السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أهلا وسهلا بكن أخواتي المشاهدات في حلقة جديدة من برنامجنا فقه المرأة.
حديثنا اليوم سوف يكون عن سنن الفطرة.
الحديث عن سنن الفطرة يعني الحديث عن التجمل والتزين، وهو أمر مطلوب في الإسلام، يقول تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ }(لأعراف: من الآية31) ويقول: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً}(لأعراف: من الآية26) والريش هو الزينة.
عندما نتحدث عن التجمل والتزين هذا يعني أن يكون المسلم نظيف الثياب نظيف البدن نظيف المكان، وأيضا أن يكون نظيف الرأس نظيف الأسنان نظيف الأيدي نظيف الجسم، النظافة والطهارة أمر ضروري للتزين والتجمل، لا يمكن للتجمل والتزين أن يكونا بدون الطهارة وبدون النظافة، الحديث الشريف يقول: "الطهور شطر الإيمان" والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}(البقرة: من الآية222).
لا عجب في أن الطهارة هي أمر ضروري؛ لأن أولى عبادات المؤمن الصلاة، وهي أهم عبادة في حياة المرء، والصلاة لا تصح بدون طهارة.
عندما ننظر إلى البيئات الصحراوية، وما يعتريها من شح في الماء، وندرك السبب في حث النبي -صلى الله عليه وسلم- دائما على ترجيل الشعر، وعلى إكرام الشعر، وعلى دهنه، وعلى الاغتسال وعلى التجمل والتزين، بسبب إهمال البعض للزينة بسبب قلة الماء، ومن هذا يروى أن رجلان دخلا إلى مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- ثائرا الرأس، واللحية فأشار إليهما -صلى الله عليه وسلم- فأدركا ما يريده النبي -صلى الله عليه وسلم- فرجع إلى بيته فأكرم شعره بترجيله ثم جاءه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "أليس هذا خيرًا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه الشيطان" ..
** النظافة والتزين أمر هام ومطلوب في الإسلام..
• يقول تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}(لأعراف: من الآية31).
• ويقول: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}(لأعراف: من الآية26).
• ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "خمس من الفطرة: الاستحداد، والختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر" رواه الجماعة.
الاستحداد هو حلق مكان العورة المغلظة، وإزالة الشعر طلبًا للطهارة، هذه الأمور من الفطرة، سميت فطرة؛ لأن الله تعالى منذ خلق البشرية خلقها وجبلها على حب هذه الأمور، وعندما جاء الإسلام وحث عليها لم يأت بأمر جديد بالنسبة إليها، وإنما أرجع الفطرة إلى ما خلقها الله تعالى وأزال ما اعتراها من تشوه وتحريف مدى العصور.
يهمنا هنا من أمور الفطرة أن نتناول الختان.
ما هو الختان؟
الختان هو: إزالة جزء صغير من جلد يغطي الأعضاء التناسلية عند الذكر والأنثى.
الحديث الشريف دعا إلى الختان، وجعله خصلة من خصال الفطرة، عندما نتحدث عن الختان، هناك ختان للذكور وختان للإناث ..
حكم ختان الذكور:
- ذهب الشافعية والحنبلية إلى أن ختان الذكر فرض واجب.
- ذهب الحنفية والمالكية إلى أنه سنة.
- ورد في الحديث أن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- اختتن وكان عمره 80 عامًا.
وقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن كثيرا من أمراض الجهاز التناسلي موجودة بكثرة عند الذكور غير المختونين بينما هي معدومة أو نادرة عند المختونين.
* ما رأيكم أن نتابع معا الرأي الطبي في هذا المجال ..
د. مازن حيدر .. اختصاصي بأمراض المسالك البولية والتناسلية وجراحتها
للختان عن الذكور فوائد شديدة جدا، أول هذه الفوائد بأن القلفة وجود القلفة يتجمع تحت القلفة مادة تسمى اللخن، وهذه المادة هي عبارة عن بقايا البول وبقايا جراثيم وبقايا الإفرازات التي تؤدي إلى إصابة الحشفة بالتهابات موضوعية، مما يؤدي إلى إصابة الحشفة بالتهاب يسمى التهاب الحشفة، أو إصابة الحشفة والقلفة بما يسمى التهاب الحشفة والقلفة وعند بعض الأحيان يؤدي إلى ما يسمى بتضيق القلفة الأمامي، فإذًا إزالة الحشفة والتخلص من هذه المادة التي تسبب هذه الإصابة.
ثانيا: تسبب وجود القلفة يسبب الالتهابات البولية بكافة أشكالها، وقد قام أحد العلماء الأمريكان بدراسة في مدينة محددة بأنه إذا قام بختان جميع الأطفال فإن نسبة الإصابة بالتهابات المجاري البولية سوف تشفى بحوالي 50 ألف حالة سنويا.
الشيء الثالث: أن الإصابة بالأمراض الجنسية مثل السفلس مثل الإيدز مثل الثآليل مثل السيلان هي أكثر إصابة بثلاثة أضعاف عند غير المختونين نسبة بالمختونين ..
ومن ضمن الأمور المشاهدة، والتي أثبت بشكل علمي بما لا يقبل الشك بأن الإصابة عند غير المختونين بسرطان القضيب هي نسبة عالية مرتفعة جدا جدا، حتى أن أحد العلماء قد أحصى 1103 حالات بسبب سرطان القضيب لم يوجد فيهم أي شخص مختون ..
................................
ختان الذكور من الناحية الطبية:
أثبتت الدراسات الطبية الحديثة وجود منافع عديدة لختان الذكور، منها:
1. الختان وقاية من الالتهابات الموضعية في العضو التناسلي عند الذكور.
2. الختان يقي الأطفال من الإصابة بالتهابات المجاري البولية.
3. للختان دور وقائي هام من الإصابة بالكثير من الأمراض الجنسية.
4. يقي الختان من الإصابة بسرطان العضو التناسلي عند الذكر.
- اكتشف الغرب مؤخرًا أهمية ختان الذكور ومنافعه الصحية بعد أن كان يشن عليه حملات شعواء على اعتبار أنه يمثل انتهاك صارخًا لحقوق الطفل.
- يسود في الغرب اليوم اتجاه طبي يشجع على ختان الذكور عند الولادة.
هذا بالنسبة لختان الذكور لم يجري فيه خلاف بين الأطباء وبين علماء الشريعة كلهم أكدوا على أهمية ختان الذكور سواء من الناحية الشرعية وهو واجب عند البعض، وسنة عند البعض الآخر، أو من الناحية الطبية كلهم اتفقوا على فوائده..
ما هو ختان الإناث؟ ما هو الحكم الشرعي لختان الإناث؟
هل ختان الإناث له فوائد؟ أم له أضرار جسيمة كما يدعي البعض؟
هناك تمييز بين نوعين من ختان الإناث.
1. ختان السنة.
2. الختان الفرعوني (تشويه الأعضاء التناسلية).
نبدأ بختان السنة وهو مايسمى (الخفاض).
هو قطع بسيط من جلد البظر وهو الجزء الظاهر من الأعضاء التناسلية عند الأنثى
حكم ختان السنة.
- ذهب الشافعية إلى وجوب ختان الأنثى.
- ذهب الحنفية إلى أنه سنة.
- ذهب الحنبلية والماليكة إلى أنه مكرمة (مستحب) للنساء.
إذن الفقهاء اختلفوا في حكم ختان النساء ما يسمى بالخفاض، ما بين موجب عند الشافعية ما بين من جعله سنة كالحنفية ومن جعله مستحب أدنى من السنة كالمالكية والحنبلية ..
ما هي أدلتهم في هذا المجال؟
1. أدلة الفقهاء قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأم عطية التي كانت تختن النساء في زمانه: "أشمي ولا تنهكي". والإشمام هو الاكتفاء بأدنى الشيء، والإنهاك هو الهتك والمبالغة وتجاوز الحد.
2. قول النبي صلى الله عليه وسلم : "الختان سنة للرجال مكرمة للنساء".
3. حديث مسلم: "إذا مس الختان الختان وجب الغسل".
عندما نتحدث عن هذا النوع من الختان، ختان الإناث لابد أن نتحدث هل لهذا النوع من الختان فوائد؟
اختلف اليوم الطب، أغلب الأطباء المسلمين من قال أن لهذا النوع من الختان (الخفاض) ذكر أن له فوائد، منها أنه يقي الأنثى من الالتهابات الجرثومية التناسلية، وأنه يخفف الشهوة الزائدة عند الأنثى، وأنه يعيدها إلى حالة التوازن وحالة الاعتدال.
(المؤتمر الطبي الإسلامي عن الشريعة والقضايا المعاصرة لعام 1987).
ما رأيكن أخواتي المشاهدات أن نتابع معا الرأي الطبي في هذا المجال:
د. مازن حيدر ..
ختان السنة هو استئصال جزء من الجلد الذي يغطي البظر عند الفتيات، وهذا الختان قد يكون أحيانا مفيدا للفتاة، وخاصة إذا كان فيه بعض الفتيات من بعض البلاد الإفريقية والتي يكون عندها البظر غالبا ناويا وشديد النعوذ، وفي هذه الحالة يمكن استئصال جزء من البظر لإعادة الفتاة إلى الحياة الجنسية السوية، ولكن يجب أن يكون هذا الأمر بأيدي وبناء على خبرة بعض الأطباء المختصين الذين يقومون بهذا العمل بناء على دراية وبأيدي عقيمة وبوسائل حديثة ..
...................................
هذا عن ختان السنة، أو ما يسمى بالخفاض..
ولكن ماذا عن الختان الفرعوني، هذا الختان والذي للأسف بتنا نراه شائعا في بعض البلدان الإسلامية، كالصومال، وجيبوتي، السودان، مصر .. باتت تختن المرأة في كثير من الأحيان هذا النوع من الختان الذي يسمى بتشويه الأعضاء التناسلية الظاهرية للمرأة.
الختان الفرعوني (تشوهي الأعضاء التناسلية للأنث):
- هو قطع الأعضاء التناسلية الظاهرة للمرأة بكاملها، أو قطع أجزاء كبيرة منها.
- ينتشر هذا النوع من الختان في بعض الدول الإسلامية: (السودان، الصومال، جيبوتي، مصر)
تعالوا معا نتابع الرأي الطبي في بعض الختان الفرعوني وفي أضرار هذا الختان..
د. مازن حيدر ..
الختان الفرعوني وهو الختان الذي كان موجودا في زمن رمسيس الثاني في الألف الأولى قبل الميلاد، ويقسم إلى درجات خفيفة، ودرجات متوسطة، ودرجات شديدة بل وشنيعة ..
• الدرجة الأولى وهو قطع البظر مع جزء من الشفرين الصغيرين،
• المتوسط هو قطع البظر مع الشفرين الصغيرين والشفرين الكبيرين أي تقريبا قطع مدخل التناسل عند المرأة
• الدرجة الثالثة هو القطع الشامل مع خياطة في منتصف الشفرين الصغيرين المتبقين مما يبقي فتحة لمخرج البول وفتحة لمخرج دم العادة.
ومما لاشك فيه أن هذا العمل بما يؤديه من أضرار جسدية ونفسية قد يسبب أحيانا صدمة من شدة النزف، ذلك؛ لأنه من المعروف أن البظر والشفرين الصغيرين والكبيرين هي من الأعضاء التناسلية شديدة التوعية الدموية ..
والشيء الثاني: أنه يؤدي إلى صدمة نفسية قد تسبب في المستقبل إلى إعاقة جسدية، مثل البرود الجنسي ومثل خوف الجنس أو كره الجنس .. هذا من ناحية، من ناحية أخرى أن استخدام الأدوات غير العقيمة بل أحيانا ملوثة قد يؤدي وبأيد غير خبيرة قد يؤدي إلى التهابات عند الفتاة مما يؤدي إلى إصابة التهابية شديدة قد تؤدي إلى العقم في المستقبل، ومن المعروف بأنه في بعض البلدان التي تمارس عادة الختان الفرعوني فإن 20 ـ 25% من أسباب العقم يعود إلى الختان الفرعوني.
..................................
أضرار الختان الفرعوني:
1. يُضعف المرأة من الناحية الجنسية ويؤثر سلبا على الحياة الزوجية.
2. يؤذي الجهاز البولي ويسبب حبس البول وحبس دم الدورة.
3. يؤدي إلى صعوبة وتعسر أثناء المعاشرة الزوجية وأثناء الولادة.
4. يترك أثارًا نفسية سيئة على المرأة (الشعور بالاكتئاب والتوتر العصبي).
5. يؤدي أحيانا إلى وفاة الفتاة عن إجراء عملية الختان الفرعوي.
6. يتسبب بإصابة المرأة بالعقم في بعض الأحيان ..
بناء على هذا الرأي الطبي وعلى هذه الأضرار التي يتسبب بها الختان الفرعوني، أو ما يسمى بتشويه الأعضاء التناسلية الظاهرية للمرأة بحث الفقهاء حكم هذا الختان، وخرجوا بنتائج مذهلة تبين أن هذا الختان لا ينتمي أبدا لختان السنة، وهو بعيد كل البعد عن ختان السنة، لا يرضى بهذا الختان الله -عز وجل- ولا يرضي رسوله .. بل هو من أمر الشيطان حسب ما قال الله تعالى في القرآن الكريم على لسان الشيطان :{ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}(النساء: من الآية119).
البعض ممن يؤيد هذا الختان الفرعوني يقولون فيه إعانة للمرأة على العفة، نحن نقطع أعضاءها الظاهرية التناسلية لنعينها على العفة، وقد كذبوا في هذا، لو أراد الله تعالى للمرأة أن تكون بلا أعضاء تناسلية ظاهرة لخلقها من غير هذا، والحقيقة أن في إزالة هذه لأعضاء تشويه، ولعن الله تعالى كل من يغير خلق الله تعالى ..
ويقاس هذا الفعل على الحديث الذي لعن فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- كل من يغير خلق الله فقال: "لعن الله تعالى النامصات والمتنمصات، الواشمات والمستوشمات، المتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله"..
النامصات: التي تزيل شعر الحاجبين.
الواشمات: التي تغرز الألواب بالإبر تحت الجلد.
والمتفلجات: هي من تباعد بين أسنانها طلبا للحسن، وجعل المتفلجات وصفهن بأنهن المغيرات لخلق الله طلبا للحسن.
فإذا كان هذه الأمور وهي أقل بكثير من الختان الختان الفرعوين اعتبرت هذه الأمور فاعلها ملعونا، واعتبر فاعلها مغيرًا لخلق الله، فما بالك بمن يفعل الختان الفرعوني ويشوه الأعضاء التناسلية للمرأة.
الحكم الشرعي للختان الفرعوني:
- لم يكن هذا النوع من الختان متداولا زمن الفقهاء القدامى.
- بحث الفقهاء المعاصرون حكم هذا النوع من الختان وخرجوا بالنتائج التالية:
1. الختان الفرعوني تغيير لخلق الله تعالى، وهو من عمل الشيطان.
2. كل من يقوم بهذا العمل أو يساعد أو يشجع عليه يرتكب كبيرة يستحق عليها اللعن.
(الوالدان، الخاتنة أو القابلة) كل من يرتكب أو يساعد على هذا العمل يستحق اللعنة والطرد
نحن بحاجة إلى أن نغير هذه المفاهيم المجتمعية الخاطئة، المشكلة في هذه الثقافة المجتمعية الخاطئة أنها في كثير من الأحيان تلبس الختان الفرعوني لباس الشرع، فتخلط الأوراق بين الختان الفرعوني وختان السنة، وتعتبر ما تقوم به من ختان فرعوني أنه يرضي لله تعالى وهنا تكمن المشكلة، علينا إذًا أن نبين أن هذا الختان الفرعوني لا يمت إلى ختان السنة بأي صلة، وعلينا أن نعمل على تغيير هذه الثقافة المجتمعية.
* اجتمعت مرة بإحدى النساء في أحد المؤتمرات من هذه البلدان التي تختن الختان الفرعوني، ذكرت لي قصتها مع الختان، وهي قصة يندى لها الجبين وتدمع لها العينان، عندما كانت في سن العاشرة ربطت قدماها، ويداها، وأجريت لها هذا الختان الفظيع، ظلت عشرة أيام وهي مقيدة حتى لا يؤدي هذا إلى نزيف، تقول لي: إلى الآن لا أستطيع أن أنسى ذلك المنظر، وسألتها لماذا إذًا تجرين هذه العملية على ابنتك في المستقبل؟ قالت: أنا لا أستطيع إلا أن أجري لابنتي عملية الختان؛ لأنه باختصار أي فتاة لا تُجرى لها عملية الختان، لن تجد لها عريسا في المستقبل وستتهم في عرضها .. وهذا أمر خطير..
ونحن بحاجة إلى تضافر الجهود لتبيين الخطأ في إلباس هذه العادات، والتقاليد التي لا يرضى عنها الله تعالى ولا رسوله إلباس الإسلام وإلباسها لباس الشرع في حاجة إلى دور من علماء الدين، وبحاجة إلى تكاتف أيضا من وسائل الإعلام في تبيين حرمة الختان الفرعوني.
** أما بقية أحكام الختان الفرعوني سنعرفها إن شاء الله تعالى بعد فاصل قصير ..
نكمل الحديث عن الحكم الشرعي للختان الفرعوني:
الحكم الشرعي للختان الفرعوني:
- لم يكن هذا النوع من الختان متداولا زمن الفقهاء القدامى.
- بحث الفقهاء المعاصرون حكم هذا النوع من الختان وخرجوا بالنتائج التالية:
1. الختان الفرعوين تغيير لخلق الله تعالى، وهو من عمل الشيطان.
2. كل من يقوم بهذا العمل أو يساعد أو يشجع عليه يرتكب كبيرة يستحق عليها اللعن.
3. الختان الفرعوني جريمة تستوجب العقوبة التعزيرية.
وقد بحث الفقهاء في باب الديات، والفقهاء القدامى أن كل من يعتدي على أعضاء المرأة التناسلية الظاهرة ففيها الدية كاملة، تماما كمن قتل نفسًا بشرية.
4. أهمية سن القوانين التي تعاقب كل من يساعد على إتمام هذه العملية:
(الوالدان ـ القابلة أو الخاتنة)
بعد ما ذكرناه من ختان السنة والختان الفرعوني، ذكرنا آراء الفقهاء القدامى في ختان السنة، أو ما يسمى بالخفاض، وآراء الفقهاء المعاصرين في الختان الفرعوني، علينا الآن أن نجمل سريعا للآراء في الختان الفرعوني وأن نتبين آراء الفقهاء المعاصرين فيما يسمى بختان السنة أو الخفاض ..
آراء الفقهاء المعاصرين في الختان الفرعوني وختان السنة:
- اتفقت الآراء الطبية والشرعية حول تحريم الختان الفرعوني.
- اختلفت الآراء الطبية حول أضرار ومنافع ختان السنة.
كما رأينا هناك ما بين مؤيد لختان السنة وهو قطع جزء صغير من جلد البظر، وما بين مناهض وبعض الأطباء يعتقدون أن ختان السنة فيه انتهاك لجسد المرأة، في تشويه لأعضاءها التناسلية، ما بين مبيح وبين محذر، اضطر العلماء أن يعيدوا النظر فيما يسمى بختان السنة، أن يعيدوا النظر في الأدلة الفقهية التي استند إليها الفقهاء المعاصرون، وبناء على هذا جرى مؤتمر في القاهرة عام 2006 بالتعاون مع الاتحاد العالمي لتشويه الأعضاء التناسلية للمرأة في ألمانيا، وخرج المجتمعون في هذا المؤتمر بالنتائج التالية..
- انعقد مؤتمر في القاهرة تحت عنوان: "خطر انتهاك جسد المرأة" عام 2006.
جرى في المؤتمر بحث الحكم الشرعي لختان السنة في ضوء لانصوص الشرعية من قبل العلماء المعاصرين (د. القرضاوي، د. علي جمعة مفتي مصر، د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، د. حمدي زقزوق وزير أوقاف مصر).
خرج العلماء بالنتائج التالية:
1. ضعف الحديثين الذين استند إليهما الفقهاء القدامى بشأن ختان الإناث:
حديث أم عطية: "أشمي ولا تنهكي" وحديث "الختان سنة للرجال مكرمة للنساء"
يقول ابن المنذر، لم يصح في مسألة ختان الأنثى حديث .. وابن المنذر هو من العلماء القدامى المعتبرين في علم الحديث يقول: لم يصح في مسألة ختان الأنثى حديث، وإنما هذا الحديثان ضعيفان ..
2. الحديث الصحيح: "إذا التقى الختانان وجب الغسل" لا يدل على وجوب ختان الأنثى أو استحبابه، بل على الجواز فقط.
إذن ليس هناك حديث واحد في مسألة ختان الأنثى يدل على الوجوب أو حتى على الاستحباب، وإنما كل ما هنالك جاء الإسلام فوجد هذه العادة موجودة من الخاتنات كانت أم عطية سألت النبي -عليه الصلاة والسلام- على فرض صحة هذا الحديث فقال لها أشمي ولا تنهكي .. والإشمام هو أدنى شيء، ولا تنهكي أي لا تتجاوزي، فعلى فرض صحة هذا الحديث هو أقر عادة كانت موجودة واعتبرها عادة مباحة متروكة للعادات والأعراف حسب قول الدكتور القرضاوي ما قد يعتبر مكرمة في عصر وبلد قد لا يعتبر مكرمة في عصر آخر وبلد آخر ..
3. قضية ختان الأنثى تابعة للأعراف والعادات الاجتماعية المباحة وليست من القضايا التعبدية المطلوبة.
بلاد الخليج العربي وبلاد الشام ومعظم دول الشمال الإفريقي لا تقوم بختان الإناث.
4. ختان الأنثى عادة اجتماعية أقرها الإسلام وليس واجبا أو فرضا أتى به الإسلام، وبالتالي لا ينبغي التشنيع على من يقوم به على الشكل الذي يسمى بـ (ختان السنة) على وجهه المشروع وخصوصا إذا أقر به في حالات فردية في بعض الإناث ..
كما سمعنا في الرأي الطبي الذي يعتمد في وجود بعض حالات ضرورة تفيد معها حالة الخفاض أو ما يسمى بختان الأنثى كما في بعض البلاد الإفريقية الحارة ..
إذن ختان الأنثى بناء على ما خرج بها مؤتمر القاهرة هو مسألة أباحها الشرع لم يحرمها، ولم يوجبها، متروكة للعادات والأعراف لا يجوز التشنيع على هذه العادة طالما هي في حدود الشرع، قطع جزء بسيط من جلد البظر، وليس قطع الأعضاء التناسلية ولا تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى ..
5. يشترط لجواز إجراء الخفاض أن يتم في عيادات أو مشافي ومراكز صحية، وأن تكون الأدوات المستخدمة معقمة وسليمة، وأن يباشر الختان طبيبات متخصصات ثقات.
6. لا علاقة لختان الأنثى بعفتها فيما بعد. (لا سلبا ولا إيجابا) فكم من مختونات غير عفيفات وكم من عفيفات غير مختونات ..
هذا هو حديثنا عن ختان الأنثى ما يسمى بختان السنة أو الخفاض وما يسمى بالختان الفرعوني الذي يتعارض حتى يتناقض مع الشرع لا يرضى عنه الله تعالى ولا يرضى عنه رسوله ويعتبر تغييرا لخلق الله من عمل الشيطان.
ختان الأنثى بما يسمى ختان السنة أو الخفاض هو أمر مباح لم يرد تحريمه في الشرع، ولم يرد طلبه بمعنى الإيجاب ولا حتى ورد حديث صحيح يحث على ختان الأنثى ويندب لذلك، إذا فهو أمر مباح لا ينبغي التشنيع كما قلنا على من يقوم بهذه العادة طالما هي ضمن الحدود الشرعية، وخصوصا إذا كانت هناك حالا ضرورة كما ذكرنا في بعض البلدان الحارة الإفريقية..
كانت هذه حلقتنا لهذا اليوم، رأينا من الضروري أن نفرد حلقة خاصة لموضوع الختان بسبب أن بعض البلاد الإسلامية تجري هذا الختان الفرعوني، ويلتبس عليها الأمر بين ختان السنة وبين الختان الفرعوني ..
أرجو أن يكون في حلقتنا هذه فائدة وخير عميم ..
وإلى لقاء في حلقة قادمة بإذن الله تعالى..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=1911_0_2_0