ابن تيمية رضي الله عنه وارضاه حدد لنا ثلاثة شروط ينبغي أن تتوفر ووتواجد في كل من يريد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهذه الثلاثة شروط أريد أن أهديها لكل من يعمل في مجال الدعوة.
الشرط الأول هوالعلم
والعلم أساسي جدا أن يكون موجود لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وأضرب قصة توضح هذا الأمر، ابن تيمية نفسه كان يسير مرة في دمشق وكان معه أصدقاء فرأوا جنود التتار سكرانين والتتار كانوا محتلين في أيام بن تيمية، فأراد أصدقاء بن تيمية من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن ينهوهم عن الشرب .. فنهاهم بن تيمية وقال دعوهم فإنه إن استيقظوا وأفاقوا قتلوا في المسلمين فاتركوهم سكرانين أحسن ما يقتلوا المسلمين.
فانظروا إلى هذا العلم وهذا الفقه الذي يحتاجه دائما الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لذلك قالوا من كثر علمه قل إنكاره يعني كلما كثر علمك بالمذاهب وبالاختلافات الشرعية وسعة الشريعة وبسعة الدين قل إنكارك على الناس.
الشرط الثاني هو الرفق
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول "ما كان الرفق في شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شانه"
لذلك يروى من القصص الطريفة أن هناك رجل أراد أن يدخل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر للمأمون الخليفة العباس المعروف .. فدخل المجلس وأغلظ عليه القول فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر ولكن بغلظة ..
المؤمون كان حكيمًا وكان مطلعا فقال يا هذا أرفق فإن الله قد أرسل من هو خير منك إلى من هو شر مني وأمرهم بالرفق .. فقد أرسل موسى وهارون وهم أنبياء وهم خير منك إلى فرعون وهو شر مني .. فقال في القرآن فقولا له قولا لينا ..
فانظروا إلى هذه الحكمة أيضا من المؤمنون انظروا إلى أهمية الرفق
محلوظة بسيطة
بعض الجمل التي تستخدم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جمل مستفزة ولا تؤدي الغرض فمثلا من ضمن الجمل المتكررة في الأسواق وبعض الأماكن النتى نتعامل معها كلمة غطي يا مرة يأتي الرجل يمكن هو نيته طيبة ويريد حشمة المرأة المسلمة وهو فيه خير وجزاه الله خير .. ويقول غطي يا مرة غطي يا مرة
هذه الكلمة وبإجماع النساء تستفزهن ولا توجد امرأة ها تسمع هذه الكلمة وتقول أوكي ها غطي حاضر هاسمع كلامك
الكلام سليم والهدف سليم والغاية سليمة وهي دعوة النساء أن يحتشمن مثلا في هذا المثل، ولكن الوسيلة تحتاج إلى تعديل حتى تؤتي أكلها.
أضرب لكم مثل ملصق دعوي معلق على بعض الحيطان
هل طبق الشروط الثلاثة التي قالها بن تيمية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أم لا.
فنجد عدة أمور أولا: الملصق ينقصه علم لماذا؟ الآن هو حكم على المرأة المغطية وجهها بالكامل بأنه حجاب المرأة المسلمة ... بينما المرأة التي لابسة شنطة ومبينة عينها بأنها متبرجة. وهنا خلل لأن الأمر فيه خلاف .. أنا طبعا لن أفتي ولن أقول غطي وجهك أو لا تغطي وجهك أنا لست فقيه.
لكن من المعروف واسألوا أي أحد واقرأوا في الكتب ستجدون أن موضوع تغطية الوجه موضوع خلافي هناك من قال غطوا الوجه وهناك من قال يكفي إظهار الوجه والكفين وأنهما ليسا بعورة ..
وبما أن الأمر فيه خلاف فكما ذكرنا فلا إنكار فيما اختلف فيه والأمر يحتاج إلى بعض العلم فلا إنكار على من تغطي وجهها لأنه هناك قول مشروع وأيضا لا ننكر على من تكشف وجهها لأنه أيضا هناك قول مشروع، هذا أولا.
ثانيا: هل هذا البروشور فيه رفق .. يعني إذا رأينا صورة النار ثم اختاري لنفسك .. فحكم هذا البروشور على من تلبس الشنطة أو تبين عينيها أنها ذاهبة إلى النار وهذا فيه تأله على الله، من قال لك أن هذه داخلة إلى النار أم لا .. هذه أمور عند الله سبحانه وتعالى، ثم أيضا موضوع اختاري لنفسك الجحيم ولا الجنة فيها بعض الاستهزاء بالمرأة.
الأمر الثالث:
أيضا في موضوع الرفق أنظر إلى الرسالة المكتوبة أسفل .. رسالة خاصة أيها الرجل لا تكن ديوسا فإن لم تكن رجلا فتشبه بالرجال.
أنا أسأل المشاهدي هل هذه الكلمة فيها رفق .. هل الرجل الذي سيقرأ هذه الكلمة سيتشجع أم سيتفز وسيحبط وسيهمل هذا الملصق بالأكمل.
إذا هذا الملصق وهذا مثل وهناك أمثلة كثيرة خالف أمرين من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خالف وجود العلم وخالف الرفق
الأستاذ خالد الجندي:
بعض الناس يكرهك في شخصية الرسول بتصرفاته .. بعض الدعاة ينجح نجاح باهر بأنه يفسد علاقتك بالدين من الأقوال اللي بيحاول ... بعض الناس لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم غير الجلباب والسواك والعمامة .. بعض الناس لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم غير زواجه غير حياته الخاصة وبعض الناس لم ينقل أخلاقه للناس أبدا..
معاذ رضي الله عنه وأرضاه الصحابي الجليل كان يصلي خلف الرسول صلى الله عليه وسلم العشاء ثم يذهب إلى قومه فيؤمهم .. وفي يوم أم قومه وبدأ بفاتحة الكتاب ثم قرأ سورة البقرة وأطال .. واحد من الرجال الذين يصلون خلفه ترك صلاة الجماعة وانحنى جانبا وصلى وحده ثم ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فجاءه الناس قالوا أنافقت يا رجل .. يعني تركت الصلاة .. قال لا والله لكني ذاهب إلى رسول الله لأشتكيه .. فذهب الرجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول إن معاذ يطيل الصلاة فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم وتحدث أمام الناس وقال أيها الناس إن منكم منفرين أينما رجل أم قوم فليوجز فإن منهم الكبير ومنهم الضعيف ومنهم ذو الحاجة ..
فانظروا على ماذا غضب الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يغضب على ذنب أو على كبيرة هذه صلاة وهي من عماد الدين وفيها خير كثير ولكن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد شعر أن هذه الإطالة قد تنفر الناس من الدين غضب
وهذا منهجه من يقرأ سيرته صلى الله عليه وسلم يرى أن كثير من قراراته صلى الله عليه وسلم كانت مبنية على أن هذا الفعل سيحبب الناس في الدين ولا سيكرهم في الدين
لذلك هذا المبدأ ينبغى أن يؤصل لكل من يعملون في الدعوة .. أي كلمة تقولها أي فعل تفعله اسأل نفسك هذه الكلمة هذا القول سوف يحبب الناس في الدين أمن سيكرهم في الإسلام والعياذ بالله والدين.
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=717_0_2_0