وكذلك هناك أيام تاريخية في حياة الأمم يكتب عنها التاريخ كتباً ومجلدات وموسوعات ليحكي التاريخ كيف تصرفنا فيها.. فكما حدث في مصر ويحدث في ليبيا وسوريا واليمن.. فالتاريخ سيذكر العقود السابفة في تلك الدول في سطر واحد، بينما سيحكي الكثير والكثير عن الأيام التي تحملت فيها الشعوب المسئولية.
وهنا أسألكم سؤالاً: هل من الممكن أن تتصرف بعقل وحكمة وتتعامل وكأنك مسئول عن بلدك وأمتك ودينك كما تصرف "أبو مسلم الخولاني"، التابعي اليمني الذي بفضله وحده - بعد الله عز وجل - عادت اليمن إلى الإسلام بعد أن حاول "الأسود العنسي" إدعاء النبوة قبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. كل هذا لأن "أبو مسلم الخولاني" فهم دينه جيداً وعرف كيف يتحمل وحده مسئولية أمة بأكملها.
هل تشعر يا مصري ويا سوري ويا عربي ويا مسلم أن التاريخ سيكتب عنك وعن أمتك.. أرجوك تحمل مسئولية بلدك ودينك.. وطبق حديث النبي: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".. واتخذ لنفسك أخاً كما فعل "أبو مسلم" مع صديق عمره سيدنا "معاذ بن جبل".
وفي النهاية.. فقد اقتربت العشر الأواخر.. ما أخباركم مع رمضان؟ هل استعددتم لليالي العتق من النار.. نسأل الله أن يجعلها خير الليالي وأن يتقبل فيها دعاءنا وركعونا وسجودنا.. وأن نعمل فيها كما قال "أبو مسلم الخولاني": إن الجواد إذا اقتربت من خط النهاية زادت سرعتها.. ولذلك كلما اقتربت نهاية رمضان.. زد من عباداتك