بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين أفضل الصلاة وأتم التسليم..
مرحبا بكم مجددا أيها الأحبة الكرام بعدما مضى عامٌ كامل على لقائنا في العام المنصرم عندما تكلمنا عن نهاية العالم الجزء الأول وها نحن اليوم مع نهاية العالم في الجزء الثاني وهو الأوسط وبإذن الله - تعالى - نعدكم بنهاية العالم في الجزء الثالث إلا إذا لم ينتهي العالم قبل ذلك..
الكلام على نهاية العالم وأحداث آخر الزمان كلام تشتاق النفوس عادة إليه وذلك أن النفس تشتاق إلى معرفة الغيب عادة لذلك تجد الناس إذا رأى رؤية معينة يحرص على أن يسأل عنها ويعبرها لأنها تستشرف له شيئا من الغيب فيقول له المعبر إذا كان متقنا وجيدا يقول له مثلا أنت مثلا "ستشتري سيارة.. يقول: نعم .. السيارة التي ستشتريها من كذا..." فلما يشعر أن المعبر بدأ يكتشف له شيئا من الغيب سواءا كان صحيحا أو كان ضربا بالغيب أحيانا لأن أيضا المعبر لا يعلم الغيب، لا يعلم الغيب إلا الله - سبحانه وتعالى - لكنه مع ذلك النفس تشتاق إلى هذا لأنه يريد أن يعرف ما الذي سيحصل في الأيام القادمة.
النبي - عليه الصلاة والسلام - تكلم عن أشراط الساعة وتكلم عن أحداث آخر الزمان وفي حديث العرباض - رضي الله تعالى عنه - قال: ((قام فينا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خطيبا بعد صلاة الفجر قال فخطب بنا حتى أذن الظهر ثم نزل فصلى بنا الظهر ثم قام خطيبا فخطب بنا حتى أذن العصر ثم نزل فصلى العصر ثم قام خطيبا فخطب بنا حتى غابت الشمس...)) يعني قريب يا شباب من عشر ساعات أو اثنا عشرة ساعة وهو - عليه الصلاة والسلام - يتحدث مع الناس.. ((يقول فلم يترك شيئا إلا تكلم عنه.. فكان أعلمنا أحفظنا)) أعلم واحد منا الذي استطاع أن يحفظ أكثر كلام موجود.. وأنا أتمنى والله أقول يا ليت كان عندهم مسجلات على الأقل يسجل الكلام البديع الذي قاله النبي - عليه الصلاة والسلام - لكن الله - سبحانه وتعالى - أعلم بحكمته..
فتكلم النبي - عليه الصلاة والسلام - في تلك الخطبة الطويلة عن أحداث متنوعة ومتعددة وحفظ عددٌ من الصحابة شيئا من هذه الأحداث التي ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أنها تقع في آخر الزمان.
طبعا أشراط الساعة كما تقدم معنا في الجزء الأول تنقسم إلى أقسام منها أشراط متقدمة مثل قول النبي - عليه الصلاة والسلام - مثلا ((بُعثت أنا والساعة كهاتين وقرن ما بين السبابة والوسطى)) بحيث أنه - عليه الصلاة والسلام - يكون بِعثته من علامات قرب وقوع الساعة.. وقال - عليه الصلاة والسلام - ((أعدد ستا بين يدي الساعة))، ثم عدها فقال:(( موتي ))فكان موته - عليه الصلاة والسلام - مقدمة للساعة..
قد يقول بعضكم حسنا يا شيخ كيف هو يقول: - عليه الصلاة والسلام - ((بُعثت أنا والساعة كهاتين وقرن ما بين السبابة والوسطى )) يعني لم يقل مثلا كهاتين لا كهاتين وقرن بينهما وإلى الآن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث الآن من أكثر من ألف وأربعمائة سنة وإلى الآن ما قامت الساعة؟
فأجيبكم عن ذلك فأقول الآن لما تأتي مثلا "أنت من مكة إلى الرياض والمسافة مثلا ألف كيلو ..فتقول لما تمشي من مكة وتتصل على أهلك وبقي لك على الرياض مئة كيلو.. فيقولون لك أهلك أنت بعيد؟.. تقول: لا لا وصلت وصلت ما بقي إلى مئة كيلو" المائة كيلو طويلة حقيقة , طويلة وتحتاج ممكن إلى ساعة لكن أنت بالقياس إلى ما انتهى من الطريق بالقياس إلى التسعمائة كيلو التي انتهت تعتبر قليلة تعتبر ما بقي شيء، فأنت تقول لهم" أنا وصلت وصلت.. جهزوا الغداء ..وجهزوا كذا.. " لأنك تعتبر نفسك باعتبار ما مضى. فالنبي - عليه الصلاة والسلام - باعتبار عمر الدنيا الطويل جدا من بعثت آدم - عليه السلام - وخلق آدم إلى قيام الساعة نفرض مثلا أنا ما أدري كم عمر الدنيا لكن نفرض مثلا أنها مليون سنة مثلا يعني فلما تقطع من هذا المليون سنة مثلا تسعمائة وتسعين سنة ولم يبقى إلا عشرة آلاف ويبقى عشرون ألف تقول والله كل هذه المسافة هذه تعتبر هي الأصل وهذه تعتبر قليلة فيقول - عليه الصلاة والسلام - أنا ما بيني وبين الساعة إلا قليل ((بُعثت أنا والساعة كهاتين وقرن بين السبابة والوسطى)).
عدَّد النبي صلى الله عليه وسلم شيء من أشراط الساعة، طبعا أشراط الساعة متنوعة بعضها يتعلق بالحياة الاجتماعية عند الناس، مثل مثلا لما يقول - عليه الصلاة والسلام - "إنه في آخر الزمان يُكْرِمُ الولد صديقه ويعق أباه" هذا يتعلق بأمر اجتماعي أن يبدأ الواحد يكون مع أصدقائه ويجلس ويسافر ويذهب ويأتي ويأكل ويشرب بينما أباه يكون عاقا له، ولما قال - عليه الصلاة والسلام - "ويكرم زوجته ويعق أمه" أيضا هذا أمر اجتماعي فأنت لما يأتي أحد أو عجوز مثلا كبيرة في السن وتتصل بك وتشتكي تقول مثلا "ابني لا يتعامل معي معاملة جيدة ويكرم زوجته ويهينني ويسافر مع زوجته ويجلس معها وأنا يتركني على جنب".. فتقول في نفسك - سبحان الله - هذه من علامات الساعة !!..فيقول لك الذي معك يا أخي علامات الساعة هي أشياء دينية بحته يعني عن المساجد وعن الجهاد وعن كذا... تقول له حتى أشراط الساعة تكلمت عن الأمور الإجتماعية.
منها أشياء تتعلق بأشكال الناس كما قال - عليه الصلاة والسلام - "ويكثر فيهم السِمن" طبعا نحن سنتكلم في حلقة كاملة عن يكثر فيهم السمن ما هي أسباب وجود هذا السِمن؟ لأن أحيانا يكون هناك شرط من أشراط الساعة وله أسباب تؤدي إليه.. مثل تقارب الأسواق وتقارب الزمان... كما سيأتي معنا، فهو يتكلم أحيانا عن الأشكال التي تقع، منها أشياء في أشراط الساعة تتكلم عن طبيعة البناء فقال - عليه الصلاة والسلام - مثلا إنه في آخر الزمان((...وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة )) الذين هم سكان البوادي أصلا يتطاولون في البنيان.. إذا لما تمر الآن بالأبراج الناطحات للسحاب وكان في السابق يعني قبل مثلا أربعين سنة لا تسمع بها إلا في أمريكا وفي نيويورك وفي غيرها ولندن ثم الآن بدأت بلدان المسلمين بلدان العرب يتطاولون في البنيان وهو كان في السابق أصلا ربما يعني كان راعي غنم وليس عنده إلا خيمته ويتطاول بعمودها فقط وارتفاعها فإذا به الآن يتطاول في البنيان ويقول" فلان كم البرج الذي عنده 150طابق يعني كم وصل مثلا 800متر؟
فشو التجارة أيضا وهو أمر يتعلق بالاقتصاد يبدأ الناس يتطاولون فيه فهو شيء يتعلق بالبنيان.
سؤال :إذا وجدنا مثلا تطاول في البنيان هل نجزم فعلا بأنه من علامات الساعه؟
د. محمد العريفي :هذه أيضا مسألة مهمة هل نستطيع أننا نأخذ أشراط الساعة وننزلها على الواقع؟
أبدأ أقول مثلا إذا ظهر دخان في السماء أقول آاا هذا الدخان الذي قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - وقاله الله - تعالى - : { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } [الدخان:10]، هذا الدخان الذي ورد....
هل تستطيع أنك تجزم بذلك؟
ولما يقول - عليه الصلاة والسلام - مثلا عن من أشراط الساعة مثلا التطاول في البنيان مثلا أو لما يقول يكثر السِمن أو زخرفة المساجد...
هل تستطيع أنك تجزم بشيء معين وتقول هذه العلامة هي التي قالها النبي - عليه الصلاة والسلام -؟
مثلما تكلم بعضهم لما ظهر مثلا حرب أمريكا على طالبان وكانت طالبان راياتهم سود ومكتوب فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله ففي أحاديث تكلمت عن الرايات السود جاء في أحاديث "وأن المهدي إذا خرج تنصره الرايات السود تقبل من جهة المشرق" يعني من شرق مكة، شرق مكة الذي هو العراق وأفغانستان وإيران هذا كله الشرق.. فهل تستطيع أنك تقول آا إذن المقصود به المجاهدين الذين في أفغانستان هم الذين راياتهم سود؟
الجزم بهذا مع الأسف وقع فيه مجموعة ممن ألفوا في أشراط الساعة بل بدأ بعضهم أحيانا من شدة جزمه يمسك أحاديث أشراط الساعة ويقول آه مقصود به صدام حسين... بل أعظم من ذلك هناك احد ألف كتاب عن أشراط الساعة مع الأسف وكان يقول: "ومن الأحاديث في ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه أبو هريرة يوشك أن يخرج على الناس عاهرة اسمها أمريكا" والله العظيم هذا كتاب منشور لكن لا أريد أن أقول اسمه حتى لانعمل له دعاية يعني.. فيقول" حديث أبي هريرة وأن أبى هريرة حدث بهذا الحديث قبل وفاته خشية من كتمان العلم تأثما وأنه يخرج عليهم عاهرة اسمها أمريكا وأنها..." وبدأ يصف ماذا تفمل أمريكا!! هذا واضح أنه كذب. ولما أراد يتكلم أيضا في هذا الكتاب عن صدام - رحمه الله - قال في أثناء كلامه قال "فيخرج رجلٌ اسمه من الصدام!!" ما هذا الكلام!! يعني حقيقة ينبغي للإنسان أنه لما يذكر مثل هذه العبارات أو يريد أنه ينزل الأحاديث على الواقع أن لا يقع في مثل هذه الأخطاء، أصلا أنت لا تستطيع أنك تجزم أن هذا الحديث يريد به النبي - عليه الصلاة والسلام - هذا المعنى تحديدا بالذات هذا عِلمه عند الله - سبحانه وتعالى - نحن لا ندري عنه، هذا أمر.
الأمر الثاني أيضا أن الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - كانوا ضد ذلك لذلك لما جلس بعض الصحابة فجاء إليه رجل وقال:" يا فلان خرج الدجال.. يقول: فلم يلتفت إليه واستمر في درسه فقال له: - سبحان الله - أقول لك خرج الدجال!!.. يقول: فلم يلتفت إليه.. قال: فلم يلبث وقت وفزِع الناس في المسجد وقاموا وحدث نوع من الضجة والاضطراب... يقول: فلم يلبثوا وقتا حتى أقبلوا إليه وقالوا: إنما كانت كذبة غسال" غسال ملابس وقال لهم الكذبة "الدجال رأيته مر من هنا..." وحدثت ضجة عليه، فقيل لهذا الصحابي كيف كنت آمناً وأنت تقول هذا يعني كذب ولا أصدقه فقال:" إن النبي - عليه الصلاة والسلام - ذكر أن الدجال لا يخرج حتى يخرج قبله علامات" انظر الفقه أيضا.
لذلك لا يُنزل أشراط الساعة على الواقع إلا الإنسان الذي عنده معلومات شرعية يستطيع أن يُنزل بها .
ما هي أشراط الساعة التي وقعت؟
وما هي التي لم تقع؟
وكيف نستطيع أن نعرف أشراط الساعة التي هي كبرى أو صغرى؟
ذكرنا أن أشراط الساعة هي أنواع بعضها يكون قد وقع وبعضها أيضا لم يقع وذكرنا أيضا أن بعضها يتعلق بأمور اجتماعية أحيانا أمور أمنية مثل ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث عدي بن حاتم لما قال :((فإن طالت بك الحياة ، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة ، حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله )) هذا أيضا أمر أمني.. أمر اقتصادي فشو التجارة.. أيضا يتكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أمور اقتصادية يقول - عليه الصلاة والسلام - ((حتى تعين المرأة زوجها على التجارة )) وهذا حصل متى؟
في الأسهم، بدأ الواحد يذهب للعمل ويقول لزوجته هذا الباسورد وهذا ادخلي وبيعي واشتري ويأتي ويجدها باعت كذا وربحت كذا وفعلت كذا.. حتى وقع ما وقع من سقوط الأسهم.. يعني فالمرأة أيضا اشتغلت ولم يكن مشهورا عندهم أن المرأة تعمل في التجارة .
أشراط الساعة أيضا قَسمها أهل العلم إلى قسمين:
منها قسم من الأشراط الصغرى ..ومنها أشراط كبرى
الأشراط الصغرى.. كثيرة،طبعا هي تستطيع أنك تجمعها لما تقرأ الأحاديث وتبدأ تقسمها، يعني أنا لي كتاب اسمه نهاية العالم جمعت فيه مئة وواحد وثلاثين علامة من العلامات الصغرى وبعضهم جمع ثمانية وثمانين بحسب قوة تتبعك للأحاديث.
الأشراط الصغرى لا نستطيع أن نحدها بعدد لأنها بمقدار تتبعك للأحاديث تبدأ تكتشف فعلا أشراط أنا غفلت عنها وهي موجودة.
الأشراط الكبرى.. أجمع أهل العلم على أنها عشرة أشراط، التي هي الدجال والدابة ونزول عيسى وثلاثة خسوف، خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ بجزيرة العرب وخروج الشمس من مغربها إلى آخره... هي عشرة أشراط من أشراط الساعة ذكرها النبي - عليه الصلاة والسلام -. لكن الأشراط الأخرى هي الأشراط الصغرى.
نحن حديثنا بإذن الله – تعالى - في هذا الجزء..الجزء الثاني سيتعلق ببقية الأشراط الصغرى وبعض هذه الأشراط قد وقع كما ذكرت وبعضها لم يقع.
-لماذا أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام - بأشراط الساعة؟
يعني نحن نعلم أن أشراط الساعة تقع تقع لماذا النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لنا مثلا إنه في آخر الزمان تكثر الأسواق مثلا؟
لماذا يقول مثلا في آخر الزمان تفشو التجارة؟
تكثر الكتب غير القرآن؟ يبدأ الناس يعني ينشغلون بقراءة الكتب عن قراءة القرآن ماذا تتوقعون ما هي الفائدة يا شباب من هذا ؟
أبو مروان : زيادة الإيمان للشخص يا شيخنا يعرف أن هناك نهايته.. أنه حصل كذا وحصل كذا..زيادة الإيمان، أنه يقوي إيمانه بأشراط الساعة الصغرى
د. محمد العريفي : أحسنت، يقوي إيمانه أيضا بصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- ألست قلت قبل قليل أن نحن لما نمر على هذه الأبراج العالية وهذا يقول أنا أزيد طابقين حتى أكون أعلى من هذا ..تقول يا أخي صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتطاولون في البنيان.. يتطاولون! عجيب كلمة يتطاولون! مثل لما توقف ولدين صغار أمامك وتقول لهم من الأطول؟ تجد كل واحد يبدأ يمد نفسه حتى يفتخر أنني أنا أطول من الآخر..وصف بليغ له. فانبي - صلى الله عليه وسلم - يذكره حتى نزداد يقينا أنه صادق هو.. أنه ما ينطق عن الهوى النبي - صلى الله عليه وسلم - الكلام ما يأتي به هكذا من رأيه المجرد الله - تعالى - يقول: { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ } [الحاقة:44]، لو يأتي نبينا عليه - الصلاة والسلام - بكلام من عنده { لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } [الحاقة:47.45]، لا أحد يستطيع أن يدافع عنه.. لذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كان ينطق إلا بوحي من الله - سبحانه وتعالى -.
فأول فائدة من برنامجنا أن نحن نزداد يقينا بكلامه - عليه الصلاة والسلام - وبصدقه لما نرى أي علامة من العلامات سواءا يتطاولون في البنيان أو قوله - عليه الصلاة والسلام - ((يكثر فيهم السِمن)) وإذا الآن يقال أن سبعين في المائة من سكان العالم يشكون من البدانة سواء بدانة قليلة أو بدانة كثيرة أو كذا حسب كتلة الجسم إلى آخره...
لما يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يفشو التجارة.. أنه تتقارب الأسواق... فعلا لما تراها أمام عينك وتقول من أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - به؟
لماذا لم يقل مثلا يكثر مثلا فيهم النخل مثلا؟ يعني إذا كانت المسألة ضرب بالخيال لم يقل يكثر النخل، ولم يقل مثلا يكثر فيهم كذا إنما ذكر أشياء معينة تراهن بعينك فعلا هي التي واقعة.
أبو عبد الله : بالنسبة للعلامات وزيادة الإيمان قد يكون الإيمان عند الشخص المسلم، حسنا الشخص الذي أصلا ما هو مقتنع حتى بوجود الرسول وبرسالة الرسول كيف تقنعه بهذه العلامات الموجودة الآن؟
د. محمد العريفي : طبعا هذا أيضا هي نقطة ثانية نبهتنا عليها، أنه من أشراط الساعة نكتشف معجزة من معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الإخبار بالغيب، معجزات النبي - عليه الصلاة والسلام - بعضها عملي مثل مثلا لما يضع يده في الإناء فينبع الماء من بين أصابعه أشياء عملية يرونها وهناك أشياء خبريه من الأشياء الخبرية المعجزات الإخبار بالغيب، لما تقول الإثبات أنه نبي أنه يخبرنا بأشياء تقع غيره مايستطع أن يفعل ذلك، وبالتالي هو نبي. فلما تأتي وتتكلم معه وتقول له نحن عندنا كتب فيها أحاديث مسندة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تدل على ما ترى، لما يقول لك كافر وقال لك يا أخي - سبحان الله - أنا جئت لهذا البلد قبل عشرين سنة لم يكن فيه إلا عمارتين ثلاث بأربعة أدوار الآن ما تلاحظ كل واحد يأتي عند مكتب هندسي ويقول أريد أطول من عمارة فلان؟
فتقول: له صحيح أنت غير مسلم لكن هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله في كتابه وكذا وكذا، هذا مثل ما قال مرة الشيخ الزنداني أنا زرته وهو مهتم بما يتعلق بالإعجاز العلمي وغيره، فقلت حدثني عن شيء من ذلك.. فقال:" كنا مرة في جامعة الملك عبد العزيز قبل أظن قال لي ثلاثين أو خمسة وثلاثين سنة فجاء رجل طبيب أمريكي وكان قد اكتشف اكتشافا يعرضه في مؤتمر بأن الأعصاب التي تنقل الإحساس إلى الدماغ موجودة في الجلد فقط بحيث أنك لما تريد تخدره لا تخدر ما تحت الجلد خدر الجلد فقط وبدأ يثبت هذا، يقول الزنداني فقلت له: هذا الكلام نعرفه قبل ألف وأربعمائة سنة" وهذا يفيدك لما تقول له أشراط الساعة عندنا قديمه ..ما ينطق عن الهوى.. فقال ذاك:" يا أخي هذه بحث وأنا سجلته براءة اكتشاف كيف عرفتموه من ألف وأربعمائة سنة؟!.. قال: فقرأت عليه الآية قول الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًاكُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ } [النساء]،" يبدلهم ليذوقوا العذاب لأنه إذا احترق الجلد لا يوجد أعصاب تحس.. يقول:" وشرحتها له بالإنجليزي وتعجب ..وقال: كيف؟..يقول: وأريتها في المصحف المترجم.. يقول ولدرجة أنه لما انتهى المؤتمر انتهى اللقاء ذلك رأيته وهو خارج يتحدث مع مجموعة ممرضات فلبينيات يقول لهن أنتن تعرفن عربي وانجليزي؟.. فتقول: الممرضات نعم ..فيقول: حسنا الترجمة هذه صحيحة فعلا أو هو اتى بها من عنده؟ ويقول: مشوش.. يقول: حتى أيقن وأعطيناه المصحف كاملا فجاءنا بعد سنة وقد دخل في الإسلام وأسلم على يده خمس مئة شخص" هذا حدثنا به الشيخ عبد المجيد الزنداني بنفسه.
فالمقصود أن بهذه الأشراط هذه العلامات يوقنون أن هذا الرجل صادق يا أخي وبالتالي يبدأ إذا صدق النبي - عليه الصلاة والسلام - صدَّق بالإسلام تبعا لذلك.
أبو مروان : هل الأديان الأخرى غير الإسلام عندهم معتقد أنه سيكون هناك نهاية عالم وستكون هناك قيامة؟
د. محمد العريفي : طبعا أما بالنسبة لدين النصرانية ودين اليهودية التي هي الأديان السماوية فعندهم مثل ذلك، بل عندهم ما هو أدق من هذا، يعني عند مثلا اليهود معركة هرمج الدون مثلا نهاية العالم وهذه المعركة هي المعركة الحرب الكبرى دينية التي سيتحاربون فيها مع المسلمين، وهم يعتقدون أيضا اليهود بأنهم مَغلوبون في هذه الحرب لذلك الآن يزرعون الغرقد يأتي الكلام معنا ونعرض صور الغرقد أيضا إن شاء الله في إحدى العلامات ونتكلم كيف تقع الحرب هذه وما هي أسبابها؟ وأين موقع هذه الحرب؟
تخيل النبي - صلى الله عليه وسلم - يا أخي عجيب وصفها بالدقة كأنه يوصف بيت أبي بكر أو بيت عمر، كأنه يراها بعينه، حتى إنه كان يقول: ((تقاتلون اليهود على نهرٍ بالأردن أنتم شرقيه وهم غربيه)) يقول الصحابي "ووالله لم أكن أعلم أين الأردن يومئذٍ" لأن كلمة الأردن ما كانت مشهورة كان يسمونه الشام.
أسأل الله - تعالى - أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا ويجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا وصلى الله على نبينا محمد