الله سبحانه وتعالى وضع قوانين عديدة في الكون، فمثلا يوجد شيء اسمه قانون الجاذبية، يعني هذا القلم إذا تركته سيقع، لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى وضع قانون اسمه قانون الجاذبية موجود منذ أن خلق آدم إلى أن يشاء الله.
كذلك في الرزق فالله سبحانه وتعالى قد وضع قوانين ثابتة لا تتغير في الرزق، فإذا فهمناها سهلت علينا حياتنا والحمد لله تكون ميسرة.
قال صلى الله عليه وسلم:
إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال
رواه الترمذي وأحمد
القانون الأول أن الرزق ليس في المال، الرزق له مفهوم أكبر بكثير يتضمن الصحة العضلات الفكر الأولاد راحة البال، كلها تدخل في مفهوم الرزق.
كذلك الفقير .. إذا رأى رجلا غنيا لا يحسده على ماله لأنه ربما المال اللي عنده، هذا الغني معه أمراض ومعه هموم وهذا الفقير مرتاح البال فيكون عنده رزق أكبر.
لذلك يروي أحد الكتاب المصريين عن أحد الممثلين في الستينات أو الخمسينات أنه قبل أن يصبح ممثل ويصبح غنيا كان فقيرا، وكان يصير في الشارع، فرأى واحدا غنيا فكان يقول يارب مليون جنيه ولو مع سرطان.
وهذا الرجل الممثل فعلا اغتنى وصار مليونير لكن ما فائدة الملايين عندما أصيب بالسرطان!!! فلم يستفد من هذه الأموال؟
من لزم الاستغفار جعل الله له
من كل هم فرجا
ومن كل ضيق مخرجا
ورزقه من حيث لا يحتسب
القانون الثاني: الرزق مكتوب لك قبل أن تولد، لذلك الله سبحانه وتعالى قال {وفي السماء رزقكم وما توعدون}، لم يقل وفي الأرض {وفي السماء رزقكم وما توعدون} والشيخ الشعراوي له كلام جميل قال: بما أن رزقك مكتوب بالضبط كم ستحصل في حياتك على أموال وغيره، الخيار لك أن تحصل على هذا الرزق بالحلال أم بالحرام.
لذلك من أروع القصص الواقعية التي حصلت منذ سنين رجل في أحد الفنادق في مصر وكان مديرا للفندق وتحرج قليلا لأن الفنادق تبيع الخمور، فما كان مرتاح في عمله، فراح للشيخ الشعراوي رحمة الله عليه فقال له القصة، فقال له الشيخ اترك عملك، فقال الرجل طيب أنا عندي عائلة وعندي مسؤوليات، فقال له الشيخ {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، ورحل الرجل (وهذه قصة حقيقية يا إخواني وسمعتها من الرجل نفسه) فرجع الرجل في المكتب يكتب استقالته، بينما هو يكتب الاستقاله جاءه تليفون من المدير الإقليمي للفندق يقول له نريد ترقيتك لتمسك إدارة الفندق في المدينة المنورة، وهو يكتب الاستقالة، فانظر كيف أن هذا الرجل رزقه كان مكتوب ولكن لأنه اتقى الله جعل الله له الرزق من الحلال.
قال فيلسوف :
أعجب ما في الإنسان
أن ينقص ماله فيقلق،
وينقص عمره فلا يقلق
القانون الثالث للرزق: إخواني وأخواتي أن هناك أسرار لزيادة الرزق وهي أربعة:
السر الأول: الشكر
لذلك الله سبحانه وتعالى يقولها واضحة في الآية قانون كوني {لئن شكرتم لأزيدنكم}.
السر الثاني: كثرة الاستغفار
السر الثالث: صلة الرحم
لذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "من أراد أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره.. يعني الله يطيل في عمره .. فليصل رحمه.
السر الرابع: إتقان العمل
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" إذن الاتقان واحد من أسرار زيادة الرزق والتوفيق في الحياة والنجاح.
بسم الله الرحمن الرحيم {ألهاكم التكاثر}
صدق الله العظيم
أحب أن أوضح إخواني وأخواتي أن رسالة اليوم ليست ضد جمع الأموال، بالعكس المسلم القوي خير من المسلم الضعيف والمال من أهم أسباب القوة في هذا العصر، لكن الرسالة التي نطلبها هي ألا يكون المال في قلوبنا ويكون في أيدينا مثل الصحابة، الصحابة رضوان الله عليهم عدد كبير منهم كانوا أغنياء، وليس غناء عادي، غناء مثل غناء بل جيتس اليوم.
لما قدرت بعض ثروات الصحابة عثمان بن عفان، عبد الرحمن بن عوف، الزبير بن العوام وجدوا أن ثرواتهم اليوم تقدر ببلايين الدولارات، إذا حولنا الدراهم والدنانير إلى دولارات.
ولكن لم تكن الأموال في قلوبهم، كيف نعرف هذا الأمر؟
نرى مثلا رجلا مثل عبد الرحمن بن عوف عندما كان في مكة كان غنيا، ثم عندما جاءت الهجرة ترك كل شيء وهاجر إلى الله ورسوله إلى المدينة، حتى إن أخيه .. أو الرجل الذي آخاه الرسول عليه الصلاة والسلام مع عبد الرحمن بن عوف جاء وقال له: يا عبد الرحمن أعطيك من مالي، أعطيك من زوجاتي، فقال له لا.. ولكن دلني على السوق، وذهب عبد الرحمن بن عوف وتاجر بشيء قليل، كان عنده ثم أصبح واحد من أغنى أغنياء المدينة المنورة.
إذن المطلوب أن نصبح أغنياء نعم لأن الغنى والمال قوة؛ ولكن ألا تدخل هذه الأموال إلى قلوبنا وأن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه الأموال في أيدينا.
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=794_0_2_0