بسم الله الرحمــــن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و أصلي و أسلم على أشرف الأنبياء و إمام المرسلين نبينا و حبيبنا و قائدنا محمد بن عبد الله عليه و على آله و صحبه أفضل الصلاة و أتم التسليم .
هو لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى ، تكلم عن نهاية العالم و أحداث آخر الزمان فأخبر فصدق عليه الصلاة و السلام ، صدّق و صُدّق صلوات ربي و سلامه عليه.
تكلمنا أيها الأحبة عن أحداث تختص بالتجارة، بالتعاملات الاقتصادية ، تكلمنا أيضا عن أحداث تتعلق بأمور اجتماعية بين الناس .....تكلمنا عن أحداث متعددة ،
نحن اليوم مع حدث لا يتعلق بالقمر و لا يتعلق بالشمس و لا يتعلق بالصلاة و لا يتعلق بشيء من العبادات بل ولا يتعلق، لا بتقارب الأسواق و لا تقارب الزمان
نحن اليوم نتكلم عن حدث يصدّع الأرض و يزلزلها.......فما هو هذا الحدث؟
عن عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:(( يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل و البلابل و الأمور العظام و الساعة يومئذ أقرب من يدي هذه من رأسك ))
نعم أيها الأحبة الكرام أخبر النبي عليه الصلاة و السلام في عدد من الأحاديث أنه في آخر الزمان تكثر الزلازل ،
تعالوا نتكلم عن كثرتها وعن سبب ذلك، و أيضا سيكون معنا إحصائية عن عدد الزلازل التي وقعت خلال الألف السنة الماضية أو الألف وخمس مائة السنة الماضية. و كيف أنها كانت تتوقف أحيانا لثلاثة قرون ، سأتكلم أيضا بالتفصيل عن الزلازل التي تقع خلال هذا العام الذي نحن فيه سواء في 2011 أو 2010 ميلادية أي 1432 أو1431هجرية و سنحاول أيضا أن نتكلم عن التفسير المادي لهذه الزلازل و هل نقول دائما عن كل حدث يحصل أنه يحدث بسبب عقوبة على الناس أو معاصي و نحو ذلك.
النبي عليه الصلاة و السلام ذكر أحداثا تقع في آخر الزمان ، منها أشياء كقوله عليه الصلاة و السلام (( أن تزول الجبال من أماكنها ))، و فعلا لو أن أحدا ممن مات منذ 100 سنة فعاد و نظر في مكة لوجد أن الجبال التي كانت قد زالت الآن .
في بعض الدول يتم دك و إزالة الجبال التي تقع في الأماكن الحساسة ، الموجودة مثلا في مركز المدينة أو في مناطق عالية ،
و في بعض الأحيان ، الجبال تبدأ تتهدم ، ترى أحيانا في بعض الطرق التي تقع بين الجبال سقوط أحجار و صخور تنفصل عن الصخرة الكبيرة و تسد الشارع على الناس.
و هذا موجود في الصور على الانترنت، بعضها سقطت على سيارات، و بعضها سدت الشارع و نراهم يأتون بالشاحنات و الطائرات ليدحرجوا الصخرة إلى الوادي.
فالنبي صلى الله عليه و سلم، لما يذكر هذه الأحداث، يبين لنا أن الأرض معمورة من قديم، فالله تعالى خلق الأرض من قديم قبل أن يخلق الإنسان.
كما قال الله جل و علا { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } فالأرض كانت موجودة لكن لم يكن عليها إنس و ربما لم يكن عليها جن ، حتى خُلق الجن قبل ذلك ففسقوا فيها و سفكوا الدماء ثم حصل لهم ما حصل و ألغى الله تعالى و حرمهم من أن يكونوا هم الذين يعمرون الأرض ، و بعد ذلك حول الموضوع إلى الإنس أي هم الذين يعمرونها .
الخليفة يعني يخلف بعضهم بعضا.
فالأرض قديما، النبي صلى الله عليه و سلم ذكر أن هناك عدة أمور تقع في الأرض ، مثلما ذكرنا في الجبال، و كما سنذكر الآن في الزلازل.
قال عليه الصلاة و السلام(( إن أمتي أمة مرحومة، لا عذاب عليها في الآخرة ، جعل عذابها في الدنيا القتل و الزلازل و الفتن))
و قال عليه الصلاة و السلام (( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم و تكثر الزلازل ))
و قال عليه الصلاة و السلام عن عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه:(( يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل و البلابل و الأمور العظام و الساعة يومئذ أقرب من يدي هذه إلى رأسك ))
و قال عليه الصلاة و السلام فيما رواه البخاري :(( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، تكون بينهما مقتلة عظيمة))
و هذا أيضا مصداق أحاديث أخرى لما قال عليه الصلاة و السلام : (( يكثر فيهم الهرج )) الهرج الذي يعني القتل. و لما قال عليه الصلاة و السلام : (( ويذهب الرجال و يبقى النساء )) أي أن هذه المقتلة العظيمة سيكون أكثرها في الرجال في الغالب لأنها قتال وفي الغالب أن من يقاتل في الحروب هم الرجال.
و قال عليه الصلاة و السلام(( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة و تكثر الزلازل))
طبعا الذي يسير الأرض هو رب العالمين، هو سبحانه و تعالى يفعل بها ما يشاء، و يختار جل و علا ،و هو الذي جل و علا إن شاء أقامها و إن شاء دمرها فهو سبحانه و تعالى يفعل ما يشاء.
مداخلة أحد الشباب: الواقع أن هناك مراكز لأرصاد الزلازل تؤكد وتقول أن هذه الزلازل هي ظواهر طبيعية فهناك ، مكان وقوعها و درجتها بمقياس ريختر.
د . محمد العريفي : بعض الأشياء تقع، و نحن نعلم أنها ظواهر طبيعية جعل الله لها أسبابا ، مثلا هطول الأمطار: فكلنا نعلم أنها ظاهرة طبيعية سببها تبخر ماء البحر بفعل الشمس، فيتكثف هذا الماء فيسقط المطر . إذن فهذا تفسيره العلمي و هذا معروف ، لكن من الذي يأذن بتبخر الماء و من الذي يسوق السحاب إلى ما شاء من الأماكن، هذا علمه عند الله سبحانه و تعالى و هو الذي يقدر عز و جل .
لذلك نحن أُمرنا إذا تأخر سقوط المطر أن نستسقي ، نقول: اللهم اسقنا، يعني اللهم إنا نسألك أن تهطل المطر الموجود في السحاب ، فنحن نجمع بين أمرين مثلما قال عليه الصلاة و السلام :(( إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد و لا لحياته، يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فاسعوا إلى الصلاة و ادعوا حتى ينجلي ما بكم))
فإذا رأيتم ذلك : أي خسوف القمر و كسوف الشمس.
يأتي البعض و يفسرها تفسيرا ماديا تاما ، يقول مثلا ، إذا وقعت الأرض ما بين الشمس و القمر، سدت عنه النور و انخسف القمر، يعنى هذا التفسير واضح ،لكن من الذي قدّر أن يقع هذا و من الذي أمرنا عندما نرى هذا أن نتذكر خسوف القمر في الآخرة، فنربط هذا المنظر بالمنظر الذي يقع في آخر الزمان فنخشى و نخاف. فكذلك الزلازل لما تقع،أنا سأبين لكم أن هذا ليس تفسيرا ماديا فقط بل هذا تفسير علمي.
في دراسة أجريت على خنادق، حُفرت على امتداد تصدع لسان أندرياس، هذا خط فيه تصدع، فأجريت دراسة علمية من طرف أساتذة الجيولوجيا و علماء الأرض ، درسوا هذا التصدع و حاولوا أن يعرفوا خلال السنين الماضية عبر دراسات حديثة وأجهزة متطورة ، كم عدد الزلازل التي وقعت ، أنظر سبحان الله ؟؟؟ لكي تزداد إيمانا،
خلال السنوات ما بين 671 م و 797 تقريبا 800 أي 130 سنة تقريبا لم يقع خلالها إلا 3 زلازل، ثم انقطعت الزلازل قرنين كاملين 200 سنة و ما حدث أي زلزال ، حتى جاء عام997تقريبا عام 1000للميلاد إلى عام 1100، فخلال المائة عام هذه وقعت 3 زلازل فقط، ثم انقطعت 246سنة ، لم يقع زلزال على وجه الأرض، ثم في عام 1346 وقع زلزال و في عام 1480 وقع زلزال، ثم توقفت الزلازل 300سنه ثم عادت للنشاط ما بين عام1812 م لما اقتربنا من آخر الزمان و 1857م، كل الزلازل التي كانت في هذه السنوات الماضية لا تتعدى عشرة زلازل.
أنظروا الآن إلى الزلازل في 2010م ، في الشهر الثالث في مارس ضرب الشيلي زلزال على مقياس ريختر بمقدار 8 و8 من عشرة أي تقريبا 9 ، قُتل فيه أكثر من 100ألف قتيل ، ناهيك عن مئات أو آلاف البيوت التي دمرت ، خسائر بلغت 22مليار دولار.
في تاريخ 2 من شهر أبريل2010 ، ضرب زلزال انهيارات أرضية و تحولت الشوارع إلى أنهار في الصين ، ثم ضرب زلزال المكسيك ، هذا كله في 2010م، ثم على مقياس ريختر 7و2 من 10، أيضا في أبريل في نفس الشهر ضرب زلزال في شنغهاي في الصين على مقياس ريختر 7و 1من 10، قتل فيه آلاف الناس و دُمر 11 ألف منزل.
ثم ضرب أفغانستان، على مقياس ريختر على 6 درجات ، ثم ضرب الصين مرة ثانية و قتل مئات الناس.
ثم في الشهر الخامس و الشهر السادس من 2010 ميلادي ضرب الصين و إنهيارات أرضية في 42 مدينة و آلاف المنازل ، يعني هذا في شهر 3و 4و 5 و 6 من 2010 م، فقط في أربعة أشهر حدثت هذه الزلازل ، بينما لما عرضنا السنين الماضية، يمر 300 سنة و تمر 200 سنة و لا تقع زلازل ،
لماذا كثرت الزلازل في آخر الزمان، هذا مصداقا لقول النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه في آخر الزمان يقبض العلم و تكثر الفتن ، قال:(( و تكثر الزلازل ))
الآن هل هؤلاء الصحابة يعلمون ما معنى الزلزال ، و هل جرّب الصحابة الزلازل في المدينة ؟
آمنا بالله و رسوله عليه الصلاة و السلام و أيقنا بأن كلام الله تعالى حق و أن كلام الرسول عليه الصلاة و السلام صدق ، و قوله عليه الصلاة و السلام : ((تكثر الزلازل))، هذا أمر واقع قد بيناه عندما تكلمنا عن كثرة الزلازل عبر الأرقام و الإحصائيات .
الله سبحانه و تعالى يقول :{ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا }،
ما نرسل بآيات الرياح إلا تخويفا ،يا أيها الناس آمنوا بالله و اتركوا الظلم و أنواع المعاصي حتى يرحمكم الله.
ما نرسل بآيات الزلازل إلا تخويفا و ما نرسل بآيات الفيضانات إلا تخويفا.
الله سبحانه و تعالى يُذكر الناس و يستعتبهم مثلما قال عمر لما خطب الناس في الاستسقاء ،و قال إنكم قد شكوتم جدب دياركم و انقطاع المطر عنكم ثم قال إن الله يستعتبكم فأعتبوه، يعني الله يقول لكم استغفروني، ارجعوا لي ، فارجعوا إليه فالله يدعوكم ، هذا معنى أن الله يستعتبكم فأعتبوه.
مداخلة من أحد الشباب: من آيات التخويف، أتذكر أنني كنت في فترة الصيف الماضي في إندونيسيا، و بينما نحن نائمون في الليل إذ بزلزال ضعيف جدا يهز الأرض، فقام الناس الخليجيين و خرجوا من البيوت، و كان هنالك أحد الشباب بدأ يصرخ " زلزال، زلزال" فيعني بدل أن يقول "لا إله إلا الله " أصابته حالة هستيرية ، بعدها عرفنا أن درجة قوة الزلزال كانت 2 درجة على مقياس ريختر، فما بالك لو كانت 6 أو 7 درجة؟
د . محمد العريفي : " لا إله إلا الله " ، صدقت يا أخي ، لو رأيت ما وقع في التسونامي وما وقع في زلزال اليابان لرأيت عجبا ، كنت أقرأ اليوم تقارير عن هذه الزلازل، مثل زلزال التسونامي ، فالمناطق التي دمرها في تايلاند و المناطق الأخرى التي دمرها في إندونيسيا و غيرها، جميع المسلمين هناك من الصالحين وغير الصالحين كانوا يجمعون و يقولون هذه عقوبة.
طبعا نحن لا نجزم إن كانت عقوبة أو لا، نحن لا نفرح بموت أهل تايلاند و لو كانوا كفارا ما دام لا يوجد بيننا و بينهم حرب و قتال ، فنحن لا نريد أن يموتوا فهم ليسوا محاربين علينا، لكن مع ذلك لا نقول ، هو كافر إذا دعه يموت ، لا لماذا نتمنى له الموت ، بل ندعوهن للإسلام و نحسن إليهم بدل أن يموت و هو على كفره ، لكن مع ذلك أولئك أنفسهم يقولون إن هذه المناطق يكثر فيها مثل هذا ، و كانوا كلهم يقولون هذه عقوبات مسلمهم سواء كان صالحا أو غير ذلك.
عمر رضي الله تعالى عنه لما زلزلت المدينة في عصره، فكما في حديث صفية رضي الله عنها تقول : قام عمر في الناس و قال : أيها الناس و الله ما زلزلت إلا بحدث أحدثتموه و الله لئن زلزلت أخرى لا ساكنتكم فيها أبدا , يعني و الله لخرجت منها.
عمر بن عبد العزيز رضي الله ، لما زلزلت بعض مناطق المسلمين كتب إليهم قال: أخرج الناس و ليستغفروا الله و ليتصدق من كان يستطيع أن يتصدق و انظر فيما عندك من محدثات فأزلها ، أنظر ما عندك من سرقات و رشاوي و بيع خمر أو امرأة تمكن من نفسها بفاحشة أنظر ما عندك من أمور تغضب الرحمن فأزلها ، انظر محاسبة النفس.
أسباب الذنوب و المعاصي
تعليق الشيخ محمد العريفي، كما قال الله تعالى{ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا } يعني الأصل أن الإنسان إذ حصلت هذه الكوارث يكون في نفسه نوع من الخوف.
كما قال عليه الصلاة و السلام : (( إذا اتخذ الفيء دولا ))
الفيء يعني الغنيمة التي تدخل على المسلمين من دون معركة ، أما الغنيمة التي تدخل على المسلمين من معركة تسمى الغنائم، لكن الفيء لما يدخل المسلمون و يحاصرون بلدا و يستسلم أهل هذا البلد، فإن هذه الغنيمة تصبح فيئا، يعني من غير قتال
(( إذا اتخذ الفيء دولا )) صار فقط بين الرئيس و أتباعه ،و الجنود المساكين لم يأخذوا شيئا ، هذه من علامات آخر الزمان التي تمثل أكل حقوق الآخرين
(( إذا اتخذ الفيء دولا و الأمانة مغرما )) ، في هذه الأيام إذا أعطى سلم فلان أمانة لفلان آخر أصبحت هذه الأخيرة و كأنها رزق ساقه الله إليه فيبدأ يسرقها.
ثم قال عليه الصلاة و السلام:(( فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء و زلزلة و خسفا ومسخا و قذفا )) رواه الترمذي.
ريحا حمراء: يعني من شدتها أنها تحمل التراب و تصبح الريح حمراء لكون التربة حمراء أحيانا فتحملها الريح تحمل الحصى و التراب و تضرب وجوه الناس و بيوتهم و تكسر الزجاج و ربما قلبت سيارات ،
هذا الذي يقع فينبغي على الناس من أول ما تقع هذه الأحداث أن يراقب الإنسان ربه جل و علا و أول من يجب عليه أن يخاف الله سبحانه و تعالى و يحاسب أحوال الناس هم الذين ولاهم الله أمر الناس.
مثلا زلزال تركيا الذي وقع قبل فترة ثم ذكروا ما كان يقع في تلك المدينة التي وقع فيها و رأينا صورا للمسجد الذي بقي و أنا لا أدري أهي الصور التي نشرت في الإنترنت أهي حقيقية أم مركبة بالفوتوشوب
مداخلة أحد الشباب : الناس الذين سلموا كانوا في المساجد
د . محمد العريفي : و كانوا يقولون إننا إذا أوينا في بيت الله حمانا
يقول الشاب : في الإعلام أو لمن كان لديه مصلحة ، فهم يحولون قدرة الله في الظواهر التي تحدث إلى ظواهر طبيعية بحتة ، فما نصيحتكم يا شيخ أن الأحداث التي تحدث هي القدرة الإلهية و ليس ظواهر طبيعية و فقط؟
د . محمد العريفي : هؤلاء الذين يريدون أن يقنعوا الناس أنه لا علاقة للزلازل أو انقطاع المطر بمعاصيكم ، هؤلاء هم الذين يريدون أن تستمر المعاصي في الناس : يقولون مثلا لشارب الخمر ما علاقة الزلزال بشرب الخمر ، استمر في شرب الخمر فهذه ليست عقوبة ، كذلك المرأة التي تقع في الفاحشة أو الشاب ، يقولون ما علاقة الزلزال بالفاحشة ، أو عقوق الوالدين، سواء عقيت أم لم تعق ، و كذلك السارق أو من تولى ولاية سواء رئيس دولة ،أو أخذت الرشوة ، يقولون لا تكبروا الموضوع ليس كل واحد شرب أو زنى ،تقول بسببك حدثت الزلازل.
نقول هذا كلام الله سبحانه و تعالى أولا ،و كلام الرسول عليه الصلاة و السلام ، و الله سبحانه و تعالى ذكر في كتابه أنه من أسباب هذه المعاصي أنهم يُعاقبون وأنهم يُأخذون على غرة ونحو ذلك هذا أمر.
و لا أدل من ذلك تلك العقوبات التي نزلت على قوم عاد و ثمود { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا } و لما جاء إلى قوم عاد سحاب قال الله تعالى { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا }، قال الله: {بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ،تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } ، قال الله تعالى { فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ } لم تبقى إلا البيوت و الباقي دمرته السحاب.
الذين فسروه تفسير مادي من قوم عاد وهم قوم هود ، كانوا يقولون هذا عادي سحاب جاء بمطر، لكن الله تعالى يقول هذا ليس سحاب عادي، هذا ريح فيها عذاب أليم ، بدأت تضربهم و هم تحتها.
فنحن نقول نعم هي قد تكون ظواهر ، يقدر الله تعالى أن تكون للأرض ذبذبات أو موجات أو غازات معينة و تتزلزل، لكن نحن أيضا مأمورون أن نستغفر الله و نرجو ربنا الذي يتحكم في الأرض أن يجعلها صالحة لنا لا مفسدة
سؤال: هل ننتظر أن يضربنا زلزال حتى نستيقظ من الغفلة التي نحن فيها أو نبتعد من الذي يحصل في البلدان الكافرة لنراجع أنفسنا و نصلحها ؟
د . محمد العريفي : لقد صدقت ، حتى هذه الزلازل التي تقع هي كما قالت عائشة رضي الله عنها لما زلزلت بعض المناطق المسلمة، فقيل لها " أعذاب هو؟" فقالت هو تذكير و رحمة و تكفير عن المؤمنين و هو عذاب على الكافرين
فإذا وقع مثل هذا فإنه يعلم بأن الله يستعتبه كما قال عمر رضي الله تعالى عنه و إذا وقع على الكافرين فهو عذاب، لكن لو وقع على المؤمنين ربما كان عقوبة ، ربما كان أحيانا استعتابا من أجل أن يعود الإنسان إلى ربه سبحانه و تعالى.
لكن المقصود من كلامنا أن من كثرة الزلازل التي تقع الآن و قد ذكرنا إحصائيات بالتواريخ هي أيضا من علامات نهاية العالم التي أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بها.
أسأل الله تعالى أن يكفينا و إياكم الفتن ، ما ظهر منها و ما بطن
أشكر الشباب على حضوركم ، و أنتم أيضا أيها الأحبة الكرام أشكر لكم تواصلكم ومتابعتكم إلى لقاء آخر إن شاء الله من نهاية العالم