بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم انفعنا بما علمتنا، اللهم زدنا علما وعملا متقبلا يا أكرم الأكرمين، أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، نسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك .
وبــعـد:
نحن في الدرس السابع من دروس الدورة التأهيلية للحياة الزوجية، وعنوان درس اليوم
(( اختيار الزوجة ))
إن أهم قرار تتخذه في حياتك هو قرار اختيار الزوجة, حيث يتحدد مستقبل حياتك في الدنيا والآخرة من خلاله, فالأمر مفصلي في حياتك.
هل ستعيش حياة سعيدة أم حياة فيها شقاء؟
إن أعظم قرار ينبغي أن تستهل به، وتراجع به نفسك كثيراً هو قرار اختيار شريكة حياتك وأُم أولادك وحاملة اسمك.
الإعلام الغير منضبط بضابط الشريعة يُسهّل للشباب أمر الاختيار من خلال كلمات رنانة وشعارات مزيفة (كالحب والعشق والغرام والصداقة والإعجاب...) فإنها في الحقيقة أعظم طعنة للشباب والبنات.
يقول الله عزّ وجل:
وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
[ البقرة:201]
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في تفسير هذه الآية:
في الدنيا حسنة: الزوجة الصالحة.
وفي الآخرة حسنة: الحور العين.
وقنا عذاب النار: المرأة السوء.
أخطر قرار تقرره, أن تقرر من هي زوجتك, وليس الإعجاب وكلام الحب والعبارات المعسولة كافية لأن تعتمد عليها في هذا القرار, وليست العاطفة وحدها هي التي تسير بها الحياة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((تخيروا لنطفكم, فانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم))[ البخاري]
كان عثمان بن أبي العاص يقول لأولاده :
" يا بني الناكح مغترس , فلينظر امرئ حيث يضع غرسه والعرق السوء قلَََما ينجب إلا مثله"
عشر نقاط ينبغي أن يبحث عنها الشاب فيمن يريد الزواج منها
لكن قبل أن أعرض هذه العشرة، أحب أن أقول للأخوة المتزوجين. لا يجلس متزوج ويحرِّك رأسه، يعني يقول في نفسه: هل زوجته حققت هذا أم لم تحققه؟
الأخوة المتزوجون أنا أنصحهم ثلاث نصائح :
1- أرضى بما قسمه الله لك:
خلاص. هذه زوجتك. لعلك الآن ستسمع كلاماً يعني تقول: (راحت علينا...) لا، لا تقل هذا الكلام. زوجتك هي أفضل إنسانة بالنسبة لك ولن تجد أحسن منها الآن. لذلك أرضى بما قسم الله لك. ((ولو اطلعتم الغيب لاخترتم الواقع)) لو الله يعطيك اللوح المحفوظ. ستختار الآن زوجتك نفسها.
2- أدعو لزوجتك، وعلّمها بلطفٍ ورحمة:
ادعوا لها. إن الآن سمعت مثلاً. أن إحدى الأمور التي ينبغي للشاب أن يبحث فيها في زوجة /النظافة/ أن تكون نظيفة. وإذا رجل مثلاً زوجته ليست على نظافة عالية. ادعوا لها أن يوجه الله قلبها باتجاه هذا الأمر وانصحها بلطف ورحمة.
3- خذ بيدها واذهبا معاً إلى مجلس علم:
والله أيّها الأخوة، مجالس العلم رحمة، والله مجالس العلم جنانٌ في الأرض قبل جنان السماء. خذ بيدها وتعال إلى مجالس العلم.
1- الإسـلام:
لا يجوز في الشرع أن تتزوج مشركة (وثنية). ولو كان منظرها جميلاً. ولو كان كلامها معسولاً، ولو كانت ضحكتها لافتة * قال الله تعالى: وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ... [البقرة:221]
لعلك تُعجب في مكان ما بفتاة شيوعية لا تؤمن بالله أبداً، لعل شاباً يسافر إلى بلد غربي فيعجب بامرأة هندوسية. ليس لك أن تتزوجها ولو أعجبتك.
قال تعالى:
وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ .. [البقرة:221]
والآن إليكم قصة مرثد الغنوي مع عناق :
واحد من الصحابة كان اسمه مرثد الغنوي ، مرثد هذا قبل إسلامه كان يحب فتاة. وهذه الفتاة لم تكن على صلاح، ولا خير، وكانت زانية – والعياذ بالله- اسمها عناق أحبها /طيب يا أخي الحب وحده لا يكفي، والحب يجب أن نضبطه بضوابط شرعية/. وسيأتيكم أخبار الحب بعد قليل.
مرثد قبل الإسلام كان يحب فتاة اسمها عناق. أسلم مرثد وهاجر من مكة إلى المدينة. وفي يوم من الأيام مرثد الغنوني جاء إلى مكة المكرمة من المدينة ليهرّب ضعفاء المسلمين
– لأن قريش كانت تعذب ضعفاء المسلمين في مكة – وكان مرثد قوياً. يأتي ويهرّب الضعفاء إلى المدينة. في ليلة، وبينما كان يتدارى في الجُدر (يمشي على طرف الجدار)، رأته عناق. وهو يحبها قبل الإسلام وهي تحبه لكنها ساقطة، فسلمت عليه، قالت له: يا مرثد، هل تبيت عندنا الليلة؟ قال لها: إن الإسلام قد حال بيني وبينك فقالت له: أنسيت عهدنا الماضي، أين الحب والعشق والغرام؟ قال: الأمر كما سمعتي. قالت: إذاً أجمع عليك أهل مكة (الآن سأخرج صوتاً، وأقول أنك تحمّل وتهرّب ضعفائهم) وخرجت، وهرب مرثد. فلحقته مجموعة من المشركين فما أدركوه. لكنهم آذوه، أو خربوه أو أوصلوا له شيئاً من رماحهم. وصل مرثد إلى المدينة المنورة. فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر له الأمر، فقال امرأةٌ اسمها عناق، أنا قبل الإسلام كنت أحبها، جاءت فعرضت عليّ نفسها، والحق يا رسول الله أنني مازلت أحبها، ما رأيك؟ هل تأذن لي بالزواج منها؟ سكت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجبه
... وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [ النور:3]
ملاحظة:
يجوز للمسلم الزواج من الكتابية (يهودية أو نصرانية) ولكن ليس مناسباً أن تربي أولادك امرأة يهودية أو نصرانية.
لا يُنصح بالزواج من امرأة مسيحية أو فتاة يهودية. وذلك لأننا نحن الرجال جرى العرف عندنا، أننا معظم نهارنا خارج بيوتنا، فمن الذي سيربي أولادك؟ امرأة نصرانية! وعلى ماذا ستربيهم. على الإسلام؟! طبعاً لا أو امرأة يهودية! خاصة إذا كانت أجنبية.
ومعظم الذين تزوجوا من الكتابيات ليسوا سعداء. والقليل النادر نجحوا بهذه التجربة وأسلمت زوجاتهم .
2- الـصلاح:
لأن المرأة الصالحة تحمي لك ظهرك,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((...فاظفر بذات الدين تربت يداك ))[ البخاري]
وقال أيضاً:
((الدنيا كلها متاع وخير متاعها المرأة الصالحة))[ الترمذي]
خير متاع الدنيا: يعني خيرٌ من عملك، خيرٌ من شهادتك الجامعية. خيرٌ من مؤسستك، خيرٌ من شركتك. خيرٌ من مالك .. المرأة الصالحة.
وقال أيضاً:
(( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالحة, إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله)) [ابن ماجه]
ذكر لي عن شاب تزوج فتاة، أحبها وأحبته، تزوجها. بعد حين من زواجهما (أشهر)، أدرك أن زوجته والجار في مواقف سيئة جداً. ما فائدة هذا الحب الآن؟!.
أحبها هو، وهي أحببته، هذا لا يكفي، أنت بحاجة إلى امرأة صالحة إذا غبت عنها حفظت نفسها، وحفظت مالك.
أيضاً يمكن أن تكون هناك امرأة تحفظ نفسها، لكن تسيء إلى مال زوجها. فبعض النساء يقلن: "إذا أردت لزوجك ألا يطير، فقص أجنحته باستمرار". ما هي طريقة قص الأجنحة؟ الجواب: ألا تدعي معه مالاً وافراً! لأنه إذا أصبح لديه مالاً وافراً تزوج عليك!! كيف ستفعلين ذلك؟ الجواب: ما استطعت بددي المال، تترك زوجها يذهب. وترمي أشياء في الطريق. في الشارع. في حاويات القمامة – أشياء مفيدة ونافعة وفيها خير- ارمِ. دعيه يشتري شيئاً جديداً. لأن الرجل إذا صار طار!!
هذه ليست امرأة صالحة. هذه تحفر قبرها بيدها، وتخطط لطلاقها بيدها لأنه لو اطلع على فعلتها وعرف أضرارها في الأمر لتركها وذهب إلى غيرها، فهذا الكلام خاطئ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالحة, إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله)) [ابن ماجه]
هذا الأمر الثاني، أبحث عنه في زوجتك.
3- الـوعي:
اختر زوجة واعية تريحك في حياتك, وأقل الوعي أن تعي متطلبات الحياة الأساسية.
عندها إلمام بأشياء من متطلبات الحياة اليومية، عندها وعي للكلام (تفهم عليك). أما إذا كانت امرأة غير واعية: يعني توقعك في مرض عقلي، تُسيء لك إساءات كبيرة، تزعجك بشيء لا يخطر لك على بال. ولو كانت جميلة، فهي جميلة لكن المادة العقلية عندها ضعيفة جداً.
النبي صلى الله عليه وسلم طلق امرأة ليلة العرس لأنها غير واعية-وهي ابنة الجون (الجونية).
بعد وليمة العرس دخل إليها النبي صلى الله عليه وسلم, أراد أن يضع يده على رأسها, فقالت:أعوذ بالله منك.قال: لم قلت هذا؟ فقالت ألست تحب ذلك- قال ومن قال لك هذا ؟ قالت: أزواجك!قال: لقد عذتِ بمعَاذ- إلحقي بأهلك.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قائد ولا يجوز أن يدخل إلى غرف القيادة البسطاء ، قليلين الوعي
أليس في هذا الأمر قسوة؟ طبعاً
غرفة القيادة في الطائرة لا يصلح أن يدخل إليها رجل بسيط جداً! يعني إذا قال الرجل البسيط لكابتن الطائرة: أرجوك، دعني أجلس محلك على كرسيك لمدة دقيقتين وفقط ثمأرتفع عنه!
يكفي في هذه الدقيقتان أن يقضي على الطائرة كلها، لأنه لو ضغط أي زر انتهت الطائرة. لابد من إخراجه سريعاً، ولو بكى لو حزن، لو كسر بخاطره. المهم أن يسلم المركب.
هذا النبي (ص) قائد أمة. لا يصح أن يدخل إلى غرفة قيادته إنسان بلا وعي. وأنت أيها الأخ وأيها الرجل زوجتك ستُدير معك البيت. إذا لم يكن عندها وعي. هذه مشكلة توقعك في بلابل كثيرة
كيف تعرف الفتاة بأنها واعية؟
من خلال مناقشة موضوع معين يستطيع الشاب أن يستقرأ وعيها وإدراكها.
وطرح عدة أسئلة مفتوحة .. لتتعرف على وجهة نظرها في الحياة ، كأن تقول لها ما رأيك في الزواج أو ما رأيك في العلم .. وهكذا عدة أسئلة مفتوحة وليست محددة.
افتح معها موضوعاً. يعني يكون أبوها جالس، وأنت جالس. حدثها في موضوع ما، تكلم أنت، كأن تقول مثلاً: أنا اسمي فلان الفلاني، لكنني أبني نفسي أول بأول، ما اسم حضرتك؟ ستقول لك: فلانة الفلانية. أدرس في المدرسة الفلانية، قل لها: كيف الدراسة؟ إذا قالت لك مثلاً: يا الله كم نأتي أنا ورفيقاتي بشرائط، يا الله شو طالع أغاني جديدة!
قل لها مثلاً: كيف المنهاج المقرر؟ تقول لك مثلاً: والله المدرسات لسن جيدات!
سيبدو لك عقلها من خلالها أجوبتها وتصرفاتها، أو إذا سألتك مثلاً: هل احتفلت بعيد الحب في (14) شباط؟ /طيب والحروب المعلنة في المسجد الأقصى! وفي العراق يُذبح الناس تذبيحاًَ مثل الدجاج/ لا يوجد وعي، هناك ضعف في الإدراك ، فدعها تتكلم هي واسمع ماذا تقول؟ ماذا تفكر؟ ما هي المخططات التي في ذهنها؟ فتستقرأ وعيها من خلال ذلك. المرأة الواعية التي تحسن التصرف تريحك والمرأة التي لاتحسن التصرف تزعجك.
4- الحـيـاء:
الحياء مادة مهمة في المرأة, إذا كان الحياء في الرجال جميلاً, فهو في النساء أجمل وجمال المرأة في حيائها ، والمرأة الحيية امرأة كريمة جداً ، أما المرأة الرجلة التي لها ضحكات مسترجلة وغيرها فقد لعنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والرجل يبحث عن المرأة الحيية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء))[ مالك]
وقال أيضاً:
((إذا لم تستح فاصنع ما شئت))[ الترمذي وأبو داوود]
والآن كيف ستعرف أن هذه المرأة حيية ؟ تتعرف على ذلك من خلال نقاشك معها ومن خلال نقاشها مع أبيها وأمها .
والفرق بين الخجل والحياء أن الحياء هو : انطواء في النفس يمنعك من ارتكاب المحرمات أو المنهيات ، أما الخجل فهو: مرض في النفس وضعف في الشخصية توقعك في ارتكاب بعض الأخطاء والمنهيات بسبب ضعف الشخصية .
وبالمناسبة لا يشترط في الفتاة أنها إذا ارتدت حجاباً أن تكون حيية! هذا مشعر لكن ليس كل شيء في الحياء.
شاب ذهب ليطلب ابنه عائلة، جلس مع أبيها. سأل عنها المعطيات العامة مقبولة. اتصلت بأهلها مع أهله، قال لهم: نريد أن نأتي ونشاهد ابنتكم، الأب والأخ قالا: تفضل أهلاً وسهلاً، وبالفعل جاء هذا الشاب مع والدته إلى بيت الفتاة، ووالداها موجودان، جلس وتكلم مع هذه الفتاة.
قال لي: شعر كأنها تتكلم معه كلاماً كأنها تتكلم مع رجلاً تعرفه، أو صديقةً تعرفها. عاد إلى بيته. وبدأ يدرس ويراجع الأمر (مناسبة..، غير مناسبة...، الأمر الفلاني جيد، الأمر الآخر غير جيد... إلخ) ثم رأى بأنه بحاجة إلى أن يذهب مرة ثانية إلى بيتها. أخوها سأله بعد يومين: ماذا جرى معك؟ قال: والله أنا أرغب أن آتي إليكم مرة ثانية أنا ووالدتي. أريد أن أتكلم مع أختك في مواضيع معينة. قال الأخ: طيب، سأستأذن لكَ والدي وأردُّ لك الجواب بعد يوم جاء الشاب (أخو العروس) إلى الخاطب قال له: أنا موافق أن تأتي إلى بيتنا مرة ثانية، وأبي موافق، لكن أختي – صاحبة العلاقة – قالت: إنها لن ترضى بقدومك إلا إذا ألبستها الخاتم! (يعني أتيتم بقرار الموافقة ومعكم الخاتم لتلبيسه).
جاء الشاب ليسألني، قال أستاذ ما رأيك؟ قلتُ له: ليس لك مصلحة بهذه الفتاة، قال لي: لِمَ؟ قلت له: هذا مُشعر، انظر ماذا قال لك أخوها، الأب موافق يعني الأب قال: لا بأس يا ابنتي يتفضل مرة ثانية. الأخ الكبير موافق أما هي تقول: لا. وسيمضي كلامها
(هي تريد يعني إذا أردت القدوم لابد من أن تأتي بالخاتم) قلت له: إذا كانت لأبيها لا تستحي منه ولا تحترم كلمته. وأخوها الكبير لا تحترم كلمته. هل ستحترم كلمتك غداً؟ دعها، إنها لا تصلح لك.
الحياء مادة مهمة في المرأة. يعني البنت التي تكلم الشاب، أي حياءِ لها. يعني إذا نظرت في الجوال الذي تحمله، ووجدت أسماء (6-7) رجال، وسألتها عن أحدهم: من هذا؟ تقول لك: هذا موظف أعمل معه، ومن هذا الآخر؟ تقول لك، هذا صديقي في الجامعة أتبادل معه الملّخصات!، ومن هذا؟ تقول: هذا ابن الجيران يوصلني إلى بيتي ليحميني من الأغراب! أيُّ حياءٍ لهذه الفتاة!!! لا تصلح هذه لك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء))[ مالك]
5- الـطاعة:
ينبغي أن تكون الزوجة مطيعة, لأن الرجل هو مدير البيت والمدير لا بد من أن يطاع.
كيف يعرف الشاب أن هذه الفتاة مطيعة؟
يعرف ذلك من خلال أمها وأختها؛ لأن الغالب: أن البنت ابنة أمها وتلميذة أختها.
عليك بالسؤال. أسأل الجوار. وأحياناً يظهر لك هذا الأمر من مواقف في أثناء الخطبة. يعني أحياناً تتصل أنت بعائلة، أو أمّك تتصل بها، وتذهب الفتاة، وتشاهد الأمور جيدّة لكن أنت تلاحظ خلال كل هذه المواقف. أن الأب مثلاً لا وجود له!
يعني الأم تعطيك موعد القدوم، تقول للأم مثلاً: أنا أريد أن أتحدث مع الفتاة فتجيبك الأم مباشرة: لا مانع، وإذا أحببت أن تذهبا معاً في نزهة. فاذهبا الله معكما!! هل الأمر للأم تقضي وتمضي.
الأم تقول لك: المهر يا بني كذا... تقول لها مثلاً: طيب خالة دعيني أسأل والد العروس؟ فتجيبك مثلاً: دع والدها جانباً، وخذ مني الكلام!! ليس لك مصلحة مع هذه العائلة. لا تفرح بكلام الأم.
/مرات يقول الشاب لنفسه/ الأمر مريح وهذا دليل على أنها أحبتني وتريدني!/ والله هي تورطك بورطة لها أول وليس لها آخر/ خذ من عائلة تكون فيها الأم مطيعة للأب. البنت تتعلم من أمها في الغالب، الآن مرات قد يقول أحدنا أن هناك حالة غير هذه الحالة، هذا نادر.و السمة العامة أن الفتاة تتعلم من أمها وأختها.
والحمد لله رب العالمين
ونتابع في الدرس القادم إن شاء الله
المصدر: موقع الشيخ الدكتور محمد خير الشعال.