الحقوق محفوظة لأصحابها

محمود المصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بسم الله .. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله على آله وصحبه وسلم .. أما بعد فمرحبا بإخواني وأخواتي أهلي وأحبابي مرحبا بكم مع "مسك الختام".

ربنا يرزقنا وإياكم مسك الختام جميعا ويرزقنا حسن الخاتمة أخويا وحبيبي اليوم يوم 10 يعني اليوم 10 رمضان ربنا يلهمنا وإياكم الخير يعني فات ثلث الشهر فاضل ثلثين والأيام عمالة بتجري بسرعة .. وماذا أعددت لها أوعى تنسى الشعار اللي إحنا رافعينه دائما .. وهنفضل رافعينهم طول العمر إن شاء الله وماذا أعددت لها.. لما حبيبك صلى الله عليه وسلم يخبر إن الصائم له اجر عظيم جدا طول شهر رمضان .. والمولى عز وجل يقول في الحديث القدسي: "الصوم لي وأنا أجزي به".

فلم يوضح جزاء؛ لأن الصيام من الصبر والله عز وجل قال عن الصابرين وعن أهل الصبر: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)}.. لا يخطر على بالك مدى الأجر اللي يمكن تتحصل عليه من هذا الصيام من أجل الصيام والشهر الكريم المبارك .. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه".. وده بيفكرني بقصة جميلة جدا هقولها لك بسرعة كده بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم كان واحد عايش في إحدى الدول الغربية .. وبعدين قعد يدعوا الناس إلى الله سبحانه وتعالى فربنا أكرمه بواحد كبير في السن من الأجانب أسلم على يديه بيسموه الخواجة راجل كبير في السن .. يعني فأسلم على يده وكان الكلام ده في شهر شعبان وداخل علينا في شهر رمضان وبعدين في صيام وفي بقى الكلام ده كله وأنت معزوم عندي في البيت أول يوم رمضان .. قال له: حاضر المهم راح البيت عنده فحط له سفرة جميلة كده وقعدوا يأكلوا فحط أمامه أصناف كثيرة ومن ضمنها وضع له فرخة كاملة .. وضعها أمام الخواجة .. فالخواجة قال له: لأ يا حبيبي أنت كده ضحكت عليه .. وأنا كده يعني لازم أخذ حقي.

قال له: النبي لم يقل كده.

قال النبي: قال إيه قال النبي قال: "للصائم فرختان، مش فرخة واحدة".. فقال له خلاص يا خواجة هو النبي قال: للصائم فرحتان لكن أنت خليتها فرختنا .. إحنا تحت أمرك .. يعني صلوا على حبيبك صلى الله عليه الصلاة والسلام إذا للصائم له فرحتين فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه.

سبحانه وتعالى ربنا يرزقنا وإياكم الفرح والسعادة والسرور في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه .. تعالوا نكمل سلسلة حسن الختام واليوم على لقاء مع الصحابي الجليل عاش حياته كلها لله طبعا كل الصحابة كانوا عايشين حياتهم كلها لله هذا الصحابي الجليل كان يشعر بقرب أجله كان حاسس إن أجله قرب وخلاص فكان إذا رآى جنازة .. فكان ينظر ويقول: اغدوا فإن رائحون وروحوا فإنا غادون.

وعند مرضه وقبل موته بكى .. فسئل علام تبكي؟

قال: والله ما أبكي على دنياكم هذه الذين تبكون عليها .. وإنما أبكي على قلة زادي وعلى كثرة ذنوبي وبعد سفري .. وأني أصبحت وأمسيت في صعود مهبطه إما إلى الجنة وإما إلى النار.. ولا أدري إلى أيتهما يؤمر بي إلى جنة أم إلى نار.

ثم قال: اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقاءي .. شوف الكلام الجميل والله عاوز يتعاد تاني بيقولوا له علام البكاء؟

قال: ما أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي على بعد سفر وقلة زاد وأني أمسيت في صعود مهبطه .. إما إلى الجنة وإما إلى النار .. ولا أدري أيؤمر بي إلى الجنة أم إلى النار .. ثم ينظر إلى السماء وقال: "اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقاءي".

يا ترى مين اللي قال الكلام الجميل ده .. ومين اللي فاز بمسك الختام الجميل ده كلكم عارفينهم .. وكلهم بتحبوه "أبو هريرة" رضي الله عنه وأرضاه أبو هريرة تأخر إسلامه يعني اسلم بعد فترة بعيدة جدا .. تخيلوا أسلم متى أبو هريرة اللي ملأ الدنيا كلها حديث النبي عليه الصلاة والسلام أسلم قبل موت النبي بأربع سنين فقط .. تخيلوا!! ويقال أنه أسلم قبل ذلك بفترة يسيرة .. لكنه قعد مع النبي ولقي النبي بعد خيبر مباشرة اللي كانت سنة 7، وقعد معه من سنة 7 إلى آخر نهاية سنة 10 يعني قعد مع النبي عليه الصلاة والسلام أربع سنين فقط استطاع من خلال أربع سنين دول يا جماعة إنه يقدم للإسلام أعظم خدمة فكان راوية الإسلام عاش مع النبي عليه الصلاة والسلام تعالى نشوف إزاي أسلم أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه؟

وعلشان نشوف شعارنا وماذا أعددت لها أبو هريرة أكله إيه علشان يوصل لحسن الختام ده ، يوصل يقول الكلمات الجميلة ديه رضي الله عنه وأرضاه في يوم من الأيام كان في واحد اسمه "الطفيل بن عمرو الدوسي" من قبيلة دوس اللي هي قبيلة اللي عايش فيها أبو هريرة اللي هي كانت في بلاد اليمن الطفيل هذا كان سيدا في قومه في قبيلة دوس في يوم من الأيام جاء علشان يحج الكلام ده قبل الإسلام يعني قبل أن يسلم فجاء علشان يحج والمشركون كانوا يحجوا لكن كانوا يلبون تلبية فيها من الشرك أعاذنا الله كانوا يقولون:"لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا هو لك تملكه هو ما ملك" ، فالمهم جاء الطفيل قابلوه الصناديد بتوع قريش قالوا له: يا طفيل أنت رجل عاقل أوعى تسمع لمحمد إنه يفرق بين الرجل وأبيه وبين الرجل وامرأته وبين الأخ وأخيه.. وضع قطن في أذنه وبدأ يطوف حوالين الكعبة يقول: فأبى الله إلا أني يسمعنى من كلامه .. خد بالك يعني والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .. ناس كتيرة مش عارفه إن ربنا سبحانه وتعالى غالب على أمره إللي ربنا عاوزه هو اللي يكون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .. الطفيل حاطط قطن لكن ربنا يريد إن القرآن لازم يوصل لسمعك يا طفيل يبقى هيوصل حتى لو واضع حجارة مش قطن ، وتوصل كلمات القرآن الندية العذبة إلى سمع الطفيل فراح شايل القطن .. قال: يا طفيل أنت رجل عاقل وشاعر تعمل الحلو من غيره أنت راجل شاعر وعندك عمق في اللغة العربية فما يضرك أنت تستمع إليه .. فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت الذي تزعم أنك نبي.

قال: أجل.

قال: هل أنزل الله عليك شيئا؟

قال: أجل.

قال: فاسمعني فسمع القرآن من فم من أنزل عليه القرآن صلوا عليه صلى الله عليه وسلم.

فقال لما سمع.. شوف الفطرة الجميلة انشرح قلبه وانشرح صدره وتهلل وجهه وأسلم بين وجه النبي صلى الله عليه وسلم .. وعاد إلى قومه داعية إلى الله ولكن كان لسه متعلمش الرحمة والرفق لدين النبي عليه الصلاة والسلام فكانت دعوته كانت شديدة وغليظة شوية راح البيت على طول في قبيلة "دوس" دخل على بيته فزوجته جايه تسلم عليه .. قال لها: إليك عني أنا الآن مسلما وأنت مشركة.

فقالت له: خلاص ديني دينك .. أنا أسلم وأبقى زوجتك برده فأسلمت فكان سعيدا بها.

دخل على أبوه يكلمه يقول لهم: إليك عني أنا مسلم المهم دعاهم دعوة غليظة لكن ده أمه فاستحملته وده أبوه فاستحمله وده زوجته، إنما الناس لا يقدروا أن يستحملوا الأسلوب ده خلاص إليك عني بناقص يعني مش مشكلة فجاء يدعوا القوم بالأسلوب ده فكلهم رفضوا .. فرجع للنبي عليه الصلاة والسلام من اليمن شوف حرص الدعوة شوف الحرص قد إيه رجع من اليمن أنت عمرك فكرت تبذل الجهد ده في إنك حتى تروح تتلقى العلم حتى تسعى بصلة رحم أو ببر والدين أو بغير ذلك .. شوف من اليمن إلى مكة علشان يسمع كلام النبي عليه الصلاة والسلام وعلشان يشوف النبي هيشير عليه بإيه والنبي جالس بين الصحابة فقال له: يا رسول الله ادعوا الله على دوس فإنها قد عصت وأبت.. محدش فيهم عاوز يسمع الكلام.

فإذا بالنبي يرفع يديه متخيل النبي هيعمل إيه حضرتك يعني بفطرتك الجميلة متخيل النبي يدعوا على دوس طبعا لأ .. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، بالمؤمنين رؤوف رحيم .. صلى الله عليه وسلم لما رفع يده علشان يدعوا كل الصحابة حطوا أيديهم على رؤوسهم .. قالوا: بس لأن النبي دعاءك مستجاب لما قال: اللهم عليك بدوس خلاص دوس ده كلها ماتت .. خلصت فإذا بالنبي نبي الرحمة والحنان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إلى السماء ويقول: اللهم اهد دوسا وأت بهم.

ثم أمر الطفيل أن يترفق بالناس وأن يكون رحيما ودودا يعني عفوا ويكون أسلوبه سهل جميل، {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} ، وبدأ يعلمه ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه .. إن الله رفيق يحب الرفق ، والله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه وقعد يعلمه اللطف والعوف والحنية عاد الطفيل اللي بدأ يدعوا بأسلوب جميل فاسلم بين يديه عدد كبير كان من ضمنهم ضيفنا العزيز الغالي أبو هريرة الذي أسلم بين يدي "الطفيل" رضي الله عنه وأرضاه وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه من خيبر .. ولزم النبي أربع سنوات إلى أن حمل حديث النبي عليه الصلاة والسلام وعطر به الدنيا كله لزم النبي على شبع بطنه الناس اللي يقعدوا يقدحوا في سيرة أبو هريرة ويقول له كان عايش عالة يعني لأ ، أبو هريرة مكنشي عايش عالة .. أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه كرس حياته كلها لطلب العلم ولو اشتغل كان هيكسب ويبقى غني جدا لكن هو كرس حياته كلها لتوصيل حديث النبي عليه الصلاة والسلام وطالب العلم ده لابد أننا نكفل له عيشة ولو بسيطة علشان يقدر إن هو يتقوى إن هو يوصل العلم أو يطلب العلم خد بالك ده حاجة مهمة جدا جدا .. أكثر حاجة تصيب الأمة إيه أو أكثر مرض يكون صعب جدا على الأمة مرض الإيدز ليه؛ لأنه يدخل على جهاز المناعة يدمره وجهاز المناعة اليوم بالأمة المسلمة دعاة الأمة وعلماء الأمة اللي يدفعوا عن الإسلام الشبهات التي تثار على الإسلام وعلى المسلمين همه دول جهاز المناعة اللي يحموا المسلمين من وصول الشبهات إلى قلوبهم وإلى عقولهم دولت لابد إن إحنا نكفل لهم حياة طيبة لا أقول إن إحنا نفضل نصرف عليهم بس يكون لهم على الأقل يجدوا من يكفلهم في بداية الطلب حتى علشان يقدر يفرغ حياته كلها للعلم.. إنما العلم بالتفرغ كما قال الإمام الشافعي وده اللي حصل مع أبو هريرة هو أبو هريرة كان يأكل إيه هو كان يأكل شيكولاتة ولا ترتة .. كان يأكل كان على شبع بطنه لقمتين ثلاثة النبي يعطيهم له لو في أكلة بسيطة كده شوية تمر شوية لبن حاجات بسيطة .. فكان يلازم النبي صلى الله عليه وسلم على شبع بطنه رضي الله عنه وأرضاه بل كان يصل أحيانا به يا جماعة هي ده الحتة اللي إحنا بندور حوالينها كلها في الحلقات وماذا أعددت لها علشان توصل لحتة مسك الختام لابد من تحمل لابد من تعب .. لابد من صبر .. شوف لما المولى يقول: { أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}.. بعدها قال إيه: { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ }.. إيه علاقة الآيات ده كلها بكلمة فذكر .. كأن ربنا يقول لك إذا كان عندك صبر في طلب العلم في العمل بهذا العلم في الأذى المترتب على الدعوة صبر الإبل وسمو السماء أنك تريد بدعوتك وجه الله سبحانه وتعالى وثبات الجبال؛ لأنك هتقابل مشاكل كثيرة جدا وابتلاءات كثيرة جدا في طريق الدعوة اثبت وزلت الأرض اللي أنت تمشي عليها وأنت تدعوا لا تنظر للناس على أنك أنت العالم وهم الجهلة على أنك أنت العابد وهم العصاة .. لا .. بص لهم على أنهم دول إخوانك وحبايبك وممكن يكونوا أفضل منك فاهم إزاي وأن أنت محتاج لهم مش همه اللي محتاجين لك وادعوهم بلين وبرحمه وتذكر قول الله عز وجل: { كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94)}.. سبحانه وتعالى فقال لك لو اجتمعت عندك الأربع صفات ديه صبر الإبل سمو السماء ثبات الجبال زلت الأرض ، اللي يمشى عليها أنت داعية ناجح فذكر فاء التعقيب والسرعة {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)}.. ادعهم وسيب الباب مفتوح استجابوا فبها ونعمة لم يستجيوا إن عليك إلا البلاغ .. أنت مش أحسن من النبي دعا الناس ودعا الكفار والمشركين في مكة فلم يسلم معه إلا القليل .. ولا أبلغ من النبي ولا أخلص من النبي صلى الله عليه وسلم.

فاصل.

...................................................................

أبو هريرة من شدة الجوع في الحديث الذي رواه البخاري كان يصرع كان تأتي إليه حالات صرع في المسجد .. فيظن الرجل انه به مس شيطاني فيقوم يقعد فوق صدره ويقرأ له يقول: له لا والله إلا الجوع .. أنت فاكر إيه ده ساندوتش كفته يخلص الموضوع يعني أنا جعان هو مفكر.

كان الإمام الذهبي يقول إيه؟ وكان يظن كل من رءآه كان يظن أنه مصروع فكان يقرأ عليه القرآن ، ولذلك حصلت قصة كده جميلة كانت في الصحيحين أن أبو هريرة كان جعان جدا جدا كان خلاص بطنه بتتقطع .. هيغشى عليه من الجوع فقابل أبو بكر وهو خارج من المسجد .. فسأله عن آية يقول والله أنا أعلم به منها أو أنا أعلم بها منه خد بالك أنا أعرف أكثر من أبو بكر .. بس سألته علشان يقول لي إيه .. طب بص يا أبو هريرة تعالى نقعد في البيت نأكل لقمتين حلوين كده ونشرب كوبين من اللبن وبعدين نقول أبو بكر لم يأخذ باله وراح قال له تفسير الآية ومشي.

راح مقابل عمر فراح قال له تفسير الآية ومشي.

راح قابل النبي صاحب الفراسة الجميلة .. أول ما بص في وش أبو هريرة يا أبو هريرة أنت على طول ملازم النبي .. فراح تسأل عن حديث أو عن آية فأنت ملازمة على طول فالنبي فهم قال: تعالى يا أبا هر دخل النبي البيت .. فلقى قدح من اللبن من أين القدح ده لزوجته؟

قالت له: جاء بها رجل من الأنصار جار لنا.

فقال: يا أبا هريرة ادعوا لي أهل الصفة أهل الصفة دول فقراء جدا جدا ، كان النبي لما يجيلوا أكل لو كان صدقة كان يعطيها كلها لهم ولو كان هدية كان يأكل ويعطي أهل الصفة دولة يا جماعة 70 واحد .. والنبي بيقول لأبو هريرة نادي لأهل الصفة ليه علشان يشربوا اللبن .. ده قدح يا رسول الله أنا هشرب أنا وسبعين.

فأبو هريرة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون كده خلاص شربة اللبن اللي هشربها اللي كنت هتصبر بها قال: خلاص ، بس قال كلمة حلوة قوي قال كلمة اللي قالها "حذيفة بن اليمان" فاكر من حلقتين لما تكلمنا عن حذيفة بن اليمان .. لما النبي قال له يا حذيفة قم فأتني بخبر القوم ، أبو هريرة قال: نفس الكلمة .. قال: فطمعت أن أشرب من هذا اللبن بس خلاص أخذه أهل الصفة يبقى مفيش ولكن لم يكن من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بد .. لازم أطيعه يا سلام درس كبير يا شباب قم صلي الفجر والدنيا برد .. لكن ما كان من طاعة رسول الله من بد لازم أقوم ما دام أمر ربنا وأمر نبيه .. لازم أقوم البسي الحجاب صعب الدنيا حر هموت الإسلام رحمة لكن ما كان من طاعة الله ومن طاعة رسول الله من بد .. لازم أطيع سيبي البنت اللي أنت مصاحبها مقدرشي ده عشرة عمر أنت عاوزها تقول عليه إن أنا معنديش وفاء ، أنا مش عاوزك يبقى عندك وفاء في هذا الأمر سيبها ربنا أمر بكده لازم تسبها ولا متخذي أخدان .. نهاك إنك تتخذ عشيقة أو هي تتخذك عشيق، فسيبها لله سبحانه وتعالى ما كان من طاعة رسول الله تعالى ومن طاعة الله سبحانه وتعالى من بد، لازم أطيع هو ده يرفعوا شعاره أخويا وحبيبي إن أي شيء في الدنيا لو مكنشي على مزاجك ما دام ربنا أمر وما دام النبي أمر بهذا الأمر اسمع وأطيع وإيه وارفع شعار ما كان من طاعة الله ومن طاعة رسول الله من بد .. لازم أطيع أمر النبي وأمر الله سبحانه وتعالى أبو هريرة راح ودعا أهل الصفة 70 واحد جوم علشان يشربوا النبي صلى الله عليه وسلم راح أمر أبو هريرة أنه يسقى القوم وطبعا أنت عارف حضرتك أن ساقي القوم آخرهم شربا اجتمع عليه مصيبتين إن سبعين واحد يشربوا وفي نفس الوقت يسمك القدح .. كده أنت متخيل المنظر طبعا يقدم القدح للأول كأنه عاوز أنا لو مكانه هقول له اشرب بس خف فاهم إزاي يعني مش تأخذ القدح كله وتقول الحمد لله وتسبينا إحنا كده نموت من الجوع .. فالأول شرب أبو هريرة يقول واللبن كما هو والثاني والثالث والرابع وسبعين واحد شربوا بس ليه ده كله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ما يشربوا قال: ائتني بالقدح يا أبا هريرة .. وضع يده عليه وسمى وبارك وقال: اسقيهم بقى خلاص .. حلت بركة النبي عليه الصلاة والسلام 70 واحد شربوا واللبن زي ما هو فتبسم النبي لأبي هريرة وقال: ما بقي إلا أنا.

قال: صدقت يا رسول الله .. قال: اشرب أبا هريرة شوف النبي بيعمل إيه النبي لم يشرب نفسه .. قال: اشرب أبا هريرة .. فشرب اشرب أبا هريرة شرب ثالث مرة .. اشرب قال: والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكا خلاص .. أنا اللبن وصل إلى هنا يعني تضلعت من اللبن .. مش قادر خلاص ثم شرب النبي صلى الله عليه وسلم شفت أبو هريرة كان عايش عيشة أبسط من البساطة .. لا تتخيلها ولا يستطيع مسلم أنه يتحملها اليوم كل ده ليه علشان يبلغ حديث النبي صلى الله عليه وسلم للأمة الإسلامية النبي بنفسه يا جماعة شهد لأبي هريرة بحرصه على طلب العلم.

في يوم من الأيام والحديث رواه البخاري قال أبو هريرة: قلت يا رسول الله أسمع حديثا منك كثيرا وأنساه قبل الحديث ده أبو هريرة بيسأل النبي عليه الصلاة والسلام والحديث رواه البخاري .. قال: من أسعد النبي بشفاعتك يا رسول الله؟

قال: ما كنت أظن أن أحدا يسألني هذا الحديث قبلك يا أبا هريرة من كثرة ما رأيت من حرصك على طلب العلم .. أكثر الناس بشفاعتي يا أبا هريرة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه الله أكبر، طيب واحد يسأل سؤال وأكيد هيخطر السؤال ده على بال حضرتك .. وعلى بال حضرتك، هو إيه السبب في إن أبا هريرة كان الروايات اللي رواها والأحاديث اللي رواها كانت كثيرة لهذه الدرجة؟

لحاجتين هقولهما لك بعد ما تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم:

السبب الأول: إنه كان متفرغ وكان حياته كلها لطلب العلم.

السبب الثاني: إن الموضوع كان فيه معجزة النبي بتقول إيه كان في معجزة للنبي هقول لك يا سيدي حديث في البخاري أبو هريرة بيقول إيه بيقول يا رسول الله أسمع منك حديثا كثيرا وأنساه .. فقال النبي له: ابسط رداءك فبسط أبو هريرة رداءه ركز معايا في الحتة المهمة دي.. فبسط أبو هريرة رداءه فجمع النبي كأنه يغرف شيئا فرفعه هكذا ووضعه في رداءه .. كأنه يغرف حاجة ثم قال: ضم إليك رداءك .. فضمه.

يقول أبو هريرة: فما نسيت حديثا بعد اليوم.

في حديث ثاني جميل يوضح لنا المسألة ديه .. حديث عند أبي نعيم بإسناد حسن النبي يقول لأبي هريرة: ألا تسألني شيئا من تلك الغنائم عمرك ما سألتني من الغنائم يا أبا هريرة .

قال: أسألك أن تعلمني مما علمك الله.

قال أبو هريرة فنزع النبي نمرة كانت عليه .. ووضعها على الأرض ثم حدثني حديثا فاستوعبت كل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم قال اجمع هذا فجمعته فلم يسقط مني حرف ولا كلمة بعد ما سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم.

في حاجة ثالثة كما عند النسائي في سند جيد إن أبا هريرة دعا دعاء جميل جدا والنبي أمن له على الدعاء أبو هريرة قال إيه: اللهم إني أسألك علما لا ينسى.

فقال النبي: آمين ، سبحان الله أبا هريرة يدعوا والنبي يؤمن على دعاءه والله كنت أتمنى أدعوا دعاء زي كده والنبي يؤمن لي عليها ويقول: اللهم إني أسألك علما لا ينسى فيقول النبي آمين.

تعالوا نشوف صفحة جميلة:

ويقول وماذا أعددت لها؟ ده شعار بتعانا شوف أبو هريرة قدم إيه عاش حياته كلها على لقم صغيرة يأكلها بعض تمرات علشان يعيش ويقدم رسالة للإسلام هي ده الخدمة اللي تقدمها لدينك مش علشان تعيش وتأكل وتشرب وتتمتع في النهاية تلاقي الحصيلة بتاعتك أو رصيدك عند ربنا تحت الصفر .. أخويا وحبيبي أبو هريرة في الحديث الذي رواه مسلم في يوم من الأيام كان يدعوا أمه للإسلام .. وكانت لسه لم تسلم فدعاها للإسلام فتأبى في يوم من الأيام قالت كلمة وحشة في حق النبي .. وجاء بين النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله كنت أدعوا أمي للإسلام فتأبى علي واليوم أسمعتني فيك ما أكره يا رسول الله .. فادعوا الله لها يا رسول الله أن يهديها .. فإنك رجل مبارك ودعاءك مستجاب.

فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم ائت بأم أبي هريرة.

يقول أبو هريرة: فذهبت إلى البيت مستبشرا بدعاء النبي فلما وصلت إلى البيت وجدت الباب مغلقا .. وإذا بأمه تعدل من جلبابها وخمارها وتفتح الباب .. وتقول: يا أبا هريرة ,, أشهد أن لا إله وأشهد أن محمدا رسول الله.. فأبو هريرة فرح جدا قال: فذهبت وأقدامي تسابق الريح وصلت للنبي .. وقلت: يا رسول الله لقد استجاب الله عز وجل دعاءك وهدى أم أبا هريرة .. فحمد النبي ربه عز وجل وأثنى عليه .. وقال خيرا.

فقال أبا هريرة: لما رأى المسألة سالكة خلاص أطلب حاجة ثانية بقى قال يا رسول الله ادعوا الله أن يحببني وأمي إلى المؤمنين وأن يحبب المؤمنين إلينا .. فقال النبي: "اللهم أحبب عبيدك هذا وأمه إلى المؤمنين وحبب المؤمنين إليهما".. يقول أبا هريرة فما يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلا وقد أحبني بفضل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .. شفت أد إيه.

كان أبو هريرة في يوم من الأيام جالس مع النبي صلى الله عليه فراح النبي أعطاه تمرتين .. فأكله تمره وأخفى الثانية .. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له: لما أخبئتها؟

قال أبا هريرة: أخبئتها لأمي.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل التمرتين وسأعطيك التمرتين لأمك.. وكان يمر على أمه ويقول: السلام عليكم يا أماه ورحمة الله وبركاته .. فيقول لها يا أماه رحمك الله كما ربيتيني صغيرا.

تقول له: رحمك الله عز وجل كما بررتني كبيرا.

الله أكبر .. يا سلام على الحب وعلى المودة وأد إيه إخلاص العبد ووفاءه مع أمه وأبوه ودعوته علشان تكون مسلمة وتدخل الجنة معاه يعني كان فضل كبير جدا وكان خطوة عظيمة جدا من أبو هريرة تجاه أمه رضي الله عنه وعن أمه.

تعالوا نشوف صفحة صغيرة من عبادته:

يقول أحد التابعين "أبو عثمان النهدي" يقول: تضيفت أبا هريرة عندي سبعة أيام.. يقول: فكان يقسم الليل أثلاثا .. يقوم خادمه ثلث الليل الأول.. ثم يوقظه .. يقوم ثلث الليل الثاني ثم يوقظ هو أهله زوجته .. يعني فتقيم الثلث الأخير ثم يقومون جميعا ويصلون الفجر .. وهكذا كانت حياة أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه إلى كان بيقول أسبح في كل يوم وليلة اثنا عشر ألف تسبيحه .. فلما سئل عن ذلك؟

قال: هذا بقدر نيتي يا ريت أرتكبت جريمة ومفدي نفسي من نار جهنم فبفدي نفسي باثنى عشر تسبيحة كل يوم .

وماذا أعددت لها أخويا وحبيبي ده كانت صفحة أو صفحات يسيرة من حياة "أبو هريرة" أبو هريرة اللي عاش على بعض الفتاة من الخبز ومن التمر إلى غير ذلك علشان يعيش ويقدر يوصل حديث النبي .

فين حرصك على طلب العلم؟!

فين حرصك على الدعوة إلى الله؟!

فين حرصك على هداية البشر؟!

نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .. ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .. ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة .

أخويا وحبيبي لا تنسى وماذا أعددت لها.

لا تنسى مسك الختام.

ورزقنا الله عز وجل "مسك الختام" .. ربنا يرزقني وإياكم حسن الخاتمة ويجمعني وإياكم على حوض النبي صلى الله عليه وسلم بحبكم في الله .. سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .. وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=1963_0_2_0