بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
لا نزال نترقب نهاية العالم ونتكلم عن الأحداث التي تقع في آخر الزمان مؤذنة بقرب نهاية العالم , كل شيء في غالب الأحيان يكون له أحداث تسبقه تخبر عن قرب مجيئه , فإذا أظلمت السماء وتلبدت الغيوم , فهذامؤذن بقرب سقوط المطر , كما جرت العادة بذلك , إذا اشتدت الريح وبدأ يثير الغبارفهذا مؤذن بعده أيضا من اقتلاع الأشجار ونحو ذلك, أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأحداث تقع قبل نهاية العالم من ضمن هذه الأحداث حدث يقل فيه العلماء , ويكثر فيها القراء .
عن أبي هريرة-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (( سيأتي زمان تكثر فيه القراء, ويقل الفقهاء, ويقبض العلم فيه, ويكثر الهرج , قالوا: ومالهرج ؟ قال:القتل بينكم ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن الرجل لا تجاوز تراقيهم ثم يأتي بعد ذلك زمان يجادل المنافق الكافر المشرك بالله المؤمن بما يقول ))
نعم أيها الأحبة الكرام الأمر كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم- (( سيأتي زمان تكثر فيه القراء, ويقل الفقهاء .. )) أي: يقل الذين يفهمون ويدركون ويستوعبون ما يقولون لأجل أن ينزلوه على واقع الناس في فتواهم وتعليمهم وغيرذلك.
تعالوا نتناقش في هذا الحدث من أحداث نهاية العالم مع الشباب الذين معي
طبعا الحديث طويل ولكن نحن أخذنا منه الشاهد وإلا النبي-صلى الله عليه وسلم-يكثرالقراء , ويقل الفقهاء , ويكثر فيهم الهرج . قيل : ومالهرج؟ قال : القتل القتل ثم قال-عليه الصلاةوالسلام -ويجادل المنافق الكافر المشرك بالله المؤمن ..إلى آخر ذلك من العلامات .. لكن قوله-عليه الصلاة والسلام-يكثر القراء ويقل الفقهاء , القراء خرجها أهل العلم على تخريجين:
التخريج الأول:قراء القرآن بحيث يبدأ يقرأ القرآن لكن ربما يفهم القرآن على غير ما هو عليه فيخطأ في فهمه فهم يقرؤون القرآن ويتقنونه لكن كما قال النبي-عليه الصلاة والسلام – (( يقرأ الرجل القرآن لا يجاوز تراقيهم )) أي: لا يجاوزالترقوتين المتصلة بالرقبة فهو لا يصل إلى الدماغ وإلى العقل فلو تقول له مثلا { قرأ قل هو الله أحد} يقرأها لكن لو سألته ما معنى{ الله الصمد} لا يدري فهو لا يتفكر فيها ولا يفهم ما يقرأ , يقرأ{غاسق إذا وقب} فما معنى ذلك لا يستطيع أن يستوعب هذافالمقصود من ذلك إذا كان الإنسان يقرأ فقراءته للقرآن له فضل لكن لابد أن يجمع مع ذلك أيضا أن يكون معه من الفقهاء هذا قول لبعض أهل العلم وقال آخرون : أن قوله-عليه الصلاة والسلام-أن قوله(( يكثرالقرآء .. ))أي عموما القراء قراء الكتب وهذا اليوم واقع مع الأسف بشكل كبير وأعطيكم أمثله له , انظر مثلا لكثرة معارض الكتاب وكثرة إقبال الناس على شراء الكتب أنا أحضر معارض الكتاب منذ أنت كنت في أيام الجامعة قل أكثر من عشرين سنة أو تزيد بل من أيام الثانوي فلم يكن الازدحام في معارض الكتاب كما هو اليوم في قوة الشراء للكتب حقيقة في إقبال الناس عليها في إقبال الناس على القراءة عموما تجد الإنسان جالس على الإنترنت ويقرأ إما الكتب الإلكترونية الموجودة في الإنترنت ومكتبات الآن فيها ملايين الكتب مواقع تحتوي على كتب فقط أو أنه يبدأ يقرأ مشاركات ومنتديات وتقارير وتحليلات وفعلا في السابق الواحد ربما بعد الفجر أتحدث عن نفسي أجلس عادة أقرأ قرآن أو تقرأ كتاب الآن أفتح الانترنت لآخذ بعض الأخبار ثم لا أعي إلا وقد مضى ساعتين أو ثلاث وإذا بالذي قرأته تحليلات عن الواقع وأحداث سياسية كتابات معينة المنتديات والأخبار التي فيها وأحيانا تنقلك من شيء إلى شيء يسرق عليك الوقت لأنه فيه نوع من المتعة وبالتالي لا تدرك إلا والوقت قد انتهى عليك فكثرة القراء لغيرالقرآن هذا موجود الآن بل بكثرة بل أعطيك مثال على ذلك أيضا الآن أصبح الناس يستطيعون أن يحملوا معهم الكتب عبر الأجهزة الحديثة سواء الآي فون أو الآي باد أوالآي بود وغيره وأجهزة الجالكسي الصغيرة فأصبح الشخص تشغله هذه عن تلاوة القرآن إضافة إلى رسائل الجوال والله يا جماعة أحيانا أركب الطائرة وتكون الرحلة مثلا ساعتين ويكون معي مصحف وأنا ناوي أن سأقرأ كذا جزء في الرحلة لشدة الانشغال لغيرها فأخصص أحياناًفي رحلات الطيران لكثرتها تستطيع تقرأ القرآن فأحيانا أضع المصحف وأخرج الجوال فأجد فيه أربع مئة رسالة وأقول في نفسي سأمر عليها سريعا ثم إن شاء الله سأقرأ فأبدأ بالمرور والله لا أنتبه إلا والكابتن يقول وصلنا إلى مطار جدة أو كذا واربطوا الأحزمة للهبوط وإذا أنا لم ألمس المصحف وحصل لي هذا مراراً لدرجة أني أصبحت أضع الجوال في الشنطة التي أضعها فوق حتى ما تحدثني نفسي وأمسكه للقراءة فيه أصبح الإنسان ينشغل عن القرآن وعن فقه القرآن ومراجعته بقراءة الكتب بقراءة بما في الأنترنت وما إلى ذلك هذا أمر .
الأمر الثاني عندما يقرأ الإنسان أحيانا لا يفقه الذي يقرأه وهذا معنى قولالرسول-صلى الله عليه وسلم- (( يكثر القراء ويقل الفقهاء.. ))تجده يقرأ الكتب وتسأله أنت الآن قرأت كتاب في الطهارة أخبرني كيف يستطيع الإنسان أن يغتسل من الجنابة ؟ فيقول قرأته ولكن لم أفهمه جيدا أي لم يفقهه بل أحيانا ربما يقرأ شيئا خطأً ويظنه صحيحا مثل ما قرأ أحدهم مرة قول أحد الفقهاء ويسن أن يذهب أحدكم للصلاة بسكينة ووقار فكانت كلمة وقار عليها نقطة بدل نقطتين فأصبحت بسَكينة وفار ففهم أنه بسِكينة وفار فأصبح يخرج إلى الصلاة ومعه سكينة وفأر من باب تطبيق السنة وكله لأن شيخه كتابه وكذلك أحدهم كان يقرأ بعد الصلاة والحديث فيه ضعف أن النبي - صلى الله عليه وسلم-قال: (( المؤمن كَيس فطن )) كيس أي عاقل و فطن : ذكي فقرأها المؤمن كِيس قطن وهو يقرأ في المسجد وكأنه يقول المؤمن أبيض من داخل ومن الخارج وبدأ يفسر على هذا وكنت ذات مرة مع الشيخ ابن باز غفر الله له وصليت معه العصر وقد صلى بنا أحد الإخوة ومن ثم أخذ الكتاب ليقرأ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (( المحرم لا يَنْكِحُ ولا يُنْكِح)) لا يَنْكِحُ : أي لا يتزوج ولا يزوج فلو أنت محرم لحج أو عمرة وأتى أحدهم خطب أختك أو بنتك فلا يجوز لك أن تتزوج ولا يجوز لك تُزوجه أي حتى تنتهي من إحرامك ولكن كيف الإمام قرأها قال : قال-صلى الله عليه وسلم- ((المحرم لا يَنْكِح ولا يُنْكَح )) يُنْكَح أي : يفعل فيه , فقال له الشيخ: الله يهديك يُنْكِح الله يهديك فهذه مشكلة أن يقرأ لكن لا يفقه ما يقرأ وهذا يدل على ما ذكرنا.
أبو عبدالله :يا شيخ من قلة الدين تجد رسائل عن طريق الجوال أو الإيميلات وفيها خطأ كبير ومع ذلك تعمم على الجميع ويحفظها على أنها صحيحة .
د. محمد العريفي :أحسنت , وهذه مشكلة ويبدأ ينشرهاويشارك في نشرها وهي أحيانا أحاديث ضعيفة ومكذوبة ومع ذلك ينشرها بين الناس لذلك الذي يقرأ القرآن ولا يسعى لأن يفقهه ربما فهم منه على غير مراد ربه -سبحانه وتعالى- مثل ما جاء فُضيل ابن عُسل في عهد عمر- رضي الله عنه - فكان هذا الرجل كما قال- الرسول صلى الله عليه وسلم - (( يكثر القراء.. )) يقرأ القرآن لكن لا يفقه ولم يرتبط بالعلماء ويسألهم فكان يذهب للعوام ويشككهم فيقول لهم مثلا : هل تقرؤون القرآن ؟. فيقولون : نعم, فيقول: الله -تعالى- {فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولاجان } ويقول -تعالى– {فوربك لنسألنهم أجمعينعما كانوا يعملون } فكيف هذا ؟ هناك يقول لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان وهنا يقول لنسألنهم أجمعين ؟ فما هذا التناقض فكان العوام يضطربون لما يسمعون مثل ذلك فرفع أمره إلى عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- فقيل له :يا عمر أحدهم لديه اسأله . فقال: هاتوه إلي فجيء به إلى عمر , وعمر فقيه علم من علماء الصحابه ونظر إلى هذا الرجل فإذا به ليس من الفقهاء ويقرأ هكذا ويشكك الناس في ذلك فكيف عرف عمر بوضعه هذه هي الطريقة التي يعرفها عمر وحده -رضي الله تعالى عنه-
عمر-رضي الله تعالى عنه- لما جيءإليه بفُضيل ابن عسل قال له: مادام أن لديك مسائل لما لم تأتي تسئلني أو تسأل إبن عباس أو غيرنا لما لم تأتي للفقهاء ؟ فقال : إنما أردت أن أمتحن الناس؟ فقال له عمر : ما مسائلك ؟ قال : قول الله- تعالى – { فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولاجان } وهنا في آية أخرى يقول : { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون } فهل هم يسألون أم لا يسألون؟ فقال له عمر : إن يوم القيامة طويل خمسون ألف سنة ففي موطن لا يسألون وفي موطن يسألون في موطن يكبتون فيقال لهم: فعلت كذا وفعلت كذا وفي موطن آخر يقال له: هل لديك حجة ؟ لديك شيء تتكلم به ؟ فالله-تعالى- يسأله في موطن دون موطن ثم أمر به عمر فجُلد وجعل يجلد ويقول له عمر: هل بقي في رأسك شيء ؟ لديك أسئلة أخرى ؟ فيقول: لا يا أمير المؤمنين فيقول: اضربوه حتى جلدوه وخرج ولم يسأل بعدها وأصبح إن أراد أن يسأل يذهب إلى الفقهاء . وأقبل رجل إلى عبدالله ابن عباس فقال له : إن في نفسي شيء من آية فيكتاب الله , قال: له: ماهي ؟ قال: قولالله-تعالى- { حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا جاءهم نصرنا } فهل الرسل ظنوا أن الله كذبهم لما قال : سأنصركم , استيئسوا وظنوا أن الله قد كذبهم ؟فقال: يا ابن عباس أجبني ؟ فانظر ذهب إلى عالم فقيه , فقال له : لا إنما استيئس الرسلمن إيمان قومهم وتأخر العذاب عن القوم فظن القوم أن الرسل قد كذبوهم حينما قالوا : إذا كذبتم ستعذبون فهمت أي: استيئس الرسل من إيمان قومهم وظن القوم أنهم قد كذبواوأن الرسل قد كذبوا عليهم وأن لا عذاب سيأتيهم فقال الله: { حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا جاءهم نصرنا} فكونهم قد كذبوا{جاءهم نصرنا فنُجي من نشاء } فانظر يا أخي الرجوع للعلماء كيف أن الإنسان يقومه ذلك حتى الإنسان عندما يقرأ كتبا أو في إنترنت يجب ان يجمع ما بين القراءة وبين الفقه والفهم بالرجوع للعلماء.
نورالدين:في دراسة القرآن لماذا لا يطبق منذ الصغر بحيث أنه وهو صغير غير عندما يكبر وتكثر مسؤولياته وما هي الطرق التي يمكن أن يحفظها لصاحب أعمال ووظيفة التي ممكن تسهل عليه طريقة دراسة القرآن وتفتح الآفاق .
د. محمد العريفي: أحسنت , نور الدين طبعا بالنسبة لحفظ القرآن فالصغير لا يطالب بالفهم والفقه وإنما نطالبه بالحفظ المجرد أولاً فإذا أتقنه بعد ذلك يقال له بالترتيب والتدريج تعرف ما معنى {الله الصمد} تعرف معنى {غاسق إذا وقب} هذا إذا تقدم به السن .
أما بالنسبة لمن كان مشغول أو لا يستطيع أن يحفظ وكذا ينبغي له أن يرتب وقته ويجعل له أوقات معينة يحفظ فيها كنصف ساعة يوميا يقرأ فيها أو يحفظ بإذن الله يستمر في ذلك إلى أن يحسن شيء؟.
أبو فيصل: المدعين للعلم الشرعي تُفرد لهم ساعات وساعات في وسائل الإعلام بل أحيانا تصرف لهم منابر للإفتاء في الفضائيات وهذه من الكوارث للأمة الإسلامية
د. محمد العريفي:والله صدقت والقضية أنبعض الناس قرأ له كتابين ثلاث وظن نفسه أكبر مثقف مع الأسف ويفتي في مسائل الدين ويجمع من هذه الكتب في مكتبته وإذا الكتب غثاء كغثاء السيل يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله عليه- من أضله الله لم تزده كثرة الكتب إلاحيرة وضلالا , دخلنا مرة نزور عضو من أعضاء هيئة العلماء الشيخ عبدالرزاق عفيفي توفي قبل خمسة عشر سنة أو تزيد فلما دخلت مجلسه كان هو نائب الشيخ ابن باز عضوهيئة كبار العلماء وفي اللجنة الدائمة للإفتاء قبل سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز لما دخلنا إلى مجلسه ورأينا مكتبته أتدري كم وجدنا حجم مكتبته ؟
والله وأنا طالب في الجامعة قسم أصول الدين مكتبتي أكبر من مكتبته أكثر بخمس مرات وهو لديه دولاب واحد فقط فيه مجموعه من الكتب وهوعالم من علماء الأمة ولا تقول لديه مكتبه إلكترونية هاردسك لا لا ومع ذلك انظر إلى العلم وليست القضية يقولون بكثرة الكتب إنما العلم بالفهم و الإتقان والمشكلة الأكبر يا أخي إذا كان الإنسان يقرأ هذه الكتب ويرى نفسه شيئاً وبدأ كما تفضلت يتكلم في المسائل الدينية و الشرعية ويفتي الناس ويقرر ويحلل ويبيح وو وهو لا يفهم أساسا ولا يستطيع أن يستوعب مايقرأ
أبو فيصل :ويفتي في كل علم فن من الميكانيكا إلى الهندسة إلى الزراعة إلى الديني كله فن.
د. محمد العريفي: والله ذكرتني فعلا بمجموعة الصحافة الإلكترونية أو الصحافة الورقية هذه وفعلا تجده يوما يتكلم في تحليل الكرة ويوم يتكلم في السياسة ويوم في أحكام الطلاق ونقول له يا أخي أنت حدد تخصصك أنت فقيه في ماذا ما الذي تتقنه والمشكلة لا يحترم التخصص فلو تتكلم في تخصصه وأنت شرعي و تخصصه الأصلي رياضة بدأ يضحك عليك ويتكلم ويقال من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب وهذه مشكله لما تعود عليها
أبو عبدالله:أحيانا الناس يتكلمون كما ذكر الأخ فيصل في القنوات الفضائية يوضع هو في هذا المكان في وجه المدفع فلابد أن يوافق المسؤول الذي وضعه في هذا المكان حتى لو تكلم في مايملك فيه علم وبدأ يقرأ حتى يصل للمرحلة التي وضع فيها ولا يقول لا أعرف أو لا أستطيع وهناك مشايخ كثير مثل : ابن باز -رحمه الله - وابن عثيمين يقول في بعض المسائل لا أعلم ومن قال لا أعلم فقد افتى
د. محمد العريفي:أحسنت بل النبي -عليه الصلاة والسلام-قال لا أعلم لما جاء إليه رجل والحديث عند الترمذي وغيره حديث صحيح قال : يا رسول الله ما أحب البقاع عند الله وما أبغض البقاع عند الله ؟ فقال -عليه الصلاة والسلام- : ((لا أعلم حتى أسأل جبريل))فجاءه جبريل وسأله فقال: (( يا جبريل ما أحب البقاع إلى الله وما أبغض البقاع عند الله ؟)) قال جبريل: لا أعلم حتى أسأل ربي ؟ فلما سأل الله -تعالى- قال الله تعالى له : (( أحب البقاع عند الله مساجدها وأبغضها أسواقها )) والمقصود بهذا حتى النبي-عليه الصلاة والسلام- حين تكلم لم يتكلم إلا بعلم بل سبحان الله أنا أذكر أنه حتى لو لبس لباس العلماء ينبغي أن يكون محترم للفتوى عندما يريد أن يتكلم ذكروا أن أحد مشايخ الأزهر خرج ذات مرة وعليه طاقية الأزهريين والجبة فلقيه رجل فقال : يا شيخ لدي سؤال ..فقال له: ما السؤال؟ فأعطاه السؤال فقال له الشيخ: والله لا أعرف قال: ومنتحل شخصية الشيخ وتلبس عمامة الأزهرين وتقول لا أعلم فما كان من الشيخ إلا أن نزع العمامة وألبسه إياها وقال له :حسنا تفضل جاوب فإذا كانت المسألة مسألة لبس فهيا جاوب . فالقضية لا يمنع الإنسان أن لا يكون لديه علم معين ويبدأ يتكلم في مسألة بغير علم الله -سبحانهوتعالى- { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} فلا تتكلم في شيء ليس لك فيه علم يقول ربي-جل وعلاه { قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاَللَّهِمَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَاتَعْلَمُونَ}أي : أن تتكلموا بغير علم وهي مشكلة أن يتكلم الإنسان بهذا لذلك كون الإنسان يقرأ ينبغي عليه أن يعتني أولا بفهم ما يقرأ حتى لو قال أحدهم : أنا أستطيع أن أقرأ الفتوى وأنتهي أيضا أنظر هل هذه الفتوى للشيخ أم لا وقبل أمس دخلت إحدى المواقع في الإنترنت فيه مجموعه من الفتاوى منسوبة لعدد من المشايخ وبعضها منسوب إلي أتعلم ما أول سؤال أحدهم يقول : فضيلة الشيخ أنا أدرس في الخارج وأخذت كتابا من أحد زملائي الكفار ودخلت به إلى غرفتي فوقع هذا الكتاب على سجادتي بغير قصد هل أنا كفرت بالله؟ هذا السؤال , الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم إن كان هذا الكتاب وقع على الجهة اليسرى من السجادة فلست بكافر وإن كان وقع على الجهة اليمنى أو موقع سجودك فقد كفرت بالله ويجب عليك أن تغتسل وأن تتشهد من جديد في الأخير المفتي : محمد العريفي و والله لم أفتي بهذه ولا أعلم عنها وأصلا هذا جنون هذه الفتوى خُزعبلات وبعدها فتوى للشيخ الزنداني وبعدها فتوى للشيخ صالح الفوزان وبعدها فتوى للمنجد وبعدها فتوى للشيخ سلمان العودة ومن ثم عائض القرني .
أبو فيصل:وكلهم من العيار الثقيل.
د. محمد العريفي :نعم كلهم من الأسماء اللامعة والمشكلة لو يأتيك إنسان ويقرأوما الذي جعلني أطلع على هذه أصلا جاءني إيميل من أحد الناس يتكلم عن فتاوى العلماءالمبنية على جهل ثم قال: والعلماء يتصدرون القنوات الفضائية ويتكلمون بجهل ويكّفرون من وقع كتابه على السجادة فرددت عليه وقلت : يا أخي الله يهديك من أين هذا الكلام هل أحد يكفر لما يقع كتابه على سجادة يا أخي –استغفر الله- لو تبول على سجادته ما كفر إلا إذا قصد إهانة الدين وإهانة رب العالمين فقال : هذا الرابط أرجع له وانظريا عريفي إلى فتاويك فرجعت إلى الرابط فإذا هو كلام مركب علينا فالمقصود من هذا أن الإنسان عندما يقرأ أن يتفحص ما يقرأ وأن لا يصدق كل ما يقرأ سواء في الكتب التي يقرأها ولطالما نسب إلى النبي-عليه الصلاة والسلام-لم يقلها -صلوات ربي وسلامه عليه-وربما نسب إلى العلماء أو إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في مواقع الإنترنت أشياء لم يقولوها لذلك النبي-عليه الصلاة والسلام-لما قال :(( يكثر القراء .. ))وما قال : يقل الفاهمون((يقل الفقهاء.. )) الذي يفقه فما هذا الكلام وما معناه ويستطيع أن ينزله على واقعه أو لا ينزله وقال بعدها في نفس الحديث: (( يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ))أي: حتى القرآن لا يستطيعون أن يفهموه وهذه مسألة حقيقية وقعت في واقعنا وهي من أحداث نهاية العالم .
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من القراء الفقهاء وأن نجمع بين هذا وهذا والله يجزيكم خيرا يا شباب وأنتم أيضا أيها الأحبة أشكر لكم تواصلكم ومتابعتكم إلى لقاء آخر نترقب به نهاية العالم