسة الرياضة فيها، بعلاقة الرجل بالمرأة، بكل شيء فيها، الجلوس في رقعة صغيرة في الجنة أحلى من أى شيء. يا إخوتى، ماسعر متر الأرض في مارينا؟ في الشام؟ في صنعاء؟ في أوروبا؟ وماسعر المتر في الجنة؟ المتر في الجنة أسهل، فأنت تدفع ما ادخرته طوال عمرك لتشتري مترًا أو شقة على النيل، بينما المتر في الجنة بالإيجابية، بالإصلاح، برمضان، فما رأيك؟
فلتتحرك، أنت وغيرك، ومن لا يجد منكم عملًا فليتحرك، ويتعلم مهارات حتى لو أخذ منه التعلم سنوات، فأنا على سبيل المثال لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أني سوف أقف أمام كاميرا، ولا حتى كان هذا هو حلمي، بل كان كل حلمي أن أقدم شيئًا للإسلام، وفعلت أشياء كثيرة جدًا لا علاقة لها ببعضها بعضًا لمدة عشر سنوات، فمثلًا: أعتني بأطفال، أعد دورة كرة قدم بين المساجد، حقًا لقد كانت أشياء لا تربط بينها أية علاقة، لكنها وضعت فوق بعضها لأن الله قدر لها الحدوث. فاعمل، واطرق الأبواب، واترك لله يفتح لك الباب الذي يختاره، لكن كل ما عليك أنت أن تتحرك. لنتعلم جميعًا من النملة والهدهد والمؤمن، ولنكن إيجابيين جميعًا بإذن الله.
المصدر: http://dostor.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=3519&Itemid=88