السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد:
فمرحبا بكم بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي .. مرحبا بكم مرة آخرى مع "مسك الختام".
الحقيقة يعني الموضوع حيوي جدا ومهم جدا وعاوزين نعرف أد إيه إن نفس الإنسان تطمح إنها تسمع عن سيرة الناس اللي ربنا رزقهم بحسن الخاتمة لعل وعسى الإنسان يشتهي خاتمة معينة ويركز عليها ويدعوا ويفضل يقول: يا رب ارزقنا خاتمة مثل خاتمة البراء بن مالك أو خاتمة مثل خاتمة، سعد بن أبي وقاص، أو عمار بن ياسر، أو مصعب بن عمير، أو فلان أو فلان وهكذا يكون عندك طموح وامل وتقعد تركز يارب ارزقني ميتة وأنا ساجد ارزقني ميتة وأنا أقرأ القرآن .. وأنا أطوف حوالين الكعبة وربنا يارب يرزقنا وإياكم حسن الخاتمة النبي صلى الله عليه وسلم وضح أن كل ده لا تحكم عليه إلا من خلال .. إنما الأعمال بالخواتيم نوصل للحتة ده إزاي من خلال إن إحنا نحمل الزاد فتزودوا فإن خير الزاد التقوى .. نحمل الزاد ده إزاي من خلال إن إحنا نرفع الشعار وماذا اعددت لها علشان في النهاية نوصل لكل ده إلى مسك الختام أكيد طبعا حضراتكم عاوزين تعرفوا النهاردة ختمنا النهاردة كان مع مين مع صحابي جليل جدا .. هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو من خيرة الناس ومن أحب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم هو "جعفر بن أبي طالب" رضي الله عنه وأرضاه ، الحقيقة سيدنا جعفر في سرية مؤتة وسرية مؤتة يعني كان سرية من أعظم السرايا .. حتى إن بعض الناس سماها غزوة مع إن الغزوة المفروض يكون فيها النبي لكن لأهميتها سموها غزوة مؤتمة، سرية مؤتة ديه كان النبي صلى الله عليه وسلم تعود دائما إن لما يرسل سرية يا جماعة كان يؤمر عليهم رجل واحد هو ده الأمير بتاعكم إلا سرية مؤتة .. أمر النبي عليهم ثلاثة كما عند البخاري أمر عليهم "زيد بن حارثة .. فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب .. فإن أصيب فعبد الله بن رواحة.. فإن أصيب فاختاروا ما شئتم" .. اختاروا اللي أنتم عاوزينه بالفعل دخل الناس اللي رايحين الصحابة كان عددهم كام يا جماعة كان عددهم 3 آلاف موحد، رايحين يقاتلوا يعني في منطقة مؤتة أول ما وصلوا هناك في المكان حد بسرعة يشوف عدد الكفار اللي إحنا هنقاتلهم عددهم أد إيه تقريبا وصل ورجع لهم بخبر كالصاعقة عدد الكفار أد إيه 200ألف ينهار أبيض 3آلاف يقاتلوا 200 ألف إزاي لو المائتين ألف دول عطسوا يخلصوا عليهم .. واخد بالك لو اتوبوا يعني، طيب إزاي 200ألف يا جماعة عدد مش بسيط يعني فقالوا إحنا دلوقتي أمام خيارين من الثلاثة:
إما إن إحنا نرجع وإحنا معذورين .. يعني واخد بالك وإما إن إحنا نخش وإما نخلينا مكنا ونطلب مدد من الجيش يبعتهلنا النبي صلى الله عليه وسلم .. وإذا بالعقيدة في أعلى وأجلى وأبهى صورها تظهر من "عبد الله بن رواحة" رضي الله عنه وأرضاه .. فقام وقال: "يا قوم إن الذي تخافون منه للذي خرجتم له تطلبون ووالله لا نقاتل عدونا بعدد ولا عتاد ولا قوة وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فسيروا وأبشروا فإن الله وعدنا احدى الحسنين .. إما النصر وإما الشهادة فسيروا على بركة الله".
فكان ذلك سببا في تثبيت هؤلاء الجند الأفاضل 3 ألاف يا جماعة داخلين يقاتلوا مائتين ألف مشرك تخيل وداخلين يقاتلوهم ويقدر ربنا سبحانه وتعالى إن أول من أخذ الراية مين "زيد بن حارثة" شوف لفظ الحديث يقول إيه؟
فشاط في رماح القوم .. عارف حضرتك حتت القماشة اللي بتشيط متقدرشي تمسكها من حتة هو زيد بن حارثة كان كده، دخلوا عليه بالرماح قطعوه حتت أمام مين أمام ابنه أسامة بن زيد رضي الله عنه وعن أبيه فأخذ الراية ضيفنا المبارك "جعفر بن أبي طالب" أول ما أخذ الراية قال كلمتين نفسي ومنا قلبي تكتبهم، نفسي إن أنت تحفظهم نفسي إن أنت تكتبهم مسك الراية ودخل على المشركين يقاتلهم وهو يقول:
يا حبذا الجنة واقترابها .. طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها .. كافرة بعيدة أنسابها .. أعلى إن لاقيتها ضرابها.
عايزك بس تركز معايا في أول جملة .. يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها يا سلام الجنة قريبة قوي فاكر انس ابن النضر لما كان بيقول إن هو شم ريحة الجنة فاكر زيد بن ثابت لما راح لسعد بن الربيع ويقول له النبي بيقول بيسلم عليك ويقول لك: كيف تجدك؟
قال: إني لأجد ريح الجنة.. كانوا يشموا ريح الجنة "جعفر بن أبي طالب" حاسس إن الجنة قربت ، وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هو حاسس بها حاسسها في الدنيا .. حاسس إن الجنة خلاص قربة منه .. فعشان كده يقول: يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها.. دخل جعفر بن أبي طالب وعاوزك تتأمل المشهد العجيب ده، وفي يده الراية طيب إيه الراية ده إيه علاقتها الراية ده ترفع الروح المعناوية في الجيش كله لو سقطت الراية حتى لو كان الجيش منتصر ممكن يهزم ليه سقوط الراية معناه إن الجيش خلاص يتهزم .. وإن الراية وقعت فعلشان كده لازم حد يشيل الراية يقدر ربنا سبحانه وتعالى إن جعفر بن أبي طالب أخذ الراية بيمينه ركز معايا أخويا وحبيبي في المشهد ده معايا اللي هو من أعجب المشاهد اللي ممكن تشفها في حياتك أو تقرأها أو تسمعها في حياتك .. أخذ الراية بيمينه قطعوا له اليد اليمين.
أخذها بشماله قطعوا له يد الشمال.
أخذها بين عضديه حضنها فقسموه نصفين.
يقوم النبي يقول إيه بقى وهو يوصف والحديث في البخاري وهو في المدينة وهم في مؤتمة على بعد حوالي 1000كيلوا يقول إيه: أخذ الراية زيد فأصيب .. يعني قتل ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب .. ثم أخذها سيف من سيوف الله ففتح الله على يده، نظر الصحابة إلى النبي فإذا عيناه تزرفان الدموع بأبي هو وأمي ونفسي وروحي يا الله، تخيل يقوم النبي يقول لهم على البشرى الجميلة يقول إيه: لما قطعت جعفر بن أبي طالب أبدله الله بدلا من يديه جناحين يطير بهما في الجنة ، وفي رواية لقد رأيت البارحة جعفر بن أبي طالب يطير في الجنة بجناحين مع جبريل وميكائيل إيه ده ، إيه مسك الختام ده، لأ ده موضوع تاني خالص بقى، ده غير الحلقات اللي فاتت كلها واحد يخش يقاتل فيقتل أديه الاثنين تقطع وهو يقسم نصفين يقوم في نفس اللحظة يطلع على الجنة ويطير بجناحين ربنا رزقه بجناحين بدل من يديه ويطير بهم مع جبريل وميكائيل في جنة الرحمن ده اللي حصل ده اللي النبي قال عنه صلى الله عليه وسلم ويقينا إحنا مصدقين كلام النبي .. طيب يا جماعة جعفر عمل إيه لكل ده؟!
يعني جعفر عمل إيه علشان يأخذ جناحين ويطير بهم في الجنة .. كان من أعظم الأسباب اللي خلت الإسلام يرفرف خد بالك أخي الحبيب المشركين أذوا المسلمين إيذاء شديد جدا والصحابة مبقاش لهم مكان آمن يعيشوا فيه .. والنبي صلى الله عليه وسلم من كثرة الأذى اللي الصحابة شفوه أشار عليهم بأنهم يذهبوا إلى الحبشة .. قال: فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحدا طيب افرض إن مكة ده مفهاش عيشة وافرض راح المدينة وبرده مكنشي في عيشة هيفضل غير إيه الحبشة فلازم جعفر بن أبي طالب يهيئ الجو ويخلي الإسلام يرفرف في أرض الحبشة علشان لو حصل مشكلة يبقى المسلمين وطن ثاني يروحوا يعيشوا فيه وينشروا من خلاله الإسلام .. فده اللي حصل بالفعل وكان جعفر بن أبي طالب هو السبب راح هجرة الحبشة خد بالك من حاجة بقى هاجرهجرة الحبشة الهجرة الأولى وراح الهجرة الثانية وهاجر بعد كده للمدينة .. لما رجع بعد فتح خيبر أنت فكرت مرة أخويا وحبيبي إن أنت تهاجر آه طبعا تهاجر تقول لي ما الهجرة انتهت لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ، الحديث.
لكن نعم لكن في حديث تاني في البخاري النبي قال إيه؟ والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه، فكرت تهجر المعاصي فكرت تسيب الشات والجيرل فرند .. والمزيكا والأشياء المحرمة والدخان فكرت تسيب الحاجات ده لله فكرت تسيب التبرج والشات والنت والحاجات ده كلها وتعيش مع كتاب ربنا ومع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم .
جعفر بن أبي طالب لما هاجر هجرة الحبشة اللي حصل إيه يا جماعة إن قريش مش هتسيب المسلمين كده بعتوا وراهم ناس عاوزنهم يرجعوا طيب يرجعوا ليه علشان نقتلهم ، فبعثوا رواءهم اثنين في قمة الذكاء والدهاء "عمرو بن العاص" قبل أن يسلم رضي الله عنه وأرضاه و"عبد الله بن أبي ربيعة"، وقالوا لهم في طريقة معينة تخشوا بها على النجاشي النجاشي ده كان لفظ عام لأي واحد يمسك الحبشة كحاكم زي ما أي واحد يحكم مصر في الوقت ده اسمه فرعون وأي حد يحكم الروم اسمه قيصر وأي حد يحكم الفرس اسمه كسرى، ده مش اسمه ده لقبه، فالنجاشي ده لقب لكل من يحكم الحبشة فراحوا باعتين مع عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة بعتوا معاهم شوية جلود ليه؟ لأنهم كانوا في الحبشة يحبوا الجلود جدا جدا وهدايا فدخول على البطارقة وأعطوهم جلود ورشاوى علشان يسلموهم الصحابة يأخذوهم مكة علشان يقتلوهم ، فدخلوا على النجاشي وكلموه وقالوا له إن جالك هؤلاء الشباب إن يعني دولت لا رضيوا يخشوا الدين بتاعنا ولا رضيوا يخشوا حتى الدين بتاعك يا نجاشي كان هو نصراني وفارقونا وفعلوا وفعلوا وقومنا أعلى بهم عينا يعني أعلم بهم فردهم إلينا حتى نردهم إلى قومهم، والبطارقة اللي أخذوا الهدايا وارتشوا قالوا فعلا يا نجاشي قال لهم: لا لا ، أنا لازم أعرف فين الحقيقة والراجل كان عادل فعلا زي ما النبي قال عنه ، كان عادل خد بالك في خلال دقيقتين فقط حبايبي في الله دقيقتين بس جعفر بن أبي طالب يستطيع أنه يشرح رسالة الإسلام كلها للنجاشي .. وهيكون سبب فيما بعد في إسلام النجاشي وسبب في استقرار المسلمين من الصحابة .. ثم بعد ذلك اللي هاجروا كانوا أد إيه كانوا ثمانين بعد عشر سينين يرجوا أد إيه ثلاث سفن كلهم مسلمين مين اللي عمل كده بعد تقدير ربنا سبحانه وتعالى جعفر بن أبي طالب خلا الإسلام يرفرف ويرجعوا الناس دول كلهم مسلمين خلي بالك المعنى الجميل ده.
فالنجاشي قال بس لازم حد من الناس ده أسأله الأول لازم أعرف كل حاجة عنهم قبل ما أحكم عليهم وبالفعل عرف المسلمين من الصحابة يعني عرفوا إن بكره في ميعاد مع النجاشي ولازم نكلمه ونشرح له بقى.. فلابد يكون فينا واحد اللي بيسموه بلغة العصر المتحدث الرسمي باسم الوفد الإسلامي مين اللي هيتكلم جعفر بن أبي طالب من خلال دقيقتين والله يا أخويا ويا حبيبي في دقيقتين فقط أو في حوالي دقيقتين .. يعني يشرح له رسالة الإسلام كلها ويخلي الراجل يحب الإسلام حب لا تتخيله ويطرد ويمشي "عمرو بن العاص" و"عبد الله بن أبي ربيعة" ويرفض إن هو يسلم الصحابة لهم ولا لأهل مكة أبدا.
فاصل.
...................................................................................................
هقرأها لك بسرعة كده قال إيه؟
جعفر بن أبي طالب بدأ يعرض عليه الإسلام كله من خلال خمس محاور دول يتقالوا في دقيقتين أو ثلاث دقائق أول محور بدأ يعرض عليه مساوئ الجاهلية .. وخد بالك إن من مزايا جعفر إن عرض عليه حاجات لا يختلف عليه اثنان مش ييجي نكلمه في نتوضأ من لحم الإبل ولا لا نتوضأ واحنا بنصلي نحط إدينا كده ولا منحطش ، ولا نرسل يدينا، كلمه في حاجات لا يختلف عليها اثنين ، قال: أيها الملك خد بالك بقى، كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، نأكل الميتة ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام ونسئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، طيب الله عليك هات واحد مش متدين هات واحد معندوش دين خالص وقول له على الحاجات ديه ده تعتبر حاجات وحشة يعني مفيش اثنين يختلفوا عليه وده كان من ذكاء جعفر بن أبي طالب إن هو يختار له حاجات مش هيجي النجاشي يقول له إيه طيب بس الحاجات ده حرام عندكم بس حلال عندنا، إيه المشكلة ، ذكر له حاجات مفيش إنسان محترم عنده فطرة نقية يرفضها.
المحور الثاني:
بدأ يعرفوا مين هو النبي صاحب الدعوة الجميلة ديه قال: فكنا على ذلك كنا على الجاهلية من عبادة الأصنام لأكل الميتة لسوء الجوار لقطيعة الأرحام ، إلى أن أتى هذا النبي، "فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا مش واحد غريب بقا يمكن نقول ده ، لأ هو طول عمره عايش وسطنا ده أربعين سنة قبل البعثة وإحنا عايشين وشايفينهم وكمان فوق ده كله كان اسمه في الجاهلية حته قبل الإسلام الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .. قال: حتى بعث الله إلينا رسول منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباءنا من دون الله من الحجارة والأوثان .. ده المحور الثاني.
المحور الثالث:
يبقى أول حاجة: عرض مساوئ الجاهلية.
ثاني محور: عرض عليه وعرفه مين هو النبي.
ثالث حاجة: يعرض عليه الرسالة التي جاء بها النبي شوف ذكاء جعفر والله العظيم لو قلت لواحد النهاردة عنده رسالة سبع دكتوراه وقلت له اختصر لي الإسلام ده كله في خمس دقائق في دقيقتين أقول إيه ولا إيه في الآخر هيقول لك الإسلام حلو وجميل ، وكده يعني، جعفر بن أبي طالب في المحورالثالث: بدأ يعرض عليه الإسلام .. قال: فأمرنا يعني النبي صلى الله عليه وسلم بصدق الحديث يأمرنا بحاجات يعني خد بالك .. وقال له برده على حاجات النبي بيأمر بيها حاجات لا يختلف عليها اثنين أبدا إنها من أفضل الأشياء .. قال: فأمرنا بصدق الحديث.. وأداء الأمانة وصلة الرحم .. وحسن الجوار .. والكف عن المحارم والدماء .. ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم .. وقذف المحصنات .. وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والذكاء والصيام.
كأن عاوز يقول له إيه رأيك يا نجاشي؟ الكلام ده يزعل حد، الكلام ده وحش في راجل بيأمر بالحجات الجميلة ده كلها نقدر نقول عليه ربع كلمة كله ده والنجاشي يسمع يخش بقا معاه جعفر بن أبي طالب على المحور الرابع ، بدأ يحكي للنجاشي إن همه بعد ما أسلموا إيه الظلم اللي حصل لهم من أهل مكة .. طيب ليه قال له كده؟
علشان يرقق قلبه .
فقال له جعفر: فصدقناه "يعني النبي صلى الله عليه وسلم" وأمنا به واتبعناه على ما جاء به من عند الله فعبدنا الله وحدة لا نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا .. وأحللنا ما أحل لنا .. إيه اللي حصل النتيجة فعادى علينا قومنا .. تهجموا علينا وعذبونا وبهدلونا، فعادى علينا قومنا فعذبونا وافتتنونا على ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان .. إلى عبادة الله جل وعلا وأن نستحل ما كن نستحل من الخبائث .. زعلوا بقى إن إحنا نبقا كويسين ويبقى عندنا صدق وأمانة ووفاء وصلة رحم وكف عن المحارم عاوزنا نرجع ثاني للفواحش والخمرة والكلام ده كله، وراح خاتم المحور الخامس بكلمتين حلوين قوي قوي، في حق النجاشي علشان برده يعطيه البرستيج بتاعه ، وعلشان يرده الرجل يقف جنبه، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك ، كان أمامنا بلاد كثيرة يا نجاشي بالعكس أنت بالنسبة لنا بلدك بعيدة جدا بيننا واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندنا أبدا أيها الملك، والله العظيم أنا عن نفسي عاوز ألم العدة وامشي أنا مش لاقي كلام أقوله بصراحة مش لاقي كلام اقوله في حق سيدنا "جعفر" إيه الجمال ده كله لأ له حق ما دام كان سبب في إن النجاشي بعد ذلك يسلم وإنه كان سبب إن الإسلام يرفرف على الحبشة يبقى كان فعلا ، لما تتقطع يديه ربنا يكرمه بجناحين يطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة، شفت بقا مسك الختام شفت هو أعد إيه خلى بلد كاملة تعرف يعني إيه إسلام يعني إيه دين أخويا وحبيبي اللي أحيانا يسافر أوروبا وأمريكا يستعر من دينه .. وأقول لك أعيش بقى زي ما الناس عايشين وأتمتع ويتكسف يظهر هويته بتروح مطارات أوروبا يتكسف يصلي يعلم ربي سبحانه وتعالى أحد المشايخ ربنا يحفظه .. يقول لي كنت مسافر في مرة الكلام ده من حوالي تسع سنين ، كان مسافر للدعوة في انجلترا يقول لي جاء إلي وقت الصلاة مفيش ولا مكان أصلي فيه في مطار لندن فدخلت أنا وواحد من المديرين .. فقلت له: عاوز أصلي مكان أصلي فيه .
قال لي: مفيش مكان وممنوع تصلي هنا لو سمحت.
المهم قال: فسبتني من كلامه فرحت رايح بعيد عن المكتب كده بحوالي مائة متر وقلت الله أكبر ومعايا البصلة .. وقمت مصلي يقول يقدر ربنا سبحانه وتعالى شوف إخلاص النية لله يقول بعد سنتين نزلت نفس المطار في لندن لقيت الحتة اللي انا صليت فيها بأت مصلى الناس تصلي فيها لك أن تتخيل الإنسان لما يخلص النية يكون سفير للدعوة .. إنك في أي مكان تروح فيه تظهر هويتك انا مسلم وأتشرف وأنا مسلم كنا نقف في المطار بنفس المنظر كده بالثوب والغطرة والطقية كنا نقف نصلي كانت الناس تتجمع حوالينا ومبسوطة وفرحانة جدا، مين دوله دول مسلمين بيعملوا إيه بيصلوا تخيل إن كان في ناس تسلم لمجرد يشوفوا منظرنا بس كده منظرنا وصلاتنا وخشوعنا كان في ناس تسلم لا تخرج من المطار قبل ما تسلم يا أخي العزيز ربنا يبارك فيك .. قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني.
الإمام بن القيم يقول: من أراد المنزلة العليا في الجنة فلابد أن يكون في المنزلة العليا في الدعوة إلى الله .. سبحانه وتعالى بلغوا عني ولو آية .. والحديث رواه البخاري، شفت جعفر عمل إيه في خمس محاور عرض مساوئ الجاهلية عرفهم مين هو النبي عرفهم إيه هي رسالة الإسلام وبعد كده قال له الظلم اللي إحنا شفناه من قريش وبعد كده أثنى على النجاشي .. وقال له كلمتين في حقه علشان الراجل يتشجع يقف جانبهم.
وبالفعل النجاشي رفض يسلمهم لعبد الله بن أبي ربيعة ولعمرو بن العاص ومشاهم وقعدوا في بلاده وقال أنتم آمنون في بلادي قعدوا كام سنة 10 سنين راحوا ثمانين واحد ، رجعوا ثلاث سفن، أخويا وحبيبي التزمت بقالك كام سنة اسأل نفسك كده من كام سنة وأنت ملتزم .. أختي الفاضلة بقالك كام سنة ملتزمة، طيب نسأل نفسنا الكلام التاني المحرج شوية ربنا هدى على إيدك كام واحد ربنا هدى على يدك كام واحدة.
اسمع لكلام الإمام بن الجوزي رحمه الله رحمه واسعة وهو في بداية السكرات بدأ يبكي فقالوا: لماذا تبكي يا إمام؟
فقال: والله لقد هدى الله عز وجل على يدي أكثر من مائتي ألف وأسلم على يدي أكثر من مائتي نفس .. وكم سالت عين متجبر لم تكن تسيل من قبل فسالت لوعظي .. وإن من أدرك مثل هذا ليرجوا التمام عند الله .. ولكن أخشى أن يقال يوم القيامة: "فرطت ونافقت وفعلت وفعلت" ثم توجه إلى الله عز وجل وهو يبكي ويقول: إلهي وسيدي ومولاي إن عذبتني غدا فلا تخبرهم بعذابي لئلا يقولوا عذب الله من دعا إليه .. عذب الله من دل عليه.
أخويا وحبيبي مينفعشي نعيش لنفسنا وبس .. مينفعشي ينعيش على هامش الحياة لنا دور ولنا رسالة ولنا شيء لازم نوصله للكون ده كله نحن قوم، وعمال بكررها كده في دروس كثيرة لأن هي ده مختصر رسالتك كمسلم نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.. ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .. ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة .. جعفر بن أبي طالب ربنا أبدله من يديه بجناحي في الجنة تزود يمكن ربنا يكرمك، وتبقى أنت جعفر بن أبي طالب الثاني ويبقى لك جناحين تطير بهما مع "جبريل وميكائيل" في جنة الرحمن سبحانه وتعالى يمكن ربنا يكرمك وتبقى زي "سعد بن معاذ" الذي اهتز عرش الرحمن لموته .. يمكن تكون زي عمار بن ياسر يمكن تكون زي بلال يمكن تكون يمكن يمكن، فكر كده وواعى تحتقر نفسك النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر إن فيه سبعين ألف يدخلوا الجنة بغير حساب ولا عذاب قام عكاشة بن محصن وقال: ادعوا الله أن يجعلني منهم يا رسول الله.
قال: أنت منهم.
فقام رجل آخر فقال: ادعوا الله أن يجعلني منهم.
قال: سبقك بها عكاشة .
لو عكاشة كان احتقر نفسه وقال: أنا مين أنا علشان أدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب يا عم مش ممكن لا .. لم يقل كده بل بالعكس قال: يا رسول الله ادعوا الله أن يجعلني منهم .. ربيعة بن مالك اللي كان يحضر ماء الوضوء للنبي صلى الله عليه وسلم والنبي قال له: وكان إيه ربيعة كان عنده 17 سنة وكان من أهل الصفة وكان فقير جدا .. وكان نفسه يتزوج والنبي عليه الصلاة والسلام قال: سلني شيئا يا ربيعة.
يقول له: أسألك مرافقتك في الجنة يا رسول الله.
يقوم النبي كان ممكن ربيعة يقول إيه أنا أخش الجنة .. فضلا عن أن أكون مع النبي في الجنة، فالنبي يقول له: أوغير ذلك؟
قال: هو ذاك يا رسول الله؟
قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود لله .. فإنك لا تسجد سجدة لله إلا رفعك الله بها درجة في الجنة.
أخويا وحبيبي يا ترى هنرفع الشعار ولا لسه مسخناش .. إحنا في النصف الثاني من رمضان ربنا يكرمنا ويكرمك .. عاوزين نجتهد بجد عايزين نرفع الشعار وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ونرفع الشعار .. وماذا أعددت لها علشان تكون مسك الختام .. سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. بحبكم في الله .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=2045_0_2_0