بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا محمد ابن عبد الله الذي لا ينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أرحب بكم أيها الأحبة الكرام في نهاية العالم ونحن اليوم مع علامة جديدة من علامات قرب نهاية العالم
كان لعمر بن سعد بن أبي وقاص إلى أبيه حاجة فقدم بين يدي حاجته كلاما مما يحدث الناس من البلاغة والسجع والثناء يتوصلون به لقضاء حاجتهم ولم يكن سعد يسمعه من قبل فلما فرغ قال سعد : يا بني قد فرغت من كلامك ، قال : نعم ، قال ما كنت من حاجتك أبعد ولا كنت فيك أزهد مني منذ سمعت كلامك هذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ( سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقرة الأرض )) .
نعم كما قال سعد رضي الله تعالى عنه لابنه لما أقبل إليه متملقاً يريد منه حاجة فإذا به رضي الله تعالى عنه ينبهه إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوف نناقش هذا الأمر نذكر ما هي أنواع اكتساب المال باللسان ؟ ما هو نوع النفاق الاجتماعي الذي يقع فيه الناس اليوم ؟ هل التزلف أحيانا الحكام إلى الرؤساء إلى المدراء ما يقع أحيانا من كتابات في الجرائد أحيانا سنحاول أن نمر عليها وأن نحاول أيضاً أن ننزلها على واقعنا .
طبعا يا شباب أشراط الساعة كما تقدم معنا هي أنوع بعضها يتكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أمور اجتماعية سوف تقع من ذلك مثلما تقدم قبل قليل أن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه أقبل إليه ابنه عمر يريد منه حاجة فالابن حتى يصل إلى حاجته من أبيه بدأ يقدم كلاما من الثناء على الأب والمدح كما يقدم الناس إذا أرادو حاجات من الآخرين مثل لما واحد لما يريدك أن تسلفه مالاً أو ربما تتوسط له في دخول الجامعة أو دخول وظيفة يبدأ يقول لك والله يا أخي إنك إنسان كريم تصدق أنا إذا رأيتك انبسط وأفرح تصدق يا أخي إذا طولت ما شفتك سبحان الله يأتيني ضيق حتى أشوف وجهك أحيانا أطلع صورتك من الجوال وانبسط ويبدأ يعطيك كلام وأنت تدري أنه كذاب .
فابن سعد رضي الله تعالى عنه أقبل وقال لأبيه كلاما حسنا ليتوصل به إلى قضاء حاجته فإذا بسعد رضي الله تعالى عنه وهو خال النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفتخر به و يقول هذا خالي فليرني امرئ خاله كان يفتخر به أروني خوالكم أين هم ؟ فقال لابنه قال والله يا ابني ما كنت أبعد عن قضاء حاجتك منك اليوم يقول أنت بعدت قضاء حاجتك لأني لن أقضيها لك سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( سيكون بعدي أقواما يتأكلون بألسنتهم كما تأكل البقرة من الأرض )) مثل ما البقرة تأتي وتبدأ تخرج لسانها الطويل وتبدأ تلف العلف والعشب من الأرض وتجعله في فمها فهي تتأكل بإخراج لسانها باستعماله كذلك في ناس اليوم يتأكلون باستعمال ألسنتهم وهذا مع الأسف يا جماعة اليوم كثير , حذر النبي من أن يتكلم الإنسان بشيء يتأكل به باطلاً يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يتبين فيها يكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه )) ودخل بعض الشعراء على حاكم من الحكام فأراد أن يمدح هذا الحاكم فمما قال له أثناء مدحه له قال وأنت الذي تجري السحاب بأمرك , أعوذ بالله هذا كفر , وأنت الذي الشمس والقمر ما أدري أيش , يقولون فقضى له حاجته وانبسط الحاكم وقال أعطوه من مائة من الإبل أعطوه مدري كم من الدنانير يقولون فلما خرج أقبل إليه أحد العلماء فقال قد كفرت بالله العظيم أعوذ بالله أنت تقول أنت الذي يجري السحاب بأمرك أنت مجنون , أنت الذي تقول أنت الشمس والقمر لا تغيب ولا تخرج إلا بإذنك أنت مجنون تقول هذا الكلام إن كان الذي أمامك قد قبله فإن الله لا يقبله يقول فالتفت إليه هذا الشاعر وقال يا شيخ هون عني فإني والله العظيم كنت أقول له هذا الكلام وأنا أشير إلى السماء وأقصد ربي فهذا شاعر دبر نفسه وجد له مخرج , المقصود أن الشعراء الله تعالى وصفهم { والشعراء يتبعهم الغاوون } { ألم تروا أنهم يقولون ما لا يفعلون } إلى آخر هذه الآيات في ذلك ، وهم ممن يتأكلون بألسنتهم { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } كما استثنى الله تعالى قال {وقليل ما هم } فهؤلاء الذين ءامنوا عملوا الصالحات الذي ربما يصنع شعره لكنه لا يقصد به أن يكذب أو أن يبالغ في المدح هذا ليس عليه في هذا حرج لذلك النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى الشعراء وكافأ بعضهم لما كان ينشدون بين يديه لما أقبل إليه النابغة وأنشد بين يديه وقال :
ملأنا الأرض حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
و غير ذلك من الأشعار وكان يقول :
وإننا نرجو فوق ذلك مطلبا
يعني لما ذكر الدنيا وأننا بلغنا فيه فقال نرجو فيها مطلبا فوق ذلك قال إلى أين يا أبا ليلى قال الجنة يا رسول الله ولما أنشد قال يا رسول الله بين يدي قصيدة
باتت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
إلى آخره
نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
فالمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إلى الأشعار لكن كان إذا أحد مدحه عليه الصلاة والسلام فوق مقامه مباشرة يوقفه ، مثل ما أنشدت جارية صغيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقالت في أثناء شعرها قالت في أثناء شعرها قالت :
وفينا نبي يعلم ما في غدِ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مه مباشرة قال مه اسكتي مه ثم قال قولوا بقولكم أو ببعض قولكم يعني قولي مثل الكلام الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم نفعنا وكذا مثل شعرها الأول لكن أو ببعضه أو نقصي منه إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله فأنا لا أعلم ما في غد ، فالمقصود أن الإنسان عندما ينطلق لسانه بكلام في غالب الأحيان له عدد من النوايا في هذا الكلام ، أنا ممكن أتكلم لإصلاح ذات البين ، ممكن أتكلم لأجل أن اكتسب مالاً ، لكن اكتسب المال بالحلال
أنا أعطيكم مثال : الآن يا جماعة الشخص الذي يشتغل بالمحاماة أليس في الحقيقة يأكل بلسانه لو أنه أبكم ما يتكلم ما استطاع أن يصير محامي صحيح أنه يعتمد أيضاً على فكره وقدراته العقلية وقدرته على إحضار الحجج على الخصم وغيره لكن مع ذلك لو كان أبكم ما استطاع فهو في الحقيقة يأكل بلسانه ، لكن يعتمد إن كانت محاماتك بحق فأنت ما ينطبق قول النبي صلى الله عليه وسلم يتأكل بلسانه كالبقرة ، لا أنت تتأكل بلسانك لكن بالحلال ، أما إن كان يتأكل بلسانه ليثبت حقًا لغير أهله أو ليثبت باطلاً لأهله ، ويأتي على ضعيف مسكين ما استطاع أن يدفع أجرة المحامي ويأتي هذا المحامي لأنه دُفع له مال ويبدأ يعني ضد هذا الضعيف هذا ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم يتأكل بلسانه كما تتأكل البقرة بلسانها هذا جزء من الناس ، خطباء الجمعة الذي يخطب الجمعة ويأخذ عليها مالاً يأخذ راتب من وزارة الأوقاف في الحقيقة أنه يأكل بهذا الراتب بلسانه صح ولا أو لا لكن يعتمد إن كان كلامه في هذه الخطبة كلام باطل أو مدح وثناء للحكام بالباطل هذا نقول أنت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذم ذلك ، أما إذا كان وعظ وتذكير قال ولكن أنا لا بد أن يكون عندي راتب لأجل أن انضبط في الخطبة وأواصل عليها فهذا لا ينطبق عليه هذا الحديث ، المدرسون في الحقيقة يأكلون بألسنتهم أيضا لأن لو كان أبكم ما استطاع أنه يدرس ويكتسب هذا المال ويعطي هذه المعلومات لكن الذي جاء بهذه الأحاديث هم أقوام يتأكلون بألسنتهم بالباطل
مثل مثلاً : من يمدح الناس بالباطل ، أو ربما شجعهم على باطلهم ، ربما أحيانا بعضهم أنشد قصائد أو يأتي على فلان على باطل ثم يمدح هذا الباطل الذي هو عليه ، مثلا : شخص جاء وافتتح محلاً ليرقص فيه الناس أو يشربون الخمر أو غيره مثل ما يقع في بعض البلدان ، ودخل شخص وبدأ يقول ما هذا المكان عجيب والله ديكوراتك حلوة وهو يعلم أن هذا الكلام حرام وأنه يشجعه على باطل لكن رجاء أن أحظى منه بالمكافأة أو أنه يجعلني أدخل مجاناً أو غيره ، طبعا يا شباب التأكل باللسان يجر إلى أمور , قد يجر أحيانا إلى النفاق الاجتماعي ، قد يجر أحيانا إلى الغيبة ، تذكرون مثالاً على ذلك كيف أنه لما يتأكل بلسانه عند مدير أو عند رئيس أو عند حاكم يجره إلى غيبة ؟
أبو عبدالله : أحيانا بعض الموظفين في كل المجالات يتقرب إلى المدير يسب موظف آخر حتى يطلع على حساب هذا يعني هذا الموظف محامي عن المدير أو قريب من المدير وبالتالي قد يصل بهذه الطريقة لذم زميل أو غيبة فيرفع نفسه عند المدير ليكون هناك في ثقة
د . محمد العريفي : هذا يتأكل بلسانه في الحقيقة ومنهم من يتأكل بلسانه الذي ربما في بعض الأحيان يعمل نميمة يأتي ويفسد ما بين هذا المدير والمدير الآخر لأجل أن هذا المدير يشعر أنه أوه هذا ينقل لي الأخبار هذا يخبرني ماذا يصير فيبدأ يقربه فلما يكون هناك مكافآت في الرواتب أو يكون في ترقيات أو شيء مباشرة يجعله عنده قبل غيره فهذا من التأكل باللسان ، ومن التأكل باللسان ربما جر إلى الكذب فيبدأ يمدح الشخص بما ليس فيه أحيانا أو أحيانا يشجعه على باطل يقع فيه لذلك أبو بكر رضي الله تعالى عنه لما مدحه رجل مدحة فقال : أنت كذا وكذا فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه اللهم لا تؤاخذني بما يقوله واستر علي ما لا يعلمون واجعلني خيرًا مما يظنون , يقول مهما تمدحني فأنا أعلم بنفسي فهو كان ضد هؤلاء الذي يمدح الخليفة حتى يرتفع شأنه عنده .
لا يزال حديثاً حول شرط من أشراط الساعة الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه لما قال عن النبي صلى الله عليه وسلم (( سيكون أقواما من بعدي يتأكل أحدهم بلسانه كما تأكل البقرة من الأرض )) وذكرنا لكم ما يتعلق عن النفاق الاجتماعي وكثرة الكذب
أبو مروان : شيخ النفاق الاجتماعي الآن في اعتقادي أصبح ضرورة عند بعض الإدارات الكبيرة أو الوزراء وكذا تجد الموظف مثلا مهنة سكرتير مثلا والوزير يستشيره في أمر وعلم أن الوزير هذا والمدير هذا أنه ضائع وأن هذا القرار خاطئ ويقول له أنه قرار صحيح وممتاز فأصبحنا ضرورة لابد أن تنافق .
د . محمد العريفي : أنا أعطيك أعظم من ذلك أحيانا المسؤول إما رئيس دولة أو حاكم في منطقة أمير أو يتخذ قرار بتعيين فلان لأنه صديقه أو يحبه أو يريد أن ينفعه فيستشير من عنده ويقول ما رأيكم أنا عينت فلان أمير على المنطقة الفلانية أو عينت فلان رئيس على المكان الفلاني ، ما رأيكم ؟ هم يعلمون أنه له رغبة في هذا وأنه يفرح لو وافقوه أو أشعروه وصدر القرار وانتهى فتجد المنافقون منهم الذي يتأكل بلسانه يقول : صدقت يا طويل العمر فلان ما تجد أحسن منه ذكي أنت آرائك صائبة ، وهو كذاب هذاك أكبر حرامي وغبي ولا عنده إدارة لكن الصادق هو الذي يقف له ويقول جزاك الله خير لا والله لا يصلح فأتقِ الله في المسلمين ، لكن وين تجد مثل هذا اليوم .
مداخلة أحد الحاضرين : يا شيخ أصبح النفاق الإداري فن من فنون الإدارة كي تصل يجب أن تنافق وتؤيد بعض القرارات التي لم تكن مقتنع بها ..
د . محمد العريفي : يا أخي العجيب أنه فن من فنون الإدارة موجود مثل ما يقولون في بعض الكتب المترجمة ومع ذلك لم أجد في حياتي خلنا صريحين أن أوباما واقف و جاءه شاعر وألقى وقام أوباما وأعطاه سيارة أو أعطاه أرض سمعتم بهذا ولا ساركوزي ولا بلير مع أن هؤلاء كفار لكن عنده جهة حاسبة يعرف أين تذهب الأموال ولمن تذهب والشيك هذا لماذا صرفته وصرفته باسم من ولماذا يُعطى مالاً ، هل اكتشف شيء ؟ هل اخترع شيء ؟ أو أتى ببراءة اختراع ؟ ورفع رأس البلد هو عمل إنجاز عظيم مجرد أعطاك قصيدتين وقلت خذ تفضل !
فهي مشكلة الحقيقة وهي موجودة عند العرب قبل غيرهم .
مداخلة أحد الحاضرين : أصبحت صورة نمطية الآن في مسلسلات تاريخية يكون الخليفة وأمامه الشعراء والأدباء أعطوا فلان مائة درهم أعطوا فلان مائة ناقة فأصبحت الأشياء في الصميم في تراثنا .
د . محمد العريفي : يتأكلون بألسنتهم في الحقيقة أصبحت مشكلة يحتاج الواحد ينبه عليها والقضية كثرة أحيانا الموافقة على الباطل ويكون له قرناء كلهم يسمعونه ما يحب دائما فهذا الرئيس أو هذا المدير وغيره كونه لا يقرب إلا من يقول له أحسنت صدقت نعم أنت أحسن واحد هذا يشجعونه على الباطل ويستمر في غيه في الحقيقة ويحجبون عنه الحقائق اللي تقع في البلد وهذا يا أخي واقع خاصة مع الثورات العربية التي حصلت الآن ما الذي أسقط عدد من رؤساء الدول كان بعضهم يقول وأظنه صادق كان يقول والله يا جماعة ما كنت أدري الشارع ما الذي فيه ، ما أعلم عن الحقيقة ما أعلم عن الواقع ، من الذي عزله ؟ عزله المنافقون الذين عنده الذين يتأكلون بألسنتهم ، الذي يدري ويأتي إليه ويقول له يا سيادة الرئيس ترى الناس ذبحهم الجوع يا سيادة الرئيس انت حسابك فيه كذا مليار والناس لا يلقون شيئاً يأكلونه ، يعلم أنه لو قال له هذا الكلام ، يقول له : طيب خلاص انقلوه وحطوه سفير في فنزويلا حتى لا يراه أحداً أبدا ، فهو يعلم أنه لو صارحه سوف يطرده من مكانه أو يبعده أو يستثقل جلوسه عنده ، ترى الناس يستثقلون الذي ينصح دائما فهو يقرب إليه أصلا من يحب أن يسمعه ما يريدون لذلك كيف ما تكونوا يولى عليكم
أبو عبد الله : يا شيخ في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم (( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )) كيف نوفق بينه وبين هذا سلوكي أنا مع مدير مع زميل مع أخ مع رفيق هذا سلوكي أنا ، وقد يكون في شق آخر للسؤال أن حسن الخلق حتى أصل لان أستطيع للإصلاح هل هذا جانب لأن يكون .. ؟
د . محمد العريفي : من حسن الخلق الثناء على الآخرين لكن ثنائنا على الآخرين ومدحنا ينقسم إلى ثلاثة أشياء يوجد مدح عادي الناس يفهمون أنك مبالغ مثل لما واحد يدخل عندك البيت فتقول يا أخي والله نورت البيت يا مرحبا ، هو يدري أنه ليس لمبة دخل عليك نور البيت يعلم أنك تجامله أو تقول له معليش الأكل ما هو قد المقام ، يعلم أنك تجامل في الحقيقة وهذا ماشي بشرط أن لا يحصل فيه مبالغة شديدة وهذا لا بأس به .
النوع الثاني من المدح هو المدح الذي فيه كذب ، الذي يقول يا أخي أنت أحسن واحد أنت أذكى واحد تصدق أنا فرحت لما وضعوك في المكان الفلاني فعلا تصدق لو أنك سافرت وتركت الإدارة والله أن تفشل الإدارة ما يلاقون واحد أحسن منك ، وأنت كذاب يمكن هو أفشل إداري في العالم وأغبى واحد لكن هذا المدح هو المحرم الذي لا يجوز .
المدح الثالث هو النوع الذي فيه نوع من الإطراء المخرج من الدين مثلا يمدح إنسان في علم الغيب أو ينسب إليه تحريك الأفلاك وغير ذلك .
أما إذا كان يمدح أبو عبد الله لأجل الوصول إلى خير مثل أن تصلح بين إنسان وزوجته وقلت له أنت إنسان عاقل وأنت إنسان يعني لو صار عندنا مشاكل ما سألنا إلا أنت وأنا أذكر أنك إنسان حكيم وعندك قدرة كيف تتصرف هذا التصرف معليش يا أخي خذها على قد عقلها وسامحها ، فأنت أحيانا تذكر بعض هذه الصفات وأنت تعلم انها لا تنطبق عليه وتمدحه بها لكنك لا ترجو من وراء ذلك مصلحة شخصية لك ولكن ترجو الإصلاح بينهما ، والإصلاح بين الناس حتى لو كذب كذبة جائز .
سؤال : لو اُجبرت في العمل أن أمدح مسؤول من مسؤولي المباشر ، وبعدها يمكن أنا أتضرر ؟
د . محمد العريفي : أنا في تصوري طبعا هذا يقع لنا كلنا حتى أنا في العمل في الجامعة أحيانا عميد الكلية أو رئيس القسم يقدمك لتلقي كلمة عن الكلية ومدير الجامعة موجود ومدير الجامعة برتبة معالي فلا بد في البداية تقول كلمتين ، فإن قلت كلاما عاماً ، نحمد الله أن يسر لنا في هذه الجامعة إداريين فضلاء ، أكيد الجامعة فيها إداري فاضل فتمدح مدحا عام فإن كان الرجل مدير الجامعة أو عميد الكلية أو كذا أهلاً للمدح فلا بأس أن تمدحه مثل أن تقول بفضل الله تعالى ثم بفضل معالي الدكتور فلان ، هذا ليس فيه بأس لكن يحذر من أن يمدح أو يثني وهذاك جالس وإنسان فاشل وأنا شغال مدح كأنك تقول له طريقتك اللي أنت ماشي عليها صح لا تغيرها لما يسمع ثناء الناس عليه وهذا بلا شك يؤدي إلى فساد .
أحد الحاضرين : يا شيخ الكتّاب الصحفيين أو بعض الكتّاب الصحفيين له مصالح شخصية وتجد أن مقاله كله كذب في كذب مجرد مصلحة شخصية أو أنه يضر الدين ، غير الكتّاب الصحفيين بعض المحللين في القنوات التلفزيونية أو الإذاعية الرياضية تجد أنه المحلل له مصالح شخصية ويكذب على نادي معين أو لاعب معين وله راتب .
د . محمد العريفي : ويتأكل بلسانه ، أحيانا يعلم أني أن مدحت النادي الفلاني أو رئيس النادي أنه سيصلني من وراءه شيك أو مكافأة أو قطعة أرض أو كذا ولو كنت دائما أضرب فيهم وأقف في صف غيرهم ربما سيفوتني ذلك . دعني أقف معك على الصحفيين لأنهم أهم من المحللين الكرويين ، النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الذي يتأكل بلسانه التأكل باللسان هو الكلام المباشر وقد يكون كلامك المباشر من خلال مجلس أو من خلال إذاعة أو كذا وقد يكون من خلال كتابة الكلام فأنا ما هو الفرق لما أقول لرئيس معين أنت أحسن واحد وأفضل واحد وما نبغى غيرك وبالروح بالدم نفديك ما هو الفرق بين هذا الكلام وبين أن أكتبه إليه ، كلاهما سواء ، كلاهما تأكل باللسان تأكل بالكلام ان كان منطوقا أو مكتوبا ، لذلك حتى الصحفيين فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك يوم القيامة أن تراه حتى الصحفيين الذي يكتب حتى اللي يكتبه في الانترنت أيضا أو نحو ذلك أو الذي يبدأ يمدح ويثني وأنا أعلم أن بعض الصحفيين كتب كتابات معينة فكوفأ بمئات الآلاف ، أعرفهم بأسمائهم وهذه الكتابات لمدح أشخاص معينين وذم أشخاص معينين يعلم أنه إذا ذمهم سوف يفرح فلان وفلان بهذا الذم وسوف يكافأ على ذلك وهذا كله مما قاله النبي صلى الله عليه وسلم الذي يتأكل بلسانه كما تأكل البقرة من الأرض فيحذر الإنسان ، الله تعالى أعطاك اللسان لأجل احقاق الحق وإبطال الباطل نصح الناس ،قضاء حاجاتي ،التوجيه ، الكلام السوالف الضحك ، هذا ما فيه بأس ، لكن أن يكون لساني أعوذ بالله يجر به إلى النار ويقول هذا بسبب فلتات لسانك مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لمعاذ رضي الله عنه حدثه بحديث طويل عن الكفارات والدرجات يوم القيامة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ قال لبيك يا رسول الله قال (( ألا أنبئك بملاك ذلك كله ؟ قال : نعم , قال : كف عليك هذا وأشار إلى لسانه عليه الصلاة والسلام .. )) فقال معاذ وهو يتذكر الحين ذكر لي رفع الدرجات والذنوب وبعدها يقول يجمع لي كله في اللسان ، قال يا رسول الله (( .. وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم )) إلا مدح فلان بالكذب وقذف فلان بالفاحشة واغتاب فلان ونمّ على فلان ومدري ايش يجر يوم القيامة بسبب لسانه فالواحد يحذر من هذا .
أحد الحاضرين : المفلس من يأتي وقد شتم هذا وسب هذا لسانه.
د . محمد العريفي : نعم أحسنت المفلس من يأتي وقد شتم هذا وسب هذا فالواحد يحذر من هذا .
اسأل الله أن يوفقنا وإياكم