بسم الله الرحمن الرحيم
..الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا وحبيبنا وقائدنا محمد ابن عبد الله عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
مرحبا بكم أيها الأحبة الكرام في نهاية العالم ومرحبا بكم أيضا في كلامنا على أحداث تقع أخبر بها النبي صلوات ربي وسلامه عليه وذكر ربنا جل وعلا شيء منها في كتابه حول أشراط تقع قبل قيام الساعة وتدل على قرب نهاية العالم..
نحن اليوم مع حدث يقع قبل نهاية العالم بدأنا اليوم مع الأسف مع حدث نرى ظهوره في واقعنا نراه أحيانا في المؤسسات في الشركات في المدارس في البقالات , بل إنه ربما يلوم بعض الناس الشخص إذا لم يقع في هذا الحدث من أحداث نهاية العالم فما هو الحدث الذي سنتكلم عنه اليوم..؟؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( يأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور )).
نعم أيها الأحبة الكرام الأمر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( يأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور.. )) ثم قال عليه الصلاة والسلام ((.. فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور ))
النبي عليه الصلاة والسلام ذكر في أحاديث (( أنه لا يزال يأتيكم زمان إلا كان الذي بعده شر منه )) وقال عليه الصلاة والسلام (( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء )) وقال عليه الصلاة والسلام (( في كل عام ترذلون )) أي : في كل عام يكون الأمر أسوء من العام الذي قبله كتخلف الناس عن الشرع , ووقوعهم في المعاصي , و و ..إلى آخره.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (( يأتي على الناس زمان يخير الإنسان فيه ما بين العجز والفجور.. )) أي : أن الشخص الذي يستطيع أن يغش , ويحتال على الناس ويمشي نفسه بالرشاوي وغيره يقال عنه فلان ذكي والله فلان لا يصعب عليه شيء ويمدحونه والشخص الذي إذا قلت له ربما يجلس معك فيقول لك أنا يا أخي أردت أن أستخرج ترخيص مثلا لكذا, أو أردت أن أدخل زوجتي للمستشفى قالوا لايوجد سرير, أو أردت...فيبدأ الناس يقولون له : طيب هل عجزت أن تدفع رشوة للموظف 100 ريال أو خمسين عجزت أنك تأتي بورقة مثلا .., أنا زوجتي يا أخي حتى أعينها في هذا المكان طلبوا مني ورقة تثبت أنها تسكن في هذا المكان وهي لا تسكن بل تأتي من مدينة أخرى حتى تداوم هنا , يقولون له طيب عجزت أن تذهب لمكتب عقاري وتأخذ منه تعريفا أنكم تسكنون هنا, عجزت ..فيبدأ يذمك على أنك لم تكذب أو لم تدفع رشوة أو لم تغش , يبدأ يذمك وينسبك إلى العجز , ويمدحون الشخص الآخر الذي ربما هو يكذب, ويغش, ويحتال وينسبونه أحيانا إلى الذكاء وإلى الشخص الذي يستطيع أن يدبر نفسه ونحو ذلك, مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام ((.. يخير الرجل..)) يكون أمامه خيارات إما أن ينسب إلى العجز أن يدبر نفسه وهكذا, أو أنه ينسب إلى الفجور , والفجور يتضمن الوقوع في المحرم, الوقوع في المحرم سواء من غش , أو رشوة والرسول يقول (( لعن الله الراشي والمرتشي )) ويقول (( من غشنا فليس منا )) إلى غير ذلك , النبي عليه الصلاة والسلام كان يحذر من ذلك تحذيرا تاما وكان يقول ((..فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور )) أي: كونهم يقولون أنت عاجز أحسن من أن أنادى بالفاجر. وكان عليه الصلاة والسلام أيضا يحرٍص أن يكون الإنسان ثابت على الحق ولا يلتفت إلى كل من أراد أن يغريه بذلك , لذلك لو تأملتم ما ذكره الله تعالى في القرآن لما ذكر الله عز وجل قصة السحرة الذين مع فرعون أقبل السحرة وهم لهم مكانتهم عند فرعون فلما أقبلوا عليه جعلوا يقولون له بإستجداء { أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ} أي إذا كنا نحن الذين نغلبه تعطينا اجر, أنظر لهذا الإستجداء والعبودية لفرعون ثم أنظر بعدها إلى الإستعلاء الإيماني عندهم { أَئنّ لَنَا لأجْراً إِن كُنّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنّكُمْ إِذاً لّمِنَ الْمُقَرّبِينَ } أنا سأعطيكم أموال, وسأجعلكم مجالسين لي, وهذا أعظم وأعظم, ففرق بين أن تأتي إلى رجل وجيه وتقول له أحسن إلي فيعطيك مئة ألف والأعظم منه أن يقول لك هذه مئة ألف وستصبح أيضا وزيرا لدينا و وهذا معناه أنه سيأتيني مئة ألف أخرى مادام أنه قربني . فهم الآن أعطاهم الاثنتين { أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا .. } , { قَالَ نَعَمْ وَإِنّكُمْ إِذاً لّمِنَ الْمُقَرّبِينَ } فلما ألقى موسى عصاه, وحصل ما حصل من إيمانهم { وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ } بدأ فرعون يهددهم , سؤال الآن ..هل عجز السحرة عن مجاملة فرعون ؟ لا ما عجزوا, لكن فرعون يريدهم أن يفجروا ليظهروا, يريدهم أن يدَعوا أن موسى ساحر, وأن يتركوا الإيمان بالله حتى يضلوا على ظهورهم , ولكنهم صاروا رجالا وثبتوا, قَالَ فرعون { آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى } , ثم لاحظ أن فرعون لم يقل لهم لأقتلنكم لا , الآن يصف لهم وصفا مفصلا كيفية العذاب , مثلا : لما تريد أن تهدد إبنك فتقول له: إذا رسبت سأضربك وهذا تهديد, ولكن التهديد الأكبر منه تقول: والله لسوف ءأخذ عصا وسوف أقشرها, وأقشرها, ومن ثم أضعها في الماء لتصبح لينة , ثم ءآخذها بيدي ,ثم أرفع يدي...فلما تبدأ توصف له طريقة الضرب يبدأ الولد يدخله الرعب أكثر من الكلام المجمل, وفرعون الآن يفصل لهم ويقول لهم ولسوف تعلمن{ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ..} أي اليد اليمن والرجل اليسرى هذا معنى من خلاف {..وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ..} أي سوف أعلقكم على جذوع النخل ثم قال{.. وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى } أي : أطول عذاب , أنا لن أقتلكم , أنا سأقطع أيديكم وأرجلكم, وأصلبكم على جذوع النخل , وسنرى من عذابه أشد وأطول , حتى تجلس 3 أيام وأنت تتعذب ولم تمت, والدم يسيل , وتحتاج للطعام والماء وأنت لا تستطيع, فهؤلاء كانوا قادرين على أن يفجروا , ويقولون: خلاص يا فرعون ماتريده سنفعله , ولكنهم عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم ومع ذلك إختاروا العجز , وثبتوا على دينهم وقالوا: {.. فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } أنت تقول ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى , نحن نقول لك يافرعون {.. وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } وفلا فعل بهم فرعون ما فعل . يقول ابن عباس في كلمة جميلة له وابن عباس إمام الأئمة في التفسير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم -يقول ابن عباس كانوا في أول النهار سحرة فجرة وصاروا في آخر النهار شهداء برره ,كانوا سحرة فجرة وصاروا في آخر النهار شهداء برره
.
الشيخ : نعم أبو عبد الله
أبو عبدالله: ياشيخ الآن في وقتنا الحالي أي وظيفة كانت تكون في منطقة غير المنطقة التي هو فيها, ثم يجمع الناس ويجمع الشهود على أنه العائل الوحيد فيها, وأن لديه إخوان قصر , ثم يأخذ مكان شخص قد يستحق نقل من مكان لمكان , حتى يأتي بالشهود , ويكتب معروض طويل عريض من أجل أن يقول أنه هو العائل الوحيد لإخوانه..
الشيخ : يكذب بأنواعه
الشاب : يكذب بأنواعه , ثم يأخذ مكان شخص , أو أنه يستمر في مكانه..
الشيخ: حتى يأتيه نقل
الشاب : نعم حتى يأتيه نقل
الشيخ : هذه مشكلة , والمشكلة أنه ربما جاء في مجلس ناس وحدثهم ويقول : أنا أبشركم تعينت في المكان الفلاني أو نقلت إلى كذا , فيقولون له: كيف استطعت النظام لا يسمح , قال: لا أنا دبرت نفسي, ويبدأ أحيانا يفاخر بفجوره , و ولو قال أحد منهم :والله أنا حاولت لكن عجزت, فيرى نفسه أحسن منه وأكمل , مع أن هذا فجور كونه يكذب, ويغش, وربما ذهب إلى المحكمة وأستخرج ورقة تثبت أنه يعول أمه وأباه مع أنه ممكن يكون لدى أبيه وأمه لديهم 10 من الأبناء غيره ومع ذلك يكذب هو وشهوده من أجل ذلك, وهذا هو الفجور الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام((..يخير الرجل مابين العجز والفجور..)) ومثل هذا أحيانا بعض الناس ربما تكون أحواله المادية غير جيدة وهذا ملاحظ ,ربما مجموعة تعمل في قسم من أقسام الأمنية سواء شرطة, أو جوازات, أو مباحث, أو دفاع مدني, أوغيره, أو أحيانا يشتغلون فيما يتعلق بإستخراج إقامات الناس , أو بطاقاتهم, ونحو ذلك..فيأتي إليه بعض الناس يعرض عليه رشوة, وهو يأبى دائما, ولا يرضى أن يقبل ذلك, بينما غيره يتوظفون وإذا هي عدة أشهر إلا وقد أصبح هذا عنده سيارة جديدة, والآخر إشترى أرض, وهذا بيته جيد, ويرى الناس أحيانا يفضلون هؤلاء عليه, وينسبونهم إلى الذكاء دون أن ينسبونه إلى ذلك , فإما أن ينسبونه إلى العجز فيقولون أنك مسكين لا تستطيع تدبير نفسك, غيرك وأصبح من 6 أشهر لديه سياره, وأنت لك سنتين وإلى الآن أحوالك سيئة, فينسبونه إلى العجز عن تطوير نفسه, وعن البحث عن المال ,أو أنك تفجر وتصبح مثلهم وتصبح ممدوحا, يقول عليه الصلاة والسلام
((..فليتخير العجز على الكفر ))
وهناك أمثلة سنذكرها لكم أيها الأحبة الكرام بعد هذا الفاصل فأبقوا معنا
نعم أيها الأحبة.. أعظم من ذكر الله في كتابه ممن كانوا ينسبون إلى العجز والقلة مع أنهم كانوا أقوياء, شرفاء, عظماء هم أنبياء الله تعالى ورسله, فكان الكفار يأتون إلى نبي من الأنبياء سواء كان نوحا عليه السلام, أو غيره ممن سبقوا نبينا عليه الصلاة والسلام فكانوا يقولون له { وَمَا نَرَاكَ اتّبَعَكَ إِلاّ الّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا..} الناس الذين يعجزون عن القتال , ويعجزون عن جمع الأموال, ويعجزون عن الشرف العظيم هم الذين إتبعوك وصاروا مؤمنين,قالوا { وَمَا نَرَاكَ اتّبَعَكَ إِلاّ الّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرّأْيِ..} أي: البسطاء , بادي الرأي: أي حتى الرأي العميد والذكي لا يوجد لديهم,بادي الرأي, {..وَمَا نَرَىَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنّكُمْ كَاذِبِينَ } وكذلك يقول المؤمنون { وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } وكان النبي عليه الصلاة والسلام أيضا في تعامله مع الكفار مهما نسبوه إلى عجز, وأغروه إلى الفجور, كان لا يلتفت إلى ذلك, وما أعظم من أن يأتيه عتبة بن ربيعة ويقول له: يامحمد أن أردت ملكا ملكناك, وإن أردت نساءا زوجناك, وإن أردت مالا أعطيناك, وإن كان الذي يأتيك جنون عالجناك, ويا أخي هذه إغراءات ومع ذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام قادر أن يصبح الملك على مكة, يتزوج ما شائوا, ويملك الأموال لكنه يعلم أنه هذا هو العجز في الحقيقة, وليس هذا الفخر, بل هذا هو العجز , والقعود عن الدين , وأن البطولة أنك تثبت ثباتا تاما مهما كانت الموجة قوية, فكان عليه الصلاة والسلام يقول:(( لا, إني أدعوكم لى كلمة تملكون بها العرب, وتدين لكم بها العجم, أن تقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله )) فكانوا يأبون على ذلك , ويقولون { أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } ولا كانوا يقبلون النبي عليه الصلاة والسلام.
الشاب: ياشيخ هل الموضوع هذا من أسبابه البعد عن الله, و عدم التضرع ,أو الإتجاه إلى الله في أمور الدنيا هو الذي ألحق بالموضوع هذا, بدل ما أروح لأي شخص وأطلب منه,أو اعطيه, وأن أحوج نفسي للأمور هذه؟
الشيخ : هو طبعا , بلا شك الإنسان لا يحدث نفسه بأن يعصي الله تعالى للحصول على شيء يريده, مثلا : إنسان دعي إلى أن يعطي رشوة حتى يحصل على شيء, أو يعالج ولده في المستشفى, أو أمسكوا أوراقه وقالوا له: أوراقك هذه لن نعملها حتى تعطينا كذا وكذا, يا أخي فلجوئك إلى الله ودعائك له بلا شك أنه نافع في مثل هذه الحاله. لكن أنا سأعرض مسألة أخرى شبيهة بما ذكرت, إفرض يا أخي أنه كان سيصيبك ضرر إن لم تفجر إن صح التعبير, مثلا: أحدهم سيمر على جوازات معينة, في بلد معينة, ومع الأسف في إحدى الدول العربية, وأتى وهو يعلم أن لم يضع مالا في الجواز ويقدمه لهذا الموظف أن الوظف إذا فتح الجواز ولم يجد مال سوف يعمل لك مشاكل إرجع وأتي لي بورقة من .. ولا يوجد أحد فوقه تقول له: يا أخي موظفك هذا يأتي بأنظمة من عنده كل هؤلاء ليس معهم هذه الورقة التي طلبها مني , فأعلم أن رئيسه له 50 بالمئة مما يحصله هذا الموظف, فهو ساكت عنه, فأنت لا تستطيع أن تتخلص من هذا الظلم إلا بدفع هذه الرشوة, فهل يجوز أن تدفعها هنا؟ وهذا يكون مثل الإضطرار إلى شيء محرم قال تعالى: { ..إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } كالذي يضطر إلى أكل الميته وإلا يموت من شدة الجوع, فأنت إذا قيل لك لن تمر, وربما أصابك ضرر كبير, ولكن لو قالوا: لو لم تدفعها ستتعطل ساعتين , أتعطل ساعتين ولا أدفع رشوة, أو إن لم تدفعها سيتعبونك وسترجع تأتي بأوراق أخرى , وأنا قادر على أن آتي بالأوراق الأخرى, فما في مشكلة ولا أدفع رشوة ولا أدخل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام:
(( لعن الله الراشي والمرتشي )), ولكن إذا كنت تعلم أنك عاجز عن ذلك تماما , وأنه يستطيع أن يلحق بك ضرر متواصلا, فدفعتها كما أضطر إلى أكل الميته فتأكل في هذه الحال فما عليك بأس, والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (( إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد أودعت.. )) فينبغي أيضا أن يكون الإنسان صريحا في الإنكار على مثل هؤلاء الناس, ولا ينبغي أن يفتح لعم مجالا من أجل أن يلزموا الناس بالفجور.
الشيخ : نعم يا أبو قاسم.
أبو قاسم: طيب ياشيخ وإذا قال لك حط لي هدية في الجواز, أو أي شيء؟
الشيخ : هو نفس الشيء يا محمد مثل ماقال النبي عليه الصلاة والسلام عندما جاء إليه عبد الله بن عتبية رضي الله عنه صحابي جليل, لكنه إجتهد وكان يجمع من الناس الزكاة فيعطونه هدايا مع الزكاة واحد مثلا عليه شاة فيعطيه شاة وتيس معها, أو عنز هدية , فجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال هذا لكم, وهذا أهدي إلي, فإذا النبي يقول : (( أفلا قعد في بيت أبيه وأمه ونظر أيهدى إليه أم لا؟ )) , فكذلك هذا الذي يعمل في مكان شرطة , أو جوازات أو مستشفى أو محكمة أو في أي مكان هذا لو قعد في بيت أبيه وأمه لما جاء أحد وأعطاه الهدية, لكن أنا أعطيك الهدية من أجل أن أحصل ما ورآئها ربما أشياء ممنوعة أحيانا, فلا يجوز أن تمنعني من حقي من أجل الوصول إلى هذا , أنا أنسب إلى العجز أني عجزت أمشي نفسي أفضل من أنسب إلى الفجور. ومع الأسف إنتشار هذه الأمور الآن الغش , والإحتيال, والرشاوي, والكذب وماشابه ذلك , وإختلاق الأعذار فيأتي موظف متأخر فيسأله المدير: لماذا تأخرت ؟ فيبدأ يختلق أعذار, ياأخي أنسب نفسك إلى العجز ولا تفجر, قل: والله راحت علي نومة, عذرا أخصموا علي , فيخير مابين العجز والفجور , أنا أذكر من كم يوم في الجامعة كنا قد إنتهينا من الإمتحانات قريبا , وكنا في لجنة كبيره فيها تقريبا 200طالب , وجاء طالب متأخر وكان يوم خميس, ويوم الخميس إجازة كما تعلمون, بعض البلدان عنهم إجازته جمعة و سبت, أو سبت وأحد , ونحن لدينا الخميس والجمعه إجازة , ففي الساعة الثامنة والطالب أتى 8 وثلث تقريبا فلما جاء سيدخل جئت أنا عنده وكنت في لجنة المراقبة فقلت له: يا أبني أين الساعة 8 وثلث تقريبا ما الذي أتى بك؟ قال : ياشيخ تعرف الدائري مزدحم والشارع مزدحم والناس مزدحمين , والذي طالع منهم موظف في المستشفى وفي المطار, وطلاب جامعة الإمام تعرف كانوا إختبار وباذلين جهد و بدأ يأتي بكلام, وأنا كنت واضع عيني بعينه ولما أنتهى قلت: ياولدي اليوم خميس وأنا قد أتيت وأفضى يوم رأيته اليوم ووالله لو كنت أتيت مشي كنت أسبق السيارة , ولا يوجد أحد اليوم قال:أي خميس, ياشيخ بنشرت علي السيارة, بنشر الكفر وأنا .. , فأنظر قوة الوجه, فيا ليته أعترف لا , ليه هل أنا لهذه الدرجة غبي , لم أقتنع بالعذر الأول ستقنعني بعذر جديد على طول, فهذا هو الكلام , تجد لو أن طالب أعترف وقال والله أخرني نومي وقلنا له لا تدخل , يقول له زملائه الذين دخلوا بأعذار عجزت أن تدبر لك عذر, إذهب لمستشفى فيه أحد أبناء عمك يكتب لك أنه راجعنا في اليوم الفلاني وعجزت أن تجد حل ,,عجزت أن تلفت يمين , عجزت .., يخير الرجل مابين العجز والفجور هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام , والله ياجماعة كأن النبي عليه الصلاة والسلام ينظر فعلا إلى واقعنا اليوم وما فيه, وكأنه يرى مع الأسف مايقع في المستشفيات , وفي المطارات مثلا عندما تريد تحجز طائرة ,أو تحجز تذكرة , أوتقدم نفسك أو تأخرها, أو مع الإنتظار تريد أن يكون لك مقعد ترى أن الأنسان لا يستطيع أن يمشي نفسه فيها إلا وهو يطالب بأشياء تنسبه إلى الفجور.وكذلك زد على ذلك من أنواع الفجور ماقال فيه النبي عليه الصلاة والسلام : (( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان )) وفي رواية (( إذا خاصم فجر )) إذا خاصم فجر : أي إذا حدثت خصومة بينه وبين شخص ووصلت إلى محكمة, أو صار فيه نوع من اللجاج والخصومة بينه وبين شخص بدأ يفجر ويتهم الشخص المقابل بما ليس فيه , وإذا لم يفعل ذلك وغلبه الشخص نسبوه إلى العجز وقالوا :عجزت ترد عليه , عجزت أن تقنع القاضي , عجزت أن .., دعني أعجز ولا أكون فاجرا قالـ و هذا إذا خاصم فجر.
الشاب: دكتور الآن الراشي أو المرتشي في حال إذا تبين له سبب الرشوة أو أرتشى , أو .. هل يوجد كفارة ؟
الشيخ : أحسنت , هذا سؤال جميل إفرض أن إنسانا رشى أو أرتشى , فالذي رشى وذهب منه المال هذا أنتهى ويستغفر الله ويتوب إليه ولا يرجع لمثل ذلك , الكلام على آخذ الرشوة إذا تاب لله عز وجل يحرص على أن يتصدق بالمال الذي أخذه بالحرام , لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (( من كان عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه اليوم قبل أن لايكون دينار ولا درهم بل بالحسنات والسيئات )) والنبي عليه السلام يقول : (( كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به)), فلا يجوز للإنسان أن يقبل مثل ذلك , فإذا كان سبق أن أخذ رشاوي من الناس أو غشهم وأخذ أموالهم فإن كان يعرف الناس الذين أخذ منهم المال لزمه أن يرده إليهم , وإن كان لا يعرفهم لزمه في هذا الحال أن يستغفر الله ويتصدق بهذا المال الذي عليه.
الشيخ : نعم أبو عبد الله
أبو عبدالله:أنا في مكان وفيه شخص مقابل لي وعنده خدمة في المكان وخدمني ولم يؤثر على أحد كفتح ملف مستشفى في مستشفى أو في أي مكان أي كان الأمر طبيعي جدا وخدمته أنا ولما أحتجت اتصلت به تذكرت هذا الرجل في هذا المكان هل يعتبر؟ .
الشيخ : مثلا أنت مدير مدرسة وجائك أحدهم وقال عذرا أبني يدخن وأريدك تنصحه فأنت عالجت الموضوع ثم قال لك: أنا أعمل مدير في المستشفى الفلاني, أنت في يوم من الأيام أحتجت أحد يدبر لك شيء في مستشفى فهل هذا يجوز ذلك أم لا ؟
أبو عبدالله: بالضبط
الشيخ : نعم الناس للناس عموما في هذه الحال لا بأس كون الواحد يستعين بالناس في حاجاته لكن إذا كان خدمته لك ستجعلك تمشي ابنه في الإختبار أو تنجحه أو تخبره بأشياء لا تخبر بها زملائه فيسألك هل ابني حل جيدا أم لا؟ وأنت ممنوع من أشياء أن تخرجها قبل وقتها هذا لا يجوز.
ابو عبدالله: أو تميل له .
الشيخ : أحسنت أو تبين له إهتماما سفيان الثوري أهدى له رجل رداء شيخ وجائه واحد أعطاه رداء يلبسه فقال له سفيان: لاأقبله بارك الله فيك لا أقبله, قال له : لما؟إني لا أدرس عنك في المسجد مع أنه يدرس الطلاب إحتسابا وهذا يدري أنه لا يقبل هدايا من طلابه فقال له أنا لا أدرس عندك في المسجد قال : أعرف ولكن أخاك يدرس عندي في المسجد فأخشى أثناء الشرح أن يقبل قلبي إليه أكثر من إقباله إلى غيره, أنظر الدقة والخوف في هذا الأمر, نسأل الله أن يرحمنا برحمته.
أيها الأحبة الكرام إلى لقاء آخر من نهاية العالم.
والسلام عليكم ورجمة الله وبركاته.