عبد الله المديفر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, المساء معك يطيب واللقاء بكم يتجدد وهذا عبد الله المديفر يحيكم في حلقة جديدة من برنامج النفس والحياة, في بيتنا مراهقة, أولاً قبل أن نبدأ في الحديث أنا أريد أن أوجه رسالة إلى هذه المراهقة, رسالة تقدير رسالة إعجاب رسالة احترام رسالة حب رسالة ود, يعني أنو لا نفهم أنو هذه المراهقة هي كائن غريب أتى على الأسرة واقتحمها وهو كائن شاذ, بالعكس نحن نفرح بهذه المراهقة, عندما تكبر من طفلة وتتحول إلى شابة وإلى فتاة ننتظر منها الكثير فتاة راقية تنفع مجتمعها, الحديث لن يكون مانع ولا جاذب ولا ممتع إلا بحضور الأستاذ الدكتور طارق الحبيب, بروفيسور الاستشاري في الطب النفسي, مساك بالخير أبو علي.
د.طارق الحبيب: مساك الله بالرضا والعافية, وأنا سعيد بوجودي معك والأخوان المشاركين في هذا البرنامج.
عبد الله المديفر: ودي ابدأ في استفتاء المنتدى, الشباب يساوي مجموعة من الاستفتاءات, لكن أول الاستفتاءات الموجودة يقولك هل هناك فرق بين مراهقة الذكور ومراهقة الإناث, نحن تكلمنا في الحلقات الماضية عن في بيتنا مراهق, والحلقة هذه عن في بيتنا مراهقة, هل هو مختلف أو غير مختلف؟ في 77% تقريباً قالوا نعم هناك فرق, وهناك 15% قالوا ليس هناك فرق, وتقريباً 7% يوجد فرق ولكنه ليس فرق واضح, معنا على الهوى نعم هذا هو, هناك فرق بين مراهقة الذكور ومراهقة الإناث أم هو عامل مربوط بمجتمعنا المحافظ؟ نعم فرق 77% اللي يقولون ما في فرق للذكور, 15% اللي يقولون هناك فرق ولكنه ليس فرقاً واضح هو 7% ويلتغي في المجتمعات المحافظة, أريدك أن تعلق في البداية على هذا الاستفتاء.
د.طارق الحبيب: في البداية بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد الله رب العالمين, وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين, هناك فرق بين مراهقة الذكور ومراهقة الإناث, وهذا الفرق يتضح من مجتمع إلى مجتمع آخر, لأن دور المرأة في كل مجتمع يختلف عن مجتمع آخر, فقد تصل في بعض المجتمعات دورها قريب من دور الذكر, وفي مجتمعات أخرى لا تمارس حتى دور الأنثى الطبيعية في مجتمعها, بل ربما تكون أقرب إلى الحيوان من ضغط الذكورية عليها في ذلك المجتمع, إذا هي مرتبطة لماذا يسمح لها المجتمع, ولذلك تتنفس بطبيعة ذلك المجتمع من حيث السماح من عدمه, المحافظة بالمفهوم الديني الحقيقة لا تأثر على المراهقة, بل تنضجها أينما إنضاج, لكن المحافظة بالمفهوم الاجتماعي الخاطئ هي التي تؤثر على المراهقة, بل ربما هي التي تستفزها أيما استفزاز, فتأتي مراهقة عنيفة, وكم من فتاة صالحة تقية جاء بها أهلها إلى العيادة, كانت مصلية كانت ذاكرة لله, كانت حافظة للقرآن, كانت تصوم من الدهر أكثره, وبعد فترة جاءت تعلن الدين والقرآن والله والنبي, لماذا؟ ليس من تلك المراهقة إنما من أب وأم لم يأهلوا في فن التعامل مع المراهقة, أهلوا في كيف يتعامل مع من؟ مع الطفل لكن الطفل حينما ارتقى إلى عمر المراهق لم يدرب على كيف يتعامل مع ذلك المراهق, لذلك إذا جاءتها هذه القضية بهذه الطريقة. إذا الإشكالية هي مرتبطة بالطبيعة المجتمعية, لكن لو قلنا داخل ذلك المجتمع هناك فرق, البيت أكثر في التغيرات الانفعالية من المراهق, لماذا؟ لأنها أكثر بنية عاطفية من ذلك الذكر, تغيرات العقلية عند الولد أكثر من التغيرات العقلية عند الأنثى في تغيراتها.
عبد الله المديفر: أنا أريد أن انطلق من هذه الكلمة, كلمة عقل, الآن عندنا طفل له عقلية معينة, ثم المراهق يأتي إلى عقلية أخرى, أنا أريد أن أفهم هذه التغيرات العقلية تحديداً ما الذي يحدث لعقل المراهق, عن وضعه في السابق عندما كان طفلاً؟
د.طارق الحبيب: الطفل حينما ينمو يا أستاذ عبد الله هو يبدأ في حقيقة ما بين الثالثة إلى السابعة وتكون السيكولوجية مرتبطة بالتفكير القادم بالخارج, من الذي يريده الناس؟ ما الذي يريده أبي وأمي؟ وهذا يستغرق من الثالثة إلى السابعة, ثم من السابعة إلى الحادي عشر هي فترة انتقالية من التفكير المرتبط بالخارج إلى التفكير المرتبط بالداخل, في الحادي عشر يبدأ يتساءل ما الذي أريده أنا؟ ما الذي أحبه أنا؟ ما الذي أختاره أنا؟ من السابع إلى الحادي عشر هي فترة انتقالية وفيها بناء الاتجاهات, وبناء القيم والمبادئ وطلقة النظر في الحياة, ولذلك يجب أن يدرك الآباء والأمهات هذا وأن يتشكلوا وأن يتلونوا معها, الطفل من الثالثة إلى السابعة يتلقى الأوامر والنواهي ولا يناقشها لأن قوته تأتي من الخارج لا من الداخل, ما بين السابعة إلى الحادي عشر تلقى مجموعة من الأوامر, حفظ هذه الأوامر, أعجب ببعضها, لم يعجب ببعضها يبدأ يشكل طريقته في الاتجاهات, تنمو بين السابعة أو التاسعة, إلى الحادي عشرة الثانية عشرة, يتشكل بها, ما أن يطرق باب الحادي عشر أو الثاني عشرة شيئاً من هذا حسب الطبيعة المجتمعية للنمو, حتى يبدأ ينطق من داخله, السيكولوجية المنطلقة من الذات لا المنطلقة من الخارج, المنطلقة الذي أريده كذا وكذا, يأتي الأب ويأتي الأم ويلتفتون, إن أبننا عاص, لماذا؟ لأنهم قاسوا على ذلك الطفل الذي كان دون السابعة أو بعدها بقليل, الذي كان يسمع, هو ذات الطفل في ظني أنا ذلك الطفل, هو ذلك الطفل الآن, لكنه كان ينمو, كأنما يزداد طوله, يتغير نفسه بهذه الطريقة, لكنه ما يدركون ولا يعقلون, يبدأ أن يكون له هويته, له طريقته, له رغبته في الحياة, له اختيارته التي تختلف عنهم, التي تشكلت بين والدي والمحيط الذي يحيها ذلك الإنسان, حينما تشكل في بهذه الطريقة إذا بهم يرفضون, لماذا؟ لأنه يحاكمونه إلى السيكولوجية القادمة من الخارج التي منهم, فيحاكمونه إلى صورة ذهنية, قد رسموها هم بذاته, وشكلوها هم بذاتهم وينتظرون أن هذه الصورة الذهنية هي التي تستمر أن يمارسها ذلك الفتى بتلك الطريقة, ما أن يمارس صورة جديدة وهي هويته المستقلة, حتى ماذا؟ ينتفض لماذا؟ لم يدركوا أن هوايته تصنع, أنه هوايته تتشكل, تبدأ المصادمة في تلك المرحلة, ثم يصادموه, ربما يكسروه فيخضع, فهذا أخطر من أن يكسره, لو المراهق غلب والديه خيراً من أن يغلبوه, لأنه إذا غلبوه فأنه يشكلون فيه الروح النمطية التقليدية روح القولبة في تفكيره ومشاعره.
عبد الله المديفر: يعني هو ما له خياراته الداخلية.
الشيخ:ألغيت نعم, ألغيت تلك الخيارات, وأن غلبهم ذلك المراهق, ستنمى عنده العناد بدرجة أكبر, لكن ممكن علاج هذه أكثر من علاجه لو أنه كسروه, في هذه الفترة حينما يدلف المراهقة, المراهق عنده التفكير المادي يفكر في ذاته, وفي الطفولة تفكير أناني ليس فقط مادي, يتشكل...
عبد الله المديفر: يعني وضحنا إيش الفرق بين المادي والأناني عادة الطرح.
د.طارق الحبيب: التفكير الأناني يفكر في ذاته, فمثلاً الطفل عمره من الثالثة إلى السابعة قبل الساعة من السادسة إلى السابعة والخامسة يفكر أن الله له هو وحده, فسيكولوجيته الأنانية ليس بمعنى الأنانية عند البالغين, حينما يتقدم يدرك أن الله هو رب العالمين كلهم هو رب بقية الأطفال, ويبدأ يتشكل ثم تبدأ مفاهيم الجنة والنار, والسخط والرضا من الله سبحانه وتعالى ولعلى ربما في حلقة مقبلة نتكلم عن النمو الدينية عن الطفل, كيف ينمو معرفياً في علاقته في الدين لله سبحانه وتعالى.
عبد الله المديفر: هو ملف الطفل يعني هناك أشياء كثيرة نريد أن نتطرق لها, سواء في هذه الجزئية أو غيرها, لكن أنا أريد أن أنتقل الآن...
د.طارق الحبيب: الآن أريد أن أوضح فكرة...
عبد الله المديفر: هذه الأنانية لكن المادية عند الطفل.
د.طارق الحبيب: المادية في المراهق يبدأ يفكر في ذاته, وذلك المراهق لو حدث طلاق, أنا أعلق بتوضيح المادية, لو حدث طلاق في فترة المراهقة, فأن تأثر المراهق تأثراً يسيراً أقل من الطفل الذي قريب من الثامنة, لأنه مادي, أما اللي مستقبلي ما عندي مشكلة, التفكير المادي عند المراهق يفكر بمتعه, ولذلك لو أن مراهق مثل واحد اتصلت فيه قبل يومين, أو ثلاثة تسأل أنو تقول أنا نمت في المستشفى أبنائي المراهقين لم يزورني, يتصلون بي يسألون وين جعلتي جهاز النت في البيت, وين الرمونت كنترول حق التلفزيون, وين كذا, طيب أنا مريضة في المستشفى لماذا لا يسألون عني, قلت أنهم أسوياء جداً, قالت لا يحبوني, قلت بمقياس البالغين ربما لا يحبوه, لكن بمقياس المراهقين التفكير المادي هذه الطريقة هي التي عنده, ما الذي نفعل تربوياً لو تركت المراهق على هذا سيستمر مادياً, إذا ما الذي تفعله؟ تنفعه إلى التفكير المعنوي, التفكير المعنوي هو الذي يعطيه قيم ليست محسوسة, وإنما قيم مضمونة في داخله, القيمة المعنى, ولكن تأتي بنا القيم والمعاني والمبادئ, وهذه لابد بلغة مبكرة, يكون الوالدان قد بدؤوا بها, ثم إذا تقدم شيئاً ما في المراهقة, بدأ يستعيد من تلك الذاكرة, من تلك المواقف من تلك القصص التاريخية التي كانت تسرد له في فترة الطفولة, وكانت تنمي معارفه, يبدأ يسترجع من ذلك المحصول, ويبدأ يستخدمه إذا كان الوالدان لطيفين, أيما اللطف في التعامل معه, بعد ذلك المراهق أستاذ عبد الله عنده التفكير الفردي, لا يفكر في ذاته, وهذا لونه من المادية والأنانية في التفكير, أو بقايا تلك الأنانية والمادية, يفكر تفكيراً فردياً, يجب أن ينقل تدريجياً إلى التفكير الجماعي أو شبه الجماعي, بماذا بالإنطلاق من محبوباته الجماعية, بمفاهيمه وقيمه الجماعية الأمة, الوطن القبيلة الأسرة, وأن كان الانتماء إلى البعض الناس يحاربونه والأسرة يحاربونه, أقول لا بأس أن يستخدم جزئياً كمرحلة انتقالية للخروج من ماذا؟ من الفردية للتفكير إلى الجماعية وشبه الجماعية, والأعظم منه أن يستخدم مفهوم الأمة, وهو المفهوم الأرقى في الحقيقة لكن ربما بيوت لا تقوم على مفهوم الأمة, وتريد أن تنقل أبنائها من فردية المراهقة إلى نضج المراهقة وأقول لهم انتقلوا من مفهوم الفردية إلى الأسرة أو إلى القبيلة أو إلى الوطن الصغير أو غيره, بعد ذلك عند المراهق تفكيراً موجه للخارج في طريقته التفكيرية, دائماً يفكر لماذا الوطن كذا؟ لماذا الناس كذا؟ لماذا المدرسة هكذا؟ لماذا هكذا كذا؟
عبد الله المديفر: يعني فكر انتقادي قصدك يعني؟
د.طارق الحبيب: إي موجه للخارج لا ينتقد ذاته ذلك المراهق, دائماً يفكر في الخارج, لماذا حدث كذا؟ ولذلك يبدأ الوالدان في ذلك الطريقة حينما يقول هذه الطريقة نعم ولدي ناقد, ولدي مميز, لاء هذا خطأ لأنك تدعم التفكير الموجه للخارج, كان لزاماً عليك, أن تدعم التفكير الموجه إلى الداخل والخارج في آن واحد, كيف يكون؟ جاءك ابنك والله يا أخي الوطن مقصر والدولة مقصرة وكذا, طيب نعم فعلاً كلامك صحيح, لكن إيش رأيك أنا وياك مثلاً في تصحيح هذا التقصير؟ هل نتكلم ونتقد في المجالس؟ هذا تنفيس ولكن ليس علاج, ما دوري ودورك؟ دوري والله مثلاً أن أذاكر, إذا أعدته إلى التفكير الموجه من الداخل, دوري أن أهتم بإخواني, دوري أن أهتم بصلاتي, دور أن أهتم بعلاقتي, لأني إذا صلحت أنا وبيتي, وصلح بيت الجيران والحي الثاني والثالث يلتقي الماء على أمر قد قدر, فتتنسق هذه الأسرة, من الأشياء من المراهقة هو ذلك التفكير السلبي التبعي في بعض المراهقة, يعني بعيد عن المسؤولية لا يفكر بالمسؤولية عنده التبعية فقط, أنا من الأسرة هذه, بعض المراهقين يسلكوها, ولذلك أنا أنقله إلى التفكير الإيجابي, كيف يكون الإيجابي, من أين تكمن اهتماماته التي تنفع الأسرة, الاهتمامات التي فيها جانب إيجابي للأسرة, فندعمها فنخرجه شيئاً من السلبية إلى شيئاً من الإيجابية, أيضاً من التفكير في المراهقة وهو التفكير الغير جيد, التفكير الآني, لا يفكر في المستقبل, ولذلك يفكر في متعته الحاضرة أيما تفكير, يفكر في متعة فينسف كل شيء, يا أخي أنا مواعد والدي يأتيني المستشفى ياخدني يرجعني البيت ما جاني, في مباراة كرة قدم مثلاً, في مناسبة معينة يتركه رما, أدرك أنها قلة أدب, لكن أريد تفسيرها النفسي, ليس كلها قلة أدب, التفكير الآني في اللحظة لا يفكر في الآني والمستقبل, إذا كان لزاماً أن نحركهم من الآني والمستقبل, ما الذي نفعله, نوجهه إلى أشياء مستقبلية ألذ عنده من الآنية, فنمزجها مع الآنية التي يحبها فنبدأ نسحبه إلى شيء من نظرة مستقبلية, المراهق استثمار إذا قررنا استثماره, أول خطوات الاستثمار أن يربي الآباء أنفسهم في ظني.
عبد الله المديفر: أنت ذكرتني بموقف أنس بن مالك رضي الله عنه, عندما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرسول, أرسله إلى حاجة ثم تباطأ النبي صلى الله عليه وسلم فلما خرج رآه يلعب مع الصبية, فالنبي صلى الله عليه وسلم يعني الآن يصف الوضع أنس يقول والله ما قهرني ولا ضربني, يعني كان ما كان عتب, قال وقت ذهبت أذهب الآن, أنا أريدك أن تعلق لي على هذا الموقف, وعظمة هذا النبي.
د.طارق الحبيب: اللهم صلى وسلم على رسول الله, النبي صلى الله عليه وسلم لو كان فعل ذلك أبو بكر ماذا كان سيفعل؟ لا ما كان الأمر كذلك, حينما فعل كعب بن مالك ذلك الموقف كيف تركه؟ جعله يعيش الهم والحزن أيما عيش, وكانت طريقة جيدة, حاطب بن بلته حينما فعلت تلك الفعلة الكبرى, جعله يعيش الأزمة والهم فترة طويلة, لكن أنس بن مالك ألا لأنه يحبه؟ لا بل كان يحبهم جميعاً, القضية في فهم المرحلة العمرية, القضية في فهم البعد الاجتماعي كما كان في فترة ذلك العرابي الذي جاءه وبات في المسجد, فهم المرحلة العمرية كما جاء على ذلك الصحابي الجليل, يستأذن أين؟ في المسجد يطلب الزنا, أريد أن تتخيل هذه الصورة, ربما تكلمنا عنها مرة, أن يأتي صحابي في عهد النبوة, ويدخل المسجد النبوي والنبي الملاك الجميل, جالس بين أبي بكر وعمر, وطلحة والزبيره وغيرهم جالسون, يذكرون الله والجنة, ثم يأتي واحد منهم, ويقول إذن لي بالزنا يا رسول الله, ماذا ستفعل لو كنت داعية في هذا العصر؟ فضلاً عن وقت النبي صلى الله عليه وسلم, ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم, أو قد ذكره بالجنة أم ذكره بالنار, أم ذكره بماذا, أدرك أن هذا مراهق ينطلق من سيكولوجية المراهقة, أدرك أن ذلك الصحابي وأقولها من هذا المنبر, أن تدينه وإسلامه لم يستطع أن يقف أمامه شهوته, تماماً فقدر ضعفه الإيماني وأعطاه فرصة للنمو, حتى ذلك الضعف الإيماني, هذه الشهوة, حتى يرتقي فترة معينة, بحث عن شيء أعلى من هذه الشهوة, كان الإيمان أدنى, فوجد أن الانتماء العربي, وجد أن القيم العربية, أن المبادئ العربية لأنه حديث عهد بإسلام كانت أكبر فتوكئ عليه النبي صلى الله عليه وسلم, أي اتكاء ترضاه لأمك, أترضاه لأختك, أترضاه لعمتك لخالتك؟ تماماً لم يذكره لا بجنة ولا بنار ثم دعا له بالختام, ثم القصة في ظني أنها لم تكمل, النبي صلى الله عليه وسلم لابد أن قد وجه بعض الصحابة لإكمال المشوار, لإعادة ترتيب هذه المعادلة, لكي يحضن هذا الشاب والوسائل التلقائية, لأن القصص قد تأتي مبتورة عبر التاريخ, لكن المعنى التربوي, والطريقة النبوية من النبي صلى الله عليه وسلم, نكاد نقرأها في أحاديث وآيات آخر, من نستطيع أن نتأمل ماذا كان سيفعل في ذلك الصحابي الجليل؟ صلى الله عليه وسلم.
عبد الله المديفر: أنا أريد أن أدخل مباشرة للمراهقة, يعني المراهقة تحديداً اللي هي بنت الأنثى شوف الحديث كان عاماً في بداية حلقتنا, أنا أريد سؤال مباشر, كثير من الأمهات تسألن هذا سؤال كيف نتعامل مع بناتنا المراهقات؟ أنا أريد أنو نأخذ مجموعة من الأشياء ومن القطر, من الطرق التي نستطيع أن نتعامل معها, أن نتعامل فيها مع بناتنا المراهقات.
د.طارق الحبيب: المراهق عموماً سواء أن كان ذكراً أو أنثى هناك وسائل عامة للتعامل معه, ومن وسائل التعامل مع المراهقة, ذكراً أن كان أو أنثى, أن أتقبل سقط المراهق, لأن سقط المراهق في العادة هو سقط عابر, والمراهق أسرع رجوعاً سقطه وعن غضبه وعن خطأه ما هو الإنسان البالغ الرشيد, وإذا كان لزاماً حينما يسخط المراهق أن نقبله لا معنى أن نرضى به, أن نقبل أن له حقاً السخط ولا نجاريه أو نصدمه لحظة السخط, لأنه سيعود بعد قليل, لذلك إذا سخط ذلك المراهق, نقول ربما هناك شيء يشغل بالك, وأش رأيك بعد الصلاة نتكلم عن هذا الموضوع, نتعشى وما يصير خاطر إلا طيب, وإذا به بعد العشاء يأتي ويعتذر, أو يأتي وقد غير أفكاره, أنا لم أضعف لم أكسل أمامه, لكني أدركت نفسيته, فهمت ذاته ومن هنا انطلقت في مفهومي في التعامل مع ذلك المراهق.
عبد الله المديفر: يعني لعبة الزمن يعني مع المراهق, تأجيل بس الحوار يعني...
د.طارق الحبيب: مش زمن يا أستاذ عبد الله القضية الحقيقة أن فيها تأرجح, وأحياناً بعض أفكاره نتيجة لمشاعره, والمشاعر تتقلب, إذا ذهب ذلك الشعور غابت الفكرة المصاحبة, فأعطي فترة للشعور بأن يغيب, فتغيب تلك الفكرة, لأنك لو نقاشة الفكرة فأنت تغزيها أكثر وأكثر, وترويها بالماء العذب الجلالي جداً لتلك الفكرة.
عبد الله المديفر: جميل.
د.طارق الحبيب: الأمر الآخر في التعامل مع المراهق والمراهقة لا تتصرف معه بهم شديد, المراهق يتضايق جداً لمن يتعامل معه بفهم شديد, لا يشعر أنك فاهمه, ولذلك أيضاً من الأشياء المهمة أن تحترم خصوصياته...
عبد الله المديفر: الأستاذية في التعامل إن صح التعبير.
د.طارق الحبيب: نعم, أو جعله مهمش ذلك المراهق, وأنه ما عنده شيء, ما عنده فكر, كل شيء نحن أحسن منك ولا عنده خصوصية, لأن هذه تقربه من مرحلة الطفولة ويبعده عن مرحلة الرشد في حسه, ولذلك كما قلت يجب أن تحترم خصوصية المراهق, تعطي المراهق مساحته من الخصوصية وأقول من هذا المنبر حتى لو كان فيه أخطاء يسيرة, أقبل أخطاء يسيرة قد أغلقت عليها ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول؟ إن الله يعجب من الشاب ليس له صبوة, هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
عبد الله المديفر: والكلام هذا حتى مع البنات؟
د.طارق الحبيب: مع البنات والأولاد, لكن لا ندعو إلى الأخطاء ولكن لو وجدت بنت عندها بعض الأخطاء, فأننا نقبل لكن نغلق على ذلك الخطأ, يكون متعة حاضرة لا لذة تتأثر بها بقية حياتها, مثل لو اكتشفنا مراهق تشاهد بعض المجلات التي لا نريدها ولم نكن ندري عن ذلك, لا نصدمها ونحاصر هذه المجلات ربما الخلعية وغيرها, لا تدخل بدون أن شاهدنها, مسحنا لمزاج معين خاطئ أن يتنفس, لم نسمع له, لم نهيئ له أن يتنفس يجب أن يكون واضح, لكن اكتشفناه لا نصادمه, وإنما نعالج مستقبله, لأن الحياة قد علمتنا والتخصص قد علمنا أن نتعامل مع الحاضر والمستقبل, لأن الماضي لا يرجع مطلقاً, فأنا لا أدعو بسماح لهم ببعض المعاصي, ولكن إذا اكتشفت تحاصر ولا نناقش في ظني إلا حينما يتحدى المراهق تحدياً فيناقش معرفياً حينما تهدأ انفعالاته. من المهم عند المراهق أن يشعر بين فرق بين التقبل والتأيد, يجب أن يشعر أنه مقبول لذاته, حتى لو كان لا يصلي ولا يصوم ولا يفعل شيئاً من الطاعات إنه مقبول لدينا, أن يقبل لذاته, وهذا فعل الأنبياء حينما يأتي بعض الصالحين والأنبياء ويجدون من؟ الفاجرة عن البئر ويسقوها الماء ويجدوا فلاناً وفلاناً من الظالمين وذلك المجوسية ماذا فعل فيه إبراهيم عليه السلام, أن أقبلك لذاتك وفي كبده رطبة أجر, الإشكالية في مفاهيم في التربية حينما نقف في التربية نتناسى أوصولنا الفكرية التربوية, وكأن هذه الكلمات تلقى لنا في المنابل ونترغم بها في الجمعة, وفي محاضرات التلفاز لكن حينما نأتي بتربية المراهق وإذا نستعين بالآتي والعزة ومانات الثالث الأخرى أو نستعين بماذا بخلفية اجتماعية, نحن قد تجاوزناها بمراحل في الأطروحة الحضارية, وقبلها في الأطروحة المحمدية, إذا أنا لا أؤيد خطأ أيها المراهق لكني أقبلك أن لذاتك, أنت مقبول حتى لو لم تكون مسلماً مؤمناً أقبلك أحبك أيضاً, لا أحب فعلك, فالتفريق بين الاثنتين كان ضرورة حضارية, الأمر الآخر عدم وضع النموذج أستاذ عبد الله بعض الناس يضع نموذج معيناً كاملاً التعامل مع أبنائه, ولو نظر إلى ذاته لكان مقصراً, ولا نتعقب أخطاء ما شفناه ولا انتبه له, ولا عرفنا اللي عرفنا به لا ندريه أن قد عرفنا به, بعض الناس يشتغل أنه شرطي كأنه رجل استخبارات ومباحث مع أولاده, ويظن أنه استطاع, نعم اكتشفت أنا يا أخي ما أنت شرطي أنت أب, الأب فيه الرحمة فيه العطاء فيه كذا وكذا, لا يدرك هذه المعاني ذلك الأب, فعنده إشكالية, فن الانتقاد للمراهق المطلب الأساسي, أن ندرك كيف ننتقد المراهق, لأن المراهق حساس جداً يجب أن لا نقارنه بشبابنا حينما كنا شباب مراهقين ونستشهد بزواتنا النقية ولم تكن كذلك أظنه في أكثرنا إن لم يكن في كل الناس إلا من رحم ربي, هذه واحدة نتعامل مع الخطأ لا مع المخطأ, مع ذات الخطأ لا مع المراهق, لا نتعامل مع الخطأ في أثنائه بل نتواعد من بعد حين, كما كان يوسف عليه السلام حينما شكاه أولئك الرجلين الفتيان ودخل معه السجن فتيان, قال أحدهما أني أراني أصرخ أمراً وقال الآخر أني أراني أصلب يعني تأكل الطير من رأسي, ثم واعده أن لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما, هذه المساحة من الوقت تعطي مجالاً للدعاية أن يوجه, تعطي مجال للأب أن يحيا مع المراهق لوناً آخر يمهد قبول المراهقين للنقد بعد حين, حينما يقدمه, وهذه من الفنون الأساسية.
عبد الله المديفر: لكن لو قاطعتك هنا يا دكتور, الآن هذه المرحلة تكون المراهقة هي تمر فيها مرحلة البلوغ.
د.طارق الحبيب: نعم.
عبد الله المديفر: وهذه المرحلة من المراحل التي تلخبط كيان الأسرة, وخاصة إذا كانت بنت, لأنها تحتاج إلى تهيئة في قبل واضطرابات معينة تحدث لجسدها ونفسيتها, كيف نهيئ وكيف نتعامل مع هذه الحالات؟
د.طارق الحبيب: أنا أعتقد التهيؤ الحقيقي هي تأثر الوالدين, حاولت في فترات عديدة أن أيهيئ المراهقين حقيقة لكن إذا هيئت المراهقين ولم أهيئ الوالدين فظن أني أضيق وقت كبيراً في التعامل والتربية, الإشكالية في الوالدين في تأهيلهم, لم يأخذ الموضوع بجدية, ولذلك لجئت الآن في تهيئة المراهقين شيئاً ما, لكن المراهق مهما هيئته عنده انفعالات لا يرضى بأب جامد, أو أب انفعالي أو أب تقليدي في التعامل معه, لأنه قد يرى نفسه أنضج من ذلك الأب, أعتقد تهيئة المراهق لذات المراهقة, أهم من تهيئته لذات البلوغ, المراهقة بتغيراتها النفسية وتموجاتها, أهم من تغيرات البلوغ, للبلوغ الاحتلام أو 15 سنة أو ظهور الشعر أو غيرها, أن أهيئ ذات الإنسان وفهمه لذاته, وكلما حدث الطفولة والانتقالية بين التفكير الموجه للداخل, والتفكير الموجه للخارج, يعني في الطفولة والداخل للمراهقة, هذه الفترة الانتقالية, لو تنغمنا فيها تأتي المراهقة ناعمة يسيرة مطمئنة. الأمر الآخر في ذلك أن نساعد المراهق على استقلال الذات وهذا يجب أن يبدأ في الطفولة إن كنت تذكر, تكلمت عدة مرات في هذا الاستقلال الذاتي أن يكون مسئولاً عن تصرفاته منذ الطفولة, فما أن يبلغ المراهقة ويكون قد تدرب على المسؤولية, على الاستقلال يشعر أنه مسئول عن تصرفاته وعن ذاته, فيضطر أن يكون مسئولاً ويكون قد تدرب تدريباً على المسؤولية, يدرك آثار الخطأ, فيدرك التعامل معه, الفجائي في التصرفات, من سيكولوجية المراهق لو دربناه على الاستقلالية مبكراً في فترات المستجيب لفترات المسؤولية في الطفولة لا أستطاع أن يتعامل بشكل أجود بهذا الفترة, المراهق لا يحب المواعظ العامة والتوجيهات العامة ولا يحب المحاضرات الطويلة, ولذلك يحتاج حوار مبسطاً محدداً, ولذلك بعض الفضلاء, يقول ابني يبدأ يضيع عن التدين, كان يحب الله ورسوله والآن لا, قلت لماذا؟ كان يذهب معي إلى المحاضرات والآن حينما بلغ المراهقة يرفض الذهاب إلى المحاضرات, أنه لا يحب الله ورسوله, أو بدأ يضعف دينه, فأقول من النمو السوي للمراهق أنه لا يحب المحاضرات الطويلة, وكان لزاماً على الآباء أن يلخصوا لأبنائهم ويعطوهم الملخص ويجعلوه حواراً فكرياً مع أبنائهم, تحضر الأم ويحضر الأب, لكن المراهق أنا لا أؤيد حضوره للمحاضرات الطويلة, إلا إذا كانت محاضرات تفاعلية, أم المحاضرات التي...
عبد الله المديفر: ويقوم باختيارها حتى ما يلزم فيها, يعني.
د.طارق الحبيب: إي طبعاً, هذا شيء أساسي حتى التفاعلية تكون باختياره, حتى اختياره في كل شيء, لكني اشترط في الأمر أن يكون قصيراً ما أمكن, لأن المراهق لا يستطيع أن يتحمل الحوارات الطويلة, الأمر الآخر المراهق يحتاج إلى معاونة في اكتساب خبراته, في اكتساب طريقة التفكير وهذه المعاونة ربما أكون عاجزاً كأب, لا أملك هذه المعلومة, أنت يا عبد الله صديقي, وأكثر ثقافة مني, ابني معجب فيك أدفعه إليك وأدفعك إليه, عنده شيء من المال وأنت بعض المال ربما ينقصك, أغيرك بعشاء بدعوة بكذا وأجعل أبنائي يحدقوا فيك, بالعكس الأشياء الأخرى عندك وهكذا نستطيع أن نتعامل وأرقى بأبنائنا, أن تجعل أبنائك قضية استثمارية, وهذه القضية ليست شرط أن أكون ناضجاً حتى لم أكن ناضجاً وأقرر الاستثمار في أبنائي فأني أستطيع أن أحقق مراد كبير في تربيتهم, كم من الناضجين فشلوا في تربية أبنائهم, أتردي لماذا؟ لأنهم لم يقرروا الاستثمار في أبنائهم, لأنهم اكتفوا بعقولهم اكتفوا بنضجهم, كافية للتربية ولم تكن كافية إلا بالعزيمة والإصرار, والمداومة وتحمل تغيرات المراهقة والتعامل معها.
عبد الله المديفر: دور الأب والأم يعني خاصة, سواء الولد أو البنت, وأنا أريد أن أركز أكثر على البنت, يعني هل للدور الأكبر يكون على الأم في التعاون مع هذه المرحلة مع الأب, كيف يتبادل الأدوار, ما هو الدور المفروض اللي يكون فيه الأم الأب, مع اختلاف شخصياتهم طبعاً.
د.طارق الحبيب: أنا حقيقة ضد المفهوم للأب دور وللأم دور, يجب أن يصنف من الأكثر قدرة إن كان أباً أو أماً, من الأكثر قدرة لو كانت الأمة قادرة بكل المقاييس, وربما الرجل جاهل في كل المقاييس فأن الدور الكامل في قيادة الأبناء يكون للأم تماماً ويغيب دور الأب من المباشرة لهذا الشيء, لماذا؟ لأنه مشغول جداً, أبوكم مشغول عنده التزامات أبوكم, يتفقون بشيء منطوق أو شيء ضمني, إذا كان ذلك الرجل حساس رتبتها المرأة بحكمتها وعقلها, لا تستنقص الابن الأب أمام أبنائه لكنها تستطيع بهذه الطريقة ما الذي تفعله تجعل؟ أن الأب مشغول عنده التزامات دايماً يوصني عليكم والله دايماً أنا أسأله وأستشيره كل آرائي من أبوكم حتى يشعر أن الأب والأم لحمة واحدة, لو كان الأب أكثر قدرة من الأم, بعض الآباء عاطفين والأم خشنة بعض الشيء يجب أن يعطي العاطفة, وكان عندي في العيادة رجل اليوم من الفضلاء, قال فأنا الأب, قلت مين؟ قلت أنت الأم, وهي الأب, شخصيته رومانسية ذلك الفاضل وزوجته قوية فقلت هي الأم وأنت الأب أيها... هي الأب وأنت الأم, بعض الناس يقول نقص في رجولته, ليس نقص هي بنية نفسية, الذكورة والأنوثة هذا في الطرح الجسدي, في الطرح القيادي, لا ذكورة ولا أنوثة في تقيمي أقولها.
عبد الله المديفر: أنا أقدر هو الذي يقوم.
د.طارق الحبيب: الأقدر وأفهم لطبيعة المرحلة وتغيراتها, والأكثر تأهيلاً لهذه المرحلة, لكن يكون هناك اتفاق ضمني بين الاثنين, حتى يستطيعوا أن يقودها هذه الأسرة.
عبد الله المديفر: الغريب أنو الآن طبعاً انتهى وقتنا الخمس وعشرين الأولى, لكن في ال SMS هذه وحدة من المتابعات المراهقات تقول أمي, يعني بعدها تشاهد البرنامج, تقول أمي مجموعة من الأوامر والنواهي, كده رسالتها, يعني لخصت أمها بأنها مجموعة من الأوامر والنواهي, يعني لا لغة حب لا لغة تفاهم لا لغة تعامل, هي كله, أمها ما هي؟ هي مجموعة من الأوامر والنواهي.
د.طارق الحبيب: أنا رأي أن الغلط في هذه المراهقة نفسها, إذا كانت تسمعنا الآن.
عبد الله المديفر: أكيد تسمعك, لأن هذه الرسالة الآن.
د.طارق الحبيب: مساك الله بالخير بنتي, الغلط في هذه المراهقة, هي إذا كانت أمي مجموعة من الأوامر والنواهي, إذا أمي لم تأهل في تربية المراهق, وإذا كنت أستطيع أن أقرأ هذا الشيء إذا أنت أنضج من أمك في التعامل, إذا يأتي دورك أنت كمراهقة, أن تقودي علاقتك مع أمك, كما قلنا الذكر والأنثى من القائد يعتمد على الأقدر, كذلك الأب والابن أو أم والبنت, أو الأب والبنت, والأم والابن, من الأقدر على العلاقة على قيادة العلاقة بين الولد والمراهق.
عبد الله المديفر: لو أعدت دكتور أنا ما استوعبت.
د.طارق الحبيب: أنا أسالك يا عبد الله وأسال المشاهدين من الأقدر على قيادة العلاقة بين المراهق والوالدين؟
عبد الله المديفر: المراهق نفسه ولا لاء.
د.طارق الحبيب: الأقدر منهما الأنضج منهما, قد يوجد من المراهقين من هو أنضج وأعقل, ولذلك أي مراهق ما له حق الانتقاد, أبوي وأمي ما يفهموني إذا العبء عليك في قيادة العلاقة, ليس دورك أن تكون لئيماً والله أبوي غير ناضج وكذا انتهينا من هذا, حياتك كيف تفعل فيها, كيف تقود هذه الأسرة, ولذلك المراهق عليه دور في المراهقة, الأول يجب على كل المراهقين أن يقرءوا مرحلة المراهقة, يجب أن يقرأ, لماذا لا يقرأ؟ ألا يقرأ في دراسته, عن دروس التي يدرسها ليتعلم ويتخرج, ألا يقرأ عن بعض أمور أساسيات عنده, ألا يقرأ فاز الفريق الفلاني وهزم الفريق الفلاني, ألا يقرأ هذه الأمور.
عبد الله المديفر: دكتور طارق, الفريق الفلاني أعجبتني في المنتدى وحدة تقول أنو أنا أتعامل مع ولدي في درجات على أرقام الفريق اللي يشجع فريق الهلال, فتقول كم الاختبار فيقول شلهوب, يعني عشرة من عشرة, تقول أهم شي ما يكون دعي له ويساوي, هذا رقم واحد أو اثنين يعني بهذه الطريقة, فهي دخلت إليه من محبوباته كما تكلمت, تقول وجدت نتائج رهيبة في هذا الموضوع.
د.طارق الحبيب: لماذا؟ لأنها استطاعة أن تحترم ذلك المراهق, احترمت محبوباته المباحة يا جماعة, احترموا محبوباته المباحة.
عبد الله المديفر: وتصل إلى غير محبوباته بهذه الطريقة.
د.طارق الحبيب: بل يا أخي يجب أن احترم شهوته المحرمة, ليس فعله المحرم, شهوته المحرمة, كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم, حينما جاءه ذلك المراهق يشتكي, يريد الزنا, احترم شهوته المحرمة لا فعلته المحرمة, أفرق بين الاثنتين.
عبد الله المديفر: تفكيره هو الضغط الذي يجي فعلاً.
د.طارق الحبيب: لأنه شيء طبيعي, من الطبيعي المراهق أن يشعر بالشهوة الجنسية بالرغبة الجنسية, من الطبيعي فاحترمها, ويقيل عليها صلى الله عليه وسلم, هذه الأخت التي أرسلت هذه الرسالة, يجب أن تقرأ عن فترة المراهقة, يجب أن تقرأ وتوسع مداركها للمراهقين أقول, وإن كان لا يسمعون الليلة لماذا مشغولين باختباراتهم. عبد الله المديفر: لا يسمعون يعني حتى في سؤال ثاني الحين أقلك لك, من مراهقة أيضاً تفضل.
د.طارق الحبيب: ممارسة الأنشطة أيضاً رياضية تعطيها بعد جسدي, منشط الأنشطة الاجتماعية تعطيها أكثر من أم, أكثر من أب, فتوسع مداركها, مطلوب من هذه السائلة من هذه العاقل, أن تدرك المعاني والمبادئ وأن تبدأ تلعب دورها القيادي في الأسرة, مش أن تقول أمها وأبوها, أن تفهم طبعها كمراهقة, تفهم طبع الأم وتتعامل مع هذا بذكاء وبحرص وبرقي, كم من المراهقين قادوا أسرهم, ولذلك من الخطأ على المراهق أن نجعله فقط ناقداً لما حوله, فهذا خطأ كبير يجب أن نفطن له.
عبد الله المديفر: هناك طلبات كثيرة دكتور في المنتدى, تطالب تقول حدد لنا الكتب التي تقترح للمراهقة تحديداً أن توضع مجموعة من الكتب حتى يقرؤوها.
د.طارق الحبيب: الحقيقة كتب للمراهقة حقيقة لا يحضرني الآن, لأن كثير أسئل في محاضراتي وأعتذر, المراهقة وغيرها, أنا قرأتي لمصدرين للعلم من أصله الأجنبي, لأن دائماً العلوم إذا قرأت من أصولها قبل الترجمة فتكون نقية واضحة, وهذه اللغة التي تعلمت بها, الإنكليزية, وأيضاً أقرأ أصل هذا الدين, وليس أطروحته الحاضرة, أصل المبكر الدين الكتاب والسنة وأصوله, وأمازج هذا بهذا, ثم استخرج بعض اللمسات اليسيرة من هنا ومن هنا, لأن بعض الأطروحات من علم النفس وطب النفس غير اجتماعية, فهذه الأطروحات تحتاج إلى شيء من التقطير حسب طبيعتنا المجتمعية, فهي الطريقة التي أنا أقرأ بها وأتناول بها, بل قد تستغرب...
عبد الله المديفر: هذه الطريقة مناسبة لك يا دكتور, لكن مستحيلة للبقين.
د.طارق الحبيب: لاء, لأني لا اقرأ الكتب المترجم وأتجنبها لأنها ربما تؤثر على نقاء فكري في التعامل مع هذه القضية, تماماً لكن كيف واحد يقرأ عن المراهقة؟ أنا رأي ينزل إلى مكتبة, مكتبة معتبرة ثم يقرأ في الفهرس العناوين ويجد جذبتها, بعض العناوين لها جذبتها في طريقة العرض, لكن المحتوى ما في شيء, فيأخذ ثلاث أربع عناوين من الجذابة من القضايا التي تهمه, ثم يقرأ يجد هل هناك فكراً أم كلاماً عاماً, أطروحة عامة, إذا وجد هذا الشيء, وجد تلك الكتاب ما يجد ذاته, يقرأ منه, فلاحظ أن الكتب معينة في الحقيقة لأن يتجنب القراءة بالعربية في مثل هذه المواطن لأنها عند الترجمة ربما قلت لك ربما تحور بعض الفكر.
عبد الله المديفر: يعني لكل للمشاهدين أنفسهم.
د.طارق الحبيب: المشاهد نفسه ينزل إلى المكتبة ويقرأ, يقرأ أكثر من كتاب, ويمازج هذا بهذا, وكثير من الكتب هذه فيها روئي أتوقع والمؤلف فيها لمسات التناسب مجتمع دولي, فيحاول أن يقرأ لمؤلف من مجتمعه, ما أمكن.
عبد الله المديفر: قبل الاتصالات أستاذ حميدي, بس خلينا نأخذ ال sms اللي هذه وحدة, تقول بيني وبين أمي خلاف دائم على موضوع اللبس والمكياج, أنا أرى لبس معين وهي تختلف مع أمي, يعني أم يرى هذه ما هو أنيق هذه ما هو مناسب, وهي تقول لا بالعكس, أنا أشوف نفسي, أنو هذا مناسب لي. مين اللي مفروض يمشي رأيه في هذه المسألة؟
د.طارق الحبيب: جميل وسؤال ذهبي وخطير وجميل, ويتكرر كل يوم في البيوت, هل الأم رفضها لهذا اللبس أنه محرم, أو العرف الاجتماعي يرفضه, أم أنه ذوقاً ليس بجيد؟ إذا كان محرم فيسير قول الأم, إذا كان العرف الاجتماعي هي الدارج, يجب أن يحترم, وإذا كان لا إنما ذوق الأم يختلف عن ذوق البنت, وذلك الذوق مقبول اجتماعياً ولكن يختلف عن ذوق الأم, لا مكان لذوق الأم إنما لذوق البنت, قلنا هي مختلفة يجب أن يحترم اختلافها, فيطبق ذوق البنت أن لم يكن مرفوضاً في عرف الاجتماعي أو أحياناً يكون مرفوض دينياً. مثلاً أحياناً لبس ما يسمونه اللي إلى هنا كت أو ما شابه ذلك, في بعض المجتمعات مقبول عادي للبنات, في بعض المجتمعات ما ينفع والبنت التي تلبس مثل هذا بنت فاجرة بنت كذا بنت كذا, لا أقول صح أو خطأ ليس قضيتي, إنما هنا أنا أصف هذه المعاني, ما الذي والتي تلبس هكذا ربما لا تخطب وتوصف بهذا الشيء ويتناقل الناس عنها ذلك, إذا ما الذي يجب, أن يسير قول الأم لأنه مع العرف الاجتماعي أكثر احتراماً, ألبس في جلسات خاصة مع صديقات خاصة في غرفتك, مع زوجك في المستقبل وما شابه ذلك, لكن أنت في مرحلة تهيئة, في هذه المرحلة يجب أن تراعيها.
عبد الله المديفر: طيب معنا الأخت أم عبد الله, أهلين أم عبد الله.
أم عبد الله: السلام عليكم.
عبد الله المديفر: وعليكم السلام أهلاً وسهلاً. تفضلي.
أم عبد الله: أنا عاوزة كنت أسال لو سمحت عن بنت عمرها تسع سنين, و أديتها للدكتور نفسي وكده, قلي ذكائها منخفض ومش هتستمر بالتعليم بس خمس ابتدائي ستة ابتدائي بالكتير, فبصراحة أنا زعلانة على البنت خالص, ومش عارفة أعملها إيه يعني, هل صح الكلام ده يعني ولا...
عبد الله المديفر: في ذكاء منخفض ولا فيها نوع من التخلف العقلي؟
أم عبد الله: لاء قلي ما فيش تخلف خالص بس هو الذكاء منخفض شوية عن الطبيعي, حاجة بسيطة عن الطبيعي.
عبد الله المديفر: طيب وأوصاك بإيش؟
أم عبد الله: ما عطانيش حاجة قلي ما لهاش حل وخلاص يعني بس تستمر بالتعليم لوقت ثابت وكده وخلاص.
عبد الله المديفر: وبعد السادس حيكون إيش؟
أم عبد الله: بس ما تكملش, يعني خليها عندي في البيت وكده وحتعيش حياتها طبيعية يعني وبس بالتعليم ما تستمر.
د.طارق الحبيب: طيب أسالك يا أم عبد الله لو سمحتي, السلام عليكم.
أم عبد الله: وعليكم السلام.
د.طارق الحبيب: أختي الكريمة البنت كيف تلعب مع الأطفال اللي بعمرها, ولا مع الأقل؟
أم عبد الله: مع اللي أقل بسنة سنتين كده.
د.طارق الحبيب: تفهم لما تطلبي منها شيء ولا ما تفهم؟
أم عبد الله: بتفهم كويس جداً.
د.طارق الحبيب: البنت وين مقيمة؟
أم عبد الله: هنا في السعودية.
د.طارق الحبيب: الآن في أي صف سادس الآن؟
أم عبد الله: هي عادة سنة أولى.
د.طارق الحبيب: أعاد سنة أولى؟
أم عبد الله: آه.
د.طارق الحبيب: رغم أنو تقيم مثلاً.
أم عبد الله: آه.
د.طارق الحبيب: مقياس الذكاء كم كان؟
أم عبد الله: والله مش عارفة, بس هو قال أقل من الطبيعي في حاجة بسيطة لأني هي كانت فترة كان عندها ثلاث سنوات جتلها مية بإذنها بقولوا الفترة دي الطفل بيكون فيها الذكاء بتاعه بينمو وكده فحصل اللي حصل ده يعني.
د.طارق الحبيب: كيف ولادتها؟
أم عبد الله: طبيعية, هي بس بتسمع أقل من الأطفال اللي بسنها, يعني ضعيف شوية.
د.طارق الحبيب: كم كان وزنها عند الولادة؟
أم عبد الله: يعني هو في الفترة الأولى يعني لحد تسع شهور يعني مولودة تسع شهور يعني عادي.
د.طارق الحبيب: طيب.
أم عبد الله: بس لو سمحت عايزة أسال عن بنتي التانية, عمرها أقل منها بسنة ونصف, وبتحط صوبعها في بقها لغاية دلوقتي, يعني صف تاني برضو دلوقتي.
د.طارق الحبيب: وطبيعية ذكائها وكل شيء.
أم عبد الله: لاء كويسة خالص, وما فيش أي شيء. بس بتبول بالليل لا إرادي, وبتمص صوبعها بطريقة يعني طول النهار حتى صوبعها في بقها.
عبد الله المديفر: عمرها سبع سنين؟
أم عبد الله: سبعة ونصف.
عبد الله المديفر: شكراً يا أم عبد الله, سلطان.
سلطان: السلام عليكم.
عبد الله المديفر: وعليكم السلام أهلين يا سلطان.
سلطان: كيف حالك عساك طيب.
عبد الله المديفر: أهلاً وسهلاً.
سلطان: مساك والله بالخير دكتور طارق.
د.طارق الحبيب: مرحباً أستاذ سلطان.
سلطان: كيف حالك إن شاء بخير.
د.طارق الحبيب: بخير يا وجه الخير.
سلطان: كان في نقطة في صلب الموضوع نقطتين, نقطة خاصة فيني ونقطة هذه لتحليل الدكتور طارق بالنسبة لي أنا, النقطة الأولى الآن المراهقين إذا عطيته شيء من الحكم في علمك بحكم إنك معلم عطيته شيء من حب الذات أو ما شابه, يفهم غلط يعني.
د.طارق الحبيب: يعني كيف يفهم غلط؟
سلطان: يعني العاطفة اللي صح التعبير الجنسية يعني تفهم من ناحية جنسية, ابتسامة مثلاً أو طبطبة على الكتف أو ما شابه ذلك, فما أدري تفسيرها النفسي يعني, النقطة الثانية, أنا كثير البحث عن نفسي, حتى يسمي نفسي الباحث عن ذاتي أو عن نفسي وعن حقيقتي, وبعدين لا أرى في نفسي تفسيراً يعني فما أدري يعني هذا طبيعة أم أنها شي سوي فيا, من الناحية الثالثة إذا أذنت لي دكتور أمازح شوية يعني, طريقة لبسك لغترة اليوم ما شاء طريقة حلوة وجميلة والله فيها...
عبد الله المديفر: هذه لو بنت يعني تقول إن شاء الله غزل جميل..
د.طارق الحبيب: أنغيرها.
سلطان: بل نحبها بالدكتور طارق, أكثر من قوي فعلاً.
د.طارق الحبيب: سلطان أحبك الله.
سلطان: وشكراً جزيلاً.
عبد الله المديفر: الله يعطيك العافية, طيب...
د.طارق الحبيب: نبدأ بلبس الغترة, شوف محبة الناس جميلة فنبرة الحب في كلام سلطان يعني...
عبد الله المديفر: لكن أبي أسالك سؤال يعني أبي أستفيد, كثير من الأسئلة بحكم تواجدي في الأستوديو بشكل مستمر وبشكل يومي, ألاحظ أحياناً تأتي بعض الأسئلة الشخصية, الأصل فيها الرفض عند الملقي, يعني أنو مثلاً يسألك عن شيء خاص فيك أو لبسك أو كده, دائماً يحس الهوا يعني ليش السؤال وهل السؤال مزعج, وكده, أنا بسالك أنت انزعجت من السؤال هذا ولا ما انزعجت؟
د.طارق الحبيب: لا فرحت جداً حقيقة, لأن في نبرة حب الشيء الآخر أنا عودت أذني في الحياة لأن أمي قد علمتني هذا أن لا أسمع إلا الإيجابيات, حتى لو واحد ليس أخوي سلطان اتصل ويشتم, أبحث عن الإيجابية في كلامه, أبحث عن خلل ربما وقعت فيه, تقصير مع الله سبحانه وتعالى أين المشكلة؟ فتعلم في حياتك كيف أن تبحث عن الإيجابية, وكم بدأت الحياة وكم تطورت وكم ترقت, من نقط صغيرة من الضوء, كانت في ظلام كالح, أخونا سلطان طبعاً كان كلامه جميل وكلامه مداعبة.
عبد الله المديفر: لكن أنا أريد أنو أستفيد, أنا أريدك توجه لكل من يجلسوا على كرسيك, أنو أحياناً يأتيهم أسئلة محرجة وصعبة, كيف يتعامل معها على الهوى؟
د.طارق الحبيب: أنا أعتقد أن الإنسان أن لم يكن على الهواء كما هو في حياته اليومية فهذه مشكلته, ربما تعرفني أنا خارج الأستوديو هو طارق اللي أنا, وهذا ما تعرفوه, فيجب أن نتدرب وهذا التدريب هو التدريب على عدم وجود النفاق في بنية الإنسان الدينية, يجب أن نتدرب على علاقتنا في الخالق, وأصل هذا يجب أن يكون الإنسان منشغلاً عن ذاته بغيره, فأرقى درجات السواء في ظني, أن تنشغل بذاتك عن غيرك, وأن تنشغل بربك عن ذاتك, فيأتيك شيء من السواء النفسي, وشيء من السوء الروحي, وتظل تجعل السواء النفسي ينافس السواء الروحي حتى لعلنا نلتقي بإذن الله سبحانه وتعالى عند حضر نبينا صلى الله عليه وسلم.
عبد الله المديفر: سلطان يصف نفسه بأنه الباحث واللاهث في البحث عن ذاته, وهذا شيء جميل أنا أشوفه.
د.طارق الحبيب: أنا أعتقد لا مش جميل لسلطان, حقيقة أنا ما أحب يطول البحث إلى السلطان, لأن أنا خاف قادم تقول لا تطول يفتح أسئلة للناس, فأنا ما فهمت شو عند سلطان, لكن لما طول أنا كثير أحياناً هناك ما يشبه سلطان ولا يدري أنه مثل سلطان, بعض الناس مثل سلطان إنسان مثقف سلطان 100% يحب القراءة يحب الإطلاع, الدورات التدريبية يسمع أنا ربما أشارك بعضها يسمع بعض الأشياء, يعطيها معاني قيم أكبر من قيمتها, البحث عن الحقيقة التركيز, سلطان دقيق بعض الشيء, ليس حساس بمعنى حساس لدرجة كبيرة متعلم مثقف متنور, ولكن يبحث عن الحقيقة, يلحق قلبه, أنا أقول سلطان أن يستمتع بما عنده الآن أهم من أن يبحث عن شيء أضافي, ما يملك سلطان أكثر ممن يملكه أقارنه, إن كان مدرساً أو غيره, لكن ما حققه سلطان أقل مما حققه أقارنه, لأنه ماذا؟ أنشغل في البحث عن الحقيقة وغيرها, ولم يستمتع بما يملكه سلطان في ذاته, سلطان لما عندك استمتع ولا تنشغل بعيوب الناس ولا تنشغل بعيوبك كثيراً, واستمتع بما عندك واستمتع بما عند الناس وإيجابياتهم وإيجابيتك, فأنك قد أطلت فترة أطول من اللازم في البحث عن الحقيقة وفي تطوير الذات, استمتع لأن الاستمتاع بذاته هو مرحلة جديدة من تطوير الذات, ولا جديد من تطويرها.
عبد الله المديفر: هو أيضاً يتكلم عن مسألة مهمة اللي هي الحب الزائد يعني أن أعطي المراهقين حب أكبر أعطيهم حنان أعطيهم كذا, سواء في المدارس اللي البنات أو في مدارس البنين, قد أي حركة في المعدل الطبيعي للمدرس أو المدرسة مع طالب قد يفهم بأن هذا له إيحاءات جنسية وأن هذه علاقة قد تكون خارج الإطار الطبيعي, وأن قد تكون علاقة إعجاب, فهو الآن يريد أن يغدق هذا الحب للطالب, ولكنه يخاف من النظر المجتمعية.
د.طارق الحبيب: أنا أعتقد أن هذه تختلف من مجتمع إلى آخر, في المجتمعات التي لم يتعود الطفل على تلقي الحنان والضم, المجتمعات الصحراوية, يكون الطفل أكثر حساسية في المدارس من غيرها, حينما يتلقى حباً من معلم أو غيره, فيتحسس لهذه الأمور ذلك الطفل, وسلطان خليني أجرئ مش يعني سلطان من في مكانه, حتى المدرس في المجتمعات الصحراوية, الصحراوي لا أعني بلد معين, لكن أي بلد صحراوي, يكون أكثر نشافة في التعامل في التربية أو منطقة من بلد تكون, فإن حتى المعلم يكون أكثر نزوات من غيره. أعيدها ثانية, في المجتمعات الصحراوية الجبلية أحياناً اللي تتعود على الشدة في التعامل فأن الطفل والطفلة لن يأخذ ما حقه من الحنان, ولذلك حينما يدخل في المراهقة وحتى حينما يكبر يبحث عن الحنان في أي مصدر, بل البحث عن الحنان أحياناً قد يعطي عرضه أو عرضها من أجل الحنان وليس من أجل الشهوة, فنقص الحنان في طريقة التربية تجعل الطفل حينما يدخل في المراهقة يفسر أكثر من سواه هذا الشيء, وتجعل المدرس حينما يقترب من الطفل يشعر بحساسية جنسية أكثر من غيره, سلطان طبعاً لا نتكلم عنه, لكن الإشكالية في تلقي الآخرين والحب الزائد, وفهم سلطان لهذا لأنو أكثر تفكير وأكثر دقة وأكثر احتياط لما يقول الباحث عن الحقيقة فهو الباحث عن المعلومة في مثل هذا.
عبد الله المديفر: لكن ممكن أنو ترى أحياناً ليس بالضرورة أنو استخدام التعبير الجسدية كالطبطبة والضم وكده, قد يكون التعبير اللفظي العام أمام كل الطلاب...
د.طارق الحبيب: النظرة يا عبد الله أحياناً النظر قد تكون نظرة جنسية في طريقة التعبير, النظرة تستطيع أن تخترق أجزاء وتترك أجزاء, تستنطق الطرف الآخر, ومن هنا لغة المحبين, ولو كان لنا مقام حقيقة وأنا أقترح عليك هذا الاقتراح, يعني كان على بالي, حلقتنا مش الأسبوع القادم, بل بعد القادم أتوقع في 14 فبراير...
عبد الله المديفر: عيد العشاق.
د.طارق الحبيب: عيد العشاق, فأنا أقترح ولكن أنت في بداية هذه السنة كبلت يديك, وسجنتني في حقي, ولا لحق اختيار موضوع, ولكن أقترح كمشاهد للنفس والحياة, والأخوان يصوتوا على هذا أن يكون 14 فبراير حلقة عن العشق والحب.
عبد الله المديفر: طبعاً هذا الآن مو ماشي على الحب يعني ماشي أنو أنتو الآن عندكم في المنتدى www.alnafec. net يعني حينزل الآن العنوان تصوتوا, هل تريدون هذا العنوان أو لا تريدونه في حلقة 14 من فبراير. اللي هي الأحد ما بعد القادم. طيب نأخذ شيماء وبعدين نكمل دكتور, شيماء معنا.
شيماء: السلام عليكم.
عبد الله المديفر: وعليكم السلام أهلين يا شيماء.
شيماء: كيفك دكتور شلون صحة؟
د.طارق الحبيب: أهلا وسهلا أختي الكريمة.
شيماء: الله يسلمك, دكتور يعني أني ما عرف يعني صرلي فترة مشكلة أني أخاف من الموت ما أدري ليش, ويعني أنا إنسان مؤمنة ومتدينة وعندي ولادة بعد شهرين, هذا طفلي الثاني, بس ما أعرف ليش ينتابني هذا الخوف, ومرات ما أنام بالليل وأقرا رؤية وأقرا بهل الأفكار, بس مرات تروح مني هل الأفكار ومرات تعود عليا, مش عارفة السبب, هل هي وسوسة هل هي وأني اقرأ قرآن وأدعي واستنجد بالله سبحانه وتعالى, بس مرات تجيني هي الأفكار وأخاف منها, ومرات تروح عني.
عبد الله المديفر: فترة الحمل ولا على طول الأفكار هذه؟
شيماء: هي صارت عندي هسع تقريباً في العشرة أيام, وأنا كانت عندي قبل ما أصير حامل, بس راحت من عندي الحمد الله ما يشغل لها بال, بس هسع جتني من عشرة أيام ما أعرف شنو السبب.
د.طارق الحبيب: كيف بدأت قبل عشرة أيام, فاجئ ولا تدريجياً؟
شيماء: تدريجياً.
د.طارق الحبيب: كيف بدأت طيب؟
د.طارق الحبيب: يعني ما أعرف يعني على غفلة تجيني فكرة أنو مثلاً من الألم أموت أو ما أعرف يعني فاجئه هي الصورة ما حلوة ما أعرف أخاف, فرأساً أخاف.
د.طارق الحبيب: طيب الآن خايفة تموتي وقت الولادة ولا تخافي تموتي الآن؟
شيماء: لاء وقت الولادة, وبس أنا مؤمنة العمر هذا بأيد الله احتمال قبل أو بعد بس ما أعرف ليش يجيني هذا الإحساس بس بالولادة ما أدري ليش.
د.طارق الحبيب: كيف ولادتك السابقة؟
شيماء: الأولى الحمد الله زينة الحمد الله.
د.طارق الحبيب: طيب كيف الولادات القريبة منك خالتك عماتك صديقاتك.
شيماء: كلها زينة الحمد الله.
د.طارق الحبيب: يعني ما في خبرة ولادة غير طبيعية غير جيدة في أسرتكم؟
شيماء: لاء هي بس صارت عندي ما أعرف ليش.
د.طارق الحبيب: أي مواقف أخرى في حياتك غير جيدة؟
شيماء: لاء الحمد الله ما كو شي الحمد الله.
د.طارق الحبيب: إيش فهمك للولادة؟ يعني كلمة الولادة ماذا تعني لك؟
شيماء: والله بالعكس يعني مفهوم حلو يعني حيصير عندي طفل جديد وأربيه تربية إن شاء الله...
د.طارق الحبيب: لاء الولادة ذاتها لحظة الولادة خروج الطفل ما الذي تعني لك ما الذي تحسين فيه؟
شيماء: ما أعرف الألم يمكن الخوف.
د.طارق الحبيب: لما تذكري الولادة تذكري الألم تذكري الخوف, إيش تذكرين؟
شيماء: إيه هو الخوف والألم أتذكر.
عبد الله المديفر: طيب شكراً يا شيماء, طيب نوقف شوي نخلص اللي موجود عندنا, أرجع إلى أم عبد الله, تتكلم عن ابنها اللي عمره تسع سنين وعنده ذكاء منخفض, دكتور قلهم يستمر إلى السادسة ابتدائي وبعدين يترك التعليم.
د.طارق الحبيب: إي بالنسبة إلى هذا الابن يبدو أن عنده ذكاء منخفض مش شوية منخفض أكثر, لكن ربما زميلنا الطبيب النفسي كان مؤدباً وكان رشيقاً ورفيقاً مع الأم, الذكاء أكثر من منخفض لأنه في السعودية الدراسة في أولى ابتدائي بالتقييم, وبالطبيعي بالتقييم أن الناس كلها تسير يعني إلا حالات نادرة جداً يعني عنده تخلف عقلي متوسط ربما أكثر, أما اليسير فيمكن أن يسير, فأعتقد أن الطفل عنده ذكاء منخفض ليس خفيف بل أكثر, وأعذروني أم عبد الله أنت تدرين الصراحة, هل يستمر لسادس ابتدائي أو غيرها, أنا أقول لا حقيقة يستمر ربما أقل ربما أكثر, أنا رأي لهذا الطفل ما يلي أن يدخل مدارس خاصة, أن يكون لما ينتقل من سنة إلى سنة وإن لم يفهم شيء.
عبد الله المديفر: الانتقال أحسن من أنه يعيد؟
د.طارق الحبيب: الانتقال وليس الإعادة, لأن الهدف ليس أن يتعلم إنما الهدف أن ينتقل لكي لا يشعر بالنقص, ويذكر حلقة مرة تكلمنا ربما في هذا البرنامج أو غيره لأنه إذا انتقل من سنة إلى سنة يشعر بالرضا عن ذاته, هذا الطفل هو أكثر عرضة للاكتئاب وهذا الطفل إذا اكتئب اكتئابه يكون عنيف, وهذا الطفل لا نتوقع منه أن يكون طبيباً أو مهندساً أو قائداً أو رائداً فما المانع أن ينتقل من مرحلة إلى مرحلة حتى لو تساهل المدرسون, حتى لا يشعر بالضيق والضجر, ثم إذا قارب من السادسة ربما بعده بعض المعاهد المهنية الحرفية لما يحب يوجه ويعزز ذلك التوجه, ويشجع على ذلك التوجه حتى ينطلق به أي انطلاق, المهم لأمنا أم عبد الله أن تشعر ذلك الطفل بالرضا عن ذاته بما يعمله, أي كان ذلك العمل, حتى لو اضطرت إلى التعاون مع المدرسين بشكل أو بآخر في دفعه من سنة إلى سنة.
عبد الله المديفر: شيماء من السعودية...
د.طارق الحبيب: الطفل الثاني لأم عبد الله بالنسبة لمص الأصبع, هذه عادة دايماً تكلمنا عن ما يستخدم للمساحيق الأظافر أو لون الأظافر أم المناكير هذا هناك مناكير حقيقة لا رائحة لها ولون, إن لما لها طعم مقزز يوضع للطفل أثناء نومه دون أن يدري, فإذا مصها تقزز ولذلك أخرج يده حتى يكون هذا علاج سلوكياً للتخلص مثل هذا, وفي ظني أن هذه أسرع وأسهل وسيلة يمكن أن تستخدم, أما التبول اللا إرادي فيجب أن يقيم عضوياً وفي النادر أن يكون سببه عضوي, خصوصاً في مثل هذا الطفل, فأن لم يوجد سبباً عضوي, نتجه إلى الطب النفسي, برامج سلوكية, تماماً في عملية عدم الشعور في الساعات المتأخرة من النهار, تخفيفه جداً إيقاظه بعد النوم بساعة أو أقل للتبول ثم إعطائه مكافئة معينة ولها برامج يسيرة في أي عيادة نفسية ربما يفعلها.
عبد الله المديفر: سؤال شيماء ربما تكرر عندنا كثير, الأخذ عبد العزيز أرسلنا لنا رسالة مطولة فيها أنو يخاف من الموت, يعني ما أدري موجودة عندنا ولا لاء, كيف تعلق على شيماء ونفس الوضع هذا المتكرر.
د.طارق الحبيب: شيماء إشكالية في كثير من مجتمعنا العربي أن الولادة أصبر حتشوفي الولادة آو ألم, لا حتشوفي وين صح الأطفال حلوين بس الألم وفلانة وفلانة, ولذلك سألتها سؤالاً دقيقاً ما الذي تعني لك الولادة؟ قالت الحصول على طفل, قلت لا لحظة الولادة, بعض الناس تهيأ ولذلك هي بالتهيئة النفسية بل عندي أنا في المركز أقيم دورات تدريبية للحوامل كيف تتهيأ نفسياً, في القريب العاجل سنقيم هذا في الدورات, كيف تهيأ نفسياً للحظة الولادة, لأن الآن في المجتمع العربي في مرحلة الطرح الفني الطرح الراقي الطرح التنفيذي لا الطرح التقليدي المعتاد, ولذلك كيف نهيئهم لحظة الولادة, ما الولادة هي لحظة الانتصار, لحظة الصبر ثم يأتي بعدها الفرج, فيكون مفهوم الولادة مفهوم الفرج مفهوم الراحة, 12 كيلو تخرج إلى الخارج فأرتاح, مرحلة أنو صبرت ففزت ونلت مرحلة... مسألة الألم هذا أمر طبيعي لا نشر عضلات المهبل فقدرتها على التمدد وعدم التمدد, فتكون المفاهيم الفيولوجية الفسيولوجية واعية في الفكر وفي الذهن عند تلك المرأة فلا تستطيع أن تتأمل في كل شيء, اللي عند أختنا شيماء هو قلق عابر, أعتقد أيام وينتهي حتى بدون علاج, رغم أنها متدينة لا يتعارض التدين مع خوف الولادة أبداً فهذا شيء وهذا شيء إنما طريقة التصور هي الولادة هي المشكلة, هذه الفترة تنشغل بالمتع المباحة بمحبوباتها الملائمة المباحة تقطع التفكير في مثل في لحظة الولادة, تستبدلها بنماذج جيدة بلحظة الولادة هذه الطرق تكفيها وهذا القلق سينتهي بإذن الله.
عبد الله المديفر: الآن عبد العزيز يقول إذا اتصل بيا أحد أصدقائي لما أتحدث لهم منذ فترة أقول في نفسي سأموت, لذا اتصل عليا ودعني, ولو اجتمعت العائلة أقول آخر لقاء, نفس الكلام ولا...
د.طارق الحبيب: لا عبد العزيز مريض بالقلق, لكن شيء من القلق عابر أسميه خوف محدد شيماء خوف محدد من الولادة.
عبد الله المديفر: وهذا تنصحه أنو يروح اللي...
د.طارق الحبيب: إي هي مرض القلق, هذا شيء ما هو خوف محدد, وإذا كان بهذه الطريقة...
عبد الله المديفر: هو كاتب برسالة طويلة ولكن أنا أعطيك المختصر لها.
د.طارق الحبيب: إي من هذا المختصر هو متشائم لأنه قلق, هذا المرض هو مرض القلق, ربما سماته قلقة وهذا القلق إن كان في كل محيط الحياة دائماً خائف مرتعب من شيء لا يدركه لا يعرفه فأنه هذا مريض بالقلق, أما إذا كانت هذه السمات, هو حساس ما تكلمنا عنها في السابق فهي الشخصية القلقة.
عبد الله المديفر: شكراً سعادة الدكتور, شكراً موصول لكم, تذكروا أن الدكتور الآن جالس لمدة ساعة للمتصلين اللي ما لحقهم الوقت من الساعة العاشرة إلى الساعة الحادية عشرة, وتذكروا أن الدكتور طارق الحبيب يقول الآباء يحتاجون إلى تربية لتربية أبنائهم المراهقين. السلام عليكم.
المصدر: http://www.alresalah.net/index.jsp?inc=34&pid=129&lang=ar&sec_id=3386