بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أهلا بيكم، وعايشين مع قصص القرآن، كل يوم قصة جديدة، كل يوم نقرب من القرآن خطوة، ونعيش مع آيات ربنا، ونقول لكم بعديها ها مين هيختم؟ ومين جاب كام ختمة؟ يعني فات أسبوع المفروض من رمضان، فأيام معدودات، شوف سبحان الله ربنا بيقول أيام معدودات، وبيعدي وبيخلص، مين بقى عبد كتير؟ ومين صلى كتير؟ ومين قام كتير؟ ومين قرأ قرآن كتير؟ فاكرين شعارنا في البرنامج: "سأحيا بالقرآن" فإن شاء الله يكون قصص القرآن بيعينك على الحكاية دي.
قصة النهاردة قصة شباب في العشرينات، شباب عدد قليل من الشباب، فكرة القصة بتقول واحد يتغير، وجه واحد يحمل رسالة ربنا يغير عشانه الدنيا، دي فكرة القصة، ومتستهونش بنفسك، ويا شباب يا صغير، يا اللي بتسمعوني دلوقتي ، فاكر إنك صغير، اسمع قصة النهاردة، واحد وجه يتصلح، وجه يتصلح هتقول لي يا سلام ربنا يغير الدنيا بوجه اتصلح، مهو وجه اتصلح يحمل رسالة يبقوا عشرة، بعدين يبقوا عشرين، بعدين يبقوا مية، وبعدين يبقوا آلاف، وهم المصلحين إيه، غير كانوا أفراد، وربنا غير عشانهم الدنيا.
ولذلك قصة النهاردة شباب، لا أنبياء، ولا صحابة، ولا أتباع أنبياء مباشرة شافوا أنبياء، شباب عاديين، ودي قوة القصة، شباب عاديين، ووجه يتصلح، كن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم، عايز تشوف بلدك إزاي؟ عايزة تشوفي سوريا إزاي؟ عايز تشوف مصر إزاي؟ عايز تشوف العالم الإسلامي إزاي؟ كن أنت نفسك تشوف العالم كله؟ إزاي؟ كن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم.
عايز أبدأ القصة، قبل ما أقول لكم قصة مين، عايز أبدأ في حاجة اسمها حكمة صينية قديمة دمها خفيف جدًا، بيقول لك: كان في أب قاعد يقرا في الجرنان، صفحة الجرنان اللي قدامه كلها الكرة الأرضية، يعني صفحة عليها خريطة الكرة الأرضية، تخيل بقى صفحة جرنان كاملة، فعمال بقي يبص في الخريطة وهنا مش عارف مصر، وهنا سوريا، والشام، وهنا فلسطين، والصين، وعمال يدرس الخريطة ومبسوط قوي إن هو أول مرة يشوف خريطة كبيرة كده، ابنه عنده 5 أو 6 سنين عمال يغلس عليه، بابا يا بابا، من كتر ما متغاظ من ابنه، قام ماسك الجرنان مقطعه ورماه، بعدين افتكر إن هو عاقب نفسه معاقبش ابنه؛ لأن هو عايز يشوف الجرنان، فقال له عقاب ليك رجعه زي ما كان، فطبعا ده لو قعد يرجع الخريطة دي شهر مش هيعرف، ولد عنده 5 أو 6 سنين، فالولد خد الخريطة ورجع بعد خمس دقائق قاله إيه؟ اتصلحت، فقاله أنت صلحت خريطة الكرة الأرضية إزاي؟ قاله أصل يا بابا وأنت بتقرا هنا، أنا كنت ببص في ظهر الصفحة، كان عليها وش بني آدم، فلما أنت قطعت الجرنان لقيت إن أنا مش هعرف أعدل الخريطة، لكن لقيت سهل أوي أوي أعدل البني آدم؛ عينين، ومنخير، وبق، وودان، فأول ما عدلت وش البني آدم جيت قلبت الصفحة لقيت وجه الكرة الأرضية اتصلح، حد فاهم الحدوتة أو الحكمة الصينية، وش يتصلح وجه يتصلح، حكمة صينية قديمة، كن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم.
قصة اليوم شباب عاشوا الفكرة عايزين بلدنا تتصلح، بنحب ربنا، عددهم أد إيه؟ ستة سبعة، عدد قليل جدًا، حصل إيه؟ ربنا غير نواميس الكون عشانهم، أو يمكن هي دي نواميس الكون وإحنا عشان مبنقلدهمش منعرفش.
حد عرف القصة؟ القصة قصة أهل الكهف، ست سبع شباب عاشوا الفكرة، ربنا غير الدنيا عشانهم، شباب في العشرينات؟ لا غلط مش في العشرينات، ربنا سماهم فتية، فيتة عندنا بنسميهم إحنا مراهقين أو تينز، لكن ربنا مسماهمش كده قال {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف:13]إوعى تستصغر نفسك، إوعي تقول أنا مليش قيمة عند ربنا، بقى عايز تفهمني إن سورة كاملة في القرآن نقرأها كل يوم جمعة، قال لك تقرأها النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء الله له نور ما بين السماء والأرض" ما بين الأرض والسماء، اللي يقرا سورة الكهف يوم الجمعة ربنا يضئ له نور من هنا للجمعة الجاية، ما بين الأرض والسماء، العشرينات في القرآن رجال الخمس عشر والستة عشر دول فتية، لكن العشرينات، يا شباب يا اللي في العشرينات ويا بنات يا اللي في العشرينات ،دي تسميات القرآن للأعمار السنية المختلفة، النهاردة مش هنقول مراهقين، غلط، إحنا هنقول: فتية آمنوا بربهم، مين هيقلدهم؟ ومين يسمع حكاية النهاردة ويقول دول شباب عاديين زيي ورفع راسه ويقول أنا، كده ممكن أكون غالي على ربنا؟ كدة حلقة النهاردة بعد ما تسمعها ممكن تكون غالي على ربنا.
القصة دي قبل ما أدخل فيها، عايز أحكي فيها شوية حاجات، دي معجزة قرآنية، القصة نفسها، يعني إيه معجزة قرآنية؟ ودليل من دلائل نبوة النبي، يعني من دلائل نبوة النبي إن هو نبي وميقدرش حد يكذب نبوته، هو أصل القصة دي جت في القرآن إزاي؟ النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، سورة الكهف نزلت في مكة، والنبي في مكة يكذب من قريش، وقريش عمالة تقول كذاب كذاب، محدش مصدق قريش، والناس عمالة تؤمن، قريش عايزة دليل دامغ إن محمد صلى الله عليه وسلم نبي ، فعايزين يعملوا أي حاجة يثبتوا بيها إن هو نبي .. فبعتوا النضر بن الحارث وبعتين عقبة بن أبي معيط، قالوا له تطلع علي أحبار اليهود في المدينة، وتقول لهم قولوا لنا أي حاجة نسأله عليها فميعرفش يجاوب، فنعرف به أن لو كان نبي كان لازم يجاوب، فأحبار اليهود قالوا لهم استنوا نطلع لكم حاجة، مش ممكن يعرفها إلا نبي، قالوا لو جبنا له حاجة من التوراة والإنجيل ممكن يكون حد أطلعه علي التوراة أو الإنجيل، فيعملوا إيه؟ قالوا هاتوا حاجة حصلت بعد التوراة والإنجيل، مهي القصة دي اللي إحنا هنحكيها حصلت بعد 150 سنة من ميلاد المسيح، فأكيد مش موجودة لا في التوراة ولا في الإنجيل؛ قصة أهل الكهف ، هاتوا له حاجة مش موجودة لا في التوراة ولا في الإنجيل، هاتوا له وثيقة سرية لا يعلمها إلا عدد محدود جدًا من الأحبار والرهبان، وميعرفهاش إلا نبي، ولو معرفهاش يبقي أكيد مش نبي، فقالوا لهم الأحبار قالوا لقريش: اسألوه عن فتية اختفوا كم عددهم؟ واختفوا كام سنة؟ بس فراحت قريش هنثبت، فراحوا للنبي صلى الله عليه وسلم، قالوا له أخبرنا، وجمعوا مكة، وموضوع إعلامي، أخبرنا عن فتية اختفوا، كم عددهم؟ وكم سنة اختفوا؟ فقال النبي سأجيبكم غدًا، النبي ميعرفش، فمقلش إن شاء الله، فنزلت الآية: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ}[الكهف :23: 24]، فتأخر الوحي 15 يوم، فبدأت قريش شفتوا .. بس تصدقوا دي من دلائل النبوة كمان؟ وده دليل، النبي ميعرفش القصة صحيح، لأنه لو كان يعرف القصة كان خلال 15 يوم جاوب، لغاية ما نزل الوحي دليل إن هذا القرآن وحي، النبي 15 يوم لأنه معندوش القصة، وواضح إن محدش في مكة يعرف القصة، فعلا وثيقة سرية، فنزلت، فجه النبي صلى الله عليه وسلم بعد 15 يوم، وإذا بالآيات: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف :9: 13] من الآية 9 للآية 30 سورة الكهف بتحكي القصة.
طب فين السؤالين اللي هم سألوهم؟ لا ده ربنا الأول حكى لنا القصة، عشان إحنا نتعلم منها يا شباب إزاي نصلح، وإزاي إن وجه يتغير ربنا يصلح الكون عشانه، وفي آخر القصة قام مجاوبهم على السؤالين بتوعهم، إيه السؤالين؟ السؤال الأول: هم قعدوا أد إيه؟ فنزلت الآية تقول: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً}[الكهف:25] بمنتهى الدقة 309 سنة. الأحبار اليهود سكتوا صح، والسؤال الثاني: عددهم كام؟ مردش القرآن، السؤال الأول قال 309، والسؤال الثاني قال إيه؟ {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} [الكهف:22] طب ما ربنا قال لنا 309، ما كان يقول لنا عددهم كام، ده منتهى التحدي لأحبار اليهود، ومنتهي الدليل علي صدق القرآن، إزاي يعني؟ أصل جوه الوثائق السرية لأحبار اليهود مختلفين عددهم كام، في ناس بيقولوا 3، وفي ناس بتقول 5، وفي ناس بتقول 7، فالقرآن كمنهج علمي قام جايب لهم كل الأرقام اللي هم بيقولوها، منتهى التحدي والإعجاز، منتهي القوة، 309 سنة محدش مختلف عليها، طب أنتم بتقولوا إيه جوة كلامكم السري؟ بتقولوا كذا وكذا، أدي كل الأرقام.
بعدين جه القرآن في الآخر ورجح العدد، "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ" طب والترجيح إيه؟ "وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ" الغالب إن هم سبعة، ما يعملهم إلا قليل، عبد الله بن عباس بن عم النبي يقول: أنا من القليل هم سبعة، أنا من القليل اللي عارف عددهم هم سبعة، يا فأول ما قال النبي هذا الكلام أحبار اليهود ...
فكان أول من أعلن القصة للعالم هو النبي صلى الله عليه وسلم، دلوقتي ادخل على جوجل وادخل علي الانترنت واكتب: The Seven Sleepers، السبعة اللي ناموا، وشوف هيطلع لك إيه؟ هيطلع لك كمية صفحات بكمية لغات و كل حاجة عنهم، أصل القصة زي ما حكاها النبي في جوجل ، من علمك يا رسول الله؟ ومن الذي نشر القصة عالميًا؟ ظهرت بعد كده للعالم، القصة دي من دلائل النبوة.
طيب ندخل على حتة تانية، أهل الكهف عددهم، نقول أهل الكهف عددهم ستة سبعة، مش أنبياء، شباب عاديين، فتية عاديين، هتقولي ليه عددهم قليل؟ عشان تعرف إن ممكن عدد قليل يغير العالم، مش ألف ولا ألفين، ستة سبعة، وجه، يا لو أنت لو أنتي وجه يتغير وجه، يحمل الحق وجه، يشيل رسالة وجه، عشان كده عددهم قليل، وعشان كده القرآن يقول عددهم، وعشان كده مركز على كلمة فتية، يا شباب أنتم الأمل، شوفوا الموضوع عامل إزاي؟.
القصة طويلة طبعًا طويلة جدًا، مدتها 300 سنة، قصة مدتها 300 سنة، عشان كده هنقولها على حلقتين النهاردة وبكرة، تخيل 300 سنة، هم ابتدءوا إمتي؟ ابتدءوا بعد المسيح بـ 150 سنة، وناموا 300 سنة، فصحيوا سنة 450 ميلاديًا، يعني قبل النبي بـ 150 سنة، فجم في النص بالظبط، بين المسيح وبين النبي صلى الله عليه وسلم، وملوا المنطقة اللي في النص، يعني قصة أهل الكهف مليا المنطقة اللي بين المسيح وبين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
طيب مين أهل الكهف؟ دول من أتباع المسيح، من أتباع سيدنا عيسي ، هو القرآن بيظهر كده وبيكبر نماذج لمسيحيين مخلصين، ده بيتكلم على المفروض القرآن يحكي عن الصحابة وبس، ونركز علي نفسنا إحنا يا مسلمين وبس، لا لا، ده مسمي سورة باسم الناس دي، ده بيحكي على مسيحيين مخلصين موحدين، جايين من أتباع نبي قبله، يا على التعايش، يا ده كأن النبي جاي يقول إيه؟ أنا مش جاي أهد اللي قبلي، أنا جاي أبني وأظهر نماذج من اللي قبلي، الله حلوة أوي دي، جميلة الفكرة دي، ومش كدة وبس، ده جاي لما بيقول انا مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فجعل الناس يطوفون بالبيت، ويقولون ما أجمله بيت الأنبياء، إلا موضع لبنة، لسة في حتة ناقصة، فأنا موضع اللبنة، ده أنا بس كملت الحتة دي، يا سلام على تواضعك يا رسول الله، أنا ما جتش أهد البيت وأبني بيت جديد، أنا جيت أكمل، صلى الله علي محمد صلى الله عليه وسلم، ويا سلام على عظمة القرآن، شوف إحنا كلنا مهتمين بالصحابة وبنحب الصحابة، لكن عمرنا ما ادينا أتباع المسيح حقهم، المسيحيين المخلصين الموحدين، القرآن جه يديهم حقهم، ويقولك دول كمان، بس لاحظ حاجة أنا عارف إن بعض الناس هتقول لي خلي بالك وأنت بتبرزهم كده والقرآن بيبرزهم كده، مش ممكن يحصل لخبطة في العقيدة، يعني مش ممكن المسلمين يتلخبطوا بسبب إن هو يبرز، فاهمين الفكرة؟ لا متخافش، ليه؟ أصل سورة الكهف ابتدت بذم من اتخذ مع الله ولد، عشان يحصل توازن،{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً}[الكهف:1: 5] فذكر أتباع المسيح، المسيحية صدق، المسيح عظيم، أتباع المسيح عظماء، ونماذج يا شباب قلدوها، لكن الله ليس له ولد.
إيه أصل القصة؟ أصل الموضوع شباب صغيرين في وسط دينا كلها ظلام، الرومان معددين الألهة، وهم مؤمنين أن لا إله إلا الله، البلد مليانة ظلم الناس، لو قالت لا إله إلا الله تموت الناس، مش عارفة تعيش، مش عارفة تاكل، الإمبراطور اللي في البلد دقيانوس اسمه شديد الظلم، على أهون سبب يقتل الناس، مفيش حد قادر يتنفس يقول لا إله إلا الله، الناس في منتهى الفقر اللي في الدنيا، مش عارفة تعيش، طلع السبع شباب دول أمنوا، قرروا إن هم يحملوا رسالة يصلحوا البلد، اضطهدوا، هربوا، اعتزلوا الناس، هربوا إلي الكهف، دخلوا الكهف، فربنا نيمهم 300 سنة، صحيوا لقوا الأرض اتصلحت على اللي هم كانوا بدأوه قبل ما يناموا، بدأ كل اللي هم بيعملوه يتصلح يتصلح، بس هي احتاجت 300 سنة، فربنا صحاهم تاني يوريهم اللي أنتم بدأتوه، هفرجكم عليه إزاي الدنيا اتغيرت بسببكم، عشان كده صحاهم تاني. دي قصة أهل الكهف.
ندخل في التفاصيل، بس أنت قلت اعتزلوا وهربوا، هو الإسلام يدعونا أن نعتزل الناس؟ طبعًا لا، نهرب من المجتمع ؟ طبعًا لا ، يدعونا إن إحنا نروح ننام 300 سنة -والناس تتريق دلوقتي تقول لك يا عم ده كسلان ده نايم نومة أهل الكهف- طبعا لا، طبعًا كل المعاني دي غلط، بس أنت هتفهم دلوقتي.
نحكي الموضوع من الأول دقيانوس ملك ظالم يعيش في الأردن، القصة في الأردن، ظلم أهل البلد زي ما قلت لكم ظلم شديد، اضطهاد شديد، أتباع المسيح كلهم قتلوا، مفيش حد بيقول لا إله إلا الله في البلد، الناس عايشة في فقر شديد، ضرائب مهولة، مش عارفة تعيش، مش عارفة تاكل، معدش حد بيقول لا إله إلا الله إلا واحد من أتباع المسيح باقي في المدينة، ودقيانوس بيدور عليه عشان ده آخر واحد باقي من أتباع المسيح، دقيانوس مركز على الناس الكبار يموتهم، الراجل ده قرر إن هو يدور على شباب صغير يغير، دقيانوس بيدور على الكبار، طب محدش بيفكر في الشباب الصغير، كله بيقول دول عيال، زي ما إحنا بنقول في بلادنا دلوقتي على الشباب.
الراجل قبل ما يموت، هو عارف إن خلاص هيتجاب هيتجاب، وجواسيس الملك دقيانوس موجودين في كل مكان، فقرر ألحق أخد لي خمسة ستة أوصل الرسالة، ومش عارف يعرفهم على بعض عشان جواسيس الملك في كل مكان، فبدأ ياخد واحد واحد، شباب صغير محدش واخد باله من الشباب الصغير، قدر يقنع ستة سبعة قالوا لا إله إلا الله، حط الإيمان في قلوبهم، ملحقش يعرفهم على بعض، اتاخد، اتقبض عليه، قتل، والستة آمنوا، وكل واحد لوحده، هم الآن مؤمنين، لكن للأسف كل واحد لوحده، لسة مش إيجابيين، لسة كل واحد مش عارف يعمل إيه، كل واحد عايش قافل على نفسه، يا ترى هيحصل إيه؟ يا ترى بعد ما بقى كل واحد لوحده، لكن كل واحد جواه إيمان، هيحصل إيه؟
هيحصل إن في يوم العيد السنوي، ابن كثير يحكي القصة، يقول إن في يوم العيد السنوي اللي يسجدوا فيه للإله ويعظموا الآلهة ومعاصي وشرب خمر وو، فالولاد طالعين مع أهلهم، كل البلد بتطلع في هذا العيد والملك موجود، عيد وكله طالع، ومنتهى الانحراف والانحلال والمعاصي، الولاد ما قدروش، مش قادر على الجو ده، الأول خد بعضه، وطلع التاني خد بعضه، وطلع في شجرة بعيدة، الأول مش قادر، راح قعد تحتها، التاني خد بعضه وطلع، هيتعرفوا على بعض؟ أه، بص قصة التعارف: التاني طلع، التالت، الرابع، الخامس، السادس، السابع، مش قادر أقعد في الجو ده.
أول حاجة تعرف بيها الإيمان في قلبك ولا لأ: شوف نفسك قادر تقعد في وسط قعدات الفساد والانحراف ولا لأ؟ لو لقيت أصحابك رايحين يشربوا مخدرات يا شباب وقلت لا أنا مبشربش بس قاعد معاهم، اعرف إن الإيمان ضعيف في قلبك، ضعيف أوي أوي، لأنك قادر تتجاوب مع الجو ده.
لو لقيت قعدة فيها شرب خمر، أو قعدة فيها معصية، أو قعدة دسكو، ولقيت نفسك قاعد وتقول أنا مبعملش حرام، اعرف إنك ضعيف، وإيمانك بعيد؛ لأن الإيمان لما يزيد مقدرش أقعد القعدة دي، مش قادر، مش مبسوط .أول حاجة تعرف بيها الإيمان كبير في قلبك ولا لأ يا شباب.
الأول سحب نفسه، التاني سحب نفسه، التالت، الرابع، الخامس، السادس، السابع، سبعة لقوا نفسهم قاعدين تحت شجرة بعيد عن الناس، بس هم خايفين، في ملك وفي جواسيس، فكل واحد فيهم عايز يقول حاسين إن في حاجة، ففضل صمت طويل، لحد ما واحد قطع، وقال لهم: والله ما أخرجني إلا الذي أخرجكم، أنا اللي طلعني هو اللي طلعكم، فقولوا ولا يتكلم أحدنا على الآخر، شوف أد إيه الموضوع؟ وشوف أد إيه الظلم يا شباب؟ دول كانوا عايشين في الظلم ده، طب إحنا ما إحنا الحمد لله بلادنا مؤمنة والحمد لله، طب ما نصلحش ليه؟ يعني دول كلمة لا إله إلا الله مصيبة؟ من وضعه أصعب؟ إحنا ولا هم؟ أنت يائس ليه؟ أنت مبتعملش حاجة مفيدة ليه؟ ده خايفين يقولوا لبعض.
ففضلوا مترددين، وبعد كده الأول بدأ يقول، فبدأ يكتشفوا إن كلهم بسبب الراجل اللي مات، يا بخته الراجل اللي مات ده، خد ثواب كبير أوي، إيه ده؟ إحنا كلنا بنقول لا إله إلا الله، كلنا مؤمنين، شدوا بعض، جمدوا بعض، من النهاردة هيبدأوا مسيرة مع بعض، يا سلام الأول كانوا مؤمنين برسالة، بس مش إيجابيين؛ لأن كل واحد لوحده، الصحبة بتفرق، تاني حاجة تخلي الإيمان قوي، خلي بالك أنا بعدد لك دلوقتي، أول حاجة مقدرش أقعد قعدة فساد، تاني حاجة مين صحبتك، وعشان كده ربنا سماهم أصحاب الكهف، {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ} [الكهف : 9] الصحبة، في تركيز على كلمة الصحبة، والدرس اللي جه في آخر القصة بيقول للنبي بعد ما القصة خلصت {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الكهف:28] قولي مين صحابك أقولك ربنا هيثبتك ولا لأ؟ قولي لي مين صحابك أقول لك مستقبلك شكله إيه؟ قولي لي مين صحابك أقول لك حتقربي من ربنا ولا لأ؟ انسَ .
الموضوع موضوع صحاب، القومة اللي قاموها كانت محتاجة أصحاب، والصحبة هتستمر 300 سنة، وعلى فكرة هم في صحبة إلي الآن، أنا دخلت الكهف، وهتشوفوا الكهف، قبورهم مع بعض إلى الآن السبعة، صحبة استمرت 300 سنة، ومستمرة، وذكرت في القرآن كصحبة، أنت مين صحابك بقه، قل لي من صحابك أقول لك ربنا هيقبلك ويتوب عليك ولا لأ؟ قول لي مين صحابك أقول لك مستقبلك شكله إيه؟ الصحاب بيأثروا في ثلاث حاجات؛ مستقبلك، علاقتك بأهلك، علاقتك بربك، مين صحابك؟ لك صاحب كدة جدع تقوله إيدي في إيدك نصلح مع بعض لربنا، نصنع مع بعض الحياة، لكي صحبة كد؟ لو ملكيش ما فيش فايدة، مهما كنت قوية، الآيات بتوصف بعد ما تقابلوا وحطوا إيديهم في إيدين بعض واتفقوا إن هم هيصلحوا مع بعض، بتوصف الآيات، {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الكهف : 14] بص القومة دي، حطوا خلاص إيدينا في إيدين بعض، مش كل واحد لوحده، الأول مكانوش عارفين، يا شباب حطوا إيديكم في إيدين بعض، حطوا إيديكم في إيدي، ادخل على عمرو خالد دوت نت بعد الحلقة، ونقول يلا نشتغل مع بعض ونصنع حياة ونعمل، مين يشتغل؟ مين عنده النية دي؟ محتاجين صحبة، "إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا"، أدي تالت حاجة، أول واحدة: مقدرش أقعد قعدة فساد، تاني واحدة: صحبة، تالت واحدة قومة وهبة.
بداية الإيمان تعرف إن أنت السنة دي في رمضان بعد رمضان هتبقى كويس ولا لأ، شوف قومتك شكلها إيه؟ شوف كلمة "قاموا"، شايف الطاقة اللي فيها، "إِذْ قَامُوا فَقَالُوا.." ، غير واحد اتفرج على الحلقة واتهز وقال أنا هبقى كويس، وبعد الحلقة قامت بقي تعدل شعرها وتتفترج، وبعدين نامت، دي مش قومة دي، لا لا، أو قعد على الشات ساعتين يلعب وخلاص، لا، اتفرج على الحلقة وخلاص، دي مش قومة، القومة زي قومة النبي صلى الله عليه وسلم، {قُمِ اللَّيْلَ}[المزّمِّل:2] قوم صلي بعد الحلقة دي، قوم وقول أنا هكون منهم، {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}[المدّثر:1]، قوم اتحرك وخد بإييد الناس، واخدين بالكم كل آيات بداية النبي كلمة قم، يا أيها المزمل قم، يا أيها المدثر قم، فإذا فرغت من إصلاح الأرض، فانصب، قوم صلى، مع إن المفروض فإذا فرغت، فارتاح، لا إذا فرغت فانصب، ها عايز تعرف الإيمان ولا لأ؟
تالت حاجة تعرف بيها القومة دي بعد الحلقات دي: أنا هصلح، أنا زي أهل الكهف، أنا هشتغل، {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً}[الكهف:14] شوف لا إله إلا الله كبيرة إزاي، أنا عايز كده لا إله إلا الله دي تبقي بتحرك حياتك، أنا عايز الناس تحب ربنا، أنا عايز لا إله إلا الله، تملا الدنيا، دي رسالتي "إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" شايف الحرقة اللي في الولاد، حاسس بيهم،"لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً" لا إله إلا الله عايزها تملا الدنيا.
نفسي مرة تروح كده بعد الحلقة، وتقعد تقول لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، تحس إن خلايا جسمك انتعشت، وإن القومة هبت، وإنك داخل دلوقتي تدور علي صحبة تقول لهم إيدي في إيدكم نصلح، تعالوا نعمل .
عايز مننا إيه؟ مشروع خيري تعمله، تشوف مشروع صغير تصلح به قرية، ترجع لقريتك وتشوف إزاي تصلحها، تفكر، تعالى نفكر مع بعض،{ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً، هَؤُلَاء قَوْمُنَا} [الكهف :14: 15] اللي هم بيشربوا وسكرانين اللي هناك دول،{هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} [الكهف:15]، صعبان عليهم عيلتهم وأهلهم، حد محروق على الناس؟ دي رابع صفة للإيمان، يبقى تاني نقولهم، أول صفة ها حد فاكر؟ مقدرش أقعد قعدة فساد، تاني صفة: صحبة صالحة، تالت صفة: هبة وقومة قيام وصلاة بالليل وتفكير في مشروعات، رابع صفة: محروق على الناس، بحب الناس أوي، لازم الحرقة دي على الناس، حرقة في قلبك، "هَؤُلَاء قَوْمُنَا"، عايزين ناخد بإيديهم، هيحصل إيه؟ وبعد ما قاموا القومة دي، هيتم إيه؟ وإيه الخطة اللي هيحطوها؟ وإزاي إن وجه يتغير ربنا يغير فيه العالم، كل ده هنعرفه بعد الفاصل، تعالوا نكمل مع بعض.
..فاصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ..
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، بنكمل مع أهل الكهف، شباب ستة سبعة عندهم 15 أو 16 سنة، وجه يتغير ربنا يغير به الدنيا، إوعى تستهون بنفسك، يالا يا شباب، عايزين همة وقومة وقوة {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا}، وبدأ الشباب يحطوا خطة، إيه الخطة اللي هيحطوها الشباب؟ هنساعد الناس؛ لأن إحنا مش قادرين نقول هلم لا إله إلا الله والناس ما تعرفناش، عايز تعمل إيه؟ خلينا نأكّل الناس الأول، نأكّل الناس الفقراء اللي مش لاقية تاكل، ساعتها هيعرفوا إن الخير مازال موجود، ساعتها هيبقى سهل نقول لهم لا إله إلا الله، الناس وهي جعانة ومش لاقية تاكل بتبقى مش قادرة تسمع، والفقر يجيب ذنوب ومعاصي، والفقر يجيب مصائب، والنبي قال "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر " إيه العلاقة ؟ الفقر يجيب كفر، الشباب دول كان عندهم الوعي إحنا مش هنقول موعظة وتروح في البحر، إحنا هنقول مواعظ طبعًا بس هنصلح كمان.
بدأوا يقرروا ينزلوا للناس الغلابة يعملوا لهم مشاريع يساعدوهم، يأكلوهم، والناس مستغربة، شباب 15 سنة مموتين نفسهم، خلي بالك الولاد دول فيهم ابن عم الملك السبعة دول، وخلي بالك السبعة دول فيهم مستويات مختلفة، فيهم واحد راعي، ومن هنا جه الكلب إن الراعي معاه الكلب بتاعه، فبدأ الكلب يصاحبهم، الكلب على فكرة دون بخته حلو قوي، خلد ذكره في القرآن، عشان إيه؟ عشان الصحبة اللي صاحبها، تخيل كلب كرم وخلد وذكر في القرآن عشان صاحب مين؟ تخيل بقه أنت لو لك صحبة حلوة قيمتك عند ربنا تبقى إيه؟ الصحبة يا جماعة، اختار أصحابك، صحاب صالحين لازم لازم، اوعي تقولي أنا هبقى كويسة لوحدي، مش هينفع لازم صحبة كويسة.
الشباب شغالين، وبدأت الناس تعرفهم، وبدأت الناس تحبهم، هما حاطين خطة، الأول نساعد الناس، وبعد كده نقول لهم لا إله إلا الله، فعمالين يشتغلوا يتشغلوا، وحاطين إن بعد سنة ولا بعد سنتين تبقى الناس بدأت تقوم على رجليها، وده يجيبوا له بقرة يحلبها، وده يجيبوا له مش عارف إيه، وده يجيبوا له إيه، وابن عم الملك معاه فلوس يساعدهم، وعمالين شغالين، شغالين، وجهد ليل ونهار، شوفت "إِذْ قَامُوا" إحنا في رمضان وشد، وتاني يوم رمضان راح نام، أو سمعت الحلقة دي وقالت والله أنا هعمل حاجة، وتاني يوم رجعت زي ما هي، إيه يا عم فين القومة، شويت جمودية، قوم صلي كتير عشان تاخد طاقة.
بدأوا يشتغلوا، يشتغلوا، يوصلوا الليل بالنهار، والناس عمالة تتأثر بيهم، والناس عمالة تحبهم، هتقول لي هما جابوا الطاقة دي منين؟ من العبادة، اعبد علشان تاخد طاقة، شوف الآية تقولك إيه {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف:13] حط لي 100 خط تحت كلمه زدناهم، خد خطوة وشوف ربنا هيقربك منه قد إيه؟ يا عم طب قرب منه بس، طب ركعتين بالليل وشوف والله يا جماعة كل اللي ابتدوا بقوا أصحاب رسالات ابتدوا بعبادة، خدوا خطوة لربنا.
دول الشباب وشغالين وبمنتهى القوة والناس بتحبهم وخلاص، بدأوا يقولوا إيه؟ خلاص بقه نقدر ناخد بإيد الناس ونقول لهم لا إله إلا الله، الناس شايفين منهم خير وبس، لسه ما قالوش رسالتهم، جواسيس الملك عرفوا إن الولاد دول مؤمنين، وإن الولاد دول موحدين، ووصل الخبر للملك، وجن جنون الملك، وابن عمي، والولاد دول واللي بيعملوه، ده صياح الملك، ملا الدنيا، يتبقض عليهم حالاً، يجوا حالا يقتلوا، أو يقولوا إنهم رجعوا عن فكرتهم نسيبهم. والجنود اتحركوا في البلد، فجأة الدنيا اتقلبت، ليه يا رب دول خلاص كانوا هيكملوا رسالتهم، دول ماشين خلاص كويس.
جنود في كل مكان، الناس بتحبهم، فيه ناس في القصر بتحبهم، لما سمعوا الملك بيقول كده جريوا على الشباب، الحقوا دول بيعدوا لكذا، اجتمع الشباب بسرعة وبعدين هنعمل إيه؟ لو أنت مكانهم تعمل إيه؟ آه اختبار رباني، سنهم صغير على الاختبار الصعب ده، 15أو 16 ، بس صحبة يجمدوا بعض، شوفت الصحبة تاني، طول ما أنا ماشي هقولك الصحبة.
خلي بالك عندهم تلات اختيارات
1ـ يرجعوا للملك ويقولوا له، مش هو قال أو يرجعوا ويقولوا رجعنا.
2ـ إيه يعني يتقبض علينا، ولا إله إلا الله، واللي يحصل يحصل، توكلنا على الله.
3ـ ندبر مكيدة عنف، ابن عم الملك يعمل حاجة في الملك.
رفضوا التلاتة ليه؟ لأ مش هنرجع عن فكرتنا، بقى بعد ما بنينا كل ده نهد كل اللي بنيناه ونقول له آه رجعنا عن كلامنا، ولا التانية ولا نروح كده ونواجه إزاي، يعني ده مش توكل ده قذف بالنفس إلى الموت، مش صح؟ فين المرونة؟ طيب العنف لأ، العنف مرفوض، ما نخربش في بلدنا، طب الحل إيه؟ فطلع واحد فيهم قال لهم فاكرين الكهف اللي رحناه مرة لما كنا عايزين نتجمع مع بعضينا ومش عارفين؟ قالوا له الكهف المخيف ده اللي على بعد عشرة كيلو بره البلد؟ تيجوا نهرب نروح الكهف، علشان نخطط إزاي نرجع تاني، عشان نحط خطة هناك، فيبقى خروجنا خروج استراتيجي، يبقى مش اعتزلوا، يبقى ما كنش اعتزال للهروب، اعتزال إن هم يخططوا ويرجعوا تاني، فربنا نيمهم 300 سنة، هما طالعين فترة علشان مصرين على فكرتهم، فطلع لهم واحد تاني قالهم خلي بالكم معنى إن أنتوا تطلعوا للكهف إن أنتوا قطعتم على نفسكم أي طريق عودة مع الملك، دا أنتم مصرين وبتتحدوه، لأ، نطلع.
لو أنت مكانهم تختار الكهف؟ هتقول طب وربنا ما اداهمش فترة كده يفكروا؟ يعني الأحداث كده دلوقتي حالاً ليه؟ هي اختبارات الدنيا كده، أنت صاحب رسالة ولا لأ؟ تاخد القرار دلوقتي ولا لأ؟ هتقول سنهم صغير، دول أصحاب رسالة ما تخافش عليهم.
أنت بقه بتهزر، وبتمشي على سطر وبتسيب سطر، وشوية جدية، والله يا جماعة صدقوني العبادة والصلاة والقيام رمضان فرصة، أقوى حاجة تعينك على المواقف اللي زي دي، فيه ناس كان لازم تاخد قرارات في ساعتين، تقعد في بلدك ولا لأ؟ الخروج للمجهول صعب، وأنا عايزك تتخيل حالتهم، دموع أمهم، خلي بالك هو مش قادر يرجع لأمه ويقول لهم، يعني هما خرجوا فجأة، طب معانا أكل معناش أكل؟ طب معانا فلوس؟ آه معانا بعض وريقات العملة بتاعتنا قليلة قوي، خلي بالك مهمة قوي دي، أصل دي اللي هتكشفهم في الآخر، وهتظهر الحق إن هما مين، طب أرجع لأمي أسلم عليها، ما فيش وقت تخرجوا، نخرج ليه؟ إحنا أصحاب رسالة، نخطط ونفكر، طب وأمي، طب أسلم، طب أروح أحضن أمي وأسلم عليها، ما فيش وقت، دا زمان، الجنود وصلوا عند بيت أمك دلوقتي، وكده أنت هتأذي أهلك زيادة، ياه تاخد القرار ولا ما تخدش القرار؟
أنا عايزك تتخيل بقه وهما طالعين الكهف، وهما رايحين خايفين، رعب طبعًا، بيتنفضوا طبعًا، بيتنفضوا، قلق وأي قلق؟ لو حاجة اتحركت حواليهم يتخضوا طبعًا لو حاجة اتحركت حواليهم، طلع الكلب ياه على الوفاء، أصل ربنا ساعات بيبعت حاجات صغيرة كده، الكلب طالع معاهم، طب طالعين لإيه؟ للمجهول، صعب قوي إنك تطلع للمجهول وأنت مش عارف، طب فيه إيه بعد كده؟ وعلى فكرة والانتظار أصعب، يعني فيه واحد بيختار إنه يواجه وتحصل له مشكلة، أحسن ما يقعد في مرحلة انتظار مش عارف فيه إيه بكرة، وبعدين عايز أقولك حاجة: هو أنا لما أقولك كلمة كهف، ماذا تعني كلمة كهف بالنسبة لك؟ كل واحد يقولي كده اللي يجي على دماغه، ضلمة، مجهول، خوف، موت، عقارب، حيات، توهان، حيرة، مش كده؟ كلمة كهف تعني إيه بالنسبة لك؟ إزاي اختاروا؟ شوف الآية تقولك إيه {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}[الكهف:14]،عارف يعني إيه ربطنا؟ شوفت العبادة بتعمل إيه؟ يا جماعة صلوا كتير في رمضان علشان يربط على قلبكم، القلب ما يفكش، فاكرين أم موسى {إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا }[القصص:10] كانت خلاص، ابني اللي انتوا خدتوه، برضه الربط جه هنا.
عايز ربنا يربط على قلبك وقت الشدة؟ اعبده في وقت الرخاء يعرفك وقت الشدة، اختاروا الكهف، رايحين للكهف، طالعين، وصلوا للقرار، في السن ده خدوا القرار الخطير ده؟ آه، طالعين، طالعين، وصلوا للكهف، ممكن اسألك سؤال: هما وصلوا للكهف الآن، ليه ربنا اختار كلمة كهف ؟ وليه سمى السورة باسم الكهف نفسه ؟ بص الآية بتقول إيه {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته}[الكهف: 16] ، الكهف مخيف يا جماعة، أنا رحت الكهف، وهنفرجكم عليه دلوقتي، الكهف بعيد، وتحس بوحشة، لكن ربنا سماه إيواء، عارف يعني إيه{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ}؟ حضن، الكهف بقى حضن، كلمة إيواء جت في القرآن تلات مرات {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى}[الضحى:6] ربنا آوى عبده سيدنا محمد، وجت المرة التانية مع يوسف وأبيه {آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} [يوسف:99]، أبو يوسف لما قابله بعد سنين طويلة، الاتنين الأولانيين، لكن التالتة جماد، إزاي الكهف يأوي؟ يا جماعة ياما ناس عايشة في قصور بلا مأوى، وياما بسطاء عايشين في عشش في منتهى المأوى، الإيواء من الله، ربنا هو اللي بيأوي، روح لربنا قوله آويني، اسجد له وقوله أنا محتاج حنان، أنا خايف لوحدي، أنا عايز أبقى كويس ما تسبنيش، روح كلمه {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} اللي هو عقارب وحيات وضلمة؟ لا لا لا، كل ده اتلغى {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته} المفروض الكهف ضيق، إزاي ينشر؟ غار حراء كان ضيق، واتنشر منه رحمة، وغار ثور كان ضيق واتنشر منه رحمة، والصندوق اللي اترمى فيه موسى كان ضيق واتنشر منه رحمة، وكهف أهل الكهف كان ضيق واتنشر منه رحمة، يا جماعة لما الدنيا تضيق عليك، لو أنت صاحب خير وعايز تصلح، ربنا يوسعها عليك.
حاجة تانية: عارفين ليه اتسمى كهف؟ عارفين ليه السورة اتسمت بسورة الكهف؟ الكهف مفارق طرق، اختاروا دلوقتي، تختاروا وكل واحد قاعد هيحصل في حياته مفارق طرق، اختاري لازم تختاري تختاري الكهف ؟ الكهف رمز يا جماعة، كان ممكن السورة تتسمى سورة أهل الكهف، لكن اتسمت سورة الكهف باسم الكهف نفسه، الكهف اختيار، قدامك سكتين؛ شوف عايز تختار إيه؟ تختار الدنيا ولا تختار الرسالة؟ تختار شلتك ولا تختار الحق؟ تختار الموضة ولا تختار إنك عايز تصلح؟ وكل واحد قاعد هنا هيجيله يوم ربنا يعرض عليه اختياره، كل واحد موجود هنا ويتعرض عليه سكة حق ويتعرض عليه سكة رسالة، وممكن تكون الحلقة دي يوم اختيار، اختار، عايز إيه؟ عايز الكهف ولا عايز تاكل وتشرب وخلاص؟
إيه اللي هيحصل؟ إحنا هنطلع دلوقتي للكهف، ونختم الحلقة هناك في الكهف، وكل الحلقة دي موجدودة على عمرو خالد دوت نت، موجودة بالكامل تعمل لها دونلود، هدخل معاكم بالليل على الموقع أتكلم معاكم، هتلاقوا الحلقة دي مترجمة عشان لو عايزين تدوها لناس في الغرب عن قيمة قصة أهل الكهف، تعالوا نروح الكهف الآن، ونختم هناك ونشوف الكهف، وبكرة نحكي إيه اللي هيتم جوه الكهف وبره الكهف في الـ300 سنة.
أشوفكم على خير، تعالوا نروح الكهف، إحنا الآن بنصور من مكان الكهف، لسه مش هتشوفوا الكهف دلوقتي، لكن إحنا في المكان اللي اتجمع فيه الشباب، المكان اللي ذكر في القرآن، المكان اللي كل يوم جمعة بنقرا سورة الكهف، وبنعيش مع آيات الكهف، إحنا الآن في هذا المكان، إحنا الآن في الأردن، في المكان اللي اجتمع فيه أهل الكهف، وهنشوف الكهف كمان شوية، وهنشوف المكان اللي اتجمع فيه أهل الكهف كمان شوية، لكن الحقيقة هيبة المكان ده، المكان ده له هيبة، المكان ده ذكر في القرآن، المكان ده اتسمت بيه سورة من سور القرآن، سورة الكهف، المكان ده شهد سبع شباب رجالة، حبو الإسلام قوي، وعاشوا عشان الإسلام قوي، ولما اختاروا بين تلات حاجات؛ يستسلموا للملك وترجعوا، ولا تواجهوا الملك، ولا تلجأوا للعنف، رفضوا التلاتة، واختاروا إيه؟ لأه نفكر من جديد، نهرب ونفكر في طريقة جديدة، ونخطط علشان نفضل حاملين رسالتنا، مش هنسيب الرسالة أبدًا، يا شباب مين يعيش يعمل حاجة للناس؟ يقدم حاجة للناس؟ يخدم الناس؟ قصة أهل الكهف.
من هذا المكان إحنا الآن متجهين إلى مكان الكهف، إحنا الآن في مكان الكهف، بس ممكن أقولك حاجة: ممكن نرجع للآية اللي قلتها لك {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته}شوف كلمة فأووا دي، حد يصدق إن المكان ده ممكن يبقى حضن؟ حد يصدق إن كهف يعني ألم وخوف ورعب وعقارب وحيات وضلمة وتوهان وحيرة ووحشة ووحدة وموت وخوف ورعب، حد يتخيل إنه يتحول {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} كلمة فأووا ما جتش في القرآن إلا أربع مرات، يا إخوانّا يوسف لما آوى إلى أبيه { آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ } [يوسف : 99] والنبي صلى الله عليه وسلم {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى}[الضحى:6] ومين السيدة مريم وسيدنا عيسى { وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون:50] وأهل الكهف {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} عبد آواه ربه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وابن آواه أبوه سيدنا يوسف عليه السلام، وأم وابنها آووا لبعضهم، وكهف آوى الناس، مش ملاحظ التلاتة الأولانيين عبد بيأوي عبد؛ يوسف وأبوه، مريم وابنها، ربنا بيأوي سيدنا محمد، لكن أول مرة نتخيل إن ممكن مكان زي كده مكان كهف موحش يبقى عبارة عن حضن ويأوي الناس، ويستوعب الناس، ويحسوا فيه بالأمان، ياما ناس يا جماعة ياما أغنياء عايشين في قصور بلا إيواء، وياما بسطاء فقراء في قمة الإيواء، ياما ناس بتحيط بها حرس وجنود وحشم بلا إيواء، وياما ناس بسيطة على قدها في قمة الإيواء، لو ربنا ما آواكش ما فيش حد هيأويك.
ممكن أسألكم سؤال: يا إخوانا تفتكروا أول ما وقفوا على باب الكهف فكروا في إيه ؟ ليه يا رب، يا رب دا إحنا كنا بنصلح في أرضك، بدأنا ناخد بإيد الناس، ده لسه الناس ما اهتدتش، بعد ما كنا خلاص، بقى لنا سنة بنشتغل، وبناخد بإيد الناس، وبدأ الناس تحبنا وتتأثر بينا، يقوم كل ده خلاص، انتهت كده الرسالة؟ انتهت القصة؟ دا احنا كنا عايزين نعمل خير، كل اللي عملناه راح؟ أبدًا والله، شوفوا وهما دلوقتي داخلين، أنا متاكد إن السؤال ده جواهم، طب وبعدين، طب يا رب مين للناس؟
ده ربنا سبحانه وتعالى عايز يعلمنا ويعلمهم درس كبير قوي، النصر من عند ربنا، هنختم على كده حلقة النهاردة، وانا واقف على العتب اللي دخل منها أهل الكهف، بس أنا حابب أختم بدعاء، تعالوا ندعي على باب الكهف معجزة ربنا، الكهف اللي آوى وحفظ 300 سنة وسبع سنين، أنا هجلس وأدعي في هذا المكان المبارك، لعل الله تبارك وتعالى يستجيب دعائنا، ويطلع منا رجال ونساء يعزوا الإسلام، إني داع فأمنوا:
ياذا الجلال والإكرام، نسألك أن تأوينا كما آويت أهل الكهف، أوينا برحمتك، اللهم اشملنا برحمتك، اشملنا برعايتك، لا نهلك وأنت رجاؤنا، يا أرحم الراحمين ارحمنا كرحمة أهل الكهف، اللهم اكتب كل من يسمعنا الآن رفيق أهل الكهف، ورفيق النبي في الجنة، يا رب اللهم لا نختم هذه الحلقة إلا وقد غفرت لنا، ورضيت عنا، وكتبتنا ممن ينصرون الإسلام وينهضون بالأمة، يا رب استجب، يا رب استجب، اغفر لنا الليلة، استخدمنا، اجعلنا نغار أنهم فعلوا شيئا لدينك ولم نفعل، اجعلنا نقلدهم، اجعلنا نختارك يا رب العالمين، نسألك حبك، اللهم إنهم أحبوك، نسألك حبك، وحب من أحبك، وحب عمل يقربنا لحبك، يا رب ازرقنا صحبة كصحبة أهل الكهف، ارزقنا صحبة تعيننا على الحق كما أعنتهم بصحبتهم يا رب العالمين، اغفر لنا الليلة، ارضَ عنا الليلة، اجمعنا بهم في الجنة، ثبتنا اربط على قلوبنا، فلا نجزع ولا نخاف ونصلح في الأرض، يا رب استجب، آمين آمين آمين، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، نشوفكم بكرة إن شاء الله، وندخل مع بعض كهف أهل الكهف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: http://alresalah.ws/programs2/index.jsp?inc=36&id=1512&lang=ar&cat=74&type=1