فإذا ما استطاع أن يغويك بالصغائر أو بالكبائر فهو وراك وراك سيأتي إلى الدرجة الخامسة بأن يغويك بالإكثار من المباحات على حساب الطاعات.
فمثلا يجعلك تنام كثيرا فلا تقوم الليل، يجعلك تأكل كثيرا فما تصوم الاثنين والخميس.. أعمال لا تأخذ عليها ذنوبا ولكن تقلل من مقامك.
العقبة السادسة:
فإذا وجدك ما شاء الله عليك ممتنعًا عن الكبائر وممتنعًا عن الصغائر وزاهدا في الدنيا ومقلا من المباحات أيضا وراك وراك فيدخل عليك من باب الطاعات، كيف؟ يغويك بأن تقوم بالطاعات تشغلك عن طاعات أهم وأكبر.
فمثلا يغويك أن تصلي في البيت فيمنعك ويثنيك عن صلاة الجماعة في المسجد وأجرها أكبر.
يغويك أنك مثلا تصلي الكثير من النوافل.. ولكن تهمل أهلك وتهمل بر الوالدين وهذه مقامها أعلى.. فالشيطان له مدخل عجيب وهو فقه الأولويات.. الذي دائما ما نتكلم عنه.. إذا ما استطاع أن يدخل عليك من باب الذنوب يدخل من الطاعات ولكنها طاعات أقل من طاعات أكبر.
فإذا لم يستطع الشيطان أن يدخل عليك من أي من المداخل الستة السابقة أسقط في يده ولم يبق له إلا أسلوب واحد أخير وهو أن يسلط عليك جنده من الإنس والجن.
لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الصالحين ثم الأمثل فالأمثل.. فكلما زاد صلاحك كلما زاد إيذاء الناس لك.
ملحوظة كبيرة إخواني وأخواتي الذنوب ليست كلها من الشيطان وأكبر دليل على ذلك شهر رمضان الكريم الشياطين مكبلة ونرى الذنوب في كل مكان.. فيجب أن نعلم أن بعض الذنوب تأتي من أنفسنا!
فكيف نفرق هل الذنب من الشيطان أم من النفس؟
أبو حامد الغزالي أعطانا أسلوبين جميلين جدا، ما فائدة هذا الكلام؟
أنت تعرف كيف تحارب الذنب.. الذنب من الشيطان أسلوب محاربته غير ذنب يأتيك من نفسك.. كيف تعرف من الشيطان أم من النفس؟ طريقتين:
الطريقة الأولى، إخواني أي ذنب هو يعتبر عادة أو إدمان فهو من نفسك وليس من الشيطان أما الذنوب التي تأتيك مرة كل سنة غلطة هنا فهذا من الشيطان.
أضرب مثلا: السيجارة أول سيجارة دخنتها أول ثاني ثالث سيجارة أنت دخنتها فهذه من الشيطان... أما إنك صرت لك 10 سنوات مدخن وأنت مدمن تدخين فهذا الذنب من نفسك والشيطان تركك من عشرة سنوات وشغال عليك في أمور أخرى.. هذا أول تفريق
"العادة من النفس والأخطاء التي تأتي كل فترة وفترة هي من الشيطان".
التفريق الثاني بين ذنوب الشيطان وذنوب النفس، أن ذنوب النفس إذا قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لن تقل الغريزة لفعل هذا الذنب أيا كان.
بينما ذنوب الشيطان إذا جاءت الغريزة وجاءت الحاجة أن تقوم بعمل معين وقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فذهب الهاجس فهذا من الشيطان.
لذلك العادات لاحظوا كل واحد يختار عادة التدخين مثلا إذا قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من اليوم إلى الصباح لن تقلع عن التدخين لأن الذنب ليس من الشيطان وإنما من نفسك وعلاجه علاج مختلف فهذه من دقائق الأمور ومن أنفعها للإنسان في حربه على المعاصي.
المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=716_0_2_0